روايات

رواية مملكة تارتين الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسى

رواية مملكة تارتين الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسى

رواية مملكة تارتين الجزء السابع

رواية مملكة تارتين البارت السابع

رواية مملكة تارتين الحلقة السابعة

تناولت الفتاه طعامها بعد أن نظفت نفسها ثم نامت، لم تكن تعرف انها الليله الأخيره التى ستنعم فيها بالراحه، فالحياه فرص ومهما كان بأيدينا فأنه يستحق التقدير والامتنان عندما فتحت عينيها كانت فى كهف اخر مظلم وموحش مقيده بالسلاسل، جعلت تصرخ من الرعب والصدمه، صرخت حتى بح صوتها، ظلت ساعات تطلب المساعده، كان عليها ان تعرف كيف تساعد نفسها لأننا ليس دائما نجد من يساعدنا ويقف جوارنا، لا طعام لا ماء، فقط ظلمه، رائحة الخوف تفوح من جدران الكهف وحجارته وهوائه، فى اليوم الأول اعتقدت انها ستموت، الحامى لم يظهر، فى اليوم الثانى حاولت أن تقنن مجهودها وحركتها لتوفير الطاقه، فى اليوم الرابع سأت حالتها وغفت.
كان جوارها شربة ماء عندما استيقظت، ارتشفتها حتى آخرها، اليوم الخامس شربة ماء، هكذا مضى اسبوع، قضته بين الحياه والموت لكنها اكتشفت قدرتها على التحمل، حمل اليوم الثامن اخبار سعيده، خبز وطعام كان قليل لكنه كان بالنسبه لها حياه، اعتقدت انها ستموت داخل الكهف وانها طوال حياتها لن تمر بأيام بمثل ذلك السوء.
“كان على ان أخبرك منذ البدايه”
حجب نور الشمس هذا الرجل الذى وقف على باب الكهف، مظهره لا يبشر بخير، مفتول العضلات كل عضله فى جسده تحكى قصه، وجهه ملثم، غريب ان يضطر رجل مثله ان يخفى وجهه، طويل شامخ مثل النخل، بيده سوط يجره خلفه، بلا سلام ولا كلام صفعها الرجل بالسوط، صرخت من الوجع، ضربها مره اخرى صرخت أكثر، اين رحل الحامى فكرت انها مختطفه، فكره تجلب من المراره الكثير من الخيبه، هذا يعنى ان الحامى انهزم او مات وكلا الاحتمالين سيء.
كان الرجل يجلدها بلا توقف كأنه لا يسمع صراخها، كأن الطفله الضعيفه مجرد صخره او كيس تدريب، توقف بعد ربع ساعه، ثم قال عليك أن تكونى مستعده وتركها واختفى
كان الألم موجع، تفقدت جسدها الذى اصبطغ بالأحمر، كونى مستعده؟ لماذا؟
بعد ساعه ظهر الرجل مره اخرى، جلدها بالسوط نصف ساعه وقبل ان يرحل قال عليك أن تكونى مستعده، فى كل مره كان يعود فيها كان وقت الجلد يزيد أكثر
كيف لانسان فى قلبه ذرة رحمه ان يجلد طفله لا حول لها ولا قوه؟
عندما ظهر فى اليوم التالى على باب الكوخ، تكورت الطفله على نفسها، اصطكت اسنانها وجسدها ارتعش
ارجوك لا تضربنى، جسدى يتألم
قال الرجل، تخلصى من السلاسل، اقطعيها حينها فقط لن اجلدك
السلاسل التى لا تستطيع تحريكها يطلب منها ان تقطعها
من يظننى؟ حتى المارد لا يستطيع قطع تلك السلاسل
انتهت الفتاه لفكرة ان استسلامها للجلد افضل من احتمالية قطع السلاسل، وتعرضت طول اليوم لجلد مزق جسدها
