روايات

رواية زواج بالإكراه الفصل الأول 1 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الفصل الأول 1 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الجزء الأول

رواية زواج بالإكراه البارت الأول

رواية زواج بالإكراه الحلقة الأولى

بالصعيد..
كان يجلس بهيبة في بهو منزله الضخم و يقف أمامه ثلاث شباب مخفضين رأسهم بإحترام ، و جميع العاملين بالمنزل يختبئون وهم يشعرون بالرهبة و الخوف الشديد مما هو قادم ، قاطع هذا الصمت بسؤاله بصوته الرخيم..
عبد التواب بخشونة:
– اتفضلوا اتكلموا ، ساكت ليه يا ولدي ما كان صوتك واصل لآخر بلاد المسلمين عاد ، دلوجيت جفلت خشمك؟؟
ولده بأدب وهو يرفع رأسه:
– يا بابا فيها ايه بس ، هو احنا بنقولك عملنا حاجة حرام ، احنا حبينا و جايين نقولك اننا عايزين نتجوز عشان حضرتك كبيرنا
عبد التواب بصرامة وهو يقف:
– و بنت عمك اللي مجعدها چارك دي ايه ، هجولها ايه انا!! على آخر الزمن الحاج عبد التواب كلامه بينزل الأرض ، و على يد مين!!! ولاده..
ولده الآخر بتحدي و ملل من ذلك النقاش:
– يا بابا لو سمحت كفاية ، حضرتك موقفنا هنا بقالنا ساعة زي الأطفال ، كل ده عشان عايزين نتجوز اللي بنحبهم؟؟
عبد التواب بغضب:
– صوتك بيعلى على أبوك يا محمود!! وانت يا عبد العال ساكت إياك من اول الكلام ، ايه ممسكهم زمام الأمور ليه ولا ملكش شخصية كالعادة؟
عبد العال بغضب:
– كفاياك يا أبوي ، بقولهالك بلهجتك يمكنك تفهمها ، كفاية يا بابا ، محدش فينا أجرم ولا ارتكب ذنب ، بنقولك بنحب ، و مش هنقدر نتجوز بنات عمنا دول
عبد التواب بحسرة يغلفها الصرامة وهو يدير لهم ظهره:
– يا خسارة تربيتي فيكم يا ولاد عبد التواب ، على آخر الزمن تيجوا و ترفعوا حسكوا عليا ، بتخالفوا عاداتنا و تقاليدنا ، مين دول اللي هيتجوزوكم؟ من عيلة مين ولا كيف شكلهم دول؟؟ ما انا عارف بنات مصر كويس ، و انت يا محمد خيبتك تجيلة جوي ، بقا سايب بنت عمك عشان تتجوز خواجاية؟؟ تعالي يا فاطنة شوفي خيبة عيالك ، كل ده بسببك عشان قولتيلي سيبهم يا حاج يتعلموا في بلاد برة سيبهم يبقا ليهم مستقبلهم ، تعالي شوفيهم وهما بيكسروا كلام ابوهم
محمد بهدوء وهو يحمل حقيبته:
– خليك فاكر يا حاج احنا جينا نكلمك بالحسنى زي ما ربنا أمرنا لكن حضرتك اللي مصمم تجرح فينا ، احنا هنمشي
عبد التواب بإنفعال وهو يقترب منهم و يدفع ثلاثتهم للخارج:
– اطلعوا برة بيتي يا كلاب ، انا معاوزش اشوف وشكم اهنه تاني ، انا متبري منكم يا خلفة الندامة
غادر ثلاثتهم بحزن و ودعوا دارهم و القهر يكسوا ملامحهم و الحزن يملئ قلوبهم فهم يودعون طفولتهم و مراهقتهم و جميع عائلتهم مغادرين بلا رجعة..
عبد التواب بجمود وهو يراقب خروجهم من القصر :
– على الله اسمع اسمهم في الدار اهنِه تاني ، محمود و محمد و عبد العال ماتوا خلاص
لم يستطع ان يتحدث احد فصمتوا و الحزن يملئ قلبهم و الدموع تغزوا أعينهم مراقبين لثلاثتهم وهم يغادروا بحزن..
…………………………………………………………………..
بعد مرور ثلاثون عام..
بإحدى المطاعم الشهيرة بخارج البلاد..
كانت تحمل الطعام و تسير بهدوء بإتجاه تلك الطاولة لتضع عليها الطعام و تغادر وهي تزفر بضيق ، فهي تعبت كثيراً من عمل النادلة تلك ولكن من أين ستدفع إيجار منزلها هي و صديقتها ، دلفت الي المطبخ و استندت بظهرها على الحائط فشعرت بمن يلكزها بكتفها..
صديقتها بتساؤل:
– what happen?
“ماذا حدث”
آسيا بضيق:
– I’m so tired of working as a waitress , I want to live in peace and rest without hardship
“لقد تعبت كثيرا من العمل كنادلة ، اريد العيش بسلام و راحة دون مشقة”
صديقتها بهدوء :
– Go to your grandfather in Egypt , He’s so rich and old, he’s definitely going to die soon And you get all his money.
” اذهبي إلى جدك في مصر ، فهو ثري للغاية و كبير في السن بالتأكيد سيموت قريبا و ستحصلي على جميع أمواله ”
آسيا بغيظ وهي تقرص ذراعها:
– Are you stupid? He’s got a lot of kids, and of course he has adult grandchildren like me.and Have you forgotten what happened with my father and grandfather in the past?
” هل انتي غبية؟ هو لديه الكثير من الأبناء و بالطبع أصبح لديه احفاد بالغين مثلي . و هل نسيتي ما حدث مع أبي و جدي في الماضي”
صديقتها بلامبالاة و حماس :
– It’s okay, the past is in the past. Did you forget when your father died and was buried in Egypt and your grandfather came and was covering his features with sadness and regret, And how much you beg you to forgive him and come with him to live with him.
“لا بأس ، الماضي يبقى في الماضي ، هل نسيتي انتي عندما توفى والدك و تم دفنه في مصر و جاء جدك و كان يكسو ملامحه الحزن و الندم ، و كم ترجاكي لتسامحيه و تأتي معه لتعيشي معه”
قاطع حديثهم صرخات رب عملهم عليهم بحدة فذهبت كل منهم إلى عملها ولكن ظل بالها مشغول بما قالته صديقتها ، هي تعبت كثيرا من العمل كنادلة و لكن كبريائها يمنعها من طلب المساعدة من جدها رغم أنها تعلم انه ندم كثيراً ولكن بعد ماذا؟ فقد رحل والدها وهو مكسور القلب من مقاطعة والده له و منعه من محادثة والدته او اشقائه و شقيقاته ، هي كانت تستمع لبكائه كل ليلة وهو يتحدث مع والدته التي كانت تحادثه مرة كل عام خلسة ولا تتعدى المحادثة دقيقتين خشية من أن يلاحظ والده ، و تسمعه وهو يخبرها انه يتمنى ان يراها ولكن يخشى والده ، وها قد ذهب وهو قلبه مولع بشوق لأسرته ، شعرت بدموعها تتجمع بأعينها فزفرت بغضب و هي تمسحها بعنف و تكمل عملها بقلب غاضب مشتعل من فعلة جدها المشينة..
…………………………………………………………………..
في مصر..
بإحدى الجامعات الخاصة..
كانت تجلس بكافيتريا الجامعة و معها اصدقائها يمرحون و يلعبون حتى اقتربت منهم فتاة بوجه واجم محتقن وهي تلقي بكُتبها فوق المنضدة..
ريتال بضحكة مكتومة:
– اتكرشتي صح ما انا قولتلك بلاش المحاضرة دي الدكتور بتاعها مقرف
الفتاة بحنق وهي تستند بوجهها على كفها :
– ما انا اتخنقت بجد يا جماعة مش كل سنة هشيل ام المادة دي و أسقط بسبب الدكتور المريض ده ، هو مستقصدنا ليه ، تحديداً شلتنا بجد
احد الشباب الجالسين بسخرية و مرح وهو ينفث دخان سيجارته :
– يمكن عشان احنا شلة ضايعة مثلا و بنقرفه في عيشته و بنحفل عليه
الفتاة بضيق:
– انا اتخنقت والله ، يعني حتى وانتو مزوغين وانا قاعدة في حالي مبعملش حاجة وقفني اجاوب معرفتش راح طاردني
ريتال بضحك:
– لا ازاي معندوش حق كان لازم يسقفلك على خيبتك
الفتاة بحنق وهي تلكزها:
– ما انتي في الطراوة يختي كل سنة تسقطي و ابوكي يدفعلك ، لكن انا ابويا قالي دي اخر سنة لو منجحتش هيقعدني من الجامعة ، قالي جهاز اختك اولى بالفلوس يا ساقطة
ريتال بشهقة مازحة وهي ترفع كفها بوجه صديقتها:
– يختي الله اكبر في عينك ، اتلمي يا بت انتي بتحسديني قدامي و بعدين قولتلك جوز خالتي اللي بيدفع مش بابا ، انا بابا متوفي
حركت الفتاة يدها بلامبالاة وهي تزفر بضيق حتى لمحت تجمع كبير أمام باب الجامعة فعقدت حاجبيها بإستغراب و لكزت ريتال التي كانت تلعب بهاتفها..
الفتاة وهي تنظر بعدم فهم للحشد الذي على بُعد عدة أمتار منها:
– بت هو في حد مهم جاي الكلية ولا ايه
ريتال بلامبالاة وهي تنظر لهاتفها:
– تلاقيه ممثل ولا مغني انا ايش عرفني
الفتاة بحماس وهي تقف و تذهب:
– الله ، هروح اشوف
الشاب بضحك وهو ينظر لأثر الفتاة:
– البت دي هبلة بجد
ريتال بغمزة:
– مش ناوي تاخد خطوة ولا ايه
الشاب بتنهيدة و مرح:
– نفسي والله بس خايف اخسرها كصاحبة ، انتي عرفاني يومين و بقلب
ريتال بجدية وهي تعتدل بجلستها:
– بس انا حساك بتحب اسماء بجد ، يعني غير اي واحدة ، جرب و خليك قد الخطوة دي بس لو مش واثق من قلبك و نفسك بلاش ، بلاش دي تجرحها يا محمد
محمد وهو يومئ لها :
– طيب يختي “ثم اكمل حديثه بأبتسامة وهو يرى اسماء تعود لهم ركضاً و وجهها مبتسم بشدة” اهي جات اللي هتعرفنا كل حاجة
اسماء بحماس وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة :
– جماعة مش هتصدقوا انا شوفت مين
محمد بتعجب :
-مين؟؟
اسماء وهي تصفق بحماس كبير:
– الدكتور الجديد ، دكتور أسامة هيغور في داهية و جه بداله دكتوووور مز اوي يا عيال يا خبر ابيض كاريزما ماشية على الأرض يقول للقمر قوم وانا أقع..
َمحمد بحنق وهو يدس بعض الطعام في فمها ليجعلها تصمت:
– خلاص عرفنا انه جامد و بيطير اهدي على نفسك شوية
اسماء بحنق طفولي و فمها ممتلئ بالطعام:
– حيوان صحيح..!
كانت ريتال تحاول رؤية ذلك الوسيم التي تحدثت عنه صديقتها لكن التجمهر الذي حوله يُعيق مشاهدتها له استطاعت فقط رؤية انه يرتدي حلّة رسمية رمادية اللون و أيضاً رأت شعره لطول قامته..
ريتال بتساؤل:
– هو العيال ملمومين عليه كدة ليه ، هما يعرفوه منين
اسماء وهي تمضغ الطعام:
– العيال الدحيحة بس اللي يعرفوه عشان هو بينزل شرح على صفحته و تقريبا معروف يعني لكن البنات ملمومة عليه عشان مز
ضحكت ريتال على تعبيرات محمد وهو ينظر لأسماء بأعين تطق شرار ، و يخبرها انه ليس متأكد من مشاعره!!! تبا لمشاعر الرجال ، عادت لهاتفها متناسية العالم لا تعلم الي اين ستأخذها الأحداث في القريب العاجل…؟
…………………………………………………………………..
بإحدى العيادات..
دلفت ام وهي حاملة لفتاة بعمر السادسة عشر هزيلة للغاية ، وضعتها فوق المقعد و ظلت تلهث بعنف حتى رأتها الممرضة و جلبت لها كوب ماء حتى تهدأ..
الممرضة وهى تربت على ظهرها:
– اتفضلي اقعدي خدي نفسك على مهلك كدة كدة دكتورة مليكة معاها حالة قربت تخلص خلاص
وهي تتحدث خرج شاب و القى السلام ثم غادر..
الممرضة بأبتسامة:
– اهي خلصت اتفضلي حضرتك على مكتب السكرتارية تدفعي فلوس الكشف
الام بإحراج و وجنتيها مشتعلة:
– انا كنت قريت على النت ان هنا فيه كشف ببلاش
الممرضة بأبتسامة جميلة وهي تمسك يدها و تربت عليها :
– ايوة متقلقيش و متتوتريش كدة كلنا هنا غلابة يعني حالنا من بعض ، ثواني هبلغ الدكتورة و ادخلك على طول
اومأت لها الام بأبتسامة واسعة مرتاحة و بالفعل ذهبت الممرضة و عادت بعد دقائق وهي تخبرها بالدلوف ، اخذت نفساً عميقاً ثم حملت الفتاة و دلفت بها وهي تدعوا الله أن يضع سر شفاء ابنتها بتلك الطبيبة..
مليكة بأبتسامة و هدوء:
– اهلا نورتوني اتفضلوا ، ازيك يا قمراية؟
كانت توجه حديثها للفتاة ولكن لم تجد اي استجابة فقط نظرات خاوية في الفراغ..
مليكة بحمحمة وهي تنظر للأم:
– اهلا يا مدام انا مليكة دكتورة علاج طبيعي و نفسي
الام بأبتسامة وهي تجلس بعد أن وضعت ابنتها فوق الاريكة الناعمة:
– عرفاكي طبعا بشوفك دايما على النت و هدى بتحب ڨيديوهات العلاج بتاعتك اوي على طول كانت بتسهر عليها
مليكة بمرح وهي تنظر للفتاة بعد أن فهمت ان تلك الفتاة تدعى هدى:
– بقا كدة يا ست هدى تبقي من معجبيني و مترديش عليا لالا زعلت
الام بحزن وهي تنظر لفتاتها:
– مش هترد عليكي يا دكتورة هي اتخرست مبقتش تتكلم
َمليكة بلطف:
– اسمها فقدت النطق ، عشان بس أثر الكلمة على نفسيتها لما تسمعها ، اتفضلي احكي انا سمعاكي
الام وهي تسرد :
– والله ما حصل حاجة هو انا سيبتها يوم في البيت و نزلت السوق و روحت اشقّر على البت منى اختي الوقت سرقني ببص في الساعة لقيتها 10 بليل رجعت البيت لقيتها راقدة في السرير اناديها متردش عليا ، بصراحة في الأول افتكرتها بتدلع و بتتمايع عليا روحت كلتها علقة محترمة الاقي البت مبتنطقش ولا بتصوت ولا حتى بتدافع عن نفسها كأني ماسكة جثة بس سيبتها و دخلت نمت تاني يوم بصحيها للمدرسة فتحت عينها مردتش عليا ولا اتحركت روحت مناديالها ابوها قعد يشخط فيها و بردو مفيش فايدة بس هي قعدت تصوت مرة واحدة كدة لحد ما طبت ساكتة ابوها شالها و جرينا بيها على المستوصف قالولنا عندها حالة نفسية و مش هنتكلم تاني ولا تمشي ، طب من ايه حصل ايه مفيش إجابة ، و طبعا معناش فلوس لكرسي بعجل فبقينا انا و ابوها نشيلها و نحركها لحد ما ضهرنا اتقطم والله
مليكة بحزن:
– طب و والدها فين دلوقتي ، مجاش معاكو ليه
الام بهمس وهي تميل على المكتب:
– اصل هي مبتحبوش عشان شديد معاها شوية ، اول ما لقته بيلبس قعدت تبرق كدة و جسمها اتشنج فقولتله خليك انت يا حاج و جيت بيها لوحدي
مليكة بتفهم:
– طب ممكن تسيبيني معاها لوحدنا
الام :
– هي مش هترضي مبتحبش تقعد في مكان من غيري بتخاف و بيجيلها حالة كدة تقعد تصوت
مليكة بهدوء وهي تقف و تقترب من الاريكة:
– هدى ينفع ماما تسيبنا لوحدنا ولا انتي عايزاها
نظرت هدى لوالدتها بتردد ثم نظرت للطبيبة بطمأنينة ، اومأت بأعينها بخفة فأبتسمت الام ببلاهة وهي تخرج و تدعي الله بصوت عالي ان يتم شفاء ابنتها على يد تلك البشوشة ، انتظرت حتى خرجت الام ثم اخذت مقعداً و وضعته بجانب الاريكة..
مليكة بأبتسامة :
– شكلك حلو اوي و عينيكي جميلة ، عينك بتفكرني بالبحر “ثم اكملت بود وهي تملس فوق شعرها” و شعرك كمان جميل على فكرة انا كمان شعري حلو زيك ميغركيش الكحكة المعفنة اللي عملاها دي لا انا مزة اه
انهت كلامها بمرح فأستطاعت ان ترى تلك اللمعة السعيدة بأعينها فعلمت انها تسير بالطريق الصحيح..
مليكة بتساؤل:
– عندك 14 سنة؟ ” اكملت بتفكير بعد أن رأت نفي الفتاة برأسها” مممم 16 طيب؟
اومأت الفتاة برأسها و بدأ الحماس يتغلغل بداخلها وهي ترى طبيبتها المفضلة أمامها..
مليكة بتساؤل :
– حصل ايه ينفع تحكيلي؟ ، انا هقدر اساعدك ، هتقدرى تمشي تاني و تتكلمي و تعملي كل اللي انتي عيزاه بس ساعديني عشان اساعدك ، ممكن تقوليلي انتي رافضة الكلام ليه؟
رأت الخوف بأعينها و الرهبة فوقفت لتغلق النور كي تهدأ اعصابها ظناً منها ان هذا سيجعلها تسرد ما بداخلها ولكن تفاجئت بصرخة مدوية جعلتها تشعل النور بسرعة و تعود لها ركضاً محاولة تهدئتها بعد أن رأت تشنج جسدها ، كانت الفتاة تصرخ بقوة و تحرك جسدها بإنتفاضة و نفور فأحتضنتها مليكة عنوة مما جعل الفتاة تغرز اظافرها بمعصمها و ذلك جعلها تتألم كثيراً فعضت شفتيها بقوة وهي تشد على احتضانها و تدفن وجهها بشعر الفتاة الصغيرة ، و بعد مرور عشر دقائق هدئت الصغيرة و بدأت ترخي يدها عن معصم مليكة فنظرت بأعينها و بدأت بالبكاء وهي تدفع بجسدها داخل احضانها..
مليكة بحب وهي تربت على ظهرها غير آبهة بآلام معصمها و جروحه الخفيفة أثر اظافر الفتاة:
– عيطي عيطي ، هترتاحي و هتبقى زي الفل ، هترجعي بإذن الله احسن من الاول ، هتحكيلي صح؟
دلفت الممرضة بسرعة و رأت الدماء تقطر من يد مليكة و كادت ان تدخل لكن منعتها هي و أشارت لها أن تخرج فأمتثلت لأوامرها و خرجت مغلقة الباب خلفها..
مليكة بأبتسامة وهي تربت فوق شعر الفتاة:
– انتي احسن دلوقتي صح؟
الفتاة بصوت مبحوح:
– شوية
ابتسمت هي بإتساع وهي تشعر بالنجاح فحمحمت لتحاول السيطرة على انفعالتها و طلبت منها بصوت حنون و رخيم ان تخبرها بما في بعجتها لتستطع فهم حالتها على أكمل وجه..
الفتاة بنبرة متقطعة باكية وهي تتشبث بأحضان مليكة:
– انا كنت بنت زي اي بنت آخرها تاكل و تروح مدرستها و دروسها لحد ما ابويا مات
مليكة بعدم فهم وهي تقاطعها:
– مات ازاي ده مامتك قالت آآ
الفتاة مقاطعة اياها بحقد وهي تجز على أسنانها و تنظر بالفراغ :
– ده مش ابويا ده اللي هي اتجوزته على ابويا ، خاينة!!
مليكة بأبتسامة حنونة:
– حبيبتي مينفعش تقولي كدة على والدتك هي مأجرمتش دي اتجوزت ، مش معنى أن زوجها الحالي مش عاجبك يبقا تقولي عليها كلمة زي دي
الفتاة بحدة وهي تمسكها من معصميها بعنف:
– انتي ليه مش فاهمة ، ده زبالة ، ده خد مني آآ خد منيي…..
لم تستطع تكملة كلامها و ظلت تبكي بقوة و هي تضم ركبتيها الي صدرها و تحتضنهم بقوة ، شهقت مليكة بعنف و وقفت بذهول وهي تفهم معنى كلمات الصغيرة ، حاولت السيطرة على نفسها ولكن مشاعرها الفياضة كان لها رأي آخر فبكت بحرقة وهي تضع يدها فوق جبهتها غير مصدقة لما تسمعه، ما هذا الجحود و انعدام الأخلاق ، ماذا أغراه بفتاة صغيرة جسدها صغير؟ هل هذا جزاء من ائتمنته على نفسها وعلى ابنتها؟؟ مسحت دموعها و جلست بجانبها صامتة فقط ضمتها لأحضانها..
مليكة بنبرة طفولية مبحوحة أثر البكاء:
-انتي عارفة لو دكاترة الجامعة عرفوا اني بعيط مع مريض عندي هيسحبوا مني الشهادة اللي ادوهالي
هدى بنبرة باكية هي الأخرى :
– خلاص متعيطيش عشان متترفديش و تعالجيني
مليكة وهي تمسح دموعها و تحاول إكمال تلك الجلسة:
– مقولتيش لمامتك ليه؟ ازاي تسكتي على حاجة زي دي؟
هدى بنبرة مرتعبة و صوت زوج والدتها يتردد بأذانها:
– هددني انه هيفضحني و انه صور كل اللي حصل و لو قولت لأي حد هينشر صوري في كل حتة ، و قالي كمان ان كل ما ماما تنزل هنعمل كدة “ثم اكملت بنبرة باكية خائفة” انا مكنتش عايزة ده مكنتش هستحمل كدة فكرت اموت نفسي بس قولت لا ، فأضطريت اني اعمل نفسي مبمشيش ولا بتكلم عشان امي متسبنيش لحظة و يعمل فيا حاجة
مليكة بثبات مصتنع وهي تشعر بشمئزاز و احتقار:
– انا فهمتك ، تحبي اساعدك؟
هدى بسرعة وهي تنظر لها بأمل:
– اومال انا جيالك ليه؟
مليكة بإحراج وهي تضم كفيها أمامها بتوتر:
– احم هو آآ هو عمل كدة بقالو كتير؟
هدى بضيق:
– ايوة من مدة كبيرة
مليكة وهي تدلك جبهتها بإبهامها و سبابتها بحركة منتظمة تدل على التفكير:
– يعني الطبيب الشرعي مش هيقدر يثبت انه كان اغتصاب ، انا عندي فكرة
نظرت لها هدى بعدم فهم و لكن بأعينها يلتمع الأمل..
مليكة مسترسلة :
– بصي يا ستي انتي هتروحي البيت على رجلك عادي وهو هيتفاجئ و يفهم انك اتعالجتي او بدأتي تتعالجي و يبدأ خياله المريض يصورله انه خلاص هيقدر يقربلك كل اللي عليكي انك تسجليلو وانا و البوليس هنبقا معاكي خطوة بخطوة اول ما نثبت التهمة عليه هيطلعوا ياخدوه و مش هيقربلك ، متخافيش!
قالت كلمتها الأخيرة بحنو و ابتسامة دافئة فبادلتها هدى الابتسام بحماس شديد و هي تستطعم لذة الانتصار و ان حقها سيسترد قريباً ولكن فجأة اهتزت تلك اللمعة الحالمة بأعينها فتابعت مليكة تلك التعبيرات المتغيرة منتظرة ان تُفسر لها الفتاة ماذا يحدث..
هدي بتفكير وهي تبتلع غصتها:
– طب و ماما؟؟ هنعيش ازاي من غيره؟ ده هو اللي بيصرف على البيت وعلى علاجها و على اكلنا و لبسنا و شربنا.. لالالا انا مش هقدر اخرب البيت انا مش هقدر انفذ الخطة دي
مليكة بتروي محاولة تشجيع الفتاة :
– حبيبتي هو ممكن يعمل كدة مع كذا حد زي ما عمل معاكي ، هتقدرى تشيلي ذنب كل بنت يعمل معاها كدة؟ انتي اللي هتتحملي كل ده لأنك سيبتي حيوان زي ده طليق في الشارع ، لو على المصاريف انا هجيبك تشتغلي معايا في العيادة هنا و هشوف لوالدتك شغل ، ها قولتي ايه هنفذ الخطة؟
هدى بسعادة بالغة وهي ترتمي بأحضانها:
– انا كنت صح لما اخترتك ، انا بحبك اوي ، بس ممكن نعمل الخطة دي النهاردة او بكرة بالكتير انا خايفة يقربلي تاني فعايزة اخلص منه بسرعة
مليكة بهدوء:
– حاضر اول ما تنزلي من هنا هتواصل مع ظابط اعرفه و اديكي رقمه عشان وانتي بتسجلي يبقا هو سامع كل حاجة ، عيزاكي تهاوديه على قد ما تقدري و تتكلمي معاه عشان يعترف بكل حاجة من غير ما يحس و احنا هنبقا معاكي و الظباط هيبقوا تحت بيتك
اومأت هدى بتردد فأبتسمت مليكة بإتساع وهي تضمها إليها و تربت فوق ظهرها متنهدة بحرقة على ما يحدث في مجتمعنا العربي الإسلامي..هل أصبح الاغتصاب بتلك السهولة؟ بل و المتاجرة بصور الفتاة البريئة التي لا تدرك شئ؟ هل هدم مستقبل فتاة في مقتبل عمرها بتلك السهولة؟؟ ليخرجنا منها على خير رب العالمين..
…………………………………………………………………..
بإحدى القصور الضخمة..
في الصعيد المصري تحديداً..
كان يجلس بشرفته الواسعة الذي يغلب عليها التراث القديم الاثري و تطل علي حديقة كبيرة مليئة بالزهور الملونة الزاهية و بعض الحقول المليئة بالمزروعات المختلفة ، كانت علامات الشيب و الكِبر تظهر عليه بوضوح ، و من تعمق بالنظر في أعينه سيرى خلف النظرات الحادة الصارمة تلك نظرات ندم و انكسار و شوق لأولاده الذي لم يعانقهم و يشتم رائحتهم منذ ثلاثون عام ، ثلاثون عام لم ينطق لسانه بأسمائهم و قد منع زوجته و الخدم بأن يأتوا بسيرتهم أمامه أو حتى من خلفه ، لكن هذا لم يمنع حنينه و شوقه الدائم لهم ؛ هو كان يراقبهم من بعيد و حين يقتله الشوق يذهب ليراهم خلسة دون أن يروه او يعلموا بوجوده ولكن ما قسم ظهره هو مهاجرة ولده محمد إلى الخارج فكيف سيراه إذا اشتاق إليه؟ حاول كثيراً تعطيل تلك الهجرة ولكن لم ينجح رغم علاقاته و نفوذه كانت إرادة الله اقوى بكثير و ها هو قد فاق على وجعة وفاته ألا يكفي خسارته لولده الآخر عبد العال منذ ثمانِ أعوام ، لم يتبقى سوا ولدٍ واحد! يجب عليه أن يلم شمل أسرته من جديد ولكن كيف؟ فبالطبع أحفاده يكرهونه فهو في كل نهاية العام يرسل لهم تلغرافات يطلب منهم المجئ إليه ولكن ما من مجيب حتى ولده أصبح لا يلبي النداء و بالأخير يقع اللوم عليه فهو من طردهم و حرمهم من والدتهم و اشقتهم و موطنهم ، تنهد بحرارة وهو يمسك برأس عكازه بكفيه و يستند بجبينه عليهم و تكاد رأسه تنفجر من كثرة تفكيره و يكاد قلبه ان يخرج من ضلوعه من كثرة تأنيبه لضميره ، قاطع سيل الأفكار و الذكريات تلك دلوف زوجته إلى الشرفة وهي تحمل كوب من القهوة..
فاطمة بأبتسامة حنونة وهي تربت على كتفه :
– قهوتك يا حبيبي
عبد التواب بصلابة مصتنعة وهو يحمحم ليداري خجله:
– احم ايه حبيبي دي ، احنا كبرنا على الكلام ده يا فاطمة
فاطمة بمشاكسة وهي تربت على وجنته:
– اتكلم عن نفسك انا لسة شباب ، اتفضل خد القهوة انا عايزة اقعد
اخذ منها الكوب بأبتسامة خفيفة و ظل ينظر لها وهي تسحب المقعد لتصبح قبالته ، جلست بأبتسامة واسعة ثم عدلت من طرحتها الملقاة بإهمال فوق شعرها..
فاطمة بأبتسامة رائعة وهي تنظر للزهور بالحديقة:
– شايف يا عبده الورد حلو ازاي
عبد التواب بسخرية وهو يتأملها:
– بقيتي تتكلمي زيهم يا فاطمة؟ “ثم اكمل بصرامة مصتنعة” ما طبعا مفيش سمعان كلام
فاطمة بتنهيدة حزينة وهي مازالت تنظر الزهور :
– عيالي يا عبد التواب ، حرام عليك كفاية تلاتين سنة راحوا من عمرهم و عمرنا مش عارفين عن بعض حاجة ، و احنا خسرنا اتنين مناقصش غير واحد “ثم اكملت بترجي و هي تنظر له و دموعها تنهمر” رجعلي ابني اللي فاضل يا عبده ، خليه يجي وسطنا وسط اخواته البنات و أهله و ناسه و خلي بنت محمد تيجي بدل ما هي متغربة في بلد غريبة لوحدها لا نعرف هي بتصرف منين ولا بترضى ترد علينا حتى تطمنا عليها و بنات عبد العال و امهم و محمود و بنته و مراته ، خليهم كلهم يجوا بدل ما البيت وحش كدة
عبد التواب بنبرة خشنة يوجد بها بحة:
– ما انتي عندك احفادك الرجالة و بناتك ولا انتي بطنك مشالتش غير التلاتة اللي عصوا ابوهم
فاطمة بنفاذ صبر وهي تقف و تأمره بتحدي و صرامة:
– بقولك ايه معاك يومين تجيبلي فيهم ابني و احفادي يعيشوا هنا في حضني ، انت سامع انا خلاص فاض بيا يا اما والله انا اللي هروحلهم بنفسي و ابقا قابلني لو شوفت مني شعرة بعد كدة
غادرت بخطى غاضبة مصتنعة وهي ترسم ملامح التجهم عليها ما أن خرجت و اغلقت الباب خلفها بقوة و رأت حفيدتها التي كانت تضع اذنها على باب الغرفة حتى انفجرت ضاحكة و شاركتها الحفيدة الضحك..
بدور بخوف وهي تمسك ضحكاتها:
– بس يا جدتي بالله عليكي لأحسن جدي يطلع و يطربق الدنيا على نفوخنا “ثم اكملت وهي تسحبها من يدها” تعالي جوا في الأوضة لاحسن حد يسمعنا
دلفوا الي غرفة الحفيدة و اغلقوها بإحكام ثم جلسوا سوياً فوق الفراش..
بدور بحماس وهي تثني قدمها و تجلس عليها:
– ها احكي ، عملتي ايه؟
فاطمة بهمس و علامات الضحك مرتسمة على وجهها:
– قعدت ازعق فيه و اقوله عايزة ابني و احفادي و مشيت و سيبته
بدور مطمئنة وهي تضع يدها فوق صدرها:
– يعني الخطة مشيت تمام الحمدلله
فاطمة بتوجس وهي تنظر لها:
– تفتكري هيسمع كلامي
بدور بمشاكسة:
– طبعا يا جميل محدش في البيت ده كله له كلمة على عبد التواب غيرك يا حلو يا مسيطر انت
ضحكت فاطمة بغنج و ثقة وهي تهندم جلبابها بخجل من مشاكسة الصغيرة ، تنهدت داعية الله أن يلتم شملهم في أقل من أسبوع..
عند عبد التواب..
كان يحتسي قهوته بضيق فزوجته تستغل حبه لها و عدم مقدرته على معاقبتها او محاسبتها لأن قلبه يضعف دائما أمامها ، زفر بضيق و غضب وهو يستغفر الله لكن قاطع خلوته دلوف حفيده المشاكس..
يامن بمرح وهو يختطف القهوة من يده و يحتسيها بتلذذ:
– الله عليكي يا بطة و على قهوتك الحلوة ، تسلم ايدها والله
عبد التواب بتجهم:
– عايز ايه يا زفت انت
يامن بمراوغة :
– ابدا سمعت جدتي صوتها عالي قولت اجي اطمن اشوف في إصابات ولا ايه
الجد بزمجرة وهو يضربه بخفه بعكازه:
– لا مفيش يا خفيف يلا اتكل على الله روح اتسلى على حد غيري
يامن وهو يقف و يذهب اليه ليحتضنه عنوة:
– ما تقولي يا جدو يا حبيبي ايه مزعلك بس يمكن احللك مشكلتك
عبد التواب وهو يدفعه بعنف :
– وسع يا واد كدة هتخنق
ابتعد يامن و سحب مقعده ليجلس بجانب جده بحماس و ظل ينظر له ، نظر له عبد التواب بنفاذ صبر ولكن هو بالفعل يحتاج للمساعدة فنظر ليامن بطرف أعينه فهو الوحيد الذي يستطيع حل مشكلته ليس لأنه ذكي او شئ من هذا القبيل لكنه الوحيد الذي يمتلك تلك الروح المرحة العطوفة..
عبد التواب على مضدد:
– اسمع لو حرف طلع برة هزعلك
يامن بجدية:
– عيب عليك يا حجوج ، سرك في بير
عبد التواب بهدوء وهو ينظر لحقوله المثمرة :
– عايز اجيب احفادي و خالك هنا
يامن بصدمة:
– ازاي؟؟؟
عبد التواب بضيق و نفاذ صبر:
– ما انا اكيد لو اعرف مكنتش اتحوجت لواحد شبهك
يامن بتفكير:
– عندك حق والله ، طب انت جربت تبعتلهم رسايل مثلا
عبد التواب بحزن تغلفه الجدية :
– ايوة بس محدش بييجي “ثم اكمل بحنق طفولي” حتى احفادي اللي هما المفروض بنات و حنينين قلبهم جامد عليا و مش بيسمعولي
يامن بجدية:
– ما انت بردو اللي عملتوا مش قليل يا حاج ، انا لو مكانهم ولا هعبرك
عبد التواب بحدة وهو يدفعه بعنف:
– طب قوم يا عاطل يا صايع من هنا ، بقا انت اللي هتقولي انا اتصرفت صح ولا غلط ، غور من وشي
يامن بلامبالاة وهو يقف و يعدل هندامه بغرور:
– براحتك يا عبد التواب بس لعلمك العاطل الصايع ده كان عنده فكرة جهنمية عشان اجيبلك عيلتك كلها بس يلا نصيب بقا
عبد التواب بسرعة و صرامة وهو يراه يعطيه ظهره:
– اثبت يا ولد هنا ، تعالي قولي ايه الفكرة
يامن بحماس وهو يعود ليجلس بسرعة:
– ايدك على 2000 جنيه
عبد التواب بغضب :
– 2000 جنيه!!!! اطلع برة يا حيوان
يامن بثقة:
– خلاص براحتك
عبد التواب بغيظ وهو يعبث بجيوب جلبابه:
– اللهم طولك يا روح ، اتفضل الفلوس اهي انطق
أخذهم يامن بحماس ثم قبل رأس جده و جلس يسرد له الخطة فكان يستمع له عبد التواب بآذان صاغية و أعين ملتمعة حتى انتهى يامن من شرحه و صمت ليستمع الي تعقيب جده..
عبد التواب بأبتسامة إعجاب :
– تستاهل الـ2000 جنيه يا ولد ، طالع لأمك أفكارك داهية
يامن بثقة و غرور وهو يضع قدم فوق الأخري و يفر الأموال بين يديه:
– والله مبحبش اتكلم عن نفسي كتير يعني الحسد مذكور في القرآن بردو
عبد التواب وهو يضربه فوق ساقه:
– نزل رجلك يا قليل الادب ويلا غور من هنا
غادر يامن بسرعة و جلس عبد التواب يعيد تفكيره فيما قاله حفيده الأبله فأبتسم وهو يستشعر لذة النصر قبل أن ينفذ الخطة..
عبد التواب بأبتسامة جانبية واثقة وهو يتأمل الغروب:
– هتيجوا يا عيلة عبد التواب ، و في أقل من اليومين اللي فاطمة قالت عليهم كمان..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى