روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الرابع والعشرون

رواية وسام الفؤاد البارت الرابع والعشرون

رواية وسام الفؤاد الحلقة الرابعة والعشرون

صلوا على خير الأنام ❤️
✨✨✨
“إنتِ رايحه فين؟ حاسبي هتقعي”
علمت هويته من صوته ورفعت رأسها تُطالعه وهو يمسك ذراعها…
وفي ناحية أخرى نظرت ابنة عمها الكبيرة لامها قائلة بسخرية:
-شايفه المنتقبه الي عامله فيها محترمه بتعمل إيه!
أطلقت والدتها ضحكة خافتة وقالت ساخرة:
-لا هي ولا أختها يعرفوا معنى التربية
تدخلت نغم بالحديث وقالت بسخرية أشد:
-لا إنتِ إلي عيالك متربين خالص… المشكله إنكوا بتكذبوا الكذبه وتصدقوها يعني البنتين دول أنا عمري ما شوفت منهم حاجه
تابعت نغم جملتها بضحكة صاخبة مستهزئة، فردت عليها زوجة العم بتجهم ونبرة هامسة:
-ما بلاش إنتِ يا نغم… متنسيش إنك السبب في تشويه سمعتهم في البلد كلها
مالت نغم نحو أذنها وقالت بهمس ومكر:
-متنسيش إنها كانت خطتك يا مرات عمي
نفخت السيدة بضيق وامتعضت ملامحها وهي تنظر نحو سديل متمنية انتهاء الوقت سريعًا…
***********
حدقت به سديل نظرت لأعماق عينيه أمَ اكتفى قلبها الضعيف مواقف حرجة مع هذا!!!
نظر لها أحمد متأملًا عينيها في محاولة منه لمعرفة حالتها، توقف العالم من حولهما لحظات مرت عليهما يُحدقا ببعضهما وتتحدث النظرات دون كلام، شعرت سديل بارتفاع حرارة جسدها تسارعت دقات قلبها وارتفع معدل تنفسها، وحين أفاقت لحالها سحبت ذراعها منه ورجع هو خطوة للخلف وهو يفرك عنقه بارتباك وتوتر، التفتت سديل حولها تتمنى ألا يرى أحد حالتها تلك ولكن ما كل ما يتمناه المرء يناله! أغلقت جفونها بأسى حين رأت زوجة عمها وابنتيها ونغم يطالعونها، تبدل حالها وشعرت برجفة في قلبها دكت كيانها، زال شعور الحرج ليتبدل بشعور أخر خائف ملتاث لاشك أنهن أسأن الفهم! طأطأت رأسها لأسفل تفكر فيهن وتناست وجود أحمد الذي ظن أنها خجلة، فخرج صوته المرتبك:
-أ.. أنا آسف كنت خايف تقعي… و.. واضح إن إنتِ كنتِ فكراني رحيل فحصل خير يعني..
قال جملته الأخيره ثم مسح على ذقنه عدة مرات وازدرد ريقه مرة بعد الأخرى وهو ينظر أسفل قدمه، رفع رأسه لها حين تحدثت بتماسك:
-لو سمحت امشي مينفعش وقفتنا دي!
اقترب منها خطوة وهو يحدق بها قائلًا:
-طيب بس أطمن عليكِ الأول… إنتِ كويسه؟
أومأت رأسها وهي تعود خطوة للخلف قائلة:
-الحمد لله… بعد إذنك بقا إمشي عشان بيبصوا علينا!
نظر خلفه فوجد تلك النظرات التي يشع منها خبثًا وحقدًا، هؤلاء النساء مازلن على حالتهن يُحدقن بهما، يتغامزن ويهمسن لبعضهن، نظر نحوها مجددًا وقال:
-تمام… همشي بس….
أشار بكلتا يديه على يمينه مردفًا: ارجعي ورا شويه عشان متقعيش…
أومأت رأسها دون أن تنبس بكلمة اتجهت خطوتين جهة اليمين في هدوء وانصرف هو لكنه ظل يُطالعها من الأعلى لفترة وهي تقف لحالها عاقدة ذراعيها أمام صدرها مبتعدة عن كبكبة الداخل، وصفها بالهادئة والناعمة وردد بابتسامة:
-بسكوته..
التفتت سديل تنظر للداخل أثر أصوات التصفيق والزغاريد والأغاني الصاخبة، ابتسمت وهي ترى أختها ترقص بسعادة ممسكة بيد چوري التي تشاركها بابتسامة عذبة والبقية يصفقن بسعادة رفعت عينها لأعلى قليلًا لتراه يستند بمرفقيه على سور المركب الحديدي ويُطالعها بابتسامة، فاتسعت ابتسامتها هي الأخرى لكنه لم يراها.
عقد أحمد حاجبيه وهو يشير لها لتدخل عند النساء فهزت رأسها بأنها لا تريد فأومأ رأسه متفهمًا وأرسل لها ابتسامة أخرى.
لم تفارقها نظرات ابنة عمها الحاقدة وهي تراها تتحدث مع أحمد بلغة الإشارة، مما أثار الريب بداخلها أنهما على علاقة!!.
صلوا على خير الأنام ❤️
_________________________
تولت فرح مهمة الزغاريد بين كل وهلة وأخرى تُطلق زغرودة عالية وتلكزها والدتها لتتوقف لكنها لم تكترث بنظرات والدتها الحانقة يكفي أنها منعتها أنا تنهض من مكانها لترقص معهن معللة بأنها حامل وكل حركة بحساب وأنها وصية زوجها يوسف، فانصاعت فرح لأمرها ممتعضة.
********
سُرعان مر الوقت وانقضت الحفلة وأخذ الجميع بالنزول عن ظهر المركب، وعلى الرصيف وقف وسام جوار سديل التي كانت أول من يرتجل عن المركب وأخذت تقول بابتسامة ساخرة:
-إنتِ كئيبة يا بت يا سديل مش تيجي كده ترقصي معانا وتفرفشي ما احنا كنا ستات بس!
سمعتها ابنة عمها الكبيرة “سحر” ووقفت مقابلهم
ا قائلة بسخرية:
-معلش يا حبيبتي أصلها كانت مشغوله مع حد تاني
نفخت سديل بضيق وقالت بحدة:
-قصدك ايه يا سحر؟
أطلقت سحر ضحكة خافتة معقبة بخبث:
-والله إنتِ فاهمه قصدي كويس يا حبيبتي
اقتربت منهن نغم التي ابتسمت بخبث قائلة:
-اهلًا ازيك يا سديل..
نظرت لوسام التي تمسك ذراع سديل بقلق وكأنها لم تنتبه لوجودها إلا الآن وقالت نغم بتعجب زائف:
-الله وســــام هنا!
لم تعقب وسام ونظرت لسديل قائلة برجفة:
-تعالي يا بنتي نمشي من هنا
ضحكت نغم وقالت ساخرة:
-استني بس يا وسام دا إنتِ ليكِ وحشه يا شيخه دا إحنا كنا هنبقا ضراير!
وقفت سديل أمام وسام وقالت بوجوم:
-عايزه إيه يا نغم اتلمي وعدي الليله!
داعبت نغم خمار سديل وغمزت بعينيها قائلة بدلع:
-ما أنا معديه الليله يا سوسو والا كنت عملتلك دوشه وإنتِ واقفه مع الجو!
قالتها نغم وهي تشير بإبهامها للخلف، قطبت وسام حاجبيها وقالت بتعجب:
-جو ايه؟!!!
أزاحت سديل يد نغم عنها بعنـ ف وقالت بحدة:
-هقول ايه ما هو الوسخ بيكون فاكر كل الناس زيه
كانت سحر تبدل النظرات بينهما وانصرفت لأنها علمت أن الموضوع لن يمر إلا بشجار حار وهي في غنى عن وجع الرأس!
نغم بحدة:
-احترمي نفسك يا بت إنتِ ولا واحشتك العلقه بتاعت زمان!
