روايات

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطيما يوسف

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطيما يوسف

رواية بين الحقيقة والسراب الجزء الثاني والعشرون

رواية بين الحقيقة والسراب البارت الثاني والعشرون

رواية بين الحقيقة والسراب الحلقة الثانية والعشرون

ليلا وبالتحديد في الساعة الثانية صباحا في منزل هيام الجوهري تدلف الى شقتها وما إن دخلت حتى قام زوجها واقفاً أمامها ويربع يديه حول صدره قائلا بهدوء ماقبل العاصفة:
_ والله عال ياست هيام ، بقي وصلت بيكي الجرأة إنك ترجعي البيت الساعة دي ؟!
واستطرد كلماته بنهر وروحه زهقت منها وما عادت قادرة على الإحتمال:
_ خلاص الكيل طفح منك ومبقتش قادر أستحمل أكتر من كدة ،
أنا نفسي أعرف إنتي صنفك إيه بالظبط ،
ثم وجد نفسه صافعا إياها على وجهها بعنف وكأنه بتلك الصفعة ينتقم لعمره الذي أضاعه معها وأكمل مرددا وهى على صدمتها :
_إنتي طالق واتفضلى اطلعى برة روحي مطرح ماكنتي ومش عايز أشوف وشك تانى .
لم تتحرك مشاعر الحزن لديها فور استماعها لتلك الكلمة والتى تنهي ميثاقا غليظا بين ذكر وأنثي ، فوقع تلك الكلمة على أي امرأة تزلزلها بقدر ماأزعجها ضربه لها وجعلتها تنظر له بشر ثم رفعت حاجبيها وأردفت بغل :
_ هندمك عليه القلم ده أوي يارامى وهدوقك معنى انك تطردنى من بيتى في أنصاص الليالي وأنا عاملة نصه بفلوسى معاك يدا بيد .
نظر إليها باشمئزاز هادرا بها:
_ فلوس مين ياطماعة ده إنتي خاربانى وساحلانى معاكى ببرانداتك وعربياتك ومجوهراتك علشان المنظرة الكدابة بتاعتك ،
وتابع سخريته منها :
_ ده إنتي إللي مديونالي بشبابى اللى ضاع معاكى ده انتي من اللي الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليهم ” يكفرن العشير ” وإنتي طبعاً مش هتعرفى معناها علشان انتى فارغة ،
ثم أولاه ظهرها وهدر بها بحدة:
_ اتفضلي يالا علشان البيت ينضف وليا كلام مع أخوكى الكبير علشان نفضها سيرة .
رفعت راسها بكبر معتادة عليه دائما مرددة بغل:
_ تمام ياروميو بس مترجعش تندم وتقول أه من اللى هعمله فيك .
_ أعلى مافى خيلك اركبيه يابنت الجوهرى …. جملة استفزازية نطقها ذاك المهدر حقه مع تلك الشيطانة.
غلى داخلها من استفزازه لها وخرجت كالإعصار قبل أن يطردها بيده فهى تخشى على منظرها أن تهان ويسمع بها أحد وهي تردد داخلها بوعيد:
_ والله لا أربيك وأعلمك ازاى تعمل كدة في هيام الجوهري.
ثم انطلقت مسرعة بسيارتها وتوجهت إلي بيت والدتها وهى في قمة الغليان ،
وفور دلوفها المكان أحست بها والدتها فارتعبت بشدة ، هرولت إليها قائلة برعب :
_ في ايه ياهيام ايه يابنتي اللي جايبك الساعة دي ؟
لوت شفتيها بامتعاض وأردفت وهى تدعى نبرة الحزن:
_ رامى ياماما غدر بيا وطلقني وضربنى وأهانى جامد اوي.
ضربت والدتها على صدرها وهتفت باندهاش :
_ طلقك ! طلقك يعنى ايه ياهيام ؟!
_ طلقني ياماما هى ليها معنى تانى … قالتها تلك الشمطاء بلا مبالاة وتابعت بغل :
_ ومش بس كده ده طردنى من بيتى فى أنصاص الليالي عديم النخوة والرجولة .
سألتها والدتها باستغراب:
_ وطلقك وطردك من الباب للطاق كدة يا هيام ؟!
واسترسلت استفسارها بإحساس أم :
_ عملتى في ايه خرجتيه عن شعوره خلاه طلقك ورماكى في ساعة زي دي ؟!
أصل رامى جوزك غلبان غلب السنين ده عشرة عمر وأنا عارفاه كويس جداً.
أشاحت بيديها وأردفت باعتراض:
_ أه انتى هتدافعى عن بنتك الوحيدة ولا هتقفي في صفها !
مانا عارفاكى هتاخدى صفه وقال على رأى المثل ” ضربنى وبكى سبقنى واشتكى ”
وتابعت كلماتها اللاذعة وهي تصعد الأدراج متمتمة بكلمات أثارت شك والدتها :
_ أنا طالعة أنام ومش ناقصة صداع علشان خاطر واحد ميسواش رمانى في أنصاص الليالي.
نظرت تلك العبير إليها بأسى وقلبها يأن وجعا من تلك المتجبرة المتمردة ودخلت إلي غرفتها تؤدى فريضة قيام الليل بعد أن جافاها النوم لما حدث .
_________________________
تجلس ريما ووالدها في مكانهم المفضل ألا وهى حديقة المنزل ،
لاحظ توترها الشديد من فركها ليدها وأنها تود أن تحكى له شيئا ما ولكنها مترددة خجلاً ،
ربت على ظهرها بحنان وتحدث بعيناى متفهمة :
_ احكى لى وقولى كل اللى عندك وأنا كلى أذان صاغية ياقلبى .
فركت يداها بتوتر وتفوهت بخجل :
_ أصل في موضوع عايزة أخد رأي حضرتك فيه ومتوترة شوية .
طمأنها بعينيه أن تتحدث دون خجل فتشجعت وقصت عليه طلب مالك وإلحاحه عليها .
فرح داخله لأجل صغيرته فمهما حدث هي ابنته وكل أب يحب أن يرى أولاده فى ارتياح مهما حدث ، فردد متسائلا:
_ طيب وانتى إحساسك من ناحيته ارتياح ولا اعجاب ؟
واتكلمى مع أبوكي من غير ماتتكسفى وكأنك بتتكلمى مع نفسك.
ابتلعت أنفاسها بصعوبة من شدة الخجل ولكنها تحتاج مشورة أبيها بشدة :
_ مش عارفه يابابا ساعات بحس إنه ارتياح وساعات بحس إنه إعجاب ، لما بيكلمنى ببقى مرتبكة أووي ولا لو عينى جت في عنيه صدفة ببقى مكسوفة جداً ومش عارفه أعمل إيه.
ابتسم لها بحنو وتحدث شارحا :
_ طبيعي ان يكون فيه تخبط جواكى وطبيعي بردوا انك تكونى حبيتيه وعمالة تلومى في نفسك علشان عايزة تدفنى الحب ده قبل ما يتولد .
اتسع بؤبؤ عينيها بانبهار لفهم أبيها عليها بتلك الدرجة وهتفت باندهاش:
_ هو انت ازاي يابابا بتفهم عليا كدة وبتوصل لأعماق تفكيرى بالدرجة دي ؟!
أجابها ببساطة :
_ قلب الأب دليله على ولاده وبيبقى عارف شخصية كل واحد فيهم كويس جداً وأنا عارفك يابنتى دايما نفسك لوامة ودايما بتحبى تعاقبيها على كل حاجة صغيرة وكبيرة ،
واسترسل حديثه بوعى:
_ لكن يابنتى نفسك برده ليها عليكى حق والميل القلبى والمشاعر ملناش تحكم فيهم كله بإيد ربنا سبحانه وتعالى ، فتوكلى على الله صلى استخارة مرة واتنين وشوفى أمر الله ايه.
ارتاحت بشدة من كلام والدها وقامت من مكانها وارتمت في أحضانه وهى تقبل رأسه ويداه بامتنان ،
ثم تذكرت أمر ما جعلها ارتعبت بشدة فسألت أبيها :
_ طيب وولادي يابابا هياخدوهم منى لو فكرت بس في الجواز وأنا يستحيل أفرط فيهم .
فكر قليلاً قبل أن يجيبها ولكن فكرة ما جالت في عقله ولما اختمرت الفكرة برأسه أخبرها بها :
_ على فكرة فيه حاجة مهمة إنتي متعرفيهاش وهى إن المحامى تبع والدة باهر كلمنى وطلب منى الصلح وهما هيدوكى حقوقك وحقوق ولادك بالكامل وطلب منى أشوف وقت بسرعة قبل الجلسة علشان تتنازلى .
لم يهمها ذاك الأمر الآن كل مايشغلها مستقبل أبنائها بجانبها وقالت بلا مبالاة:
_ مش مهم الموضوع ده دلوقتي يا بابا بعدين ، أنا دلوقتي عايزة أعرف مصير ولادي ايه بالظبط ؟
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها:
_ازاي بقى ده صلب الموضوع.
انتبهت بشدة وتسائلت بتعجب:
_ إزاي يعني يابابا مش فاهمة ؟
اعتدل بجلسته وتحدث بدهاء:
_ هسألك سؤال الأول ، الفلوس تفرق معاكى ولا ولادك وانك تبنى حياة جديدة من غير ماتكونى شايلة هم ؟
أجابته بدون تفكير :
_ فلوس إيه يابابا دي ولا كنوز الدنيا تكفى انى أعيش أنا وولادى آمنين مطمنين إن محدش هيجى ناحيتنا .
أشار برأسه باستحسان لردها الذي أعجبه وتحدث:
_ عمرى ماشكيت في قناعتك لحظة ، بصي ياستى إحنا نرد عليهم اننا هنكمل القضية وكل شئ يمشى قانونى لحد مانرعبهم شوية وبعدين لما يجروا هما ورانا ويتحايلوا شوية نروح بقى عاملين ايه ،
أشارت إليه بعينيها أن يكمل وهي منتبهة له كليا فتابع حديثه :
_ نعرض عليهم عرض إنك هتتنازلى عن ميراثك كله إنتي وولادك مقابل تنازلهم عن حقهم في ولادك في أي حالة وهما طماعين وهيوافقوا .
أحست بالأمل الطائف يغدوا أمام ناظريها وسعد داخلها وسألت بتوتر:
_ وهما هيوافقوا يابابا ولا ممكن يرفضوا ؟
أجابها باستحسان:
_ والله لو وافقوا كان بها والمشاكل هتنتهي ، لو موافقوش كدة كدة لو اتجوزتي الولاية من حق الجدة لأم وهي والدتك طبعاً ، بس أنا بخرجك من شر اعتماد وباهر خالص وألاعيبهم وتغور الفلوس .
أشارت برأسها بموافقة وأردفت بتأكيد:
_ تمام يابابا توكل على الله اعمل إللي فيه الصالح ليا.
أشاد إليها بتحذير:
_ تمام نقفل سيرة مالك نهائى ومش عايزين أي حد يحس بأي حاجة لحد مانخلص من الموضوع ده وبإذن الله في أقل من أسبوع هيكون خلصان .
وافقت على كلام أبيها وتحذيراته كى تنأي بأبنائها ونفسها وتعيش في سلام نفسي .
______________________________
وعلى صعيد أخر تحسنت صحة مهاب بشكل واضح مما جعل نفسية راندا تتحسن بشدة ،
في يوم ما استأذن إيهاب جميل أن يجلس مع راندا وحدهم كي يصلح معها الأمور وأخبره أنه منتويا تلك المرة على الرجوع بكل تصميم منه وأنه سيفعل المستحيل فأذن له جميل ،
في ذاك اليوم عصراً صعد جميل إلى غرفة ابنته راندا ،
دق عليها الباب مستئذنا الدخول فقامت من مكانها مسرعة وفتحت له ذراعيها تحتضنه فقد كان في أزمتها أبا وأخا ورفيقا أهداه القدر إليها ، فحقا هى فخورة بكون ذاك الخلوق الرائع أبيها ،
شدد هو على احتضانها وأردف بحنو:
_ حبيبة بابا أخبارك ايه ياعمرى إنتي ؟
ربتت تلك الأخرى على ظهره بحنان بالغ وأجابته :
_ بخير جداً الحمدلله يابابا ، ربى مايحرمنى منك ولا من وجودك في حياتى ياأحن أب فى الدنيا .
نظر لها نظرة مطولة ثم سحبها من يديها وأغلق الباب خلفه مرددا بعمق:
_ بس انا وجودي لوحدي فى حياتك مش كفاية يابنتى وأظنك جربتى .
تسائلت ملامح وجهها جميعها ونطق لسانها:
_ يعنى إيه يابابا مش فاهمة؟
أجابها بوضوح :
_ يعنى مش كفاية عند وعقاب لنفسك وولادك قبل جوزك يابنتى ؟
انفعلت بشدة عندما ذكرها أبيها بذاك الموضوع وخاصة أن توضيحه للأمور دائما تكن هي المخطئة في نظره وليس هو ،
وتحدثت بنفى:
_ طول مانت محملنى الذنب لوحدي يابابا هفضل راكبة دماغى .
تأفف بامتعاض لحماقتها :
_ إنتي ليه مصرة على الغلط يابنتى ؟!
طيب ربنا اداكى المرة دي درس في ابنك وبنتك شنيع علشان تفوقى وكان أثر الدرس عليكى مريب، المرة الجاية عقابه هيبقى أقوي ومش هتقدرى تتحمليه.
ضربت على قدميها بحدة وشراسة ورددت بدموع هبطت تلقائيا من عينيها:
_ يابابا حرام والله تشيلنى ذنب ولادي كمان في اللي جاي مش كفايه اللى فات والله ده مايرضى ربنا أبداً.
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا :
_ هو انتى لحد دلوقتي مش مقتنعة بغلطك وان رد الفعل ماهو إلا نتاج الفعل ،
واسترسل وهو يحثها بعينيه بحنان :
_ والله يابنتى أنا مش عدوك ولا عايز أغلطك وخلاص وبعدين أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ، وأنا حذرتك كتييير ومكنتيش بتسمعى كلامى ، جربى بقى المرة دي واديلو فرصة تانية وشوفى النتيجة وساعتها هتعرفى إن أبوكى أبو شعر شيبه الزمن من اللى عاشه عنده حق فى كل حاجة .
أمائت له بخفوت:
_ فرصة تانية! ودي أديهالو ليه ؟ ايه السبب اللى يجبرنى أرجع لخاين وأنا من صغرى عارفه إن الخاين لايؤتمن .
تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماتها:
_ لأسباب كتيييرة أوووي ياراندا أولهم إنك لسة بتعشقيه وأخرهم انك هتفضلى تعشقيه لحد ماتموتى ، مش هقول لك بقى ولادك محتاجينه ومستقبلهم محتاجه وراحتكم وهدوئكم النفسى محتاجينه ، كل حاجة بتقولك سامحى واغفرى والعفو عند المقدرة ،
وتابع كلماته بقوة كي يحفزها :
_ وعلشان أنا اللى مربيكى عارف إنك قادرة وصاحبة عزم شديد ومربيكى على إن الصفح والعفو من شيم الكرام يابنتي ربنا قال في سورة فصلت
” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ 34 وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ 35″
يعنى دايما خلي بداية الخير من عندك وربنا وعد اللي هيعمل كدة انه ذو حظ عظيم .
فحدثت حالها بتيهة وهي شاردة أمام أبيها ونظر إلى شرودها بصبر كبير تاركا لها مساحة الفكر والتدبر :
_ ياالهى لقد أنهكت روحى من كل تلك النزاعات داخلى وما عدت أتحمل ،
ياإلهى أرشدنى كيف يكون الصفح وعينى لا تراه إلا خائنا ؟!
وكيف يكون العفو وقلبى عند مشاهدة خيانتى وكأنها كانت توا لايراه إلا ذابحا لكلي ،
أخبرنى كيف أتعود المشهد ومن أين يأتينى الصبر ولماذا أرهق حالى فى العودة ،
وليكن نداء السماء إلي قلبها :
_ إنه الحب اللعين بل العشق المتين الذى لم يقدر الزمان والمكان على الفراق فحسناً أعود ولأرى هل لعودتى لذة واشتياق ستدوم معى حتى الافتراق اليك ربى أم ماذا .
ترجاها أبيها بعينيه فهتفت بقلب متوجع :
_ تمام يابابا هقعد معاه الأول وهاخد كل ضماناتى وبعدين هقرر .
_ ياااااااه يابنت قلبى اللى وجعتيه عليكى … رددها جميل بروح منهكة وأكمل بخفة كى يجعلها تبتسم :
_ خصامك صعب أوووي وعقابك مدمر والله الله يكون في عونك ياايهاب .
ابتسمت على خفة أبيها وقبلته من يداه قائلة بامتنان:
_ بشكر ربنا انك بابا وبدعيه يخليك ليا وميحرمنيش منك ياحبيبي.
رد لها قبلتها فى جبهتها وأخبرها بموعد مجئ إيهاب لكى تستعد ونظرت له بدهشة لأنه كان واثقا من موافقتها ورأي دهشتها تلك وعلم ماسرها وكشفها :
_ أيون كنت واثق موافقتك ، وبعدين ده استدعاء ولى أمر منى ليكى وواجب عليكى التنفيذ والطاعة .
بعد أربع ساعات وبالتحديد في الساعة التاسعة مساءً جاء ايهاب بقلب يسبقه اشتياقا إلى محبوبته ولما لا فكل النساء في عينيه هى ولا يرى غيرها ، استقبله جميل وفريدة وهبطت راندا الأدراج وهي فى قمة جمالها وأناقتها مم جعل أنظاره تعلقت بها ولا ترى غيرها ،
بعد دقائق معدودة تركهم جميل وفريدة يجلسون وحدهم كى يتصافوا ويهدئو وتعود المياه الي مجراها والأمور الي نصابها الصحيح ،
تحدث إيهاب بعيناي تلمع عشقاً:
_شوفى إزاي بتبقي جميلة وانتى هادية ورايقة وحشتيني يا قلب مهاب .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة :
_ تؤ تؤ مش هنبدأها كدة ياإيهاب لسة بدرى .
رفع حاجبيه بتلاعب وأردف ماكرا :
_ شوفى نبدأها ازاى ياقلب إيهاب ياعمر ايهاب وأنا معنديش مانع .
أخذت وتيرة أنفاسها صعوداً وهبوطا تأثراً من نبرته وتحدثت بتوتر :
_ أنا لسة موافقتش على فكرة إني أرجع لك علشان متبنيش أوهام وتعيش عليها وأنا مبلغة بابا بكدة على فكرة ، هو مقالكش ؟
ابتسم بحالمية حتى ظهرت تلك الغمازات وتحدث هامسا:
_ قال لي طبعا ، قال لي راندا مش بس بتحبك دي بتعشقك ياإيهاب وبتموت فيك ومستنية تاخدها لأحضانك وتسقيها من حنانك بس مكسوفة .
اتسع بؤبؤ عينيها وقامت من مكانها مرددة بتحذير :
_ تمام طالما دي هتفضل طريقة كلامك هستئذن أنا بقى واعتبر المقابلة انتهت .
بحركة عفوية منه أمسكها من يداها قائلا بعيون مترجية مليئة بالعشق:
_ أرجوكى كفاية بعاد ومتمشيش أنا تعبت من الجرى وراكى ياعمرى .
رعشة لاااا بل كهرباء اجتاحت جسدها بالكامل من لمسته ليداها ، مجرد لمسة يد دغدغت مشاعرها وجعلت أوصالها جميعاً ترتبك ،
وكأن رعشة جسدها وفيض احساسها وصله من دفئ يداها في يده وتحدثت عيناه بغرام:
_ لا لن أتركك تلك المرة تذهبين وفي محراب العشق لن أستكين ،
فذاك القلب وتلك الأحضان وهذه العين وهذا الجسد جميع هؤلاء لكي عاشقين ،
لا تهربى فقناع الجمود الذى تتصنعيه خانك وتبدل بقناع الاشتياق لي فأنتى أيضا باقية على ميثاق المحبين .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وجلست مكانها دون إدراك ووعى ويداه مازالت تتمسك بيدها وأجابته عيناها :
_ كيف خنتنى ياقلبي من لمسة من يداه ، لمسة واحدة فقط أفقدتنى صوابي وتهت في دنياه ،
أتذكر أني كنت بين يداه عاشقة مغرمة ولهواه متيمة وفي سمائه هائمة وأصبحت الأن لا أمتلك إلا نظرة من عيناه ،
ولكن الأنا تعاتبني على العفو إياه وتلومني على الضعف وأنا فقط أتلمس يداه ،
ولكن جسدى خانني وإحساسى فضحني وما عدت أتحمل بعده وأشتاق للقاه .
شدد من احتضان يديها قائلا بعشق:
_ تتجوزينى يا راندا ونبدأ حياة جديدة مع بعض ماحنا يعتبر معشناش القديمة أصلاً غير أيام معدودة في سنين كتيرة ؟
أجابته بخوف:
_ بس أنا خايفة يحصل لنا زي ماحصل قبل كدة والأمان بقى ضايع عندي والمرة الجاية لو حصل اللي حصل هتبقي القاضية عليا .
طمئنها بحفاوة:
_ لاااااا مرة تانية ايه خلاص مفيش غيرك أولى وأخيرة وصدقينى عمري ماهشوف غيرك وأصلا في وجودك جمبى مش محتاج حاجة تفرحنى وتسعدنى أكتر من كدة .
بلسان يرجف خوفاً:
_ متأكد من وعودك ؟
بكل تصميم أجابها:
_ وعد الحر دين عليه ومش هيتنقض غير بموتى .
بغمزة مباغتة من عينيه أشار لحماه أن يدخل هو والمأذون كى تستقر الأمور فى نصابها الصحيح وسكنت السندريلا قلب الأمير من جديد ، بعد وقت ليس بقليل انتهى المأذون من كتب كتابهم واحتضنها إيهاب بقوة هامسا بجانب أذنيها :
_ وأخيراً ياقلبى رجعتى حرمنا المصون ومكانك بعد كدة هنا ومفيش مفر من هنا ،
كان يحادثها وهو يشدد من احتضانها ، تهافتت المباركات عليهم من ربم ورحيم ووالديها ، أما أبنائها كانوا نائمين وعندما استمعوا إلي أصوات الزغاريط هرولوا مسرعين الأدراج لكى يعرفوا مامعناها ،
وقبل أن يهبطوا أخر درجتان وقفوا متسمرين لما رأته عيناهم ، حيث كان المأذون خارجاً من الفيلا ، ووالدهما يحتضن والدتهما بتملك ،
فتحدثت سما لأخيها بعدم تصديق وعيناها مثبته على أبويها :
_ إنت شايف اللى أنا شيفاه ولا أنا بيتهيألى ؟
أشار لها برأسها مردفا بتوهان:
_ أه شايفه بس بتأكد بردوا .
استمع إليهم جدهم جميل فساقته قدماه إليهم وهو يفتح لهم أحضانه على وسعها مرددا بفرحة:
_ حبايب جدوا ونور عيونه مبروك عليكم الأمان مبروك عليكم رجوع بابا وماما .
احتضنوه بشدة ودموع عيناهم هبطت تلقائيا بغزارة ولكن دموع الفرحة ، أحسوا بهم والديهم فانطلقوا إليهم واختطفوهم الي أحضانهم وهم يقبلون رؤسهم ، وأردف إيهاب قائلا:
_ حبايب بابى من بكرة هنرجع فيلتنا كلنا مع بعض وخلاص مش هنفترق عن بعض تانى أبداً.
تحدث مهاب بفرحة :
_ بجد يابابا يعنى مش هتسافر وتسيبنا تانى ؟
أجابه برفض قاطع:
_ لاااااا سفر إيه لو هناكلها عيش وملح مع بعضنا عمرى ماهسيبكم ولا هبعد ياحبابيي أبداً.
أما سما كانت فرحتها ناقصة ولم تشعر بالأمان بعد ، أحست أنها تغيرت وتبدلت ولكن مثلت الفرحة وداخلها لامبالاه ،
بعد مدة قضوها مع بعضهم استأذن إيهاب جميل أن يأخذ راندا ويذهبا وغدا سيأتون لكى يأخذوا أولادهم بعد ترتيب أمورهم وجمع أشيائهم فأذن له
_________________________________
أخذها إيهاب وانطلق بها إلي فندق كان حاجزاً فيه جناحاً وكأنه كان متيقنا رجوعها اليوم كى تسكن أحضانه ،
انتهوا من الإجراءات وصعدوا إلي الجناح وفور دلوفهم المكان احتضنها إيهاب بين يديه باشتياق وأخذ يلف بها المكان بسعادة عارمة ثم رفعها أعلى وصارت قدميها معلقة فى الهواء وهو يدور بها ويشدد على احتضانها بتملك وأما هى كانت تبادله نفس الاشتياق بنفس الطريقة ،
أنزلها أرضاً ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بندم :
_ حقك عليا ياحبيبتي وأوعدك إن مفيش حاجة هتضايقنا بعد كدة وانى مش هسيبك ولا هسيب الأولاد لحظة بعد كدة وحياتنا الجاية بإذن الله مش هفارق حضنك أبدا .
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي ذاك العاشق لها وتحدثت بحب صادق ظهر بيِّناً داخل عيناها :
_ متتصورش أنا قضيت الفترة اللي فاتت دي ازاي ، كانت أيامى عبارة عن جحيم وتشتت على الأرض ، أنا عشت عمري كله وفتحت عيونى على حبك ياإيهاب ونفسي صعبت عليا من اللى حصل منك وصدمنى صدمة عمرى .
وضع كف يداه على شفاها يمنعها أن تكمل حديثها عن ما مضى وتحدث هامسا بحب :
_ مش عايزين نفتكر اللى فات خالص ونعتبره صفحة نطويها من حياتنا ،
واسترسل كلماته بتدبر :
_ مش يمكن ربنا عمل كدة معانا علشان يحطنا فى اختبار يشوف فيه مقدار حبنا واننا مهما حصل ومهما مرينا بأزمات مينفعش نبقى غير لبعض .
تحسست وجنتاه بظهر يداها مرددة برقة :
_ وقدرت تضحك على راندا وسحبتها وراك فى لمح البصر وكأنك ساحر قلوب .
وضع كلتا يداه حول رقبتها مرددا بغرام وهو ينظر داخل عيناها:
_ مش سحر ياحبيبتي ده إحساسي بالحب وصل لك وتأكدتى منه علشان كدة قلبك دلك إنك ترجعي لسكنك من جديد ،
واسترسل بعيناى تفيض اشتياقا:
_ وحشتيني أووووي أووووي ومش كفاية كلام بقى ولا معارك الحب بتاع ايهاب موحشتكيش.
ابتسمت برقة وأردفت بعيون عاشقة:
_ أنا عشت حياتى كلها وأنا بتمنى لقاك بس كنت غبية ومتعلمتش الدرس بسهولة .
حزن لأجلها ولام روحه على جرحها ولم يجد أرقى اعتذارا لها إلا أن يلتقط شفتاها في قبلة عاصفة بهم تداوى بها حرمان أجسادهم من ذاك العشق ، وانطلق العاشقان في معركة الحب الذى لم يتذوقوا بهاه قبل ذلك كتلك اللحظة
________________________________
توالت الأيام وعادت راندا وإيهاب لحياتهم الطبيعية ولكن إيهاب كان يحتويها بشدة نظراً لجراح روحها منه، فكان يتحمل نوبات عصبيتها وأي شئ تفعله ،
أما عن ريم فتتدلل على مالك بشدة لترى أيصبر عليها أم سيمل ، وتختبر قوة حبه لها ولم تخبره إلى الأن بموافقتها المبدئية ،
نأتى هنا لثنائي العشق مريم ورحيم فاليوم سيتم كتب كتابهم بعد أن أجلوه كثيراً بسبب نوبة مهاب الذى بدأ يتعافى من إدمانه ،
تحدث رحيم بعشق :
_ حبيبة قلبى خلصت الميكب بتاعها ولا لسه إحنا جايين فى الطريق .
أجابته بعشق مماثل :
_ حبيبك خلصت ومستنياك ياقلبي متتأخرش.
أجابها بمشاغبة:
_ أنا أقدر أتأخر على قلبى ، كلها ربع ساعه بالكتير بإذن الله وجاي لك ياقمر ،
واسترسل بنبرة غيرة:
_ اوعي تكونى مأفورة في الميكب ولا اللبس ضيق ولا الحوارات دى ؟
أنا دماغي مقفلة خالص وهقلبها لك مناحة انتى حرة .
مطت شفتيها بدلال وأردفت بنبرة عتاب مفتعلة:
_ الله بقى يارحيم النهاردة كتب كتابى على فكرة متأفورش بقى وتبوظ فرحتى ، وبعدين احنا عاملينه في الشقه مش في قاعة علشان تبقى أفوش كدة .
استمعت إلي أنفاسه الغاضبة جراء عتابها الذى لم يؤثر فيه وهتف باستنكار:
_ أه ده انتى باين إنك مروقة حالك على الأخر وقلتى بقى أما أحطه قدام الأمر الواقع ،
واسترسل بهدوء حينما استمع لتأففها وردد بحب :
_ روما ياقلبي أنا مش عايز حد يشوف جمالك غيرى ولا تلفتى انتباه حد غيرى ، أنا بغير عليكى جداً ومش بحب حد يبص لك نظرة كدة ولا كدة بولع ياستى من جوايا .
وظلا يتحدثان كل منهم يغازل الأخر ، وصلوا تحت البناية وصعدوا إلي شقتها فكانت صديقاتها في استقبالهم والمكان مزين بالبالونات المنتفخة ذات الألوان المتعددة ، وصنعوا لها مكانا مخصصا لهم من الورود فحقا المكان كان مبهرا،
أما هو لم ينظر إلي شئ في المكان كل ما يشغله عيناه التى تدور تبحث عنها فى أرجاء المكان باشتياق ، لاحظت صديقتها لهفته فتحدثت وهي تشير تجاه غرفة الاستقبال الجانبية:
_ هى جوة هى والميكب أرتيست مستنياك ادخل لها .
ساقته قدماه بدقات قلب لكى يرى ساحرته التى اختفطته عيونها من أول وهلة ، للحظة يسرح بخياله أنه في حلم وللحظة أخرى لم يصدق حدسه أنه أخيراً وجد الحب فى تلك الجميلة ،
دخل المكان وجدها تعطيه ظهرها ، أحست بوجوده فقد نفذت رائحته المحببة إلي قلبها وعبرت أنفاسها ببراعة ، أخذت نفساً عميقاً كى تستنشق رائحته التى تأسرها وتعشقها منذ أن وقعت بين يداه من أول وهلة رأته فيها ،
ذهب كى يقف مقابلها وقام بلمس أكتافها من الخلف كعلامة على وجوده ولكنها لفت جسدها وأعطته ظهرها ،
دار حولها كي يتنعم برؤياها ولكنها صارت تلتفت حتى أرهقته بمشاغبتها ،
ولكنها أشفقت عليه وأخيراً طلت عليه بجمالها الأخاذ وما إن رآها حتى انشق قلبه من شدة دقاته لتلك الجميلة ،
فحدثتها عيونه :
_ كفى طلتك الأخاذة تلك فقد انشق قلبى من دقاته ، وعيونى انسحرت من جمالك ياأميرة أيامى ،
وعقلى لم يصدق أنك ستكوني أنثاه بعد قليل وتنيرى زمانى .
أما هى بدأت نظراتها بابتسامة ثم تحولت إلي غرام ثم إلي راحة اجتاحت جسدها بالكامل من وجوده ثم شكر إلي ربها على عطاياه الرائعة ،
لم يريد احتضانها ولا حتى لمس يداها وفضل ذلك بعد أن تصبح زوجته لكى ينعم بحلال أحضانها ،
أومأ إليها بهمس:
_ قمررر ياقلبى أنا ،
واسترسل وهو يفسح لها المجال كى تتحرك جانبه قائلا برقة :
_ اتفضلي ياأميرة أيامى المأذون وصل وكله مستنى طلة السندريلا.
علا فى أنظارها نظراً لاحترامه لها فقد عاملها كمعاملة الأميرات اللاتى تدللن من قصر أمير ولم يعاملها كيتيمة ترباية الملاجئ فحقا عوض الله لم يضاهيه عوض ،
خرجا الاثنان في مشهد يخطف الأنظار فحقا ذاك الفارس يليق بتلك المهرة ، سلم عليها الجميع باحتضان حار حتى فريده احتضنتها بحب وأردفت لها بمباركة :
_ مبروك ياحبيبتي هتنوري عليتنا ياقمر انتي .
بادلتها أحضانها بنفس الحب وردت :
_ الله يبارك فيكي ياطنط ومنحرمش منك أبدا.
_طنط مين دي يابنت… جملة اعتراضية مغلفة بالخفة قالتها فريده وتابعت بابتسامة:
_ أنا من النهاردة ماما فريدة شكلك شكل ريم وراندا ورحيم.
اقتحمت مريم أحضانها وعيناها تلمع دمعاً من شدة التأثر من تلك الكلمة وأومأت بخفوت بجانب أذناها وهي تشدد من احتضانها:
_ بجد ياماما تسمحي لي أقول لك الكلمة اللى اتحرمت منها عمرى كله ؟
اقشعر بدن تلك الفريدة من همسها ودق قلبها وجعا فشددت الأخري على احتضانها وهتفت بتأكيد:
_ بجد ياقلب ماما وشرف ليا كمان .
فلنتتبه هنا لحظة ولننظر بعين الحرمان للمحروم ولتقشعر أبداننا فأبسط الأشياء حولنا هى نعم كثيرة لايشعر بها سوى ذاك المحروم ولكن علينا أن نشكر الله حتى على أنفاسنا التى خرجت منا بسلام ،
تأثر الجميع بذاك الموقف فتحدثت راندا وهى تخرجها من أحضان والدتها باستنكار:
_جرى ايه ياماما جرى ايه يارومى هتبوظي الميكب ياحلوة انتى ياعروسة الغالى ، مش عايزين نكد بقى كفاية علينا كدة .
ثم أخذتها في أحضانها كي تبارك لها وتبعتها ريم قائلة برقتها المعهودة:
_ مبروك ياحبيبة قلبى وربنا يتمم لك على خير يارب ،
واسترسلت وهي تديرها حول نفسها كالأميرات :
_مش أنا اللي مصممة الفستان ده بس ما كنتش اعرف انه هيبقى قمر كده وانك اللي هتحليه مش هو اللي هيحليكي يا جميلة .
ثم أتى دور جميل في المباركة فوقف قبالاتها مرددا بابتسامة نصر وفخر :
_ مبروك علينا أجمل مريم وبنتى التالتة اللى هتنور بيتنا ياحبيبى .
بعيون لمعت بالدمع لذاك الحنون الذى أواها تحدثت :
_ أنا اللى مبروك عليا أبوتك ووجودك فى حياتى ياحبيبي ، عارف يابابا جميل لو عشت طول أوفى جمايلك الغالية عليا محتاجة ألف عمر يكفى وبردوا مش هقدر أرده ياأغلى هدية من ربنا.
هنا تحدث ذاك العاشق بمشاغبة معتاداً عليها:
_ ايه ياجماعة هو أنا بقى مش هكتب الكتاب ولا ايه ، هنقضيها مباركات كدة يالا بقى يابابا.
ضحك الجميع بشدة على مشاغبته وجلسوا جميعاً يشاهدون المأذون وهو يبدأ مراسم كتب الكتاب ، فكان حقا منظراً رائعا لطالما يتعلق بميثاق كالزواج ، كان جميل حقا رجلاً وافياً فقد أجاب المأذون حينما سألها من وليك قائلا بفخر أمام الجميع:
_ أنا وليها هو أنا أطول أبقي ولى للجميلة دي .
شكرته بامتنان وتابع المأذون مراسمه إلي أن انتهى وردد جميل ويداه في يد رحيم قائلا:
_ خلى بالك منها دي أمانة بأمنك عليها ولو فى يوم جيت عليها أو زعلتها أنا اللي هقف لك ساعتها .
ابتسم رحيم وأجابه :
_ أنا أقدر أزعل القمر ده أنا ما صدقت ياحاج بقى على اسمى وبقت رسمى وبقت ملكى،
واسترسل بمداعبة:
_ طيب تصدق ياعم المأذون انت لازم تستعجل القسيمة علشان تروح تغير بطاقتها فوراً وتكتب فيها زوجة الدكتور رحيم المالكي اللى اتذنب وحفي علشان ياخدها ، وتقولي أزعلها قال دي القلب ودقاته.
نزع المأذون المنديل وهو يضحك بشدة على فكاهة رحيم والجميع يضحكون علي خفته قائلا:
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
تعالت أصوات الزغاريط والمباركات عليهم ، أما هو قام من مكانه واختطفها إلي أحضانه ورفعها أرضا وسار يدور بها في المكان بفرحة عارمة وأخيراً سكنت ضلوعه ونالها ثم أنزلها أرضاً وهو يردد بحب:
_ وأخيراً بقيتي حرم رحيم المالكي ياقلبي ، أنا مبسوط أوووي ومش مصدق نفسي إن خلاص بقيتى على اسمى ورسمى وانك ساكنة حضنى دلوقتي ، مبروووك ياقلبي .
كانت فى أحضانه تشعر بالدفء ولكنها خجلة بشدة ولكن استجمعت قواها وأردفت بهمس:
_ الله يبارك فيك يارحيم .
اندهش من قولها مرددا باستنكار:
_ الله يبارك فيك يا مين ؟ ايه رحيم دي !
واسترسل بنظرات عاشقة:
_ المفروض تقولي لي الله يبارك فيك ياقلبي ياعمرى والحاجات الحلوة دي .
ابتسمت بخجل وهى تلقى أنظارها أرضاً:
_ الله ماتحرجنيش بقى يارحيم أنا بتكسف .
نظر حوله وجد الجميع تركهم وذهبوا الي الشرفة ، فرفع وجهها إليه كي تنظر داخل عيناه:
_ لاااا ده أنا بقيت جوزك كسوف ايه ، أنا عايزك تدلعينى على الأخر ده اللقاء المنتظر .
اتسعت مقلتيها وأردفت باندهاش:
_ أدلعك وبقيت جوزى ! ده كتب كتاب على فكرة مش دخلة.
اقترب أكثر منها وأمسكها من خصرها وتحدث وهو يداعب أرنبة أنفها:
_ وايه المانع إن حبيبي يدلع حبيبه شوية دلع صغننين ولا أنا مستاهلش .
كانت في قربه الشديد متوترة وخجلة بشدة وحاولت الإفلات من بين يديه ولكنه كان ممسكاً لها بشدة مرددا:
_ متحاوليش تطلعى نفسك من حضنى علشان أنا ما صدقت وبعدين احنا مش بتعمل حاجة حرام وعمرى ماأذيكي ياقلبي ، أنا أصلاً بخاف عليكي من الهوا الطاير وكنت محرم على نفسى حتى لمسة ايديكى ،
واسترسل وهو يلمس يداها ويحتضنهم بين يداه ثم قبلهما برقة أذابتها :
_ علشان لما اللحظة اللي احنا فيها دي تيجى أبقى حاسس بطعمها زي دلوقتي كدة
نظرت له بعيون تخفي عشقا يستكين بداخلها وقلب يخفق حبا وغراما معاً، ترتجف من لمساته التي تجعلها تود أن ترتمي علي صدره ويدفئها بحرارته المنبعثة من توهج عشقه لها، لكن خجلها كان يصرخ بداخلها يحثها بأن تبتعد عنه وعن كلماته ورجائه وأن لاتتأثر ولكن اقترب منها ونال عذرية قبلتها الأولى وياويلاه من اقترابه فقد كان يريد المزيد بسبب همساته ولمساته ولكن ما إن وجدته تغيب وأصبح لاهثا لقربها ويريد المزيد أبعدته عنها بخجل وهى تردد بهمس :
_ رحيم ، رحيم ابعد كفاية كدة من فضلك .
كان يريد أن يصم أذناه ولا يبتعد ،كان يود المزيد والمزيد ولكن هى صممت على الابتعاد ،
فأفاق من غرامه معها وهو يقبلها من جبهتها ثم أسند جبهته الي جبهتها مرددا بهمس:
_ حبك حلو اووي يامريم أنا دوبت وقلبي تعب من مجرد قرب أمال لما كلك تبقى بين ايديا هيبقى طعم الحلال معاكى إزاي ،
واسترسل بخفة كي يخرجها من حالة التوتر التى انتابتها وشتت شملها جراء حرب عشقه المبتدئ معها:
_ بقولك ايه إحنا لازم نتجوز بسرعة ياإما هنتمسك أنا وانتى بفعل فاضح في أي وقت وفي أي مكان .
ابتسمت على طريقته وخفته وأردفت وهى ترفع حاجبها باندهاش:
_ والله عيب على دكتور الجامعة لما يبقى كدة ، يابنى عيب على الهيبة لازم نحافظ عليها أكتر من كدة .
_بذمتك اللى يبقى متجوز مريم يبقى عنده هيبة ده بوليس الآداب هيقفشه في مينت، عيب على جمالك انتى اللى هيودى دكتور الجامعة في كلبوش .
وصارا العاشقان يتحدثون حديث الغرام بفرحة زواجهم وقربهم .
________________________________
بعد يومان دلف مالك بخطاه الواثقة إلي المجموعة وملامح وجهه عابثة بسبب تلك الماكرة التى تستخدم معه نظام القط والفار ، مضي أكثر من أسبوع ولم يراها وسيجن منها ،
وما إن دلف الي المصعد الكهربائي وجدها تدلفه لقد رأها من ظهرها ، انطلق مسرعا وقبل أن يغلق الباب اقتحم المصعد بسرعة ماهرة ،
وضعت يدها على صدرها وشهقت بفزع أثر دخوله المفاجئ ، قائلا لها بحاجب مرفوع:
_ اسم الله عليكى من الخضة ياقطة ،
واسترسل ملاما:
_ حمد لله على السلامه أخيراً افتكرتى اني عندك شغل وخلصتى عذابك في صاحب الشغل وحنيتى عليه وشرفتى ؟
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ورددت بتوتر وهى تنظر إلي المصعد وبينه نظرات مشتتة :
_ ايه ده هو إنت إزاي تدخل الأسانسير وتقتحمه كدة وأنا لوحدي .
ضغط على أزرار المصعد بحركة مباغتة وأوقفه تماما وهو يجيبها بمكر :
_ الله شوفتك وانتى تحت رحمتى أخيراً وهعمل فيكى زي مابتعملى معايا بالظبط ،
تحدثت بعيون زائغة:
_ ايه ده انت عملت ايه ، لو سمحت كدة مينفعش ، انت عايز ايه بالظبط يامالك .
_عايزك ، وانتى معذبانى ومطلعة عينى ،
قالها مالك بنظرة رغبة وأكمل :

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين الحقيقة والسراب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!