خلال الليل فكرت الفتاه، سيجلدنى سبعة أيام مثلما تركت فى الجوع والظماء سبعة أيام
لكن جسدها لن يتحمل الجلد أكثر من ذلك، حاولت قطع السلاسل بلا فائده، يدها اليمنى تألمها لكن اليد اليسرى لا ألم فيها، ظلت فاتحه عينيها طوال الليل من الوجع قبل الفجر حاولت أن تنهض، استندت على يديها لتقف جمعت كل قوتها
ثم فجأه انغرست أصابع يدها اليسرى فى الصخر واخترقته
ظهر منها أطراف من معدن لامع مثل الشفرات، تذكرت الفتاه الرجل الذى انقذ ذراعها، ربما مات الان فى الصحراء؟
شدت السلاسل وضربتها بشفرات يدها اليسرى انقطعت السلاسل محدثه شرر
تحررت الفتاه من قيودها، تعجب الرجل عندما دخل الكهف ووجدها حره، كيف فعلت ذلك؟
من ساعدك؟
ساعدت نفسى، قالت الطفله، قلت عليك أن تكونى مستعده ووفعلت
مستحيل صرخ الرجل، لم يتمكن اى مخلوق من تقطيع السلاسل قبل اليوم السابع : حتى لو كان المختار
قالت الطفله، المهم انك قلت لن اجلدك مادام تخلصت من قيودى
نظر الرجل تجاه الأرض وقال حسنا ثم اختفى، بعد رحيله تهدمت صخور مدخل الكهف وانسد والفتاه داخله
كتل من الصخور الضخمه تحول بينها وبين حريتها وسمعت صوت خارج الكهف، لن يصلك طعام ولا شراب ما دمتى محبوسه داخل الكهف، ساعدى نفسك، انقذى نفسك
الطعام ينتظرك خارج الكهف.
بجسدها المنهك راحت الطفله تحرك الأحجار الصغيره من فوهة الكهف، لكن الجلاميد الضخمه اعترضت طريقها
ورغم انها ظلت باقى اليوم تنقل الأحجار لم تتحرك الا مسافه صغيره
كان الصوت خارج الكهف يحمسها ويطالبها ان لا تستسلم
يوم، اثنين، ثلاثه، راحت قوة الفتاه تنهار وتخور
صرخت انا غير قادره على تحريك الصخور الكبيره :!
رد الصوت، استخدمى عقلك، الحظ لا يكون فى جانبنا دائمآ
سأموت هنا، قالت الفتاه بحزن ودموع
رد الصوت ستموتين هنا اذا لم تخرجى من الكهف
صرخت الطفله انت لا تساعدنى
رد الصوت، اجل، لن اساعدك، انت وحيده
هل تعتقد انها ستنجح؟ سأل الصوت رجل يجلس لفى جواره
اذا كانت المختاره ستنجح، واذا كانت غير ذلك ستموت
اعترض الصوت، لكنك رأيت بعينك كيف قطعت السلاسل؟
لم أرى شيء، أجاب الرجل، وجدت السلاسل مقطوعه ولا اعرف كيف حدث ذلك، انا متأكد انها لم تفعلها بنفسها
قال الصوت انت تتحامل على الطفله صفى قلبك تجاهها، لا تجعل مرورها من اختبارك بسهوله تجعلك تقسو عليها
ستموت بالداخل اراهنك قبل مضى سبعة أيام ستموت داخل الكهف
اختفت الأصوات ووجدت الفتاه نفسها وحيده مره اخرى، كان هناك شيء يقاوم داخلها، شيء لا تعرفه ولا تعرف مكانه ولا حتى كيفية العثور عليه
فى اليوم الخامس انتهت قوتها وخارت، توقفت عن نقل الأحجار، رقدت على الأرض مستسلمه لموتها المحقق
صرخ الصوت خارج الكهف عليها عدت مرات ولم يتلقى رد
سوف انقذها ربما ماتت
قال الرجل، لن تتدخل مهما حدث، الكهف لن يفتح قبل مضى سبعة أيام

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مملكة تارتين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!