روايات

رواية ميراث الوعد الفصل الثاني عشر 12 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الفصل الثاني عشر 12 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الجزء الثاني عشر

رواية ميراث الوعد البارت الثاني عشر

رواية ميراث الوعد الحلقة الثانية عشر

رجعنا للعربية فلقيت سامي بيقولي
_ها، مستعدة نروح المشوار اللي هنروحه
حسيت بقلق من أسلوبه فرديت
=هو المشوار دا فين، أوعى تقولي دجال ولا ساحر ولا أي حاجه من الحاجات دي
_مش أوي
=مش أوي إزاي يعني، يعني هو ايه؟
طلع بالعربيه ورد
_يعني هو مش ساحر ولا دجال، بس في نفس الوقت مش شخص عادي
=ازاي يعني، ماتقول يا سامي على طول
_هو شاب عادي، مش شاب أوي، يعني في أول الاربعينات كدة زي حالاتي، كان صاحبي أيام الثانوي، بس هو اتخرج من كلية هندسة، وسافر ساحل العاج عشر سنين بعدها رجع على بلده لبيت أبوه وشبه معتزل الناس
=وانا مالي ب دا كله
_ماهو انا مش عارف اجبهالك ازاي، تقدري تقولي إنه عالم فلك وماورائيات أو نقدر نقول ساحر تايب، هو من زمان مجنون وأفكاره مجنونة ودخل الموضوع دا كعلم بس قلب معاه بشعوذة لكن ماشتغلش الشغلانة، يعني كل دا كان مع نفسه، قبل ما يتوب عن الشعوذة ويكمل في الموضوع كدراسة وعلم
=يعني أنت واثق فيه
_انا لو هثق في حد بيتكلم عن الحاجات دي يبقا مش هثق غير في رفعت، هو مش هيعملك حجاب ولا عمل ولا هيفك سحر ولا أي حاجه من كل دا بس هيفيدينا بالمعلومة، انا أعرفه معرفه شخصية من زمان، وكنا بنتقابل أو نتكلم ع النت على فترات، وماجاش في بالي غيره لما جوزك اشتكالي، لإني واثق في عقلانيته رغم شطحات جنانه….
شاورت براسي بمعنى الموافقة وفضلت ساكتة طول الطريق من بعدها، حتى رؤى من السكون نامت على رجلي، لغاية ما وصلنا لبلد جنب بلينا، كنا بقينا المغربية تقريبا، مشينا في شوارع البلد لغاية ما وصلنا عند بيت من دور واحد في أخرها، في حتة مقطوعة لوحده جنب المقابر وقدامه نخلتين
حسيت بقلبي بيرجف من الخوف لكن سامي نزل وقالي يلا
شيلت رؤى وهي نايمة على صدري ونزلت مشيت ورا سامي لغاية ما وقف قدام الباب، خبّط تلات دقات ووقف، وبعدها خبّط تاني زيهم، وخبّط تالت، لغاية ما سمعنا صوت جاي من جوه
_مين؟
=أنا سامي حجازي، أفتح يا رفعت
فتح الباب ربع فتحة بشويش وفضل واقف وراه، كان في الأربعينات، رفيع ولابس قميص كاروه على بنطلون جباردين بيج لكن شكلهم قدام، عينيه غايرين وشعره مسحوب لجوا شويه ونصه أبيض، بس في المجمل تحس من شكله إنه حد ذكي، بص لسامي وابتسم لكن مجرد ما عينه جات عليا حسيت انه اتخطف
قال لسامي بريبة
_دي أختك اللي حكيت عنها
شاور سامي براسه وقال
_أيوة هي
فضل متردد لحظات بعدها فتحلنا ندخل ومن هنا بدأ توتري وخوفي يزيدوا
أول ما دخلت لقيت أوضة كنب فيها تلات كنبات بلدي عاملين مربع ناقص ضلع، الشبابيك كلها مقفوله والإضاءة صفرا وريحة بخور تقيلة ماليه المكان، قعدت انا وسامي على أول كنبة على شمالنا وهو راح جاب كرسي خشب وقعد قدامنا على طول،
كانت حركاته وقعدته وتصرفاته كلها مريبة ومخيفة بالنسبة لي لكن لقيته بعد ما قعد بدأ يفك الجو ويكلم سامي كلام عام، قعد يسأل عن الدنيا والناس والغلا، حسيته فعلا معزول عن العالم خصوصا لما شفت في ايده تليفون بزراير قديم من أبو كشاف ولا كان في تليفزيون ولا راديو ولا أي حاجه…
بعد شوية رغي فاضي مالوش لازمة لقيته بيقول لسامي
_هعملكم شاي، سكركم إيه
=واجبك واصل والله من غير أي حاجة، انت عارف أنا جاي آخد مشورتك وجايبها معايا عشان تحكيلك كل حاجه بالتفصيل
_بس للأسف يا سامي، معلش أعذرني، أنا مش هعرف أفيدها بحاجه
عقد سامي حواجبه ورد
=أله، مش انت اللي قلت أجيبها وآجي عشان تسمع منها هي، وقلتلي إنك هتعرف توجهها للصح، دا انت حتى ماسمعتش عشان تقرر هتساعد ولا لا …
حسيت رفعت دا اتلبخ بزيادة وقال
_اعذرني ماعلش غصب عني …
كان لسه رايح يكمل لكن قمت أنا وقفت وقلت لسامي
=خلاص يا سامي قوم بينا ….
لقيت رفعت دا قام وقف وقال بحزم
_مافيش مشي من هنا إلا لما تشربوا الشاي
حسيته عبيط وأهبل،، إيه الشاي اللي ماسك فيه دا وهو جايبنا على ملى وشنا مشوار وفي الاخر قال مش هعرف أساعد، كنت بشد سامي وبوشوشه إن يلا نمشي لكن رفعت دا كانت راسه وألف سيف لازم نشرب الشاي، لا ومش بس كدة، دا صمم ندخل نشربه في الصالون
في الاخر استسلمنا شيلت رؤى ودخلنا طرقة عرضها ييجي متر متفرعة من أوضة الكنب لغاية ما فتح باب أوضة في أخرها ع الشمال…
مجرد ما دخلنا حسيت بصدمة
كانت الأوضة كلها، جدرانها وسقفها وأرضيتها كلهم بلون أصفر نحاسي، ماكانش فيها شباك وحتى ضهر الباب لما قفله ظهر بنفس اللون
ماعرفتش دا دهان ولا دا معدن اتمحرت بيه الجدران ولا دا ايه بالظبط، غير كدة كانت الأوضة فخمة
مكتبة كبيرة بحجم جدار كامل وقصادها حيطة فيها شاشة تليفزيون كبيرة، والحيطة التالتة قدامها مكتبه اللي كان عليه لاب توب
كان قصاد مكتبه كرسيين شاورلنا نقعد عليهم أنا وسامي، ف جا سامي يتكلم راح حط أيده على صباعه بمعنى أسكت، راح مسك ريموت التليفزيون شغله على قناة الجزيرة وعلا صوتها شويه، بعدها سحب كرسي المكتب بتاعه وجا قعد جنبنا وقال لسامي
_كان ماشي وراها تلاته، واحد من الطوّاف وواحدة من الطيّار، وواحد غلبان من العمّار، مش مهم تفهم دا إيه، لكن اللي من العمّار مادخلش من باب البيت بسبب ريحة البخور، واللي من الطوّاف لما سمعني بقلكم إني مش هقدر أساعد إنصرف وراح يبلّغ أما الأخيرة دي فضلت متمسكة لاخر لحظة، لكن المكان هنا…
قطع كلامه واتلفت حواليه بفخر بعدها كمّل
_دي أوضتي النحاسية اللي صممتها بنفسي، مابيدخلوهاش أبدا ولا يعرفوا حتى يبصوا جواها ولا حتى
قطع كلامه بشكل غريب وبص لي واتكلم بسرعة أوي وقال..
_إحكيلي كل حاجه بالتفصيل، انا أصلا بحب الحكاوي اللي زي حكايتك، واحدة مالهاش في أي حاجه خالص وتبص تلاقي نفسها فجأة في ليفل الوحش، ويا سلام كمان لو عندها قدرة في التعامل مع طاقات الجن وهي ماتعرفش، تركيبة كدة جديرة بالتدوين ..
بص ل سامي وكمّل بنفس جنانه أو سرعته
_الجن دول كائنات طاقية مش كائنات مادية، خلقوا من نار وإحنا خلقنا من طين، عشان كدة هم بيتحركوا وبينتقلوا وفقا لقوانين الطاقة، ومش كلنا كبني آدمين عندنا قدرة على التقاط تردداتهم، عشان كدة هم أقوى بطشا، وفوق كدة عندهم ميزة التشكل، لكن إحنا عندنا ميزة العقل، فإحنا أقوى فكرا لو شغلنا دا
قالها وشاور على راسه كده، فحسيت انه مش هيسيبني أتكلم وهنعدي الليله في كلامه هو فقطعت كلامه وقلت
=ها، أحكي ولا إيه؟
_ايوة يلا إحكي بسرعة، بس بالتفصيل الممل
حسيت إنه صربعني كدة، لكن اتمالكت نفسي وبدأت أحكي الحكاية كاملة بكل تفاصيلها، حتى كشفت عن رجل رؤى ووريته الحرق
لما خلّصت لقيته ابتسم وقال
_دي عهود السخرة، عهود الخدمة، عهود الإذعان، القائمة على الغريزة، أقذر وأحط أنواع العهود
شاورلنا احنا الاتنين عشان نقرب بروسنا منه بعدها قال
_هو أي حد في الدنيا يقدر يستدعي الجن في المكان اللي هو فيه، لكن مش أي حد يقدر يتواصل معاهم، ولا أي حد يقدر يعمل عهد لأن العهد مرحلة أعلى من التواصل مايقدرش يبلغها إلا فئة من الناس، لكن الاستدعاء كله مؤذي لو ماكنتش عارف انت بتعمل ايه ولّا بتستدعي ليه ولّا هتصرف ازاي، والاستدعاء أكثر أذى في حالة عهود السخرة دي
رجع براسه وكمل
_الجن اللي بينشأ العهود وبيمنح الخدمة، هو نوعيات من جن العشاير، وجن الطوايف، اللي عندهم تسلسل للقيادة والسيطرة، ودي تشكيلات كتير انتوا في غنى عن معرفتها لكن اللي لازم تعرفوه إن أنواع العهود بينقسموا بشكل أساسي لنوعين اتنين رئيسيين،
أولهم دي، عهود الإذعان أو الخدمة
اللي هو بيكون فيها بشري بيفضل يأدي طقوس معينه ويردد عزيمة أو قسم بشكل صحيح وسليم ممكن لآلاف المرات لغاية ما يظهرله جني مسيطر من الطائفة اللي بيقول قسم استدعاءها ويبدأ الجني دا يطلب طلبات معينة كبداية،، وبيتحول البشري المُستدعي لخادم بيلبي طلبات سيده، لغاية ما يبلغ تمام العهد بينهم بعد عدد من الطلبات او عدد من ايام الاتصال، وفي المقابل السيد ده بيمنح البشري المُستدعي واحد أو أكثر ممن تحت إمرته من الجن عشان يكونوا في خدمة البشري المستدعي، وبيعرفه تعاويذ وأقسام الاستدعاء لهم عشان يستخدمها وقت طلبه، يعني وقت ما يعوز ينده عليهم، ومع الوقت والتكرار والممارسة بتمشي الدنيا بينهم وبين بعض لكن البشري في ناحية تانية بيفضل طول عمره يلبي طلبات للسيد اللي استدعاه، زي الذبح على أسمه مثلا، ودي عهود مابتتفضش الا بالموت أو الأذى الشديد جدا وبيبقا البشري فيها خادم ضعيف حتى ولو كان من الناحية التانية مخدوم وآمر …
ضرب ضهر ايده اليمين بباطن ايده الشمال وكمّل
_أما الفئة التانية من العهود فهي عهود السيطرة….
اااااخ، دي اللي بتتجلى فيها قوة العقل البشري، لا سيما إن احنا كذكاء وقدرة ذهنية أعلى منهم بكتير، المهم إنها عهود بتبدأ بنفس البداية، طقوس معينة بيعملها المستدعي، وأقسام أو تعاويذ بيرددها لآلاف المرات حتى يحضر جني من الطائفة اللي بيتردد قسمها، لكن لما بيحضر بدل ما بيصطادك، انت بتصطاده، بدل ما يخوفك بهيبة حضوره وبالحاجات اللي بتحصل حواليك بتلقي انت عليه قسم طاعة من إرث هاروت وماروت،، ودا مش سهل ابدااااا، عاوز ثبات وثقة وقوة ومساعدة من حد حواليك بيبقا اسمه مراقب الجلسة، بتبقا خناقة ذهنية قبل ما تكون خناقة مادية لازم تعرف تفرق فيها ما بين الوهم والحقيقي، لكن لو أديتها بشكل سليم بتطلع منها بعهد طاعة، يعني اللي انت استدعيته ده بيبقا في طاعتك بدون ما تكون انت في خدمته، لكن بردو كل دا شرك وكفر لإن كل الجن اللي بيعمل العهود دي جن في الأغلب ملحد لكنه ملتزم بأقسامه
قام وقف وراح ناحية مكتبته سحب كتاب منها وبدأ يفر فيه وهو بيتكلم
_الست اللي اسمها فتنة دي عامله عهد إذعان حقير بتقدم فيه نفسها كأنثى طول العمر لكن واضح ان معاها خدمة كتير في المقابل، وتقريبا كمان مابتتحررش منه دي بتنقله لبنتها من بعدها، وانتوا كلكم وقعتوا في شباكها، ساحره الكبار والعيال بس العيال أكتر تأثر طبعا، وواضح إنها متوصية ببنتك أوي وتهديداتها بخصوصها تقدر تنفذها لكن هي عاوزه تقدم خدمة كبيره لسيدها بإنها مش هتورث لبنتها وبس لا دي هتقدم خدامه جديدة وجاهزة عندها بنت من بعدها، أما انتي فمتأثرتيش لإن زي ما قلتلك انتي عندك القدرة على التواصل، اللي هي عبارة عن قدرة ذهنية، واللي هي مسمياها الباب،
ووجهة نظري إنك عشان تطلعي من القصة دي من غير خساير، خصوصا ان انتوا اللي دخلتوها في قلب بيتكم فماقدمكيش الا حل واحد
هيكون صعب
صعب جدا
وخطواته كتير
وفيها أكتر من حضور
لكن مش مستحيل
وانا هكون معاكي
بس في السر
ها موافقة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الوعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى