روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الحادي عشر

رواية وسام الفؤاد البارت الحادي عشر

رواية وسام الفؤاد الحلقة الحادية عشر

“أنا حاسس كده إنك ناسي الإتفاق إلي كان بينا!”
تنحنح يوسف قائلًا:
-أي اتفاق؟
-تطلق بنت عمران! وأنا شايف إن ده الوقت المناسب
تنهد يوسف بعمق ونظر في ساعة يدة قائلًا:
-مش وقته الكلام ده يا عمي أنا متأخر على الشغل ولازم أمشي
استدار يوسف ليغادر فناداه سليمان بصوته الخشن:
-يوسف!
التفت له يوسف فأردف سليمان:
-أنا مستنيك عشان نقعد مع بعض ونخلص الموضوع ده
تنهد يوسف بعمق وبلل حلقه الجاف قائلًا:
-لسه بدري يا عمي حضرتك قولتلي سنه سنتين تلاته يعني براحتي
ابتسم عمه بمكر وعقب:
-أنا خايف عليك وعايز أرچعلك أراضيك ومالك!
تنحنح يوسف ونظر لساعة يده مجددًا وهو يقول:
-أنا متأخر يا عمي نتكلم وقت تاني عن إذنك
ولى يوسف ظهره وسار ليغادر فعقب سليمان بصوت مرتفع:
-وأنا هستناك يا يوسف عشان نتفق
ولى سليمان ظهره هو الأخر منصرفًا وهو يبتسم بخبث، سار يوسف في طريقه متمتمًا:
-يا الله! كنت عارف إن المواجهه دي لازم منها بس متخيلتش إنها هتكون بسرعه كده
التفت حوله يتفقد الطريق وإذا سمعه أحد تنهد بارتياح لأن الطريق خالي من المارة وقال بهمس:
-الحمد لله محدش حوليا…
تنفس بعمق وهز رأسه باستنكار قائلًا:
-مجنون ماشي أكلم نفسي!
لن يسمح لعمه أن يلج في سيطرته عليه، لن يترك فرح وإن اضطر على ترك أمواله سيفعل، وكيف يترك مهجته فلقائهما لم يكن صدفة بل كان فرصة له وحياة لقلبه….
على جانب أخر جلست «حنان» زوجة سليمان على درج البيت غير قادرة على إكمال عملها، فقد زبلت ملامحها وتبدلت من امرآة قوية ذات جبروت لا تفكر إلا بأذية غيرها لأخرى ضعيفة لا تقوى على فعل أي شيء حتى مهامها اليوميه، قضى عليها المرض وصفعتها الحياة بقوة لتعرف حجم نفسها، وضئالة قدرتها، وقفت أختها «حبيبة» تضع يدها حول خصرها وتتشدق بالعلكه وقالت بلوم:
-قولتيلي إنك هتساعديني عشان أتجوز من حبيبي يوسف
ردت حنان بيأس:
-أنا في إيه ولا إيه يا حبيبه ما إنتِ شايفه حالتي
شهقت حبيبة بسخريه وهتفت بنزق:
-لا اسمعي يختي أنا مليش دعوه بحالتك اتصرفي جوزيني يوسف قبل ما تموتي!
هزت حنان رأسها بلا حول ولا قوة وقالت بحسرة:
-تصدقي بالله إنتِ ما عندك قلب
ضحكت حبيبة بصخب وقالت باستهزاء:
-تربيتك يا حنان البركه فيكِ يختي أنا الشجره إلي زرعتيها
حقًا! هي شجرتها الشيطانيه التي زرعتها وسقتها بالحقد والخبث والشر! هي ثمرة حياتها المكتظة بالأشواك، شيطان بصورة إنسان، لا تكترث لأي شيء غير هدفها وإن اضطرت تدهس كل ما بطريقها لتصل!
نهضت حنان واقفه وقالت بنبرة حا،،دة
-قومي امشي يا حبيبه أنا مش قادره أناحي معاكِ
رفعت حبيبة إحدى حاجبيها وقالت بحزم:
-طيب وأنا هروح للشيخه بطه هي إلي هتجيبه على ملا وشه ولا الحوجه ليكِ
ضحكت بسخرية وأردفت:
-بقيتِ صاحبة مرض والظاهر إن نهايتك هتكون صعبه يا حبة عيني
صر،،خت حنان بوجه أختها:
-امشي من وشي يا حبيبه أنا مش طايقه نفسي واعملي الي تعمليه
رمقتها حبيبة بسخرية وخرجت من البيت برمته وهي تتمتم:
-ماشي يا يوسف هتروح مني فين أنا وراك والزمن طويل
سبحان الله 🌷
____________________________________
وبأعين منكسرة ونظرات مخذوله وخيبة أمل نظرت لوالدتها وقالت:
-متحاوليش تقولي أي حاجه عشان مفيش حاجه هتبرد النار إلي بتحرق جوايا!
ردت والدتها بحسرة:
-وأنا إيه إلي يبرد النار إلي بتحرق جوايا يا هبه… البنات كلها متجوزه إلا إنت قاعدالي وحالك واقف
تنهدت هبه بألم:
-أنا تعبت والله العظيم تعبت…. هي الحياه عندك جواز وبس إيه التفكير العقيم ده
عقبت والدتها بقلق:
-أنا خايفه عليكِ
هزت هبه رأسها وقالت وهي تضغط على أسنانها كي تكظم غيظها وتمنع فاها من التفوه بأي كلمة تجرح والدتها وهتفت قائلة:
-لو سمحتي يا ماما أنا كبيره كفايه عشان أقرر حياتي هتمشي إزاي!
ضغطت على كل كلمه في جملتها وهي تقول برجاء:
-لو سمحتِ متتدخليش في حياتي
ردت والدتها بإصرار:
-لأ يا هبه هتدخل… لما تبقي إنتِ مش عارفه مصلحتك هتدخل… إنتِ مطلقه عارفه يعني إيه مطلقه!
أردفت والدتها بحسرة:
-يعني كلامك وخروجك وبياتك بره البيت الناس بتبصله مطلقه يعني معيوبه
أكملت والدتها دون الإلتفات لقلبها الذي تحطم:
-هو ده المجتمع بتاعنا ودي تقاليدنا إلي إنتِ بتهربي منها
اندلعت النار بداخلها لتحرق نياط قلبها فلن يجدي جظالها مع والدتها نفعًا، وما يعني مطلقه! ألا بحق لها الحياة أليست إنسان كباقي البشر! ودت لو تصرخ ليبرد ألمها لكن حتى الصراخ لن يفيد، مسحت دموعها ولم تنتظر سماع أي كلمة أخرى، دخلت غرفتها لتأخذ بعض الأوراق ثم خرجت من البيت صافعة الباب خلف ظهرها، عازمة ألا تعود وقفت الأم تنظر لأثرها تنهدت ثم قالت بإصرار:
-مغلطش لما قولتلها يا هبه وهتتجوزي عاصم برده!
وقفت هبه أمام باب شقتها ومسحت دموعها ثم تنفست بعمق وابتسمت عندما تذكرت چورين فقد صارت تلك الطفلة ركنها الدافئ ودوائها المضاد لتلك السموم التي تبثها والدتها بداخل شراينها كل يوم، نزلت الدرج واتجهت نحو محل لألعاب الأطفال لتشتري عروسة لعبة ثم تخرج متجهة للمطعم…
الحمد لله 🌹
_____________
على جانب أخر يجلس آصف مع ابنته على الطاوله يعبث بهاتفه وهي ترسم وتلون بدفترها، توقفت عن الرسم ونظرت له للحظات فنظر لها قائلًا:
-بتبصيلي كده ليه؟!
-عاوزه أوريك رسوماتي
أخذ الدفتر من يدها وهو يقول:
-فرجيني
نظر للرسومات الغير مفهومه وسألها:
-جوري القمر راسمه إيه؟
أشارت للرسمة قائله:
-ده إنت ودي أنا
-ومين بقا إلي ماسك في إيدي من الناحيه التانيه ده
-دي ماما
ابتسم بحنين قائلًا:
-ماما آمنه! الله يرحمها يارب
هزت چوري رأسها بالنفي وقالت:
-لأ دي ماما هبه
أشارت للدفتر مرة أخرى وقالت:
-وده النونو إلي إنتوا هتجيبوه
تجهم وجه آصف ومزق الورقه بعن،،،ف ثم نظر لابنته قائلًا بحده:
-أول وأخر مره تقولي الكلام ده مفهوم؟!
اتسعت حدقتي الطفله بخوف وأومأت رأسها بعن،،،،ف قائله:
-حاضر
تركها ونهض واقفًا يستشيط غضبًا، ابتعد عنها ووقف أمام زجاج المطعم المطل على الخارج ينظر للفراغ بشرود، كيف تفكر ابنته بتلك الطريقه؟ هو المخطئ! لم يكن صوبًا أن يترك ابنته تتمادى في علاقتها مع هبه! تذكر زوجته الراحله فمنذ وفاتها وقد عاهد نفسه ألا يمس امرآة غيرها، وألا يفتح قلبه للحب مرة أخرى، أخرج هاتفه وحدق بصورتها على شاشته قائلًا بحنين:
-وحشتيني أوي يا آمنه
تنهد بألم وأغلق هاتفه ثم رفع عينه لتقع على هبه التي دخلت للمطعم وأقبلت نحو ابنته نفخ بحنق وعاد ليجلس مجددًا بجوار ابنته.
دخلت هبه مبتسمة ألقت التحيه فردها آصف ممتعضًا ودون أن ينظر نحوها، نظرت هبه لچورين التي تجلس عابسة الملامح وجلست جوارها لتربت على ظهرها قائلة بابتسامة عذبه:
-أنا جبتلك اللعبه إلي كان نفسك فيها
رمقها آصف بطرف عينه وهي تخرج العروسه من الحقيبه وتضعها أمام ابنته، فتبسمت چوري بفرحه وقالت وهي تتفقد اللعبه:
-الله حلوه أوي يا ماما
ابتسمت هبه بسعاده، أوشكت أن تطير فرحًا لرؤيتها البسمه على وجه چوري، هتفت قائله بحب:
-إيه ده فين الحضن الكبير والبوسه؟
ضمتها الطفله فأغلقت هبه عينيها وزادت من ضمتها وهي تتنفس بعمق، خرجت الطفله من بين ذراعيها وقبلتها بإحدى وجنتيها ثم جلست مكانتها تنظر للعبتها الجديدة، كل ذلك وآصف يساهد الموقف مبتسمًا، سألتها هبه بابتسامه:
-الجميل كان زعلان ليه بقا؟
ردت چوري وهي تنظر لوالدها:
-بابا زعقلي
رمقته هبه بغيظ وقالت بامتعاض:
-ليه كده يا أستاذ آسف مينفعش ت…
قاطعها:
-آصف بالصاد مش آسف يارب تفهمي
هزت رأسها باستنكار وقالت:
-متغيرش الموضوع مزعل چوري ليه؟!
ابتسم باستفزاز وقال بسخرية:
-وإنتِ مالك أصلًا… دا إنتِ حاجه صعب
رفعت هبه إحدى حاجبيها وزمت شفتيها قائلة بحنق:
-إنت قاعد معانا ليه أصلًا شوفلك مكان تاني
عقب بابتسامة سمجة استفزتها:
-مطعمي وأقعد في المكان إلي يريحني
نهض واقفًا وهو يقول:
-ومع ذلك مش قاعد هنا عشان مرتكبش جريمه
نظرت له وهو يغادر وقالت باستفزاز:
-أحسن برده
التفت يطالعها بغيظ فنظرت له وابتسمت بسماجه وبادلها البسمة السمجه قبل أن يختفي عن أنظارهما.
نظرت لچوري وهي تلعب بالعروسة فرحة، وتءكرت كلام والدتها، تجهم وجهها وبادرت دموعها بالتسلل من إحدى عينيها، سرعان ما جففت دموعها وتنفست بعمق لعل الهواء الداخل لحلقها يزيح ذلك الحجر الثقيل في صدرها….
لا حول ولا قوة إلا بالله 💐
_______________________________
وبعد مرور عدة أيام، الأبطال على نفس حالتهم لا جديد، وقد مرت الأيام بروتينية…
قبل منتصف شهر يناير بعدة أيام في جو قارص البرودة وتحديدًا في صباح يوم الخميس وبعدما تجلى النهار وأشرقت شمس اليوم كانت الساعة الثامنة صباحًا، وقفت وسام في الشرفة التي تطل على للحديقة التي تحاوط البيت تنظر لشجرة البرتقال التي أينعت ثمارها، وشجرة الليمون والأرينج واليوسفي، ابتسمت وتنفست بعمق وهي تحمد ربها أنه عوضها بأهل والدتها وحنانهم، تذكرت والدها وزوجته القساة وزفرت بقو،،،ه، ليخرجها من شرودها صوته الدافئ:
-القمر سرحان في إيه؟
التفتت إليه وتبسمت ضاحكة وهي تنظر لبيجامته التي تشبه خاصتها تمامًا، على شكل فأر والتي اشترتها له وأجبرته على ارتدائها هتفت قائله بهمس:
-روح اخلع البيجامه دي قبل ما خالتو تطلع من المطبخ وتشبعك تريقه
ضحك فؤاد قائلًا:
-طيب والله دي بتدفي دا أنا هشتريلي واحده كمان
بادلته وسام الضحك وقالت بخفوت:
-خد راحتك إنت في أمان طلما محدش بيشوفك بيها
أشارت لنفسها وضحكت قائلة: غيري طبعًا
مسك فؤاد ذيل بيجامته وهزه قائلًا:
-هو بس الديل ده إلي مضايقني
-دي أحلى حاجه فيها
ابتسم بحب قائلًا:
-المهم القمر بتاعي صاحي بدري ليه؟!
تنهدت بقو،،،ة وقالت:
-منمتش طول الليل كنت بفكر في الحفله إلي جدي مصمم يعملها دي!
ربت على كتفها قائلًا:
-لازم يا ويسو عشان نعلن كتب كتابنا وألبسك الدهب وبعدين دي هتبقا حاجه كده على الضيق
حدقت بالفراغ قائله بخوف:
-بس كدا يا فؤاد الموضوع دخل في الجد وإحنا اتفقنا نبقا إخوات
ابتسم بمكر قائلًا:
-متقلقيش احنا على اتفاقنا بس اسمعي الكلام ومتزعليش جدو
-ربنا يستر
ضمها قائلًا بحنو:
-طول ما أنا معاكِ متقلقيش هعملك كل إلي إنتِ عايزاه
حاوطت ظهره بذراعيها وقالت بامتنان:
-شكرًا أنا بجد مهما شكرتك مش هيوفي
-وأنا مهما قولت بحبك أد إيه مش هيكفي
قاطعها صوت خالتها التي خرجت من المطبخ قائلة بمرح:
-فرافير الحب يخواتي
لفت حولهما تتفحص فؤاد قائله:
-إيه يا واد إلي إنت لابسه ده…. هو فيه دكتور على مشارف الثلاثين يلبس كده!
تنحنح فؤاد وهو يخرج وسام من بين ذراعيه وينظر لوالدته الضاحكة، نظر لوسام قائلًا:
-اتقفشنا!
أومأت وسام رأسها قائله:
– قابل بقا تريقة لسنه قدام
ابتسم فؤاد واتجه نحو والدته قائلًا:
-يا صباح الصباح
انحنى يقبل يدها وقال برجاء: أبوس إيدك استري عليا
ضحكت والدته وقالت:
-متقلقيش يحبيبي
مصمصت بشفتيها قائلة:
-أحلى فار ده ولا إيه!
نظرت لوسام قائلة:
-ورايا على المطبخ يا فرفوره نحضر الفطار
اتجهت وسام نحوها وسحبتها من يدها لتقف أمام الشرفة وقالت:
-شايفه شجرة البرتقال دي
سألتها خالتها:
-مالها؟
نظرت وسام لفؤاد وقالت:
-فؤاد بقا أكيد شبعان منها صيف وشتا
رفع فؤاد إحدى حاجبيه وقال:
-ليه هو فيه برتقان في الصيف؟
عقبت وسام بضحكة سمجه:
-لأ بس إنت فؤاد البرتقالي يعني جدك مشبعك صيف وشتا
ضحك فؤاد قائلًا:
-ظريفه أوي ما شاء الله عليكِ
-تربيتك يا كبير
نظرت لخالتها التي تضحك بشدة وقالت:
– صباح الفل على الضحكه العسل دي
ضمتها خالتها قائلة:
-بتفكربني بأمك يا بت
ليردد الجميع: الله يرحمها
استغفر الله وأتوب إليه♥️
بقلم: آيه السيد شاكر
________________________________
وبعد إنتهاء الإفطار دخلت فرح غرفتها لتبحث عن ثياب لترتديها بالحفله وبمجرد أن فتحت الخزانه فتحت ذراعيها على مسرعيها لتقابل الملابس التي وضعتها أخر مرة بطريقة فوضاوية وأغلقت الخزانه بسرعه حتى لا تخرج والآن وقعت بوجهها، ضحك يوسف وهو يرتدي سترته وقال:
-يعجبني فيكِ دقتك ونظامك
ألقت فرح الملابس أرضًا وقالت:
-بلا دقه بلا نظام خلينا في المهم… ألبس الدريس النبيتي ولا الأزرق
-ال…
قاطعته:
-ولا ألبس الجيبه السمرا والجاكت الكحلي
-ال….
قاطعته مرة أخرى:
-ولا إيه رأيك بقا لو لبست البنطالون الكحلي والكاردجان الزيتي
-البسي ال….
قاطعته وهي تجلس أرضًا تنظر للملابس بحيرة وتقول:
-أنا بجد محتاره يا يوسف ساعدني
نفخ ممتعضًا وقال:
-اديني فرصه أساعدك! إنتِ مش مدياني فرصه أتكلم!
تنهدت بحسرة وقالت:
-يوسف أنا معنديش لبس!
نظر لها متعجبًا وهو يرفع إحدى حاجبيه وأشار للملابس قائلًا:
-كل دول ومعندكيش لبس!…. البسي أي حاجه على ما نوصل وبالليل البسي الفستان السواريه
-لبسته قبل كده وكلهم شافوني بيه
-يا حبيبتي محدش هياخد باله
-ماسي هلبسه وخلاص
زفرت بحنق وبدأت تبحث عن ثياب لتخرج بها فأردف قائلًا:
-إنتِ هتقعدي وسط الهدوم كده كتير!
رفعت يدها بثوبين وقالت:
-طيب اختار لي ألبس ده ولا ده؟
-الاتنين حلوين
أردف وهو يمسك إحداهما:
-البسي ده
ابتسمت قائلة:
-تمام
نظر لها بتعجب وهي تجهز الثوب الأخر وقال:
-علفكره أنا اختارت التاني مش ده!
أومأت رأسها مبتسمة وقالت:
-ما أنا عارفه عشان كده هلبس ده
ضحك قائلًا:
-مجنونه بس برده بحبك
خرج من الغرفه وتركها ترتدي ثيابها وبعد دقائق نادته بنبرة مرتفعة:
-يوسف الحقني
هرول إليها ونظر لها وهي تقذف الملابس بداخل الخزانة بطريقة فوضاوية فنظرت له قائله:
-الهدوم هتخلص عليا!
أردفت وهي تمسك الملابس حتى لا تقع من الخزانه:
-بص هنعمل زي المره إلي فاتت أنا همسك الهدوم كده وأول ما أشيل ايدي تكون إنت قفلت الدولاب بسرعه قبل ما تقع
ضحك قائلًا:
-إنتِ منظمه جدًا يا فراولتي اتمنى متجيش ناحية دولابي نهائي
تجاهلت كلامه وقالت بجدية:
-يلا هعد واحد اتنين تلاته وتقوم قافل
بدأت بالعد وأغلق يوسف باب الخزانه، وقفت تتنهد بارتياح وتقول:
-هم وانزاح
بقلم:آيه شاكر
________________________________
“غضضت طرفي عن شجني ومضيت مبتسمًا، فظن الناس أنني لم أذق للهم طعمًا، لا يعلمون أنني اعتدت مذاقه، فتساوى عندي حضوره وغيابه”
حل عليها يوم جديد فقد تركت بيتها منذ آخر لقاء مع والدتها وهي تسكن ببيت فؤاد لحالها فحتى فؤاد ووالدته انتقلوا لبيت جده منذ أيام عده، وقفت أمام المرآه تحدق بوجهها المرهق وملامحها التي كساها الهم حتي باتت تراه، لكن لمَ لا يراه غيرها! وكيف يرونه وهي دائمًا ما ترسم البسمه على وجهها! رسمت البسمه على وجهها ونظرت لنفسها قائله:
-خليكِ مبتسمه يا هبه إن شاء الله كلنا هنموت في الأخر ونرتاح من الهم ده
تنهدت بقو،،،،ه وابتسمت مرة أخرى قائلة:
-يا صباح التفائل يلا نروح لچوري قلب الماما وبعدين على فؤش
وفي المطعم يجلس آصف مع ابنته على الطاولة فقالت الطفله ببراءة:
-بابا هنفطر امته؟
-حالًا يا قلب بابا بس فين الحساب؟
ابتسمت چوري وضمت والدها وقبلته ثم قالت:
-كده حلو
ابتسم آصف قائلًا:
-لا لسه باقي بوسه وحضن
قبلته وضمته بقوه وعادت تجلس مكانها فسألها آصف بتلعثم:
-أ… هي…. هي ماما هتيجي النهارده؟
-أيوه هتيجي تلوقتي “دلوقتي”
همس لابنته قائلًا:
-عارفه يا چوري دي كل مره بتأكل وتمشي من غير ما تحاسب
تمتم قائلًا بنزق:
-عشان ما هو مطعم خالها قرفاني!
تخيلت ابنته أنه يريد أن يضمها ويقبلها كما يفعل معها فقالت:
-ممكن بتتكسف يا بابا
لم يفهم آصف مقصدها فقال:
-كده بتتكسف دي وشها مكشوف!
عقدت الطفلة حاجبيها بعدم فهم فنظر لها آصف قائلًا:
-طبعًا منتش فاهمه
هزت رأسها نافيه وضحك الإثنان، وصلت هبه للمطعم لتجد آصف يجلس مع ابنته ويضحكان، جلست على الطاولة بدون تحية فنظر آصف لچوري قائلًا:
-ياريتنا افتكرنا مليون جنيه يا بت يا چوري
ردت هبه وهي تخلع حقيبتها:
-إنتوا جايبين في سيرتي؟
عقب آصف:
-بصراحه أيوه
تنهدت هبه بارتياح وقالت:
-فرحتوني يلا على الأقل حد فاكرني… يلا اطلبلي فطار بقا
-أنا عايز أعرف هو أنا شغال عندك ولا حاجه
.. لأ وكل مره تأكلي وتمشي من غير ما تدفعي!
رفعت هبه كتفيها بثقة:
-شوف أنا عليا ليك كام وهديهوملك عادي!
أخرج دفتر صغير من جيبه وقال:
-١٥٠٠
شهقت بقوة وقالت:
-ليه يعني دا مكملوش خمستاشر مره إلي فطرت واتغديت فيهم
عقب بسخرية قائلًا:
-والقهوه والعصير والمايه أنا حاسب كل حاجه
نفخت هبه بحنق وقالت متلعثمة:
-طيب… يعني… بس اطلبلي فطار واكتبه عليا ونتحاسب بعدين
رددت چوري ببرااه:
-وأنا كمان يا بابا اطلبلي ونتحاسب بعتين
اتسعت حدقتي هبه ونظرت لچوري قائله:
-هو بيحاسبك على الأكل يا چوري؟
-أيوه بياخد بوسه وحضن كل مره… هو إنتِ كمان هتديله؟
تنحنح آصف وقال:
-بس يا چوري… بس يا بابا عيب كده
قاطعهما دخول طليقها «أيمن» مع زوجته، لمحته هبه وسألت آصف بخفوت:
-هو الراجل ده بيجي هنا علطول؟
-لأ أنا مشوفتهوش إلا يوم الإحتفال
امتعضت ملامحها وهي تقول:
-دا جاي ناحيتنا… استغفر الله العظيم يارب
وقف أيمن وبجواره زوجته وقال بابتسامة:
-ايه الصدفه الحلوه دي؟
ابتسم آصف ببرود ووقف ليصافحه ثم قال:
-دا مطعمنا يعني لازم نكون هنا
نظر أيمن لزوجته وقال بابتسامة:
-أعرفك يا حبيبتي دي هبه طلقتي وده جوزها
رمقتها زوجته بتقزز وهب تقول:
-إنتِ بقا هبه!
ابتسمت هبه باستفزاز وقالت:
-دكتوره هبه يا حبيبتي ياريت منشيلش الألقاب
نظرت لها وهي ترفع شفتيها لأعلى بنزق وقالت باستفزاز:
-اهلا… ازيك معلش مش هينفع أسلم عليكِ عشان الجراثيم
ابتسمت هبه بسماجه وقالت:
-يكون أحسن برده!
أشار آصف للمقاعد الفارغة وقال:
– طيب اتفضلوا اقعدوا
جلسا الإثنان فنظرت زوجة أيمن نحو هبه وقالت:
-أيمن حكالي عنك كل حاجه… وقالي إزاي كذبت عليه وظلمتيه…
أردفت وهي تنظر لآصف:
-إوعي تكوني كذبتِ على جوزك هو كمان
ابتسم آصف قائلًا ببرود:
-هبه حكيتلي كل حاجه متقلقيش من الناحيه دي خالص
اومات رأسها وأكملت باستفزاز:
-بس برده ياريت تخلي بالك أصل إلي فيه طبع مش بيغيره
كان أيمن مستمتعًا بالحوار ومبتسمًا، ردت هبه وهي ترمق أيمن بغيظ:
-فعلًا ياريت إنتِ كمان تخلي بالك لأن جوزك غدر بيا وزي ما قولتي إلي فيه طبع مش بيغيره
تجهم وجه أيمن وعقب بنزق: -أنا إمتى غدرت يا دكتوره ياريت تخلي بالك من كلامك!
عقب آصف وهو ينظر له بحدة:
-ياريت حضرتك إلي تخلي بالك من طريقة كلامك
التفتت زوجته تنظر حولها بتقزز وقالت:
-لا أنا مش قادره أقعد هنا اكتر من كده المطعم فيه ريحه خنقاني مخلياني عايزه أرجع
أردفت وهي تنظر له بابتسامه:
-أصل أنا حامل فبشم ريحة أي حاجه… المطعم مش نضيف
عقب آصف مبتسمًا:
-لا حضرتك فاهمه غلط أنا فعلا ملاحظ أنه فيه ريحه غريبه هلت علينا بس من ساعة ما حضراتكم شرفتونا
ابتسمت هبه وضغطت على شفتيها تكبح ضحكتها ثم قالت:
-تصدق فعلًا عندك حق
نهض أيمن واقفًا وهو يقول:
-طيب يا جماعه معلش هضطر أمشى وأتمنى نتقابل تاني
غادرا وزوجته ترمق هبه بحقد، فابتسمت لها هبه بسماجه ولوحت لها بيدها ببرود، وبمجرد أن انصرفا نظرت هبه لآصف مبتسمه وقالت:
-انا عرفت سموك آصف ليه!
قطب جبينه ولم يرد فأردفت:
-كنت هائل أصفت جبهتهم تصدق حبيت اسمك فجأه
انفجرا بالضحك ثم سألها:
-هو إنت مطلقه من امته
-من زمان أوي تقريبًا من تسع سنين
-ليه متجوزه وانتِ طفله؟
-للأسف أيوه كنت داخله تالته ثانوي واطلقت برده وانا داخله تالته ثانوي
-بتتكلمي بجد؟!
-أيوه أطلقت بعد جوازي بشهر!
سألها آصف بفضول:
-ليه؟!
لم ترد البوح، تنهدت بقوة وقالت:
-نصيب الحمد لله على كل حال
عقب آصف:
-بس مسيره هيعرف إننا مش متجوزين
هزت رأسها بلا مبالاه وقالت:
-مش فارقه معايا إن جيت للحق أنا مبقاش يفرق معايا أي حاجه!
نظر للحزن الكامن بعينيها ثم غض بصره عنها وتنهد بقوة فأردفت قائلة بابتسامه:
-اطلبلنا الفطار بقا عشان بعد إذنك هاخد چوري معايا النهارده عندنا حفلة كتب كتاب فؤاد
-أيوه أنا معزوم فعلًا
نظر لإبنته قائلًا:
-تحبي تروحي معاها يا چوري
أومأت چوري رأسها بالموافقه فنظر لهبه وقال:
-خديها بس خلي بالك منها
بقلم: آيه شاكر
_______________________________
وفي المساء بعد آذان المغرب، كان البيت ممتلئ بأفراد العائلة، ينتشرون بأرجاءه منهم من يتسامر ومنهم من يجلس بهدوء، قام وحيد «والد وسام» واتجه نحو نوح قائلًا:
-هي القاعده هنا بلدي ولا أفرنجي
وهنا كان يقصد المرحاض لكن أخطا نوح الفهم وظنه يتحدث عن الحفل “قاعدة العروس” فرد بابتسامه:
-دا إحنا عاملين حاجه صغيره كده على الضيق
عقد الرجل حاجبيه وسأله مستفهمًا:
-يعني بلدي ولا أفرنجي أصل أنا مبعرفش أقعد على البلدي
قطب نوح جبينه وقال متعجبًا:
-وحضرتك هتقعد ليه! العريس والعروسه إلي هيقعدو وإحنا هنهيصلهم شويه
هز وحيد رأسه باستنكار وقال:
-إنت بتقول إيه؟! يبني القاعده عندكم بلدي ولا أفرنجي؟!
حك نوح رأسه بتفكير وقال:
-مش عارف بصراحه بس باين بلدي يعني أصل جدي بيحب البلدي
زفر وحيد بقوة وقال بنزق:
-طيب أنا عايز أدخل الحمام معقوله معندكوش قاعده أفرنجي
ارتبك نوح وقال بصدمه:
-هو حضرتك تقصد الحمام! لا عندنا تعالى اتفضل
ضغط نوح على شفتيه ليكبح ضحكاته وظل الموقف يتردد برأسه وهو يحاول جاهدًا ألا يضحك وفجأه انفلتت قدم وحيد فوقع أرضًا، وهنا انفجر نوح ضاحكًا لا يضحك على وقوعه لكنه يضحك على حواره قبل قليل، رمقه وحيد بغيظ وهو يعتدل واقفًا وقال باشمئزاز:
-قليل الذوق
اكمل نوح ضحك وهو يقول:
-طبعًا لو حلفتلك إني مبضحكش على حضرتك مش هتصدقني
-خلص وديني الحمام
بقلم: آيه السيد شاكر
___________________________
“ماما حطيلي روج”
قالتها چوري الحالية على طرف السرير بغرفة وسام، وهي تنظر لهبه التي ترتدي فستانًا أسود عليه حجاب وردي اللون، وتضع لنفسها مساحيق التجميل فعقبت هبه بابتسامة:
-بلاش يا چوري الوحش البري لو شافك ممكن يزعل
عقبت چوري:
-لأ دا بيحطلي في البيت وبيحطلي أكلاتور ” أكلادور_طلاء أظافر”
جلست فرح جوارها وهي تقول:
-تعالي يا قمر إنتِ أنا هحطلك أكلادور وروج بس تديني بوسه
كان وسام مرتبكه تفرك يدها تارة وتقضم أظافرها تارة أخرى بقلق، بدت رائعة بفستانها الرصاصي المرصع بالفضه وحجابها الرصاصي ولمسات المكياج الخفيفه، نظرت لها هبه قائله بابتسامه:
-اهدي بقا يا وسام
ابتلعت وسام ريقها وقالت:
-هبه لو سمحتي هاتيلي مايه
-حاضر
نظرت هبه لفرح وقالت:
-خلي بالك من چوري على ما أجي
خرجت هبه من الغرفه، فسمعت حوار عماتها:
لتهتف إحداهما بخفوت:
-دي اتطلقت بعد شهر واحد جواز وبقالها تسع سنين ومتجوزتش
وترد الأخرى:
-اكيد معيوبه مش بالساهل تلاقي حد يرضى بيها! والله أعلم أمها وأبوها مخبين إيه!
لتعقب الأولى:
-يلا احنا مالنا!
تنهدت هبه بقو,,ه ومرت من أمامهما فنادتها إحداهما:
-يا هبه تعالي سلمي عليا يا بت
اتجهت هبه نحوهما بنزق وقالت ببسمة مصطنعة:
-ازيك يا عمتو؟
لترد عمتها بابتسامه:
-دا أنا جيبالك عريس بقا لقطه… كنت لسه رايحه أقول لأمك
نفخت هبه بحنق وقالت:
-بالله عليكِ ارحميني يا عمتي أنا مش عايزه أتجوز!
مصمصت عمتها بشفاتيها وقالت:
-طيب اعرفي مواصفاته هو دكتور زيك عنده ٤٧ سنه مراته متوفيه مشكلته الوحيده أنه معاه تلت عيال
زمت هبه شفتيها وولت ظهرها منصرفه دون اهتمام لكلامها فنادتها عمتها:
-يا هبه! يا بت استي!
مصمصت عمتها الأخرى شفتيها قائلة:
– دا إنت قليلة الذوق والله لأقول لأمك
كانت على وشك دخول المطعم فنادتها والدة فؤاد: تعالي عايزاكِ
سحبتها من يدها لتدخل الغرفة عند والدتها وشاهيناز وفؤاد فعلمت أنه وقت المواجهه وآلام القلب أغلقت عينيها بألم ودقم فتحتها ونظرت لفؤاد قائلة:
-روح إنت شوف وسام عشان متوتره وخدلها مايه معاك تشرب
ربت فؤاد على ظهرها وقال بهمس:
-حاولي تتماسكي وهنتكلم بعدين
ردت عليه بهمس:
-متقلقش عليا
بقلم: آيه شاكر
____________________________
دخل فؤاد لغرفة وسام فخرجت فرح مع چوري لتتركهما، وقف فؤاد بجوار وسام وقال:
-ممكن أعرف مرتبكه ليه؟
–كل حاجه غلط كل حاجه بتحصل غلط مكنش ينفع نتجوز!
نظر لها بقلق فهتفت قائله:
-فؤاد أنا عايزه المهدئ!
-بس إنتِ مش محتاجه مهدئ
أنهارت بالبكاء فاقترب منها وسألها بحنو:
-بتعيطي ليه يا بابا مش أنا قولتلك كل حاجه هتتحل
جلست على طرف السرير تهز قدمها بارتباك وتقول:
-كل حاجه بتحصل غلط يا فؤاد أنا خايفه ومخنوقه وتعبانه
انحنى أمامها وقال:
-بصي اهدي خالص… صدقيني هعملك كل إلي عايزاه
أعطاها كوب الماء وهو يقول:
-اشربي مايه وخدي نفس ومتفكريش في أي حاجه!
ارتشفت المياه ونظرت لعينيه قائلة:
-فؤاد إنت مش هتسيبني صح؟!
-لأ يا وسام أنا عمري ما هسيبك أنا جنبك دائمًا… إنتِ مش قولتي إحنا إخوات هو فيه أخ بيتخلى عن أخته!
تنفست بارتياح وسألته:
-هو بابا بره؟!
اومأ رأسه قائلًا:
-أيوه ومعاه مراته بس متقلقيش أنا معاكِ
________________________
“يا بت أمك خايفه عليكِ مش هتلاقي عريس زي عاصم تاني”
قالتها شاهيناز وهي تنظر لهبه التي ردت بامتعاض:
-ليه؟ فيه إيه مميز؟ ومش دي مشكلتي أنا مشكلتي مع ماما إنها طلعت سري إلي المفروض محدش يعرفه غيري أنا وهي
عقبت والدة فؤاد:
-عشان خايفه عليكِ وعايزاه يتمسك بيكِ
صاحت هبه:
-وهو ده إلي هيخليه يتمسك بيا!
أومأت شاهيناز رأسها وقالت:
-أيوه لما يعرف انك بنت بنوت هيتمسك بيكِ أكتر
ضحكت هبه بسخرية وقالت:
-إيه ده دا انتوا كمان عارفين…. دا مبقاش سر أصلًا!
لترد والدة فؤاد:
-اخص عليكِ يا هبه هو إحنا برده هنطلع سرك بره
عقبت شاهيناز:
-اسمعي الكلام يا هبه
لتهتف والدتها القابعة في ركن بعيد قائلة بنزق:
-اتجوزي يختي عشان تلحقي تجيبيلك حتة عيل
نفخت هبه بحنق وقالت:
– أنا كرهت الجواز وكرهت الحياه بسبك وبسبب الزن ده
نهضت والدتها واقفه وقالت بغض،،،ب:
-أنا زهقت جبت أخري خلاص البنات كلها معمره بيوتها إلا إنت عامله زي البيت الواقف وحالك مايل
عقبت شاهيناز:
-أيوه يا هبه إنت لازم تتجوزي عشان ترفعي راس أمك وأبوكي إنتِ اطلقتي بعد شهر واحد جواز وده مش سهل عليهم
لتعقب والدة فؤاد:
-مفيش شاب في الدنيا هيقبل يتجوز واحده ظروفها زي ظروفك وكمان مطلقه مش هتلاقي حد يرضى بيكِ إلا فوق الأربعينات
كان كلامهما كالنار التي تحرق روحها، لن تستسلم وإن تُخذل أمامهم قالت بثبات:
-مش فاهمه ليه متجوزش شاب من سني أنا هقولكم بقا سر كنت مخبياه
أردفت بكذب:
-أنا بحب واحد وهو بيحبني وهيجي يتقدملي…
وقفت والدتها أمامها وسألتها:
-بتحبي واحد! مين ده وبيشتغل إيه؟
عضت شفتيها السفليه فقد أقحمت حالها بمشكلة! وهتفت قائلة:
-عنده ٢٩ سنه ومدرس
ابتسمت والدتها متهلله لكن تجهم وجهها فجأه وسالتها بترقب:
-بتتكلمي جد ولا بتقولي كده عشان تخلصي من عاصم!
رفعت رأسها بشموخ وقالت:
-بتكلم بجد وهيجي يتقدملي بس اصبري شويه وارفضي إلي اسمه عاصم ده
____________________________________
تفرد حنان جسدها على الفراش فوقف زوجها “سليمان„ أمامها وقال بتهكم:
-إنا كتبت كتابي على واحده وهتچي من بكره تعيش هنا
نظرت له بأعين منكسرة وقالت:
-إتچوزت يا سليمان! إتچوزت عليا أني!
-وليه لأ وأهي تساعدك في البيت
أغلقت جفونها بألم وقالت بنبرة حزينه:
-مكنش العشم يا سليمان دا احنا عشرة تلاته وعشرين سنه
عقب بكره:
-تلاته وعشرين سنه استحملت فيهم كل و…ساختك وقرفك أنا محتاچ أتچوز واحده نضيفه أقضي معاها باقي عمري
ابتسمت حنان بسخرية وقالت:
-الطيور على أشكالها تقع يا حبيبي يكش تكون فاكر نفسك ملاك… لا يحبيبي دا احنا دفنينه سوا
ضغط على أسنانه قائلًا:
– أعقلي كلامك يا حنان! والأحسن تقفلي بوقك خالص
اعتدلت جالسة وقالت بسخرية:
-تحب أفكرك عملت إيه في أختك وچوزها! أنا وإنت زي بعض بالظبط بس إنت أوسخ مني
صفعها كفًا على وجهها فإنهارت قائله بصراخ:
-بتضر،،بني يا سليمان طيب والله ما هسكت أنا كده كده ميته يبقا هغرفك قبل ما أموت وهحكي ل ماچد كل وساختك
رد عليها بنبرة مرتفعة وبغضب:
-اخرسي بقا
اقترب منها وقبض على عنقها بيده وهو يضغط على أسنانه قائلًا:
-إبقي فكري تفتحي بوقك وأنا أخلص عليكِ قبل ما تعمليها يا حنان
حاولت التنفس لكنه كان يقبض على عنقها بعن،،،ف، حاولت أن تزيح يده عنها لكن لم تستطيع، ظل يردد بهستريه:
-أنا عمري ما حبيتك أنا بكرهك يا حنان بكرهك بكرهك
أغلقت حنان جفونها وارتخى جسدها فأزاح يده عنها بروع ونظر إليها وهي تميل على فراشها، جلس جوارها يحدق بها بهلع لاهثًا من شدة فرقه وقلقه، هزها بيديه قائلًا:
-بت يا حنان!
ازدرد ريقه برعب وتفقد تنفسها، جحظت عيناه بصدمه ورجع إلي الخلف وهو يضع يده على فمه برعب ويردد بشدوه: ماتت!!
__________________________________
“تائهة في صحراء الحياة أتخبط من مكان لأخر بلا رفيق، رأيت حيوانًا فظننته أليف! ركضت نحوه متهلله عله يؤنس وحدتي في تلك الصحراء الخاوية، ولن أبالي إن كشر عن أنيابه وركض هو نحوي مهاجمًا، وبدون مراء سأقبل نحوه لأعانقه بكامل إرادتي”
وبعد أن خرجت هبه من الغرفة، خطر لها فكرة، وقررت تنفيذها، بحثت عن آصف حتى وجدته يقف لحاله فدنت منه ووقفت جواره قائله:
-أستاذ آصف كنت عايزه حضرتك في موضوع مهم
قطب حاجبيه قائلًا:
-أومال فين چوري؟١
-متقلقش هي مع فرح… ممكن بعد إذنك نقعد في مكان هادئ نتكلم شويه قبل ما تمشي
-معنديش مشكله
-طيب اتفضل معايا
أخذته لغرفة الصالون بداخل البيت، تسارعت دقات قلبها خوفًا من القادم، تنفست بهدوء وقالت:
-بص يا أستاذ آصف أنا بحب چوري جدًا… والله لو عندي بنت ما كنت هحبها كده!
أومأ رأسه مؤيدًا فأردفت:
-طبعًا حضرتك عارف إني مطلقه من تسع سنين و…
وقف الكلام على طرف لسانها فحثها على النطق قائلًا:
-كملي
زفرت بقو،،،ه وقالت:
-اتمنى حضرتك متفهمنيش غلط… أنا مش مستنيه منك أي حاجه ومش عايزه غير أكون مع چوري!
-مش فاهم بصراحه ممكن توضحي
أخذت نفسًا عميقًا واعتدلت في جلستها قائلة بتلعثم:
-أنا…. أنا…. أنا عايزه أكون مامت چوري بجد يعني أعيش معاها
عقب آصف بصدمه:
-نعم! إنتِ عايزه تاخدي چوري مني! دا أنا عايش عشانها!
هزت رأسها نافيه وقالت:
-مش هاخدها…. أنا….. أنا قصدي أعيش أنا معاها
ابتسم بسخرية وقال:
-إنتِ مدركه إلي بتقوليه هتعيشي معاها إزاي؟ إنتِ عايزه تيجي تعيشي معانا! مع راجل غريب في بيت واحد
أردف وهو ينهض واقفًا:
-إنتِ نزلتي من نظري أوي
وقفت هي الأخرى وقالت:
-ثواني بس…. أستاذ آصف أنا… أنا عمري ما تخيلت إني تطلب من راجل كده بس….
نفخ بقوة وقال:
-قولي عايزه إيه؟!
نكست رأسها أرضًا وأغلقت جفونها وهي تنطق:
-تقبل تتجوزني؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!