روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء العشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت العشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة العشرون

ركضت ليان إلى جعفر وعانقته مثلما تفعل دومًا، أخذت بيلا حقائبه وقالت بـ أبتسامه:حمدلله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك
أبتسم بشير بخفة وقال:الله يسلمك
ربت جعفر على كتفه برفق ثم سمع رنين هاتفه يعلنه عن أتصال من سراج، أجابه قائلًا:أيوه يا سراج
سراج بتساؤل:انتَ فين يا جعفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جعفر بهدوء:في البيت بتسأل ليه
سراج:إجهز
جعفر بتعجب:أجهز لـ ايه!!!!!!!!!!!!!!!!!
سراج:فارس داخل على الحارة … أو بمعنى أصح واقف قدامي
أغلق جعفر معه دوّن أن يتحدث ثم تركهم وخرج مجددًا تحت نظرات بيلا وبشير المتعجبة، خرج من بِنْايته بمعالم وجه خالية من أيا تعبير، وقفت بيلا في الشرفة ومعها بشير لـ يُصدما بوجود فارس في الأسفل
نظرت بيلا إلى بشير بصدمة والذي نظر إليه بهدوء ودوّن أيا ردود أفعال، وقف جعفر أمام فارس ببرود شديد وهو يعقد ذراعيه أمام صدره
لحظات مِنّ الصمت دامت لـ يقطعها جعفر قائلًا بنبرة خالية:انتَ جاي تبحلق فينا ولا ايه
نظر فارس إلى الأعلى حيث كانت بيلا وبشير يقفان في الشرفة ويُتابعان ما سيحدث، ليعود وينظر إلى جعفر الذي قال بنبرة باردة:أيوه … بشير جه وقال لـ بيلا وأكرم على الحقيقة كلها يا …. شيخ
أردف كلمته الأخيرة بسخرية شديدة وهو ينظر إليه بـ أشمئزاز لـ يقول فارس بنبرة حادة:انا كلامي مش معاك انتَ انا كلامي مع الزبالة اللي واقفه فوق دي
جحظت عينين فاطمة بصدمة وهي تُحرك شفتيها يمينًا ويسارًا وتنظر إلى بيلا التي أبتلعت غصتها وهي تنظر إليه بصدمة وذهول تام
زفر جعفر بهدوء مُريب ومسح على وجهه وقال بنبرة هادئة لـ الغاية ومحذرة:ما هو الزبالة دي اللي انتَ خارج مِنّها يا فارس … انا مراتي ضُفرها برقبة عشرة زيك … الدور والباقي على اللي مقضيها
ضغط على كلماته الأخيرة وهو يرمقه بحقد وغضب لـ يقول فارس بتبجح:لا يا روح أمك متنساش إنها بنتي يعني يوم ما أجيبها من شعرها تحت رجلي وأدوس على رقبتها بـ جزمتي ساعتها محدش يقدّر يقولي تلت التلاتة كام
أبتسم جعفر ودام الصمت بينهما قليلًا قبل أن يتقدم مِنّه جعفر بـ خطوات هادئه وهو يقول:لا يا فارس لا … انا ساعتها مش هستناك لما تقولي تلت التلاتة كام لا مش انا … دا انتَ من قبل ما رجلك تخطي عتبة بيتي هكون شارب من دمك … انتَ فاكرني سوسن ولا ايه يا كُبارة … دا انا نفسي أقول لفظ بس ماسك نفسي عشان خاطر أبنك وبنتي … إنما انا في الطبيعي مبيهمنيش حد … لا قريب ولا غريب ولا حتى كبير
فارس:طول عمرك قذر يا جعفر
ضحك جعفر بملئ فاهه تحت نظرات الجميع مِنّها المتعجبة والمصدومة والخائفة، نظر جعفر إلى فارس وقال بنبرة ضاحكة:مش هاجي حاجه جنب قذارتك يا فارس … القذارة دي تتلخص فيك انتَ … انتَ بتجسد الكلمة سواء قولًا أو فعلًا يا فارس … وبعدين يا فارس انا منسيتش القديم خلّي بالك انا مبنساش غير لما أصفي حسابات
سحب نفسًا عميقًا من سيجارته التي أشعلها مؤخرًا ثم زفر الهواء من فمه ونظر إلى فارس وقال بـ أبتسامه مستفزة:جبار وقاسي مش كدا … بس واثق ومتأكد مليون في المية إنك زقيت حليم علينا أول مرة عشان يقتلني لما كنا في الصعيد فاكر … ساعتها انا مموتش على حظك الأسود وربنا أراد إني أكمل ما هو مش معقول يوم ما أموت هموت على أيد واحد قذر … وطلع جعفر بـ سبع أرواح وكل ما تحاول تخلص منه تلاقي حاجه منعتك أو عكست الدُنيا معاك وصابت حد تاني
سحب نفسًا آخر من سيجارته ثم زفر الهواء من فمه وقال:المرة التانية بقى يا فارس عشان تعرف إني مصحصح أوي ومش أهبل ولا نايم على وداني ولا عيل بـ ريالة بتلعب معاه … زقيت حليم على مراتي لـ المرة التانية ومليت دماغه بـ حاجات فارغة ملهاش وجود وقعدت تقوله خانتك وكانت بتحبك وهو اللي خدها مِنّك وانتَ عارف الشغل الميت دا … واتهجم على مراتي وهي لوحدها وعفاريت الدُنيا بتتنطط في وشه ما هو مريض يا عيني ومش دريان بـ نفسه … محتاج يتعالج من الهوس اللي هو فيه … ورنّ مراتي علقة محترمة كان هيمو*تها فيها لولا أبنك وصحابي أتدخلوا وقتها كانت زمانها بعيدة عنّي دلوقتي … كنت زمانك معيشني مد*بوح وماشي بنزف وكل دا ليه عشان البيه مش قابلني أكون جوز بنته … خسرتني أبني اللي كان هينورلي دُنيتي ويفرحني … حتى الفرحة مستكترها على غيرك يا فارس … طول عمرك أناني … بس انا دلوقتي متجوزها بقالي خمس سنين … ومخلف بنت … يعني انا دلوقتي اللي دبحتك يا فارس مش انتَ … د*بحتك بـ د*م بارد … د*بحتك مرتين … مرة لما أتجوزتها من وراك وغصب عنك وعن عين أي دكر … ومرة لما خليتها تحبني وتتعلق بيا وتشوفني السند اللي بجد بغض النظر عن اللي هتقوله واللي انا عارفُه كويس
أقترب مِنّه قليلًا ثم توقف وهو ينظر إلى فارس الذي كان ينظر إليه بـ شر كبير وتوعد بينما تحدث جعفر وقال بنبرة أستفزته كثيرًا:اه صحيح … ومرة لما خلفت منها … حفيدتك الصغيرة … بنت جعفر البلطجي … حفيدتك من البلطجي يا فارس اللي كنت رافضه في يوم من الأيام … والمرة التانيه إن شاء الله لما نخلف المرة الجايه … عشان أبقى نهيتك خالص مِنّ حياتي
سحب آخر نفس في سيجارته ثم ألقاها أرضًا ودهس عليها وهو يزفر الدخان قائلًا:اه … بخصوص بشير برضوا … بشير أعترف بـ كُل حاجه وقرر يدي أخواته ورثهم بـ العدل والحق ميزعلش حد … وقبل ما تتهور وتعمل ردّ فعل هيزعلك أحب أقولك إن بيلا حبيبتي ونور عيني عملالي توكيل عام … يعني انتَ ملكش لازمة خالص … انا المسئول عن كل حاجه تخصها
تحدث بشير بقلق وهو ينظر إلى الأسفل قائلًا:بيلا هو انتِ فعلًا عملاله توكيل عام
نظرت إليه بيلا قليلًا لينظر هو إليها ينتظر إجابتها ولكنها لم تتحدث بلّ نظرت إلى زوجها من جديد بهدوء دوّن أن تتحدث، تحدث جعفر وهو يقول بجدية:كلامنا مش هنا يا فارس … كلامنا عند الكبير
نظر إليه قليلًا بتهكم وسخرية وقبل أن يتحرك رأى أسلـ ـحة بيضاء تُرفع من حوله فجأة، شهقت بيلا بصدمة ووضعت يديها على فمها وجحظت عينيها بصدمة وتملك الرُعب قلبها في هذه اللحظة وهي تنظر إلى جعفر الذي لم يهتز وظلّ ثابتًا مكانه
أقترب مُنصف ومعه لؤي وسراج وهاشم وهم يحملون أسلحتهم البيضاء أيضًا ووقفوا بجانب جعفر والبرود يحتل معالم وجوههم، أبتسم جعفر بتهكم وهو ينظر إلى الرجال الذين كانوا يحملون الأ*سلحة البيضاء ظنًا منهم أنه سيخاف هكذا ويعود عما كان يود فعله
لؤي بجدية:الدار أمان يا صاحبي
أبتسم فارس بتهكم وقال:ها … لسه مُصِر على اللي هتعمله
جعفر بحدة:انا لو هدافع عن مراتي وبنتي والتمن هيكون رقبتي انا موافق … على الأقل همو*ت راجل
شدد فارس على قبضة يده بقوة ثم وفي لحظة غدر مِنّه أخرج مسدسه وأطلق النيران عليه لـ تُصيبه الرصا*صة ويسقط جسده أرضًا تحت صرخات بيلا العالية التي كانت تُناديه وصدمة الجميع بينما شعر مُنصف بـ النيرا*ن تتأكل صدره بو*حشية لـ يقترب فجأه من فارس في ظِلّ إنشغال الجميع بـ جعفر لـ يركض فارس هاربًا ومعه رجاله لـ يلحق بهِ مُنصف وهو يركض خلفه صارخًا بغضب:هقتلك يا فارس … أقسم بالله لـ أقتلك
خرجت بيلا من البِنْاية وهي تركض تجاه جعفر المُلقى أرضًا، جلست بجانبه وجذبته إليها وهي تتفحصه بـ لهفة قائلة بدموع:جعفر قوم يا حبيبي … قوم
تألم جعفر وهو يُمسك بـ ذراعه لـ تضمه بيلا إلى أحضانها بـ أيدي مرتعشة وخوف لـ يقول حسن:قوم يا جعفر معايا يلا هوديك المستشفى
أقترب رمزي أيضًا وساعدانه في الوقوف تحت نظرات بيلا التي كانت تبكي وهي تنظر إليه بخوف بينما كان أخيها بشير بجانبها يضمها إلى أحضانه ويُربت على ذراعها بـ مواساة وحزن
______________________
“حمدلله على سلامتك الحمدلله إنها جت على قد كدا”
أردف بها الطبيب ثم تركهم وخرج لـ تنظر بيلا إلى جعفر ومِنّ ثم أرتمت بـ أحضانه وهي تبكي لـ يُحاوطها جعفر بـ يده السليمة وهو يقول:يا بيلا يا حبيبتي انا كويس وزي الفُلّ مفيش حاجه والله
بكت بيلا أكثر وهي تقول:كويس ايه بس انتَ كنت هتضيع مِنّي يا جعفر … كان هيحرمنّي منك يا جعفر
ربت جعفر على ظهرها وهو يقول:انا والله زي الفُلّ غاوية عياط ليه شوفتيني موت
عنفته بيلا بعدما أبتعدت عنه وهي تنظر إليه قائلة:بعد الشر عليك متقولش كدا
لؤي بضيق:إبن الـ …. انا مستخسر فيه الشتيمة أقسم بالله
أقترب رمزي من جعفر وربت على كتفه قائلًا بتساؤل:جعفر انتَ بجد كويس ولا بتقول كدا وكدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه جعفر وقال:متخافش يا رمزي انا الحمد لله كويس وزي الفُلّ
نظر إليهم جعفر وقال بتساؤل:أومال فين مُنصف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابه حسن وقال:لمحته بيجري ورا فارس بعد ما ضرب عليك نار
هناء بعتاب:كان لازمتها ايه بس يا ابني اللي عملته دا انا حظرتك منُه قبل كدا
جعفر بحدة:وهو انا هسكتله … أنتوا طبيعيين بجد … هستنى لحد ما يطلع يعمل حاجه في مراتي وبنتي … أنتوا مشوفتوش نظراته كانت عامله أزاي ليها
صمتوا جميعهم ولكن تحدث هاشم وهو يقول بنبرة هادئة:عندك حق … كان جاي وهو قاصد موت
نظرت بيلا بدموع إلى جعفر الذي كان يُمسك بـ كتفه وينظر أمامه بشرود، تحدث رمزي وهو ينظر إليهم قائلًا بنبرة هادئة:طب انا شايف إننا نسيبهم لوحدهم شويه … وعشان جعفر يرتاح شويه
وبـ الفعل تحركوا جميعهم متجهين إلى الخارج تاركين جعفر وبيلا وحدهما، نظرت بيلا إلى جعفر دوّن أن تتحدث بينما كان جعفر ينظر أمامه بهدوء مُريب بـ النسبة إلى بيلا
ضغطت بيلا على أصابعها ثم أبتلعت غصتها وقالت بنبرة هادئة:جعفر
تحدث جعفر وهو يُحاول السيطرة على غضبه قائلًا:بيلا انا كويس أوي
بيلا:جعفر
نظر لها وقال بنبرة هادئة:يا بيلا انا مش عايز كلام في الموضوع دا بعد إذنك
بيلا:جعفر أسمعني بعد إذنك متقاطعنيش
زفر جعفر ونظر أمامه من جديد لـ تقول بيلا بنبرة مهزوزة:جعفر انا مش هستنى لما ألاقيك ضايع مِنّي … أول مرة حليم ضرب نار عليك ربنا سترها معاك وخرجت مِنّها … تاني مرة دلوقتي بابا هو اللي غدر بيك وضرب عليك نار وربنا برضوا سترها معاك … لكن التالتة تابتة زي ما بيقولوا … جعفر انتَ واخد الموضوع لعبة وأحلوت معاك … انتَ عارف إن انا مِنّ غيرك ولا حاجه … ولا بنتك … ليان اللي حياتها كلها متلخصة فينا … لو واحد فينا وِقع هي هتميل … إحنا الحيطة اللي هي ساندة عليها لو واحدة فيهم أتهدت هي هتميل … يا حبيبي لازم تفهم إن زمان مش زي دلوقتي كل حاجه بتتغير ولازم إحنا كمان نتغير
نظر لها جعفر وقال:بس انا متعودتش أستسلم يا بيلا … انا مش فارقة معايا على فكرة يعني انا لو أمّنت عليكوا انا مش هتكون فارقة معايا هعرف أتصرف براحتي وانا مش شايل هم حد
بيلا بـ أستنكار:لا والله … ولما تاخدلك ضربة ولا طلقة كدا ولا كدا وتروح فيها؟؟؟؟!!!!!!!
جعفر:يا ستي فال الله ولا فالك تفي مِنّ بوقك … وبعدين يا بيلا ما انا ياما دخلت خناقات ومسكت مطاوي يعني تاريخي كله معاكي
بيلا:دا كان زمان يا جعفر … إنما دلوقتي إحنا مسئولين مِنّ طفلة … ويا عالم هيكون في طفل تاني ولا لا
نظر لها جعفر نظرة ذات معنى قبل أن يتعدل في جلسته وهو يُمسك بـ كتفه قائلًا بترقب:انتِ حامل
بيلا:لا مش حامل
جعفر:بيلا … حامل ولا لا
بيلا بصدق:والله ما حامل … انا بكلمك من باب العِلم … دي حاجه بتاعت ربنا … ولنفترض حامل … ايه اللي هيتغير
زفر جعفر بهدوء ونظر أمامه لـ تُكمل بيلا حديثها وهي تنظر إليه قائلة:جعفر … خلّي بالك من نفسك … عشان خاطري
نظر لها قليلًا ثم مدّ يده اليُمنى وضمها إلى أحضانه قائلًا:متخافيش عليا يا بيلا … انا كويس وزي الفُلّ … وهفضل كويس عشانكوا قبل ما يكون عشاني … انا عارف إنك خايفه عليا … وانا كمان بخاف على نفسي عشانكوا … عارفه لو كنت عايش لوحدي ومليش حد … زي ما بيقولوا مقطوع من شجرة … كنت مش هيفرق معايا أي حد
تحدثت بيلا وهي تضع رأسها على كتفه قائلة وهي تنظر أمامها بشرود:بس انتَ مش مقطوع من شجرة يا جعفر
جعفر:لا يا بيلا مقطوع من شجرة … انا مليش في الدُنيا غير أخواتي … لا ليا أمّ ولا أب … ولا عِمام ولا عمّات … فين عيلتي دي يا بيلا … انا مبسوط عشان انتِ مش زيي … ليكي عيلة ومرتاحة مش زيي
بيلا بهدوء:عيلتي هي عيلتك يا جعفر … إحنا الاتنين واحد يا حبيبي … انتَ مش واخد بالك مِنّ معاملتهم معاك ولا ايه … صلاح اللي بيعتبرك أكتر مِنّ أخ وأكرم وكايلا وماما اللي بتتعامل معاك زي ما بتعامل أكرم ويمكن أحسن مِنّه كمان … كلنا بنحبك وانا أكتر واحدة فيهم بتحبك … وعشان انا بحبك مش عايزاك تخاطر بـ حياتك … هو غرضه موتك … كلهم غرضهم واحد يا جعفر وانا وانتَ عارفين كدا كويس … وعشان كدا انا مش عايزاك تناولهم اللي هما عايزينه
زفر جعفر بهدوء وربت على ظهرها بحنان وقال:سيبي كل حاجه تيجي زي ما تيجي … محدش هيعيش أقل من عمره ولا اكتر … المهم بقى دلوقتي … مش هتقوليلي إنك بتضحكي عليا وحامل
أبتسمت بيلا ورفعت رأسها ونظرت إليه قائلة:انتَ ما صدقت ولا ايه … انا كنت بحط إفتراض مش أكتر
أبتسم جعفر وقال:ما هو مش معقولة يعني نسيب ليان عايشة لوحدها كدا
أبتسمت بيلا وقالت:وقت ما ييجي ييجي دا حاجه مكتوبة وقت ما ربنا يريد هيكون
______________________
تحدثت فاطمة وهي تجلس على المقعد المجاور لـ مقعده وهي تنظر إليه حيث كان يتناول طعامه قائلة:يعني هو بقى كويس ولا لسه تعبان
تحدث لؤي وهو يتناول طعامه وينظر لها قائلًا:اقسم بالله بيتنطط زي القرد … ميغركيش الوقعة وحبة الساسبينس اللي عملهم دول دا جبل مبيتهدش
فاطمة بعتاب:ايه يا لؤي متقولش كدا ربنا يديه الصحة وطوله العمر دا فاتح بيت ومُلزم
لؤي بعدم أهتمام:طب ما كلنا مُلزمين وفاتحين بيوت ايه الجديد وبعدين جعفر دا واحد خبيث دا محدش يأمنّله أبدًا أسمعي مِنّي
فاطمة بعدم إقتناع:لا يا لؤي … انا مش مقتنعة بـ الكلام دا … دا مِنّ ساعة أما جه وهو يا عين أمه لا بينزل ولا بيروح أي حِتة زي الأول
سمعا صوت جعفر في الأسفل وهو يصيح بـ أسم لؤي الذي قال:دا اللي مبينزلش ومحبوس في شقته بلا ستين نيلة دا انا اللي هتحبس قريب
لحظات وسمعا طرقات عنيفة على الباب لـ يترك لؤي لقمة العيش وهو يقول:مفيهاش طفح النهاردة
نهضت فاطمة ووضعت الحجاب على رأسها ثم اقتربت مِنّ الباب وفتحته لـ تُبصر جعفر يقف أمامها ويُحاوط كتفه شاش أبيض ويرتدي حامل الذراع، أبتسمت فاطمة وقالت:أتفضل يا جعفر أدخل البيت بيتك
دلف جعفر وهو يقترب مِنّ لؤي الذي تصنع أنه لا يراه أو يسمعه وهو يقول:كتر خيرك يا فاطمة أصيلة طول عمرك .. مش زي ناس عديمة المشاعر والأحاسيس
جلس على المقعد الذي كانت فاطمة تجلس عليه قبل مجيئه ونظر إلى لؤي الذي كان يتناول طعامه وهو لا يهتم إليه لـ تقترب فاطمة منهما وتقف جوار جعفر الذي كان ينظر إلى لؤي نظرة ذات معنى وكأنه سيقتله في أيا لحظة
تحدثت فاطمة وهي ترمق لؤي نظرة ذات معنى قائلة بـ أبتسامه متوترة:منور يا جعفر تشرب حاجه
أجابها جعفر وهو مازال ينظر إلى لؤي قائلًا:تسلمي يا فاطمة
صمت قليلًا ثم قال وهو يرمق لؤي بترقب:بس أول مرة أعرف إنك عايشه مع خرتيت نفسه مفتوحة بـ المنظر دا انتِ مجوعاه طول الأسبوع ولا ايه
فاطمة بـ أبتسامه وتوتر:أبدًا والله على يدك
لحظات وضرب جعفر بـ يده على الطاولة وهو ينظر إلى لؤي قائلًا بنبرة هادئة مُريبة وهو يميل بـ جذعه العلوي نحوه قليلًا:هو برنامج الأكيل مش هيخلص بقى ولا ايه … بلاعة بتترمي جواها أي حاجه ليها طعم ولون
أجابه لؤي ببرود دوّن أن ينظر إليه وهو يقطم قطعة من البصل الأخضر قائلًا:باكل من جيب أبوك انا عشان تحسب عليا اللقمة … وبعدين ملكش فيه انا واحد مفجوع
جعفر:طب كويس إنك عارف والله … فاطمة
أجابته فاطمة وهي تنظر إليه قائلة:نعم
تحدث جعفر وهو ينظر إلى لؤي قائلًا:لؤي كان كام كيلو مِنّ أسبوع
فاطمة:خمسة وسبعين
تحدث جعفر وهو ينظر إلى لؤي الذي كان يتناول طعامه ببرود وقال:ودلوقتي بقى كام كيلو
فاطمة:خمسة وتمانين وداخل على التسعين وبكرا إحتمال يوصل مية
جعفر بغيظ:انتَ يا عديم الدم يا بارد
أبتسم لؤي ونظر إليه ببرود لـ يقول جعفر بحدة:انتَ بارد كدا ليه
لؤي بـ أستفزاز:لسه شاريه إمبارح أشتريلك معايا
ضغط جعفر بضيق وغضب مكتوم على فكه ثم لَم يتردد وكان صحن الجُبن الأبيض يصتدم بـ وجهه مشوهًا إياه بـ الكامل
وضعت فاطمة يدها على فمها وهي تنظر إلى وجه لؤي الذي كان مُلطخًا بـ الجُبن والذي نظر إلى جعفر بصدمة والذي أيضًا كان ينظر إليه ببرود حتى ظهرت أبتسامه مستفزه على ثغره وهو ينظر إليه
ساد الصمت بينهم قليلًا قبل أن يقول جعفر بنبرة باردة وهو ينظر إلى لؤي قائلًا:هاتيلي طبق غيره يا فاطمة أصل انا جعان والجبنة عجبتني
تحركت فاطمة سريعًا إلى المطبخ وبمسافة أن ذهبت جذب جعفر لؤي من قميصه بـ يده السليمة وهو ينظر إليه قائلًا:يا عديم الدم يا بجح يا أبو إحساس ميت انتَ ايه البرود دا
أجابه لؤي وهو يتناول الخيار قائلًا بنبرة أستفزازية:باكل … تاكل
شعر جعفر بـ الغضب منهُ لـ يقول:انتَ بارد كدا ليه
لؤي:لما ألاقي إجابة مناسبة هقولك صدقني … تاخد شويه
خرجت فاطمة ووقفت بجانب جعفر وهي تقول:الجبنة يا جعفر
نظر جعفر إلى يدها الممدودة ثم أخذ الصحن مِنّها لـ يسمع لؤي يقول:فاطمة في رنجاية جوه هاتيها عشان حاسس إني لسه مهبط
نظر جعفر إليه بشر ولَم يتردد ثانية واحده في إلقاء الصحن بـ وجهه لـ المرة الثانية لـ تُصدم فاطمة مِنّ جديد ومعها لؤي الذي تسمر مكانه وهو ينظر إلى جعفر الذي نهض قائلًا بغضب:إرحم نفسك بقى ايه شغال مبتفصلش مراتك وعيالك ياكلوا ايه أتهد شويه انتَ لو مريض بـ إكتئاب مش هتعمل اللي بتعمله دا
نظر إلى فاطمة وقال:الله يكون في عونك
رمقه جعفر بضيق ثم تركه وخرج لـ ينظر كلاهما إلى أثره ثم تنظر فاطمة إلى لؤي وهي تقول بحسرة:يا خسارة الجبنة … طب كان خد الفسيخ على الأقل
______________________
“يا ابني يا حبيبي انا مش زي ما انتَ فاكر كدا دا انا طيبة خالص وعلى نياتي … طب عندك بيلا وأكرم وكايلا .. عندك جعفر اللي هو جوز بنتي يقولك انا بعامله أزاي … انتَ ملكش دعوة بـ عمايل أبوك المنيلة دي انا مش هاخدك بـ ذنب حد انتَ معملتش حاجه”
هكذا أردفت بها هناء وهي تنظر إلى بشير الذي كان ينظر إليها بهدوء وهو يشعر بـ الحرج، ربتت هناء على قدمه بـ طيبة وقالت بـ أبتسامه:متشيلش هم حاجه إحنا بنحبك وهنقف جنبك .. انتَ من النهاردة دي عيلتك ودول أخواتك وقت ما تحتاج حاجه من حد متتكسفش وجعفر دا طيب جدًا لو أتعصب عليك في يوم متزعلش منُه عشان أكيد هيخاف عليك … شويه شويه هتاخد علينا وهتحبنا كلنا
أبتسم بشير بخفة ولَم يجد شيئًا لـ يقوله لذلك ألتزم الصمت، ولكن فاجئ هناء بـ عِناق حنون، تفاجئت هناء مِنّ ردّة فعله تلك ولكنها ربتت على ظهره بـ حنان ولُطف لـ تسمعه يقول:تسمحيلي أقولك يا ماما بدل ما أقولك مِرات أبويا
ربتت هناء على ظهره وقالت بـ أبتسامه:أمك غصب عنك كمان
أبتسم بشير وقال بنبرة حزينة متألمة:أبويا حرمنّي مِنّ أمي … سفرها بعيد وأقنعني إنها مش كويسة وبتاعت فلوس وميهمهاش غير مصلحتها … ورغم كل اللي قاله عليها انا مصدقتهوش ولا فتحت بوقي … ولحد دلوقتي معرفش هي عايشه ولا ميته
ربتت هناء على ظهره بمواساة وقالت بنبرة حزينة:هو دايمًا كدا … فاكر نفسه محدش قادر عليه وهو مع أول خبطة بيخاف ويجري … نهايته سوده بـ إذن الله … متزعلش نفسك يا حبيبي انا معاك أهو وحقنا هيرجع قُريب … يُمهل ولا يُهمل … اللي خلانا صبرنا السنين اللي فاتت دي مش هنقدّر نصبر الشويه دول
زفرت بيلا ومسحت دموعه ونهضت متجهة إلى غرفة ليان، دلف جعفر مِنّ الخارج في هذه اللحظة وهو يعقد ما بين حاجبيه قائلًا:ايه جَو الكآبة دا أنتوا قالبينها شحتفة كدا ليه
مسحوا دموعهم لـ يقترب منهم جعفر وهو ينظر إليهم بتعجب لـ تُجيبه هناء قائلة:مفيش حاجه … قولي راجع منين كدا
أجابها قائلًا:كنت عند لؤي … بيلا فين
هناء:مع ليان جوه
نظر جعفر إلى الغرفة ثم تركهم وتوجه إلى الداخل بينما مسح بشير دموعه وجلس على الأرض بهدوء والحزن هو المُسيطر عليه
_____________________
“لِمَ أخبرتها كين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها إيميلي لـ ينظر إليها كين مُجيبًا إياها بهدوء قائلًا:يا امرأة ألا تفهمين هي في كل الأحوال ستعلم … ثم إنها سعدت كثيرًا لذلك لم يحدث شيء … أنا لا أعلم إيميلي حتى الآن لِمَ ترفضين هي ستسعد كثيرًا
إيميلي بضيق:لا كين هي لن تسعد البتة
أقترب مِنّها كين بخطوات هادئة ثم نظر إليها وقال بترقب:ولِمَ
إيميلي بضيق:هذا هو شعوري امرأة فقدت طفلها دوّن سابق إنذار ثم بعد مرور القليل من الوقت أُصبح أنا حبلة ومِنّ المفترض أن أذهب إليها وأقول بيلا سأُصبح أمّ عن قريب حقًا كين أليس لديها مشاعر
كين:ولكنها أستقبلت خبر زوجة أخيها بـ صدر رحب وسعدت لها كثيرًا ولم تحزن لوهلة … إيميلي أنا متأكد وبشدة بـ أن هُناك سببًا آخر غير هذا .. هيا أخبريني بهِ
إيميلي:لا يوجد كين يا رَجُل أنت تعلمني عن ظهر قلب أنا أخاف أن تُجرح مشاعرها لا أكثر مِنّ ذلك
كين:حسنًا الآن هي تعلم وأبتسمت بسعادة كبيرة وباركت وتمنت أن يأتي على خير هل حدث لها شيئًا ما
إيميلي:المرأة تستطيع أن تُظهر سعادتها وتُعبر عن فرحتها بكل الطرق الممكنة حتى وإن كانت مُدمرة مِنّ الداخل … أنا أعلم بـ أن بيلا حزينة ومُدمرة ولكنها تُظهر عكس ذلك … أنا أُحب بيلا ولكن أخشى أن أفتح جرحًا آخر بها
زفر كين ومسح على وجهه وقال:حسنًا … أخبريني الآن كيف حال صغيري
أبتسمت إيميلي وقالت:بخير … إنه مشتاق كثيرًا إليك
أبتسم كين وقال:وأنا كذلك … أشتاق لـ رؤيته
قاطع حديثهما عِدة طرقات على الباب يليها صوت چون يقول:هيا أيها الرَجُل ليس هذا وقتًا صالحًا لـ التغزل بـ امرأتك
ضحكت إيميلي لـ تسمع كين يُجيبه قائلًا بغيظ:أيها البغيظ لِمَ تقطع لحظاتي مع زوجتي
أبتسم چون وقال بغرور:دومًا أأتي في اللحظات الصحيحة … هيا لا تتغزل بها وتعال نحن نُريدك في الأسفل أيها المشاكس
ذهب چون لـ ينظر كين إلى إيميلي التي كانت تضحك لـ يقول بنبرة يملئها الغيظ:على ماذا تضحكين إيميلي هذا اللعوب يُعاندني … تبًا لك چون لا أستطيع قضاء بعض الوقت رفقة زوجتي
ضحكت إيميلي وقالت:هيا أذهب حتى لا يقتحم الغرفة في المرة القادمة وأنا سأنتظرك حتى تعود … ولكن أتمنى أن لا تجدني غارقة في النوم فـ قد بدأتُ أخلد إلى النوم في الآونة الأخيرة مُبكرًا
زفر كين ثم طبع قُبلة على خدها وقال بـ أبتسامه:سأتركهم مثل الحشرات الحمقاوات تلك وأعود إليكِ من لي سواكِ أجلس معه وأتغزل بهِ دومًا
أبتسمت إيميلي وقالت:هيا أيها المشاكس سأنتظرك حتى لا تحزن مثل كل مرة
أتسعت أبتسامه كين وقال:وانا سأقوم بطردهم جميعًا مثل الحشرات وأعود إليكِ
إيميلي بـ أبتسامه:حسنًا هيا أذهب
طبع كين قُبلة على جبينها ثم تركها وخرج وهو يتوعد لـ چون قائلًا بغيظ:سأسحق رأسك چون … أيها اللعين المفسد لـ اللحظات الرومانسية
_______________________
“مماتش يا عبد المعز مماتش”
أردف بها فارس وهو يركل الطاولة بقدمه بـ كل ما يحمله مِنّ غضب لـ يتحدث عبد المعز قائلًا بنبرة يملئها الضيق:أني قولتلك طلقة في قلبه ونخلصوا مِنّ الحكاية دي انتَ اللي رايح تديهاله في كتفه إحنا أكده أستفدنا ايه
زفر فارس ومسح على خصلاته إلى الخلف والغضب والكراهية باديان على معالم وجهه لـ يقول بنبرة حاقدة:انا معرفش الواد دا ايه … دا عامل زي القطط بـ سبع أرواح … مفيش طلقة قدرت تيجي في مكانها الصح … حليم لما ضربه مرة في الصعيد جت في صدره وقام بعدها زي القرد صاغ سليم وبعدها انا وبرضوا جت في كتفه بدل ما ترشق في قلبه وتخلصنا منُه وبرضوا قام
نظر إلى عبد المعز وقال:الواد دا لازم يتقتل … واللي يقتله واحد مجهول الهوية … سوابق زيه … الواد دا عارف كل حاجه عنّي ومش بعيد يقل بـ عقله في مره ويروح يعترف بـ كل حاجه … ولو انا أتاخدت في الرجلين انتَ كمان هتتسحب ورايا حتى لو انا متكلمتش … الواد دا بيراقبنا وعارف كل حاجه بنقولها ونعملها ودا مش في صالحنا … في حد خاين بيروح يقوله كل حاجه نقولها .. بس مين هو بقى مش قادر أعرف
عبد المعز:خلاص نراقب الرچالة ونشوف مين فيهم اللي بيروح ويقوله كل حاچه ونخلصوا عليه
نظر إليه فارس قليلًا قبل أن يقول بخبث:عين العقل يا عبد المعز … وقُريب كل حاجه هتكون مِلكنا … ووقتها نقدّر نقول كش ملك
أبتسم عبد المعز وقال بخبث:وتكون انتَ كَبير حارة درويش ونخلصوا مِنّ الواد اللي أسمه فتحي دا
فارس بخبث:دا فاكر نفسه صاحبي … دا لسه لِيه ضاربة قوية هتجيبه الأرض بس كل شيء بـ أوانه
______________________
“قوليلي بقى الواد الأهبل دا بيضايقك في حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها جعفر وهو ينظر إلى جنة التي أبتسمت ونظرت إليه قائلة:حرام عليك دا غلبان أوي وطيب
أبتسم جعفر ونظر إلى نور وقال بنبرة خبيثة:يا خوفي الغلبان الطيب دا يكون مقرطسنا كلنا وخاربها
تحدث نور وهو ينظر إليه قائلًا:مش بقولك حرباية
جنة بـ أبتسامه:نور مش كدا خالص يا جعفر … نور بيعمل أي حاجه ترضيني … وانا بحبه أوي
نظر جعفر إلى نور الذي أبتسم إليه بـ أستفزاز ومِنّ ثم حاوطها بـ ذراعه وطبع قُبلة على رأسها وهو ينظر إلى جعفر قائلًا بـ إغاظة:وانا بموت فيكي يا قلب وروح نور … ربنا يخليكي ليا يا حياتي وتعيشي وتدافعي عنّي
جعفر ببرود:برضوا بتلعب بـ ديلك من وراها
زغره بعنف في كتفه السليم وهو يقول بضيق:ما تتلم بقى وتهديها عشان متزعلش مِنّي
نظر جعفر إلى كتفه ثم إلى نور نظرة المفترس بينما كان نور ينظر إليه ببرود شديد وهو مازال يضم جنة لـ يشعر بـ يد بيلا تُمسك بـ ذراعه، نظر إليها بـ أستنكار لـ تقول هي بنبرة خافتة بجانب أذنه:جعفر كتفك بعد إذنك إهدى مش وقت هزار تقيل
نظر جعفر إلى نور مِنّ جديد نظرات متوعدة لـ يبتسم نور ويغمز إليه بتلاعب لـ يشتعل غضب الآخر ولـ المرة الثانية تمنعه بيلا قائلة:يا جعفر إمسك نفسك مش معقوله كدا بقيت بتتعصب مِنّ أقل حاجه مش كدا
نظر إليها جعفر ثم تحدث بنبرة غاضبة وخافتة وهو يصق على أسنانه قائلًا بتذمر كـ الأطفال:بيغيظني وانا مبحبش اللي يغيظني ويستفزني يا بيلا بتجنن
جارته بيلا في الحديث وقالت:معلش يا حبيبي عشان خاطر بيلا حبيبتك المرة دي بس … انا خايفه عليك يا حبيبي هو بيعمل كدا عشان يوقعك خليك انتَ أنصح مِنّه
نظر إليها جعفر بضيق لـ تُربت هي على كتفه مُبسمة بخفة، نظر إليه مِنّ جديد عندما سمعه يقول بـ أستفزاز شديد:ايه مش عارف تردّ ولا ايه يا حرام زعلتني أوي مكنتش أعرف إنك نوتي كدا
صق جعفر على أسنانه بقوة ورمقه بحقد وتحولت إلى مشادات طفولية بينهما ونسيا سِنهما وبـ أنهما كِبار وناضجين وتحولا إلى قط وفأر في لحظة
قامت بيلا بـ لف ذراعيها حول عنقه من الخلف وهي تتحدث بنبرة هامسة حنونة وكأنها تُهدئ صغيرها وليس زوجها قائلة:جعفر حبيبي شاطر ومبيردّش على المستفزين الحقوديين اللي زيه صح … لازم جعفر حبيبي يتحكم في أعصابه عشان هو مش سهل حد يستفزه صح؟؟؟؟؟!!!!!!!
نظر جعفر بشر إلى نور الذي كان يبتسم أبتسامه صفراء لهُ لـ يسمع بيلا تقول بنبرة خافتة:أوعى تردّ عليه عاملك فخ عشان يوقعك ويكسب هو دا غشاش خلّي بالك
أتسعت أبتسامه نور بـ أستفزاز وأخرج لسانه إليه مستغلًا الوضع وقد أعجبته تلك اللُعبة كثيرًا كل ذلك تحت نظرات بشير الذي كان يستند بمرفقه على فخذه ويضع يده على خده وهو يُشاهد وأبتسامه هادئة مرتسمة على ثغره وينتظر إجابة مِنّ جعفر
تحدث نور ساخرًا وهو يُبعد نظره عن جعفر الذي كان يأكله بـ نظراته قائلًا:قال بلطجي وكبير الحارة قال … ييجوا يشوفوا الهطل دا بلى خيبة … قال بلطجي وشخصيه وكاريزما جتك ستين خيبة بلى قرف … دا انتَ شوارعي
أصتدمت الزجاجة المليئة بـ المياه وجهه لـ يتفاجئ هو ويضع يده على وجهه متألمًا وهو يقول:آه يا أبن الغشيمة
أصتدم غطاء صحن وجهه فور الانتهاء من الحديث لـ يتألم مِنّ جديد قائلًا:آه يا أبن الغبية
ومِنّ جديد تفاجئ بـ صحن فارغ يصتدم بـ وجهه لـ يصيح قائلًا:ما بس بقى يا أبن الجزمة انتَ هو محدش قادر عليك ولا ايه
ومِنّ جديد أصتدمت الملعقة الحديدة الكبيرة وجهه يليها صوت جعفر الذي صاح بصوتٍ جهوري قائلًا:سيرة أُمي متتجابش ها أُمي لا يا نور
صاح نور أيضًا بهِ وهو يقول:خلاص أسكت عشان مسوقش فيها انا كمان
ألقى جعفر بـ كوب المياه الزجاجي بعنف في الأرض ثم تركهم ودلف إلى الغرفة بغضب شديد تحت نظرات بيلا الحذرة التي كانت تُتابعه ومعها جنة التي حزنت مِنّ أجله
دلفت بيلا وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم أقتربت مِنّهُ بهدوء حيث كان هو جالسًا على طرف الفراش وصورة والدته أمامه وهو يتحدث بصوتٍ خافت لـ الغاية
أقتربت مِنّهُ بيلا وجلست بجانبه بهدوء وسمعت همساته الخافتة، نظرت إليه لـ تراه يضع يده على جبينه وهو ينظر إلى صورة والدته ويُعيد كلماته مِرارًا وتكرارًا قائلًا:انا آسف يا أُمي حقك عليا متزعليش انا زعقت فيه
وهكذا ظلّ يُردد لـ تضع بيلا يدها على كتفه وأخرى على ذراعه وهي تنظر إليه قائلة بنبرة هادئة لـ الغاية:جعفر … انتَ بتعمل ايه يا حبيبي
أجابها وهو ينظر إلى صورة والدته قائلًا:بعتذر لـ أُمي
تحدثت بيلا قائلة بنبرة هادئة:جعفر
جعفر:سيبيني أعتزرلها يا بيلا ماما زمانها زعلانه أوي مِنّي دلوقتي عشان ممنعتهوش مِنّ الأول … انا آسف يا أُمي حقك عليا متزعليش انا زعقت فيه صدقيني
شعرت بيلا بـ وغزة في قلبها وهي ترى حالته تسوء يومًا بعد يوم بسبب تأثير فقدانها عليه، ربتت على كتفه وهي تنظر إليه قائلة:صلي على النبي يا جعفر ايه اللي انتَ بتعمله دا كدا غلط
نظر لها جعفر وهو يقول:ماما مضايقة مِنّي أوي يا بيلا سيبيني أصالحها بعد إذنك
نظر من جديد إلى صورة والدته وعاد يعتذر إليها مِنّ جديد تحت نظرات بيلا المذهولة التي كانت تتابعه لـ تقول بحدة:جعفر فوُق انتَ ايه اللي حصلك ايه اللي بتعمله دا
نظر لها جعفر لـ تقول هي وهي تُحاول إفاقته:صحصح يا جعفر انتَ بتعمل ايه … مِنّ أمتى وانتَ كدا … ايه اللي جرالك يا حبيبي
أردفت بـ جملتها الأخيرة بنبرة حنونة لينة لـ ينظر هو بشرود إلى الصورة لـ يقول:بحبها يا بيلا … بحبها وبخاف على زعلها أوي … انا آه مش فاكر أي حاجه حصلت زمان بس انا بحبها … فِكرة إن حد يغلط فيها قدامي بتجنني يا بيلا .. مبعرفش ايه اللي بيحصلي بجد
بيلا:طب انتَ مش فاكر أي حاجه خالص
حرك رأسه نافيًا وهو ينظر إلى صورتها بشرود لـ تُربت على ظهره برفق قائلة:بتحبك وأكيد مش زعلانه مِنّك ولا حاجه
مسح جعفر على وجهه ثم نظر إلى الباب الذي فُتح ومعه بيلا لـ يرى ليان تُدخل رأسها تنظر إليه ومِنّ ثم ابتسمت أبتسامه جميلة، أبتسم جعفر وفرد ذراعيه إليها لـ تدلف هي راكضة إليه مُرتمية في أحضانه
ضمها جعفر بـ ذراعيه إلى أحضانه وكأنه وجد ملجأه الذي يهرب إليه مِنّ قسوة الحياة، نهضت بيلا واتجهت إلى الخارج قائلة:يلا يا جعفر عشان منسيبهمش قاعدين لوحدهم كدا
أغلقت الباب خلفها بينما نظر هو إلى صورة والدته وهو يُعانق صغيرته لـ يقول بداخله:حاسس كأني بحضنك انتِ مش بنتي … نفس حنيتك
أستفاق على قُبلة صغيرته لهُ لـ ينظر إليها ويبتسم قائلًا:هاشم العبيط دا عملك حاجه تاني
أبتسمت ليان وحركت رأسها يمينًا ويسارًا لـ يقول هو:لو عملك حاجه قوليلي انا بتلككله أصلًا
ضحكت ليان لـ يطبع هو قُبلة على خدها ثم ينهض حاملًا إياها بـ ذراعه السليم واتجه إلى الخارج، توقف جعفر مكانه وهو يزفر بضيق عندما سمع صوت مُنصف في الأسفل يتشاجر مع فريد
أنزل صغيرته واتجه إلى الشرفة لـ يُبصر مُنصف يتشاجر مع فريد بحدة ليتحدث بنبرة عالية حادة وهو ينظر لهما قائلًا:وبعدين مع اللي خلفوكوا بقى انا صدعت يا جاموسة انتَ
رفع مُنصف رأسه ونظر إليه لـ يقول بنبرة حادة:بقولك ايه انا مش ناقصك أتزفت أدخل جوه واقفل الشباك
عاد يتشاجر مع فريد مِنّ جديد غير عابئًا لـ ذلك الذي يقف في الأعلى وينظر لهما بحقد، دلف جعفر وهو ينوي النزول لهما قائلًا:أقسم بالله لـ انتف ريشك يا فريد يا مُراهق انتَ
نهض بشير وذهب خلفه بهدوء كي يرى ما سيفعله مع هؤلاء، ركضت ليان إلى الخارج تلحق والدها، رفع مُنصف سبّابته وهو يقول بتحذير:هزعلك يا فريد أقسم بالله
فريد بـ أبتسامه:انا مش فاهم انتَ ايه اللي مضايقك يا مُنصف … هنجيبلك أخ
صاح مُنصف بعلو صوته وهو يقول بغضب:نــعــم يـا دلـعـادي
أبتسم جعفر وتحدث قائلًا بعدما أقترب مِنّهما:وعلى ايه يا مُنصف أستنى أجيبلك لؤي بيعرف يردح هو وفاطمة
أتاه صوته مِنّ الأعلى وهو يقول بنبرة عالية:بتقول حاجه يا حُبّ
رفع جعفر ومُنصف وفريد رؤسهم وهم يبصرون لؤي الذي كان ينظر لهم بـ أبتسامه لـ يقول جعفر:إنزل أردح لـ فريد عشان مُنصف آخره يا دلعادي
أتسعت أبتسامه لؤي ودلف إلى الداخل وهو يقول بنبرة عالية:بطوط عندنا وصلة ردح تحت إجهزي
نظر جعفر إلى فريد مِنّ جديد وأبتسم قائلًا:بعمل معاك أحلى واجب يا فيرو
زفر مُنصف بضيق لـ يقول جعفر بتساؤل:ايه اللي حصل معصب نفسك كدا ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه مُنصف وقال بضيق:هو وراه حاجه غير إنه عايز يتزفت على عينه يتجوز أُمي
جعفر:ما تتهد بقى يا فريد انتَ مبتزهقش يا راجل دا انا تعبتلك
فريد بـ أبتسامه مستفزه:بحبها
صاح مُنصف كـ المجنون وهو يقول:حبك بُرص
جعفر:يا فريد أتكتم يخربيتك انا مش هحوشه مِنّ عليك
فريد بضيق:انا مش عارف بصراحة محبّكها كدا ليه بتحسسني يعني يا مُنصف بـ اللي بالي بالك
جعفر ببرود:واللي بالي بالك دا نظامه ايه
ألتفت مُنصف ينظر إلى جعفر نظرة ذات معنى لـ ينظر فريد إليه أيضًا بصدمة وخوف لـ ينظر جعفر إلى فريد بخبث لـ يتحدث مُنصف قائلًا بترقب:ايه اللي تقصده بقى .. دا شكله عامل بلاوي وانتَ مداري عليه
نظر إليه جعفر وقال:ولا أي حاجه كان قايلي على جمعية بـ تلاتة جنيه وتقبضها خمسة
حرك مُنصف رأسه برفق ولكنّ نظر إليه مِنّ جديد وهو يقول بعدم فِهم:نعم … خمسة ايه؟؟!!!
أبتسم جعفر وقال:خمس آلاف جنيه
مُنصف بعدم أقتناع:دا أزاي بتتكاثر مِنّ تلقاء نفسها ولا ايه
جعفر بـ أبتسامه:عشرة داخلين فيها
مُنصف:أزاي يعني دا هطل مش جمعية
جعفر:انتَ بتسألني انا ليه ما تسأل جدو مخترع الذرة اللي وراك دا
ألتفت مُنصف وقبل أن يوبخه لَم يجده خلفه لـ ينظر حوله ليجده أختفى وكأنه لَم يكن معهم، عاد بنظره إلى جعفر الذي أبتسم بـ أتساع وقال:أتاخد في الرجلين
أقترب لؤي منهما وهو يقول:انتَ يا اللي آخرك دلعادي مش عارف تشرشح تعالى وانا أعرفك تشرشح أزاي فاطمة هتديك شوية قواعد لو مشيت عليهم هتبقى أحسن واحد يشرشح في الحارة دي بعدها
مُنصف بضيق:فرقع لوز دا راح فين إطلع يا فريد أحسنلك
نظر جعفر بطرف عينه إلى فريد الذي كان يختبئ داخل بِنْايته بمساعدة بشير لـ يغمز إليه بخفة وهو يبتسم أبتسامه جانبية، نظر إلى مُنصف مِنّ جديد وتصنع الجدية مرة أخرى
_______________________
“بعد مرور شهر”
أجاب جعفر على هاتفه وهو يرتدي قميصه قائلًا:ايه يا صلاح .. تمام الحمد لله … لا أحسن مِنّ الأول بكتير … لا معملتش حاجه لسه مِنّ وقتها … تمام انا جاهز أهو … تمام نازلين أهو … سلام
أغلق معه وترك هاتفه على الفراش ووقف أمام المرآة وهو يُغلق أزرار قميصه لـ تدلف بيلا قائلة:خلصت يا جعفر
أجابها وهو يلتفت إليها قائلًا:اه خلاص … جاهزين
حركت رأسها برفق دوّن أن تتحدث لـ ينظر إليها قليلًا ثم أقترب مِنّها قائلًا:مالك يا بيلا سرحانة بقالك كام يوم في ايه
نظرت لهُ وقالت بنبرة هادئة:خايفة مِنّ اللي جاي يا جعفر
أبتسم جعفر وقال:هو إحنا لسه عملنا حاجه … دا إحنا لسه بنقول يا هادي
بيلا بقلق:مش عارفه قلقانة شويه معرفش ليه
طمئنها مُبتسمًا وقال:متخافيش يا حبيبتي خير إن شاء الله … حقنا مش هيضيع مهما حصل وهيرجعلنا تاني … مهما طالت السنين هو في الآخر راجعلنا إحنا … متخافيش … يلا عشان صلاح تحت
أنهى حديثه وأخذ هاتفه وأغراضه بينما خرجت بيلا وهي تقول:يلا يا ليان عشان نمشي
اقتربت مِنّها الصغيرة لـ تُمسك بيلا يدها قائلة:يلا يا حبيبتي
أخذتها وخرجت مِنّ المنزل بينما كانت هناء تنتظرهم في السيارة مع صلاح وأزهار والصغيرين، ودعت بيلا بشير وهي تقول:خلّي بالك مِنّ نفسك يا بشير … أكرم وكايلا جنبك وقت ما تحتاجهم هتلاقيهم جنبك وانا إن شاء الله مش هتأخر هنخلص موضوع ماما ونرجع على طول
حرك بشير رأسه برفق وقال:ترجعوا بـ السلامة … وإن شاء الله حقها هيرجع انا حاسس
أبتسمت بيلا وقالت:يارب يا بشير إدعيلنا … هبقى أتطمن عليك
حرك رأسه برفق وأبتسم لها ثم نظر إلى ليان التي أبتسمت إليه وقام بتوديعها بـ عناق وقُبلة، نظر جعفر إليه وقال:خلّي بالك مِنّ نفسك أي حد يضايقك هنا عندك مُنصف ولؤي وسراج التلاتة شوارعية وهيقفوا معاك يعني وأبقى قولي مين ضايقك عشان أروقهولك لما أرجع … أتفقنا
أبتسم بشير ونظر إليه وقال:تروح وترجع بـ السلامة يا جعفر
أبتسم جعفر وفرد ذراعيه إليه لـ يُعانقه بشير ويُبادله جعفر عناقه، أبتعد بشير وقال:يلا عشان متتأخروش
ربت جعفر على كتفه برفق ثم نظر إلى بيلا وقال:يلا يا بيلا
أخذها وذهبا إلى السيارة، أشار صلاح إلى بشير الذي أشار لهم مُبتسمًا ثم تحرك صلاح في طريقه إلى الصعيد حيث ينتظرهم الكثير والكثير هُناك
_____________________
“سلام عليكم يا شيخ صالح”
هكذا أردف بها صلاح الذي دلف إلى منزل الشيخ صالح الذي نهض وهو يقول:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أتفضلوا حمدلله على سلامتكوا
وبعد المصافحات والترحيب كانوا يجلسون ويتحدثون بهدوء
صلاح:أني أكده قولتلك كل حاچه من الألف لـ الياء والحُكم ليك انتَ
صمت الشيخ صالح قليلًا قبل أن ينظر إليهم ويقول:ولو قولتلك إن فارس وعبد المعز أهنه
نهض جعفر كمَنّ لدغته حية وقال بنبرة غاضبة:هنا فين
خرج فارس وهو ينظر إليه قائلًا بـ أبتسامه باردة:يعني هنا
نهضت بيلا ومعها هناء وصلاح وأزهار وهم ينظرون إلى فارس وعبد المعز الذي كان يقف بجانبه بصدمة، نظرت بيلا بخوف وتوتر إلى جعفر الذي كان ينظر إلى فارس بغضب شديد ومعه عبد المعز الذي كان ينظر إليه ببرود لـ تشتعل الأجواء لـ تُرفع رايات الحرب بينهم

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!