أقبل سالم نحوهما مهرولًا ووقف جوار نغم رافعًا إحدى حاجبيه وبدل نظره بين وسام وسديل قائلًا بضجر:
-مالك يا نغم حد من الكلاب دول ضايقك
ضحكت سديل بخفوت وقالت بسخرية:
-أهو دكر البط بتاعك جاي نافش ريشه!
رمقته وسام بغيظ وقالت:
-أما إنك راجل مهـ زء! مين دول إلي كلاب!!
زفر سالم بقـ وة وقال بحدة موجهًا حديثه لوسام:
-اتلمي يا وسام متختبريش صبري
ضحكت سديل وقالت وهي تشير نحو المركب ‘فلم ينزل باقي الشباب’ وقالت بابتسامة ساخرة:
-ليه هو إنت فاكر انك هتقدر تعمل حاجه! يا بني فيه أسود جوه لو اتنفست يقـ طعوك
وقفت نغم أمام سالم فلا تريد توريطه بالشجار معهما، أشارت له بعينها ليفسح لها المجال فعاد للخلف، واقتربت نغم لتدفع سديل من كتفها بقـ وة قائلة بحدة:
-إنت قليلة الأدب متعليش صوتك على جوزي!
سديل بثبات:
-أنا فعلًا قليلة الأدب مع إلي معندوش أدب
سالم بفظاظة:
-متغلطيش في مراتي يا بت!
نظرت له نغم وأشارت بعينها ليصمت، وأخذ صوتهم يرتفع تدريجيًا ووسام تحاول تهدئة سديل التي صاحت:
-أنا أغلط زي ما أنا عايزه لأني ببساطه حره
جذبت وسام سديل من ذراعها قائلة بارتباك:
-كفايه يا سديل يلا نمشي من هنا
أوقفتها سديل قائلة:
-استني يا وسام
اقتربت سديل من نغم وقالت بهدوء مصطنع:
– عارفه يا نغم أنا قولتها قبل كده وهقولهالك تاني عمرك ما تخلفي طول ما جواكِ و*سخ كده
بدلت نظرها بين سالم ونغم مردفة بنبرة مرتفعة:
-ربنا يقطـ عكم من الدنيا
إلى هنا وبدأ الشجار ومسكت نغم بملابس سديل تجذبها بعـ نف فضـ ربتها نغم ولم تسلم وسام من أخذ بعض اللكمات تعالت صرخاتهن وسالم يُطالعهن ضاحكًا بسخرية وهو يرى زوجته تأخذ حقها وحقه من سديل، لا يعلم سالم مدى تأثير تلك الضحكات على مسمع وسام التي تسارعت أنفاسها ووضعت يدها على أذنها وهي تعود للخلف بخطوات بطيئة ومع كل دعسة قدم تتذكر تفصيلة من تلك الليلة الشنيعة، حتى انتبه الجميع لما يحدث، بحث فؤاد بعينيه عن وسام وركض نحوها غير مباليًا بكل ما يحدث حولها، أشار ليوسف ليأتي وأعطاه مفاتيح سيارته قائلًا:
– خد يا يوسف سوق إنت… هات فرح ويلا نمشي…
أشار يوسف لفرح التي تقف جوار والدتها بملامح مجعدة وجلة فأقبلت إليه، نظرت لوسام التي تغلق جفونها وتضع يدها على أذنها، وسألت فؤاد:
-في إيه هي وسام مالها…
ربتت على كتف وسام مردفة بتسائل:
-إنتِ كويسه يا وسام؟
لم يرد عليه ولم ترد وسام وربت فؤاد على كتف وسام قائلًا:
-وسام… فتحي عينك مفيش حاجه… أنا جنبك
سالت قطرات من الد**ماء من أنفها فقال فؤاد بهلع وهو يتلمسه بسبابته: لأ لأ…
نظر فؤاد ليوسف وأردف:
-بسرعه يا يوسف شغل العربيه
-طيب… طيب
قالها يوسف ثم أخرج علبة من المناديل من جيبه وأعطاها لفؤاد، جذب فرح المشدوهة من يدها لتركب جواره وهي تُطالع وسام بقلق عارم.
