روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل التاسع عشر 19 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل التاسع عشر 19 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء التاسع عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت التاسع عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة التاسعة عشر

نظر لها بشير قليلًا وهو يتأمل معالم وجهها، تلك التي رآها في الصورة على هاتف والده، ظلّ يتأملها وهو يشعر بـ العديد والعديد من المشاعر بداخله تقوم حربًا
تعجبت بيلا من تأملُه بها لـ تقول بتوتر:خير حضرتك بتبُصلي كدا ليه انتَ تعرفني
حرك رأسه برفق وهو مازال ينظر لها لـ تقول هي بهدوء:تعرفني منين
دام الصمت بينهما للحظات ثم قرر بشير قطعه وهو يقول بعينين دامعتان وهدوء:أخوكي … أخوكي من الأب … انا بشير
جحظت عينيها بصدمة وهي تنظر إليه بعدم تصديق وذهول بينما كان هو ينظر لها بهدوء ودموع، أدمعت عينيها وحركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تقول بصدمة:مش معقول … مستحيل … بشير؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ظلّ بشير ينظر لها بهدوء دوّن أن يتحدث أو يفعل شيء بينما كانت هي تنظر إليه بهدوء شديد ودموعها تلمع داخل ملقتيها، دام الصمت بينهما لوقتٍ لا يعلمانه، بيلا تقف تنظر إليه تُدقق النظر إلى تقاسيم وجهه، كان يحملّ بعض من معالم وجه أبيها وأخرى من والدته
طوله يفوّقها، كان فرّق الطول بينهما مقبولًا إلى حدٍ ما فـ كانت بيلا قصيرة بـ النسبة إليه ولكنه رائع، بشرته القمحية وعينيه السوداء التي تتماشى مع خصلاته أهدابه الطويلة والكثيفة، لحيته التي جعلته وسيمًا، جسده نحيل، الحُزن يستوطن سوداوتيه، نقلّت نظرها إلى ثيابه التي كانت رائعة، يرتدي أروع الملابس وكذلك حذائه وساعته الغالية وهاتفه الحديث
أبتسمت بيلا بسخرية وهي تنظر إليه وتقول بداخلها:معيّشك في العز دا كله وسايبنا نسف تُراب الأسفلت … حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم والمفتري
بينما كان بشير ينظر لها وهو لا يعلم ماذا يفعل أو يقول، تفحصها مثلما فعلت هي، بدايةً من وجهها، بشرتها القمحية الفاتحة وعيونها البُنية وكذلك خصلاتها الطويلة التي تتماشى مع لون عينيها، أهدابها الكثيفة، ملابسها التي كانت عادية، لا ترتدي مثلما يرتدي هو
نظر إلى وجهها الذي كان يتشابه مع وجهه، بينهما تشابه مُتقارب وهذا أكدّ لها، أبتلع غصته بهدوء وقال بنبرة هادئة للغاية حذرة:مش هتدخليني
نظرت لهُ نظرة ذات معنى حذرة لـ يُخرج هو صورة شهادة الميلاد من على هاتفه بهدوء ثم أعطاه لها قائلًا:تقدري تتأكدي بـ نفسك لو حابه
نظرت بيلا إلى الهاتف بهدوء للحظات ثم أخذته منه ونظرت إلى شهادة ميلاده التي ألتقط صورة منها وحفظها على هاتفه تحسُبًا لـ تلك اللحظة، بينما نظرت بيلا إلى أسم والدها ووالدته وتاريخ الميلاد، أدمعت عينيها في لحظة ولكنها تمالكت نفسها سريعًا وأعطته إليه بهدوء دوّن أن تتحدث لـ يأخذه هو منها بهدوء وهو ينظر لها قائلًا:أتأكدتي
حركت رأسها برفق ثم أفسحت لهُ وأشارت لهُ دوّن أن تتحدث لـ يدلف هو بهدوء وتُغلق هي الباب خلفه، نظر إلى المنزل بهدوء، كان منزلًا بسيطًا وهادئ عكس ما يراه ويعيش فيه
جلس بهدوء على الأريكة وجلست هي في الجهة المقابلة على المقعد أمامه، دام الصمت بينهما قليلًا كلًا منهما لا يعلمان كيف يبدأ الحديث، ظلّ الصمت قائمًا بينهما لوقتٍ قصير حتى قرر بشير قطعه وهو يقول بنبرة هادئة:أزيك
نظرت لهُ وقالت بهدوء:كويسه
حمحم بشير وشعر بـ القليل من الإحراج ولكنه قال:انا بشير … أخوكي بس من أم تانية
أجابته بهدوء وهي تنظر لهُ قائلة:عارفه … وانا بيلا
أبتسم بخفة وقال:أسمك حلو أوي
بادلته أبتسامته بمجاملة وسريعًا أنمحت لـ يشعر هو بـ الإحراج الشديد وهو يلّعن والده على ما فعله وما جعله عليه الآن، ضغط على يديه قليلًا ثم حاول أن يهدأ قدر المستطاع فـ هذه أول مرة يرى بها شقيقته ويجب أن يكون هادئًا قدر المستطاع
أبتلع غصته بهدوء وقال:شقتك حلوة أوي ما شاء الله
نظرت لهُ وقالت بنبرة باردة:شكرًا على المجاملة
بشير:لا خالص مش بجاملك دي حقيقة … بيتك جميل وبسيط … ذوقك حلو أوي .. شكلك بتحبي الحاجة السيمبل
زفرت بهدوء ولم تتحدث، نظر إلى الأسفل قليلًا وهو لا يعلّم ماذا عليه أن يفعل أو يقول حتى، نظر لها من جديد وقال:شكلك مش مُتقبلة وجودي … مع إني مصدقت ألاقيكي … انا جاي أقعد معاكي واتكلم معاكي
تحدثت بيلا بضيق وهي تنظر أمامها قائلة:تتكلم معايا في ايه … أظنّ مفيش بينا كلام
بشير:انا عارف إن الوقت مش مُناسب بس انا مقدّرتش أستنى لما عِرفت إن ليا أخوات … بيلا انا عايزك تسمعيني للآخر انا والله العظيم ما جاي غير عشانك … بيلا انا مقتنعتش إن بابا كتبلي كل الورث ليا بـ حِجة إني الولد الوحيد … انا دَّورت على أي حاجه مخبيها عليا لأني بدأت أشُك فيه مؤخرًا وأستنيت لما دخلّ ياخد شاور وفتشت في موبايله ولقيت صورة فيها بنتين وشاب وواحدة كبيرة فـ عِرفت وقتها إنه بيضحك عليا … بصراحة انا مستكفيتش بـ دا ودَّورت على أي حاجه تانيه في أوضته لحد أما لقيت شاهدة ميلاد بـ أسم أكرم فارس عوض … انا مكنتش مصدوم أوي يعني … عادي
أدمعت عينيه في هذه اللحظة ونظر إليها بينما كانت هي تنظر إليه بهدوء شديد تنتظر سماع المزيد منه، وكأنه أخترق رأسها وفَهِم ما يدور بـ داخلها، أبتلع غصته وأكمل بنبرة مهزوزة مثل نظراته
أسترّد حديثه وقال:مكنتش مصدوم صدقيني … عشان اللي شوفته منُه خلاني متصدمش وأعدّي … مستغربتش بصراحة أو عملّت أي ردّ فِعل … كان كُل همي أعرف هو عايز ايه او غايته ايه وهيستفاد ايه … انا زعلان عشان هو خبى عليا إن انا ليا أخوات … سابني عايش يا بيلا وانا منّ غير أخوات … وانا كنت بستغرب .. كنت كل ما أقوله هو انتَ ليه أستكفيت بيا بس ومجبتليش أخ أو أخت يقولي انتَ عندي بـ الدُنيا وما فيها يا بشير .. انتَ فرحتي الأولى والأخيرة يا بشير ومش عايز غيرك … كنت بستغرب أوي وبشُك فيه … ليه يعمل كدا دا أي واحد بيتمنى يخلّف إلا هو .. كان غريب أوي يا بيلا لدرجة إني ساعات مبفهمهوش ومبرتحش لِيه … دّورت وراه كتير لحد ما أكتشفت بلاوي .. وقتها صدمتي فيه كانت كبيرة أوي يا بيلا … حسيت الدُنيا بتلّف بيا ومش سعفاني … وقتها قررت أدّور عليكوا عشاني قبل ما يكون عشانكوا … عشان حسيت إني محتاجكوا جنبي أكتر من الفلوس والعِز والهنا وكل دا … انا اه معايا فلوس وبلبس أحسن لِبس وباكل واشرب أحسن شُرب … بس كل دا ميجيش حاجه جنب وجود عِزوة جنبي … انا والله ما عايز ورث يا بيلا … انا كنت عايز عيلة وونس … مش أكتر من كدا
سقطت دموعه بحزن وقهره ثم أجهش في البكاء وهو يضع يده على عينيه، نظرت لهُ بيلا بعينين دامعتان وحزن، مسحت دموعها ونظرت لهُ قليلًا وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل
لحظات ونهضت بهدوء واقتربت منه ثم جلست بجانبه ووضعت يديها على كتفيه وهي تقول بنبرة مهزوزة:بشير … متزعلش نفسك يا حبيبي إحنا كلنا معاك
ظلّ بشير يبكي بينما كانت هي عاجزة عن فِعل أي شيء لهُ، صدح رنين هاتفها يعلنها عن أتصال، مسحت دموعها وأخذت الهاتف بهدوء ونظرت إليه لترى جعفر يُهاتفها
نظرت بيلا إلى بشير ثم أجابت على جعفر وقالت بهدوء:أيوه يا جعفر
أجابها جعفر قائلًا:أجهزي عشان هعدّي عليكي أخدك
نهضت بيلا واتجهت إلى الشرفة وأجابته بنبرة خافتة وهي تختلس النظر إلى بشير قائلة:مش هينفع يا جعفر أجلها شويه
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال:ليه في ايه حصل حاجه
نظرت بيلا إلى بشير وقالت:بشير عندي
تعجب جعفر كثيرًا وقال:لا لا ثواني كدا عندك أزاي يعني
بيلا:عندي في البيت يا جعفر
جعفر:وهو عِرف مكانك أزاي
بيلا بجهل:معرفش بس انا أتفاجئت بيه بيخبط وقعدّ يتكلم معايا شويه … بابا شكله خرب الدُنيا على الآخر بشير مُنهار وصعبان عليا أوي يا جعفر … شكله غلبان أوي وطيب
زفر جعفر وقال بنبرة هادئة:طيب انا هتصل بـ صلاح وهنأجل شويه وانا هجيلك دلوقتي انا قرّبت من البيت عمومًا
بيلا بنبرة هادئة:ماشي هستناك
أغلقت معه ونظرت إلى بشير وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل، عادت إليه من جديد وجلست بجانبه وقالت:أهدى يا بشير … أهدى
رفع بشير رأسه ونظر لها بـ عينين باكيتان وقال:انتِ مش مصدقاني صح
حركت رأسها نافية وقالت:لا خالص … مصدقاك … مصدقاك وواثقه في كل كلمة بتقولها كمان … انا عايزاك تهدى خالص
مسح دموعه بينما ربتت هي على كتفه بمواساة وقالت:قولي بقى تشرب ايه … عندي لمون وعندي مانجا بمناسبة الجو الحر دا تشرب ايه
حرك رأسه برفق وقال:مش عايز
بيلا بتفاجئ وعدم رضا:لا يا بشير ميصحش كدا يعني أول زيارة كدا متتضايفش لـ علمك انا ميمشيش معايا الكلام دا فـ قولي تشرب ايه عشان مزعلش منك
نظر لها وابتسم قائلًا:اللي تجيبيه هشرّبه
أبتسمت بيلا وقالت:هجيبلك لمون بـ النعناع أحلى
تركته بيلا واتجهت إلى المطبخ بينما نظر هو أمامه بهدوء وهو يتفحص أركان المنزل، أخذ هاتفه ونظر بهِ بهدوء لمدة دقائق حتى لمح شيئًا صغيرًا يقف على باب الغرفة، رفع رأسه ونظر لـ تختفى ليان فجأه
عقد بشير ما بين حاجبيه ونظر بتمعن إلى الغرفة قليلًا ولكن لم يرى شيئًا، حرّك رأسه بـ قلة حيلة ثم نظر في هاتفه من جديد، خرجت بيلا واقتربت منه واضعة الكوب وبجانبه قطعة كعك أمامه قائلة:رطب على قلبك شويه
جلست من جديد أمامه بينما نظر لها وقال:تسلمي
أبتسمت بيلا بـ خفة بينما نظر هو إلى الغرفة عندما رأى ليان تنظر إليه وتختبئ بينما لاحظت بيلا نظراته لـ تلتفت خلفها تنظر إلى ما ينظر إليه لـ ترى صغيرتها تقف وتنظر إلى بشير بخوف
أبتسمت بيلا ومدّت يدها لها قائلة:تعالي يا لولو
نظرت إليها ليان بتردد بينما أشارت لها بيلا بـ أن تقترت لـ تُلبي هي طلب والدتها وتقترب بخوف ونظرها مُعلق على بشير الذي كان يُتابعها، أختبأت بـ أحضان بيلا التي ضمتها إلى أحضانها ومسدّت على رأسها بـ حنان
ترك بشير الهاتف على الطاولة ثم عاد بـ نظره إلى ليان لـ يقول بنبرة هادئة متسائلًا:مين دي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت لهُ بيلا وقالت مُبتسمه:ليان … بنتي
تفاجئ بشير كثيرًا لـ يقول بذهول:انتِ متجوزة
حركت رأسها بـ رفق وهي تنظر إليه بـ أبتسامه وقالت:أيوه متجوزة ودي ليان بنتي عندها أربع سنين
نظر بشير إلى ليان من جديد لـ يبتسم قائلًا:بسم الله ما شاء الله … انا افتكرتك عايشه لوحدك
حركت رأسها نافية وقالت مُبتسمة:لا
مدّ بشير يده إلى ليان قائلًا بـ أبتسامه:أزيك
نظرت لهُ ليان ولم تُبدي أي ردّ فعل تجاهه ولكن تفهم بشير أنها خائفة منه، نظرت بيلا إلى ليان وقالت:سلّمي على خالو بشير
نظرت إليها ليان بتعجب شديد لـ تستقبلها بيلا بـ أبتسامه قائلة:خالو بشير جاي عشان يشوفك
نظرت ليان إليه من جديد ثم إلى يده الممدودة للحظات ثم مدّت يدها بهدوء ووضعتها على كفه لـ يطبق عليها بـ خفة قائلًا:عامله ايه
نظرت لهُ وقالت بنبرة هادئة للغاية ورقيقة:كويسة
أبتسم بشير وجذبها بـ رفق إلى أحضانه وقال:متخافيش انا خالو بشير أخو ماما وجيت أشوفك عشان وحشتيني
نظرت لهُ ليان وقالت ببراءة:بجد
اتسعت أبتسامه بشير وقال:بجد
أبتسمت ليان وقالت:وانتَ كمان وحشتني يا خالو
أبتسم بشير وعانقها بـ حُبّ وشعر في هذه اللحظة بـ العديد والعديد من المشاعر تتحرك بداخله، شعر بـ دفء غريب في أحضانها، يُقسم أنه لم يشعر بهِ مع أحد من قبل، طبع قُبلة أعلى رأسها ومسدّ على ظهرها بـ حنان
أبتسمت بيلا وقالت:بشير
نظر لها بشير لـ يسمعها تقول بـ أبتسامه ونبرة هادئة:حمدلله على السلامة
أبتسم بشير وأدمعت عينيه من جديد وهو ينظر إليها وقد فَهِمَ مقصدها، صدح جرس البيت لـ تنهض هي كي تفتحه تاركة بشير الذي مسح دموعه جيدًا
فتحت بيلا الباب لـ تُقابلها أبتسامته المعتادة، أفسحت لهُ الطريق بينما نظر إليه بشير بعدما أستدار بـ رأسه ثم عاد ينظر أمامه مرةً أخرى ونهض بهدوء، بينما نظرت بيلا إلى جعفر بعدما أغلقت الباب والذي كان ينظر إلى ظهر بشير
سَمِعَ بيلا تهمس لهُ قائلة:بشير اللي حكيتلك عنه من فترة جه وقعد يتكلم معايا … غلبان أوي يا جعفر وصعبان عليه نفسه … طيب لدرجة إنه كان بيصدق كل حاجه يقولها بابا وقعد يعيط كتير أوي وفين وفين عقبال ما عِرفت أهديه
زفر جعفر بهدوء وقال:أبوكي دا لو أتقتل هعمل فرح ساعتها وهجازي اللي قتله
ضحكت رغمًا عنها وقالت:إحنا فـ ايه ولا ايه خُش يلا عشان ميفتكرش إنك مش مرحب بيه وعشان ميتحرجش أكتر من كدا
أقترب جعفر منه واتبعته بيلا، تركت ليان بشير وركضت إلى جعفر الذي عانقها مثل كل يوم وقال:وحشتك صح
عانقته ليان قائلة:أوي
نظر بشير إليهما وأبتسم عندما رأى هذا الحُبّ النابع من ليان إلى جعفر والعكس وكم أحب ذلك حقًا، أعتدل جعفر قي وقفته بينما أخذت بيلا ليان بعيدًا قائلة:يلا يا لولو روحي ألعبي شويه
تركتهم ليان وعادت إلى غرفتها من جديد بينما تقدم جعفر من بشير حتى أصبح واقفًا أمامه، مدّ يده إليه وقال بـ أبتسامه:أزيك يا بشير
نظر بشير إلى يده الممدودة ثم نظر إليه ثم مدّ يده وصافحه بهدوء وعلّت أبتسامه هادئة ثغره وقال:الحمد لله كويس أزيك انتَ
جعفر بـ أبتسامه:الحمد لله بخير … نورت
بشير بـ أبتسامه:منور بـ أهله
تحدث جعفر والابتسامه مازالت تُزين ثغره وقال:أسمي جعفر
أتسعت أبتسامه بشير وقال:عاشت الأسامي
أشار لهُ جعفر وقال:أتفضل
جلس بشير مرة أخرى بهدوء وتوتر بينما جلس جعفر وبجانبه بيلا، أبتسمت بيلا وقالت:فُك شويه يا بشير انتَ مش غريب
تحدث جعفر وقال:طمني عليك انتَ كويس
أبتسم بشير بتوتر وحرك رأسه برفق قائلًا:الحمد لله كويس
جعفر:بُص يا بشير عشان انا مبحبش اللف والدوران انا صريح جدًا مع أي حد أبوك دا مشافش تربية دقيقة واحدة على بعضها
تفاجئ بشير كثيرًا ونظر إلى بيلا التي وضعت يدها على فمها تمنع ضحكاتها، نظر إلى جعفر مرة أخرى والذي قال:أه والله زي ما بقولك أبوك دا أصله عِشره برضوا يعني متفتكرش إني شايفه ملاك تؤ تؤ … انا اكتر واحد حافظ أبوك اللي رايح جاي على المسجد وعاملي فيها شيخ طول الليل والنهار دا وقال الله وقال الرسول وهو أصلًا أستغفر الله العظيم يعني
بشير بتساؤل:دا بجد ولا بتتريق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جعفر:لا بجد … بيلا عندك تقولك أهي … يا ابني انا أتحديت أبوك واتجوزت بيلا غصب عنه دا كان عايز يجوزها لـ ابن الجزمة اللي أسمه فتحي دا ربنا يجحمه مطرح ما هو قاعد
ضحكت بيلا رغمًا عنها ثم نهضت عندما صدح جرس المنزل وذهبت كي تفتحه تحت نظرات بشير الذي كان ينظر لهما بعدم فهم وتشوش
فتحت بيلا الباب لترى أكرم أمامها نظرت لهُ وقبل أن يتحدث دفعته بخفة وأغلقت الباب خلفها بينما تعجب هو وقال:في ايه يا بيلا ومين اللي قاعد جوه دا تعرفوه
نظرت لهُ بيلا وقالت:انا هحكيلك كل حاجه بـ أختصار وعلى الهامش عشان محدش يحس بينا
وبـ الفعل قصت عليه بيلا القصة كاملة بينما كان هو يستمع إليها ومعالم الصدمة بادية على وجهه بكل ما تحمله الكلمة مِنّ معنى، زفرت بيلا وهي تُنهي حديثها قائلة:بس يا سيدي دي كل الحكاية ولما قعدت معاه واتكلمنا لقيته طيب أوي وعلى نياته وبيصدق أي حد بجد انا مش عارفه أقول ايه بس هو صعبان عليا أوي يا أكرم … انتَ أول واحد عِرف إنك أخوه الكبير … انا عايزاك متحسسهوش إنه غريب ولا إنه غير مرغوب فيه هو ملهوش أي ذنب بجد في أي حاجه بابا بيعملها ومازال بيعملها … بشير كل اللي بيُطالب بيه دلوقتي هو عيلة وبس … هو مش عايز ورث ولا أي حاجه غيرنا
مسح أكرم على وجهه بهدوء وهو يزفر بينما كانت بيلا تنظر إليه بهدوء تنتظر ردّاً منه، دام الصمت بينهما قليلًا بينما كان أكرم يسبح في بئر أفكاره فقد كانت صدمة جديده بـ النسبة إليه
تحدثت بيلا بنبرة خافتة وقالت:ها يا أكرم انا بقولك مش عايزاه يحس بـ أي حاجه
نظر لها أكرم وحرك رأسه برفق وقال:ماشي
رفعت بيلا سبّابتها أمام وجهه وقالت بنبرة تحذيرية:أكرم
أبتسم أكرم وقال:عيب عليكي
عادت بيلا لهما من جديد وخلفها أكرم الذي كان يستند على عكازه قائلة بـ أبتسامه:رجعتلكوا تاني
نظرا إليها بينما نهض بشير وهو ينظر إلى أكرم والذي أبتسم لهُ قائلًا:أكرم
تذكّر بشير شهادة الميلاد التي وجدها وكانت بـ أسم أكرم فارس عوض وسريعًا عَلِمَ أنه أخيه، دعاه أكرم لـ عناق أخوي لـ أول مرة لـ يبتسم بشير ويُعانقه
ربت أكرم على ظهره وقال بنبرة هادئة:حمدلله على سلامتك
أبتسم بشير وقال بنبرة هادئة أيضًا:الله يسلمك
أبتعد أكرم ونظر لهُ بـ أبتسامه وقال:أخبارك ايه
بشير بـ أبتسامه:كويس الحمد لله
بيلا بـ أبتسامه:طيب هستأذنكوا هاخد جعفر فـ كلمتين كدا ورجعالكوا تاني
نظرت إلى بشير وقالت بـ أبتسامه:متنساش تدوق الكيكة وتقولي رأيك
أبتسم لها بشير وحرك رأسه برفق وقال:أكيد
جذبت بيلا جعفر خلفها واتجهت إلى المطبخ تاركة أكرم وبشير وحدهما حتى يستطيعا الجلوس سويًا والتعرف على بعضهما البعض، أشار لهُ أكرم وقال:أقعد
جلس بشير وأمامه أكرم الذي وضع عكازه جانبًا، نظر إليه وقال:بُص بقى يا معلم جو الكسوف وإنك جديد وحاسس نفسك غريب والشغل دا مش عندنا مبدأيًا يعني … الراجل اللي جوه دا هولاكو … بُص انا مش هستنى إنك تتصدم لا انا هديهالك في وشك
تعجب بشير كثيرًا ونظر لهُ قائلًا:ماله
نظر أكرم إلى المطبخ وكذلك بشير الذي لا يعلم ماذا يحدث ولكنه فعل مثله، بينما عاود أكرم ونظر إليه من جديد مائلًا بـ نصفه العلوي إلى الأمام قائلًا بنبرة خافتة:الراجل اللي جوه دا بلطجي … صايع ومسحوب من لسانه … شوفت عبده موته
حرك بشير رأسه برفق وهو ينظر إليه لـ يقول أكرم:هو أنيل منه بكتير
تفاجئ بشير لـ يُحرك أكرم رأسه برفق مؤكدًا حديثه قائلًا:صدقني انتَ غلبان أوي دا الحارة كلها عارفه كدا دا الكل بيعمله حساب الصغير قبل الكبير ومش كدا وبس دا معلم الحارة كلها حتى أختك بتعشقه عشق
بشير بذهول:بيلا
حرك أكرم رأسه برفق وقال:استنى تجمع صحابه أو خناقه تحصل أو حد يهوش عليه كدا وانتَ بعون الله هتشوف فنون ومواهب مبهرة
أعتدل بشير في جلسته ومعه أكرم الذي قال:بس إن جيت للحق .. جدع أوي يعني وخدوم وطيب ميغوركش الوش القذر اللي هتشوفه دا
بشير:بس دا شكله محترم جدًا
ضحك أكرم بملئ فاهه قائلًا بسخرية لاذعة:دا محترم وجدًا كمان … يا راجل قول غير كدا دا واحد مشافش ثانية واحدة تربية انتَ بتقول ايه
أتاهما صوته من الداخل وهو يقول بنبرة عالية:سامعك يا زبالة
أبتسم أكرم بـ إتساع وقال:ولا يهمك كأنه مقالش حاجه عادي … ها كنّا بنقول ايه
تفاجئ بـ غطاء الصحن يرتطم بـ رأسه يليها زجاجه بلاستيكية وملعقة طعام، صاح أكرم بهِ قائلًا:يـا جـامـوسـة انـتَ وش أُمـي يـا غـشـيـم
أقترب جعفر منه وهو يتصنع البراءة قائلة:أوبس … سوري يا أكرم مخدتش بالي انا جيت أحطهم مكانهم جولك
نظر لهُ أكرم بـ نظرات حارقة بينما أبتسم جعفر أبتسامه صفراء وقبل أن يأخذهم ويعود إلى بيلا أمسك بـ عنق أكرم وهو يقول بضيق:انتَ خانق أمي بقالك كام يوم وانا مبقتش متحملك أكتر من كدا على فكرة
أكرم:والله إن جيت للحق يا جعفر انا اللي مبقتش طايقك يا جدع انا قرفت منك والله
نظر لهُ جعفر نظرات نارية بينما كان بشير ينظر لهما بخوف وهو يُحاول أن يتحدث مع جعفر لـ تهدئته، ولكن اوقفه خروج بيلا التي اقتربت من جعفر ثم جذبته خلفها مُبعدة إياه عن أكرم قائلة:بناديك بقالي ساعه يا جعفر
سار معها جعفر رغمًا عنه ولكنه نظر إلى أكرم وأشار إليه بـ أنه يُراقبه ثم دلف إلى المطبخ مرة أخرى خلفها، نظر بشير إلى أثره ثم إلى أكرم وقال بقلق:انتَ كويس
نظر لهُ أكرم وابتسم قائلًا:متخافش مكانش بيخنقني بجد دا بيهزر
زفر بشير براحة بينما سمع أكرم يقول:انتَ طيب أوي أوي يعني وبتصدق أي حاجه … المهم … أنسى الراجل اللي كنت عايش معاه دا خالص إحنا كدا كدا مش عايزيه أصلًا أزاي عايش معاه
أبتلع بشير غصته ونظر لهُ قائلًا:انا لحد آخر لحظة كشفته فيها وانا مش عارف انا كنت مستحمله أزاي كل الفترة دي ومصدقه … عُمري ما كدبته يا أكرم ولا شكيت فيه ولا أي حاجه … انا كنت بار بيه أوي وعُمري ما فكرت أخرج عن طوعه بـ أي شكل من الأشكال
أكرم بهدوء:انا عارف ومقدّر كل دا … بس ربنا ليه حكمة إنك تدور وراه وتوصل لـ الصور ولـ شهادة ميلادتي ولـ البلاوي اللي شوفتها على موبايله … كل دا حصل عشان تشوفنا وتعرف إنك مش وحيد زي ما هو كان مفهمك
زفر بشير وقال بنبرة هادئة حزينة:الحمد لله
خرجت ليان من غرفتها واقتربت منهما ووقفت بجانب أكرم قائلة بـ أبتسامه:خالو أكرم
نظر لها أكرم وأبتسم سريعًا وجذبها إلى أحضانه قائلًا:قلب وروح أكرم وحشتيني … عامله ايه
ليان بـ أبتسامه:كويسه … فين خالتو سلمى
أكرم بـ أبتسامه:في البيت
ليان:طب سيبتها ليه لوحدها
أكرم:عادي ما انا على طول بسيبها لوحدها … سلمتي على خالو بشير
حركت رأسها برفق وهي تنظر إلى بشير بـ أبتسامه والذي أبتسم بـ خفة وهو ينظر إليها، خرج جعفر وهو يتحدث في الهاتف قائلًا:يا ابني محصلش حاجه والله مالك … طيب انا بس يومين كدا وهقولك نمشي أمتى … لا متقلقش فهمه بس الدنيا فيها ايه عشان يكون عارف … تمام وانا هخلي أكرم يكلم خالتي هناء ويقولها … يا عم دا زي القرد وماشي على رجليه هو اللي بيحب يستهبل
صق أكرم على أسنانه وهو ينظر إليه قائلًا بنبرة حانقة:يا ابن الرخمة يا اللي ما هتعديها على خير معايا النهاردة
أبتسم جعفر أبتسامه صفراء إليه وقال:تمام يا صاحبي … مع السلامة
أغلق جعفر معه ونظر بطرف عينه إلى أكرم وقال بضيق مصطنع:انتَ لسه قاعد قوم يا عم طرقنا يا عم انتَ خانقني وواخد الهوا كله لوحدك
أكرم بضيق:ليه يا عين أمك خرتيت انا ولا إيه
أبتسم جعفر إليه وقال بـ أستفزاز:انتَ أضرى والله
أبتسم بشير وهو ينظر لهما بهدوء، سمع جعفر صوت لؤي يُناديه في الأسفل لـ ينظر من النافذة التي كان يقف بجانبها ويُجيبه قائلًا:صدعت دماغ أمي انتَ كمان عايز ايه
رفع لؤي رأسه إلى الأعلى ونظر لهُ وقال بضيق:أقسم بالله يا جعفر لما تنزلي … أنزل عايزك
جعفر ببرود:مش نازل
لؤي بضيق:يعني ايه مش نازل
جعفر بـ أبتسامه صفراء:يعني مش نازل
لؤي بضيق:يا ابني أخلص مش وقت رخامتك دي
أبتسم جعفر وقال:الجو حر وانا مش هنزل مخصوص عشانك اللي عايزني يطلعلي
عضّ لؤي على شفته السفلى وهو يُتمتم بنبرة خافتة وينظر إلى الجهة الأخرى قائلًا:يا ابن الجزمة ولما بهزقك بترجع تجعّر فينا زي الجاموسة وتقول الناس ومحدش يستغل فُرص ويفرقنا
نظر إليه مرة أخرى وقال بنبرة حانقة:أقسم بالله يا جعفر لو ما لميت نفسك ونزلت لـ أفضحك وافضح مُنصف معاك ايه رأيك بقى
استند جعفر بـ ذراعه على النافذة وقال بـ أبتسامه:معنديش حاجه أخاف منها … انا يتخاف منّي
سمع هاشم يقول من فوقه:كينج إبن كينج
رفع جعفر رأسه ونظر إلى أخيه وابتسم قائلًا:طول عُمري
لؤي:يا إبن الكينج أخلص عشان لساني غلاط
جعفر بـ أستفزاز وسخرية لاذعة:غلاط ولا خلاط
أنهى حديثه وضحك بملئ فاهه ومعه هاشم لـ ينظر لهُ لؤي بضيق شديد قائلًا بغضب مكتوم:انا مش عارف انا ليه بتكلم مع واحد زيك أسفوخس عليك وعلى تربيتك
ذهب لؤي بينما نظر لهُ جعفر وقال بنبرة ضاحكة:خُد يالا يا قموص ياض
دلف جعفر وهو يقول:انا نازل يا بيلا
نظرت لهُ بيلا وقالت بتفاجئ:هتنزل كدا
نظر إلى نفسه ثم نظر إليها وقال:مالي يعني مش فاهم
بيلا بـ أستنكار:هتنزل بـ فانلة كت؟؟؟؟!!!!!!!
جعفر:بقولك ايه الجو حر وانا نازل قوة وأقتدار
بيلا بتوعد:أقسم بالله يا جعفر لو لمحت واحدة عنيها عليك لـ أنزل أعميها
لم يُعطيها أيا أهتمام وخرج قائلًا:إن شاء الله يا حبيبتي
أغلق الباب خلفه وذهب بينما وقفت هي تنظر إلى أثره بهدوء وعدم رضا
_______________________
“عايز ايه يا نيلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها جعفر وهو يعقد ذراعيه أمام صدره وينظر لهُ بضيق بينما ألتفت لؤي ونظر لهُ بضيق مماثل ثم قال:انا مش طايقك
جعفر ببرود:والله ولا انا … انتَ بقى بجلالة قدرك منزلني من بيتي عشان تقولي انا مش طايقك
نظر لهُ لؤي بضيق وقال:تعالى ورايا عايزك
تركه لؤي وذهب بينما رمقه جعفر نظرات حادة قبل أن يتحرك خلفه، دلف لؤي وأنار الضوء وقال:خُش
دلف جعفر خلفه إلى تلك الغرفة التي يجتمعون بها دومًا، أغلق لؤي الباب خلفه واقترب من الطاولة بهدوء تحت نظرات جعفر الذي كان ينظر إليه بهدوء وهو لا يفهم حتى الآن ماذا يُريد
زفر جعفر بضيق وهو يراه يُشعل سيجارة بكل برود، زفر لؤي الدخان ببرود ونظر إليه وهو يستند على الطاولة خلفه وقال:مِنّ أمتى يا جعفر واحنا بنعمل حاجات مِنّ ورا بعض
أبتسم جعفر بتهكم ثم أتجه إلى الطاولة الأخرى واستند عليها ونظر لهُ ببرود وقال:وهي كانت أول مرة
نظر لهُ لؤي قليلًا ثم قال:أه … يعني دي مكانتش أول مرة
جعفر ببرود:انا بيتحقق معايا وانا مش واخد بالي ولا ايه
لؤي بتبجح:اه … عند الباشا أي أعتراضات
جعفر:اه عندي … قراراتي وانا مسئول عنها … أظنّ مش مِنّ حقك ولا مِنّ حق أي حد إنه يتدخل فيها … انا عارف كويس انا بعمل ايه
لؤي:لا معلش … كلنّا لينا حقوق برضوا … انتَ ناسي إننا تيم ولا ايه
جعفر بحدة:وانا حُر أعمل اللي انا عايزُه … وبعدين سبق وقولتلك … قراراتي … حياتي الشخصية … مش مشكلة وكلنا واقعين فيها
لؤي بحدة:لا يا حلو أستوب لحد هنا … هو مش حليم برضوا زي ما أتهجم على مراتك أتهجم على أكرم ومُنصف برضوا … انا سبق ووعدت مُنصف إني انا اللي هجيبله حقه يا جعفر … محدش غيري
جعفر ببرود:واحنا من أمتى في بينا الكلام دا يا لؤي … انتَ فايق لـ اللي بتقوله
لؤي ببرود:اه واعي … انتَ عارف إني بكره أي حد قريب منه يتصرف من دماغه من غير ما يقولي خصوصًا لو كان التصرف دا عامل مشترك بينا … انا موتي وسِمي يا جعفر اللي يتصرف من دماغه
جعفر ببرود:تمام … وجهة نظرك احتفظ بيها لـ نفسك … حليم يخصني يا لؤي
كاد جعفر يتحرك ولكنه أوقفه صوت لؤي الذي قال بغضب:جعفر انا بكلمك
نظر إليه جعفر قليلًا ثم قال:وانتَ قولت اللي عندك وانا قولت اللي عندي … يبقى كدا خالصين … ووقت ما مُنصف يقولك هاتلي حقي يا لؤي أبقى أعمل اللي انتَ عايزُه بعيد عنّي … القرار دا انا حُر نفسي فيه … انا مش هتناقش معاك في قرار انا واخده بقالي فترة طويلة … حق مراتي وأبني اللي راح عُمره ما هيخرج مِنّ دماغي غير وانا واخده … انا آسف يا لؤي بس دي مفيهاش صحاب
وقبل أن يخرج جعفر وجد لؤي يقف أمامه وهو يُطالعه بغضب شديد، زفر جعفر ومسح على رأسه وقال:لؤي الكلام بـ النسبالي خِلّص … وأتمنى إنك متكررهوش تاني … عشان معدكش انتَ المرة الجايه
تركه جعفر وخرج بضيق، بينما وقف لؤي ينظر إليه وهو يمسح على وجهه ثم ركلّ المقعد بـ قدمه بغضب، خرج جعفر وهو يمسح على وجهه
ذهب إلى القهوة وجلس بهدوء على المقعد وهو ينظر أمامه، لحظات وجلس بجانبه شخصًا ما وهو يضع قدم فوق أخرى وهو يقول:فنجان قهوة مظبوط على حساب الواد دا
رفع جعفر رأسه ونظر إليه ليرى نور هو من جلس وطلب فنجان القهوة، نظر لهُ نور وابتسم بينما قال جعفر بهدوء وترقب:على حساب مين معلش
نور بـ أبتسامه:حسابك … أصل انا عزمت نفسي على حسابك
جعفر بـ أستنكار:لا والله؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
ضحك نور بخفة وقال:اه والله تخيل … لقيتك قاعد لوحدك وشكلك مضايق قولت أقوم أرخم عليك شويه … مالك
نظر جعفر أمامه وقال بنبرة هادئة:مفيش انا كويس
نور:لا يا راجل انا الكلام دا مياكلش معايا … مالك بجد والله
نظر لهُ جعفر وقال:انتَ مش حاسس إن الجو حر أوڤر
نور:دا انا قربت أسيح يا راجل انتَ بتقول ايه بس
جعفر:طمني على جنة … مفيش أي تحسُن خالص
نور:والله يا جعفر جنة مش مستقرة على حالة … شويه تبقى زي الفل وتقوم تتنطط وتروح هنا وهنا … وشويه ترجع لـ نقطة الصفر وتنام على السرير متقدرش تقوم … أدينا مستنين نشوف آخرة اللي هي فيه دا ايه
زفر جعفر وقال:درجة الحرارة كمان مش مسعداهم … أصعب وقت بيمروا بيه دلوقتي هو الوقت دا
نور بتساؤل:هي بنتك فين صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جعفر:مع أمها فوق
أقترب الصبي ووضع فنجان القهوة على الطاولة وذهب بينما قال نور وهو يوجه حديثه إلى الصبي:على حساب جعفر ها أوعى تنسى
نظر لهُ بطرف عينه لـ يراه يبتسم قائلًا:بجاحة يا ربي مشوفتش زيها ولا هشوف
دندن نور قائلًا:انتَ معلم واحنا منك بنتعلم
ضحك جعفر بخفة بينما أبتسم نور وقال:أيوه كدا يا عم أضحك محدش واخد منها حاجه … كله رايح
جعفر بـ أبتسامه:على رأيك
كان رمزي يمُر من أمامها بهدوء لـ ينظر لهُ قائلًا:طول عمرك واطي يا اللي في بالي
توقف رمزي ونظر لهُ وقال بـ أبتسامه وهو يتجه إليه:مخدتش بالي منك والله
صافحه قائلًا:مالك قاعد كدا ليه
صافح رمزي نور ثم نظر إلى جعفر الذي قال:هو انا أي حد شايفني قاعد على القهوة في أمان الله يقولي مالك قاعد كدا ليه … شايفني قاعد بندب حظي ولا شايل طاجن ستي … ولا أكونش قاعد على كرسي أبوكوا
أوقفه رمزي قائلًا:بـــــس … ايه سرينه ومصدقت تفتح أهدى شويه
ضحك نور قائلًا:الراجل مكبوت كبتة سودة يا عين أمه سيبه يخرج اللي جواه
حرك جعفر رأسه برفق وقال:اه والله يا راجل ولا أي كبتة … انا نفسيتي مش هتتحسن وتروق وتستقر غير لما رمزي يجيب ولد ويسميه جعفر
رمزي:وماله وبالمرة أسيبهولك تربيه عشان يبقى جعفر البلطجي النسخة الصغيرة
رفع جعفر طرف شفته العليا وقال:وانتَ تطول يبقى زيي
ضحك رمزي وقال:يا سلام وانا هلاقي منين حد في أدبك وأخلاقك ولسانك العسل اللي بينقط حلويات
نور:أستهزاء متمناهوش لـ ألد أعدائي أقسم بالله
نظر جعفر إلى رمزي وقال:حسابنا بعدين يا واطي … روح شوف هتتنيل على فين
رمزي:رجُل ذو لسان سليط
جعفر:يلا ياض من هنا
_______________________
“هو فين يا بيلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
تحدثت بيلا بهدوء وقالت:رجع تاني لـ بابا
هناء:لا متخليهوش يقعد معاه هاتيه يا بيلا كلميه قوليله ماما بتقولك تعالى متقعدش معاه حرام يا بيلا يعيش معاه اللي مش هقبله عليكوا مش هقبله عليه خليه ييجي وميخافش من حاجه هو من دلوقتي أبني وفي حمايتي
زفرت بيلا وقالت:حاضر يا ماما هتصل بيه دلوقتي وأقوله حاضر …. مع السلامة
أغلقت بيلا معها وزفرت بـ راحة ثم هاتفت بشير ووضعت الهاتف على أذنها وانتظرته يُجيب، لحظات وقالت:أيوه يا بشير … أزيك يا حبيبي طمني عليك … الحمد لله يا حبيبي بخير بقولك ايه يا بشير هو انتَ قاعد لوحدك ولا هو معاك … طب كويس انا عاوزاك تقوم تلم هدومك وتجيلي … انا حكيت لـ ماما كل حاجه وهي اللي طلبت إنك تيجي وتقعد معانا … متخافش يا بشير هو مش هيأذيك ولا هيقرب منك مستحيل … يا حبيبي أسمعني وركز معايا هو كدا كدا رايح في داهية وانتَ بذات نفسك اللي قايلي الكلام دا هتعمل ايه لما تلاقي البوليس كابس عليكوا وانتَ متاخد في الرجلين الله أعلم بيعمل ايه تاني غير القرف دا … إحنا خايفين عليك يا بشير والبوليس مش هيصدقك مهما تقول أبسط حاجه الظابط هيقولهالك يعني ايه أبنه وعايش معاه ومش عارف بيعمل ايه هيفتكر إنك بتخبي عليه … فكر يا بشير انا مش عايزاك تتبهدل يا حبيبي انا خايفه عليك وانتَ طيب وعلى نياتك أوي … ماشي إجهز وتعالى عندي على طول انا قاعدة مستنياك … متتأخرش وخلي بالك من نفسك وانتَ جاي … باي
أغلقت معه ثم دلفت إلى الداخل، تحدثت قائلة:جعفر … أتصل بـ صلاح وقوله إننا هنتحرك بكرا
نظر لها جعفر وقال:أخر كلام
حركت رأسها برفق وقالت:اه
حرك رأسه برفق ثم نظر إلى هاتفه، خرجت بيلا واتجهت إلى المطبخ وعقلها منشغل بـ أخيها وماذا سيفعل فارس عندما يعلم بما حدث
____________________
حمل بشير حقيبة على ظهره وأخرى خلفه وقبل أن يخرج نظر إلى صورة والدته التي كانت تتوسط الطاولة، مدّ يده وأمسكها بهدوء وتأملها قليلًا ثم ضمها إلى أحضانه
أنزل الحقيبة من على ظهره ووضع الصورة بها ثم أغلقها وحملها من جديد على كتفه وخرج
____________________
دلف بشير إلى الحارة بهدوء وهو يسير متجهًا إلى منزل شقيقته تحت نظرات حديده الذي كان ينظر إليه بتمعن، سار بشير بهدوء ولكنه توقف فجأه وهو يرى حديده يمنع طريقه
حاول بشير تجنبه ولكن منعه حديده مرة أخرى وهو ينظر إليه، نظر بشير حوله وهو لا يفهم ما بهِ ثم نظر إليه وقال:عن أذنك
كاد يذهب ولكن منعه حديده وهو يقول:على فين يا شبح
نظر لهُ بشير وقال:ودا ليه بقى إن شاء الله تحقيق
حديده بتبجح:أيوه يا ننوس عين ماما ليك شوق في حاجه
تفاداه بشير ولكن جذبه حديده من جديد ودفعه قائلًا بنبرة عالية:هو انا مش بتكلم ياض انتَ ولا هو البعيد غبي
أنهى حديثه وهو يضع سلاحه الأبيض على وجهه بينما تفاجئ بشير كثيرًا ولكنه قال:أظن انا مكلمتكش ولا جيت ناحيتك عشان تيجي تبجح فيا بالمنظر المقرف دا
حديده بـ أبتسامه:الله الله
نظر إليه حديده وتفحصه حتى قال:الشنطة دي فيها ايه ياض
بشير بضيق:انا مش ناقصك حِلّ عن نفوخي
دفعه حديده من جديد وهو يقول بتبجح:طلع اللي في جيبك ياض
أقترب حديده منه وجذب الهاتف الخاص بهِ وهو ينظر إليه قائلًا:الله … أيفون
نظر إلى الساعة وجذبها منه وهو يقول:دا انتَ على كدا غني بقى … إطلع بالفلوس ومفاتيح العربية دي ياض .. إخلص يا روح أمك انتَ لسه هتبحلقلي
أقترب جعفر منه سريعًا ومعالم وجهه لا تدل على خير البتة، جذب حديده من ثيابه بقوة ثم لكمه في وجهه قائلًا بغضب:بتقلبه يا زبالة عيني عينك كدا فاكر نفسك ايه يا زبالة
ركله في معدته أسقطه أرضًا وهو يتألم بينما ألتفت جعفر إلى بشير وهو يقول بغضب:انتَ أهبل سايبه يقلبك كدا ويرفع مطوته عليك مِنّ غير ردّ فعل مِنّك
نظر جعفر إلى حديده مِنّ جديد وأخذ هاتف بشير وساعته منه والتفت إلى بشير وأعطاهم إليه قائلًا:إمسك حاجتك
أخذهم بشير وهو ينظر إليه بذهول وهو حتى الآن لا يستوعب شيئًا مما يحدث، بينما عاود جعفر ينظر إلى حديده بغضب والذي عاود إلى الخلف بحذر وهو ينظر إليه بينما أقترب منه جعفر وهو يقول بنبرة حادة متوعدة:لـ تاني مرة بتقرب من حد يخصني يا حديده
تراجع حديده بخوف وقبل أن يلمسه جعفر كان يركض مبتعدًا عنهم بخوف تحت نظرات جعفر الغاضبة والمتوعدة وضحكات الآخرين
التفت جعفر إلى بشير ونظر لهُ وقال:تعالى
سار بشير معه بينما حاوط جعفر كتفه وهو يقول:دا انتَ مش طيب بس .. دا انتَ طيب واهبل
بشير:هو عادب بيثبتوا اللي رايح واللي جاي في عز النهار كدا
ضحك جعفر ساخرًا وقال:انا أتأكدت خلاص إنك أهبل بجد
ربت على كتفه برفق وقال:انتَ بـ أسلوبك دا مش هتعرف تمشي مع العالم دي هنا … لازملك شويه تدريبات كدا
دلفا إلى المنزل لـ تركض بيلا إلى بشير معانقة إياه قائلة بلهفة:بشير انتَ كويس يا حبيبي الحيوان دا عملك حاجه
حرك بشير رأسه نافيًا وقال بـ أبتسامه خفيفة:متخافيش انا زي الفل
ركضت ليان إلى جعفر وعانقته مثلما تفعل دومًا، أخذت بيلا حقائبه وقالت بـ أبتسامه:حمدلله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك
أبتسم بشير بخفة وقال:الله يسلمك
ربت جعفر على كتفه برفق ثم سمع رنين هاتفه يعلنه عن أتصال من سراج، أجابه قائلًا:أيوه يا سراج
سراج بتساؤل:انتَ فين يا جعفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جعفر بهدوء:في البيت بتسأل ليه
سراج:إجهز
جعفر بتعجب:أجهز لـ ايه!!!!!!!!!!!!!!!!!
سراج:فارس داخل على الحارة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!