روايات

رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثالث 3 بقلم نسمة مالك

 رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثالث 3 بقلم نسمة مالك

رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثالث 3 بقلم نسمة مالك

رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثالث 3 بقلم نسمة مالك

غضب البدر!!..
“هبه”..
بعدما قالت إنها تريد أن تحدث كلاً من “سيف” و”بدر” علي انفراد..
ساد الصمت أرجاء المكان..
اعتلت ملامح الجميع نظرات مختلفه.. بين الدهشه،الذهول، وبالطبع الغضب..
ولكن نظرتها هي بارده.. جامده.. رغم عينيها التي تلتمع بها عبراتها.. إلا انها استطاعت السيطره عليها..فبكائها الآن سيظهر مدي ضعفها..
إذاردت لعابها بتوتر، وهي تتنقل بنظرها بين ماضيها ، ومستقبلها..
أطلقت زفرة نزقه وهي تتطلع ل “سيف” ماضيها الأسود،وتنقلت بعينيها نحو “بدر” حاضرها، ومستقبلها الذي انتظرها اكثر من ثلاث سنوات دون كلل أو ملل حتى أخيراً أصبحت زوجته..
ليظهر ذلك ال “سيف” الذي دوماً يعكر عليها صفو حياتها،ولكن هناك جزء بقاع قلبها شبه مرحب بظهوره.. يجعلها تنهر نفسها بشدة، وحسمت قرارها بطلبها هذا..
تود رؤية رد فعل “بدر”.. هل سيوافق على طلبها ويتركها تجلس برفقته؟!.. انتفض قلبها بخوف حين لمحت ملامحه الغاضبه ومع ذلك عينيه ترمقها بنظراته الحانيه حتي أثناء غضبه..
بينما “سيف” نظرته لها تشتاقها دون أرادتها فهو نسخه مطابقه لصغيرها.. أنتبهت على حالها فأطبقت جفنيها بعنف وهمت بالحديث..
لتقفز بفزع حين دوي صوت “بدر” الغضوب قائلاً بصرامه شديدة دبت القلق بقلبها..
“ولا ثانيه واحده.. مش هسيبك لحظه واحده تقعديها مع البني آدم دا يا هبه.. مستحيل يحصل”..
تراقص قلبها فرحاً، وظهرت شبه ابتسامة على ملامحها الحزينه جعلت وجهها يستعيد رونقه قليلاً مما أشعل غضب، وغيرة “سيف”، وهو يري نظرتها الفخوره به..
بينما نظرتها له كانت دوماً يملؤها الخزي، والأسف، وكثيراً الاشمئزاز..
صك على أسنانه، ونظر ل “بدر” بشرار يتطاير من عينيه، وقطع المسافه بلحظه بينهما حتى أصبح أمامه مباشرة، وتحدث بهدوء ما قبل العاصفه..
“اوعي تفكر سكوتي على ضربك ليا دا ضعف مني، ولا انا خايف منك مثلاً”..
حرك رأسه بالنفي، وأشار على” محمد” والد هبه مكملاً..
” أنا عامل حساب للراجل الكبير اللي واقف وسطنا”..
“والراجل الكبير دا يبقي حمايا أبو مراتي اللي أنت بتحاول تكلمها وهي على زمتي لأنك واحد ***وفاكر كل الناس زيك، وعم محمد أكيد مش هيلومني على اللي هعمله فيك”..
قالها “بدر” وهو يهجم عليه فجأه دو سابق أنظار.. يسدد له لكمات متفرقه..
استجمع “سيف” قوته، ودفعه بعيداً عنه بعنف وهو يقول..
” هبه لسه عايزاني بدليل إنك كاتب عليها بقالك أكتر من 5شهور وهي رافضه تروح بيتك لحد دلوقتي، وانت عارف كده كويس بس بتكدب نفسك”..
كلماته كانت كالخناجر تطعن قلب “بدر” دون رحمه، ولكنه تجاهل حديثه، وهم بالهجوم عليه مره أخرى وهو يقول بوعيد..
“انا شكلي هخلص عليك انهارده”..
” لا يا بدر”..
صرخت بها “هبه” وهي تركض نحوه، وبلحظه كانت ألقت نفسها داخل حضنه.. ملتفه بكلتا يدها حول خصره تضمه بكل قوتها دافنه وجهها بصدره وتبكي بنحيب بصوت مكتوم..
شعر بأن الوقت والعالم قد توقف من حوله..
فعلتها هذه جعلت جميع جروحه تشفي، اثلجت قلبه، واشعلته بأن واحد خصتاً حين وصل لسمعه صوتها الباكي تهمس له من بين شهقاتها بتوسل..
“كفايه عشان خاطري”..
رفعت وجهها الغارق بالعبرات، ونظرت له.. كان هو يرمق  “سيف” بنظرات جامده عكس فرحته الغامره بفعل زوجته التي تستكين داخل حضنه لمرتها الأولى..
فكت هي إحدى يديها من حول خصره، وسارت بها على جسده ببطء حتي لمست أناملها المرتجفه لحيته.. تحثه على النظر لها غافله عن حركتها هذه التي بعثرت مشاعره،وجعلت قلبه أوشك على مغادرة ضلوعه من عنف دقاته..
على الفور خضع لنداء قلبه، ومال برأسه عليها، وألتقت أعينهما بنظره تحمل الكثير من المشاعر المختلطه،
ومن بين دموعها التي تهبط بغزاره على وجنتيها..
أهدته ابتسامتها النادره متمتمه بلهفه ظاهره على محياها، وكأنها تخبره انه منقذها الوحيد من حزنها..
“انا مش مستغنيه عنك”..
لهنا، ولم يحتمل أكثر.. على مضض ابتعد بعينيه عنها، ونظر ل “سيف” الذي تسمر مكانه من شدة صدمته.. ينظر ل “هبه” المحتضنه زوجها بحسره وندم، وحقد بدأ يظهر بعينيه تجاه “بدر” ..
ليرفع “بدر” يديه حولها، وحاوطها بهما بحمايه، وذاد من ضمها داخل حضنه بقوه وكأنه يريد اخفائها بداخله..
“خلصت كده يا سيف، ويله اتكل على الله من هنا ورينا عرض كتافك”..
كان هذا صوت “محمد” الذي أقترب من “سيف” ودفعه بحده لخارج المنزل مكملاً بتحذير..
” لو فكرت تتعرض لبنتي وجوزها تاني هبلغ عنك”..
هبطت دمعه حارقه من عين “سيف” مسحها سريعاً،ورسم ابتسامة مصطنعه على محياه، وتحدث بثقه قائلاً..
” بنتك هتطلق من اللي بتقول عليه جوزها دا، وهترجعلي”..
نظر ل “بدر” وتابع بتأكيد..
“والأيام بنا، وبكره أفكرك”..
تصلب جسد “بدر” بقوه مما دفع “هبه” لضمه لها أكثر كمحاوله منها لتهدئة وتيرة غضبه التي شعرت بها من أنفاسه المتهدجه..
“دا هيحصل فعلاً بس في أحلامك، وفي خيالك المريض..يله غور في داهيه من هنا”..
 قالتها “نجوي”، وهي تغلق الباب بوجه “سيف” بغضب، وغيظ..
تنهدت “هبه” براحه بعد ذهاب “سيف”، وحاولت تبتعد عن “بدر” بخجل.. لكنه لم يترك لها مجال للبعد، وجذب رأسها لصدره، ومال على جبهتها لثمها بعمق مغمغماً..
” انتي كويسه؟ “..
زاد خجلها، وارتباكها أضعاف، وبصوت يكاد يسمع قالت..
“اممم.. الحمدلله كويسه.. بس عايزه أسألك على حاجه”..
رفع كف يده، ومسح عبراتها العالقه بأهدابها بأصابعه..
“قولي كل اللي في قلبك يا هبه، وانا سامعك”..
صمتت لبرهه، وبتساؤل قالت..
“البنات في الكليه هيتجننو عليك، ويتمنو إشارة واحده منك، وانت سبتهم كلهم واختارتني انا.. اشمعني انا يا بدر؟!”..
……………………………….
” أيوب”..
جذب مقعد ووضعه بجوار الفراش الجالسه عليه “حبيبة” زوجته..
جلس أمامها، وأمسك يديها بين يديه، وضغط عليهما برفق، وتحدث بصوته الحنون قائلاً..
“بصيلي يا حبيبة”..
رفعت وجهها ببطء، ونظرت له بعتاب لا يخلو من عشقها الشديد له..
ابتسم لها ابتسامته التي تخطف أنفاسها، ورفع يدها على شفاتيه قبلها بحب مدمدماً..
” اممم قلبك بقي قاسي عليا أوي يا أم أحمد”..
اعتلت ملامح “حبيبة” الدهشه، واشارت بيدها المحتضنه يد زوجها تجاه قلبها مردده بذهول..
“قلبي أنا اللي قاسي يا أيوب؟!”..
عادت بيدها نحو قلبه، واراحت كفها على صدره مكمله..
“أمال قلبك انت اللي طاوعك وهيخليك تسافر وتسبني هنا من غيرك يبقي ايه؟! “..
“اجابها “أيوب” بلهفه قائلاً..
“يا حبيبتي قولتلك هما 3شهور بس بإذن الله وهرجعلك، وممكن أرجع قبلهم كمان لو مقدرتش اثبت كفاءة.. لأن مش أي حد بيقبلوه في المستشفى دي”..
ابتسمت له ابتسامة هادئه، وبثقه قالت..
“بأمر الله هتنجح، وبجداره كمان يا دكتور أيوب، وهيختاروك وهتفضل هناك على طول.. مش 3شهور بس، وانت عارف كده كويس”..
أخذ”أيوب” نفس عميق، وتحدث بأسف قائلاً..
“دي حقيقه فعلاً.. انتي عندك حق فيها”..
جحظت اعين “حبيبة” وتطلعت له بنظرات منذهله.. ليتابع هو بتعقل..
” حبيبة انتي مدركة يعني ايه أكون جراح في مستشفي الدكتور مجدي يعقوب أكبر مستشفي خيري في مصر؟، ويمكن العالم كمان! “..
احتضن وجهها بين كفيه..
“متخيله إني ممكن أرفض عمل إنساني كبير زي دا؟!، ولو فعلاً قبلوني أكيد هبعتلك تيجي انتي والولاد تقعدو معايا مره، وانا هاخد إجازات واجلكم مره.. لانك اكيد عارفه ان أمي مستحيل تعيش بره بيتها، ومش هكون مطمن عليها غير وانتي معها.. بس ادعيلي يا حبيبة يقبلوني معاهم.. دي أمنيتي”..
“اطمن انا هفضل مع ماما زينب، وأنت ربنا يوفقك،ويحققلك كل اللي بتتمناه يا أيوب”..
قالتها “حبيبة” وهي تبعد يده عنها برفق مكمله..
” هدخل الحمام اخد شاور سريع علشان متأخرش على هبه أكتر من كده”..
أنهت جملتها،وهبت واقفه، وسارت نحو الحمام بخطوات مهروله..
ليوقفها صوت” أيوب” يقول بقلق..
” حبيبة انتي ناويه على ايه بالظبط؟! .. لأن بصراحه هدوئك دا مخوفني”..
اجابته “حبيبة” دون ان تلتفت له..
“متخفش يا أيوب مش هعمل زي حد واسيبلك البيت وامشي”..
كانت تلك أخر كلماتها قبل ان تغلق باب الحمام ووقفت خلفه مستنده عليه بظهرها.. واضعه كف يدها على فمها تكتم شهقاتها الناتجه عن بكائها الشديد محدثه نفسها..
“انا خلاص مبقتش عايزه الدكتور أيوب اللي دايماً بعيد عني دا”..
تأوهت بصوت خفيض مكمله بشتياق..
“واحشني الاسطي أيوب اللي مكنش يقدر يبعد عني لحظه واحده”..
بينما “أيوب” يقف أمام الباب مستند بكلتا يده وجبهته عليه.. يستمع لصوت بكائها بقلبه، وبرجاء تحدث قائلاً..
“افتحي يا حبيبة أيوب”..
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهبني القدر بدرا)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى