روايات

رواية ميراث الوعد الفصل الحادي عشر 11 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الفصل الحادي عشر 11 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الجزء الحادي عشر

رواية ميراث الوعد البارت الحادي عشر

رواية ميراث الوعد الحلقة الحادية عشر

مجرد عينيا ما غفلت شوفت نفسي هناك، واقفة قدام شجرة الزتون الدبلانه، كنا في الليل والقمر في نص حجمه بالظبط لكن أحمر دم، سمعت صوت أنفاس بتنهج ورايا فالتفتت، المرة دي مالقتش نسختي التانية
لقيت حماتي ام محمود، كان وشها ازرق وبتلقط نفسها بالعافية، أول ما اتدورتلها اتشعلقت في رقبتي وقالت بصوت طلع منها بالعافية
_ساعديني….
_مش بالجلسة، ساعديني اتحرر منها..
وقتها ظهر من وراها فتنه وعينيها بتلمع في الضلمة
كانت شايله سيف على شكل قوس، حطت سنه على رقبة أم محمود وصرخت فانتفضت من نومي بشهق، لقيت سيد صاحي وعادل جسمه ومخلي وشه فوق وش رؤى
سألته بخوف
_انت بتعمل ايه
دور وشه ناحيتي، فلقيت عينيه مغربه، النني بردو ثابت مابيتحركش وعيونه مابترمش، ووشه بارد مش باين عليه أي انفعال بعدها قال
=إياكي تفكري تخدي البنت من هنا، الكل شارب من الصدى، والعيال هم الخط الأول، هم أول من شبع، وأول من لو انطلب هيلبي، والطلب في أيدها…
بعدها قام من ع السرير وانا بدأت ألطم على صدري
ماكنتش عارفه أعمل إيه، كل اللي جا على بالي إني اتصلت بأخويا الكبير سامي، صحى من النوم على رنتي وهو مخضوض لكن انا ماعرفتش أمسك نفسي أول ما رد قلت وانا ببكي
_الحقني يا سامي وتعالى خدني من هنا
=اهدي بس واحكيلي إيه اللي حصل، سيد مد ايده عليكي؟
_لا مامدش
=زعقلك، شتمك، حد عندك اتخانق معاكي غيره
_لا مافيش أي حاجه من دي حصلت
=أمال إيه اللي حصل
_البيت هنا يا سامي كله مسحور من ساعة ما فتنة دي حطت رجلها فيه، والكارثة إنهم مش مصدقين عليها أي حاجه ولا شايفينها سبب للمصايب، الواد أحمد ابن محمود مات في الترعة وحماتي الليلة دي عيت فجأة، البيت كله بيتدمر من ساعة ما حطت رجلها فيه، وكلها سنتين تلاته وهتخلص علينا كلنا
=طيب عشان تبقي عارفة بس، سيد اتصل بيا بالليل وهو رايح يودي الفلوس لاخوه، هم كلهم بما فيهم حماتك قبل ماتتعب شايفين ان انتي اللي ممسوسة، بيقولوا يعني إنك من ساعة ما طارق اتجوز وجاب سلفتك الصغيرة وانتي مش طبيعية وفيكي حاجه غلط، ورابطين كل حاجه بتحصل بيكي انتي، وقعدوا يقولوا كلام إن الغيرة الشديدة والغيظ ممكن يسببوا المس واللبس والحاجات دي
_وانا هغير من دي يا سامي، ولّا انا عمري غيرت من حد، انت صدقتهم طيب؟
=انا ماصدقتهمش ومش هصدقهم، بس انا هاجي بكرة اخر النهار هخدك وهنروح مشوار لوحدنا، عدي بس أمورك معاهم لغاية بكرة
_طب دول عاوزيني أشارك معاهم في جلسه هتعملها اللي اسمها فتنة دي، بيقولوا إنها جلسه عشان أمهم، وانا خايفة تكون ناوية تعملي حاجه
=مشّي أمورك يا سلوى، هو انتي هتبقي لوحدك، ما انتوا كلكم مع بعض، اللي هيصير عليكي هيصير ع الكل، ثم هي واحده عايشة معاكم في البيت بتاكلوا من أكل واحد، هتكون لسه محتاجه جلسة عشان تسحرلك، ماهي لو عاوزة ولّا قادرة تسحرلك كانت سحرتلك من زمان
لسه رايحه أجادل معاه لكن قفلت لما سمعت صوت سيد خارج من الحمام، كان لسه زي ماهو، عينيه مغربه ووشه بارد، ماحاولتش أكلمه ولا حاولت أبص ناحيته حتى، غمضت عيني ودورت جسمي وعملت نفسي بنام
أما هو فجا مدد على السرير وبدأ يشخر
فضلت طول الليل صاحية بفكر على صوت المطر اللي بدأ في الليلة دي….
هل فعلا لو مشيت من هنا هيبقا خطر على رؤى زي ما حصل عند أمي؟!
طب ولو مشيت هل هسيب أم محمود اللي جاتلي في الحلم تطلب نجدتي !!
وأخويا سامي اللي كلموه وقالولوا ان انا اللي ممسوسة!!
معقول الحقايق ممكن تتقلب بسهولة كدة للضد …
وفوق كل دا أس البلا فتنة، اللي ماعدتش عارفه هي عاوزة مني إيه، عاوزاني أبقا زيها هي وبنتها ولا عاوزة تخلص مني، خايفة مني زي ما قالت سهير بنتها ولا شايفاني لعبة في أيدها،
وهل سهير نفسها معايا فعلا ولا دي كمالة اللعبة
فضلت راسي تودي وتجيب بس كنت مستنية اليوم يعدي عشان أشوف سامي أخويا هيخدني يوديني على فين، لغاية ما الصبح شقشق على صوت خبط ع الباب
قام سيد مفزوع من نومه وراح فتح
كانت فتنة، سمعت صوتها من عندي وسط صوت المطر اللي مانقطعس من امبارح
ويمكن هي كانت بتعلي صوتها عشان أسمعها
قالت إن لازم نجهز كلنا عشان الجلسة هتكون خلال ساعة، بعدها لقيته دخل عندي الأوضة وقال لي أطلع لها بره عشان هي منتظراني ع الباب
طلعتلها بره لقيتها واقفة قدام الباب وراسمه ابتسامة باردة على وشها وكان واضح ان الدنيا بره مغيمة وقالبة لبرودة جامدة
لما شافتني لقيتها وطت صوتها وقالت
_ماتخافيش، الجلسة دي فعلا عشان أم محمود، ماهو لسه ماجاش أوانها وعاوزين نلحقها، احنا بنبدأ من تحت لفوق،
رفعت راسها وبصت جوا الشقة عندي كإنها بتشوف سيد سامعنا ولا لا بعدها كملت
_أظن الرسالة وصلتك امبارح وكل حاجه بقت واضحة، واللي هوضحهولك أكتر إن سيدنا طلبك للولاية من زمان، من وقت ما أهلك جابولي اترك عشان يحلوا مشكلة خلفتك، وقتها أتعرض أترك على سيدنا وعرفنا إنك صاحبة باب يا بنت يسرية، فطلبك وهو طلبه ماينفعش يترفض…
رديت وانا بتكلم من تحت ضرسي
=طلباته دي أوامر عليكي انتي واللي زيك، أما أنا فلا، وحطي كلامي دا حلقة في ودنك
قربت وحطت ايدها على كتفي وبصت في عينيا بتحدي
_لا اللي لازم تحطيه انتي حلقة في ودنك، إن اللي محافظ عليكي وعلى بنتك لحد دلوقتي هو إنه عاوزك، ولولا كدة كان زمانك زيهم خاتم في صباعي ..
نزّلت ايدها من على كتفي بغيظ ورديت
=انتي لو كنتي تملكي أذيتي فماكنتيش هتتأخري لحظة، انما انتي عارفه إنك أضعف من إنك تأذيني …
ابتسمت نفس ابتسامتها الباردة وردت
_تحبي نجرب؟
حسيت وقتها اني اتهزيت للحظة لكن ابتسمت بسخرية
=كلي استعداد
اتدورت ووقفت على أول السلم وهي بتقول
_أهو كل مشكلتك معايا اني كنت بحاول اقنعك باللين عشان توافقي ع الولاية، لأنك لازم توافقي وتطلبيها وتباركيها بإرادتك، انا بقا هخليكي تطلبيها وتباركيها بإرادتك بردو، بس مش باللين، كفاية عليكي لين كدة، اللي جاي سواد يا بنت يسرية
قفلت الباب وانا حاسه إني خوفت بجد
أول ما رجعت ع الأوضة لقيت سيد بيلبس هدومه ورؤى لسه نايمة بس مجرد ما دخلت لقيت رؤى اتفزعت تصرخ من نومها
أخدتها في حضني لكن ما بطلتش صريخ وحسيت انها بتتوجع، حطيتها ع السرير وبدأت أكشف جسمها وأفتش فيه، يمكن نمله قرصتها وهي نايمة ولا حاجه
لغاية ما برقت عيني لما شفت فخدها اليمين من ورا …
كان فيه حاجه زي حرق بيضاوي لونه أحمر بحجم نص ايدها كده، وجلدها جوا الحرق متجعد، بس التجعيدة غريبة زي ما تكون عامله أشباه حروف، الشكل كله كان عامل زي ختم غريب أو وحمة، حاجه مالهاش شبه ولا تتوصف
ندهت لسيد وقلتله شوف
قرب وبص ع الحرق واتأثر
لكن حسيته زي التايه
أو هو فعلا بقا تايه طول الوقت
كلامه قل وتصرفاته بقت غريبة في العادي
ودا غير شكله اللي بيتحول لشيء غريب لما عينه بتغرب
بس انا ماستنتش يتكلم وقلتله انا هروح أكشف ع البنت، لكن لقيته بمنتهى البرود رد بإن أحطلها أي مرهم لغاية ما نخلّص الجلسة
رفعت صوتي ورديت
_مرهم إيه وزفت ايه، انا لازم اروح اكشف ع البنت حالا
لقيته انفعل جامد ووشه أحمر ورد
=وانا بقلك عليا الطلاق منك ما انتي ماشيه من باب البيت الا اما نعمل الجلسة، على جثتي يا سلوى يا بنت يسرية، ولا انتي عاوزة امي تموت
مانطقتش
وقفت بس مذهولة ودموعي نزلت وهو ساب الأوضة وطلع للصالة برة
كانت أول مرة في كل حاجه
أول مرة يحلف عليا بالطلاق
أول مرة يقولي يا سلوى يا بنت يسرية دي
أول مرة مايبقاش هيموت على بنته
أول مرة يتهمني بفجاجة على حاجه ماليش ذنب فيها
فكل اللي جا على بالي وانا مخطوفة على بنتي إني أرقيها بس ماكنتش عارفه عارفه هل يصح أرقيها وانا مابصليش ولا ما يصحش
لكن نيمتها عالسرير وبدأت أرقيها فوق الوحمة بالتحديد وعلى جسمها كله في المجمل
قريت المعوذات واية الكرسي وكل الأذكار اللي أعرفها وخدت بردو بالأسباب ودهنتلها فيوسيكورت
شوية وحسيت البتاعة دي هدت ورؤى كمان بطلت صريخ وصربعة فغيرتلها هدومها وغيرت هدومي أنا كمان وبعدها طلعتله بره
قلتله بهدوء
_انت عارف اني مابحبش أحضر جلسات ولا حاجات من دي، إعفوني انا من الحكاية دي
=وانا حلفت عليكي بالطلاق وانا جوزك والجلسة هتشاركي فيها وإلا هتأكد من كلامهم
_كلام ايه
=انك انتي اللي ممسوسة واللي ماسينك هم اللي بيأذوا في البيت دا
شاورت براسي بمعنى الموافقة ونزلت معاه
كانوا كلهم تحت في انتظارنا، مرات محمود وعيالها وسهير وطارق والعقربة
أول ما وصلنا تحت كانت السما بدأت ترعد والمطر كان شد جامد، أما قلبي فكان فيه مطرة خوف أكبر من المطرة بره
ماسابوناش نقف حتى، وقالت العقربة يلا هندخل ع الأوضة على طول
دخلت لقيتها مضلمة الأوضة وعاملة دايرة شموع من سبع شمعات ع الأرض وقالت لكل واحد فينا يقعد ورا شمعة واللي معاها عيل ولا عيلين تاخده على رجلها ، بس كانت بتشاور لكل واحد يقعد فين لغاية ما بقينا سته ورا ست شمعات وشمعة فاضية محطوط وراها برواز فيه صورة أم محمود
بقيت قاعده قصادها وجنبها على يمينها بنتها وعلى شمالها البرواز واستنت اما الكل استقر في مكانه ورفعت راسها لفوق وقالت
_هششششششششش
_ساكن ومسكون بحرف النون، ينظروا ولا يُنظرون، الكاف والأكلاف والمنتظرون، من بعض أنساب وبها استكثار، وعليها نطلب عون فوق عون، أنا وبعض مني، أنا ومن تأتي من بعدي ماعون، أنا وأنا وأنا، قاف قاف قاف، سين وحاء ولحاف، كالشمس وسط المطر والقمر بقلب النهار، هلموا إلياااا، ألياااا، أليااااا، وارفعوا طلبي للعليااااا، الآن الآن، ردوا لها بعض منها، ردوا لها….
نقلت وشها ناحية صورة أم محمود وضلت تكرر
_ردوا لها
فضلت تكررها كتير وانا جسمي بيتنفض مع صوتها وصوت الرعد بره
لغاية ما صرخت في الاخر وراحت نازله براسها على شمعتها طافياها
كان وقتها رؤى بتصرخ وعيال محمود خايفه والدنيا بقت متلغبطة، وهي فضلت ثواني على وضعها كده
بعدها قالت وهي على نفس وضعها
كل واحد يطفي شمعته ويطلع
ماصدقت قالت كدة وطلعت أجري لفوق على شقتي
فضلت استغفر واقول يارب انا مغلوبه على أمري
كنت حاسه اني فاضل تكة وهبقا زي الناس دي
هتوه وعقلي يغيب زيهم، لو مش من السحر اللي بيتسحرلهم فمن الجنان اللي بقا بيحصل حواليا
لكن فضلت متمسكة بعقلي ومستنية أشوف سامي هيعمل ايه
كان سيد طلع ع المزرعة وفضلت انا في البيت لغاية ما سامي عدى عليا بعد العصر بعربيته
اتصل بيا فنزلتله
لكن قبل ما أطلع من بوابة العمارة لقيت فتنة طالعه من باب شقة حماتي وبتقول بكيد
_اتصلنا بسي محمود وقال ان الحالة اتحسنت، ولو تحبي تتأكدي ابقي اتصلي بيه وشوفي
ماردتش عليها وجيت خارجه فلقيتها كملت وقالت
_وسيد جوزك لما عرف بقا عاوزني أعمل جلسة لبنته رؤى، والله البيت دا ما عارفه بقا ماله …
صممت اني ماردش عليها وسيبتها ونزلت ل سامي،، مشينا وسط المطر اللي كان عامل زي حنفيات مياة بتكب من السما
روحنا كشفنا على رؤى عند دكتورة جلدية
لما شافت البتاعة دي واللي كانت هدت كتير عن الصبح بقت مستغربة ومش عارفه أي تفسير لها غير إنه حرق، يمكن كمان شكت فيا إني مدارية على اللي حرقها لكن في الاخر كتبتلي على شوية مراهم
نزلنا جبناهم من الصيدلية ورجعنا للعربية فلقيت سامي بيقولي
_ها، مستعدة نروح المشوار اللي هنروحه
حسيت بقلق من أسلوبه فرديت
=هو المشوار دا فين، أوعى تقولي دجال ولا ساحر ولا أي حاجه من الحاجات دي
_مش أوي
=مش أوي إزاي يعني، يعني هو ايه؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الوعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!