رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني 2 بقلم نهال مصطفى
رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني 2 بقلم نهال مصطفى |
رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني 2 بقلم نهال مصطفى
تكاثر الخبر كالفيروس داخل الخلايا الحيه في تلك القريه الصغيره بين اهلها باختفاء عروس العمده التي يُقام حفل زواجها الليله .. جالسا في حديقة منزله يرتشف كأس الشاي وتعلو ثغره ابتسامه عريضه تضيق حدقة عينيه وتبرز تجاعيد وجهه اكثر
” عال عال كل حاجه ماشيه مظبوط زي ماانت مخططلها يازيدان .. وبكده هنبقي ضربنا ٣ عصافير بحجر واحد ”
قال جملته بصوت مسموع قبل مايدخل في قهقهته المزعجه الممزوجه بسعاله القوى ..ليقطعه احد خفره هائما علي وجهه نحوه
” ياحضرة العمده .. ياحضرة العمده الحقنا مصيبه ”
وضع كوب الشاي بجواره ثم اجابه باقتطاب وهو يلوح له بكفه مستفهماً
” حسك عالي ليه كده حووصل اييه ”
وقف الخفير امامه يلتقط انفاسه بصعوبه ويقول بصوت مرتاب
” الست (فجر) مراة جنابك هربت من البلد كلها و ”
انقض عليه مذعوراً ممسكاً بجلبابه وهو يرج جسده بقوة
” انت اتهوست يااك كيف اكده يعني اي هربت !!!”
ابتلع الخفير ريقه بصعوبه وهو تحت ايدى زيدان التى غُرست اظافره بجلبابه الهالك :
– قلبنا البلد عليها بيت بيت ملهاش اتر كإن الارض اتشقت وبلعتها.
احتشد الغضب في صوته وتهجم وجهه وهو يدفع الخفير من امامه بكل قوته ثم لحف عبائته مزمجرا
” البت دي تكون عندي قبل سواد الليل مفهوم والا هشرب من دمكم كلكم ياولاد المحرووق .. يلااا اخفي من وشي ”
انتفض جسد الخفير وهو يهرول أمامه متأهبا بالذهاب بخطوات متعجله مسك ( زيدان ) عكازه الخشبي مستندا عليه نحو داره متوعدا بصوت عالٍ
” ماهي مش عيله صغيره زيك تيجي تخرب لي كل ترتيبي .. اما وريتك ياست فجر مابقاش انا زيدان نصير ”
■■■
“كم كان الزمان صافيا !! هواء السماء والارض مشبع بالرضا والحب كل من عليه لا ينطق الا صدقا جميعهم اهل خير “
نشبت الحرب بين قلبها وعقلها طوال الطريق حتي اتفقوا اخيرا علي تلك الكلمات التي احتلت آفاقها متأملة ان لا يُخيب ظنها بما اقتنعت به .
تفيق علي صوته الاجش بعدما وقف بسيارته امام احدي اقسام شرطه القاهره بالاخص منطقه (باب الخلق) ينظر لها بعينيه الثأريه بالمرآه قائلا بنبرة تحذيريه
” تقعدي هنا ومتتحركييش فااهمه !! لحد ماأروقلك”
رمقته بنظرات حائره ثم ارتسمت ابتسامه خافته علي ثغرها
“لالا خلاص اتفضل حضرتك وانا همشي ولا كإنك شوفتي .. ممكن تفتح العربيه بقي “
زفرت بقوه فقدت املها فى ان تُخرج من فمه ردا مُرضيا .. لم تجد منه اي جواب سوى الامساك بسلاحه وشد اجزائه بصوتٍ ارعبها ثم وضعه في مكانه المعتاد ( خلف ظهره) فنزع جاكته الجلدي الاسود والقاه علي المقعد المجاور
فتحت الباب خلفه سريعا وشرعت ان تحرك شفتيها للتحدث امسك ذراعها بقبضته الحديديه وهو يعض علي شفته السفليه متوعداً ، جذبها خلفه بقوة ودفعها داخل سيارته علي المقعد المجاور له بغل وعيون ملتهبه بنيران الغضب
فزعت لتصرفه المريب بنفاذ صبر : انت بتعمل ايييه !؟
ركل بقدمه باب السياره ولف نحو الباب الاخر فجلس بجوارها باحثا عن شيء ما انتفض جسدها اكثر وطافت عينها يمينا ويسارا علي حركاته العشوائيه
” طيب حضرتك بتدور علي ايه؟ ”
اخذت رياح صوته تزمجر من جديد عندما وجد ما يبحث عنه .. اتسعت حدقة عيونها عندما رأته ممسكا بالكلبشات الحديديه يكبل كفها الصغير متصلا بمقود السياره جن جنونها واشتعل غضبها الذي يُزاحم خوفها بدواخلها وهي تشد كفها المكبل بذهول
” انت مجنون .. انت بتعمل اييييييه! هو انا مقبوض عليا !”
التقط انفاسه سريعاً ثم فتح ( تابلوه السياره ) ممسكا ببعض الاوراق في كفه يشير اليها بسبابته قبل ما يختفي من امامها
” تقعدي هنا زيك زي الكرسي نفسك مايطلعش .. فاهمه ”
_ ماله دا !! هو جري لعقله حاجه ؟!
نظرت الي كفها المكبل ثم اطلقت زفيرا قويا راجيه ربها
” اووووف ياااااربي اعمل اي بس في المجنون دا .. هبب اى انا دلوقتى “
وصل( هشام السيوفي ) ذلك الشخص الذي لايخشي في الحق لومة لائم الي مكتب سيادة اللواء( نشأت) بخطوات متزنه ثابته حد الهدوء التام .. وقف اللواء (نشات) للترحيب به
” اتفضل يا( هشام ) “
جلس علي المقعد المجاور وهو يقدم له ملف بداخله بعض الصور والاوراق
“الورق دا حد بعته لي الصبح .. والصور اللي جوه الملف تثبت ان ( صبري مزيون ) مقتلش ولا العربية كانت بأسمه ولازم ملف القضيه يتفتح تاني معاليك زي ما سبق وقولت “
فحص اللواء محتوي الملف
(هشام) بقلق : حضرتك شايف ايه !!
اللواء بتفكير : شايف ان المتهم الحقيقي لسه متعاقبش ..
هشام بلهفه وهو يدق سطح المكتب بانامله برفق
“يافندم ملف القضيه دى لازم يتفتح تاني .. انا متأكد ان (صبري) دا ماقتلش اضعف من انه يتاجر فالممنوعات .. والورق في ايدين حضرتك يثبت كلامي “
اللواء باهتمام : تمام .. تمام يا(هشام) اوعدك اني هشرف على القضيه بنفسي ولازم اوصل المعلومات دي للسلطات العليا .. العدل لازم ياخد مجراه.
تنهد (هشام) بارتيااح : تمام يافندم .. وانا اوعدك هفضل ورا القضيه دي لحد مااجيب القاتل باايدي.
■■■
” نيران حواء”
جالسه في مكانها مغلوبه علي امرها محاول فك الكلبشات والبحث عن مفاتيحها في صندوق السياره ازداد رنين هاتفه بصوته المزعج مسكته بنفاذ صبر لتكتم صوته الاشبه باجراس عربيات الاسعاف قائله باغتياظ
“اوووووف هي ناقصاك انت كمان .. انا اي اللي وقعني مع المجنون دا بس ياربي .. انا لازم اهرب من هنا قبل مايرجع كان مالي انا بالورطه دي بس “
عاد هاتفه يصدر صوتا اخرا .. امسكت به متوعده
“طب والله عشان الكلبشه دي هرد .. حد فهمه اني متهمه عنده البني آدم دا !!غريب اوى !! “
وجدت اسم ” مياده ” على الشاشه …
(فجر ) بضيق وهي تضع الهاتف علي اذنها : اييوووه نعممم ميييييييين ؟؟
تجمد جبين ( مياده) ثم عاودت النظر مجددا في شاشه هاتفها لتتأكد من صحة الرقم
“انتي مين وفين هشام؟؟ “
فجر بتساؤل : (هشام) مييين ؟.. اه تقصدي الظابط اللي انا ف عربيته اسمه (هشام) يعني !
(مياده ) بنفااذ صبر : ايييييييييييه !! انتِ مين وايه جاب تليفون هشام عندك .. انطقي؟
نظرت لكفها المكبل بالكلبشات ثم زفرت بقوه ف سرها متوعده
” طب عليا وعلي اعدائي عشان تكلبشني زي المساجين كده “
ثم قالت في ثقه
“انا مراته وانتي مين بقي!! “
لتردد في سرها راجيه ربها وتشفى غليلها : يارب تكون مراته يارب ياارب واكون اخدت حقي????
اتسعت حدقة عيني (مياده ) كأن غصة علقت في حلقها
” مراة مين يابت انتي!! .. اجري ناديلي هشام قوليله (مياده) هانم عاوزه تكلمك “
( فجر ) لم ترد الجواب بعد ولكنها اسرعت بإنهاء المكالمه
معاتبة نفسها
“يانهارك اللي مش فايت يافجر !! .. انتي اتجننتي ازاي تتكلمي كده ؟؟.. افرضي كانت مراته بجد !! .. كده بوظتي له حياته كلها!! .. هو اصلا متكبر ويستاهل .. عشان يجرجرني زي البهيمه كده تاني … اووووف وبعدين الزفت دا بيتفك ازاي ياربي .. اهرب من سي زيدان زفت .. البس فى سي هشام دا كمان “
《《 عندما تريد معاندة القدر .. وتهرب من قدر انت عالم بمصيره الي قدر مجهول الهويه .. ايهما افضل .. الاستكمال .. ام الوقوف علي حافه الهاويه .. علي امل ان تأت الرياح عكس الاتجاه .. فتنقذني من الاصطدام بقاعها 》》
■■■
“الاتفااااق”
لازال مرتديا ثوب الصمت لا يُحرك عيناه الا بعد تفكير استغرق بضعة دقائق متنهدا
“يعني حضرتك تقصد مانجبش سيره عن الاوراق اللي معايا .. ونقدم اسباب وقف تنفيذ حكم الاعدام لاسباب صحيه خاصه بالمتهم “
اللواء ( نشأت ) باهتمام : بالظبط ياهشام واحنا كمباحث بطريقتنا هنلاقي المتهم اللي حاليا مطمن وفاكر انه هيفلت بعملته .
(هشام) اومأ رأسه ايجاباً : تمام يافندم .. ولو تسمحلي القضيه دي قضيتي م الاول وانا اللي لازم اكملها للنهايه..
اللواء يضع حدا للنقاش مشيرا بكفه بالتمام : هثق فيك يا (هشام ).. بس مش عاوزين شوشره .. زي مابيقولوا شغل علي ميه بيضه.
نهض سريعا متأهبا للخروج : اوامر معاليك يافندم .. ان شاء الله في اقل وقت هنكون وصلنا للمتهم الحقيقي.
سياده اللواء مقاطعا لحديثه
“استني هنا انت مش فرحك الاسبوع الجاي علي بنت اللواء كامل بشير “
هشام ابتسم قليلا : المفروض يافندم .. لو الحكومه معندهاش مانع .
ارتسم ابتسامه عريضه علي ثغره
” يبقي تسلم القضيه لحد تاني ياعريسنا وتفرحلك شويه بقي شغل المباحث مابيخلصش”
(هشام) حسم قراره الغير قابل للجدل
“هو مش معاليك قولت عاوزين نشتغل علي ميه بيضه واظن دا انسب وقت اشتغل فيه والعيون بعيده عني”
ابتسم معاليه ابتسامه فخر بذكائه
“كل يوم ثقتي فيك بتزيد عن اليوم اللي قبله يا(هشام) .. وفعلا اللي خلف مامتش سايب صقر وراه”
(هشام ) تنهد ثم ابتسم ابتسامه امتنان
” الله يرحمه .. اي اوامر تانيه معاليك “
اللواء مؤكدا لكلامه : بدون شوشره يا(هشام) فااهم انسي شغل امن الدوله بتاعك دا وافتكر انك ظابط مباحث دلوقتي .
اومأ بالموافقه ثم وثب قائما يتذكر تلك الملقاه ف سيارته متوعدا لها
“هستأذن انا معاليك يافندم .. بعد اذنك”
■■■
” المواجهة “
خرج من المكتب محاولا اخفاء انفعالاته المكبوته الى أن اقترب من سيارته .. ارتبكت فجر بمجرد ظهوره امامها كمن رأى جلاده .. اصبحت مرتبكة للغايه كالطفله المنطويه حتي ان اصابع قدميها تكوروا داخل حذائها القديم المتهالك مع ارتعاش جسدها خوفا وهلعاً من نظراته الناريه ابتلعت ريقها محاوله اخفاء ضعفها .. تلك المرة الاولى التى تهاب فيها رجلا ..
فتح (هشام) سيارته وجلس بجوارها متكئا بظهره للخلف .. دافثاً وجهه بين كفيه رمقته بنظرات تعجب واستغراب وبعد مرور عدة دقائق استجمع فيهم هدوئه وثباته
نظر لها من بين اصبعيه بعين واحده وجدها تراقبه بعينيها اللاتي تشعا خوفاً ورعباً
اعتدل في جلسته محمحما وهو يضع يده خلف ظهره ليخرج سلاحه ويضعه فوق التابلوه
“هااا بقي وانتي اي حكايتك “
فجر ابتلعت ريقها
” ممكن تفكلي الكلبشات دي الاول .. انا مش متهمه عند حضرتك “
مط شفته لاسفل وبنبرة عاليه رجتها : ووجودك جوه عربتيتي دا تسميه اايييه !!!
التزمت الصمت وتراجعت بجسدها للخلف وهى تطيل النظر بثوارنه .. نهرها بصوت اجش اشبه بالذي قبض الجمر بين يديه
“منا مش بسألك عشان تسكتي يااروح امك “
ذرفت عينيها بالدموع
“لو سمحت ممكن تفكني واوعدك مش هتشوف وشي تاني “
هشام فرك جبهته بانامله
” طلعي بطاقتك ؟! “
لم يلق جواب منها بعد سوا حركه راسها يمينا ويسارا ودموعها التى حفرت وديانا على وجنتيها
عض علي شفته السفليه وهو يشطاظ غضبا منها محاولا تمالك اعصابه
“طيب بلاش بطاقتك.. ركبتي عربتي ازاي وامتي ولييه ؟؟؟”
احتشد الخوف في صوتها قائله
” كنت عاوزه اي مواصله توصلني لمصر عشان اهرب من ظلم مراة ابويا وجوزها .. وملقتش قدامي غير عربيتك … حضرتك يعنى اركب فيها .. عشان تحميني منهم .. ”
(هشام) حدق النظر بعينيها وهو يشعل سيجارته متخذا نفسا طويلا منها ثم زفره بقوه مما جعل وجهها غرق في سحب نيرانه ليقول ممتعضاً
“انتي عبيطه يابت ولا بتستعبطي .. انتي مش عارفه بتتكلمي مع مين ؟! “
شدت كفها من قبضه الكلبشات اللعينه قائله بتوعدا
“بقولك نزلني احسن اصوت والم عليك الناس واقول خاطفني “
فى لمح البصر تناول سلاحه وصوبه رأسها مهددا : كلمه تاني هفجر دماغك.
تلاقت عينيه بعيونها المنتفضه المذعوره لوهله فشعر بسيال كهربي من المشاعر اقتحمه دفعة واحده .. تجاهل حروبه الداخليه و رجع سلاحه في مكانه واعتدل في جلسته متأهبا للقياده ومازال كفها عالقا بمقود سيارته
ابتعد عن القسم قليلا
(فجر )بنفاذ صبر : بقووولك نزلني .. الله !!! انت مش بتفهم ليه؟
وقف سيارته فجاه جانب الطريق .. واخرج مفاتيح الكلبشات من جيبه واخيرا حرر كفها ..تأوهت قليلا وسرعان مادارت بجسدها واضعة كفها ع مقبضه الباب لتفتحه
جذبها من معصمها حتي ارتطم ظهرها بالمقعد الجالسه عليه وبذراعه الاخر قفل الباب الذي فتحته
“هاا احكي هربتي ليه من مراتي ابوكي وجوزها .. سامعك “
(فجر) معانده : حاجه متخصكش ..
هشام ساخرا : متخصنيش ازاي وانا متورط معاكي في قضية تهريبك .
رمقته بعيون دامعه على كفه القابض علي معصمها بقوة
فهم (هشام) ماترمق اليه وبتلقائيه ابعد كفه عنها وبنفاذ صبر
– هااا احكي !!
نظرت له بعيون راجيه متوسله
” سيبني امشي ممكن!! .. وشكرا علي تعبك وانا مكنتش قاصده اورط حضرتك ولا حاجه “
(هشام) احمر وجهه بعصبيه وجز علي اسنانه وارتفع صوت انفاسه المتتاليه متوعدا
” مافيش زفت انجزي .. والا ورحمة ابويا ارميكي في الحجز دلوقتي “
نظرت له بعيون دامعه رأي فيهم نظرة تائهه تحتاج لمن يرشدها للطريق ينقذها من عتمة الظلام
هدأ من روعه قليلا : هاا سامعك قولي
وبدات تروي عليه قصتها حتي تتخلص من نظراته الناريه
“ابويا لفت عليه واحده اسمها (عنايات) وخدته من امي .. امي صممت علي الطلاق لما اتجوزها واطلقت .. كنت ٨ سنين وقتها .. لما كان عندي ١٨ سنه امي ماتت آخر يوم امتحانات ٣ ثانوي روحت اعيش مع ابويا اللي رفض يوديني الجامعه عشان مصاريفها كتيره عليه .. وللاسف اتقبض عليه من ٣ سنين .. مراة ابويا اطلقت اتجوزت بعد العده من واحد اسمه (غازي) وطول السنين دي وانا عايشه اخدمهم استحملت وعشت في بيت ابويا مكنش ليا مكان غيره “
هشام بعدم تصديق : حلو السيناريو دا مع اني مش مصدقك! بس جايه تهربي دلوقتي ليه؟! .. مهربتيش ليه من زمان.
ذرفت دمعه من عينيها سالت علي وجنتيها
“والله كنت مستحمله وراضيه بس هما اجبروني اتجوز من من واحد اد ابويا عشان الفلوس وهو متجوز 3 وانا الرابعه و__ “
هشام باهتمام : سكتتي ليييييييييييييييييه كملي
ابتلعت فجر ريقها : فرحي النهارده مكنش قدامي حل غير اهرب علي مصر واشتغل اي شغلانه هنا .. ولو ركبت من الموقف رجالته متنطورين ف كل حته مكنش قدامي غير عربية حضرتك والعسكري بيركنها قدام المركز .
انخلع قلبها من مكانه عندما رمقها بنظرات يتوهج منها الغضب
قطعهم سماع صوت رنين هاتفه
انحني باحثا عليه .. انتفض جسدها خشية من ان يكشف امرها ويعلم بمصيبتها بعدما نجحت فى الانفلات من شره
“فين موبايلي!!؟؟ “
(فجر) بارتباك : معرفش .. ممم هنا .. لا لا مشوفتوش
شك ف امرها … ثم انحني قليلا ممسكا بقدميها ليدفعهم جنبا يبحث تحتهم الي ان وجده
“ايوة يارهف انجزي .. حصل ايه! “
(رهف) بنفاذ صبر وثرثرة وهي تجوب بخطوات سريعه :
” يالهووي ياابيه انت كمان اتجوزت علي ( مياده) .. طب اجوزها هي الاول طيب ومادام اتجوزت معزمتنيش ليه علي الفرح “
(هشام ) :ف ايه يارهف .. ومالها مياده؟!
ضربت جبهتها بكفها
“شوف يابيه كان عندي امل انك تصالحها .. بس بعد اللي عرفته عنك فتحت ع نفسك ابواب جهنم وغير كده اخووك الدكتور بتاعنا ولا علي باله مقييم في المستشفي مابنشوفش وشه مافيش غير مصايبه اللي شغاله احل فيها ليل نهار انا خلاص تعبت منكم بقولكم اى ما تجوزونى “
زفر بقوة قائلا
“بطلي رغي ع الفاضي .. اهدي بس وفهميني مالها ( مياده) “
وقع الاسم علي اذان ( فجر ) كالصاعقه التي رجت كيانها دارت سريعا لتهرب من حصاره في ظل انشغله بهاتفه
فتحت باب سيارته ..للتفاجئ بقبضته الحديديه علي ذراعها جعلتها تتسمر في مكانها والقي عليها نظرة تحذيريه ناريه
عقدت ( رهف ) ساقيها في منتصف فراشها محتضنه دبدوبها
“اصلها اتصلت بيك من شويه وفى واحده ردت عليها وقالتلها انها مراتك وبس !! .. يلا اتصرف ياابيه انا خلاص عزمت كل صحابي ع الفرح ومش هلغي العزومه للمرة التالته اتصرف والا هموتلكم نفسي .. هموت والبس الفستان الجديد ياناس حسو بيا .. المهم ياابيه قولي انت اتجوزت صح! .. طب مين هي مش تعرفني عليها طيب .. دانا حتي اختك من زمان يعني وووو”
بدون مقدمات انهي المكالمه .. (رهف) مازالت مكمله حديثها طويلا الا ان اقتطب حاجبيها وزمت شفتيها عندما نظرت الي شاشه جوالها
” اوووف عمره مايقولي سلام زي البني ادمين .. عملتو ايه انا لسه بكوون ياادوب هنطق بيقفل في وشي “
استدار (هشام) اليها بجسده والشراسه تحتل حدقة عينيه
“انتي ردتي ع تليفوني!!؟ “
تراجعت بجسدها للخلف ثم هزت راسها يمينا ويسارا بالنفي، ثم قبض علي معصمها بقوه
“وكمان قولتي انك مراتي!! “
ارتفع صوت انفاسها المتتاليه وارتعش جسدها قائله بتوتر
” لا .. آآه .. لا محصلش “
رفع حاجبه ماكرا ثم عاد النظر الي شاشه هاتفه باحثا عن شيئا ما لتتفاجئي بسماع مكالمتها الصوتيه
وضعت كفيها علي فمها بتلقائيه مع اتساع حدقة عينيها اللتين اغرورقتن بالدموع
لتقول بصوت متقطتع : ماهو اصلوو يعني هفهك __
ليقاطع حديثها عندما القي نحوها نظرة الثعلب الحذر حين تأتي اللحظه المناسبه لينقض علي فريسته
عض هشام ع شفته السفليه متوعدا وهو يقود سيارته “افهممم اييييييييييييه دانتي ليلتك سووووووووده “
■■■
” شجار الاخوه “
واقفه في المطبخ تعد مج من النيسكافيه متمتمه بأغانٍ غير مفهومه .. ثم استدارت بجسدها ممسكه بمقبض الغلايه الكهربائيه وسكبت محتواها بداخل المج .. شرعت في تقليبهم محدثه نفسها اثناء تذوقها
” ياسلام عليكي يابت ياروفا .. احسن واحده تعمل نيسكافيه فيكي يابلد ”
خرجت من المطبخ بخطوات متمهلة وهي ترتشف مشروبها الساخن بانسجام كإنه مخدر حلال يُهدأ اعصابها .. اقتربت من السلم لتصعد الي غرفتها ولكنها توقفت علي صوت فتح الباب الحديدي فتقول مهلله
” الدوك بتاعنا اخيراً تنازل وتواضع وتكرم وقرر يطل علينا طلته البهيه .. عاش من شافك يادكترة ”
ركل الباب بقدمه وهو يحمل علي معصمه سترته فالقي مفاتيحه علي المنضدة اقصي يسار الباب ليقول متأففاً.
– ياانهار رغي !!.. يابت افصل والله مصدع مافيش دماغ لزنك.
قطبت حاجبيها 111 متحدثه بمسايسه اشبه بالثقه
– اقولك اي احترمني كده عشان جايبالك شويه اخبار من وش القفص .
دني منها واخذ مج النيسكافيه من بين حصار راحتها ليتذوقه ثم رفع حاجبه قائلا
– مش حلو خدي خدي وبلاش البصه دي ..
خطفته من يده سريعاً
– احسن بردو .. المهم تعالي احكيلك شوفت اللي حصل واللي جري ؟؟
عقد ساعديه امام صدره متكئاً علي درابزين السلم
– لا مشوفتش .. قوليلي اي اللي حصل واللي اتنيل و جري !!
جلست علي احد درجات السلم ثم ثنت ركبتيها واتكأت بمعصمها عليهما ساخرة
– طبعا وانتي هتعرف منين!! واحد مقضي حياته كلها بنات ف بنات .. يازيزو ارحم امي ياجدع انا مش كل شويه واحده تدخل تكلمني تشكيلي منك .. اقولك اعملي بلوك وريحني أو احذف Relationship اللي ما بينا .
لحف ( زياد) سترته علي كتفه بنفاذ صبر قائلا
– لا انتي شكلك فاضيه بقي وسعي كده خليني اروح انام.. انا مطبق ليا يومين .
ارتفعت نبرة صوتها سريعا
” استني بس اقولك علي المصيبه اللي حلت فوق دماغنا مش اخوك سياده الرائد طلع متجوز!! ”
نظر لها بعيون ضيقه متسائلا
” ومحدش عزمني علي الفرح لييه؟ ”
زفرت بضيق وحنقه
– ماهو دا اللي مطير برج من دماغي .. يعني خطب مرتين وفشكل وقولنا مافيش نصيب !.. ممرمط الغلبانه اللي استحملته طول السنين دي وقولنا هبله وبتحبه تشرب بقي.. انما يتجوز من غير مايقولنا هنا بقي
(The secret is hidden )
وانا مصيري هفضل وراه لحد مااعرف ايه اللي مخبينه عليا في البيت دا ياولاد السيوفى ..
مسك جبهته متأوهاً
” اقولك حاجه احسن ؟ ”
لتجيبه بتلقائيه وهي تبرم الكوب بين كفيها
” ياريت ”
شرع ( زياد ) في صعود درجات السلم بخطوات متثاقلة
– انتي لو فضلتي علي حالك دا .. استهبال ودلع ومناخيرك اللي مدخلاها في كل حاجه دي.. هتسقطي !!
لتجيبه ساخرة
– ” علي اساس ان السنه اللى فاتت كنت من اوائل الدفعه !! اتلهى ????”
القي سترته علي ظهرها بنفاذ صبر مما جعلها تتأوه ضاحكه
– بطل هزارك البايخ دا ياعم انت .. كله ضرب ضرب كده!!
اكمل طريقه لاعلي قائلا
– اومال ماما وبسمه فين مش سامع لهم صوت ؟!
ضاقت حدقة عينيها بخبث
– وانتَ بتسأل علي ( بسمة ) ليه بقا .. ها قول قول.
نظر لها مستنكرا
– ماهي لو قاعده مكنش زمانك فاتحه التحقيق دا معايا !
قامت سريعا وركضت خلفه بثرثره
” اه صح عندك حق .. هي سافرت بلدهم امبارح وسابتني .. وطبعا انت ليك ٣ ايام محدش يعرف عنك حاجه فطبيعي متعرفش هي فين .. اصل عمها اتصل بها وقالها تعالي عشان فرح ابنه النهارده .. اما ماما بقي ياسيدي نزلت من الصبح بدري علي الشركه .. عارف ليه هقولك اصلها هتمضي عقد مع شركه اجنبيه هما عليهم الديزاينر وماما عليها التنفذ بمقابل فله ..”
وصل سويا الي باب غرفته ليضع (زياد) حدا -لبوتجاز الرغي- الذي اشتعل بداخل فمها مشيرا بكفه
– بس ايييييه !! افصلي يابابا لوكلوك لوكلك مابتصدعيش عضلة اللسان عندك مابتوجعكيش ؟!
قطبت حاجبها مصطنعه البراءه
– للاسف ربنا خلقني باخد بالي من ادق التفاصيل.. هتعترض على خلقة ربنا ياخي !!
دلف الي غرفته وصفع الباب في وجهها بقوة مما جعل جسدها ينتفض قليلا
” ع فكره يادكتره مش اخلاق اخوات دي خالص “
قالت جملتها بضيق وهي تضرب الباب براحة كفها
تجاهل تام من اخيها الذي القي بجسده في منتصف مخدعه خالداً في سبات عميق.
■■■
“انقلاب القريه رأسا علي عقب”
انتشر جيوش (زيدان نصير) في جميع انحاء تلك القريه صغيرة الاتساع كأسراب الجراد المتجمع علي حقل سكر لنجره ، هائمين علي وجوههم خشية علي حياتهم من الموت الذي يلقي علي عاتقهم من ذلك الرجل الفظ .
تقدم وخلفه حاشية من الرجال الذين اقتحموا بيتها الصغير
ارتجف جسد ( غازي ) وقفز الرعب بداخله وهو يُقدم له التحيه
– جناب العمده .. اتفضل اتفضل حلت علينا البركه .. ممم بس هو في ايه ؟
نكزه ( زيدان ) بمؤخرة عكازه في كتفه بقوه جعلت جسده ارتطم بالارض متالماً ، ندبت زوجته علي وجهها ثم جثت لتربت علي كتفه صارخه
” غاااااازي !! اسم الله عليك “
– فين البت دي .. كيف اكده تهرب .. دانا هطلع روحكم في يدي.
قال زيدان جملته الاخيره مهددا وهو بداخله بركان علي وشك الانفجار تجمعوا اهل القريه امام بيتهم متحديثين بخفوت وتمتمة ارتجف جسد (عنايات) متوسله
– احنا في عرضك ياجناب العمده ارحمنا .. دي قالت راحه تجيب ميه من البير وتعاود .. كنا هنعرف منين انها هربت .
اغتاظ غيظا لامثيل له وهو يركل زوجها بقدمه في جنبه
– عشان اغبيه كلكمم بهايم ..
ليدور بجسده بصيغه آمره نحو رجاله تكاد النيران تخرج من اذانه
” تجيبوا البيت دا عليه وطيه .. والبت دي تكون عندي قبل سواد الليل فاهمين ياغنم ”
ليقطع حديثه ذلك الطفل ذو العشر سنوات راكضا نحوه مخترقا صفوف الجميع وخلفه الخفير( مسعود)
– ياجناب العمده .. انا عارف ابله (فجر) راحت فين ..
قبض علي كتف الصغير حتي رج جسده بنظرات ناريه
” انطق راحت فين .. احكي”
##فلاش باك ##
هائمة علي وجهها كالمضل لطريقه .. تجول عينيها يمينا ويسارا .. بخطوات متسارعه ملثمة الوجه .. الي ان وصلت الي راس البئر تلتقط انفاسها بصعوبه مستنده بذراعيها علي ركبتيها مستجمعه شتات قواها ثم وثبت قائمة راكضة خلف جدران المنازل .. لتتفاجىء بذلك الخفير المرتدي عمته وجلبابه يترقب خُطاها بعيون حاده كالصقر .. اتسع خطي ساقيها ممسكه بقلبها الذي يرقص هلعا ورعبا من ذلك الشخص الذي سيفسد مخططها .. مكثت تهرول كمن يبحث عن ضوء في جوف الظلام لتهتدي به .
آتي شخص اخر من الخلف متسللا بحرص ليضع يده علي فم ذلك الخفير كاتماً لانفاسه وسحبه للخلف حتي اختلي به خلف احد الجدران .
اكملت العيون سيرا خلفها تتمثل في ذلك الصغير الذي نهض مبكرا لري الارض الزراعيه واعتراه الفضول للسير خلفها دون ان تراه .
وصلت للطريق السريع وسرعان ما اختبئت خلف احد السيارات عندما رأت رجاله منتشرين في بقاع مقصدها
ظلت طويلا تترقب الوضع حتي اوشكت خططها بالفشل وتعالت انفاسها رعبا بمرور احد رجاله بجوارها
وضعت اناملها علي فهمها محاولة كتم انفاسها وسرعان ما آتت سياره فخمه لتعوق طريق ذلك الشخص وتقف بالقرب منها .
اقترب الصغير منها رويدا رويدا لم يبق امامها سوا الاختباء داخل تلك السيارة املا في نقلها خارج هذه البلدة التي يتعشي اهلها بخبز الظلم والقهر
ركض نحوها ذلك الصغير مما جعل قلبها رج بداخلها لندائه
” ابله فجر ياابله فجر ”
وعلي الفور ات صاحب السيارة لينطق بسيارته في انسب توقيت اغمضت عينيها مصاحبة تنهيدات مكتومه بارتياح لتنعم باول نسمات الحريه .
##بااااك##
استمع الجميع لحديث الصغير وهو يروي عليهم ما رأه في ظل ذهول ودهشه من الجميع والف علامة استفهام رسمت علي وجوههم .
نهره (زيدان) : انطق وقولي عربية مين اللي ركبت فيها
* مخابرش ياجناب العمده بس هي كانت سودة وبتاعت ظابط من القسم .
القي نظره آمرة لاحد رجاله
” روح شوفلي مين الظابط اللي مش فالقسم دلوق يلا ”
ثم اتجه مجددا للصغير
– طب قولي مين الرجال اللي كتم نفس الخفير
هز الصغير رأسه نفيا: كان مغطي وشه مشوفتوش ياجناب العمده .
جلس ( زيدان ) علي الاريكه مفكرا ليسأله الصغير القاطب لحاجبيه
” يعني اكده خلاص ابله (فجر) مش هتذاكرلنا تاني ”
لم يلق اي جواب منهم .. سبح (زيدان) في بحر افكاره تائها في المصيبه التي وقعت علي راسه اضعاف وفشل كل مخططه
(عنايات ) الجالسه ارضا وبداخلها لهيب النيران يشتعل
” يعني اكده هربت خلاص!! .. والله وطلعتي ناصحه يابت (مديحه)! .. طول عمري اقول عليها دي مش (فَجر) دي فُجر .. اهو حطت راسنا كلنا في الطين وخلت سيرتنا علي
كل لسان ”
لينهرها (زيدان) المستند علي عكازه بشراسه : اكتمي يامره .
تراجعت للخلف لتختبئ خلف كتف زوجها الملقى ارضا وتراقبه بعيون مرتعشه وهو يضرب الارض بطرف عكازه الى ان اخترق اجتماعهم قدوم خالد الذي يلتقط انفاسه بصعوبه وهو يهتف قائلا
– الحقنا ياعمى خديجه اختى من امبارح معاودتش البيت وايوب عيقول فى واحد قاله انها روحت وتقوله حصلنى ….
– يادى الليله اللى مش فايته …
■■■
“لكل فعل رد فعل “
رجع ( هشام ) قسم الشرطه مجددا ثم دلف من سيارته صافعا بابها بقوه ارعبتها وهي تراقبه بعيون ضيقه منتظره مصيرها نتيجه مافعلته ، فتح بابها ثم رجعت بجسدها للخلف لم يبال اي اهتمام لجسدها المرتجف .. جذبها بقوة من داخل سيارته وهو ممسكا بمعصمها ثم ركل الباب بقدمه وساقها خلفه كما تساق البعير بخطوات اشبه بالركض جعلتها تفقد اتزانها
” والله انت ماطبيعي بقولك سيبني احسن اصوت والم عليك الناس “
اعتصر ساعدها بين كفه وبنبره تهديديه : اخرسي .. مسمعش نفسك احسن انا اللي ادفنك مكانك هنا .
دلف الي قسم الشرطه الي ان وصل الي مكتب احد زملائه فتح الباب بقوه دون استئذان وصفعه بقدمه بنفس القوي.
(علي) صاحبه كان واضعا ساقيه فوق سطح مكتبه وينفث في دخان سيجارته متحدثا في الهاتف
(هشام) بحده وحزم وهو يدفعها فوق الاريكه
“البت دي تترمي في الحجز دلوقتي ياعلي “
اعتدل (علي) في جلسته بعدما انهي اتصاله
“مالك بس ياسيوفي باشا هببتت ايه البت دي وانا افرمهالك “
رمقها بنظره ناريه يتوهج منها الشرار
“لا بس ارميها فى حجز انفردي كده .. اصلها محتاجه تتربي من اول وجديد “
(فجر) بانفعال وهي تلوح بكفها نحوه
” انت اكيد مجنون صح! .. انت فاكرها سايبه ولا ايه ياحضرة الظابط هو ايه اصله دا !!”
نهرها ( علي ) بقوة : دانتي اللي اتجننتي ياروح امك وكمان بتعلي صوتك علي (هشام السيوفي) دانتي ليله امك مش فايته.
كلامها كان له علقما استجمع شتات اتزانه ثم دني منها للحد الغير مباح حتي اخترقت انفاسه قانون المسافات ملامسه وجنتها
“عند (هشام السيوفي) لكل فعل رد فعل ياقطه .. نفذ يا(علي)”
انهي كلامه بابتسامة ثقة مزقتها (فجر) عندما نزل كفها علي وجنته بصفعه قويه جعلته يقبض كلتا يديه كالقابض علي الجمر واحمرت عيناه بنيران الغضب .. وعلي حدا تراجعت للخلف بجسد مرتعش تترقب رد فعله على جريمتها
تبادلت الانظار بينهم بذهول .. وقف (علي)امام (هشام) لانه يعلم بنيران غضبه القادره علي حرق مدينه .
” خلاص ياهشام .. ياعسسسسكري .. تعالي ارمي البت دي في الحجز “
قال (علي) جملته وهو يربت علي كتفي هشام الغارق في بحر غضبه واخذت رياح الشر تزمجر من داخله حتي اتي العسكري علي الفور لانقاذ (فجر) من لهيب نيرانه
استجمعت ما تبقي من شجاعتها وتحركت مع العسكري من جانبه ثم وقفت لبرهه هامسه في اذنه بشماته
” مش في قانون حضرة الظابط لكل فعل رد فعل!.. وانا سهلتها عليك علي الاقل تلاقي سبب تحبسني عشانه متشكره كنت شايله هم هبات فين الليله دى .”
استدار بجسده اليها لينقض عليها بعدما مرت علي جروح كبريائه وكرامته بكرباج اشعل بداخلهم نيران الثأر
علي الفور كبل ( علي ) يده صراخا بصوته الاجش بأن يأخذها العسكرى للخارج.
■■■
“ذكريات أليمه “
ركض ( النقيب علي ) لغلق باب مكتبه سريعا ، ثم دار اليه بجسده محاولا تهدئته
” هشام خلاص اهدي لو علي البت دي هتتربي وهتدفع التمن غالي ”
زفرا بضيق كإنه يود اطفاء النيران بداخله وهو يجلس فوق الاريكه محاولاً ادراك مافعلته تلك الحوريه التي تحولت لسمكة قرش وتخطت اعماق الحوت الكامن بداخله .
جلس (علي) بجواره بهدوء
– اجيبلك لمون ياهشام ؟ طب قهوة ؟!
انحني علي الطاوله المقابله ممسكا بمفاتيحه ثم وقف متأهبا بالخروج .
– لا .. همشي انا
قبل ان يحرك صديقه شفتيه للجواب كان اختفي من امامه
وصل الي سيارته التي قادها بسرعه جنونيه فقد انعقدت الذكريات حول رأسه كالسحابه السوداء وانهالت فوقه بثقلها حتي ضاقت عليه حد الاختناق جعلته يفرمل بقدمه فجاه مستندا برأسه علي مقود السياره يسترجع ذكرياته
##فلاش باك##
” كل دا تأخير ياهشام ”
نطق والده الجمله الاخيره في تمام الساعه الثالثه فجرا بعدما عاد (هشام) من سهرته الليله التي كانت اول واخر مرة يفعلها طيلة حياته دني منه بخطوات متباطئة وجسد منتفض
– اسف يابابا بس كنت بذاكر مع واحد صاحبي وكده.
* ومين صاحبك دا .. ومن امتي انا عودتك تذاكر مع صحابك؟!
ابتلع ريقه بعيون متردده
– اسف يابابا مش هتتكرر تاني .. بعد اذنك
نهره بقوة وبنفس نظرات العيون التي ورثها عن اباه
* خد هنا ياولد انا مخلصتش كلامي عشان تمشي.
تسمر امامه بينما قرب والده منه بخطوات متثاقله داعيا ربه يكذب ظنونه ليستنشق رائحه ملابس .. مما جعل جسد يرتجف (هشام) كالواقف علي ارض طينيه
* والمذاكره دي ماتنفعش غير بسجاير!
استدار بجسده اليه متوسلا
– يابابا اصل __
ليفاجئه بلطمة قويه تركت اثاراً فوريه علي وجنته وذكرياته كالوشم القابع ..
##بااك##
فزع هشام من مقعده بانفاس متقطعه وهو يتذكر تلك التي تخطت حدودها علي قوانينه وقواعده متوعدا لها باشد عقاب وهو يهم ليشعل سجارتان فى آن واحد فلا يعلم كم ورقه من التبغ كافيه لينسي التى مرت على كرامته بسلك شائك .. غاص فى الصراع المحتدم بين قلبه وعقله الذي سيفقده حياته ذات مرة .
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية ابن الجيران للكاتبة سهيلة سعيد