روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء السابع عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت السابع عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر

عقد فتحي ذراعيه أمام صدره ونظر لهم بغضب شديد لينظر جعفر إلى باب المحلّ وقال بتأثر وحزن مصطنع:يعيني ايه اللي عمل فيه كدا بس
فتحي بغضب:انتَ هتستهبل ولا ايه مش بتاعتك الراس دي برضوا ولا بتاعت أمي
جعفر ببرود:بتاعت أمك
فتحي بغضب شديد:بقولك ايه متجننيش عليك روح نضفلي القرف اللي عملته دا … مش ناقصه قرف هي على الصبح … عالم زبالة صحيح
رمقه جعفر نظرة ذات معنى قبل أن يعتدل في وقفته ويقترب منه بهدوء تحت نظرات الجميع المترقبة، وقف جعفر أمامه وقال:انتَ بتقولي انا كدا
أبتسم فتحي وقال بتهكم واضح:وهو البعيد مبيسمعش ولا ايه
أبتسم جعفر وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء ونظر لهُ للحظات قبل أن يجذبه بعنف مُسقطًا إياه على الد*ماء التي تُلوث الأرض والتي لوثت ثيابه، أقترب جعفر منه ببرود ووضع يديه في الدماء ثم مسحها على وجهه قائلًا ببرود شديد:لا بسمع يا روح أمك بس بستعبط
ضحكوا الشباب عليه بسخرية شديدة بينما أعتدل جعفر في وقفته وهو يرمُق فتحي بـ أبتسامه وتهكم واضح، نظر إلى أصدقائه وقال:قوموه يا رجالة عشان ضهره يا عيني تلاقيه قافش عليه
لؤي بـ أبتسامه وأعتذار:انا آسف يا جعفر بس انا مش هقدر أصل السمانة قافشه بقالها يومين
نظر جعفر إليه نظرة ذات معنى ثم نظر إلى سراج الذي قال:لا يا برو انتَ عارف انا مُمكن اعمل ايه انا دلوقتي خطر
نظر جعفر إلى مُنصف الذي أبتسم وقال:متحلمش انا ضهري لسه مخفش انا واخدلكوا مسكن عشان اعرف أقعد معاكوا
زفر جعفر ونظر إلى أخيه الذي قال:قسمًا بالله ما يحصل … دا انتَ بتحلم

 

نظر جعفر بيأس إلى فتحي الذي كان ينظر لهم ببلاهة ليقول:للأسف يا فتحي كلنا ماشيين بعلاج فيما عدا انا الحمد لله صحتي كويسه بس انا مبمدّش إيدي لـ المعفنين اللي زيك فـ قوم من نفسك أحسنلك
رمقهم فتحي بغضب شديد ثم نهض سريعًا ثم أقترب من جعفر ووقف أمامه مباشرًة ونظر إليه نظرة ذات معنى بينما كان جعفر واقفًا في مكانه لم يهتز بل أكتفى بالنظر إليه بكل برود ليتحدث فتحي بنبرة خافتة وهو يرمقه بضيق قائلًا بتوعد:خليك عارف يا جعفر إن اللي انتَ عملته دا مش هيعدي بالساهل وللأسف انتَ بتلعب مع فتحي الجزار ولو فاكر نفسك كبير الحارة فـ أحب أقولك مش في وجود فتحي الجزار … لسه متخلقش اللي يقف قصادي ويعاندني يا بلطجي
أبتسم جعفر بكل برود وتهكم ثم قال:وِسعت منك أوي المرة دي يا فتحي … انا لو قولتلك بخ هتخاف وتكش وتستخبى في جُحرك زي الفار المبلول … وأظن انتَ جربتني كويس كتير وعارف إني غدار ومش سهل يتلعب معايا … جعفر أتطور يا فتحي وبقى واحد تاني خالص … أنصحك متلعبش معايا عشان اللي بيلعب معايا بيخسر … سامع يا جزار
تشنجت عضلات فكه وهو ينظر لهُ بغضب لـ يقول:انتَ قد الكلام دا يا جعفر
أبتسم جعفر وقال:انا مبعملش حاجه غير وانا واثق ومتأكد منها يا فتحي … متقلقش انا مأمن نفسي كويس أوي … الدور والباقي عليك
أبتعد عنه جعفر بـ هيبته المعتادة وهو ينظر لهُ بـ ثقة ليعود بظهره إلى الخلف حتى وقف بجوار هاشم وقال:كل سنة وانتَ طيب يا فتحي
أنهى حديثه ثم أعطاه ظهره وتجاهله لـ يعودوا جميعهم إلى ما كانوا يفعلونه، نظر فتحي إليهم بغضب وهو يتوعد لهم بشدة
_______________________
“خُد يا عم حُسني لحمتك اهي عارف لو كنت أتأخرت شويه كمان كنت شيلتهالك برضوا”
أخذها حُسني وهو يقول بـ أبتسامه وأمتنان:والله يا جعفر ما عارف أقولك ايه يا ابني ربنا يجعله في ميزان حسناتك ويبعد عنك ولاد الحرام انتَ واد جدع والله يا جعفر تسلم البطن اللي شالتك وتعبت فيك والله

 

أبتسم جعفر بحزن وربت على ذراعه برفق وقال:تسلم يا عم حُسني … كل سنة وانتَ طيب
تركه حُسني وذهب بينما طرق الحزن بابه كي يفتح لهُ جعفر مُستقبِلًا إياه بـ كل جوارحه، زفر بهدوء ونظر إلى أصدقائه وقال:وزعوا على الكل وانتَ يا حسن أدي أمك كيس انا واعدها بيه
تركهم ووقف بعيدًا وهو حزين، خرجت بيلا من البِنْاية وأقتربت منه بهدوء حتى وقفت أمامه ونظرت لهُ قائلة بنبرة هادئة:مالك يا جعفر في ايه يا حبيبي
لم يُجيبها وألتزم الصمت إجابة لـ تتحدث هي مرة أخرى قائلة:مالك يا جعفر انتَ تعبان طيب
حرك رأسه نافيًا ثم رفع رأسه بهدوء ونظر لها قائلًا بنبرة حزينة:مفيش حاجه … أفتكرت أُمي
ظهر الحزن على معالم وجهها لـ تَمُدّ يدها تُربت على صدره بحنان قائلة:ربنا يرحمها يا حبيبي هي زمانها مبسوطة دلوقتي وحاسه بيك … أدعيلها
دام الصمت قليلًا ثم رفع جعفر رأسه مجددًا ولكن تلك المرة كانت الدموع تلتمع في عينيه، حاول الحفاظ على هدوءه قدر المُستطاع ثم نظر لها وقال:وحشتني أوي يا بيلا … وحشتني أوي وكان نفسي تكون معايا دلوقتي … ساعات لما بقعد مع نفسي واسرح بقول يمكن لو مكانش كل دا حصل هي أكيد كانت هتبقى معايا لحد دلوقتي ومكانش دا هيكون حالي … كنت هبقى إنسان تاني أقدر أعيشك وأعيش بنتنا في مستوى أحسن من دا وكل ما بفكر في النقطة دي بتخنق وبضايق أوي …

