روايات

رواية من الجاني الفصل الثاني 2 بقلم هدى مرسي أبوعوف

رواية من الجاني الفصل الثاني 2 بقلم هدى مرسي أبوعوف

رواية من الجاني الجزء الثاني

رواية من الجاني البارت الثاني

رواية من الجاني الحلقة الثانية

اللغز الثاني
في داخل مول كبير مصمم على احدث طراز، فهو صرح ضخم مزود باحدث اجهزة الامان، يجلس مدير امن المكان يراقب الكل عن طريق الكاميرات، وعينيه تتنقل بين الشاشات كاكاميرا تتحين لالتقاط القطة المناسبة، بدأ يركز على فتاة ترتدي عباءة تغطي جسدها بالكامل حتى شعرها، وتضع على وجهها كمامة تداري اغلبه، ونظارت الشمس تخفي من تبقى منه، تسرب الشك إلى قلبه فتتبعها وهي تملاء عربه والثانيه بأشياء باهظة جدًا، اشار لمساعده شاب يجلس بجواره قائلا:
– شايف البنت دي يا حسن راقبها معايا اوعى تغيب عن عينك.
هز حسن رأسه:
– حاضر بس هو حضرتك شاكك فيها؟
اجابه دون ان يرفع عينه عن الشاشات:
– بشك مين انا متأكد انها حرميه بص على كمية الحاجات اللى حطتها على العربيات، وايه كلها حاجات غاليه جدًا، بس مش هتعرف تخرج بيهم انا قاعد لها هنا، اسمع خد لها صوره وانزل بسرعه على كل حراس البوابات وقولهم يخلو بالهم انها متخرجش تحت اي ظرف.
فكر حسن:
– مش الافضل يا عادل بيه نستنا لما نشوفها وهي خارجه بدل ما تكون هتاخد الحاجه وتعمل لنا مشكله.
– مظنش لو ناويه على خير مكنتش خبت وشها كده، ده حتى مش باين لون شعرها.
– تمام حالا يا فندم.
نفذ حسن الامر وطبع الصوره ونزل بها الى كل الابواب، ظل عادل يرقب الفتاة بأعين صقر، لمعت عيناه عندما رأها تاخذ العربيتين وتتركهم بالقرب من احد الحمامات، ودخلت هي إلى الداخل، تعجب قائلا لنفسه:
– دي بتعمل ايه؟! سابتهم كده ليه؟! شكلها مش حراميه ساجه زي ما كنت فاكر، بس يا ترى ناويه على ايه؟
عاد حسن واقترب منه قائلا:
– تم يا فندم وكلهم مستعدين.
زفر عادل بتفكير:
– ما ظنش انها هتخرج بنفس اللبس ده.
– حتى لو كان هتتقفش بالعربيتين لاني ادتهم وصفهم.
امسك عادل لحيته الخفيفه وهو يفكر قائلا:
– معتقدش انها بالعبط ده واضح انها ذكيه من الحاجات اللى اختارتها، يبقا اكيد مش هتخرج كده، لازم تعمل حاجه تخرج بيها منغير محدش يفتشها.
سكت حسن يقلب الكلام في عقله وهتف:
– انذار الحريق هتخليه يضرب والكل يجري، واكيد هتغير هدومها في الحمام، يعني محدش هيشك فيها.
طرقع عادل باصابعه وهو يثني على ذكاؤه هاتفًا:
– برافوا عليك اجري بسرعه افصل جهاز الانذار اللى في الحمام اللى هي فيه، قبل ما تولع النار وتخليه يضرب.
اسرع حسن ليقف اجهزة الانذار، واخذ عادل بعض رجال الامن وحاسر الحمام الذي دخلت به هاتفًا:
– بسرعه اخرجوا في حريق بس الانذار بايظ.
خرج من الداخل ثلاث سيدات وما ان رأين الامن يقف امامهم يمنعهم من الخروج إلا وبدات احداهن في الصراخ بتأفف:
( رندا)
– ايه ده مش ممكن كده انتو واقفين كده ليه مش ممكن دي قلة زوق اوعى انت وهو وسع من الطريق مسمعتوش في حريق.
صرخت الاخرى بضيق وغضب (دينا):
– ايه المنظر ده امال ايه مول حديث وفيه كل حاجه واضح انكم كادبين .
تحدثت الثالثه بثبات قائلة(مياده ):
– ممكن حد يفهمنا ايه ده مش قولتوا اخرجوا فيه حريق، فين الحريق ده؟
وقف امامهم عادل قائلا:
– احنا اسافين جدا بس للاسف في واحده كانت بتسرق من المول ودخلت الحمام، وعشان مينفعش ندخل عليكم قلنا موضوع الحريق، ممكن بس تقولوا في حد ثاني غيركم في الحمام؟
رفعت راندا كاتفيها وانزلتهم قائلة:
– ودي احنا هنعرفها ازي؟
هز عادل رأسه:
– احنا هنعرفها.
اشار إلى حسن الذي كان قد اتى إليه بعد اغلاق الانذار، وطلب منه الدخول وتفتيش المكان، دخل حسن وخرج بعد بعض الوقت وهو يحمل في يده العباءه التي كانت ترتديها المراه في الشاشه، ابتسم عادل وهو ينظر إلى السيدات قائلا:
– مين منكم صاحبة العبايه دي؟
نظرت كل منهم لها بطرف عينيه وابعدن اعينهم عنها قائلين
راندا
– ايه البيئه دي انا ممكن البس ده.
دينا:
– سوفاج مش معقول هو ده لبس بني ادمين.
مياده:
– وليه لازم تكون واحده منا مش يمكن واحده دخلت قبلنا.
فكر عادل قائلا:
– ده لبس الحراميه ومحدش دخل بعدها ولا خرج انا كنت مراقب المكان، وواحده منكم هي الحرميه، كل واحده تقول فين عربية مشتروتها او لو حد معها؟
راندا:
– انا بحب اتفرج الاول واشتري في الاخر ومكنتش لسه نقيت حاجه اصلا، وبعدين تقدر تراجع كاميرات المراقبه وتشوف دخولنا من الباب عشان تتاكد ان محدش منا دخل بالشيء ده.
دينا:
– وانا كمان كنت لسه بتفرج ومنقتش حاجه مفهاش حاجه يعني، وبعدين ايه الاسعار دي اصلا كان دخولي هنا غلط.
مياده:
– ميخصكش اشتريت او لاء هو مينفعش اكون داخله اتفرج على المول مثلا وعموما زي ما قالت الست دي ( واشارت على الاولى) الكاميرات تثبت دخولنا من الباب من عدمه.
طلب منهم عادل الانتظار ودخل إلى غرفة المراقبه واعاد الاشرطه، حتى راى ثلاثتهم دخلت الاولى وبيدها حقيبه بلاستكيه، من الباب الكبير للمول، والثانيه دخلت من احد الابواب الجانبيه ولم يكن معها سوى حقيبة يد كبيرة الحجم، والثالثه من الباب الكبير وتحمل على ظهرها حقيبة ظهر، نظر إلى حسن قائلا:
– انا عرفت مين منهم اللى كانت هتسرق وكمان معايا الدليل اللى هواجها بيه.
– واعتقد انا كمان عرفت هي مين واكيد القرائ كمان
– سلااااااااااااااااااااااااام

الحل
اقترب عادل من السيدات الثلاثه ورمقهم بنظرت اتهام قائلا:
– فعلا الكاميرا جايبه دخولكم منغير العبايه، بس يعني هو معقول اللى داخله تسرق مش هتعرف تخبي العبايه جوى شنطها وخصوصا لو شنطة ظهر، اصل شنطة اليد حتى لو كبيره هيبان إن كان فيها حاجه ولا لاء، لكن شنطة الظهر لاء.
ارتبكت مياده ولكنها حاولت التظاهر بالثبات، تجاهلت كلماته كانه لا يوجهها لها، لكنه كان يرى الخوف الذي يختبأ داخلها، ثبت حدقتيه عليها بنظرة تمتلاء بالثقة وهتف بها:
– يا ترى النضاره معاكي هلاقيها في شنطة الظهر ولا خبتبها تحت هدومك؟
لمعت عيناه من الخوف وتلعثمت قائلة:
– نضارة ايه انا مش بلبس نظاره اصلا انت عايز ترمي بلاك عليا ولا ايه؟
ضحك من ارتباكها مما فجر الخوف بداخلها، ولم تعد تعلم ماذا تفعل او تقول وتصبب وجهها عرقًا، اشار بيده بيده للسيداتان الاخريات بعد ان اعتذر لهم عن الامر، فذهبتا مسرعتين ونظر إليها قائلا:
– تحبي احبسك دلوقتي ولا اعملك فيك ايه؟!
ابتلعت غصة في حلقها وفكرت قائلة:
– متقدرش لاني معملتش حاجه مفيش قانون بيحبس حد على النيه وبعدين مش هتستفاد حاجه، لكن لو سبتني امشي اوعدك اني مش هقرب للمكان هنا ثاني.
ابتسم من ثقتها وزفر قائلا:
– عندك حق مفيش حاجه في القانون تعقبك بس عقاب ربنا موجود واكيد هيلاحقك، بس انا هبعت صورتك لكل اصحاب المولات الثانيه عشان احميهم من شرك، واكيد مسيرك تقعي.
واشار لها بالخروج فلم تنتظر لحظه وطارت كأن لها جناحات، ابتسم قائلا:
– ربنا ينجينا من شرك انت واللى زيك لولا اني لو بلغت عنك مش هستفاد، مكنتش سيبتك .

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من الجاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى