روايات

رواية عصيان الورثة الفصل الثاني عشر 12 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الفصل الثاني عشر 12 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الجزء الثاني عشر

رواية عصيان الورثة البارت الثاني عشر

رواية عصيان الورثة الحلقة الثانية عشر

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼
كل من ليها نبي تصلي علية”
ـــــــــــ
كلماتها الصارخة جعلته يعود راكضا إليها من جديد
وفور إن دلف من فوق الدرج وجدها جالسه علي الأرضية تمسك بمشط قدمها اليسار مما جعله يميل بجسده ويجلس علي عقبيه محدثها بغرابة___
مالك ايه اللي حصل ”
نظرت له بوجه متألم قائلة___
رجلي الشمال جات ادوس عليها عشان أمشي مقدرتش مشط رجلي بيوجعني بطريقة غبية شكلي كده لما وقعت رجلي أتلوت ”
مد يده وأمسك بمقدمة قدمها وضغط عليها قليلا مما جعلها تصرخ بتألم جاعله منه يبعد يده عنها قائلا بشك___
خلاص أهدي رجلك ياما مكسورة ياما مجزوعه محتاجة تروحي للدكتور عشان يكشفلك عليها”
في تلك الحظة دلفت ليلي وحسان اليهما ينظرون بغرابة بسبب هيئة الأثنين الغير مريحة لمن يراهم “وأقتربا الاثنين منهما وقالت ليلي بتلميح غير نظيف___
أية اللي مراتك لبساه ده يا حسان هي معندهاش هدوم تستر بيها نفسها عشان كده قلعت صفوان قميصة ولبستة”
رمقها صفوان بعين متجحظة أجبرتها علي الصمت اما حياة فتنهدت وتجاهلت كلماتها الوضيعة بينما حسان أقترب أكثر من حياة ينظر لها بغرابة وقال___
ايه اللي مقعدك بالشكل ده ”
أجابتة بجدية ___
مامتك كانت جايبة واحدة تكشف عليا بسبب تفكيركم الغريب ولما جريت منها قابلت صفوان وحماني منها و كنت لبسه فوطة عشان كنت لسة خارجة من الحمام ولما صفوان شافني قلع قميصة ولبس هولي المهم بحاول اقف علي رجلي مش قادرة صفوان بيقول أنها ياما مجزوعة أو مكسورة”
جلس حسان علي عقبية وامسك بقدمها التي تضع يدها عليها وملس بأصابعة فوقها يتحسس مكان الالم وخلفه ليلي التي شعرت بالغيرة تسيطر عليها وهي ترا حبيبها يلمس غيرها اما صفوان فرغم أنه لم يشعر بأي حب اتجاة حياة حتي الأن الا أنة انزعجا من تلامس حسان بهي”مما جعلا يشيح رأسه لليسار حتي لايراه”
ايه ياحسان ساكت ليه رجلي مكسورة”
تحدثت حياة بألم لكنها وجدته يبتسم قائلا ___
مكسورة ايه أنتي زي الفل متخفيش خالص”
ردف بأخر كلمة وضغط بكل عزمه علي مقدمة قدمها
التي كانت متقوصة مما جعلها تصرخ بتألم شديد “اما حسان فقال___
بس اهدي خلاص مفيش حاجه مشط رجلك كان ملوي وأنا عدلت هولك انتي هتحسي بشوية ألم بساط بس بعد شوية الألم هيختفي” المهم خليني اطلعك اوضتك عشان قعدتك بالمنظر ده مش كويسة خالص”
لم ينتظرها تجيبه بل نهض ومال بجزعة العلوي وحملها بين ذراعيه وصعدا بهي إلي حجرة نومها “اما صفوان فاستدار ونظرا بغرابة إلي ليلي التي يظهر عليها معالم البكاء ___
مالك شكلك زعلان كده ليه”
انتبهت الي نظراته الشاكة مما جعلها تخفي حزنها وترسم بسمة مصطنعة وقالت___
لاء وأنا هزعل ليه مانا كويسة أهو”
ضيق عيناه وسأله بجمود___
أنتي كنتي بره بتعملي ايه “أنا كنت مفكرك
فوق في الأوضة”
شعرت بالقلق يملئ جسدها بسبب نبرته الباردة لكنها حاولت الثبات والتحدث ببعض الهدؤ___
مفيش زهقت من القعدة في الاوضة فقولت انزل اتمشي شوية في الجنينة واشم شوية هوا”المهم أنت رجعت ليه قصدي يعني مش قولت أنك رايح الأرض”
أجابها بجدية __
نسيت فلوس قبض العمال فرجعت عشان
أخدها ”
حركت رأسها بفهم وصعدت إلي حجرة نومهما
ولحق بهي صفوان”
اما داخل حجرة نوم نجية فكان يقف حسان ويتحدث بعبس معا والدتها قائلا___
بقي أنا امشي وأنتو تجيبوا نرجس عشان تكشف علي مراتي أنا مش فاهم اعمل معاكم اية”
ناطحته نجية الحديث بوجه منعقد___
تعمل فينا احنا طب استرجل وخش علي مراتك بدل القهره اللي أنا فيها دية”خليني أرتاح من نحيتها”
فرك لحيتة بضيق واجابها___
أنا مش فاهم أنتي ليه بتكرهيها كده هي عملتلك
ايه أنا مش فاهم “امي شيلي حياة من دماغك بالله عليكي بلاش مشاكل من اولها”
اجابتة برسمية باحته___
بص ياحسان ده أخر كلام عندي ياما تدخل علي حياة النهاردة ياما تنسي أن ليك أم ”
وقع في فخ هذا القرر المريب الذي لايوجد له مخرج “وقوص حاجبيه بغرابة فلم يتوقع أن يصل الأمر إلي هذا الحد مما جعله يسألها بدهشة___
هي وصلت لكدة بتلوي دراعي يامي”
تجاهلت انين قلبها وحاولت الثبات علي موقفها وقالت___
اللي عندي قولته وانت حر بقي تعمل اللي تعمله”
ياما تدخل علي مراتك ياما تعتبرني ميتة ياحسان يابن عمري كلة”
لم يكن الأمر هين عليه ليخذل حياة فالسر الذي يجمعهما قرر أن يبوح بهي لوالدته حتي يتخلص من فكرة الدخول علي حياة مما جعله يحسم أمره ويقول بجدية ___
معنديش مشكلة إني أدخل علي حياة بس دية لو كانت مراتي بجد أنا وحياة مش متجوزين”
برقت نجية عيناها بغرابة صامته لكي تسمع بقية الحديث___
أنا هحكيلك كل حاجة بس عايزك تحلفيلي أن اللي هقول هولك يفضل سر بنا”
اجابتة دون تردد___
والله مهقول حاجة لحد بس انت انطق وقولي سر ايه اللي بتتكلم عنة”
أخذ نفسا عميقا يستعد للبوح بالسر الذي يعلمه عن حقيقة حياة”ولم تمر ربع ساعة وكانت نجية علي علم بالحقيقة الكاملة التي جعلتها تجلس علي المقعد وهي تشعر بثقل ذاد فوق أكتافها شعرت بلسانها قد عقد وتبدلت ملامحها إلي القلق جاعله حسان يرمقها بغرابة___
مالك أنا متوقعتش أن حقيقة حياة هتصدمك أوي كدة أنا كنت مفكرك أنتي التانية شاكه انها نفسها حياة بنت عمي”
حاولت اخفاء قلقها امامه وتحريك عقدت لسانها قائلة___
هاا أيوة مانا كمان كنت شاكة في كدة المهم ماتشغلش بالك أنت وأعتبر سرك في بئر”
حاول حسان أن يطمئن نفسه وغادر الحجرة اما نجية ففور أن غادر حسان همت بالركض وأغلق الحجرة عليها بالمفتاح ثم تقدمت وفتحت خزانة ملابسها. واخرجت صندوق خشبئ قديم ثم اخرجت مفتاحه من داخل حمالة صدرها وفتحت الصندوق”
ونظرت داخله إلي شي جعلها ترتجف بعين ترقرقت بالدموع وقالت بصوت مهزوز___
بنت سالم رجعت”وهتفضل تدور ودعبس عشان تكشف المسطور ومش بعيد دعبستها توصلني وتعرف أن ليا يد في اللي حصل في الليلة المشئومة ديه لو وصلت للحاجة اللي جوة الصندوق ده يبقي سري هيتكشف بس هتوصله ازي ده جوة دولابي وقفله عليه بالمفتاح والمفتاح كمان في صدري “بس لاء لزم أحرص أكتر من كدة وأغير معاملتي معاها عشان مدورش ورايا أيوة كده هبقي في الامان”
ظلت جالسة تحدث ذاتها وهي تنظر بخوف إلي أشياء، مخبئه داخل الصندوق الذي يحمل الكثير من أسرارها”
ــــــــــــــــ
وبعد مرور عدت ساعات كانت تقف نجاة معا ابنتها ليلي التي تشعر بالخوف بسبب نظرات والدتها لها بعدما اخبرتها انه لم يحدث شئ بينها هي وصفوان مما جعلا والدتها تشيحها بقوة لتقع فوق التخت وهي تسمع صوت نجاة المنزعجة ___
يعني ايه محصلش حاجه بنكم يابنت عثمان”
ليلي بقلق___
مانا قولتلك أن البتاعة جاتلي عشان كده معرفش يقرب مني يامي””
نجاة بعدم تصديق___
البتاعة جاتلك والا أنتي اللي بتقولي كدة عشان تبعدية عنك”
نهضت محاولة العبس لأخفاء الحقيقة___
ملوش لزمة الكلام ده يامي أنا هعمل كده ليه أحنا خلاص أتجوزنا وضروري هيدخل عليا في أي وقت متشغليش بالك أنتي بس بيا وريحي نفسك من نحيتي أنا خلاص شيلت حسان من راسي ”
قوصت نجاة حاجبيها بشك___
نفسي اصدقك يابنت نجاة بس مش قادرة
ليلي بجدية __
لاء صدقي خلاص اللي حصل حصل وبقيت
مرات صفوان”
نجاة بجدية ___
ماشي ياليلي هكدب نفسي وهصدقك وأول ماالزفتة دية تخلص من عندك خلي صفوان يدخل عليكي سامعه والا مش سامعه”
ليلي بجدية ___
سامعه يامي خلاص فهمت”
ذهبت نجاة تاركة ليلي تجلس علي، حافة التخت تفكر فيما ستفعله”
ـــــــــــــ
اما داخل حجرة نوم نادية فكانت تقف امامها حياة التي ترمقها بعين باردة تخفي خلفها الكثير من الغضب الذي يستحوذ علي قلبها الذي حملا الكثير من الأعيبها”اما الأخرة فلم تكن نظراته هينه بل كانت ترمقها بذات النظرة الكارها وقالت___
خطوة عزيزة يا دكتورة أول مرة تدخلي أوضتي”
عقدت حياة ذراعيها أمام صدرها بجمود قائلة___
أنا جاية عشان اقولك كلمتين تحطيهم دائماً في عقلك اللي عملتية معايا النهاردة قسم بالله مهعدي هولك علي خير وهدفعك تمنه غالي أوي”
صدرت قهقهات عالية من نادية التي جلست علي مقعدها ووضعت قدمها فوق بعضهما وقالت ساخرة___
وياترة بقي هدفعيني التمن فلوس والا دهب”
رسمت بسمة فوق شفاهها العلوية وأقتربت منها قائلة___
لاء حاجة أرخص بكتير عمرك هدفعك التمن
حياتك يا نادية ”
غزت الدماء عروق نادية التي نهضت ووقفت امامها قائلة بلكنه شرسة___
أنتي مش قدي يادكتورة وحياة اللي خلقك أنا لو حطيتك في دماغي همخولك وهخليكي متعرفيش الألف من كوز الدرة”
لم تهتم بذلك التهديد ولوت شفتاها بالامباله___
أنا بتاعت فعل مش اقوال عايزه بس افهمك حاجه بسيطة أوي اللي قدامك دية مش واحدة صغيرة بتتكلم وخلاص”لاء أنا اللي عشته وشوفته خلاني اكبر منكم كلكم واللي جوايا لو طلع هيولع في الكل فبلاش تذودي ميزان غلطاتك عندي عشان لما هياجي وقت الحساب هتحاسبي علي اعمال كتيرة أوي عمرك مش هيبقي كفاية لتسديد حسابك ”
كلماتها المغرغرة بتلميحات نارية جعلت نادية تشعر بالقلق يتسلل إلي داخلها مما جعلها تقول بجدية ___
شليني من دماغك ياحياة عشان ماتتعبيش”
أنتي مش قدي”
أبتسمت بوجه ساخر عكس لكنتها الباردة___
وأنتي مين عشان احطك في دماغي أنتي مكانك تحت رجلي ياست نادية يامرات سالم بيه”
الألقاب عمرها ماغيرت حقايق الناس وزي مالكل بيقولك ياست نادية برده مقدرتش الكلمة تمحي قرفك وخبثك ومهما طال بيكي الزمن هتفضلي من جواكي عارفه أنك أقل من الكل وأنك أقذر من الكل ”
كلماتها كانت كفيلة لأشعال جسد نادية بنيران تحرقها من الداخل”وتجحظة عيناها بخيوط حمراء جعلتها ترفع معصمها وتصفع حياة بقوة علي وجنتها اليمين قائلة بصوت بارد___
القلم ده عشان يفوقك من حباية الشجاعة اللي واخداها يادكتورة”
نظرت لها حياة بعين شرسة مترقرقة بدموع الغضب محاولة السيطرة علي ذاتها الغاضبة قائلة بلكنة باردة مثل الثلج___
القلم ده كان ناقص الميزان عشان يطب وياجي وقت حسابك وغلاوة أمي عندي لهرد هولك الطاق مية بس كل حاجة في وقتها ونصيبك متشالك ”
نادية بزمجرة __
أخرجي بره ياله غوري من وشة”
ضيقت عيناها بكراهية قائلة__
هخرج بس قريب أوي أنتي اللي هتخرجي
من البيت كله وخروجك هيبقي علي أيدي ومن الحظة ديه العد التنازلي لخروجك من البيت بدأ يا نادية ”
غادرت حياة الحجرة تاركة نادية تقف بعين تتراوغ بين الجدران بقلق ملحوظ فكلمات الأخرة جعلتها تدرك أنها في نهاية المطاف”
ـــــــــــــ
ومر النهار وجاء الليل وداخل بيت نجاة سمعت الباب يطرق بشدة مما جعلا هاشم يذهب سريعا ويفتح الباب ليتفاجئ بالجد رضوان وبجواره صفوان “الذي يبدو عليهما عدم الرضا والأنزعاج مما جعلا هاشم يشعر بالقلق قائلا___
أهلا ياجدي نورتنا اتفضل أمي وأبويا جوة”
دلف الجد وصفوان إلي حجرة المعيشة حيث يجلس عثمان أبن أخو رضوان المتزوج من أبنته نجاة التي نهضت للترحيب بوالدها قائلة ___
يادي النور يادي النور وأنا بقول البيت ذاد نوره
كده لية”
مد عثمان يده للترحيب بعمه قائلا___
نورت البيت ياعمي ايه الخطوطة العزيزه دية”
أشاح رضوان بعصاه يد عثمان قائلا بوجه منعقد وصوت بارد___
أيدي مبتسلمش غير علي الرجالة اللي حاكمين نسوانهم يابن أخويا”
نظرا عثمان بأحراج إلي زوجته التي رمقتة بغرابة غير مدركة إلي ماذا يلمح والدها بينما عثمان وجه نظره من جديد إلي عمة محدثة بغرابة___
لزمته ايه الكلام ده ياعمي أنا صدر مني ايه لاسمح الله يخليك تقول عني كدة”
الجد بزمجرة___
أسال مراتك عملت اية من وراك ياسيد الرجالة”
شعرا بالأهانه من جديد ورمق نجاة بقلق___
عملتي ايه يانجاة من ورايا انطقي ”
قوصت حاجبيها بغرابة___
يوة هكون عملت ايه ياعثمان معملتش حاجة ماتقول يابي في ايه بالظبط ”
رضوان بزمجرة___
في أنك شرانية وخبيثة ومش تربيتي ماهو أنتي لو فعلاً تربيتي مكنتيش تصلطي وهدان عشان يخطف الدكتورة ويموتها يابنت رضوان”
وقعت الكلمه كالصاعق فوق قلبها فلم تكن تتخيل أن يكشف سرها مما جعلها تحاول اخفاء قلقها وحاولت الثبات وقالت__
مين اللي قالك الكلام الماسخ ده ”
أشاح بعصاه اتجاهها قائلا بزمجرة___
قولها ياصفوان مين اللي قالك الكلام ده يمكن ترتاح”احكيلها اللي حكيت هولي في التلفون”
تحدث صفوان بجدية __. الصبح
بعد مارجعت عشان أخد فلوس للعمال سمعت وهدان عمال ينده من جوة الأوضة اللي متكتف فيها ولما دخلت وسألته بينده ليه قالي الحقيقة”
«فلاش باك»
مالك ياجحش عمال تنده كدة ليه”
تحدث صفوان بزمجرة اما ودهدان فكان قد أصبح هزيل ووجهه شاحب وقال___
ساعتك قولتلي أني لو عرفتك علي الشخص اللي امرني بخطف الست حياة هتفكني وهتخليني أمشي مش كده”
حرك صفوان رأسه بمكر قائلا___
ااه طبعا وأنا عند كلمتي يا وهدان”
وهدان بصوت ضئيل___
طيب هقولك اللي قالي اخطف الدكتورة تبقي الست نجاة هي اللي كلمتني وقالتلي اخطفها واموتها ولو ساعتك مش مصدقني تقدر تروح شركة التلفونات وأنت هتتاكد أنها كلمتني لاني بعد ماقفلت معاها مسحت رقمها من علي تلفوني بامر منها”
كان صفوان في حالة من الذهول فلم يكن يصدق ماتسمعه أذنيه مما جعله يرمق وهدان بشراسة قائلا___
أنت عارف لو بتكدب هعمل فيك اية”
وهدان بجدية __
عارف يابيه بس انا مبكدبش “ومستعد أعمل أي حاجة عشان أثبتلك كلامي”
في تلك الحظة خاطرة فكرة عقل صفوان واتجه وجلب هاتف وهدان الذي وضعه فوق أحد البرميل ثم سجل رقم نجاة داخله وقال لوهدان__
أنا هتصل عليها من تلفونك وهشغل مكبر الصوت عايزك زي الناصح كده تجرجرها في الكلام الحد لما تخليها تعترف انها هي اللي أمرتك بخطف الدكتورة”
وهدان بجدية __
ماشي يا بيه اتصل”
اتصلا عليها صفوان وشغل مكبر الصوت وبعد ثواني أجابتة بصوت حاد___
أنت أتجننت مش قولتلك تمسح رقمي من عندك ”
وهدان بجدية ___
معلش ياست الناس بس برده الأمر مايسلمش انا ممسحتهوش لأني كنت عارف اني هحتاجك المهم كنت عايز أقول لساعتك أن في راجل كلمني وطلب مني نفس اللي طلبته مني اني أخطف الست الدكتورة ”
نجاة باستغراب ___
راجل مين مقالكش أسمه ايه”
وهدان بجدية ___
لاء مقاليش انا فكرته تبعك فكرت ساعتك اللي مخلية يكلمني عشان اخطفلك الدكتورة مره تانية”
نجاة بزمجرة ___
وهو أنا لو عايزاك تخطفها ياغبي مانا هكلمك وهطلب منك كده زي المرة اللي فاتت وبعدين أنت ليك عين تكلمني مش كفاية انك مخلصتنيش منها وقدرت ترجع تاني علي البيت”
وهدان بجدية __
مكنش ذنبي ياست هانم الحظ مكنش في صالحنا بس متقلقيش المرادي هخطف هالك وهخلصلك عليها في نفس الحظة”
نجاة بجديه ___
مبقاش فيه داعي خلاص المهم حاول تعرفلي مين الراجل اللي كلمك وابقي بلغني”
أغلقت نجاة الهاتف اما صفوان فكان في حالة من الدهشة بعدما تاكد من الأمر بذاته اما وهدان فاسرع بالحديث___
اديني اثبت كلامي فكني بقي وخليني أمشي”
رمقه صفوان بجمود___
هخليك تمشي ياوهدان استنا عليا دقيقة”
غادر صفوان حجرة وهدان الموجودة بالحديقة وذهب إلي الغفير صالح وقال__
تاخد اتنين من الرجالة معاك وتاخدوه وهدان وتسلموه للمدرية للظابط إيهاب ”
صالح بجدية __
امرك يا صفوان بيه”
تحرك صالح بينما صفوان فاخرج هاتفه واتصلا علي جدة وحكي له ماحدث مما جعلا الجد يقوص حاجبية بشراسة قائلا___
أنت متاكد من اللي بتقوله ياصفوان”
صفوان بجدية ___
سمعت الكلام بوداني مفيش مجال للشك ياجدي أنا سمعتها وهي بتعترف بانها اللي حرضته عشان يخطفها”
الجد بجمود___
قبل اذان العشا هكون عندك سلام”
«فلاش»
قص عليهم صفوان كل ماحدث مما جعلا عثمان يحدق النظر بدهشة إلي نجاة قائلا___
أنتي عملتي كده طب ليه يانجاة وجبتي رقم
الزفت ده منين”
تحدث الجد بزمجرة___
هو ده السؤال اللي هيخلي جزء من نفوخي هيوج طلبتي منه يخطفها ويقتلها ليه يانجاة ”
ادركت ان النفي لن يفيدها في شئ مما جعلها تبدل مخططها وتجلس مدعية البكاء بقول___
عشان أحافظ علي جواز بنتي لأن الدكتورة كانت بتلوف حولين صفوان وأنا خوفت علي بنتي من القهرة عشان كده مكنتش عارفه أنا بعمل ايه ومن غير ماحس كلمة وهدان وحصل اللي حصل بس الحمدلله ربنا سترها والدكتورة رجعتلكم بخير”
لم يصدق والدها ماقالته وحرك راسه بنفي قائلا___
لاء مش ده اللي خلاكي تعملي كده أنتي خطفتيها وكنتي عايزة تخلصي منها عشان متورثش معاكم لانك شاكة أنها بنت اخوكي سالم مش كده يابنت رضوان”
نهضت محاولة اخفاء مكرها بقول___
لاء مش كده يابه ده يوم المني لما يطلع اخويا مخلف دانا أشيل بنته جوة عيوني وضلل عليها أنا مش فاهمه أنت ليه مش مصدقني”
حرك رأسه بإبتسامة حزينة قائلا ___
عشان أنا عارفك كويس يابنتي الشر والغل اللي، جواكي ممكن يعمله أي حاجة عشان محدش ياخد قرش من نصيبك بس ملحوقة يانجاة”
نجاة باستغراب ___
ملحوقة أزي يعني”
رضوان بجدية ___
بكرا هتعرفي ياله بينا يا صفوان وأنت ياعثمان حاول تحكم مراتك كفاية فضايح الحد كدة بقي”
غادر رضوان بصحبة صفوان اما عثمان فنظرا إلي زوجته بلوم قائلا___
أنا خلاص تعبت منك مبقتش عارف أعمل ايه كفاية بقي كرة وحقد كفاية بقي كفاية ”
رمي جملته وترك لها المنزل لتجلس بمفردها تفكر في تلك الأزمة التي تحاوطها”
ــــــــــــ
اما علي الطريق داخل سيارة صفوان الذي يقودها وبجانبة يجلس جده الذي يقول برسمية___
وديني بيت رأفت المحامي بتاعي ياصفوان”
صفوان بغرابة __
هتروحلة دلوقتي ياجدي ديه الساعة داخله علي حداشر”
الجد بجدية ___
اسمع الكلام وبلاش مناهده يابني وديني عنده لزم اعمل حاجه مهمة عشان احميكم كلكم من شر بعض”
صفوان بغرابة___
مش فاهم تقصد اية”
الجد بجدية ___
بكرا كلكم هتفهموا المهم وصلني عنده “والغي موضوع سفرك أنت وليلي عشان عايزكم كلكم بكرا موجودين”
اثار حديثة شك صفوان لكنه لم يستطيع فهم مايحدث وقال___
أمرك ياجدي ”
صمتوا باقي الطريق وبعد دقائق وصلا إلي بيت المحامي ودلف الجد بمفرده وانتظرة صفوان بالخارج وبعد نصف ساعة خرج الجد وركب السيارة بعدما فعلا شئ لم يعرفه احدا بعد “وقاد بهي صفوان السيارة إلي المنزل الكبير” وعند وصولهم دلف رضوان إلي حجرة نومه اما صفوان فلاحظ جلوس حياة في الڤراندة مما جعله يتجة إليها وفور أن أستقر بالوقوف امامها قال بجدية ___
رجلك عاملة ايه دلوقتي ”
نظرت له ببسمة خافتة___
بخير ميرسي علي سؤالك”انا شوفت جدي نازل من العربية معاك هي جدتي مجتش معاكم”
رمقها صفوان بغرابة فتلك المرة الأولي التي تنعتهم بتلك الألقاب مما دفع صفوان لقول___
أول مرة أسمعك تقولي عليهم جدك وجدتك ياترة ايه اللي غيرك كدة”
تنهدت ببسمة مجيبه اياه___
عادي يعني زهقت من كلمة بية وحجة ايه عندك مانع لما اقولهم جدي وجدتي”
جلس صفوان علي الاريكه امامها رافع حاجبة الأيسر بمراوغة___
لاء ديه حاجة تفرحني بس فرحتي، هتذيد اكتر لو قولتيلي انتي مين بالظبط وجاية هنا ليه ولو فعلاً أنتي حياة بنت عمي سالم ليه مخبية حقيقتك عننا ”
تنهدت بعمق ومالت بجزعها اليه قليلا للأمام قائلة بغرابة___
نفسي افهم أنت ليه مهتم أوي كده بالموضوع ده جدي وجدتي مش بيسألوني زيك بجد عايزة افهم أنت ليه شاغل بالك أوي كده بموضوعي والا أنت خايف لأطلع فعلاً بنت عمك وقسمك في الميراث”
أجابها برسمية ___
لاء مش ده الموضوع الميراث والفلوس، دول حاجة خاصة بجدي ماليش أني ادخل فيها”أنا بسالك بأستمرار عشان عايز افهم لو أنتي فعلاً حياة وعلي حق وليكي حق عندنا ليه مظهرتيش أوراقك ليه موجهتيش الكل عشان تاخدي حقك “ده لو أنتي
فعلاً صاحبة حق”
عادت بجسدها للخلف قائلة بصوت متعجب___
لو أنا فعلاً حياة بنت عمك وظهرت اوراقي وكشفتلكم حقيقتي ياترة هتقبلو بيا فرض منكم ”
كان سؤالها ذو معاني كثيرة جعلت من صفوان ينهض
في صمت مستدير للذهاب فهو لم يكن يعلم بعد أن كان سيتقبلها أن علم أنها حقا ابنت عمه اما لا”اما هي فنهضت وقفت خلفه متحدثة بصوت مجروح___
كنت عارفة انك مش هترد علي سؤالي لأنكم مستحيل تقبله بيا حتي لو طلعت أن فعلاً بنت عمكم هفضل دائماً عايشة وسطيكم وأنا خايفة ومنبوذه منكم رغم اني مأذتش حد منكم والا ناوية أاذي، حد”
صوتها المجروح جعله يغمض عيناه لبرهة ثم فتح جفونه محاولة التريث واستدار لها قائلا___
لان اللي بنا وبينك حيطة حديد مينفعش تتهدا ومهما قولتي وحلفتي انك مش عايزة تأذي حد فينا هتبقي بتكدبي يمكن اه مش هتقربي مني أو من حد من عيال عمي بس الأكيد انك هتقربي من اهلنا وهتجرحيهم وجرحك ليهم هيطولنا ويخلينا نكرهك ونذود أرتفاع الحيطة الحديد اللي بنا”يمكن تكوني اتظلمتي واتحرمت من حاجات كتير بس ده مش هيغير فكرة انك خصم لينا”
ذادا انين قلبها المجروح بالكثير من الأشياء كانت تبحث داخله عن الملجي الذي،سيأويها من حقدهم لكنها اكتشفت أن داخل هش غير،مرحب بهي قلبه محصن بأساور حديدة شديدة الامتناع ليس من السهل عبورها والمكوث داخل قلبها”في تلك الحظة تلاشت جميع مشاعرها الدافئ اتجاهه ورئته فردا من تلك العائلة التي سلبتها الكثير من الأشياء مما جعلها تبوح بما داخلها ببعض الثبات__
أنت اللي قولتها بلسانك أننا مجرد اخصام لبعض والبادئ بالحرب يستاهل اللي هيحصل “بس ده لو كنت أنا فعلاً حياة”
تحركت للذهاب من امامه لكنه أمسك بمعصمها محدثها بجدية ___
الحد أمتي هتفضلي تنكري حقيقتك”
أجابتة ببسمة خافته وهي تشيح يده بعيدا عنها___
الحد لما القي نفسي بنكم”
القت بأخر كلمة وغادرت بعدما أعترفت بطريقة غير مباشرة له أنها أبنت عمه”اما هو فلم يترك ذاته للتفكير وصعدا الي حجرة نومة”
ـــــــــ وباليوم التالي”
في تمام الساعة العاشرة صباحا داخل المطبخ كانت تقف حياة وليلي معا نجية والحجة وصفية التي أتت منذ السابعة برفقة احفادها وأبنها عواد بأمر من الجد”كانت وصيفة تعلم حياة كيف تعجن الفطير “كانت الجدة تجلس فوق المقعد وامامها طاولة علية طبق بلاستيك داخله عجين تضغط عليها الجدة بقبضتها بقوة قائلة___
كدة يا حياة تفضلي تعجني فيه يمين وشمال وتضغطي عليه بكل قوته الحد لما العجيبنة تلم ويبقي فيها عرق مطاط وقتها العجين يبقي جاهز عشان يرتح وبعديها بنقطعه ونبدء نفرده عشان نعمله طبقات ونسيبه يرتاح شوية وبعدين نحطه ونفرد علي صنيه وندخله الفرن”
تنهدت حياة ببسمة___
يااه ده الموضوع طويل أوي أنا بقول اخليني في الدكتوراه أحسن”
حركت الجدة رأسها ببسمة وأكملت ما تفعل وفي تلك الحظة دلف حسان اليهم وقال بوجة مبتسم___
صباح الخير خير متجمعين كلكم في المطبخ كده لية في عزومه النهاردة والا ايه”
اجابته والدته وهي تساعد الحجة في العجن___
بنحضر الفطار عشان كلنا هنفطر معا بعض النهاردة اوعا تروح المزرعة قبل ماتفطر معانا”لأحسن ابوك يزعل”
تحدث ببسمة___
لاء انا النهارده خدت إجازة بأمر من رضوان بية شخصيا “أيوة صح أنا كنت جاي عشان أقولكم تعملة طقم شاي لينا بره”
صارت حياة ببسمة اتجاة براد الشاي وقالت
بصوت مبتسم___
أنا هعملة وبالمرة عشان أسلم علي عمي عواد ”
تدخلت ليلي وأخذت من يدها البراد وقالت بعبس___
وسعي انتي مش هتعرفي تعملية مش ناقصين
يطلع مايع ومالوش طعم”
انهت جملتها ونظرت بطرف عيناها إلي حسان الذي رمقها بضيق أما حياة فلم تعطيها فرصة للربح وأبتسمت قائلة بغرور___
عندك حق أنتي فعلاً أعملي الشاي وأنا هروح أسلم علي عمي عواد وقعد معا جدي شوية ومتنسيش تعمليلي كوباية معاكي بس أنا بشربة من غير سكر عشان عاملة دايت”
غلت الدماء عروق ليلي التي رمقة حياة بنظرة غاضبة وهي تراها تسير من امامها ومعها حسان ودلف إلي الخارج “وفور أن دلفت إلي المندرة وجدت الجد يجلس وبجانبة عواد وصفوان وفارس” وانضم اليهم حسان اما الجد فنظرا لها بوجة مشرق وقال___
تبارك الرحمن في خلقك يا دكتورة شايف ياعواد مرات أبنك زي فلقة القمر أزي”
شعرت حياة بالخجل وازاحت خصلت شعرها خلف اذنها اما عواد فتدقق النظر في معالمها فقد كانت حقا علي قدر من الجمال فعيناها الزيتونية ذات الجفون الواسعة وانفها الصغير معا تلك الشفاه الغليظة فوق ذالك الوجة القمحي والشعر الأسود يجعلونها بالطبع جميلة”
وقال عواد بجدية ___
ربنا يحميها يابه قوليلي يادكتورة أنتي دكتورة
في ايه”
قاطعه الجد ببسمة___
استنا يابني خليها تقعد معانا الأول تعالي يا حياة قعدي جنبي يابنتي والا حسان هيغير”
أبتسمت بخجل بينما حسان فابتسم قائلا___
دنا أغير عليها من نفسي بس مغرش عليها منك ياجدي تعالي ياحياة قعدي جنب جدي”
تقدمت حياة وجلست بجانب الجد الذي لاحظ نظرات الضيق تخرج من عين صفوان مخترقة وجة حياة مما جعلة يسأل بغرابة___
مالك ياصفوان حسك مضايق من حاجة ”
تنهد ببسمة هادئة وقال بجدية ___
وأنا هضايق لية دانا حتي مبسوط بلمتنا احنا بقالنا مده متجمعناش كلنا معا بعض”
حرك الجد رأسة بتأكيد___
عندك حق يابني بس هقول ايه ربنا يعين كل واحد علي حالة”المهم خلينا في سؤال عواد جاوبي يادكتورة”
حياة ببسمة___
انا دكتورة نفسية ياعمي ”
قوص عواد حاجبية بغرابة ___
اللي هو ايه دكتورة مجانين”
ضحك حسان علي حديث والده وقال___
مجانين ايه بس يابويا داحنا حتي في الفين تلاته وعشرين الدكتورة النفسية هي اللي بتقعد معا الشخص الزهقان وعنده مشاكل في حياته وحابب يفضفض لحد غريب والمطلوب منها انها تهون عليه وتديلة طرق عشان يخرج من حالة الأكتئاب اللي، عندة”
حرك عواد رأسة ببسمة غير معترف بهذة
المهنه قائلا___
وأنا ايه اللي يخليني اروح أفضح نفسي معا حد غريب مش يمكن يطلع وحش وبعدين يساومني علي الأسرار اللي قولتهاله”
بداله الجد بتأكيد__
والله عندك حق يابني أنا التاني مبصدقش والا
بحب الدكاترة دول”بس طبعاً حياة بره كرهي ليهم”
أبتسمت حياة برفق ونظرت إلي فارس وقالت___
أنا متعرفتش بيك أنت تقربلهم حاجة ”
فارس ببسمة___
أه طبعا أنا حفيدهم فارس ابن منصور رضوان العزيزي و حسان وصفوان يبقوا عيال عمي”
تدخل عواد بتعجب___
قوليلي يا دكتورة هما أهلك فين يعني متأخذنيش في السؤال أزي تتجوزي من غير ماتاخدي موافقتهم”
رغم وقاحة سؤالة ورمق الجد له بحدة ليصمت الا أن حياة لم تكترث واجابتة بجدية___
أنا بابا متوفي وأمي ربنا يديها الصحه مسافرة وماليش حد اخد منه الأذن وبعدين أنا متجوزتش واحد من الشارع بالعكس حسان محترم ومن عائلة يعني ماما لما تعرف مش هتزعل والا حتي هتلومني وبعدين أنا مش صغيرة بالعكس أنا كبيرة وبقدر اخد قراراتي لوحدي”
تدخل صفوان بحديثة الجاد___
قوليلي يادكتورة ياترة أمك مسافرة فين ”
رفعت حاجبها برسمية___
مظنش أن الموضوع يهمك يااستاذ صفوان وبعدين أنا مبحبش جو الأسئلة يعني أنا مثلا مسألتكش كنت ماسك ايه في أيدك وأنت خارج من مكتب جدك الساعة أربعه ونص الفجر ”
برق عيناه بقلق وهو يرا معالم الغضب الممزوج بالحدة تخترق بؤبؤ عين الجد ” الذي اخترق مكتبة في منتصف الليل ـ،
ـــــــــــــــــــــــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عصيان الورثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!