روايات

رواية من الجاني الفصل الأول 1 بقلم هدى مرسي أبوعوف

رواية من الجاني الفصل الأول 1 بقلم هدى مرسي أبوعوف

رواية من الجاني الجزء الأول

رواية من الجاني البارت الأول

رواية من الجاني الحلقة الأولى

اللغز الاول
دخل الضابط ومعه الطبيب الشرعي وبعض العساكر لمعاينة مكان الحادث، فتش الغرفة بحدقتيه باحثًا عن اي دليل، لفت نظره شدة ترتيبها وتنظيمها وكأن احد لم يدخلها، إلى جانب ذوقها الراقي جدًا في ترتيبها، وكانها جناح في قصر ملكي، فحص الطبيب الجثة وامر الفريق برفع كل البصمات من المكان، وبعد ان انتهيا تم نقل الجثة إلى المشرحه، طلب الضابط كل من بالمنزل للتحقيق معهم، وقف الجميع امامه بدأ يتفحصهن بنظراته، كانها ردار يرصد كل همسة لهن، تنحنح قائلا:
– ممكن اعرف ماتت امتى؟ وازي؟
بدى عليهن الارتباك تنهدت سيدة وهي تحاول مسح دموعها قائلة:
– منعرفش يا بيه هي صرخت وقالت بطني بطني ووقعت على السرير، حاولنا ندخل لها لكن معرفناش عشان هي قافله الاوضه من جوا، طلبنا الاسعاف بسرعه ولما جم كسروا الباب ودخلوا، لكن امر الله نفذ، كانت بنت اميره ربنا يرحمها يارب.
الضابط:
– وهي ليه بتقفل على نفسها اوضتها؟ وليه اصلا لها زي شقه صغيره جوى الفيلا؟
تنهدت الدادا:
– اصلها يا بيه وموسوسه جدا، والبيه ابوها الله يرحمه عمل الاوضتين دول بحمام ومطبخ خاص لها، كان عايز يريحها.
نظر إلى الفتايات الثلاثه الاخريات:
– وانتو تقربوا لها ايه وعايشين معها هنا ليه؟
ابتلعت احداهم ريقها بارتباك:
– احنا بنات عمها ودي كانت وصيه باباها، اننا نيجي نعيش معها هنا بعد موته، كان خايف عليها من الوحده.
رمقهم بنظرة غضب وهو يقول بعقله:
– الوحده كانت احسن لها من حياتها مع ناس كلهم حقد عليها، مفيش واحده منهم منزله دمعه واحده عليها، حتى مش عارفين يمثلوا الحزن عليها.
اشار لهم بالانتظار لبعض الوقت واتجه الى صديقه الطبيب الشرعي وظل يتحدث معه لبعض الوقت، وعاد إليهم واستأذن في دخول غرفة المكتب، والتحقيق معهم كل واحده على حدى، بعد استبعاد الدادا لانها لم تدخل غرفتها ولم يجدوا لها اي بصمات بها، وبعد لحظات دخلت اكبرهم عليه وقفت تنظر إليه في حالة ارتباك وتوتر، نظر بورق امامه قائلا:
– انت بنت عمها ميار اكبر اخوتك؟
هزت رأسها بالموافقة دون بنت شفاه كلمه، اكمل:
– قوليلي يا ميار مين فيكم بيدخل اوضة المجني عليها؟
ابتلعت ريقها بصعوبة:
– محدش منا بيهوب ناحيتها، لانها موسوسه زي ما الدادا قالت وحتى لما بتخرج، بتقفل الباب الحديد ومحدش معاه مفتاح له غيرها.
قذفها الضابط بنظرة اتهام:
– امال ازي لقينا بصمات لكم في اوضتها؟
بقع وجهها من الالوان وزاغت عينها بتلعثم:
– اصل بصراحه احنا كنا هنموت وندخل الاوضه، يعني فضول مش اكتر، فقلنا لها اننا هنتفرج على فيلم رعب جديد، وهي بتحب الحاجات دي قوي، بس لان الصح ان محدش يتفرج على افلام رعب لوحده، كانت بتيجي تتفرج معانا، وده هو الوقت الوحيد اللى بتسيب باب الاوضه مفتوح، وكل واحده منا اتحججت بحجه ودخلت اتفرجت ورجعت، بس هي عرفت واتخانقت معنا، بس ده من كام يوم.
حاصرها بالصمت ونظرات الاتهام قائلا:
– هي فرشة سنانها لونها ايه؟
زاد تبقع وجهها اخذت نفس وزفرته:
– هي عندها كذا فرشه وكذا معجون بس مخدتش بالي من الالوان.
اشار لها بالخروج، واتت اختها الثانيه وكانت اشد منها ارتباك وتوتر، خبط باطراف اصابعه على المكتب وزمت شفتيه قائلا:
– قوليلي ياسمر ليه عملتي كده انت واخوتك.
ارتعبت سمر واصفر وجهها وانفجرت في البكاء:
– معملتش حاجه انا مقتلتهاش، صدقني انا صحيح بغير منها لكن لايمكن اقتل ارجوك صدقني.
رمقها بنظرة دهاء قائلا:
– انا بسألك على دخولك انت واخوتك اوضة المجني عليها.
ابتلعت غصة في حلقها وانتفض جسدها كله كان روحها قد ردت إليها، اخذت نفس وزفرته مرددة في تلعثم:
– هو الفضول ربنا ياخده، كنا هنتجنن عايزين نعرف شكل اوضتها وهي مرضتيش تدخلنا، فاتفقنا وخرجنها بحجة فيلم رعب ودخلنا واحده ورا الثانيه، بس هي لما عرفت اتخنقت معنا، ومن وقتها مخرجتش من اوضتها بقالها ٣ ايام.
نظر الى الاسفل ورفع حدقتيه تجاهها مردفًا:
– لون فرشة سنانها ايه؟
صدمت من سؤاله ابتلعت ريقها بصعوبه وتنحنحت:
– عندها ٣ فرش اسنان اخدت بالي من عددهم عشان عجبني الوانهم، واحده بيبي بلو، والثانيه لافندر والثالثه عسلي.
– طب والمعجون.
ترددت:
– ٣ بردوا واحد تبيض والثاني لألتهبات اللثه، والثالث غسيل يومي اصلها كانت نصحتني اشتري الثلاثه عشان هتجوز قريب يعني.
اشار لها بالخروج واتت الثالثه وقفت بهدوء مصطنع تخفي خلفه فزع شديد، استند على ظهر المقعد قائلا:
– قوليلي يا امل ايه اللى دخلكوا اوضتها؟ وهي ازي اكتشفت ده؟
اهتزت بعض الشيء اخذت نفس وزفرته لتعد لتوازنها قائلة:
– الفضول هي مصممة ديكور شاطره قوي، وكل اللى بيروح لها مكتبها بيشكر في شغلها، وكانت ديما تحكي عن ديكورات اوضتها الاسطوريه، بس رفضت انها تدخلنا فاتفقنا اننا نخدعها وندخل.
– وعرفت ازى؟
– اصل المطبخ عندها في حلل جرنيت جميله قوي، مقدرتش اقاوم وقلبت فيهم ومختش بالي انها رصاهم بشكل معين، فأول مادخلت الاوضه فهمت، واتخانقت معنا ومن وقتها وهي قافله على نفسها في اوضتها.
– كم عدد فرش اسنانها؟
صدمها السؤال وهزها قليلا زفرت زفره قويه واجابت:
– ثلاثه اصلها كانت رصاهم بشكل جميل قوي، حاطه كل فرشه مع معجون في مج بلون الفرشه، عشان بتهتم قوي بتنضيف اسنانها، بتقرف من كشف الاسنان فبتحافظ عليهم، يعني الوقايه خيرًا من العلاج.
اشار لها فخرجت واتى الطبيب الشرعي جلس امامه قائلا:
– لقينا السم في معجون الاسنان بتاع تبيض الاسنان.
هز الضابط رأسه قائلا:
– وده طبعا لان معروف ان معجون التبيض بيستعمل مره كل ثلاث ايام، يعني لو هي كانت غسله سنانها بيه في نفس اليوم، يبقا طبيعي مش هتستعمله إلا بعد ٣ ايام، خطه ذكيه بس للاسف اتكشفت بسهوله.
– شكلك كده عرفت مين منهم اللى حطت لها السم.
نظر له بثقه:
– ايوه واكيد انت كمان، والقُراء عرفوها، وعليهم انهم يقولوا مين فيهم وايه سبب اللى كشافها.
سلاااااااااااام

الحل 

نظر إليه الطبيب قائلا:
– طب قولي هي مين فيهم؟
ابتسم قائلا:
– بعد ما عرفنا انهم دخلوا الاوضه باليل وده سبب زعلها وقفلها على نفسها، شكيت ان اللى قتلتها حطت السم في معجون الاسنان، وده لانها موسوسه في النظافه، واكيد اي اكل هتغسله مية مره قبل ما تاكله، لكن عمرها ما هتغسل معجون الاسنان، وبسؤالهم عرفت مين منهم اللى قتلتها.
– وياترى مين هي؟
– نادي لهم وهخليها تعترف قدامك وقدامهم كلهم، او اقولك تعالى نطلع لهم بره وهتسمع بودنك.
خرجا الاثنان من الغرفه وقفت الثلاث فتيات وبدى عليهم الارتباك، اقتربا منهم الاثنين وقفا اماهن مباشرة، قذفهم الضابط بنظرات اتهام زادت ارتباكهن، تنحنح قائلا:
– يعني يا سمر هي نصحتك بالمعجون اللى بيبض الاسنان عشان هتتجوزي قريب.
هزت رأسها بالموفقة وهي ترتعد، استرسل:
– وطبعا اكيد قالت الكلام ده قدامكم كلكم، وكمان معروف ان معجون اللي بيستعمل للتبيض مره كل ثلاث ايام، بس اللى مش قادر افهمه ليه كل الحقد ده عليها، ولا عشان هي شاطره في شغلها ومحبوبه؟!
نظرت كل منهم للاخرى ونظرن إلى الاسفل، اكمل وهو ينظر إلى ميار:
– انما ايه الخطة العبقريه دي؟ تطلعيها في دماغ اخوتك تحرضيهم عشان تدخلوا الاوضه، وطبعا عشان متخدش بالها كل واحده هتدخل لوحدها، بس من لخبطك وخوفك مختيش بالك من اي تفاصيل، ماهو انت مش داخله عشان تتفرجي زيهم لاء، داخله عشان تنفذي جريمتك البشعه يا ميار.
فزعت ميار وتوترت وزاد الامر سوء نظرات اخوتها التي حاصرتها، صرخت بفزع:
– لاء انا معملتش حاجه مقتلتهاش مش صحيح، هو صحيح فكرة الدخول فكرتي لكن مقتلتهاش، اقتلها ليه حرام حرام.
قذفها الضابط بنظرة اتهام:
– ومش حرام تقتليها يعني هي كانت بتعملكم حلو وخلتكم تعيشوا معها في بيتها وتكون دي جزيتها ايه الجحود ده؟
احمر وجه ميار غضبًا وصرخت:
– هي ما تجبتش علينا عشان عيشتنا معها ده حقنا، ورث ابويا اللى جدي حرمه منه، عشان اتجوز اللى بيحبها، وبعدين فين المعمله الحلوه دي، هي حتى كانت بتاكل معنا لقمه، دي عمرها ما كانت بتحبنا اصلا.
– وعشان كده قتلتيها.
– لاء مقتلتهاش لاء هي السبب مقتلتهاش.
– كدابه بصماتك كانت على امبوبة معجون الاسنان.
– لاء لاء حرام يعني تضيعني حيه وميته، كان لازم اقتلها عشان ناري تهدى، هي خدت كل حاجه واحنا يدوب الفتات، انا بكرها بكرها وبكره جدي وعمي وبكره العيله دي كلها.
ووقعت في الارض وانهارت في البكاء .
امر الضابط العساكر باخذها الى القسم، وتم اغلاق الفيلا بالشمع الاحمر، نظر الطبيب الى الضابط قائلا:
– لو كل انسان يبعد عن الظلم مكنش حد يوصل للحاله دي، يعني اب يظلم ابنه فتكون النتيجه حقد متوارث بين الاجيال ويوصلهم للقتل وتدمير حياتهم.
تنهد الضابط:
– عندك حق ربنا يهدي .
سلاااااااااااام

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من الجاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!