روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الثامن عشر 18 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الثامن عشر 18 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء الثامن عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت الثامن عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة الثامنة عشر

نظرت بيلا إلى الفتيات ثم حملّت صغيرتها على ذراعها ونهضت ووقفت بعيدًا عن الجميع وقالت بقلق:خير يا عمي قلقتني
أخذ رضا نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وقال:عرفتي آخر الأخبار
بيلا بتعجب:أخبار ايه هو في حاجه حصلت!!!!!!!!!
رضا بتعجب:ايه دا هي كايلا محكتلكيش!!!!!!!!!!
نظرت بيلا إلى شقيقتها من بعيد ثم نظرت أمامها وقالت بجهل:لا مقالتليش حاجه هو حصل حاجه ولا ايه
رضا:هو من ناحية حصل فـ هو حصل … عرفتي إن أبوكي كتب ورثه لـ أخوكي
عقدت بيلا حاجبيها بتعجب وقالت:أخويا … قصدك أكرم
رضا بنفي:لا مش أكرم
بيلا بترقب:أومال أخويا مين انا معنديش غير أكرم
رضا بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله
بيلا بخوف:في ايه يا عمي قول عشان خاطري ورث ايه دا اللي إتكتب ولمين
رضا:أبوكي كتب ورثه كله لـ بشير … أخوكي من أم تانيه
صمت دام لوقتٍ ليس بـ كبير بين الطرفين عقب أنتهاء رضا لـ يترقب ردّ فعلها على ما قاله بهدوء وللحق لم يأتيه ردّ وكأن الخط قُطع ولذلك أبعد الهاتف عن أذنه ليرى المكالمة مازالت مستمرة، وضعه مرة أخرى على أذنه وقال:بيلا انتِ معايا يا حبيبتي
بينما هي كانت تنظر أمامها بشرود وهي لا تصدق ما سمعته، تشعر أنها تحلُم بـ التأكيد ليس لديها أخ آخر هذا يبدوا هراء، أستفاقت على صوت عمها لـ ترمش بـ عينيها عدة مرات وتقول بهدوء:أيوه يا عمي
رضا:روحتي فين يا بنتي
تمالكت بيلا نفسها وقالت:أخويا أزاي يا عمي … انتَ متأكد
رضا:طبعًا يا بنتي إذا كان أختك بنفسها هي اللي قالتلي بس معرفش عرفت منين كل اللي انا اعرفه إن ابوكي كتب الورث كله ليه وأنتوا طلعتوا من مولد بلا حمص
تمالكت نفسها وقالت:تمام يا عمي هضطر أقفل معاك دلوقتي … مع السلامة
أغلقت الهاتف ثم أنزلته من على أذنها ونظرت أمامها بشرود وهي لا تُصدق ما سمعته، بـ التأكيد هذا ليس صحيحًا كيف يتجرأ والدها ويفعل شيئًا كـ هذا، وأيضًا شقيق آخر دون علمها
مسحت على وجهها وهي تكاد تُصاب بـ الجنون ثم نظرت إلى كايلا التي كانت تتحدث مع الفتيات وتبتسم وهي تُفكر في العديد والعديد من الحلول
____________________
أقتربت بيلا من جعفر ووقفت أمامه وقالت بهدوء:جعفر انا نازلة
نظر لها جعفر وقال بتساؤل:رايحة فين؟؟؟؟؟؟؟؟
بيلا بـ ثبات وهدوء:رايحة مشوار ضروري
جعفر بـ هدوء:أيوه يعني ايه هو المشوار اللي انتِ ريحاه دا عرفيني
زفرت بيلا ومسحت على خصلاتها للخلف وقالت:قولتلك مشوار يا جعفر سيبني بعد إذنك أمشي
نظر جعفر لها قليلًا نظرة ذات معنى بينما زفرت هي ونظرت إلى الجهة الأخرى لـ يقول بنبرة هادئة:بيلا مالك في ايه … من أول يوم عيد وانتِ قالبة وبقيتي عصبية ومبتتحمليش لـ أي حد كلمة
لم تتحدث بيلا وأكتفت بـ الصمت إجابة لـ يقول هو مجددًا:بيلا … قوليلي ايه اللي مضايقك يا حبيبتي جايز أقدر أساعدك أو نحلّ المشكلة سوى
نظرت بيلا إليه وقالت:جعفر بعد إذنك سيبني انا مش طايقه نفسي ولا ليا طاقة أتكلم مشواري مش هيكمل تلات ساعات بعد إذنك متضغطش عليا أكتر من كدا عشان مرجعش أندم في الأخر
زفر جعفر بهدوء ثم حرّك رأسه برفق وأشار لها قائلًا:أتفضلي يا بيلا … أتمنى متتأخريش عشان البنت
أخذت بيلا أغراضها وتركته وذهبت دون أن تتحدث، أغلقت باب المنزل خلفها بينما نظر هو إلى أثرها بهدوء وهو لا يعلم إلى أين تُريد أن تذهب ولماذا