شغل يوسف محرك السيارة في سرعة فركب فؤاد جوار وسام بالمقعد الخلفي وانطلق يوسف بالسيارة، وأثناء الطريق ظل فؤاد يحاول تهدئة وسام يحاوط كتفها بذراعه ويقول بحنو:
-بس… بس مفيش حاجه والله أنا جنبك يا بابا… فتحي عينك
فتحت وسام عينيها وعندما رأته بدأت تهدأ تدريجيًا وانتظمت دقات قلبها واستقر معدل تنفسها ثم توقف نـ زيف أنفها سندت رأسها على صدره مغلقة جفونها تفكر هل حان الوقت لتخبره بما تواريخ! قررت أن تحكي له تفاصيل ماضيها… آلآن!!
نظرت فرح ليوسف وقالت مستفهمة:
-وسام مالها!!! أنا مش فاهمه حاجه
ليُقاطعها صوت وسام الباكي التي فتحت جفونها وقالت:
-عايز تعرف أنا اتحرقت ازاي؟!
فؤاد وهو يربت على كتفها:
-لو عايزه تحكي فأنا عايز أسمع ومستني ولو أن حالتك متسمحش!
ملئت فراغ بين أصابعها بأنامله لتستمد منه الأمان وتطمئن وأخذت تسرد عليه وهي تكبح دموعها محاولةً التماسك:
– في يوم بابا ومراته كانوا عند اخوها عشان تعبان… لقيت الباب بيتفتح افتكرتهم رجعوا بس اتصدمت لما لقيته سالم!
ارتفع صوت نجيبها، فارتفعت دقات قلبه أثر ذلك فهو يعلم من رحيل ما فعله ذاك سالم، ولكن لم تحكِ له رحيل تفاصيل ما حدث، شدد فؤاد ضمها والتفتت فرح تُطالعهما؛ وجه فؤاد الممتعض ووسام الباكية والشبه واعية! فأطرقت فرح سمعها وهي تعقد بين حاجبيها متعجبة ويعلو وجهها علامة استفهام.
عقبت وسام بصوت متحشرج وكلمات مترددة مرتجفة:
-حاول يقرب مني وقعدت أترجاه يبعد عني لكن مبعدش وكتفني وكمان ربط حاجه على بوقي لكن… لكن فجأة النور قطع… قومت وأنا مش شايفه حاجه وإيدي مربوطه… الباب كان مفتوح وهربت بسرعه على المطبخ!
سالت دموعه وهو يستمع لها يعصف داخله برياح غاضبة يتمنى لو يمسك سالم الآن ويأخذ ثأرها! أردفت من خلف شهقاتها:
-قعد ينادي عليا زي المجنون، كنت كاتمه نفسي وأنا بقول يارب استرني… وأنا ببكي من غير صوت…
شهقت باكية ووقفت كلماتها عن الإندفاع، فربت على ظهرها وقال بصوت مختنق من خلف دموعه بنبرة خافتة:
-خلاص يا بابا مش مهم تكملي… كفاية
اعتدلت في جلستها ورفعت وجهها لتُطالع ملامح فؤاد وقالت بملامح منقبضة:
-قام مولـ ـع في المطبخ يا فؤاد… بس برده خوفت أخرج… وفجأة النار بقت حوليا ووصلتلي ومسكت فيا وقعد يضحك ويتفرج عليا وأنا بقوله إلحقني ويضحك أكتر
شهق فؤاد باكيًا وأوقف يوسف السيارة فجأة فارتجت السيارة مع ارتفاع صوت الفرامل، ضمها فؤاد بقـ وة وهو يردد بانهيار:
-أنا آسف… آسف
عقبت وسام بنبرة مرتعشة ومرتفعة:
-أنا لسه سامعه صوت ضحكته… حاسه إني شيفاه واقف قدامي يتفرج عليا ويضحك…
بدلت نظرها بينهم وأردفت بجمود:
-أنا محدش صدقني كلهم قالو إن أنا إلي عملت في نفسي كده وقالي إني مريضه نفسيًا وبيتهيألي حاجات… بس والله أنا مبقتش مريضه إلا بسببه مكنش بيتهيألي يا فؤاد
ارتفعت أصوات النحيب فرح ووسام وفؤاد، أما يوسف فكان يبدل نظره بينهم ويتنفس بقـ وة وانفعال مما سمعه، ضـ رب محرك السياره بيديه وقال بغضب:
-دا لا يمكن يكون شخص طبيعي!
ثار فؤاد وقال بانفعال:
-والله ما هسيبه يا يوسف مش هسمحله بعيش ويتهنى وأنا مراتي بتتألم بسببه
يوسف:
-اهدى يا فؤاد أكيد مش هيتهنى وأنا وانت عارفين نهايته هتكون ازاي بس الصبر!
قبض يوسف على يد فرح ليُهدئها، فترة مرت عليهم يحاولون استيعاب ما قالته وسام حتى رأن الصمت عليهم وهدأت رياح الغضب بداخلهم، فتنهد يوسف بعمق وانطلق بالسيارة دون أن يعبر أحدهم عما بداخله بكلمة واحدة…
استغفروا🌹
___________________
“إنتِ مجنونه والله مريضه!”
قالتها سديل بهسترية بعد أن نزعت نغم عنها نقابها وألقته بمياه النيل، ثم عادت لها مرة أخرى وهي تصيح:
-برده بتغلطي طيب والله ما هسيبك يا سديل
استجمعت سديل قوتـ ها ودفعتها بقـ وة فارتطمت نغم بالأرض مما أثار غضب سالم واقبل نحو سديل وهو يصيح بغضب:
-أنا ساكتلك من بدري بس الظاهر إنك عاوزه تتربي
قبل أن يقترب أوقفته نغم قائلة:
-خليك بعيد يا سالم أنا هتصرف معاها
أصبحت سديل مشوشه تريد أن تخفي وجهها وتريد أن تدافع عن حالها ضد نغم، فالتفت جوارها لترى أختها تركض نحوها يتبعها الشباب، فأصبحت في ورطة كيف تُخفي وجهها!!
جذبتها نغم من مرفقها وقالت بحدة: بينا حساب ومش هسيبك إلا لما أخلصه
أخذت نغم تضـ ربها ووقف سالم يطالعهما بابتسامة ساخرة، سرعان ما تدخلن النساء لفض النزاع كانت زوجة العم وبناتها يمسكن بنعم التي تحاول الإفلات منهمن وتصيح وهي تنظر لسديل:
-ماشي… فلتِ من تحت إيدي المره دي يا و***سخه
بصقت نغم على الأرض بحنق، لم ترد عليها سديل وارتمت بأحضان شاهيناز تبكي وتخفي وجهها.
وقف سالم جوار زوجته وجذبها من يدها ليهدئها وهو يهتف بابتسامة ساخرة:
-خلاص يا نغوم أخدتِ حقنا وزيادة
أقبلت رحيل نحوهما وصاحت بحنق:
-انتوا جاين ليه؟!!!
أغلق سالم جفونه بنزق وضغط على أسنانه قائلًا:
-بقولك ايه ابعدي عن وشي أنا ماسك نفسي بالعافيه
نظرت رحيل لعمها وصرخت بانهيار:
-إنتوا جاين ليـــــه… هاه جاي ليه يا عمي؟
عقد عمها بين حاجبيه وقال بندم:
-الحق عليا قولت مسيبكيش لوحدك… مهما كان بنت أخويا نروح نشرفها وسط عيلة جوزها!
ابتسمت رحيل واعتدلت في وقفتها قائلة بسخرية:
-قصدك نروح نقرفها صح؟
صاحت سحر بحدة:
-متعليش صوتك على أبويا
عقبت رحيل بغضب:
-وإنت مالك بصوتي يا سحر اعلي زي ما أنا عايزه
قالت زوجة عمها بنبرة حادة:
-إحنا بنستعر منكم إذا كانت إلي لابسه النقاب بتمسك ايد الراجل وتنام على كتفه يبقا التانيه عملت ايه الله أعلم!
رفعت رحيل سبابتها بوجهها وقالت:
-متغلطيش في اختي ولا تجيبي سيرتها فاهمه؟!
وقبل أن تتحدث أي منهما رفع عمها يديه مقاطعًا وقال بحزم:
-بس خلاص كفايه لحد كده يلا نمشي من هنا
كان محمود يقف جوارها يستمع للحوار دون تعليق وقبل انصرافهم قبض على يد رحيل اوقفهم
صوته قائلًا بنبرة مرتفعة:
-من النهاردة رحيل مراتي يعني كرامتها من كرامتي وسمعتها من سمعتي… وإلي هيمس مراتي بكلمة أنا إلي هحاسبه
ترك يدها واتجه نحو سالم يُطالعه بنظات مدلهمة مردفًا:
-سامعني؟! إلي يمس مراتي بكلمه أنا إلي هحاسبه
وعلى حين غرة لكمه محمود بوجهه وهدر به بغضب:
-وأنا مراتي ميتقلهاش امشي من وشي! ولا تبصلها بطرف عينه أصلًا
تأوه سالم ممسكًا بوجهه وقبل أن يفوق من أثر اللكمة مسكه محمود من تلابيبه مجددًا وركله ببطنه قائلًا:
-دي بقا عشان تبقا تسيب مراتك تضـ رب أختي الصغيره إلي هي سديل!
انحنى سالم أثر الركلة فجذبه محمود ليستقيم مجددًا وبدأ بتصويب عدة لكمات لوجهه، انتفض أولاد عمومته واقتربوا يخلصونه من يده فتدخل باقي الشباب لفض الاشتباك.
هدأت النار التي تأج بقلب أحمد بعدما فعله محمود.
وغادرت عائلة رحيل مستقلين سيارتهم وهم يرمقونها بنظرات غاضبة قبل مغادرتهم للمكان برمته، ووقفت رحيل تنظر نحو أختها تارة ولمحمود والشباب الواقفين على مقربة منها تارة ولأثر عمها وعائلتها تارة أخيرة بوجه متجهم وملامح منكـ سرة، فقبض محمود على يدها ليجذبها نحو سيارته قائلًا بحنو:
-تعالي يا رحيل
*******
لم تكن نهاية الحفلة أفضل ما يكون ركبت رحيل السيارة جوار سديل بالمقعد الخلفي ومحمود يقود السيارة، عدلت سديل حجابها ليكون نقابًا مؤقت يواري وجهها، ران الصمت بينهم لتقطعه سديل وهي تميل نحو الأمام وتقول لمحمود بامتنان:
-شكرًا… وأنا آسفه جدًا عشان أنا السبب من البدايه في الي حصل ده أنا بجد غلطانه!
محمود بابتسامة عذبة:
-يا بنتي تعيشي وتغلطي وأنا أفـ رم إلي يرد عليكِ
ابتسمت سديل فلأول مرة تشعر بأنها لن تسقط مجددًا وأن هناك من تستند عليه عندما تدفعتها مصائب الحياة….
وظلت رحيل تُطالع محمود خلسة معجبة به وبكلامه وضحكته وكل حركاته وهو يتحدث عبر الهاتف، لكم أعجبتها غيرته عليها وحمايته لها ولأختها…
لا حول ولا قوة إلا بالله ❤️
_______________________
وفي الأتوبيس كان الجو مشـ تعلًا والدة محمود المتبرمة مما سمعت ورأت بأم عينها من عائلة رحيل الغاشمة، وأحمد الذي رفض أن يركب معهما السيارة وها هو يجلس جوار ابن عمه الذي يتحدث معه عما حدث متعجبًا، حتى قال:
-بس العروسه زي القمر وأكيد أختها حلوه زيها!
طالعه أحمد بنظرات حارقة وقال بحده:
-لا بقولك إيه فرمل بقا يا خفيف…
ربت أحمد على كتفه مردفًا ببسمة باردة:
-وياريت ملكش دعوه بأختها ولا بيها أصلًا… يارب تكون فهمتني!
تنحنح الشاب وقال متخابثًا:
-يا نهار أبيض دا أنا فهمتك قوي فهمتك جدًا فهمتك خالص
أطلق أحمد تنهيدة طويلة ونظر للإتجاه الأخر هاربًا من شعاع نظراته الماكرة، أخذ الشاب يرمقه بنظرات جانبية وهو يغني بمكر: يا سلام على الحب لما يدق بابك فجأه…
لكزه أحمد بذراعه بقـ وة ثم أطلق ضحكات خافتة وشاركه الشاب…
ومن ناحية أخرى كان آصف يجلس جوار زوجته وابنته، فطوال الليلة يراقب هذا العاصم الذي تجرأ ورفع عينه في زوجته ذات يوم، نظر له مجددًا وهو يجلس على المقعد المجاور له فطالعه عاصم بابتسامة عريضة وبادله آصف بابتسامة صفراء وهو ينحني للأمام ليواري زوجته عن نظره، نظر لهبه التي تداعب شعر چوري الجالسة على فخذيها تستند على ذراع هبه وقد غطت في سبات عميق، سألها:
-نامت؟!
أومأت هبه رأسها وقالت ببسمة:
-نامت من كتر الرقص دي مبطلتش طول الحفله!
وبعد أن قالت جملتها نظرت لملامحه فتلاشت ابتسامتها وتجهم وجهها حين تذكرت ما فعله بالأمس ونظر للإتجاه الأخر فعاد هو ينظر للأتجاه الأخر ليتفاجئ بعاصم يُطالعهما فرمى له ابتسامة جليدية وهو يقول بسخرية: منور يا أستاذ عاصم
نظر أمامه وعدل من سترته متمتمًا لنفسه: أنا كده عرفت مين إلي باصصلي في أم الجوازه دي
ابتسمت هبه التي سمعت ما قاله وشعرت بغيرته من عاصم!
استغفروا🌹
_______________________
وبعد أن أوصلهما يوسف للبيت كان سيترك السيارة ويكمل مع فرح سيرًا لبيتهما لكن أصر فؤاد عليه أن يأخذ السيارة ويحضرها في الصباح فوافق يوسف، وارتجل فؤاد وقبض على يد وسام التي تسير جواره بملامح جامدة لكنها هادئة، فتح باب البيت وولج ليستمع لصوت وهيبه الذي يخرج من غرفتها فوضع أذنه على حافة الباب وهو ينظر لوسام قائلًا بهمس:
-يا ترى ستك بتكلم مين في الوقت ده؟ تفتكري جدك لسه صاحي!
تناست وسام جُل ما حدث لها اليوم وضحكت وهي تتخيل وهيبة تتحدث مع الفئران قائلة بنبرة خافتة: أكيد ده زيكو!
ضحك فؤاد ووضع أذنه على الباب وفعلت وسام مثله ليسمعا صوت وهيبه:
-بس إيه رأيك يا زيكو في النيولوك ده!
أومأت وسام رأسها وقالت بضحكة خافتة: مش قولتلك زيكو!
-أفتح عليها الباب؟
-لا استنى هفتح أنا الأول
فتحت وسام الباب لتتفاجئ بوهيبة تقف بمنتصف الغرفة وقد قصت خصلات شعرها التي تناثرت بأرجاء الغرفة، وقد هاج المتبقي من شعرها لأعلى لم تكن تلك هي الصدمة بل لون شعرها الأحمر القاني هو الصدمة الكبرى حيث شهقت وسام وقالت:
-إيه إلي إنتِ عملتيه ده يا تيته؟
أخذت وهيبة تلمس خصلات شعرها بخُيلاء وتقول بزهو:
-ايه حنيت شعري وعملت تسريحه جديده!
حرك فؤاد رأسه مستنكرًا وقال بضجر: لأ يا وسام أنا معنديش طاقه للمناهده معاها يلا نطلع ننام
وهيبه بنفس الضجر وهي تلتفت حولها:
-إيوه غوروا دا حتى زيكو طفش لما شاف خلقتكم العكره
-عكره!!! يلا يا وسام
قالها فؤاد وهو يضغط على كل كلمة بالجملة ويقبض على يد وسام ليحثها على الذهاب لشقتهم دول جدال مع تلك الوهيبة…
سبحان الله وبحمده ❤️
________________________
“لا يا فرح مش هتنامي إلا جنبي”
قالها يوسف بضجر لفرح التي حاولت جاهدة أن تجعله يحيد عن رأيه، لكنه صارم إذًا ستبدأ بتكون انطباع عنه هو حاد، صارم، حازم ووسيم، كانت تُحدث نفسها فانفرج فمها بابتسامة وهي تُحدق به فلوح بيده أمام وجهها وقال:
-إيـــه روحتِ فين؟
انتبهت لحالها واستلقت على ظهرها قائلة بنزق:
-خلاص نام بقا… تصبح على خير
أغلق ضوء الأباجورة واستلقى جوارها، لم تلبث كثيرًا وغطت في نوم عميق ولتعبه أيضًا لم يأخذ دقيقة أخرى وغاص في سباتٍ عميق…
وبعد ما يقرب من الساعتين استيقظ على صوت زغرودة عالية، أضاء المصباح ونظر لتلك التي تجلس على الفراش تغلق عينًا وتفتح الأخرى بنُعاس، نفخ بحنق وقال: بدأنا الهـ بل
ساعدها لتستلقي مجددًا وأغلق الضوء وبعد دقيقة غط في نومه، لم يلبث دقائق وأخرجه من نومة إطلاقها لزغرودة أخرى، فنفخ بحنق وقال:
-يارب الصبر يارب
ساعدها تستلقي مجددًا وحاول ألا ينام لكنه غاص في بحر النوم مجددًا، وبعد فترة استيقظ ثالثًا على صوت مجموعة من الزغاريد تأتي من الخارج نظر جواره فلم يجدها نهض في سرعة ليجدها تقف بالشرفة تُطلق الكثير من الزغاريد، تثاءبت ثم أطلقت زغرودة أخرى، فمسح وجهه بامتعاض وأقبل نحوها نظر للخارج فوجد سيدة تُطالع فرح بذهول، فابتسم يوسف قائلًا:
-لا متاخديش في بالك احنا بس كان عندنا فرح ومأثر عليها شويه…
أومأ رأسه بابتسامة أخرى سمجة وقال:
-عقبال عندكم ان شاء الله
سحبها من يدها وساعدها اتنام فوق سريرها وكأنها لم تفعل شيئًا، طالعها وهي تغلق جفونها وتبدو في براءة الأطفال، وما أن زال أثر النوم عنه حتى أخذ يقهقه ضاحكًا وهو يردد:
-يعني أربطك في السرير ولا احط لازقه عل بوقك ولا أعمل ايه!!!
مسح وجهه أثر الضحك وطالعها بحب وهو يملس على شعرها ويقول بعاطفة:
-برده بحبك
استغفروا❤️
________________________
رقدت سديل على سريرها وفتحت محادثة رضوى لتحكي لها تفاصيل ما حدث انتظرت لفترة حتى رأت حالتها نشطة وأخذتا تتبادلان الرسائل وقصت عليها سديل أدق التفاصيل حتى مشاعرها، وقبل أن تُغلق معها أرسلت رضوى: “أنا بحبك يا سديل”
ورسالة أخرى: “قصدي بحبك يا ديلا”
والكثير من القلوب الحمراء فابتسمت سديل وأرسلت: ” أنا بحبك أكتر”
********
وعلى نحوٍ أخر
كان أحمد يجلس أمام جهاز الحاسوب يحدق بشاشته ويبتسم، لم يشعر بمحمود الذي يقف خلفه ويقرأ ما كتبه للتو وما أُرسل إليه إلا حين ربت على كتفه بحدة وقال بغضب:
-ليه كده يا أحمد… ليـــــه!!!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى