روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء الحادي والعشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت الحادي والعشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة الحادية والعشرون

“سلام عليكم يا شيخ صالح”
هكذا أردف بها صلاح الذي دلف إلى منزل الشيخ صالح الذي نهض وهو يقول:وعليكم السلام أتفضلوا حمدلله على سلامتكوا
وبعد المصافحات والترحيب كانوا يجلسون ويتحدثون بهدوء
صلاح:أني أكده قولتلك كل حاچه من الألف لـ الياء والحُكم ليك انتَ
صمت الشيخ صالح قليلًا قبل أن ينظر إليهم ويقول:ولو قولتلك إن فارس وعبد المعز أهنه
نهض جعفر كمَنّ لد غته حيـ ـة وقال بنبرة غاضبة:هنا فين
خرج فارس وهو ينظر إليه قائلًا بـ أبتسامه باردة:يعني هنا
نهضت بيلا ومعها هناء وصلاح وأزهار وهم ينظرون إلى فارس وعبد المعز الذي كان يقف بجانبه بصدمة، نظرت بيلا بخوف وتوتر إلى جعفر الذي كان ينظر إلى فارس بغضب شديد ومعه عبد المعز الذي كان ينظر إليه ببرود لـ تشتعل الأجواء لـ تُرفع رايات الحرب بينهم
مسح جعفر على وجهه وهو ينظر بعيدًا عن مرمى أبغض وجهين يُمكن لـ بشري أن ينظر إليهما، نظرت بيلا إلى جعفر وقبل أن تتحدث سمعت فارس يُلقي بـ قنبلته الموقوتة بوجوههم قائلًا:أرمي يمين الطلاق على بنتي
ألتفت جعفر إليه وهو ينظر إليه كمَنّ لدغته حية سامة لـ يتحدث صارخًا بهِ بغضب جهوري قائلًا:مين دي اللي أرمي عليها يمين الطلاق انتَ عبيط ولا ايه
نظر فارس إلى الشيخ صالح وقال بنبرة حادة:شايف قِلة الأدب وعدم الإحترام يا شيخ صالح شايف .. بذمتك انتَ شايف الكائن الهـ ـمجي دا يَصلُح يكون أب ومسئول عنّ طفلة
تحدث جعفر بنبرة غاضبة وقد فقد أعصابه قائلًا:وانتَ مالك أصلُح ولا مصلُحش حد جه أشتكالك
صلاح بضيق:شايف يا شيخ صالح شايف
عبد المعز ببرود:يرضيك يا شيخ صالح طفلة زي دي تعيش مع مُد من برضوا
جحظت أعين المتواجدين في الغرفة لـ يصرخ جعفر كـ المجنون بهم قائلًا:مُد من ايه وقرف ايه انتَ بتخرف بتقول ايه
نظر إليه عبد المعز وقال بنبرة حزينة مصطنعة ولكن معالم وجهه لَم تخلوا مِنّ الخبث:مش كنت تقول يا ولدي كُنّا عالچناك وعلى حسابنا كمان لكنّ تسيب نفسك أكده مينفعش يا ولدي
نظر جعفر إليه وصرخ بغضب عارم قائلًا:إد مان ايه أنتوا بتغنّوا وتردّوا على بعض
تحدث صلاح بنبرة حادة وقال:إد مان ايه وكلام فاضي ايه دا مفيش الكلام دا
هناء بغضب:أقسم بالله لو حد فتح بوقه وقال كلمة كدا ولا كدا على جعفر هو حُر
ضحك فارس وقال موجهًا حديثه إلى عبد المعز:شوفت يا عبد المعز … شوفت أختك … بتدافع عنّ بلطـ ـجي شـ ـمام … أختك أتهبلت يا عبد المعز
عبد المعز بحدة:ملكيش صالح يا هناء أسمعي وانتِ ساكته مش كفاية مچوزة بنتك واحد زي دا وكمان مخلف مِنّها
بدأ جعفر في الأقتراب مِنّهم وهو يقول:حلو أوي يا شَريف مِنّك لِيه … البلطـ ـجي الشـ ـمام هيوريكوا أصول البلطـ ـجة والشـ ـم على حق دلوقتي ولايڤ كمان
أنهى حديثه وهو يُمسك بـ كوب زجاجي ثم ألقاه تجاه فارس الذي مّر بجوار رأسه مُصتدمًا في الحائط خلفه، نظر كلًا مِنّ فارس وعبد المعز إليه بصدمة وذعر بينما أكمل جعفر وهو يُدمر أي شيء تطوله يده دوّن تفكير
ركض فارس يختبئ مِنّه بذعر ومعه عبد المعز الذي كان مصدومًا وبشدة، أقترب صلاح مِنّ جعفر وهو يُحاول تهدئته والسيطرة على غضبه هذا قائلًا:أهدى يا جعفر
صرخ بهِ جعفر بغضب قائلًا:أوعى يا صلاح خليني أوريهم البلطـ ـجي المُد من بيعمل ايه
صلاح بحدة:أعصابك البت خافت مِنّك يا جعفر
عندما أستمع إلى جملة صلاح تلك توقف عما كان يفعله ومِنّ ثم ألتفت ينظر خلفه لـ يرى صغيرته تقف خلف بيلا تختبئ بخوف وهي تُمسك بـ ثيابها
نظر إلى بيلا التي كانت تنظر إليه نظرة ذات معنى، نظرة مليئة بـ الإتهام والعتاب، أخذت بيلا طفلتها وتركتهم وخرجت مِنّ المكان بـ أكمله تحت نظرات جعفر الذي زفر بغضب ومسح على وجهه
ربت صلاح على كتفه برفق ثم قال:إهدى وأمسك أعصابك شويه يا جعفر
خرج فارس وهو يقول بنبرة أستفزته كثيرًا:أهدى شويه أصل إحنا برضوا بنخاف على الشما مين اللي زيك ما انتَ برضوا أب
ألتفت إليه جعفر ونظر إليه مطولًا بينما كان فارس ينظر إليه بخبث وأبتسامة تهكمية تحتل وجهه، مرر جعفر سبّابته أمام أنفه وهو يقول:تصدق انا شـ ـمام فعلًا .. والشـ ـمام دا بقى بيقـ ـتل … بيقـ ـتل اللي مبيديهوش فلوس عشان يشـ ـم … وانا ناوي على مو تك يا فارس بحق وحقيقي
أقترب جعفر مِنّ الطاولة التي يعلوها صحن فاكهة ثم أخذ السـ ـكين الموضوعة بجانب الصحن بهدوء ومررها على كف يده عِدة مرات وهو في أقصى مراحله هدوءًا، ترقب وهدوء وخوف وعدم إطمئنان يُسيطرون على المكان أجمع
ألتفت جعفر ونظر إليهم نظرة ذات معنى وهو مازال يُمرر السـ ـكين على كف يده، أبتلع فارس غصته بخوف شديد وهو ينظر إليه بينما كان جعفر يستند بجسده على الطاولة خلفه وهو يُمرر السـ ـكين وينظر إلى كل واحدٍ مِنّهم بهدوء يكاد يُصيبهم بـ نو بة قلبية
أغمض جعفر عينيه وهو يرفع رأسه إلى الأعلى قليلًا وأعتلت أبتسامه مختلة ثغره، نظر فارس إلى عبد المعز الذي كان ينظر إليه بترقب وحذر
أخفض رأسه مجددًا وقال:كله يطلع برا ما عدا الاتنين الزبالة دول
نظر صالح إلى صلاح الذي حرك رأسه برفق وأخذه معه هو وهناء وأزهار وخرجوا، سمع جعفر صوت باب المنزل ينغلق وكل ما يُسمع هو صوت أنفاسهما العالية والتي كانت تُعبر عن الكثير والكثير بداخلهما، أبتسم جعفر مجددًا لـ ثوانٍ قبل أن تصدح ضحكاته في جميع أركان المنزل
نظر كلًا مِنّ فارس وعبد المعز إليه بقلق وتعجب بينما كان جعفر يضحك وهو لا يتوقف عنّ الضحك وكأنه أُصيب بـ نوبة ضحك حادة، أبتاع عبد المعز غصته بترقب وخوف وهو ينظر إليه
دقيقتين مرت وهو مازال يضحك حتى بدأ يهدأ ويأخذ أنفاسه وصدره يعلو ويهبط لاهثًا وهو مازال مُغمض العينين، ثوانٍ وفتح جعفر عينيه مِنّ جديد وهو ينظر لهما
مدّ يده اليُمنى وقام بـ فك الزران العلويان لـ قميصه الأبيض لـ يُتابعه كلًا مِنّهما بترقب وقلق، تحدث عبد المعز مترقبًا وقال:انتَ بتعمل ايه يا جعفر
لم يتحدث جعفر أو كلف نفسه عناء الردّ عليه وكأنه لا يسمعه، جذب جعفر الحقيبة السوداء مِنّ على الطاولة وأخرج ما تحتوي عليه تحت أنظارهما المترقبة والمنتظرة، أخرج حقيبة بلاستيكية أخرى سوداء ثم فتحها وأخرج كيس بلاستيكي شفاف صغير بهِ بو درة بيضاء اللون
أشعل سيجارته ووضعها بـ فمه وعاد يُكمل ما يفعله وهو يتجاهل حديثهما وشعر بـ السعادة وهو يستمع إلى نبرة صوتهما الخائفة والمهزوزة، أقترب مِنّهما وجذب المقعد الذي كان بجوار عبد المعز وجلس عليه أمام الطاولة
قام بـ إفراغ الكيس على سطح الطاولة الزجاجي وأخذ كارت كان موضوعًا بـ إهمال وبدأ بـ تسويه البو درة في خط مستقيم، تفاجئ كلًا مِنّ عبد المعز وفارس الذي جحظت عينيه على وسعهما بصدمة كبيرة، لقد ضربه جعفر في مقـ ـتل
زفر جعفر الهواء مِنّ فمهِ ثم أخذ أنبوب صغير رفيع وترك الكارت جانبًا ثم أقترب بـ رأسه مِنّ الطاولة ووضع الأنبوب أمام أنفه وبـ القرب مِنّ تلك البو درة وبدأ بـ أشتـ ـمامها
شهق عبد المعز بصدمة وهو يضع يده على صدره وبـ الطبع لا يُصدق ما تراه عينيه وبجانبه فارس الذي تيبس جسده وهو يُشاهده بـ عينين متسعتان، أبتعد جعفر وهو يسعل ويُمرر سبّابته أمام أنفه
صاح فارس بقوة وهو ينظر إلى باب المنزل قائلًا:يا شيخ صالح … يا شيخ صالح إلحق يا شيخ صالح
زفر جعفر الهواء مِنّ فمهِ ثم نهض وهو ينظر لهما ببرود ووقف أمامها بعدما دفع المقعد بعنف بعيدًا، أنتفض كلًا منهما وهما ينظران إليه لـ يقول جعفر بغضب:في ايه انتَ وهو قلبتوا ستات ند ابة فجأة كدا ليه مش كنتوا عاملينلي فيها رجالة مِنّ شويه
فارس بصدمة:انتَ مُد من بجد … اه يا خا ين يا زبا لة
رمقه جعفر ببرود وقال:ملكش فيه … حُرية شخصية
صفعة قوية سقطت على وجهه إتبعها الصمت والهدوء المُريب، كان مَنّ تلقى الصفعة جعفر مِنّ عبد المعز الذي تمادى كثيرًا هذه المرة، أعتدل جعفر في وقفته بهدوء أثار الذعر بـ فؤادهما وأصابت القشعريرة أجسادهما
رمقه جعفر نظرة تمنّى عبد المعز حينها أن تنشق الأرض وتبتلعه قبل أن يفقد هذا المختل صوابه ويوريه عجائب الدنيا السبع، شعر بـ سائل يسيل على جانب فمهِ لـ يمسحه بـ إبهامه ولم يكن سوى خط د ماء رفيع
ألقى جعفر سيجارته دوّن أن يُنهيها ود هس عليها بقوة وعـ ـنف تحت نظراتهما المترقبة لِما سيحدث، بلل شفتيه وهو يوليهما صدره ويديه تتوسط خصره وكل ما يُسيطر على المكان في هذه اللحظة الهدوء المُريب
ركل جعفر المقعد البلاستيكي بعنـ ـف وهو يُغمض عينيه بقوة عندما شعر بـ أ لم صفعة عبد المعز على وجهه تشتعل، لقد شعر بـ حراره وجهه ترتفع ومعها جسده كذلك
وفجأة وعلى حين غرة كان جعفر يُد مر المكان حوله غير عابئًا بـ صرخات عبد المعز وفارس خلفه فقط يُد مر كل ما تُطوله يديه، أختبئ فارس ومعه عبد المعز خلف طاولة الطعام الكبيرة وهما ينظران إليه بخوف شديد
نظر فارس إلى عبد المعز وقال بغضب مكتوم:كان لازم تلطشه بـ القلم يعني
نظر إليه بذعر عندما سَمِعَ صوت تحطـ ـيم الزجاج الذي كان صوته يرن أركان المكان، وفجأه شعر بـ د فعه قوية مِنّ قِبل جعفر الذي جذب عبد المعز مِنّ جلبابه بعنف غير عابئًا بـ أنه رجٌلًا كبيرًا وهو يصرخ بهِ قائلًا:تــعــالــى
حاول عبد المعز أن يُهدئ مِنّ روعه ولكنه فشل، جذبه جعفر بعنف وهو ينظر إليه بـ عينين حمراوتان مِنّ شِدة إنفعالاته قائلًا:أقسم بـ الله لو أعترضت على أي كلمة هتتقال دلوقتي لـ أدفنك مكانك حي سامع
أبتلع عبد المعز غصته وحرك رأسه بـ معجزة إلهية وهو ينظر إليه بـ رعب، نظر جعفر حوله ثم جذب بعض الأوراق ووضعها على الطاولة أمامه ومدّ يده بـ القلم إليه وهو يجذبه مِنّ جلبابه قائلًا بتحذير شديد:أقسم بالله حركة كدا أو كدا أو بوقك اتفتح بـ كلمة لـ أعيشك أسوأ أيام حياتك … دا لو لحقت تعيش أصلًا … هتمضي على كل الورق دا مِنّ غير ما تعرف دا ورق ايه ولحد ما تخلص أي حركة أو غدر هنزعل مِنّ بعض أوي … إمضي
أخذ عبد المعز القلم بـ أيدي مرتعشة وهو ينظر إليه بخوف شديد لـ يصرخ بهِ جعفر بغضب قائلًا:إمضي
وبـ الفعل بدأ عبد المعز يمضي بخوف تحت نظرات جعفر الحادة والذي كان يرمق فارس بتوعد، نظر إلى عبد المعز وهو يقوم بـ الإمضاء على جميع الأوراق أمامه حتى أنتهى
انتشل جعفر القلم مِنّهُ بعـ ـنف ثم دفعه بعيدًا وأخذ الأوراق التي مضى عبد المعز عليها ووضع غيرها وأشار إلى فارس الذي كان يقف مكانه رافضًا التحرك
نظر إليه جعفر عندما لم يتحرك وصرخ بهِ بغضب وقال:إخلص
تحرك فارس أخيرًا ووقف بجانبه، أخذ القلم مِنّ جعفر وسمعه يقول:إمضى
نظر إليه فارس وقال بتبجح:أمضى ليه
جعفر بحدة:مزاج أمي كدا … إخلص مش ناقصك
فارس ببرود:مش همضي
جذبه جعفر بعنف مِنّ ملابسه ونظر إليه قائلًا بنبرة تحذيرية مُخيفة:إمضى بدل ما أدفنك جنبه حي يا فارس ومتجادلنيش عشان انا لسه عامل دماغ ومش عايز أبوظها
وبـ الفعل قام فارس بـ الإمضاء على الأوراق وأعطى القلم إلى جعفر الذي انتشل الأوراق ونظر لهما بشر وقال بنبرة عالية قوية أخافتهما:صلاح
لحظات ودلف صلاح وهو ينظر إلى المكان الذي دُمر ثم إلى جعفر الذي قال وهو مازال ينظر إليهما:هات عمتك وتعالى
نظر صلاح إلى هناء التي أقتربت ودلفا بهدوء وأغلق صلاح الباب خلفه، أقتربا مِنه بينما كانت هناء لا تُصدق ما تراه، وقف صلاح بجانب جعفر الذي مدّ يده ببعض الأوراق وهو ينظر لهما قائلًا بنبرة حادة:ورق ورث عمتك وحقها رِجعلها مع تنازل مِنّ المحروس أبوك عنّ نصيبه في الميراث ليها
جحظت عينين عبد المعز على وسعهما بصدمه ثم صاح بعلو صوته قائلًا:نعم يا روح أمك
جحظت عينين هناء بعدم تصديق وهي تنظر إلى جعفر ثم قالت:بجد يا جعفر
نظر لها جعفر وقال:انا وعدتك إن انا مش همشي مِنّ هنا غير وحقك راجعلك … وأديني نفذت بـ وعدي والورق في أيدك أهو بـ أمضى المحروس
مدّ يده بـ ورقة أخرى وهو يقول:ودي ورقة بعدم التعرض ليكي مِنّ عبد المعز ولو أتعرضلك يتحـ ـبس فورًا
سقطت دموع هناء بسعادة كبيرة ثم اقتربت مِنّ جعفر وعانقته قائلة بسعادة:ربنا يخليك ليا يا حبيبي كتر ألف خيرك يا ضنايا انا مش عارفة أقولك ايه يا جعفر انتَ فرحتني أوي يا ابني … ربنا يحفظك يا حبيبي ويخليك ليا ويديك على حُسن نيتك
أبتسم صلاح وسعِد كثيرًا بهذا الخبر تحت نظرات الحقد والتوعد مِنّ فارس وعبد المعز، ربت جعفر على ظهرها بحنان وأبتسم قائلًا:انا معملتش حاجه يا خالتي … دا حقك وانا رجعتهولك تاني
أبتعدت عنّه هناء وهي تمسح دموعها بسعادة والأبتسامة تُزين ثغرها، بينما نظر جعفر إلى فارس وعبد المعز وقال وهو يرفع يده بـ الورق الآخر:الورق اللي انتَ مضيت عليه دا بقى يا فارس نفس الحوار … عدم التعرض لـ مراتي تحت أي ظرف وطبعًا انتَ عارف لو خالفت الكلام دا مكانك هيبقى فين … ومتنساش إن بشير قرر يوزع الورث على أخواته بما يُرضي الله وهيتوزع يا فارس وانتَ عايش عِندًا فيك
نظر إلى عبد المعز وقال بتوعد:وانتَ بقى أقسم بالله لـ أندمك على القلم دا … هخليك تعيط بدل الدموع دم يا عبد المعز … واه حاجه كمان قبل ما أسلمكوا دي مش بو درة ولا شميـ ـت مِنّ الأساس ولا انا في الطبيعي شـ ـمام … دي كانت ڤانيليا بتاعت الكيكة عارفها … كيس عمل أحلى شغل … ومشـ ـمتهاش أصلًا انا مسحتها مِنّ غير ما تاخدوا بالكوا وأوهمتكوا … أحلى مسا عليكوا
أنهى حديثه بـ أبتسامه جانبية ساخرة ثم قال بنبرة عالية:أتفضل يا باشا المجر مين موجودين
دلفت الشرطة في هذه اللحظة وقاموا بـ القبض على عبد المعز وفارس تحت نظرات الجميع، نظر صلاح إلى جعفر وأبتسم قائلًا وهو يُعانقه:أحلى مسا عليك يا زميلي الخطة نجحت زي ما خططنالها
أبتسم جعفر وقال:الحمد لله … بلاء وخلصنا مِنُّه
_____________________
“عيب بقى يا بيلا جوزك وشه وا رم وانتِ مش معبراه مِنّ ساعة أما جه دا مهما كان جوزك وأبو بنتك”
أردفت بها هناء وهي تنظر إليها في محاولة مِنّها لـ السيطرة على بيلا، تحدث صلاح أيضًا وقال:بيلا … جعفر عمل اللي عليه وبزيادة كمان وبعدين هو وقت عصبية يعني مش حوار وبعدين يعني يقولوا عليه شمام قدام بنته وعايزاه يسكت برضوا طب دا كلام يعني
هناء:خُدي الطبق دا فيه مياه ساقعه والفوطة دي وخوشيله وبلاش بوز الإخس دا قدامه الواد أتعكنن عليه وأتضرب بسببنا ورجعلي حقي وحقك وبزيادة يعني فُكيها بقى وكفاية عليه نكد لحد كدا ولو على البت انا هتكلم معاها وهظبط الدنيا
نظرت إليها بيلا بطرف عينها وعدم رضا لـ تدفعها أزهار مِنّ الخلف إلى الغرفة قائلة:يا اختي يلا انتِ لسه هتبحلقيلنا
دفعت أزهار بيلا إلى الداخل ثم أغلقت الباب خلفها لـ تنظر بيلا إلى أثرها بضيق وهي تُتمتم قائلة:يا حيوانة أقسم بالله لَما أطلعلك يا أزهار
نظرت أمامها مرة أخرى لـ تراه يدلف مِنّ الشرفة وهو يضع يده على وجهه المتورم ويتألم وهو يتحدث في الهاتف قائلًا:طيب هعمل كدا يارب وشي يهدى بس حاسس إن نا ر قايده فيه … ماشي يا حبيبتي مع السلامة
أغلق معها وألقى الهاتف بـ إهمال على الفراش وفجأة شعر بـ يدين تجذبانه مِنّ ملابسه لـ يرى بيلا هي مَنّ فعلت هذا وقبل أن يتحدث سمعها تقول بحدة وغيرة:مين دي اللي بتكلمها وتقولها يا حبيبتي ها … رُدّ وقول مين مراتك التانية صح طلعت متجوز عليا يا جعفر أهو ومخبي وبتضحك عليا
حاول جعفر التحدث والتبرير ولكنها لم تُعطيه الفرصة، أخذت هاتفه ونظرت بهِ ثم صاحت بوجهه وهي تنظر إليه بغضب قائلة:وكمان مسميها ماي إيڤيري سينج … وانا وانا بقى مسميني ايه سيدة النكد
حاول جعفر مِنّ جديد أن يتحدث ولكنها لَم تمنحه الفرصة وقالت:طلعت خاين يا جعفر ومتجوز عليا ويا ترى بقى الهانم حلوة ولا وحشة ها ايه اللي شدّك فيها ها فيها ايه ملقتهوش فيا يا جعفر ردّ عليا متسكوتش
اجابها جعفر وهو يضع يده على وجهه متألمًا وقال:أديني فُرصة أدافع عنّ نفسي يا ولية مش كدا ايه ما تاخدي نفسك شغالة لوك لوك لوك لوك دا انا بتنفسلك الهوا اللي مش عارفه تاخديه وانتِ شغالة كلام
بيلا بحدة:متتوهش الكلام يا جعفر مين دي مراتك مش كدا ويا ترى بقى متجوزها بقالك قد ايه ويا ترى طلعتوا شهر العسل ولا لسه بتفكر ولا تكونش متجوزها عليا بقالك مدة وحامل
صاح جعفر وهو يقول:أقسم بالله مها … ورحمة الغاليين مها … اقسم بالله أختي أعملك ايه تاني
بيلا بحدة:ولَما هي مها مسميها ماي إيڤري سينج ليه ها
أجابها بـ أبتسامه وبساطة وهو يضع يده على وجهه قائلًا:عشان هي أختي وهي فعلًا ماي إيڤري سينج أرتحتي يا بيضة
تركته بيلا لـ يجلس هو على الفراش وهو يتألم مِنّ وجهه، نظرت إليه قليلًا ثم أخذت الصحن بضيق وكذلك المنشفة وجلست بجانبه
وضعت المنشفة في المياه المثلجة ثم جففتها جيدًا وأبعدت يده بعنف ووضعت المنشفة على وجهه لـ يتألم هو قائلًا:آه براحة يا بيلا ايه العنف دا مش كدا
نظرت إليه بضيق ثم نظرت بعيدًا بينما كان هو يتألم حتى بدأ وجهه يهدأ بعد مرور القليل مِنّ الوقت، نظر إليها ورأها تنظر بعيدًا والضيق يحتل معالم وجهها، أبتسم جعفر ثم أقترب مِنّها وطبع قْبّلة على خدها
أبتعدت عنّه بيلا وهي تقول بضيق:أوعى انا مبكلمكش أصلًا
نظر إليها جعفر وقال بـ أبتسامه وأستنكار:لا يا شيخة … بـ أمارة صريخك وغيرتك عليا مِنّ شويه زي المجنونة
بيلا بضيق:عادي … انا لا بغيير ولا حاجه هغيير ليه يعني كنت مين
أبتسم جعفر واقترب مِنّها مجددًا وقال بنبرة مشاكسة:جعفر اللي قَلب كيانك مِنّ نظرة ولو ناسي أفكرك يا جميل
حاولت ألا تبتسم وقالت بجدية مصطنعة:لا والله … انا وافقت عليك بس عشان مجرحش مشاعرك إنما انا أصلًا مش بحبك
جعفر بـ أبتسامه:وهو اللي مبيحبش حد بيكمّل معاه ويخلف مِنُّه برضوا
شعرت بيلا أنه قام بـ محاصرتها لـ تتوتر قليلًا وهي تبحث عنّ إجابة مناسبة كي تقولها إليه تحت نظراته الماكرة التي كانت تتابعها
وعندما يأست نظرت إليه وقالت بضيق:بقولك ايه انتَ شكلك فاضي ورايق وانا مش فضيالك أصلًا
اتسعت أبتسامه جعفر وقال:وانا فاضيلك يا بنت هناء … يا انا يا انتِ
_____________________
“مُنصف … مُنصف … مُنصف”
هكذا ظلّ يُردد بشير وهو يطرق على باب منزل مُنصف طرقات متواصلة وهو يقوم بـ مناداته، فُتح الباب فجأه ثم صراخه بهِ قائلًا:ايــــه فــي ايــه زفــت زفــت زفــت بـــراحـــه
أبتسم بشير أبتسامه واسعة ومدّ يده بـ جواب أبيض وهو يقول:خُد حد باعتلك الجواب دا معايا
نظر مُنصف إلى يده ثم أنتشل الجواب مِنّ يده وهو يقول بـ إقتضاب:هو جعفر بقى يبعت جوابات ولا ايه … ايه الجَو القديم دا
فتحه مُنصف ونظر إلى تلك العبارات التي جعلته يشتعل فجأه بغضب شديد وتشنجت عضلات فكه بعنف، نظر إليه بشير بترقب ثم قال:ايه في ايه الجواب فيه حاجه عيب
نظر إليه مُنصف مِنّ أسفل أهدابه وقال بنبرة هادئة مُريبة:مين اللي مديك الجواب دا
أبتسم بشير وقال:واحد كبير
رمقه مُنصف قليلًا بشك ثم قال بترقب:أسمه ايه
أتسعت أبتسامه بشير وقال ببلاهة:عم زلطة قالي أسمه عم زلطة ووصاني أسلمهولك بـ أيدي واه بيقولك كمان إنه مستني الردّ
مسح مُنصف على وجهه بضيق شديد وهو يقول بغضب مكتوم:ربنا ياخدك يا فريد انتَ وزلطة في يوم واحد
تحدث بشير بتساؤل قائلًا:بتقول حاجه يا مُنصف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه مُنصف نظرة ذات معنى ولَم يتحدث بحرفٍ واحد
____________________
كان لؤي جالسًا وهو يتناول طعامه بهدوء، أقترب مِنّهُ رمزي وجذب مقعد في يده وجلس أمام لؤي قائلًا:يارب شهية مفتوحة وانا حياتي هتتظبط
نظر إليه لؤي وقال:انتَ وجعفر هتفضلوا تحسدوني لحد أمتى
رمزي:يا عم مش بحسدك بسم الله ما شاء الله يا لؤي انتَ عايز عشرة يحسدوك مش واحد بس … جعفر راجع النهاردة
نظر إليه لؤي وهو يرتشف مِنّ مشروبه الغازي قائلًا:كلمته ولا ايه
حرك رمزي رأسه برفق وقال:كلمته عشان أتطمن عليه وبـ المناسبة بيقولك انتَ ومُنصف وهاشم وسراج يا تربية واطية يا عالم زبالة … أستغفر الله العظيم مِنّ كل ذنبٍ عظيم بس دي رسالة ومُطالب مِنّي أقولها زي ما صاحبها قالهالي بـ الظبط
لؤي بضيق وتوعد:يا رِمة يا زبا لة لَما ترجعلي يا جعفر الكلب
نظر رمزي إليه وقال:بقولك ايه يا لؤي
نظر إليه لؤي وقال:قول
نظر رمزي حوله ثم أقترب بـ جذعه العلوي مِنّ لؤي وقال بنبرة خافتة:كنت عايزك في حوار كدا
أجابه لؤي وهو ينظر إليه قائلًا:قول
رمزي بخفوت:في حد مِنّ هنا سر ق البوك بتاع مراتي وهي راجعة مِنّ السوق
رمقه لؤي بحدة وقال:مِنّ الحارة هنا
حرك رمزي رأسه برفق لـ يقول لؤي بحدة:البوك دا شكله عامل أزاي وفيه ايه
رمزي:أسود وفيه مِيتين وخمسين جنيه وبطاقتها
نهض لؤي وهو يضع آخر لقمة في فمه قائلًا:قوم تعالى معايا
نهض رمزي وذهب خلفه إلى محل فريد الذي كان يقف ويُدندن قائلًا:كان يوم حبك أجمل صدفة، لما قابلتك مرة صدفة، كان يوم حبك أجمل صدفة، لما قابلتك مرة صدفة
يا اللي جمالك أجمل صدفة، يا اللي جمالك أجمل صدفة كان يوم حبك صدفة
أبتسم لؤي بجانبية وهو يقف على باب المحل ويرمقه نظرة ساخرة وبجانبه رمزي الذي كان ينظر إليه بهدوء، أقترب لؤي وأتبعه رمزي قائلًا:جرا ايه يا عبد الحليم … انتَ شكلك بتحب بجد بقى مش لِعب عيال وخلاص … بقولك ايه يا فريد ما توريني فين شاشة كاميرات المراقبة اللي شغالة في كل حتة دي
أجابه فريد وهو يقوم بـ تقطيع الدجاجة قائلًا:خُش أهي
نظر لؤي إلى رمزي ثم دلفا، مر لؤي مِنّ خلف فريد وقام بـ دغدغته قائلًا:إلعب يا فيرو
أنتفض جسد فريد قائلًا بحدة مصطنعة:ولا لِم نفسك
وضع لؤي سيجارته بـ فمهِ بينما لحق بهِ رمزي وهو يبتسم، وقف بجانبه بينما نظر لؤي إلى الشاشة وقال:ايه يا فريد كل دا هو انتَ بتأمن على منجم ولا ايه أيش حال لو مكانش محل فراخ … دا انا خايف ألاقيك حاططلي كاميرا في شقتي يا راجل
نظر إلى رمزي وقال:حصل أمتى الكلام دا
رمزي بجدية:الصبح
سحب لؤي قدرًا كافيًا مِنّ سيجارته ثم زفر الهواء وهو يُعيد الشريط مِنّ بداية اليوم، أقترب رمزي ينظر إلى الشاشة مع لؤي الذي كان يُتابع ما يحدث بتدقيق حتى ظهرت تسنيم في الصورة
ترقب كلاهما ما سيحدث حتى ظهر شخصًا ما في الصورة أيضًا وكان يسير خلف تسنيم حتى حانت اللحظة المنتظرة وها هو يقوم بـ خطـ ـفه مِنّ يدها إتبعها صر اخها بفزع وخوف وهي تلتفت خلفها
أعتدل لؤي في وقفته وهو ينظر إلى رمزي الذي ألتفت بـ رأسه ينظر إليه، أبتسم لؤي إليه وقال:إعتبر بوك مراتك معاها يا صاحبي
_____________________
“سلومة … سلومة”
ظلّ أكرم يُنادي على سلمى حتى دلف إلى الغرفة ورأها نائمة، أبتسم أكرم وزفر بخفة وقلة حيلة واقترب مِنّها بهدوء حتى وقف بجانب الفراش ثم جلس ومدّ يده يُمسدّ على خصلاتها قائلًا:سلمى … سلمى … سلمى أصحي كفاية نوم … يا سلمى
زفرت سلمى ووضعت الوسادة أعلى رأسها لـ يبتسم هو ويُبعد الوسادة عنّها قائلًا:سلمى … ايه الكسل دا بجد انا قاعد لوحدي وزهقان
فتحت سلمى عينيها بكسل ونظرت إليه قائلة بنبرة ناعسة:ولَما انتَ قاعد زهقان ما تقوم تنام يا أكرم
رفع أكرم حاجبه الأيمن وهو ينظر إليها قائلًا بـ أستنكار:لا والله .. انتِ عارفه الساعة كام يا سلمى دلوقتي
سلمى بعدم أهتمام:مش مهم سيبني أنام ولو جعان الأكل جاهز على التسخين جوه
عادت إلى النوم مجددًا لـ ينظر هو إليها بقلة حيلة ثم نهض واتجه إلى الخارج مجددًا وهو يقول بقلة حيلة:مفيش فايدة فيكي والله
جلس على الأريكة أمام التلفاز وبدأ بمشاهدته قليلًا ولكن عقله يُفكر في إصابة قدمه التي مضى مِنّها حتى الآن ثلاث أشهر فقط
_____________________
دلف سراج مِنّ الخارج وهو يُغلق باب المنزل خلفه ناظرًا حوله بتعجب، وضع المفتاح جانبًا ونزع حذائه ودلف يبحث عنّ مها بـ كل مكان، دلف إلى غرفتهما لـ يجدها فارغة، أزداد تعجبه وخرج مِنّ جديد
توجه إلى المطبخ لـ يراها تقف وتقوم بـ إعداد الطعام بهدوء، أقترب مِنّها بهدوء ثم وقف بجانبها طابعًا قُبلة على رأسها قائلًا:انا دورت عليكي في كل حتة وفي الآخر تبقى هنا
نظرت إليه وأبتسمت قائلة:بجهزلك العشا … مخدتش بالي خالص بوجودك كنت سرحانة
أبتسم سراج واستند بـ كف يده على الرخام جانبه وقال وهو ينظر إليها:ويا ترى بقى سرحانة في ايه لـ الدرجة دي
نظرت إليه وقالت بـ أبتسامه:بصراحة كدا … مكنتش بفكر في أي حاجه … سرحانه وخلاص .. بس كويس إنك فوقتني في الوقت المناسب كنت هتاكل الأكل محروق
ضحك سراج وقال:ما انا مش هاكل لوحدي أكيد يعني
أبتسمت مها وقالت:بقولك ايه روح إغسل إيدك وتعالى ساعدني انا واقفة هنا مِنّ الصبح لحد أما تعبت ولا انتَ عاوز تاكل على الجاهز وخلاص
أبتسم سراج وثنى ساعديه وأقترب مِنّ المرحاض قائلًا:لا طبعًا نساعد ومنساعدش لِيه يعني ناقصنا إيد ولا رجل
نظرت إليه بـ أبتسامة لـ يقوم هو بـ غسل يديه وتجفيفها ثم أقترب مِنّها قائلًا:ها يا ستي عايزاني أعمل ايه
تحدثت مها وهي تُشير بـ عينيها تجاه صحن الخضروات قائلة:قطـ ـع السلطة دي
نظر هو إلى الصحن ثم جذبه إليه وقال بـ أبتسامه:يا سلام نقـ ـطع السلطة منقطـ ـعهاش ليه يعني
نظرت لهُ مها بـ أبتسامه ثم عادوت إلى ما تفعله مجددًا لـ تسمع سراج يقول:مش مُنصف بـ الحق هيمو ت مجلو ط قريب … النهاردة جاله تشـ ـنجات وبكرا ذ بحة صدريه وبعده الله يرحمه
نظرت إليه مها وقالت بعتاب:بعد الشر ليه بتقول كدا
نظر إليها وقال بـ أبتسامه:الحاج زلطة … جدو زلطة بيحب طنط زينة
نظرت إليه مها قليلًا بذهول وعدم تصديق ثم ضحكت قائلة:لا أكيد بتهزر
نظر لها وضحك رغمًا عنّه وقال:لا ومش كدا وبس … جدو زلطة إستغل بشير ووصل الجواب معاه لـ مُنصف وبشير يا قلب أمه غلبان وعلى نياته ميعرفش اللي فيها … سراج شاف الجواب دا مِنّ هنا وعينك ما تشوف ألا النور مِنّ هنا … مُنصف مسكته التشنجات يا قلب أمه مسابتهوش غير وبشير وشرين بيفوقوه
ضحكت مها بملئ فاهها وهي تقول:طنط زينة عامله كل المهرجان دا … يا نهار أبيض
حرك سراج رأسه بقلة حيلة وقال:نعمل ايه بقى .. حظ أمه فقر
نظرت مها إليه وقالت بتساؤل:طب وهو مراحش لـ جدو زلطة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها وهو يقوم بـ تقطيع الخيار قائلًا:يروح فين بقى … مستني جعفر يرجع عشان يشوف الحوار دا
حركت رأسها بقلة حيلة وهي تقول ضاحكة:يا عيني عليك يا مُنصف … بتجري ورا العواجيز بعد العُمر دا كله
ضحك سراج وقال:دا ربنا معاه بجد
_______________________
وصلّ جعفر والجميع إلى الحارة مجددًا بعدما أنتهى كل شيء بشكل وِدي بـ النسبة إلى جعفر، أشار إلى صلاح القابع داخل سيارته والذي أشار إليه أيضًا وتحرك مجددًا كي يتجه إلى منزله
حمّل جعفر ليان النائمة وسحب الحقيبة خلفه وتوجه رفقة بيلا إلى منزلهما بينما ذهبت هناء إلى منزلها كي ترتاح قليلًا
وقبل أن يصعد جعفر سَمِعَ أسمر يقول مِنّ خلفه:ما لسه بدري يا معلم
ألتفت إليه كلًا مِنّ جعفر وبيلا بينما تقدم مِنّه جعفر وصافحه قائلًا بمشاكسة:ايه يا شبح المنطقة شكلك عندك أخبار جديدة
أبتسم أسمر وغمز لهُ قائلًا:عيب عليك يا معلم لَمِتلك قرار الحارة كلها في الكام يوم اللي فاتوا دول
أبتسم جعفر وقال:حلو أوي بكرا بقى نتكلم عشان انا راجع تعبان أوي
أوقفه أسمر قائلًا:أستنى بس تطلع فين واللي مرمي فوق متعلقله محاليل وضغطه في العالي دا
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال بتساؤل:مين دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسمر:مُنصف
____________________
صعد جعفر خلف بيلا وهو يحمّل ليان على ذراع والآخر يحمّل بهِ الحقيبة، فتحت بيلا باب المنزل ودلفت وهي تُلقي السلام وتُضيء الأنوار
دلف جعفر واتجه إلى غرفة صغيرته ومعه بيلا، وضع ليان على الفراش بحذر وهدوء ثم اعتدل بوقفته واستدار لـ يصتدم بـ بيلا التي كانت تقف بجانبه
وضع سبّابته على فمهِ ثم أمسك بـ يدها وسحبها خلفه، وقف جعفر بعيدًا عنّ غرفة صغيرته ونظر إلى بيلا وقال:هروح أتطمن على مُنصف وراجع
أوقفته بيلا وقالت:طب خليك والصبح روحله انتَ راجع مِنّ سفر وتعبان
رفض جعفر قائلًا وهو يتوجه إلى خارج المنزل:مينفعش يا بيلا مش هعرف أنام إلا لَما أتطمن عليه وغير كدا هيزعل
بيلا بتساؤل:هتتأخر طيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقفت على باب منزلها لـ يُجيبها وهو ينزل على الدرج سريعًا وقال:لا
نظرت إلى أثره بقلة حيلة ثم زفرت ودلفت مِنّ جديد وأغلقت الباب خلفها
______________________
عِدة طرقات على باب منزله جعلت شيرين تتحرك وتفتح الباب بهدوء، نظر إليها جعفر لـ تقول هي بتفاجئ:جعفر؟؟؟!!!
تحدث جعفر متسائلًا وقال:مُنصف صاحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها برفق ثم أفسحت إليه وقالت:أتفضل كلهم جوه في أوضه الأطفال
توجه جعفر سريعًا إلى الغرفة ثم دلف بينما كان مُنصف يضع يده على رأسه وهو يتأوه بـ ألم، دلف جعفر واقترب مِنّهُ مسرعًا وهو يقول:مُنصف … مالك في ايه … ايه اللي حصلك انتَ كويس
نظر إليه مُنصف وقال بنبرة متعبة:هيقضوا عليا يا جعفر … شويه عواجيز هيقضوا عليا بدري بدري
تحدث جعفر وهو يجلس أمامه وينظر إلى المحاليل ويده قائلًا:ايه اللي حصلك انا لسه جاي حالًا واسمر قالي على اللي حصل معرفتش أتلم على بعضي غير لَما أجي أتطمن عليك
تحدث مُنصف وهو يُغمض عينيه ويضع يده على رأسه قائلًا:فيك الخير يا صاحبي … فيك الخير
دلفت شيرين وبـ يدها حجاب، أقتربت مِنّ مُنصف ثم وقفت خلفه وقامت بـ ربطه حول رأسه بـ إحكام تحت أنظار الجميع، تأوه مُنصف وهو يضع يده على رأسه قائلًا:براحة يا شيرين براحة يا حبيبتي دماغي بتتفرتك لوحدها متجيش تفرتكيها أكتر
ربت جعفر على قدمه وقال:ايه اللي حصل مين إبن الجزمة اللي عمل فيك كدا
أجابه رمزي وهو يقول:لا متغلطش عشان السبب أمه
تفاجئ جعفر ونظر إلى مُنصف الذي حرك رأسه برفق وهو يقول:أيوه … أمي اللي عامله فيا كدا … آه يا دماغي
جعفر بتساؤل:أزاي مش فاهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه مُنصف وقال:أبدًا يا اخويا … كل ما في الموضوع إن جدو زلطة أبو تمانين سنة باعتلي جواب مع بشير قال ايه عايز يتجوز أُمي
جعفر بذهول:يتجوز مين لمؤاخذة … أكيد يقصد أم المفجوع دا
زجره لؤي بضيق في ذراعه وهو يقول بنبرة حادة:لِم نفسك
أخذ مُنصف يندب حظه قائلًا:لا يا اخويا قاصده على أُمي … قال ايه بيحبها … آاااه يا دماغي … كان مستخبيلك فين دا كله يا مُنصف … آاااااه دا انا لسه مخلفتش عايزين يقضوا عليا ولاد الجزمة بدري بدري
ضحك لؤي قائلًا:عيشت وشوفتك بتندب يا مُنصف
سراج:مُنصف هيبدأ فقرة الصياح وانا عايز أنام فـ بعد أذنكوا أستأذن انا
رمقه مُنصف بـ أشمئزاز وبصق عليه قائلًا:تربية نتنة صحيح
ربت جعفر على قدمه ثم نظر إلى سراج وقال:رَوح انتَ يا سراج وأبقى كلمني الصبح عشان عايزك
حرك سراج رأسه وتثائب قائلًا:تصبحوا على خير يا رجالة
خرج سراج وهو يقول بنبرة عالية:ألف سلامة عليك يا صاصا
أجابه مُنصف قائلًا:الله يسلمك يا سراج … منحرمش مِنّ سؤالك يا اخويا
نهض رمزي وقال:طب أستأذنكوا انا بقى
نهض لؤي أيضًا وهو يقول:وانا كمان
مُنصف:تسلموا يا رجالة منجيلكوش في حاجه وحشة
خرج كلًا منهما وظلّ جعفر مع مُنصف الذي أغلق عينيه قائلًا بتعب:آاااه ياني ياما
ربت جعفر على قدمه مجددًا وقال:سلامتك يا صاحبي
______________________
خرج جعفر في الصباح وهو يتثائب بنعاس لـ يسمع بشير يقول:مش عيب تطلع لـ الناس كدا
نظر جعفر إلى نفسه ثم نظر إليه وقال بنبرة باردة:بيتي يا عم
بشير:بيتك على عيني وعلى راسي بس أستر نفسك يا راجل
أقترب جعفر مِنّ طاولة الطعام وجذب مقعد وجلس عليه قائلًا:انتَ محبكها أوي يا بشير كدا ليه مكانش تيشيرت يا عم
خرجت بيلا ووضعت الصحن على الطاولة قائلة بـ أبتسامه:بيبو جاي يفطر معانا النهاردة
نظر إليها جعفر نظرة ذات معنى وقال:وهو بيبو عزم نفسه عندنا كدا عادي
شعر بشير بـ الخجل لـ ترمقه بيلا نظرات تحذيرية صارمة ثم نظرت إلى بشير وقالت بـ أبتسامه:منور يا حبيبي بيتك ومترحك براحتك
أقتربت مِنّ جعفر وجذبته مِنّ يده بعنف خلفها وذهبت إلى المطبخ تاركة بشير في قمة إحراجه، وقفت بيلا والتفتت إلى جعفر وتحدثت بنبرة غاضبة مكتومة وهي تصق على أسنانها قائلة:انتَ ايه اللي قولته برا دا
نظر إليها جعفر ببرود وهو يتناول قطعة بيض مسلوق دوّن أن يُجيبها لـ تقول بيلا بغضب:ردّ متنحليش كدا
أجابها ببساطة مع أبتسامة مستفزة بـ النسبة إليها قائلًا:وانتِ مالك
أردفت بـ أستنكار قائلة:نعم؟؟؟؟؟!!!!!!
جعفر ببرود:وانتِ مالك ايه أتطرشتي
كادت تجذبه ولكنها توقفت وهي تنظر إليه قائلة بحنق:أشدك منين انا دلوقتي يا بجح
أجابها ببساطة وقال:وداني قصرت معاكي في حاجه
رمقت أذنيه وقالت:تصدق فكرة برضوا
وقبل أن تمُدّ يديها منعها هو قائلًا بـ أبتسامه باردة:بس مش معايا انا يا حلوة
رمقته بغيظ شديد ونظرت إلى الخارج عندما لمحت بشير ينهض وينوي الذهاب ومعها جعفر الذي نظر إليه، أتجه بشير إلى باب المنزل وخرج
حاولت بيلا منعه ولكنها توقفت بسبب يدي جعفر التي منعتها مِنّ الذهاب خلفه، نظرت إليه وقالت بحدة:أوعى يا جعفر انتَ بتستهبل أقسم بالله
تركها جعفر وقال ببرود:لو أتحركتي هكـ ـسرك
تركها وخرج وهو يأخذ تيشيرته ويلحق بـ بشير، نظرت إلى أثره بذهول ثم قالت بحدة:لَما ترجعلي يا ابن عدنان انا هوريك يا عديم الدم يا بجح
نزل جعفر سريعًا على الدرج ووقف أمام بشير يمنع طريقه، توقف بشير ونظر إليه ثم أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى وحاول تمالك نفسه، نظر إليه جعفر وقال بنبرة باردة:على فوق يا روح أمك معندناش راجل بيتقمص ويسيب الأكل ويمشي
رمقه بشير بـ أستنكار وذهول لـ يقول جعفر وهو يجذبه مِنّ تلابيب قميصه قائلًا:يا اخويا يلا انتَ لسه هتبحلقلي
دلف جعفر مِنّ جديد وهو يجذب بشير خلفه، صفع الباب خلفه وعاد بهِ إلى طاولة الطعام وأجلسه بعـ ـنف على المقعد ثم ضر ب بـ كفيه على طاولة الطعام والمقعد مُحاصرًا بشير قائلًا وهو ينظر إليه بحدة:هتطـ ـفح ولا أطفـ ـحك انا المُر بـ شاليموه!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!