______________________
وقف صلاح في الشرفة ووضع الهاتف على أذنه وانتظر الطرف الآخر يُجيب عليه بهدوء، لحظات وقال بـ اللهجة الصعيدية:سلام عليكم … كيف حالك يا شيخ صالح … أني زين الحمد لله … طمني عليك يا راچل يا طيب … زين والله يا شيخ صالح … ربنا يديك الصحة والعافية … بقولك يا شيخ صالح … كنت عاوز أتكلم معاك يعني في موضوع أكده … خير بـ إذن الله الموضوع عائلي وبحكم إنك كَبير البلد نعملوا قاعدة في خلافات العيلة كيف ما بنعملوا … لا الموضوع يستاهل يا شيخ صالح صدقني … أني نازل البلد كمان سبوع أكده … تمام هتصل بيك أول ما أوصل وأقولك ونحددوا القاعدة ميّته … ماشي يا راچل يا طيب مع السلامة
أغلق معه ثم أستند بـ يديه على سور الشرفة وزفر بهدوء وهو ينظر أمامه، دلفت أزهار وهي تحمل كوبين من القهوة وقالت:كلمته يا صلاح
حرّك صلاح رأسه برفق وقال:لسه قافل معاه
أخذ الكوب منها بينما وقفت هي بجانبه وقالت:عملت ايه
تحدث صلاح بهدوء وقال:عرفته إني نازل البلد كمان أسبوع وهنعمل قاعدة
أزهار بتساؤل:هو مسألكش ليه أو قال أي حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟
حرّك صلاح رأسه برفق وقال:سأل وقولتله خير … انا عايزك تجهزي انا مش هسيبك لوحدك انا أحتمال أطول هناك ومضمنش ايه اللي هيحصل فـ هاخدك معايا انتِ والعيال لحد ما نشوف آخر الموضوع دا ايه
نظرت أزهار أمامها وقالت:بجد صعبانه عليا عمتك أوي … شافت من جوزها وأخوها كتير ولسه لحد دلوقتي ساكته وواقفه على رجليها … غيرها كانت وقعت من أول ضربه مقامتش تاني
أحتسى صلاح القليل من القهوة وقال:عمتي جدعه ومبتوقعش بسهولة … هي بس اللي حظها وحش
أزهار بتساؤل:هو مُمكن الشيخ صالح يسمع لـ عمي وينحاز ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لها صلاح وقال:لا طبعًا يا أزهار مستحيل … الشيخ صالح راجل حقاني وبيقول كلمة الحق مستحيل يظلم أو ييجي على حد عشان خاطر حد تاني
أحتست القليل من كوبها ولم تتحدث بينما نظر صلاح إلى هاتفه قليلًا قبل أن يضعه على أذنه وينتظر إجابة الطرف الآخر عليه
_____________________
“لو سمحت عايزه أشوف قيد العيلة انا عملت كل الورق المطلوب”
نظر لها الضابط وقال:تمام ممكن توريني ورق حضرتك
حركت بيلا رأسها برفق وقالت:أتفضل
أخذ الأوراق منها ونظر بها قليلًا وقال:تمام خمس دقايق واقول لحضرتك إن كان فيه زوجة تانيه أو إبن تاني ولا لا
حركت رأسها برفق لـ يذهب الضابط وتجلس هي بهدوء على المقعد تنظر أمامها بهدوء وهي تفرك يديها ببعضهما البعض بتوتر وخوف، إن ثبت القيد ذلك ستكون كارثة عليهم جميعًا
نظرت إلى هاتفها الذي كانت خلفيته تحمل صورتها مع جعفر الذي كان يضمها إلى أحضانه ويحملان ليان سويًا ويضحكون، مسحت على وجهها بضيق وهي تشعر بـ الغضب من نفسها، فقد شعرت بـ أن جعفر يشعر بـ الحزن والضيق منها بسبب تغير معاملتها معه في الآونة الأخيرة
عاد لها الضابط من جديد وهو يقول:أتفضلي يا مدام
نظرت لهُ بيلا ونهضت بهدوء وذهبت خلفه وهي تشعر بالخوف يتسلل قلبها
_____________________
خرج جعفر ووضع الصحن أمامها قائلًا:يلا يا حبيبتي كُلي
نظرت لهُ ليان بينما جلس هو جانبها دون أن يتحدث، ولكنها تحدثت بتساؤل وقالت:هي ماما فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لها جعفر قليلًا ثم قال:ماما في مشوار وجايه على طول
صمتت ليان قليلًا ولم تتحدث بينما حاوطها هو بذراعه ومسدّ على ذراعها بـ حنان وقال:مش هتاكلي دا انا حتى عاملهولك بنفسي ومستنيكي تاكلي عشان تقوليلي رأيك
أبتسمت ليان بخفه وقالت:بجد
حرك رأسه برفق وقال بـ أبتسامه:جد الجد
أعتدلت ليان في جلستها وأمسكت الملعقة وبدأت بـ تناول الطعام، تابعها جعفر بهدوء وأبتسامه حتى صدح رنين هاتفه، نظر لهُ ثم أخذه ونظر إلى المتصل، نظر إلى ليان وقال:خلصي يلا أكلك لحد ما أردّ على التليفون أرجع الاقيكي قربتي تخلصي
رفعت ليان رأسها ونظرت لهُ بـ أبتسامه ثم حركت رأسها برفق بينما أبتسم هو لها ثم تركها وخرج إلى الشرفة وهو يُجيب على المتصل قائلًا:لسه فاكر تسأل يا واطي
ضحك صلاح على الطرف الآخر وقال:يا معلم اتشغلت الفترة اللي فاتت دي حتى أسأل بيلا
جعفر بـ أبتسامه:لا يا عم انا واخد على خاطري منك متحاولش
ضحك صلاح من جديد وقال:وانا عارف هراضيك أزاي … طمني عليكوا
زفر جعفر وقال بهدوء:الحمد لله …. ماشيه
صلاح:الحمد لله … انا متصل بيك عشان موضوع كدا
جعفر بتساؤل:موضوع ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صلاح بهدوء:انا مسافر الصعيد الأسبوع الجاي
جعفر بتفاجئ:لا متهزرش … مسافر ليه
صلاح:أكرم حكالي على كل حاجه عملها ابوها في حق عمتي وحليم في حق بيلا … مخباش عليا حاجه بصراحة وهو مضايق جدًا عشان مش عارف ياخد حق الاتنين فـ فكرت شويه كدا واتصلت بـ كبير البلد هناك أسمه صالح اتفقت معاه على كل حاجه وهنعمل قاعدة كبيرة ونشوف هنوصل لـ ايه مش معقوله عمتي هتفضل بعيدة عن عيالها تحت التهديد دا لا هيرضيني ولا يرضي حد … انا قولت أكلمك عشان لو حبيت تفتح موضوع بيلا وتقوله على حليم اخويا … انا مش عايزك تودي نفسك في داهية يا جعفر عشان اخويا يا تسيب القانون يجيبلك حقك منه يا تسيبهولنا احنا بس انتَ معاه لا عشان بنتك ومراتك قبل ما تاخد أي خطوة في حياتك فكر في مراتك وبنتك أولًا … انا عارف إنك هتفكر بس من هنا لـ يوم الخميس يا جعفر عايز ردّ قاطع منك … هتيجي ولا لا
أجابه جعفر بهدوء وقال:هفكر واردّ عليك
______________________
كانت تسير في الشوارع وهي تنظر أمامها بشرود وعينين دامعتان، لقد تلقت صدمتها الكبرى التي لم تكن في الحُسبان يومًا، كانت تسير بين الإناس وهي شاردة لا تعلم وجهتها ولا تعلم ماذا ستفعل في تلك الكارثة التي اوقعهم بها والدها اللعين
وجدت قدميها تقودها إلى المقابر دوّن أن تشعر، دلفت بهدوء ولكن منعها حارس المقابر وهو يقول:على فين يا مدام
توقفت بيلا مكانها ثم نظرت لهُ ببطء وقالت بهدوء:زيارة
أشار لها وقال:أتفضلي
نظرت أمامها من جديد وسارت وكأن شخصًا آخر يتحكم بها تحت نظرات الحارس الذي قال بشفقة:لا حول ولا قوة إلا بالله
سارت بيلا قليلًا بين المقابر وهي تنظر أمامها بشرود وتتذكر حديث الضابط الذي أكدَّ لها أنه بالفعل أخيها من زوجة أخرى قد تزوجها والدها بعد زواج والدتها فورًا دوّن أن يعلم أحد بذلك فقد كان حريصًا كل الحرص على عدم إظهارها هي وأبنها أمام الجميع
وقفت أخيرًا أمام إحدى المقابر ونظرت إليه بهدوء ودموع، وضعت الطرحة على رأسها دوّن أدنى مجهود ونظرت إلى القبر قليلًا قبل أن تقول بتوهان وحزن:ليه … ليه أبنك يعمل فينا كدا … ليه يا جدي … ليه أبنك بالجحود دا كله انتَ مكنتش قاسي كدا .. انتَ كنت أحنّ واحد فيهم وعُمرك ما خليت حد فيهم يغلط فينا أو يمدّ إيده علينا … بس انا وامي من بعد موتك أتبهدلنا يا جدي … حفيدتك اتهانت أوي واتقل بكرامتها أوي من ابنك … انا مهما يعدي عليا وقت انا عُمري ما هنسى ضربه ليا وشدّه لشعري وجرجرتي وراه زي الكلبة وفضيحتي اللي كانت على كل لسان … بيلا فارس عوض اللي كانت بتتكسف من خيالها وفي حالها دلوقتي بقت قليلة الأدب وتعرف شباب وواحدة متربتش … مفكرش في لحظة إني تربيتك وانتَ على طول تقولي دا الصح يا بيلا ودا الغلط … انا كنت بحسك انتَ اللي أبويا مش هو من كُتر حنيتك وخوفك عليا انا واخواتي … بعد السنين دي كلها راح كتب كل ورثه لـ ابنه اللي من مراته التانيه … وانا واخواتي مطلعناش بـ أي حاجه وكل دا يا جدي أبنك متعمده أبنك لا عمره حبّ أُمي ولا حبّنا … أبويا بقى جاحد وكل حاجه حرام بيعملها عادي كأنها حلال … عارف يا جدي جعفر جوزي كان عارف وحافظ ابويا أكتر منّي … كان عارف عن ابويا بلاوي إمام المسجد اللي الصغيرين وخدينه قدوة بيحلل الحرام يا جدي … أبنك كان بايعني وبايع الكل دا انا اللي خليت جعفر يتجوزني حماية منه لفترة مؤقتة وبعدين هتطلق وهسافر وهبعد عن الكل … بس ربنا زرع حُبّه في قلبي الفترة اللي قعدتها معاه وكل حاجه أتغيرت فجأة … كملت حياتي معاه وهو مأثرش معايا ولا حسسني إني قُليلة … أداني جميع حقوقي كاملة رغم إنه على باب الله وملهوش شغلانه مضمونة وثابتة
بكت بحزن وقهره فقد فتحت جرح غائر لن يتعافى أبدًا، مسحت دموعها التي عادت تتساقط من جديد وقالت:قولي يا جدي أعمل ايه … انا حاسه بخنقة هتموتني … أعمل ايه معاهم يا جدي قولي أعمل ايه انا تعبانه أوي ومش عارفه أفكر ولا اخد قرار حاسم … انا تعبانه أوي يا جدي
أنهت حديثها وسقطت أرضًا تبكي، لا تعلم على ماذا تبكي ولكنها تبكي وحسب علّ النيران المشتعلة بداخلها تنطفئ ولو قليلاً
_____________________
زفر جعفر وهو يشعر بالقلق الشديد عليها، لقد هاتفها خمس مرات وهي لا تُجيب حتى الآن مما جعلّ الخوف يتملك قلبه، سمع صغيرته تقول:بابا هي ماما فين أتأخرت أوي
ألتفت جعفر خلفه حيث كانت تجلس على الأريكة وتُشاهد الفيلم الكرتوني، أجابها بهدوء وابتسامه خفيفة وقال:جايه يا حبيبتي
ليان:أتأخرت أوي يا بابا
التفت من جديد وهو يمسح على خصلاته ويتسأل أين ذهبت وهل هي بخير الآن أم لا، قاطع سيل أفكاره السوداء إنغلاق باب المنزل، نظر تجاهه ورأى بيلا تنزع حذائها بهدوء، ركضت ليان إليها وعانقتها ولكن بيلا لم تتحدث بلّ ربتت على ظهرها برفق ثم تركتها واتجهت إلى غرفتها تحت نظرات جعفر التي تُتابعها بهدوء
دلف وأغلق الباب خلفه وهو يراها تجلس على طرف الفراش وتنظر أمامها بشرود وهدوء مُريب، لم يسبق لهُ أن يرى بيلا بهذا الهدوء، أقترب منها حتى وقف أمامها واستند على الجدار خلفه ونظر لها بهدوء دوّن أن يتحدث
لحظات ورفعت عينيها تنظر إليه بهدوء دوّن أن تتحدث، قطع هذا الصمت قائلًا:كنتي فين كل دا ومبترديش على موبايلك ليه
ظلّت تنظر إليه دوّن أن تتحدث لـ يقول هو:بيلا انا بكلمك … ردّي عليا بعد إذنك وعرفيني كنتي فين كل دا
أدمعت عينيها وسريعًا سقطت دموعها وهي تنظر إليه وتقوم بـ عضّ شفتيها بقوة حتى لا تبكي وتصرخ وتفعل ما تكمُنه خلف قناع الهدوء الزائف ذلك، هو يعلم تمام العلم أن هُناك شيئًا ما حدث تُخبئه بيلا وهذا جعلها في حالة صدمة وتوهان
اقترب منها بهدوء وجلس على رُكبتيه أمامها ثم نظر لها وقال بنبرة هادئة:في ايه يا بيلا ايه اللي مزعلك أوي كدا يا حبيبتي أحكيلي
وكأنها كانت الإشارة الخضراء لها لـ وصلة بكاء عنيفة تحمل في طاياتها آلألم والحزن والعجز، أرتمت بـ أحضانه تبكي وتُعانقه بقوة بينما كان هو مُرحبًا بـ أستقبال جميع جوارحها وآلامها، ضاممًا إياها إلى أحضانه بحنان، أمنها وأمانها الوحيد، تلجأ إليه مختبئة من قسوة العالم وخذلانه إليها، ربت على ظهرها بحنان دوّن أن يتحدث بلّ فضّل تركها وإخراج ما يكمُن بداخلها علّها تجد راحتها في ذلك
تحدثت بنبرة باكية ودموعها تتساقط على خديها قائلة:طلع متجوز على أُمي يا جعفر … طلع متجوز عليها وضيعنا كلنا
توقفت يده عن التربيت فجأه وهو يستمع إليها لـ يُبعدها قليلًا عنه ينظر لها قائلًا بترقب:هو مين دا … في ايه يا بيلا أهدي
سقطت دموعها ثم مسحتها وهي تُحاول آخذ أنفاسها، أبتلعت غصتها ونظرت لهُ قائلة:بابا … عمي أتصل بيا أول يوم عيد وحكالي على كل حاجه … قالي إن بابا كتب كل ورثه لـ واحد أسمه بشير … وقالي إن بشير دا أخويا من أم تانيه … روحت النهاردة عشان أفتح قيد العيلة وأتأكد بـ بنفسي لقيته فعلًا متسجل بـ أسمه .. أبويا أتجوز على أُمي بعد جوازه منها بـ سنة وجاب من التانية دي بشير وهو خباه واحتفظ بـ السر دا لـ نفسه عشان محدش يعرّف حاجه … بس عمي قالي إن كايلا كانت عارفه وهي اللي قالتله
نظرت إليه بدموع وقالت:كايلا كانت عارفه وساكته يا جعفر … أدى ورثه كله لِيه هو وإحنا التلاته طلعنا من مولد بلا حمص … دمرنا كلنا يا جعفر وأمّن مستقبل أبنه التاني واحنا ولا كأننا ولاده … انا من ساعه ما خرجت من هناك لحد ما جيت هنا وانا مش دريانه بـ نفسي يا جعفر … انا قلبي واجعني أوي وحاسه إن هيجرالي حاجه بجد
ضمها جعفر إلى أحضانه وهو يُشدد من عناقه لها قائلًا بصدمة:أهدي يا بيلا … أهدي متعمليش في نفسك كدا … أهدي
بكت بيلا من جديد في أحضانه بينما كان هو ينظر إلى الفراغ بشرود وعدم تصديق وهو لا يُصدق ما سمعه وما فعله فارس بهم جميعًا
_______________________
“لا بقولك ايه انا مش فايقلك لخّص”
أردف بها مُنصف وهو ينظر إلى لؤي الجالس أمامه ينظر إليه بهدوء قائلًا:الدنيا مش أمان الفترة دي … لازم نكون مفتحين كويس أوي لـ أي حاجه هتحصل يا مُنصف … انا سمعت طيش كلام بيقولوا إن فارس راجع ومش ناوي على خير
مُنصف بترقب:يعني ايه … جاي يقول يا خراب ولا ايه مش فاهم
لؤي:الله أعلم … ولو جعفر وبيلا عِرفوا حاجه زي كدا الله أعلم هيحصل ايه برضوا انتَ عارف جعفر مبيعديهاش وبيلا الله أعلم ردّها هيكون ايه ومتنساش إن البت موجوده يعني اللي خلى فارس يأذي ولاده وارد يأذي حفيدته
شردّ مُنصف قليلًا لـ يقطع نقاشهما عِدة طرقات على الباب، نهض لؤي واقترب كي يفتح لـ الطارق بينما ترك مُنصف يُفكر في حديثه، فتح لؤي الباب لـ يرى سراج وجعفر أمامه
أفسح لهما لؤي الطريق لـ يدلف كلاهما ويُغلق الباب خلفهما بهدوء ويلحق بهما، نظر لهم مُنصف قائلًا:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلسا بهدوء ثم لحِق بهما وجلس بجانبهما دوّن أن يتحدث أحد منهم وظلّ الصمت هو سيد المكان، تبادل النظرات قائم بين مُنصف ولؤي لـ كلًا منهما، نظر سراج لهما وقال:عرفتوا الجديد
لؤي:عرفنا … فارس نازل الحارة قُريب وناوي على خراب
رفع جعفر رأسه فجأه وهو ينظر لهُ لـ يعقد ما بين حاجبيه قائلًا:انتَ قولت ايه
نظر لهُ لؤي وقال بترقب:ايه مش دا اللي كنتوا هتقولوه برضوا
نظر جعفر إلى سراج الذي كان جالسًا بجانبه ثم نظر لهما وقال:لا انا مكنتش هقول كدا مين اللي قالكوا ولا عرفتوا منين إن فارس نازل الحارة
أبتلع لؤي غصته وضرب على جبينه قائلًا بنبرة خافتة:شكلي كدا عكيت الدُنيا
جعفر بنبرة حادة:عكيت ايه وهبل ايه أنطق انتَ كنت ناوي تخبي عليا ولا ايه
لؤي:بصراحة كدا اه
جحظت عينين جعفر جعل لؤي يشعر بـ الخوف منه قليلًا لـ يقول مُنصف:أهدى يا جعفر مش عاوزين عصبية وزعيق الحكاية وما فيها إننا محبيناش نضايقك بـ خبر زي دا يعني
جعفر بغضب:هو ايه اللي محبتوش تضايقوني أنتوا عُبط ولا ايه
جذبه سراج من ذراعه قائلًا:أِهدى يا جعفر العصبية مش هتحل حاجه
نظر لهُ جعفر وقال بغضب:لا هتحلّ طالما الذوق منفعش يبقى قلة الأدب هتحلّ وانا على أخرى بصراحة وبقول يا مصيبة
مُنصف بحدة:يا بني آدم أسمع بقى وبطّل عصبية شويه عايزين نفكر بـ العقل شويه مش كل حاجه غشومية وزعيق
مسح جعفر على وجهه بضيق وهو يزفر بينما تحدث سراج وقال:بقولكوا ايه فارس ييجي ميجيش مش هتفرّق بـ النسبالنا كدا هنواجه وكدا هنواجه
حرّك جعفر قدميه بـ عصبية مفرطة ولم يتحدث لـ يقول لؤي:أعصابك يا صاحبي مش كدا خير إن شاء الله
مُنصف:تشرب لمون
رمقه جعفر نظرة حارقة دوّن أن يتحدث بينما قال مُنصف مُبتسمًا:يبقى تشرب لمون
_____________________
“متكلمتيش ليه وقتها … مجيتيش تعرفيني ليه سكّتي ليه يا كايلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها بيلا بدموع وضيق وهي تنظر إلى شقيقتها التي كانت تقف أمامها تنظر لها بهدوء، نظرت كايلا إلى الجهة الأخرى بينما جذبتها بيلا بضيق جعلتها تنظر إليها من جديد لـ تقول:بُصيلي يا كايلا وأتكلمي متسكوتيش … رُدّي عليا انتِ عارفه بسبب سكوتك دا هيجرالنا ايه … شويه شويه وهنترمي كلنا في الشوارع اللي خلى جحوده يوصل بيه إنه يكتب الورث كله لِيه هو وإحنا لا قادر يخليه يرمينا عادي … مفكرتيش ليه في اللي اتبعتلك يا كايلا متصلتيش بيا ليه وقولتيلي حصل واحد اتنين تلاته … كنا هنعرف نحِلّ الموضوع صدقيني … بس انتِ سكتي ومكلفتيش خاطرك وقولتي حرف واحد حتى لا دا انتِ داريتي على الموضوع وكأنك مُتعمدة
كايلا:مين قالك كدا انا كلمت عمك على فكرة وقتها
بيلا بحدة:ومعرفتيناش إحنا ليه … أخوكي موجود هيعرف يتصرف ويحِلّ الموضوع … انتِ غلطتي يا كايلا غلطتي
زفرت كايلا بضيق ونظرت بعيدًا بينما تركتها بيلا وأعادت خصلاتها إلى الخلف وهي تنظر إلى الجهة الأخرى بحيرة، نظرت لها كايلا من جديد وقالت:طب هنعمل ايه
نظرت لها بيلا وقالت بتشتت:مش عارفه
صمتت كايلا لبُرهة ثم قالت:إحنا مُمكن نرفع عليه قضية
نظرت لها بيلا من جديد لعدة لحظات ثم قالت:معرفش … بس كدا كدا الورث أتكتب … جعفر مقاليش أي حاجه من الحاجات دي هو أصلًا كل اللي عمله إنه فِضّل يهدي فيا … بس لو هنرفع قضية هيبقى ايه السبب … أب كتب ورثه لـ أبنه اللي من مراته التانيه وولاده التلاته التانيين لا … معتقدش إن دا ممكن يحصل هيقولك ورثه وهو حُر فيه …. لا يا كايلا مش هتجيب نتيجة القضية دي وفاشلة من قبل ما نرفعها
زفرت كايلا وقالت:والعمل دلوقتي … مش بعد كل دا يعمل فينا كدا
جلست بيلا على المقعد وهي تضع يدها على رأسها تُفكر ماذا ستفعل في تلك الكارثة، بينما جلست كايلا أمامها وهي تزفر بضيق شديد وتُفكر معها
_______________________
أقترب من الطاولة التي تعلوها الهاتف الخاص بهِ بهدوء شديد وكأنه لِص ويخشى الإمساك بهِ، نظر إلى باب المرحاض المُغلق والقابع خلفه فارس وصوت المياه تنسدل على أرضية المرحاض
أخذ الهاتف وفتحه بمنتهى السهولة فقد تجسس على والده ورآه يفتحه، حاول إيجاد أي شيء ضده بعدما كُتب لهُ جميع ميراثه بـ حُجة أنه الإبن الوحيد لهُ، ولكنه لم يقتنع ويشعر بـ القلق منه ولذلك يود التأكد من صِحة حديثه
ظل يبحث في الهاتف بـ أكمله حتى رأى صورة تجمع فارس مع فتاتين وشاب وامرأة، نظر إليها بشير قليلًا فـ هو لم يُسبق لهُ وأن رأهم، بحث من جديد عن أي شيء آخر حتى وجد العديد من الرسائل الغير لطيفة
صُدم بشير كثيرًا ونظر إلى الهاتف بعينين متسعتان من هول الصدمة التي تعرّض لها، نظر إلى باب المرحاض المُغلق بصدمة كبيرة ثم نظر إلى الهاتف وهو لا يُصدق ما يراه، أغلق الهاتف سريعًا ووضعه مكانه وذهب إلى غرفته وأغلق الباب خلفه
أستند بـ ظهره على الباب وهو يُغمض عينيه ويُحاول أن يهدأ، فتح عينيه ونظر حوله وهو في حالة من الصمت والهدوء، أقترب من فراشه وجلس عليه وهو يمسح على خصلاته إلى الخلف ويُفكر فيما رآه، سمع بعد القليل من الوقت صوت فارس وهو يقول:انا نازل يا بشير
نظر بشير إلى باب غرفته المُغلق ولم يتحدث ولكنه سمع صوت الباب يُغلق في الخارج ولذلك نهض واتجه إلى غرفة والده وقد أخذ قراره في البحث عن أي دليل ضد والده عازمًا على عدم الإستسلام والهزيمة
ظل يبحث ويبحث لوقتٍ طويل حتى وجد شهادة ميلاد، نظر بها ورأى أسم “أكرم فارس عوض” نظر إلى أسم والدته ثم تاريخ ميلاده لـ يتضح أنه أخيه الأكبر، وبـ الطبع كانت الصدمة الأكبر إلى بشير الذي عاد يبحث من جديد دوّن أدنى فائدة
زفر بضيق وضرب الفراش بقدمه وهو غاضب لـ عدم وصوله إلى أي شيء آخر، ثم نظر إلى شهادة الميلاد الخاصة بـ أخيه قليلًا بهدوء وهو يُفكر في كيفية الإنتقام من فارس
_______________________
“بعد مرور أسبوع”
أقترب رمزي منهم بعدما أدى صلاة الجمعة في المسجد معهم، جلس بجانب لؤي ولم يتحدث بل كان ينظر إليهم ويستمع إلى ما يقولونه، تحدث جعفر وهو ينظر إلى مُنصف قائلًا:ضهرك أخباره ايه دلوقتي
مُنصف ببرود:بيسلم عليك
رمقه جعفر نظرة حارقة بينما تحدث سراج بعدما نظر إلى جعفر وقال:لا لِم نفسك مع جعفر ومتهزرش معاه عشان خُلقه بقى أضيق من سرسوب المياه
نظر جعفر أمامه وهو يُتمتم بنبرة خافتة يملئها الضيق الشديد قائلًا:جتك داهية في هزارك السِم اللي شبه وشك دا
أكرم:حاسب شويه يا جعفر عشان رجلي
نظر لهُ جعفر ثم إلى قدمه وأبتعد قليلًا وهو ينظر لهُ قائلًا:انتَ لسه
أكرم بهدوء:الدكتور قالي ست شهور فات منهم شهر ونص لحد دلوقتي
حسن:هانت يا معلم الأيام بتجري ومفيش أسرع منها
أكرم:على رأيك
دلفت سيارة سوداء أنيقة إلى الحارة ثم وقفت أمامهم، نظروا إلى السيارة لـ يهبط صلاح منها ويُغلقها خلفه ثم أقترب منهم بهدوء وهو يقول:سلام عليكم يا رجالة
ردّوا جميعهم تحية السلام وقالوا:وعليكم السلام ورحمة الله
نظر لهُ سراج وقال مُبتسمًا:ايه المفاجئة الجامدة دي
أبتسم صلاح وقال:ايه رأيك حلوة مش كدا
سراج بـ أبتسامه:أوي بصراحة
أكرم:أقعد أشرب حاجه طيب
رفض صلاح قائلًا:لا انا جاي أتكلم مع جعفر كلمتين كدا على إنفراد وماشي عشان مسافر كمان كام ساعة
هاشم بتساؤل:على فين كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صلاح بهدوء:الصعيد
مسح مُنصف وجهه بـ المنشفة المُبللة وقال:في الجو دا يا ابني دا احنا بنطقطق زي الفشار واحنا قاعدين
ضحك صلاح بخفة وقال:عربيتي فيها تكييف يالا انتَ وهو
لؤي:أيوه انتَ بتذّلنا يعني لا لعلمك بقى مش إحنا اللي نتذَّل
نهض جعفر مُبتسمًا وهو يُهندم ملابسه بينما تحدث صلاح وهو ينظر إلى لؤي قائلًا:طب أطلع أقعد في التكييف بتاعك بقى
سخّر منه لؤي بـ ضيق لـ يضحك جعفر ومعه صلاح الذي أخذه وعادا إلى السيارة قائلًا بـ استفزاز شديد:تعالى يا جعفر نقعد في التكييف ونشرب لمون ساقع وفريش
أنهى حديثه وهو يجلس على مقعد السائق وينظر إلى لؤي بـ أستفزاز شديد ومن ثم أغلق الباب خلفه بينما جلس جعفر بجانبه وهو يضحك وأغلق الباب خلفه قائلًا:بلاش انتَ مع مُنصف لسانه طويل وغلاط
نظر لهُ صلاح نظرة ذات معنى وقال بـ أبتسامه جانبية:مش عليا يا درش
قام بـ تشغيل المُكيف ثم أعتدل في جلسته وهو ينظر إلى جعفر الذي نظر لهُ بـ أهتمام قائلًا:فكرت
حرك جعفر رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:أيوه
صلاح بتساؤل:وناوي على ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جعفر بهدوء:هنسافر معاكوا
صلاح بترقب:بيلا وافقت
حرك جعفر رأسه برفق وقال:لازم يا صلاح … بيلا عايزه تاخد حق أمها ودا بصراحة حقها حتى أكرم ولعلمك ميغوركش هدوء أكرم واللامبالاة اللي هو فيها دي دا لو قادر يُقف على رجليه كان زمانه هدّ الدنيا
حرك صلاح رأسه برفق وهو يقول:عارف … بس انا مش عايز أي تسرع أو فِعل طايش سواء منك أو منُه يا جعفر … انا لسه معرفش هعمل ايه وعم صالح دا هيقول ايه … انا مستني القاعدة تتم على خير وكل واحد يعرّف راسه من رجليه
زفر جعفر ومسح على خصلاته إلى الخلف وهو ينظر أمامه بهدوء، أخرج صلاح زجاجتين عصير ومدّ يده بـ واحدة إلى جعفر وهو يقول:خُد رطب على قلبك يا عم الجو حر أوي النهاردة
نظر جعفر إلى يده الممدودة وأخذ الزجاجه منه ونظر لها قائلًا بـ أبتسامه:تصدق الجو دا محتاجه فعلًا
أبتسم صلاح وقال:هنزل أديهم بدل ما هما ميتين كدا وارجعلك نكمل كلامنا
ترجل صلاح من سيارته وأغلق الباب خلفه واقترب منهم قائلًا بـ أستفزاز شديد:ايه الجو الحر دا دا انا كنت قاعد في التكييف جوه أنتوا أزاي قاعدين هنا
رمقوه بسخط لـ يبتسم صلاح أبتسامه مستفزة قائلًا:هرطب عليكوا متقلقوش
أنهى حديثه وهو يُلقي بـ زُجاجات العصير بـ وجوههم ببرود شديد، أصتدمت الزجاجة في وجه أكرم الذي وضع يده على وجهه وهو يقول بضيق:ما براحة يا ابن الاهبل وشي
صلاح بـ أبتسامه مستفزة:الجو حر يا كركر مش هتفرق
تركهم وعاد مرة أخرى إلى جعفر الذي كان ينظر لهم ويضحك، نظر لهُ وقال بنبرة ضاحكة:انتَ بتيجي على الغلبان اللي فيهم ليه
أبتسم صلاح وقال:انا بحب أضايقه كل شويه وهو عارف
زفر جعفر وشردّ قليلًا وقبل أن يتحدث سمع طرقات رقيقة على باب السيارة، نظر جعفر إلى الخارج ووجد صغيرته تنظر إليه بـ أبتسامه، وضع جعفر الزجاجة جانبًا ثم فتح الباب وحملّها بهدوء واجلسها على قدميه وأغلق الباب خلفه
ارتشف صلاح القليل من العصير ونظر إلى ليان وقال بـ أبتسامه:أهلًا بـ أرق بنوته شوفتها في حياتي
أبتسمت ليان بـ رقة لـ يأخذ جعفر زجاجة العصير خاصته ويُعطيها إياها، تحدث صلاح وهو يترك زجاجته أمامه وقال:أستنى في تاني أصبر
فتح جعفر الزجاجة وأعطاها إلى صغيرته قائلًا:أشربي عشان الجو حر عليكي
أمسكت الزجاجة وارتشفت منها قليلًا بينما أعطى صلاح لهُ زجاجة أخرى قائلًا:خُد أشرب
زفر جعفر وأخذ الزجاجة منه ولم يتحدث، زفر صلاح ونظر أمامه قليلًا ثم نظر إلى ليان التي كانت تحتضن جعفر وتضع رأسها على صدره، أبتسم لها ومدّ يده ومسدّ على رأسها بحنان ثم قال:هي ليان كويسه يا جعفر
نظر لهُ جعفر وعقد ما بين حاجبيه بتعجب وقال:ايه اللي خلاك تقول كدا
نظر لهُ صلاح وقال:شكلها تعبانه … ليان سُخنة
نظر جعفر إلى صغيرته ووضع كف يده على جبينها وهو يتحسسها بهدوء لـ يشعر بـ حرارتها مرتفعة، أبعدها عنه ونظر لها قليلًا ثم قال بقلق:لولو انتِ كويسه يا حبيبتي
نظرت لهُ وحركت رأسها برفق وهي تقول:حرانة أوي يا بابا
تفهم صلاح سبب ارتفاع حرارة جسدها لـ يقول:متقلقش بسبب الحر
لم يتحدث جعفر لـ ينظر لهُ صلاح قليلًا ثم ينظر أمامه قائلًا:انا ليه حاسس إنك مخبي حاجه يا جعفر عليا
لحظات ونظر لهُ جعفر قائلًا بهدوء:مخبي ايه بـ الظبط
صلاح بهدوء:معرفش شوف انتَ … شكلك بيقول إن في حاجه انتَ مش عايزني أعرفها
زفر جعفر ومسح على وجهه قائلًا بنبرة هادئة:مفيش حاجه يا صلاح انا بس منمتش كويس
نظر لهُ صلاح قليلًا ثم حرك رأسه برفق وقال:تمام … براحتك انا مش هجبرك
ظل جعفر صامتًا كل ما يفعله هو النظر في نقطة بعيدة ويُمسد على رأس صغيرته
_____________________
“يا بنتي معرفش هرجع امتى وقت ما أخلص مشكلة ماما هرجع عشان خاطر ليان لسه هنسافر برضوا أمريكا وانا مش عارفه الاقيها منين ولا منين”
هذه العبارات أردفت بها بيلا وهي تقوم بوضع الملابس في الحقيبة، سمعت هنا تقول على الجهة الأخرى:طب وليه المرمطة دي كلها يا بنتي
بيلا:يا بنتي أفهمي انا للأسف لازم أسافر دي أُمي ودي بنتي مقدّرش أسيب واحدة وأروح مع واحدة الاتنين عندي واحد وأهم اتنين في حياتي يا هنا مينفعش
هنا:انا بصراحة مش عارفة أقولك ايه انتِ صعبانه عليا مش عارفه هتلاحقي منين ولا منين
زفرت بيلا وقالت بهدوء:مش عارفه يا هنا أدعيلي ربنا يقويني على كل اللي هشوفه الفترة اللي جايه
هنا:ربنا يعينك يا حبيبتي .. هو جعفر جنبك
بيلا:لا جعفر عند صلاح دلوقتي عشان بيجهزوا
هنا:خلاص ماشي يا حبيبتي هتصل بيكي الساعة واحدة أتطمن عليكي .. خلّي بالك من نفسك ومن جوزك وبنتك
بيلا بـ أبتسامه:حاضر يا حبيبتي .. مع السلامة
أغلقت بيلا معها ووضعت الهاتف على الطاولة وعادت تضع الملابس في الحقيبة، لحظات وسمعت صوت جرس المنزل يدق، نظرت إلى الخارج ثم تركت ما تفعله وخرجت قائلة:يا جعفر مفيش فايدة فيك
فتحت الباب وقالت بـ إندفاع:انتَ رخم على فـ…….
صمتت فجأه ونظرت إلى الذي يقف أمامها بهدوء لـ تقول:مين حضرتك
نظر لها بشير قليلًا وهو يتأمل معالم وجهها، تلك التي رآها في الصورة على هاتف والده، ظلّ يتأملها وهو يشعر بـ العديد والعديد من المشاعر بداخله تقوم حربًا
تعجبت بيلا من تأملُه بها لـ تقول بتوتر:خير حضرتك بتبُصلي كدا ليه انتَ تعرفني
حرك رأسه برفق وهو مازال ينظر لها لـ تقول هي بهدوء:تعرفني منين
دام الصمت بينهما للحظات ثم قرر بشير قطعه وهو يقول بعينين دامعتان وهدوء:أخوكي … أخوكي من الأب … انا بشير
جحظت عينيها بصدمة وهي تنظر إليه بعدم تصديق وذهول بينما كان هو ينظر لها بهدوء ودموع، أدمعت عينيها وحركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تقول بصدمة:مش معقول … مستحيل … بشير؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!