روايات

رواية الغزال الباكي الفصل الثامن عشر 18 بقلم إيمان كمال

رواية الغزال الباكي الفصل الثامن عشر 18 بقلم إيمان كمال

رواية الغزال الباكي الجزء الثامن عشر

رواية الغزال الباكي البارت الثامن عشر

رواية الغزال الباكي
رواية الغزال الباكي

رواية الغزال الباكي الحلقة الثامنة عشر

رمقته بنظره لم يعتادها منها، وبداخلها تشعر بجواره بكل هذه المشاعر والطمأنينة التي تسري بداخل ثنايا وتينها، وتهتز كل جدرانه حين تكون واقفه برفقته !!
افاقت من حالة التيه وقالت:
– يا بخته، اقصد يعني يا بختكم بتيجوا تتمتعوا بالجو الجميل ده.
لا تعلم كيف قالت جملتها، ولماذا بداخلها تحسد أي احد يكون بالقرب منه، وتتمنى تنعم هي فقط بهذا القرب، تنهدت وعيناها تقول الكثير والكثير، لكنه جاهلا في تفسيرها، سارت معه تتابعهم وتلتقط لهم الصور، و”آلاء” تشاور لها هي والصغار الذين كانوا في أروع حالتهم، والخيل يسير داخل مياه البحيرة، قضوا وقت طويل بين المرح والهزار.
وعندما جاء موعد الغذاء اقترحت “ألاء” و”سمية” تناول وجبة مشاوي في احدى المطاعم الشهيرة هناگ، ومعها طاجن من الفخار به ملوخية وحمام، لم تستطع” غزال” تناول الطعام إلا القليل، فلاحظ “أمان” الذي عيناه كانت تلاحقها في كل ثانيه فسألها هاتفًا ويبدو عليه القلق:
– مأكلتيش ليه فراخ مشوية، يعني تيجي عند المسموح ومتكليش، حاسه بحاجة؟
ردت بتعب واضح عليها:
– مش قادرة أكل والله بجد، الفطير حامي على صدري جدا، لو اكلت اي حاجة ممكن ارجع، وأنا بقاوم الترجيع لأنه بيتعبني جدا، كُل انت بألف هنا وشفا .
– الف سلامة عليكي، ده شيء طبيعي عشان بقالك شهور مش بتاكلي الموانع دي، والسمنه كانت فيه كتير، ومعدتگ اكيد مش متقبله، معايا فوار كويس، اشربيه هيريحگ.
– شكرا ليگ يا أمان.
– مفيش بين الأصحاب شكر.
تناولت الفوار، وحاولت أن تشترگ مع اسرتها في الحديث، لفت انتباها لقلة طعام “فادي” اقتربت منه وامسكت قطعه من لحم الدجاج المشوي واطعمته في فمه، تبسم لها الصغير فضمته، وشردت في ملامحه الجميلة التي تشبه ملامح والده في وسامته لحد كبير، لا تعلم لماذا طيف صغيرها جاء للتو؟ لما تذكرته الآن؟ لعل يكون السبب في ذلگ حين الحت باطعام ابنه؟!
ربما، تغيرت فجأة ملامح وجهها وتحولها، فشعرت بها “آلاء” و”أمان” وتفهمان ما طرأ عليها، فقالت موجهه حديثها لابن اخاها “فادي” :
– كمل اكلگ يا فوفا انت كبرت ومش صغير، ومتتعبش طنط غزال.
– أنا مش بتعبها، وغزالة هي اللي بتحب تأكلني.
– ولد عيب كده، اية غزالة دي هي بتلعب معاگ، اسمها طنط غزال، كام مره اقولگ عيب.
– لا يا بابي احنا اصحاب مع بعض، وكمان كلكم بتقولوا غزال، أنا بقى حبيت اناديها بأسم مخصوص ليا، مش كده يا غزالة؟
ضحكت بشدة “غزال” الذي انساها ما فيها من وجع، فمنذ أن تعرفت عليه واحبته مثل إبنها وهو يلقبها بهذا الأسم المميز له، فقالت وهي تقبله بحنان أم هاتفه:
– كده ياروح قلب غزالة من جوه، انت مسموحلگ تقول أي اسم يا شادي.
ادركت ما تفوهت به من اسم ابنها، وفعتذرت له قائلة:
– آسفه يا فادي، حقگ عليا يا حبيبي.
ما زال اسمه محفور بداخلها مهما حاولت أن تكون طبيعية، قلبها يردده في كل دقيقة تمر في حياتها.
ومر الوقت سريعًا وتسرب الليل في غفله من الجميع ليكسو السماء، والنجوم فارشه ضوءها متملكه سماءه، فتوجهوا إلى أعلى جبل قطراني لمشاهدة تلگ النجوم والاستمتاع بمنظرها في لحظة نادرة لن تتكرر كثيرًا، قضوا وقت طويل فوقه، ثم هبطوا ليشاركوا في حفلة المجالس الليلية حول النيران وتناول الطعام العشاء مع جميع الأسر، حتى جاء موعد رحيلهما، استقلوا سيارتهما وتوجه كل منهما إلى منزله بعد أن شكروا “أمان” على هذه الرحلة الجميلة التي قضوا بها أروع اوقاتهم، فقال “فادي” موجهًا حديثه لغزال:
– تعالي اركبي معانا يا غزالة، العربيه فاضية اقعدي جنبي.
نظرت “غزال” لاخاها تطلب منه الأذن، فشاور الاخر لها بعيناه بالموافقه، تبسمت له وركضت نحوه محتضناه بحب، و جلست بجانبه في المقعد الخلفي، و”آلاء” بجانب “أمان” الذي كانت سعادته لا توصف، وتمنى ان يأتي اليوم لتشاركة حياته كلها وليس المقعد بجانبه فقط، صبر حاله ودعى ربه أن يقرب البعيد، كان يرمقها من وقت لاخر في المرآه الأمامية ويرى سعادة ابنه وحبهما لبعض؛ فيطمئن قلبه انه رزق بينبوع من الحنان، وخطر في باله سؤال يأتيه من وقت لأخر؛ لماذا لم يرى زوجها كل هذا الحب والحنان الذي تفيض به على كل من تعرفهم؟
الهذه الدرجة كان مغفلا واعمى البصر والبصيره؟
لكن بينه وبين نفسه شكر الله على فقدانه لها؛ حتى يكافئه ربه بهذه المرأه الحسناء التي غيرت طعم ولون حياته وحولته للاجمل في كل شيء.
سأل “سند” اولاده وزوجته عن انطباعهم للرحلة فأجابت “سمية” :
– كان يوم جميل اوووي ياسند، ياريت من وقت للتاني نروح هناك تستمتع بالجو الجميل ده، والأولاد اتبسطوا اوي بركوب الخيل، مش كده يا ولاد.
– اوي اوي يا مامي، يا بخت “فادي” بميرا، عسوله اوي.
قالها “مؤمن” بفطرة طفل صغير، فرد والده عليه:
– انت بتقول يا بخته عشان عند والده حصان، ممكن لما ربنا يكرمنا نجيب زيه في يوم، لكن هو شوف محروم من وجود امه اللي مستحيل هيعرف يعوضها ولا شافها حتى، يبقى تحمد ربنا على النعمه اللي ربنا مدهالگ، وقبل ما تحسد على حد نعمه ربنا ادهاله، فكر للحظة تشوف عنده اية ناقص وانت ربنا ميزگ بيه عليه.
يا مؤمن ربنا بيدي الانسان نعم كتير، وبياخد رزقه ٢٤ قيراط بيقسهم على البشر بطريقة مختلفة، منهم بياخدهم صحه، فلوس، ومنهم بيكون زياده فلوس، ورزق في اولاده، وفي معندوش اولاد لكن عنده صحه ومال وهكذا..
اللي عايز اقوله وافهمهولك، انگ ترضى لحالگ مهما يكون وتبقى واثق ان ربنا ادالگ كل اقراطگ كاملين، ومتبصش للي عند غيرگ، فهمتني.
– فهمتگ يا بابا، بس انا مقصدتش اني احسده، انا بس اتمنيت يكون عندنا حصان زيها.
– انا عارف يا حبيبي، بس حبيت افهمگ ان النعم اللي عندگ افضل من ميت حصان، وليگ عليا لو ميرا خلفت مهره صغيره، هكلم عمگ أمان واشتريها منه، ويبقى عندگ أنت واخوگ مهرة تلعبوا معاها.
صاح الاخان بفرحة شديده قائلين بسعادة:
– بجد يا بابا ينفع؟!
– بجد يا حبايب بابا، هسأله ولو ينفع ليه لأ.
– ربنا يخليگ ليهم يا سندي، ويوسعها عليگ يارب.
بس باين أوي حب دكتور أمان لغزال، انا مش عارفه ليه لحد دلوقتي مفيش حاجة رسمية بينهم؟
– دكتور أمان راجل بجد، وانا لولا متأكد من حقيقة مشاعره وحبه ليها، مكنتش ابدا اديته فرصة انه يقرب منها، بس المشكلة في غزال انا مش عايز أضغط عليها، قولت اديها وقتها تحس هي بنفسها وتشعر معاه بالأمان والحب، اللي مرت بيه غزال مش شوية، ومن حقها اننا نديها فرصتها.
– معاگ حق، بس صعبان عليا اوي “أمان” اللي طول الوقت كانت عينه ملحقاها في كل ثانية، دي حتى دكتورة آلاء اتكلمت معايا واحنا بنتمشى عن اد اية هو مش صابر، وطلبت مني افاتحها واستعجلها.
التفت لها وقال بنبره تحذيرية:
– اوعي يا سمية تتكلمي معاها في حاجة.
– ليه بس يا سند؟
– انا عايزها هي اللي تيجي بكامل ايرادتها وتقولي أمان عايز يحدد معاد معاگ لطلب ايدي.
– طب ما هو الراجل طلب اديها قبل كدة، خلينا نفرح بقي يا حبيبي.
– هنفرح ان شاء الله كلنا، بس كل حاجه في وقتها بتكون أحلى.
– يارب يقرب البعيد ويهديكي يا غزال.
نظرت لاولادها وجدته نايمين مستغرقين في النوم فقالت:
– الولاد متحملوش السهر وناموا، وأنا مش قادره اشيل حد.
– ولا يهمگ هشلهم أنا، او نصحيهم لما نوصل بالسلامة.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
ادعت “آلاء” النوم لتعطي فرصة للحديث بينهما حين انتبهت لنوم “فادي” بعد طول ضحكة ومرحه مع “غزال” فـ أرادت بالا تكون عزولا بينهما، شعرت بالاحراج خصوصا حين لمحت مطاردة عيناه في المرآه لها، هربت بالنظر من نافذة السيارة بذهن شارد، حزن من هروبها المستمر هكذا منه، تنهد بحيرة على حاله معها، وفضل الصمت لحين اشعار آخر بينهما.. حين لاحظت علامات العبوس اترسمت على ملامحه تعجبت من عدم احساسه بها وتفهم حالة التخبط التي تعانيها، اخرجت من حقيبتها هاتفها حاولت أن تولد خواطرها من رحم عقلها المشتت لتضعها فوق شاشة هاتفها،
فـ سردت حروفها على صفحتها الشخصية تقول له ما تحسه بدون مواجهته والبوح له…
بداخلي مشاعر كثيرة متضاربه، اهي حب ؟! ام تعود، لا أعلم ؟!
لكن كل الذي أعلمه جيداً هو إني أحب وجودگ بجانبي؛ أعشق سماع صوتگ، أحببت طيبة قلبگ وروحگ؛ فهل هذا يسمى حبًا ؟!
لا يهمني التسميه، كل الذي يعنيني إنگ بداخلي آراگ في كل أوقاتي، ولا أريد الإبتعاد عنگ يا أحلى أقدراي.
فـ لماذا لا تفهمني حبيبي؟
وتقدر حالة التخبط التي اعانيها..؟!
ساعدني وخذ بيدي لبر الأمان..
أريدگ واهواگ… لكني اخشى التقرب من لهيب هواگ..
اسعد بقربگ؛ واغار بشدة من قرب غيري نحوگ…
ومع كل ذلگ بداخلي أشعر انگ بعيد بعد السماء عن الأرض..
انا لا أفهم حالي، فهل انت تفهمني؟!
لا تمل يا أمانِ الذي تمنيته وشاء قدري ان يأتيگ لي محملًا بعشق السنين التي طالما حرمت منها، يا أجمل اقداري…
ضغطت على رز النشر، دقائق وجاء له بوصول إشعار، امسگ هاتفه وفتحه، وقرأ خاطرتها التي زادت من حيرته والآمه، رمقها بعينان بهما الف سؤال محتاجة اجابه بأن تريح باله وتقولها صريحه بدون التفاف وغموض في الكلمات، شعرت بأنه ما زال لا يفهم حديثها؛ اغمضت عيونها بيأس، انتبهت لوقوف السيارة وبقوله هاتفًا مودعها:
– حمدلله على السلامه.
– الله يسلمگ، شكرًا يا أمان على اليوم الجميل ده، اللي هيفضل في ذاكرتي لاخر يوم في عمري، سلملي على آلاء وفادي لما يصحوا.
ترجلت من السيارة ولم تنتظر لرده، بعد أن قبلت الصغير، ثم صعدت هاربه كما تفعل معه دائما لشقتها، هاتفت اخاها لتطمئن على وصوله لشقته، فأجابها أنه كاد أن يتصل عليها لولا أن سبقته، انهت معه لدلوفها الشقه واستقبال والدتها لها الحار، وجلست برفقتها تقص عليها كل مغامرتها في هذا اليوم بكل تفاصيله، حتى اخر ما حدث منذ قليل، فقالت بسعادة والدتها:
– ربنا يسعدگ يا روحي كمان وكمان، ويعوضگ خير يارب، بس أمان ده ابن حلال ورايدگ يا غزال بلاش تحيريه وتوجعي قلبه يا بنتي بالشكل ده.
– خايفة يا ماما اجرب تاني، أنا ما صدقت استعيد ثقتي ومركزة في شغلي وبس الفترة دي، مش عايزة حاجة تانية تعطلني وتبعدني عنه، لو بيحبني حقيقي هيفهمني ويقدر ظروفي.
– هقول اية غير ربنا يهديكِ ويصلح حالگ يا حبيبتي، بس خايفة الراجل يزهق ويمل منگ.
– اللي فيه الخير ربنا يعمله، اسيبگ وادخل اخد شور ونام لأني ميته من التعب.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
حينما شعرت “آلاء” بصعودها لمنزلها، فتحت عيناها وقالت وهي ترمقه بغضب:
– يا خيبتگ، يعني أنا عملت نفسي نايمة عشان تتكلموا شوية، تقوم تنزل من غير ما تحسسها بحبگ، أنا مش عارفه انت ازاي ضيعت من ايدگ الفرصه دي؟
ابصرها بوجه مكفر بغيظ مما تركته وانصرفت بدون رد يهدأ من توهج نيران شوقه:
– والنبي تعرفي تسكتي، أنا تعبت معاها، بحاول اعمل كل اللي يسعدها، بشاركها في كل شيء بتحبه بمنتهى الصدق، مش طالب منها غير كلمه واحده بس يا آلاء.. أمل تدهوني يخليني اصبر واجدد الصبر اللي جوايا من تاني، لكن احساس العايم ده مش قادر عليه.
– عشان مستعجل يا أمان، قولتلگ وحذرتگ من البداية ان مشوارگ معاها طويل ومحتاج صبر أطول، وكنت عارف بكل تفصيلة مرت بيها بمراره وظلم محدش يستحمله، وكويس انها قادرة تعيش وتقف من تاني على رجليها، انت للأسف منتظر منها بمجرد ما تقف جنبها وتساعدها على تخطي ازمتها؛ تقولگ شبيگ لبيگ انا تحت امرگ.. لا يا أمان حاول تستوعب وتفهم احساسها وتخوفها من الغوض في تجربة تانية.
– انا لا عايز افهم ولا استوعب، واقفلي بقى على الموضوع من فضلگ.
قال حديثة بنبره غاضبة يائسه من كل شيء يعوق الوصول إليها، تنهدت بضيق وقالت له بحده:
– لا مش هقفل الموضوع، ولازم تسمعني وتواجهني وتتخلى عن انانيتگ دي شوية، وتحط نفسگ في ظروفها قبل ما تستعجلها، دي يا حبيبتي لسه قلبها موجوع على موت ابنها اللي كل شوية تغلط ونادي فادي باسمه، جربت لا قدر الله تكون في نفس الموقف؟
حسيت هتكون حاسس بأية؟
هتاخد وقت اد اية عشان تعدي حزنگ، او تمثل انگ تخطيت الحزن ده زي ما هي بتعمل؟
طب بلاش كل ده انت ناسي انها اخيرًا ثقتها رجعت في نفسها وقدرت تثبت مكانتها في الشغل وترجعها بعد الاجازة الطويلة اللي اخدتها، كل الحاجات دي لازم تقف بينكوا.. غزال عايزاگ وانا بأكدلگ ده و واثقة منه ل…
قاطع حديثها بلهفه متسائلا:
– بجد يا آلاء؟! طب هي قالتهالگ صريحه؟!
– يا أخي افهم بقي أنا تعبت من غباءگ ده، مش لازم تقولها بلسانها، قالتها وشوفتها في لمعه عيناها بالذات النهاردة؛ كانت عينيها مليانه فرحة وسعادة بقربگ؛ قالتها الف مره، بس البعيد مش حاسس، ولا عايز يفهم.
– غصب عني والله، قدري مشاعري، بحبها وعايزها دلوقتي قبل كمان شوية، ليه بتلموني في حبي؟
– مش منلومگ، بس عايزاگ تصبر عليها.
صاح بحده وصوت مرتفع بعض الشيء:
– ارجوكِ بلاش الكلمه اللي بتعصبني دي، انا كرهت الصبر واي كلمه فيها حرف الصاد، اية رأيك بقى؟
لم تستطع كتم ضحكتها على منظره وهو ثائر بهذا الشكل، فزادت من غضبه، لكن هدأ وشاركها الضحگ وقال:
– والنبي شكلها هتجنني قريب، يخربيت الحب اللي بالشكل ده؟
– معلش معلش، اصبر كلنا لها.
– تاني اصبر.
وصل “أمان” لمنزل “آلاء” التي عرضت عليه ان يبيت داخل منزل والدته نظرًا لتأخر الوقت، وافق وحمل ابنه وصعد معها، دخل شقة والدته وحمد ربه انها كانت نائمه، فهو ليس في حمل اي حديث، وضع “فادي” على فراشه، ودخل يأخذ حمامًا، انهاه سريعًا ثم استلقى بجانبه، وعاد في ذهنه كل حواره مع أخته، وبمجرد ما شعر احساس انه من الممكن ان يفقد ابنه، قلبه لم يستوعب نغزة نبضاته، ورفضها بشده، ضمه في احضانه بخوف من لحظة فقدانه… شعر بألامها وخوفها.. التمس لها العذر للمره المائه، فلا يملگ شيء يفعله غير ان يتلمس لها الآلاف الأعذار.
امسگ هاتفه وأرسل لها رساله مضمونها..
حبيبتي الشارده …
طالبتگ كثيرًا بالافصاح عن مكنون فؤادگ، لكنگ دائما تفرين من مواجهتي..
عذرًا يا محبوبتي، إذا كنت دائم السؤال..
فما يكنه وتيني من عشق فاق كل الحدود..
سأنتظرگ مهما طال تفكيرگ..
فـ قلبي الذي احبگ، عاتبني على تسرعي، والهمگ وقت ممدود طويل المدى لتتخذي فيه قرارگ..
أعدگ بأني سأنتظر مهما طال الوقت، فـ سامحيني على تسرعي، واعذري قلب ذاب من كثرة الإشتياق..
اخيرًا وليس بآخر، ارفقي علي يا حبيبة كل أيامي وباقية بداخلي لأخر زماني..
ضغط على زر الإرسال، ثم اغلق هاتفه وعاد لضم صغيره ونام في سبات.
وصلت الرسالة لها فتحت عيناها على صوت صديح نغمه الرسايل، فتحتها بعين ناعسه، وعندما بدأت في قراءة او كلمه، جحظت عيناها وحدقتها، فهذه المره الأولى التي يرسل لها رسالة بهذا المضمون، وبهذه الجرأه، فلماذا الآن نقض عهده سابقًا، وصرح بما يشعر به؟
الم يعاهدها بألا يضغط عليها !!
ماذا حدث؟ هل سئم من ترددها كما قالت والدتها؟!
اكملت قراءة وهدأ قلبها حين انتهت، وظلت تفكر ماذا هي فاعله معه، فقد سرق بكلماته تلگ النوم من جفونها، وبقت ساهره حائره تفكر به.
استيقظت من نومها بكسل شديد، لقلة عدد الساعات التي غفت بها، تناولت فطورها على عجل، وذهبت إلى عملها تباشر عملها الفعلي وما وصل له العمال من تشطيبات، كانت تعمل بجهد ونشاط، تحاول بالا تفكر في اي شيء يجعلها مشتته، فإنها تركت الأيام هي من ترسى بها على مرفأ يصل بها لبر الأمان.
ياترى بأي مرفأ سترسى عليه غزال؟
هل هتقدر تتجاوز مخاوفها، وتعيش الحب اللي اتحرمت منه؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغزال الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!