 

كُل اللي بشتغل بيه وبجيبه بصرفه كله عليكي وعلى البنت عشان تكون مبسوطة ووقت ما تطلب حاجه محرمهاش منها … حتى العجول اللي جايبها دي انتِ عارفه جايه بعد قد ايه … فعلًا التعليم فرَق معايا أوي … لو كنت خدت أبسط حقوقي فيه مكنتش هبقى كدا وعشان محققتهوش قولت هحققه في مها ومحبتش أخليها تكون زيي في يوم من الأيام هتذاكر لـ أولادها وهينفعها وعشان كدا انا برضوا مقصرتش معاها ولا حرمتها من حاجه … أخواتي كلهم أتعلموا وأشتغلوا بـ شهادتهم ومتحرموش من حاجه … بس انا اللي أتحرمت من كل حاجه يا بيلا
سقطت دموعه لـ تُعانقه بيلا مُربتة على ظهره برفق ومواساة وهي تمسح عينيها وتُحاول السيطرة على نفسها كي تستطيع مواساته، بينما وضع هو رأسه على كتفها وبكى، شددت من عناقها لهُ وهي تُمسدّ على ظهره قائلة:انا فخورة بيك أوي يا جعفر … انتَ تستاهل كل الإحترام والتقدير بجد … انتَ بطل في عيوني يا حبيبي والله ودموعك غالية عليا أوي … صدقني هي مبسوطة بيك أوي وفخورة أوي بيك عشان خلفت راجل يُعتمد عليه في كل حاجه وبيخاف على أهل بيته
أبتعدت سنتيمترات ونظرت إلى وجهه الباكي ثم مدّت يديها ومسحت دموعه بـ أبهاميها وقالت:انا عارفه إنها وحشتك وإنك بتحبها أوي وكان نفسك تكون جنبك بس دا نصيبها إحنا ما علينا إلا تقبُل الأمر … انا ربنا يعلم انا حبيتها أزاي من حُبك فيها وتعلُقك بيها … أدعيلها يا جعفر هي في مكان أحسن من هنا بـ كتير … وانا هنزل الشغل وهشتغل وهساعدك في مصاريف البيت ومش هحسسك بـ أي حِمل تقيل تاني
حرك رأسه نافيًا وقال برفض:لا
نظرت لهُ وقالت:لا ايه
نظر لها وقال برفض:انا مش حابب دا فلوسك لـ نفسك مش ليا
بيلا:يعني ايه يا جعفر … انا وانتَ واحد يا حبيبي

 

جعفر بـ رفض:لا يا بيلا انا مش هسمحلك تصرفي جنيه واحد بس في حاجه لـ البيت دي مسئوليتي انا وقت ما يحصل معايا دروب مش مشكلة هعرف أصلحه وأتأقلم عليه لكن إني أخد منك جنيه دا فـ حد ذاته مستحيل انا راجل البيت وانا المسئول فلوسك ليكي انتِ وقت ما تحتاجي حاجه هتجيبيها بيها لكن ليا أو لـ البيت لا يا بيلا وبعد إذنك إقفلي على الموضوع
بيلا بذهول:ايه اللي انتَ بتقوله دا ومن أمتى في بينا الكلام دا يا جعفر انا وانتَ واحد فلوسي هي فلوسك والعكس صحيح إفرض لقدر الله حصل حاجه وقعدت أو تعبت مش هيكون في فلوس
جعفر بـ ضيق:فلوسك دي من تعبك وعرقك انتِ مش انا إفهمي في فرق يا بيلا … إقفلي على الموضوع لـ تاني مرة بقولهالك يا بيلا
أطاعته قائلة:حاضر يا جعفر رَوق شوية … فطرت ولا لسه
حرك رأسه نافية وقال بـ ضيق:مليش نفس
أنهى حديثه وجذب مقعد وجلس بهدوء وهو يزفر بـ ضيق ويضع يده على جبينه، نظرت لهُ بيلا قليلًا ثم نظرت حولها ورأت هاشم ينظر لهما ويبدوا أنه كان يُتابع ما يحدث دون سماع شيء
دلفت إلى منزلها وهي تزفر بـ ضيق وتمسح على خصلاتها للخلف، دلفت إلى المطبخ وبدأت بـ إعداد الفطور لهُ بهدوء، لحظات ودلفت ليان قائلة:ماما انا جعانه
نظرت لها بيلا وقالت:حاضر يا حبيبتي بجهز الفطار أهو
جلست ليان على المقعد الصغير الخاص بـ الأطفال ثم أستندت بـ رأسها على الجدار بجانبها وهي تنظر إلى بيلا بهدوء، ثوانِ وقالت:عايزاكي يا لولو تقعدي تفطري مع بابا وتخليه يفطر غصب عنه
ليان بتساؤل:وليه غصب عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت لها بيلا وقالت:عشان هو مضايق ومش عايز يفطر وهو مكالش حاجه خالص من إمبارح فـ انتِ بقى زي الشطورة كدا تخليه يفطر عشان ميتعبش وهو بيحبك ولما يلاقيكي مُصره إنك تاكلي معاه هياكل … أتفقنا يا جميل
أبتسمت ليان وقالت بـ رقة:أتفقنا

 

أبتسمت بيلا لها بـ حنان وعادت تُكمل إعداد الفطور، مرّ القليل من الوقت ثم سمعت بيلا صوت فاطمة آتٍ من الخارج قائلة:بيلا
أجابتها بيلا قائلة:تعالي يا فاطمة انا في المطبخ
لحظات ودلفت فاطمة وهي تقول:ايه يا بنتي في ايه
نظرت لها بيلا وهي تعقد حاجبيها وقالت:في ايه فـ ايه
نظرت لها فاطمة وقالت:جوزك ماله قَلب مرة واحدة كدا ليه
حركت بيلا رأسها برفق وقالت بهدوء:مفيش حاجه
فاطمة:بجد … أصل انا لاحظت إنك لما كنتي بتتكلمي معاه هو كان مضايق جدًا دا حتى لؤي لاحظ بس مرضاش يكلمه
بيلا:مفيش هو بس أفتكر مامته وأضايق شوية
فاطمة:بجد … طب الحمد لله انا أفتكرت فيه حاجه والله عشان كدا قلقت وقولت أجي أتطمن
حركت بيلا رأسها برفق وقالت:مفيش حاجه هو بس أكيد حد أتكلم معاه أو شاف حاجه فكرته بـ مامته الله يرحمها عشان كدا هو كان مضايق وقافش شويه
فاطمة بحزن:ربنا يرحمها ويصبر قلبه لؤي قالي إنه بيحبها أوي وكان متعلّق بيها جدًا عشان كدا يا عيني مبيتحملش لما بتيجي سيرتها
تركت بيلا الصحن ونظرت لها وقالت بحزن:أوي يا فاطمة … انا دلوقتي أكتشفت النقطة دي وأكتشفتها من بعد ما عِرف حقيقة موتها … ببقى عاجزة في كل مرة الاقيه سرحان في صورة ليها حتى لما بكلمه مبياخدش باله تقريبًا إني معاه … هي مكانتش مجرد أم بالنسبة ليه … كانت كل حياته حرفيًا
فاطمة بحزن:عارفه … لؤي حكالي كان برضوا بيبقى معاه بيتكلم وفجأه يلاقيه سرح ومش معاه … ربنا يرحمها ويهون عليه … لؤي بيقولك صحيح خليه يفطر عشان شكله كدا مهبط لؤي راح يتكلم معاه عادي كـ إن مفيش حاجه لقاه دايخ
حركت بيلا رأسها برفق وقالت:انا طلعت أحضرهوله فعلًا دقيقتين ونازله
حركت فاطمة رأسها برفق ثم تركتها وخرجت بينما زفرت بيلا ومسحت على وجهها بهدوء، حَملت الصينية ونظرت إلى ليان وقالت:يلا بينا يا لولو عشان تفطري مع بابا
_______________________

 

كان كين يسير بهدوء في الغابة عبر الأشجار الكبيرة والكثيرة بصمت ولكنه توقف فجأة وهو يشعر بـ حركات غير عادية حوله، نظر كين حوله وهو يُمرر بصره في كل مكان بهدوء وترقب وعلى أكمل الإستعداد لـ التحول والمواجهة
حاول إشتمام رائحته فـ مصاصي الدماء أكثر ما يكشفهم دومًا رائحتهم، ولكن لـ الحق لم يشتم أيا رائحة وهذا يعني لهُ شيئًا واحدًا وهو أن هُناك شخصًا آخر غير مصاص الد*ماء معه ويقوم بـ مراقبته
زفر بهدوء وسار بخطوات ثابتة وهو يُتابع ما يحدث حوله، بينما على الجهة الأخرى كانت تقف تختبيء بين الأشجار وهي تُتابعه بـ أبتسامه جانبية خبيثة، وصل كين إلى المنزل لـ يرى إيميلي تجلس مع كاثرين وتتحدث معها
أبتسم هو ثم وقف خلفها ومال بجذعه قليلًا حتى يصل إلى مستواها ثم همس في أذنها قائلة:لقد أشتقتٌ إليكِ إيميلي
ألتفتت إيميلي بـ رأسها إلى الخلف لـ تراه يقف خلفها وينظر لها بـ أبتسامه، نهضت هي بـ تفاجئ وهي تقول:كين
أبتسم لها كين لـ تُعانقه هي قائلة بـ أبتسامه:لقد أشتقتٌ إليك كثيرًا كين … جيد أنك عُدت مرة أخرى
ضمها كين إلى أحضانه بحنان ومسدّ على ظهرها بحنان وقال:لقد عُدتٌ من أجلك إيميلى
تركتهما كاثرين وحدهما وذهبت إلى الداخل بينما نظر كين إلى إيميلي وقال:ما بكِ إيميلي لماذا وجهكِ شاحب هكذا حبيبتي
إيميلي بـ أبتسامه:لا شيء كين لا تخف عزيزي
مسدّ على خصلاتها بـ حنان وطبع قُبلة على جبينها ثم ضمها من جديد إلى أحضانه وهو يقول:هل تشربين من الدماء ما يكفيكِ؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها برفق وقالت:لا تقلق أنا حريصة للغاية على العناية بـ الصغير والأهتمام بهِ
كين:وبكِ أيضًا إيميلي
أبتسمت إيميلي وقالت:نعم وانا كذلك
مسدّ على ظهرها برفق وقال:هيا دعينا نذهب إلى غرفتنا كي ترتاحين قليلًا
وقبل أن يتحركا خطوة واحدة خرج ذئب رمادي كبير وأطاح بها بعيدًا، تشبثت إيميلي بـ كين بقوة وهي تشهق بصدمة وخوف، وقف الذئب بـ القرب منهما وصدح صوت عويله المكان وهو ينظر بغضب إليها، نظرت إيميلي إلى كين بصدمة والذي كان ينظر إلى المستلقية أرضًا تتألم بترقب

 

لحظات مرّت عليهم ثم صمتت هي للحظات بينما كانوا هم يترقبون حركاتها، وفي لمح البصر كانت تقف أمامهم تنظر لهم بـ أبتسامه وتحدثت قائلة:مرحبًا أحبائي … مرحبًا إيميلي
وقف كين أمام إيميلي وهو ينظر إلى شيراز بترقب لـ يقول:ما الذي جاء بكِ إلى هُنا شيراز
أبتسمت شيراز وقالت:جئتُ لـ الأطمئنان على إيميلي … أليست حبلة كما سمعت
نظر لها كين بخوف وترقب ثم نظر إلى إيميلي التي كانت تختبئ خلفه ليس خوفًا منها ولكن خوفًا على طفلها، زفر كين ونظر إلى شيراز وقال:والآن … أنا أرى بـ إنكِ قد جئتي لـ شيءٍ آخر شيراز … أنا لستٌ أبلهًا
أبتسمت شيراز ونظرت إلى إيميلي التي وضعت يدها على بطنها ومن ثم تأوهت مُتألمة، ألتفت إليها كين مسرعًا وحاوط ذراعيها قائلًا بقلق شديد:إيميلي … ماذا حدث بماذا تشعرين أجيبيني
أزداد تأوهها علوًا لـ يعلو عويل الذئب والذي لم يكن سوى ميشيل، نظر كين إلى شيراز التي كانت مُبتسمة أبتسامه خبيثة للغاية وتُشهر يدها تجاه إيميلي وسريعًا أستطاع ربط ما يحدث حوله
نظر كين إلى ميشيل وقال بنبرة حادة:الآن ميشيل
صدح عويل ميشيل ثم ركض تجاهها وهو يزمجر بشراسة لـ تنظر إليه شيراز ثم أشهرت يدها الأخرى تجاهه لـ يعلو عويل ميشيل متألمًا ويسقط أرضًا
نظر كين حوله وهو يبحث عن أي أحد ليرى سميث والجميع يقفون أمامه يحمونه، هجمت فيريولا على شيراز تدفعها بعنف ليرتد جَسد الأخرى للخلف بقوة يرتطم بالشجرة ومن ثم سقطت في النهر
ألتفت كين ينظر إلى چون الذي قال:خُذ إيميلي واذهب سريعًا كين إلى الداخل ولا تتركها وحدها هذه اللعينة تُريد قتل الطفل
حرك كين رأسه برفق ثم ألتفت إلى إيميلي، حملّها على ذراعيه وذهب مُسرعًا إلى الداخل بينما ألتفت چون إليهم وقال بنبرة عالية:دعونا نسحق هذه اللعينة يا رفاق … ليتواصل أحدًا مع مارسيل
________________________

 

“مالك يا أكرم في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها سلمى لـ يستفيق أكرم من شروده وينظر لها قائلًا:مفيش حاجه يا حبيبتي انا منمتش كويس بس فـ عشان كدا مش مركز
سلمى بتساؤل:هو انتَ زعلان من حاجه ولا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعجب أكرم ونظر لها قليلًا ثم قال:لا خالص … هزعل من ايه أو ايه اللي خلاكي تقولي كدا
سلمى بـ أبتسامه:لا هو مُجرد سؤال عادي يمكن يكون في حاجه بجد وانتَ مخبي عليا
أبتسم أكرم أبتسامه خفيفة وقال:لا خالص … انا بس بفكر في كام حاجه كدا شاغلين دماغي
سلمى بتساؤل:ايه هما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لها أكرم وقال:كايلا أختي متغيرة بقالها كام يوم … حاسسها فيها حاجه ومش عايزه تقول … مش عارف بصراحة بس تصرفاتها مبينالي دا أوي … دا غير ماما ومشاكلها اللي لسه متعقدة ومتحلتش … غير حليم اللي جعفر راميه ولسه مش عارف هيعمل ايه معاه ولا ناوي على ايه … مشاكل كتير أوي يا سلمى مخلياني مش قادر أفكر ولا قادر أقف أواسي حدّ … مش عارف أعمل لـ حد أي حاجه
سلمى بهدوء:مفيش مشكلة ملهاش حلّ … هو اه المشاكل كلها نازله ورا بعض ومفيش فرصة تستوعب مشكلة من التانيه … بس احنا مينفعش نفكر في حل لـ كذا مشكلة مع بعض دفعة واحدة تلقائيًا العقل هيوقف عن التفكير وهتحسها أسودت قدامك وبتتعقد أكتر … حليم انتَ ملكش دعوه بيه جوزها موجود وهو المسئول عنها وهو اللي هيعرف ياخد حقها وحق أبنه اللي أتحرم منه دا انتَ لو حاولت تتدخل هو هيمنعك وهيرفض إنك تقرب منه … مشاكل مامتك ليك حق تقف جنبها وتساعدها ونفكر في حلّ سوى عشان نعرف نحلّ كل دول بس بجد يا أكرم طول ما انتَ بتقنع نفسك إنك قادر تحلّ كل المشاكل دي مرة واحدة صدقني مش هتعرف … محدش في الدنيا يقدر يعمل كدا اه التفكير ساعات بيوصلنا لـ حاجات زي دي بس عمرها ما نجحت

 

مسح أكرم على وجهه وهو يزفر بضيق وينظر أمامه بهدوء، عمّ الصمت المكان قليلًا قبل أن يقول أكرم:صلاح ميعرفش إن ماما رجعت … وميعرفش بـ اللي ابوه بيعمله لأنه لو كان عِرف مكانش سكت وهو أكتر واحد بيخاف على ماما وزعلها ومبيحبّش حد يضايقها … لو عِرف جايز يقدّر يفيدنا بـ حاجه
سلمى بتساؤل:هو صلاح ممكن فعلًا يقدّر يعمل حاجه؟؟؟؟؟؟؟
حرك أكرم رأسه برفق وقال:يقدّر … بس عايز دفعه تخليه يسخن جامد عشان يعرف يحلّ الموضوع دا بطريقة صح
سلمى:طب ما تكلمه على أساس ييجوا يقعدوا معانا شويه ونتجمع كلنا عند جعفر ونبدأ نشوف الدنيا فيها ايه صلاح أدرى بـ أبوه
نظر لها قليلًا ثم قال:تصدقي عندك حق … هكلمه ونشوف ايه اللي هيحصل
______________________
“حبيبي قاعد سرحان في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها جنة وهي تجلس بجانب جعفر تنظر لهُ بـ أبتسامه بينما كان هو ينظر أمامه بهدوء دون ردّ فعل، داعبت خده قائلة بـ جدية مصطنعة:انا بكلمك على فكرة عيب عليك لما تطنشني بالطريقة دي مش أسلوب يا أستاذ جعفر على فكرة تتعامل بيه مع أنثى رقيقة هاشة حساسة زيي
نظر لها جعفر قليلًا ثم قال بهدوء:نعم يا جنة
عقدت جنة حاجبيها وهي تنظر لهُ لـ تقول بـ أستنكار:نعم يا جنة؟؟!!!!!!

 

زفر بهدوء ونظر إلى الأسفل لـ تقول هي:مالك يا جعفر دا انتَ أول مرة تكون هادي كدا دا انا لما كنت بكلمك كنت بتقولي عايزه يا نيلة مش نعم يا جنة دا ايه الإحترام والأدب اللي نزلوا عليك فجأه دول
نظر لها بطرف عينه نظره ذات معنى لـ تقول هي:أيوه هو دا جعفر اللي مش متربي اللي انا أعرفه مش المحترم الغريب دا
أبتسم جعفر بخفة وقال:عايزه ايه
جنة:هعوز منك ايه يعني انا كنت جايه أرخم عليك شويه وماشيه
عقد حاجبيه وقال:ماشيه فين
جنة:طالعة فوق لا متقلقش قاعدة على قلبك يا حبيبي
أبتسم جعفر وقال:كنت هقوم أولع فـ نور دلوقتي
جنة بـ أبتسامه:ليه كدا بس دا طيب أوي والله وحنين فوق ما تتصور … بصراحة يا جعفر نور راجل ميتعوضش … أستحملني ومازال مستحملني ومتكلمش ولا اشتكى … صِبِر عليا كتير أوي
أبتسم جعفر وقال:وانا جوزتهولك عشان كدا … لولا حُبّه ليكي وتعلقه انا مكنتش وافقت … هو مُحترم وطيب وعلى نياته أوي ودي حاجه بصراحة مضيقاني أوي
عقدت جنة حاجبيها وقالت:ليه … بالعكس
حرك رأسه نافيًا وقال:مش هينفع في الزمن دا صدقيني … الزمن دا عايز اللي زيي اللي يغلط فيه يعلّم عليه وياخد حقه بالقوة والإجبار … نور طيب وطيبته جايه معاه بـ هبل يعني لو حد أذاه وشتم فيه واتكلم عليه من وراه بيضحكله وياخده بالحضن أول ما يشوفه
جنة:نور غلبان اه وطيب بس في حاجات مبيبقاش فيها كدا خالص … هو بصراحة يعني دول محببني في نور أوي يا جعفر … هو مش زيك انتَ عارف تتعامل وتوقف كل واحد عند حدّه وتاخد حقك وكدا هو لا … هو أطيب من كدا بكتير يا جعفر

 

نظر جعفر إلى الجهة الأخرى وهو يقول:مش هينفع صدقيني … كل اللي حواليه هيستغلوا كل دا لـ صالحهم وهو اهبل هيسكت ويعدي عادي … نور لازم يتدردح عن كدا يا جنة ويرُدّ وياخد حقه طب ما انا قدامك أهو حدّ عارف ييجي جنبي أو يفكر بس يعارضني … لا ودا ليه عشان انا من أول مرة عرفتهم انا ايه وقادر أعمل ايه … قوي مش ضعيف وجبان
نظرت جنة إلى نور الذي كان يقف بالقرب منها ويتحدث ويضحك مع رمزي، شعرت بـ يد جعفر تُربت على يدها لـ يتبعها صوته الهادئ قائلًا:متشيليش هم … انا عارف انا هعمل معاه ايه
_____________________
أقتربت شيرين من مُنصف الذي كان يقف بالقرب من أصدقائه، وضعت يدها على ظهره وقالت:مُنصف انتَ كويس يا حبيبي
نظر لها بـ أبتسامه وقال:اه كويس ليه
شيرين:انا قولت تطلع ترَيح شويه عشان ضهرك ميتعبكش
أبتسم مُنصف لها وقال:متخافيش انا كويس الحمد لله عن كُل يوم
أبتسمت شيرين وقالت:طب لو حسيت بـ تعب عشان خاطري يا مُنصف متكبرش دماغك ورَيح شويه عشان التعب ميزيدش عليك
طبع قُبلة على جبينها وقال بـ أبتسامه:متخافيش يا حبيبتي انا والله كويس … وحابب أقعد معاهم حاسس إني كنت في سجن ومصدقت خرجت
حركت رأسها برفق وقالت بـ أبتسامه:طيب انا هقعد مع البنات
تركته وعادت إلى الفتيات بينما عاد هو يتحدث معهم واندمج من جديد في الحديث معهم، اقتربت منه بهدوء وهي تُريد إخافته بينما كان هو ينظر في هاتفه بهدوء يُتابع ما يحدث على وسائل التواصل الإجتماعي
وقبل أن تقوم بـ إخافته سمعته يقول:متحاوليش عشان شايفك
وقفت نورسين أمامه وهي تقول بـ تذمُر:وشوفتني أزاي بقى
نظر لها لؤي وقال:مش هقولك عشان دا سر

 

عقدت ذراعيها الصغيران أمام صدرها بعدم رضا وهي تنظر إليه لـ يبتسم هو لها ويَمُدّ يده يجذبها إلى أحضانه قائلًا بمشاكسة:لا لا مقدرش على زعلك يا جميل بس في حد عايز يخُض حد ييجي من وراه كدا وبعدين انا شايفك من شاشة الموبايل
نظرت إلى الجهة الأخرى بضيق طفولي لـ يبتسم لؤي ويطبع قُبلة على خدها قائلًا:خلاص أوعدك المرة الجايه هسيبك تخُضيني
نظرت لهُ بطرف عينها وبـ عبوس لـ يبتسم هو أكثر ويضمها إلى أحضانها مداعبًا وجهها قائلًا:ما خلاص بقى متبقيش قماصة زي أمك
شعر بـ التي تجذبه من قميصه وتهمس في أذنه وهي تقف خلفه قائلة بتوعد:بقى انا قماصة يا لؤي ماشي انتَ اللي بتقول يا نكد فينك
أبتسم لؤي ونظر لها قائلًا:فاطمة انتِ ليه بتطلعي دايمًا في الأوقات الصح … يعني ليه مبتطلعيش في الأوقات الغلط
فاطمة بتوعد:انا هوريك يا لؤي … لينا بيت يلمنا
أبتسم لؤي ونظر لها قائلًا بنبرة خافتة مشاكسة:بس انتِ أحلويتي فجأة كدا أمتى
أبتسمت فاطمة بسخرية وقالت:لا يا حبيبي متفكرش نفسك هتسكتني بـ كلمتين انا قولت اللي عندي
تركته وذهبت إلى الفتيات بينما نظر هو لها قليلًا حتى جلست مكانها ثم نظر إلى صغيرته وقال:الولية دي بتعرف إني بتكلم عليها منين
______________________
كانت مها تقف وهي تستمع إلى الفتيات بـ أبتسامه حتى شعرت بـ الذي يجذبها من يدها ويتجه بها إلى البِنْاية تحت تعجبها الشديد، دلف سراج ثم وقف مكانه ونظر لها بينما نظرت هي لهُ بهدوء وقالت بتعجب:في ايه يا سراج جاررني وراك كدا ليه خضتني !!!!!!!!!!

 

أبتسم سراج وقال:أولًا حقك عليا ثانيًا وحشتيني
عقدت مها حاجبيها بتعجب وقالت:وحشتك … في ايه يا سراج ما انا قدامك أربعة وعشرين ساعة هوحشك أمتى
زفر سراج بهدوء ثم نظر إلى الجهة الأخرى بـ أبتسامه بينما كانت هي تنظر لهُ وهي حقًا لا تفهم ماذا حدث لهُ فجأه، نظر لها مجددًا وقال مبتسمًا:يعني انا موحشتكيش
أزداد تعجبها أكثر لـ تقول مُبتسمة:سراج هو انتَ طبيعي … مش حاسس بـ سخونية أو أي حاجه
سراج بـ أبتسامه:في ايه يا مها مكبرة الموضوع كدا ليه
مها بـ أستنكار وذهول:انا اللي مكبرة الموضوع … سراج بجد انتَ طبيعي يعني جاررني وراك بالمنظر دا عشان تهزر معايا بجد
مسح على خصلاته لـ تقول هي سريعًا وهي تُبعد يده عن شعره قائلة:بس بس انتَ بتعمل ايه إيديك كلها د*م ورايح تحطها على شعرك
نظر إلى يديه ثم زفر بضيق وقال:عارفه لو كان د*م إنسان كانت هتبقى فُرصة حلوة أوي ليا … بكره دم الحيوانات
نظرت لهُ قليلًا ثم رفعت سُبّابتها أمام وجهه وقالت بتحذير:سراج … إياك ثم إياك تعملها سواء معايا أو مع غيري … انا بحذرك
سراج:ليه يا مها انا كنت حابب أجرّب
مها بحدة:تجرب ايه يا سراج بطّل جنان انتَ فاكر نفسك عندهم
سراج بضيق:مها بصراحة بقى انا كنت بمهدلك كل دا بـ حبة رومانسية … انا عايز د*م حالًا
جحظت عينيها بصدمة وعادت إلى الخلف وهي تقول بتحذير:أقسم بالله يا سراج
منعها من إكمال قَسمها وهو يقترب منها مُمسكًا بـ إصبعها قائلًا:لا أوعي تكملي يا مها انا بجد محتاجه أوي انتِ عارفه ايه اللي هيحصل لو مخدتهوش

 

صمتت مها وأبتلعب غصتها بهدوء وهي تنظر إليه، بينما كان هو ينظر لها وهو ينتظر سماع ما ستقوله هي بشأن تلك الورطة التي وُضعا بها سويًا، زفرت ونظرت حولها قائلة:أعمل ايه انا دلوقتي
سراج:بسيطة أشرب من د*مك
جحظت عينيها ونظرت لهُ قائلة بعدم تصديق:د*مي ايه دا اللي تشرب منه يا سراج بطّل هزار انا مش هسمحلك أصلًا
نظرت إلى الجهة الأخرى وهي تقول بخفوت وضيق:قال يشرب من د*مي قال
أقترب منها سراج وقال:عشان خاطري يا مها صدقيني مش هاخد كتير
مها برفض:لا يا سراج
سراج بـ أستعطاف:عشان خاطري أسمعيني طيب … انا مش هقدر أكمل صدقيني يا مها حالتي مش هتبقى مُبشرة خالص
نظرت لهُ وقالت:بسيطة خلّيهم يرجعوك إنسان تاني ونبقى أرتحنا كلنا
نظر لها نظرة ذات معنى وقال:قصدك ايه … وضعي مش عاجبك
مها:أيوه يا سراج مش عاجبني انا سبق وقولتلك قبل كدا متفكرش إني ممكن أخليك تقرّب مني في يوم من الأيام عشان اللي هيحصل دا … انا مش هقدر يا سراج للأسف … حاول تتصرف
جذبها سراج من ذراعها لـ تُصبح هي قريبة منه كثيرًا لـ تنظر لهُ بهدوء دون أن تتحدث بينما نظر هو لها وقال:وانا فاكر كويس أوي إني عملت كدا فعلًا ومقرّبتش منك … وكنت كل ما أحتاجه ببعد عنك عشان انا وعدتك إني مش هقرّب منك ولا هأذيكي … بس لما أجي انا واطلب منك دا تقدري الظروف اللي بنتحط فيها

 

مها بهدوء:قولتلك لا يا سراج وهفضل أقولهالك كل شويه … انا مش مستعدة أسلملك نفسي والاقيني فجأة معضوضة بالغلط منك زي ما هاشم عمل مع ليان … انا مش هكرر نفس الغلطة يا سراج كفاية جنة وهاشم … انا مش عايزه أصدم أخويا وأفاجئه كفاية اللي هو فيه … حاول تتصرف يا سراج انا مش هقدر ومش مستعده لـ حاجه زي دي … متنساش إن انا هتأثر لو دا حصل وانتَ عارف السبب كويس … فكر في اللي حواليك قبل ما تفكر في نفسك ولو جعفر عِرف حاجه زي دي مش هيعديهالك بـ الساهل
زفر سراج بقوة وقبل أن يتحدث دلف جعفر لـ ينظروا ثلاثتهم إلى بعضهم البعض بترقب وهدوء، دلف جعفر وأغلق الباب خلفه بهدوء شديد ووقف مكانه ينظر إلى سراج الذي نظر إلى الجهة الأخرى
أبتلعت مها غصتها بترقب وخوف وهي تنظر إلى جعفر الذي نظر إلى سراج وقال بجدية:انتَ أزاي واقف بمنظرك دا مع أختي … خير
شعرت مها بالتوتر بعدما لاحظ جعفر ميول عينين سراج إلى الدكونة وشحوب بشرته وتحوله الذي بدأ ببطئ شديد، نظرت مها إلى جعفر لـ تُنقذ الموقف قائلة:مفيش حاجه يا جعفر هو بس تعِب شويه مش أكتر وانا معاه عشان مسيبهوش
نظر لها جعفر قليلًا قبل أن يقول:دا على أساس إني صدقت كدا
توترت مها كثيرًا ونظرت إلى سراج الذي كان يُحاول السيطرة على نفسه بوضع يده على أنفه حتى لا يشتم رائحة دمائهما التي تُثيره كثيرًا، أقترب جعفر منه وجذبه من ذراعه لـ يُصبح في مواجهته قائلًا بنبرة حادة:انا مش بكلمك رُدّ عليا
نظر لهُ جعفر بذهول وعدم تصديق وهو يرى شحوب بشرته الذي أزداد فجأة وعينيه التي أصبحت أكثر دكونة عن طبيعتها وبدأ يشعر بالخطر منه، تركه جعفر وعاد إلى الخلف بـ ظهره ساحبًا مها معه مُخبئًا إياها خلفه
نظر لها وهو يشعر بـ الخوف عليها فـ كل ما يشغل عقل سراج الآن هو الد*ماء، فتح الباب وأخرج شقيقته قائلًا:نادي هاشم بسرعة

 

خرجت مها وهي تنظر إلى سراج الذي ضرب عدة مرات على الجدار جانبه لـ تذهب مُسرعة إلى هاشم لـ إخباره مثلما قال جعفر لها، بينما أغلق جعفر الباب خلفها ونظر إلى سراج بترقب
أقتربت مها من هاشم سريعًا ثم أمسكت يده وذهبت مرة أخرى عائدة إلى جعفر لـ ينظر لها هاشم بتعجب شديد، تحدث بتساؤل وقال:في ايه يا مها جراني وراكي زي الحمار كدا ليه براحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحدثت مها وهي تتجه مُسرعة إلى البِنْاية قائلة:تعالى وهتعرف كل حاجه دلوقتي
أنهت حديثها ودلفت داخل البِنْاية ومعها هاشم ثم أغلفت الباب خلفها، نظرت إلى جعفر وسراج الذي باتت حالته تسوء أكثر مما قبل، نظر لهُ هاشم قليلًا ثم قال:في ايه يا سراج مالك
أقترب منه هاشم بهدوء بينما وقفت مها بجانب أخيها تُتابع ما سيحدث، وقف أمامه ونظر لهُ قائلًا:انتَ حالتك بتسوء يا سراج … معملتش حساب اللحظة دي ليه
مها بتساؤل وقلق:هنعمل ايه دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لها ثم نظر إلى سراج قليلًا قبل أن يقوم بـ ثني يد جلبابه ويَمُدّ ذراعه إلى سراج قائلًا:يلا بسرعة قبل ما يجرالك حاجه
جعفر بـ أستنكار:هو انا منعت مها عنه عشان تيجي انتَ وتديله دراعك؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
نظر لهُ هاشم وقال:مها غيري يا جعفر … وبعدين دي عادة بينا ومبنتأثرش قد ما هيتأثر البشري
نظر هاشم إلى سراج وقال:لا يا سراج مفهاش عِندّ دي أخلص
وبالفعل لم يستطع سراج مقاومة رائحة الد*ماء أكثر من ذلك ولكنه يُريد د*ماء مها، نظر إليها بينما كانت هي تقف بجانب أخيها تنظر لهُ والقلق والخوف يستوطنان عينيها
نظر هاشم إليهما بعدما فَهِمَ ما يدور بـ عقل سراج لـ يُشير إليه بالخروج، فَهِمَ جعفر نظراته ليُمسك بـ يد شقيقته ويستعد للخروج، ولكن وبدون سابق إنذار وفي مشهد لم يتوقعونه هجوم سراج على مها التي صرخت بـ رُعب، وضع جعفر يده على فمها سريعًا حتى لا تُثير فضول من بالخارج

 

بينما في اللحظة التي هجم بها سراج عليهما كان هاشم قد تحول سريعًا ومنعه من الإقترب، نظر إلى أخيه الذي أخذ شقيقته وخرج سريعًا وأغلق الباب خلفه بينما نظر هاشم إلى سراج ووضع معصمه بـ فمه وهو يقول بنبرة حادة:إشرب أخلص من غير صوت بلاش تفضحنا إحنا مش في أمريكا
حاول سراج المقاومة قائلًا:عايز د*مها
أحكم هاشم قبضته عليه قائلًا:مش هينفع يا سراج أخلص ومتعاندش
بينما في الخارج بعدما خرج جعفر ومها نظر لها وحاوطها بذراعه مُمسدًا على ذراعها برفق بينما كانت هي نظرها مُعلق على الباب وهي تشعر بالخوف على سراج
تحدث جعفر بنبرة هادئة وقال:متخافيش هيبقى كويس … هو بس بيعاند مش أكتر
مها بخوف:انا خايفه عليه أكتر ما خايفه منه
جعفر:انا بصراحة مستغربه … أشمعنا عايز د*مك انتِ بالتحديد … حاسس إن في حاجه غلط في الموضوع
مسحت دموعها بـ أيدي مرتعشة ثم نظرت إلى جعفر الذي ضمها إلى أحضانه بحنان قائلًا:مفيش حاجه متخافيش … هيطلع زي القرد دلوقتي ولا كأنه فيه حاجه
_______________________
“نورت يا صلاح انتَ وأزهار”
أردف بها أكرم وهو ينظر إلى صلاح الذي قال:بنورك يا أكرم … خير … طلبك ليا بـ حِجة نقضي اليوم سوى دي مش داخلة عليا وحاسس إنك جايبني لـ حاجه تانيه
أبتسم أكرم ونظر إلى سلمى التي كانت تجلس بجانبه وتُتابع بهدوء ثم عاد بـ نظره إلى صلاح وقال بـ إعجاب:الله ينور عليك … تعجبني وانتَ مصحصح وفايق … ودا المطلوب

 

نظر أكرم إلى زُبيدة وفراس وقال:خُد أختك يا فراس وأنزلوا ألعبوا تحت مع العيال هتلاقوهم قاعدين
وبالفعل خرجا الإثنين كي يذهبا إلى الأطفال بينما عاد أكرم بـ نظره إلى صلاح وقال:أول حاجه خالص وقبل ما نبدأ كلام عايزك تشوف حاجه
تعجبت أزهار ومعها صلاح الذي قال:حاجه ايه في ايه يا أكرم
أشار أكرم إلى الخلف لـ ينظر صلاح خلفه ومعه أزهار لـ يُصدم كلًا منهما وتُجحظ أعينهما بعدم تصديق، نهض صلاح واقترب منها قائلة بصدمة:عمتي … انتِ جيتي أمتى … انتِ كُنتي فين كل دا يا عمتي رعبتينا عليكي
أبتسمت هناء وقالت:أزيك يا صلاح يا ابني
صلاح بذهول:انا كويس الحمد لله طمنيني عليكي انتِ كويسه
حركت رأسها برفق وقالت:الحمد لله يا حبيبي
عانقها صلاح قائلًا:رعبتيني عليكي يا عمتي والله العظيم
ربتت هناء على ظهره برفق وقالت:انا كويسه يا حبيبي متخافش
أبتعد عنها صلاح ونظر لها قائلًا بـ أبتسامه:الحمد لله … وحشتيني والله يا عمتي إحنا دورنا عليكي كتير أوي انتِ كنتي فين
تحدث أكرم هذه المرة وقال:وهو دا اللي جايبينك عشانه
تعجب صلاح ونظر لهُ قائلًا:انا مش فاهم حاجه يا أكرم … في ايه
عاد صلاح وجلس مكانه كما كان بينما جلست هناء على المقعد بهدوء لـ يتحدث أكرم قائلًا:بُص يا صلاح انا بعزّك أوي وعارف إنك حقاني ومبتظلمش حد وعشان كدا انا أستعنت بيك عشان انتَ اللي هتعرف تساعدنا نخلص من كل الحوارات والمشاكل دي

 

صلاح بهدوء:خير في ايه … مشاكل ايه دي وايه علاقتها بـ اختفاء عمتي مش فاهم معلش
أخذ أكرم نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء ونظر إلى صلاح وقال:الحوار وما فيه يا صلاح إن كل الحوارات والقرف والمشاكل دي كلها وراها أبوك
صُدم صلاح وقال:أبويا انا
حرك أكرم رأسه برفق وقال:أيوه … أبوك السبب الرئيسي في كل القرف اللي إحنا فيه دا
_______________________
أقترب جعفر من صغيرته التي كانت نائمة وتجلس على إحدى الأرصف وتستند بـ رأسها على الجدار بجانبها، مال بجذعه ثم حملها برفق واستقام بـ وقفته مُربتًا على ظهرها بحنان ثم أتجه إلى بيلا التي كانت تجلس مع الفتيات وتتحدث معهن
تحدث وهو ينظر لها قائلًا:بيلا
نظرت لهُ ثم أخذت ليان منه بعدما أعطاها إياها لـ تقول:هي نايمة بقالها كتير
حرك رأسه نافيًا وقال:لا
نظرت إلى طفلتها وضمتها إلى أحضانها بحنان لـ تنظر من جديد إلى جعفر الذي مال بجذعه وهمس لها بنبرة خافتة حتى لا يسمعهما أحد وقال:تعرفي إن صلاح عند اخوكي دلوقتي
عقدت بيلا حاجبيها وتحدثت بنبرة خافتة وقالت بتعجب:لا مخدتش بالي هو هنا أصلًا!!!!!!!!!!!
حرك جعفر رأسه برفق وقال:جاي هو وازهار والولاد … هو أكرم معرفكيش حاجه
حركت رأسها نافية وقالت:مقاليش حاجه … حتى ماما مكلمتنيش في أي حاجه
حرك رأسه برفق ولم يتحدث لـ تقول هي:أكرم شكله ناوي على حاجه … مش هيطلب صلاح كدا وخلاص غير لما تكون فيه مصيبة
جعفر بهدوء:أو ممكن يكون جاي يقعد معاه عادي … مش شرط
زفرت بيلا وقالت:وكايلا
نظر لها من جديد وقال بتساؤل:مالها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

بيلا:حاسه إنها مخبية حاجه برضوا … انا حاسه إني مش فاهمه حاجه وتايهه لا عارفه كايلا فيها ايه ومبتتكلمش ليه ولا عارفه أكرم ناوي على ايه
جعفر بتساؤل:مجربتيش تتكلمي معاها؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها نافية وقالت:مقالتش حاجه … جربت كذا مرة مرديتش تتكلم وخايفه يكون في حاجه وهي تتسرع وتعمل حاجه نندم عليها بعدين
ربت جعفر على كتفها برفق وقال:متشغليش بالك بـ أي حاجه دلوقتي … كل حاجه هتعرفيها بس في معادها
حركت رأسها برفق ولم تتحدث لـ يتركها هو ويعود إلى أصدقائه من جديد، نظرت إلى طفلتها النائمة بـ أحضانها ومسدّت على خصلاتها بهدوء وهي شاردة، حقًا باتت لا تفهم شيء
لحظات وصدح رنين هاتفها يعلنها عن أتصال، أخذته بيلا ونظرت إلى المتصل لـ تراه عمها، عقدت حاجبيها بتعجب ولكنها أجابته قائلة:الو
سمعت صوت عمها يقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيلا بهدوء:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أزيك يا عمي
أتاها صوت رضا عمها يقول:الحمد لله يا بنتي طمنيني عليكي انتِ كويسه
بيلا بهدوء:الحمد لله يا عمي بخير
رضا:وجوزك وبنتك كله بخير
بيلا:الحمد لله يا عمي
رضا:كل سنة وانتِ طيبة يا حبيبتي
أبتسمت بيلا وقالت بهدوء:وانتَ طيب وبخير يا عمي
رضا:انا قولت أتصل بيكي أعيد وأتطمن عليكي
بيلا بـ أبتسامه:كَتر خيرك يا عمي فيك الخير
رضا:انتِ بنتي يا بيلا واجب أتطمن على بنتي … بُصي يا بنتي في الحقيقة انا كنت ناوي أأجل اللي ناوي أقولهولك دا بس انا مأجله بقالي شويه وحرام عليا أبقى عارف حاجه زي دي وساكت
بيلا بقلق:خير يا عمي حصل حاجه ولا ايه
رضا:لو حد جنبك يا بيلا إبعدي

 

نظرت بيلا إلى الفتيات ثم حملّت صغيرتها على ذراعها ونهضت ووقفت بعيدًا عن الجميع وقالت بقلق:خير يا عمي قلقتني
أخذ رضا نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وقال:عرفتي آخر الأخبار
بيلا بتعجب:أخبار ايه هو في حاجه حصلت!!!!!!!!!
رضا بتعجب:ايه دا هي كايلا محكتلكيش!!!!!!!!!!
نظرت بيلا إلى شقيقتها من بعيد ثم نظرت أمامها وقالت بجهل:لا مقالتليش حاجه هو حصل حاجه ولا ايه
رضا:هو من ناحية حصل فـ هو حصل … عرفتي إن أبوكي كتب ورثه لـ أخوكي
عقدت بيلا حاجبيها بتعجب وقالت:أخويا … قصدك أكرم
رضا بنفي:لا مش أكرم
بيلا بترقب:أومال أخويا مين انا معنديش غير أكرم
رضا بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله
بيلا بخوف:في ايه يا عمي قول عشان خاطري ورث ايه دا اللي إتكتب ولمين
رضا:أبوكي كتب ورثه كله لـ بشير … أخوكي من أم تانيه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!