روايات

رواية عصيان الورثة الفصل الثالث عشر 13 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الفصل الثالث عشر 13 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الجزء الثالث عشر

رواية عصيان الورثة البارت الثالث عشر

رواية عصيان الورثة الحلقة الثالثة عشر

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼
كل من ليها نبي تصلي عليه🌺
ــــــــــــــــــــــ
تبدلت نظرة القسوة إلي الين في عين الجد وباح بتلك العبارات ذات الصوت المهزوز قليلا بوجة بالكاد يبتسم___
أنتي فهمتي غلط يابنتي صفوان أنا اللي أتصلت عليه وطلبت منه يجبلي حاجة من مكتبي لأن رجلي كانت تعباني شوية ومكنتش قادر أنزل”عشان كدة لما شوفتية فهمتي الموضوع غلط”
ناوبها الأحراج رغم أنها كانت تشعر بتلك الرجفة التي توحي بالكذب “وقالت وهي تزيح خصلات شعرها للخلف”___
تمام حصل خير”
أنتفض الجد من مجلسة ورمق صفوان بمجمود قائلا___
تعالي ورايا ياصفوان عايزك في موضوع مهم “عن اذنكم ياولاد شوية وراجعلكم”
تحرك الجد بخطواته للداخل وخلفه صفوان الذي رمق حياة بعين باردة تشع بالكراهية”وبعد دقيقتين دخل المكتب كان يقف الجد امام صفوان يحدثة بلكنه باردة___
أنا دريت علي عملتك قدامهم عشان مصغركش قدام حياة وعيال عمك “بس ده مش معنا اني هعديلك الموضوع” قول ايه اللي دخلك المكتب الفجر وايه اللي كنت واخده وأنت خارج ”
فرغ صفوان أنفاسة في الهواء ومد يده داخل جيب بنطالة وأخرج ورقة صغيرة وأعطاها للجد الذي فتح الورقة وقراء مابداخلها فقد كانت الورقة خاصة بمعلومات عن حسن خال حياة وايضا عنوان المشفي الموجودة داخلها سعاد”فتلك المعلومات جمعها المحامي للجد وأعطاها له ليلة البارحة”وفور أن قرئها الجد طواها ووضعها داخل سيالة جلبابه “ثم نظرا إلي صفوان وقوص حاجبية بوجه منفعل فلم يكن يود أن يحصل احد علي تلك الورقة___
من أمتي وأنت بتدخل مكتبي وتفتش فيه وتاخد منه حاجة من ورايا يابن محمود”
أستدار صفوان خطوتين لليمين وهي يجيبه
برسمية باحته___
من ساعة مابقيت تخبئ عليا ياجدي”من وقت ماشوفت نفسي جوة عنيك بنظرة متغيرة عن الأول”
أمسكه الجد بقوة من منتصف ذراعه وجذبه ليستدير له وهو يلقي عليه العبارات بقسوة معبرا عن مدا الخذلان واليأس الذي الحقه بهي___
من أمتي بتلف وأنت بتكلمني”ايه البجاحة اللي أنت فيها دية ده بدل ماتعتذر وتقول أنك غلطان واقف وبتقاوحني وبترد عليا “شكلي كنت غلطان لما قويتك مكنتش أعرف أن هياجي يوم وتقوي عليا”
شعرا ببعض الحزن يراوضه فلم يعتاد علي عتاب من الجد “لم يكن يريد أن يسمع تلك الكلمات المخذية مما دفعه لتقبيل يد جدة والتحدث بجدية ___
معشت والا كنت لما أقوي عليك”
ياجدي أنا زعلان عشان ثقتك فيا قلة أنا بقيت ملاحظ ده في تصرفات حضرتك”من يوم ماظهرت الدكتورة حياة وأنت متغير معايا صارحني ياجدي مالك فيك ايه مغيرك من نحيتي كده”
جلس الجد علي مقعدة بجسد أصبح ثقيل من كثر الهموم “وتنهد بعمق ثم رفع عيناه ونظرا له قائلا بلوم___
عشان شوفت الكره في عنيك لبنت عمك قبل ماتشوفها” لمحت جوة عنيك الغدر والقسوة ليها “كنت مفكرك عكازي وهتبقي عيني اللي بشوفها بيها وايدي اللي بتحميها”بس ياخسارة شوفت في عنيك اللي خلاني أقلق عليها وأعرف أني كنت بعتمد علي هواء ملوش ملكه يابني”
كلمات الجد ذادت من ندم قلبه أدرك أن تلك النظرة المتغيره له هو من صنعها بذلك العناد والقسوة مما جعله يجلس علي المقعد المقابل لجدة”وتنهد بلكنه هادئة___
ياجدي أنا مش بكرها والا بحبها بنت عمي بالنسبالي ثراب لأن مفيش أي حاجة بتاكد علي وجودها وحتي لو كانت موجودة مفيش والا دليل يثبت أنها بنت عمي سالم خصوصا أني عارف أن عمي سالم مكنش بيخلف فاأزي لي بنت ولو فعلاً موجوده لي مظهرتش طول السنين اللي فاتت وأشمعنا ظهرت في التوقيت ده بالذات “وهي فين دلوقتي ولي بعته الدكتورة بتاعتها لي مجتش بنفسها عشان تواجهنا بحقها” وحتي لو الدكتورة حياة اللي بره هي نفسها حياة بنت عمي سالم طب لي خافيه هويتها الحقيقيه لي كدبت علينا لي مقالتش انها من دمنا لي مطلعتش الورق اللي يثبت نسبها لينا”في الف لي ولي محتاجين للأجوبه ياجدي ”
حرك الجد رأسه ببسمة عتاب وهو يتنهد
بحزن قائلا___
أسألتك ديه كلها ياصفوان ليها أجابة واحدة ملهاش تاني”وهي أن بنت عمك خايفه مننا كلنا”خايف تظهر حقيقتها أو حتي تيجي الحد عندنا لأحسن نأذيها أو نطردها زي ماعمل فيها سالم زمان”بنت عمك قلبها مليان بالحزن والظلم اللي جرحوها وخلوها تخفي هويتها عشان تعيش في أمان وسط الديابة اللي عايشين معانا”حياة مش هتظهر غير لما تطمن أننا هنحميها وتلقينا ضهر وسند ليها” بنت عمك مش هتقول انها بنت سالم غير لما تلقي الدفئ والحب اللي اتحرمت منه وهي عايشة هربانه معا أمها في اليوم اللي حياة هتحس فيه بالأمان بنا وقتها بس هتقول قدام الكل من غير قلق والا خوف أنها فرض من عائلة العزيزي”
تلقي صفوان العبارات بعقلانية لكنه قوص حاجبية بغرابة كانت تراوضه ليقول___
بس كلامك بيقول أننا عاملنا فيها حاجة زمان وده اللي خلاها خايفه مننا وفي نفس الوقت عايزة تنتقم”
نهض الجد ودب بعصاه الأرض بملامح منعقدة___
اللي حصل لها زمان كان مجرد صفحة في كتاب كله ظلم وقهر”ولو راجعه عشان تنتقم فانا عارف هي عايزه تنتقم من مين بالظبط” عارف طارها عند مين ”
نهض بتعجب___
مين اللي عايزه تنقتم منه هو مين ياجدي وادام أنت عارف يبقي مين ليه مخدتلهاش بطارها منه ”
نظرا له بعين باردة مثل صوته الجاف___
مخدتلهاش طارها عشان عايزاها ترتاح أنا متاكد أن لو أنا اللي خدتلها حقها هتفضل عايشه مقهورة وحسة بالظلم “عشان كده سايبها ترجع حقها باأيديها بس ده مايمنعش أن عيني هتفضل عليها عشان لو أحتاجة لحد يسندها تلقيني في ضهرها يابني”
أثار بعبراته الشك داخل عقل الصفوان الذي أدرك معرفة الجد بهوية أبنت عمه الحقيقية وايضا هوية ذلك الشخص الغامض التي عادت للأنتقام منه___
بنت عمي سالم تبقي مين كلامك بيقول أنك عارفها قولي ياجدي تبقي مين ومين اللي راجعه عشان تنتقم منه”
لم يكن الوقت قد حان ليجيب بوضوح علي تلك العبارات مما جعله يسير للأمام أثناء قولة___
كل حاجة هتعرفها بس في أونها ياصفوان “بس خليك متأكد من حاجة واحدة وهي أن الدكتورة حياة اللي بره مش هي حياة بنت عمك”
لم يكن الجد قد أطمئن بعد من صفوان مما دفعه لأخفاء حقيقة حياة عنه حتي تظل بأمان”فما رئه داخل عين صفوان لايوحي مطلقا أنه علي أستعداد ليكون الحما والسند لأبنت عمه”
ــــــ
و علي الجانب الأخر في أول مدخل البلد داخل بيت كبير يشبة منزل مسلسل البيت الكبير “وبالأخص داخل المندرة علي أريكة ذهبية الون غالية الثمن كان يجلس ذيدان صاحب الواحد وثلاثون عام” ذات البشرة القمحية والعين السوداء الكاحله ورأسه المنبته بشعيرات صغيرة”ذلك الراجل ذات الأصل الصعيدي “الذي يتحدث بلكنة جشة إلي وهدان الذي يجلس اسفل قدمه___
بجالك ساعة عمال تخربط في الحديت ومجولتش والا كلمة عليها الجيمه خلص ياوهدان جبل ماصبري ماينفد” أنطج عايز تجول ايه”
بلع وهدان لعابه بقلق وباح بما يهوي داخله___
أنا عايز اشكر ساعتك لانك خرجتني من المدرية قبل ماترحل علي النيابة عشان كده عايز اهديك حاجة هتعجبك أوي”
مال ذيدان بجزعه العلوي اتجاه وهدان ونظرا داخل عيناه قائلا بجمود___
عارف لو في الأخر جولت حديت ماسخ هملص رأسك عن رجبتك هات اللي عندك ياوهدان هدية ايه عاد اللي هجبلها من جتاع طرج ذيك”
أسرع الأخر بالحديث بلهفه ليتعافي من تلك النظرة السامة وقال___
بنت انما زي القمر واحله من القمر كمان”أنا عارف أن ساعتك بتحب البنت الجميلة الشديدة ام قلب ميت “عشان كده عايز اهدي ساعتك بواحدة فيها كل الحاجات اللي بتحبها”
راق له حديث وهدان وعاد بجسده للوراء مداعب لحيته المنبتة بقول___
فين البت ديه عاد ايه في نص البحر”
لمعت عين الأخر بمكر عازم علي الأنتقام___
لاء هنا في الفيوم والأخص في بيت رضوان بيه واسمها الدكتورة حياة هي ضيفه عندهم بس تمخول النفوخ عليها عيون وقوام يمخولة أجدعها شنب ده غير أنها شجاعة وقوية وبصراحة ملقتش غيرك يستاهلها”
لمعت عيناه برغبة للقائها مما جعله ينهض ويقول بوجة مبتسم بخبث ___
جولت اسمها ايه”
نهض الأخر بعدما علم أن مخططه قد نال مرحلة النجاح وقال___
حياة الدكتورة حياة”
راقت له كنيتها مما جعله يرددها بهمس بين شفتاة بعين لامعه بالشوق___
حياة أسمك چميل ياترة چميلة زي أسمك والا لاع يا داكتواره”
واثناء انشغاله بذكر كنتيها دلفت إليه زوجة أبيه الحجة عديله بجلبابها الأسود الصعيدي وفور أن رئها ذيدان تبدلت ملامحه إلي العبس وحرك رأسه لوهدان ليغادرهم ويتركهم بمفردهم وبالفعل غادر وهدان ووقفت عديلة أمام ذيدان ترمقه بنظرة الوم قائلة___
وأخرتها ايه يا والدي”أخرت اللي بتسويه في
حالك ده ايه”مش كفاية اكده أنسا بجي الماضي وعشلك يومين في الحلال كفياك حرام الحد اكده”
ظهرت بسمة كريها فوق وجه ذيدان الذي جلس علي الأريكه ووضع قدمه فوق الأخره وقال بجدية وهو يضع السجار عبر شفتيه___
بجولك ايه يامرات أبوي ادخلي جوة حضرلنا لجمه نغير بيها ريجنا وبلاش كلام ملوش عازه”
تنهدت عديلة وجلست بالمقعد المجاور له وهي تراه يخرج انفاسه المشتعله بلهيب الدخان “كانت تشعر بالأسف حياله فمن الواضح انه مر بماضئ مألم جعلة قاسي القلب وحاد الطباع” وباحت عديلة بما داخلها بلكنه هادئة تشبه عيناها الناعسه___
لساتك ياوالدي معلج حالك بالماضي اللي بدال حالك وخلاك راچل متعرافش الرحمة والا المحبه جسه جلبك علي أجرب الناس ليك”كل ده بسبب البت اللي لفت عجلك وفي الأخر هملتك يوم فرحكم ومن يوميها وأنت هملت بلدك وچبتنا أنا وخيتك وياك أهنه في مكان محدش يئعرفك فيه عشان تستخبه من عيون أهل البلد”بس لاع يا والدي هروبك من أهناك مكنش الحل واصل كان لازمن تجعد في دارك ومتهملوش مهما حوصل”
نفخ هواء السيجار بقسوة في الهواء، ونهض بوجه عابس فحديثها ذكره بما حاول دائما نسيانه مما جعله يرمقها بعين شارده وليكنه تحذيريه___
لأخر مره هجول هالك يامرات أبوي مش عايز أسمعك بتتحدتي عن الموضوع ده واصل وبدل مانتي شاغله مخك بيا روحي وخلي بالك من بتك المچنونة وهمليني في حالي”
احتلت الغصه صميم قلبها الذي المها حينما ذكرها بأبنتها ورد تلك الفتاة الشابه التي تعاني مرض الصرع منذ الصغر”وقالت___
حرام عليك اكده يا ذيدان بجي بتجول علي خيتك مچنونة علي اكده الناس عندهم حج لما بيعيبوا عليها اذا كان أنت ياخيها بتجول عليها أكده ”
تنهد بملل وحرك رأسه بالامبالاه فلم يكن يهتم بشأنها بتاتا مما جعله يلقي عليها عبارته البارده ___
جولتلك ألف مره أن ورد مش أختي ورد تبجي بنت ابوي منك انما أمي الله يرحمها مخلافتش غيري عشان اكده أنا ماليش أخوات وكفياكي بجي محن حريم أنا خلاص طهجت من العيشه المره دأي”
كلماته القاسيه كانت تذيد الم قلبها فدائما ماتتلقي منه الكراهية التي زرعتها والدته داخل قلبه منذ الصغر مما جعله كاره لها ولأخته”كانت عديلة تراه بعين الام الخائفه علي صغيرها مما جعلها تخفي حزنها وتقول بصوت حنون دافئ___
لي أكده بس يا والدي لي مش جادر تشوف حبي، ليك دأنت والدي اللي مخلافتهوش لي الحجد مالي جلبك من نئحيتي لي مش جادر تصفالي أنا وخيتك ورد”
أجابها بزمجرة__
بجولك ايه يامرات ابوي شغل الحريم الماسخ داه مبيدخلش عجلي بشلن عشان اكده باطلي حديت ملوش عازه وادخلي حضريلي حاچه أوفطر بيها ياله ورايا معاد مهم”
تنهدت عديله بعبس___
معاد مهم والا معاد تفرز فيه البضاعة الچديده اللي، جالك عليها الزفت وهدان الله يجطعه”
لم يروق له حديثها مما دفعه للأقتراب منها
قائلا بتزمت___
جولتلك بدل المره ميه متتصنتيش عليا أنا ورچلتي يا عديلة ملكيش صالح باللي بسويه خليكي في حالك وحال بتك ومتحشريش منخيرك في حاچه تخصني بعد أكده”
تلك المره لم يروق لعديله كلماته مما جعلها تتجاهل أوامره وتحدثت بصوت بارز الحده___
لاء مش هكتم حسي بعد اكده الحد ماتي ياذيدان هتفضل تحوم حولين بنات الناس وتنهش عرضهم الحد ميتي هتفضل، سايج العوچ وبتعشمهم بالچواز وبعد مابتأخد منهم اللي عايزه ترميهم وتجولهم سكتكم خضره كفياك اكده يا والدي كفياك حرام وعصيان لرابنا سيب البنيه الچديده في حالها باعد عن الداكتواره اللي جالك عليها وهدان ديه مش زي باجي البنات الغلابه لاع ديه متعالمه وغير أكده ضيفة رضوان بيه يعني اكيد تجرابله”
أبتسم من جديد بمراوغه وهي يصر علي مايخطط
له داخل عقله السام وباح بصوت بارد___
ومن ماتي وذيدان بيعمل حساب أو خاطر لحد أنا ماليش كبير يامرات أبوي وأنتي خبراني زين لما بحط حاچة في عجلي مبسكتش غير وأنا طاليها والداكتوارة اللي بتتحدتي عنها دلوجتي أنا لسه معينتهاش بس ملحوجة كلها كام ساعة وأطب عليها في بيت رضوان واشوفها اذا كانت تستاهل تبجي من ضمن الحريم اللي دخله عجلي وعچبوني والا بضاعه ساكه ملهاش جيمه وخسارة فيها ناظرتي ليها”أجولك حاچة عشان نخلص من الحديت الماسخ ده أنا مش عايز أكل وهسبلك البيت تبرطعي فيه أنتي وبتك الكام ساعه دول الحد لما أعاين بضاعة الداكتواره ورچعلكم”
رمقها بكراهية وغادر المكان تارك عديله تجلس وهي تشعر بالحزن علي حاله المعدوم”وهي تراه ذاهب للقاء حياة ليتأكد من صدق حديث وهدان”
ـــــــــــــــــــ
كانت الثالثة منتصف اليوم داخل مكتب الجد رضوان الذي يجلس علي مقعده ويترأس طاولة مكتبه وحوله بالحجرة يجلسو أبنائه وأيضا أحفاده وزوجات أبنائه “وعلي أريكة خشبية صغيرة كانت تجلس الحجة وصيفة وبجوارها حياة”
كان الصمت يعم أركان الحجرة المليئه بتلك العيون التي تزوغ بين تعابير وجوههم المنتظرة معرفة أساس هذا التجمع الذي لم يحدث منذ سنوات”وظلا الوضع كما هو حتي تنهد الجد بعزم بعدما قرر أن يبوح بما يحوي داخله”___
كلكم مستغربين “وبتسأله نفسكم أنا ليه مجمعكم
كلكم كده..” بس أنا مش هطول عليكم أنا جمعتكم النهاردة عشان أنهي أي شك أو خلاف ممكن يحصل “بنكم ياولاد رضوان في الأيام الجايه”
قوص عواد حاجبيه بغرابه قائلا___
خير يابا في إيه قلقتني”
تنهد الجد من جديد محاولا التريث وهو يرا عيونهم الحاقدة تذداد قسوة بعدما سمعت أذانهم مانعته منذ قليل والذي كان مجرد مقدمة لما هو قادم”___
بصوا ياولاد أنا مجمعكم كلكم عشان كل واحد يعرف نصيبه فين وليه ايه وخد ايه.. “وكزه معا كلمة خد ايه عشان أنتم خدتوا كتير..” أول حاجة هقولها تخص نجاة طبعا ديه بنتي والشرع بيقول أن البنت ليها اقل من التلت لأن ربنا قال_ الذكر له حق الأنثتين”يعني باختصار شديد نجاة ليها ربع ميراثي-“بس عايز أفكرك يا نجاة أنك خدتي ورثك مني من عشر سنين لما ارضك أتحرقت وقتها جاتيلي وطلبتي ورثك وأنا لسه علي وش الدنيا بس أنا مامنعتش وأديتك نصيبك بما يردي الله”بس عشان أعرفك أني بحبك وأنك غاليه عندي كتبتلك البيت اللي عايشه فيه أنتي وعثمان أبن عمك باأسمك وكلها يوم ويبقي العقد في بيتك”
«تشحمت عيناها بالسواد الكاحل الذي برزا بؤبؤ عيناها المتجحظة بذهول”لم تكن تستطيع التصديق أنها طول تلك المدة كانت تحلم بالثراب “داخلها كانت تتغلغل نيران متدفقه بلهيب العصيان علي هذا الحديث الكارها له” مما جعلها تفزع من مجلسها مثل العاصفه متحدثة بشراسه غير أبياه أنها تقف أمام أبيها____
يعنـــــي ايـــــــه عايـــــــز تفهمنــــــي أن ثروتـــــــك اللــــــي مــــــن عشــــــر سنيــــن زي ثروتـــــك دلوقتـــــي يابـــــــا حـــــــرام عليـــــك “_بقـــــي ده شـــــرع ربنـــــا”
تصارعت الدماء الساخنه إلي عقله الذي لم يتوقع هذه الثورة من أبنته الوحيدة”شعرا بغصه التحمت بصميم قلبه معلنه عن أستيائه الذي ظهرا علي تجاعيد وجهه الحاده أثناء ضربه الأرض بعصاه
وهو يصيح عليها____
حرمــــــت عليكـــــي عيشتــــك “أخـــــص عليكــــي
وعلــــي تربيتـــــي فيكــــــي”بقـــــي أنـــــا هغـــش في حـــــق ربنــــــا صحيــــــح هستنــــــا ايـــــــه مـــــن بنـــــت عاصيــــه زيـــــك”قعـــــدي مكــــانك وحســـــك عينـــــــك تقـومــــــي مـــن مكانــــك غيــر لمــــا أخلــــــص كلامـــــــي”
رغم غضبها الجامح الذي كانت تشعر بهي داخلها” لكنها قررت الجلوس بوجه متعصب لكي تسمع مايخص الباقين”اما الجد فحاول الهدؤ من جديد ونظرا إلي فارس الذي يجلس بجوار حسان وقصده بتلك العبارات___
وأنت يا فارس أبوك الله يرحمه قبل مايسافر السعودية”كأن المسئول عن جناين الفاكهه “وأتعرف علي شوية تجار.. من الخليج قالوله أنهم هيستورده منة فاكهة بكمية كبيره وهيديله ضعف الفلوس اللي بياخدها من أي مشتري مصري أبوك وقتها فرح وقال أنها أول خطوة عشان الفاكهه اللي خارجة من مزارع العزيزي تتسوق في دول العرب المجاورة لمصر”.. وفعلا المشترين دفعوله فوق المليون جنية وقبل معاد التسليم بيوم العربيات اللي كانت محملة الفاكهة ونقلها عشان تتغلف”أتقلبت علي طريق المريوطية والفاكهه وقعت في الترعة واللي موقعتش في الترعة العربيات المعدية هرستها تحت عجلها”.. طبعاً ده كان خراب لبوك عشان كدة جالي وطلب مني ميراثه عشان يدفع للخليجه فلوسهم عشان ميحبسهوش”لاني كنت رافض تصدير فكهتي ليهم بس هو صمم وقال ان النقل مسئوليته”
المهم وافقت اديله حقة” ولأني وقتها مكنتش رضوان بيه العزيزي صاحب الملايين والعقارات والمزارع والمصانع أديته نصيبه بشرع الله من الاملاك اللي كنت بملكها وقتها”-
اللي منها فلوس وحتت أرض وأبوك باع الأرض عشان يكمل الفلوس ودفعهم للخليجة”وقرر أنه يطلع الحجه معا أمك عشان يغسل حزنه في بيت رسول الله علية أفضل الصلاة والسلام”.. ومن يوم مسافر وهو مرجعش والا هو والا امك الحد لما جاتلي أخبار أن الأتوبيس اللي كان ناقلها للمدينة أتقلب بيهم وأدفنه في ترب مكة”أنا بحكيلك كل ده عشان أفهمك أن أبوك خد ورثة مني والورق متسجل في الشهر العقاري “يعني يابني أبوك الله يرحمه ملهوش جنية عندي” بس أنت طبعا عندك ورث أمك حتت الأرض 500متر والبيت اللي في ضهر بيتنا والشقة اللي في مصر”
كان “فارس” علي علم بتلك الأمور من قبل فقد سمعها من جدتة منذ أعوام لذلك لم يكن متفاجئ “لكنه أيضا لم يكن راضي كل الرضا عن مايملك لذلك نظرا إلي جده بغرابه قائلا___
أنا عارف كل اللي حضرتك قولته ومعنديش مشكلة” بس ياجدي أنت عارف أنا تعبت قد ايه في مصنع الحوم.. أنا مشتغلتش بشهادتي عشان أهتم بالمصنع وأكبره واظن من حقي يتكتب بأسمي”
كان يعلم “رضوان” أن الأمر لم يمر كمر الكرام.. مما جعله يحرك رأسه بعتاب لذاته لأنه لم يستطيع بناء الرضا والحمد داخل قلوب أحفاده بقدر ما بنا أهلهم الطمع داخل قلوبهم”مما جعله يتنهد ويرمق”فارس”
ببسمه خافته ___
أنا منكرتش يابني أن ليك حق في تكبير وتحقيق نجاح في المصنع”.. بس ده ميدكش الحق أن المصنع كله يتكتب بأسمك”. بص يا “فارس” أنا هكتبلك ربع المصنع بأسمك وهديك كمان صلحية بالأدراه وأظن كدة عداني العيب يابني”
أبتسم بسخافة فلم يروق له تلك القسمة وقال___
ربعه طب والتلت تربع الباقين هتكتبهم لمين ايه لصفوان والا لعمي عواد”
أدرك “الجد” أنه لم يشبعه ماأخذه حتي الأن “. ولم يكن يود الصياح عليه من أجل أخماد نيرانه المتدفقه مما جعله يحرك رأسه ببسمه خافته من جديد قائلا___
لاء يابني مش للدرجادي”.. بالنسبة لصفوان وهنادي فهما عارفين كويس أن أبوهم الله يرحمه واخد ورثة ومشتري بيه فدان الأرض اللي جنب أرضي” وماشاء الله الأرض تقدر تعيشهم من غيري حياة كريمة وميحتجوش جنية من حد” بس أنا عارف أن “صفوان” بيحب التجارة وهو اللي مشرف علي العقارات اللي بنشتغل فيها بقالنا تلت سنين ده غير مسئوليته با دوان العزيزي عشان كده ناوي أكتب نص الدوان بأسمه وكمان هكتب لهنادي شقتين بأسمها ده غير أن أي حد من أحفادي هيحتاج لحاجة هيلقيني سداد وبنفذله كل طلباته”بس كان في حاجه تانية عايز أبلغكم بيها التوكيل العام لأدارة “صفوان” لأملاكي خليت المحامي لغاه النهارده الصبح يعني “من الحظة دية محدش هيدير حاجة غيري”
نظروا جميعهم إلي “صفوان” ينتظرون رد فعله لكنهم تفاجئه بهدؤه وكأنه كان يشعر أن الجد سيفعل معه هذا الأمر”ورغم عدم رضائه بتلك القسمه لكنه قرر الصمت حتي يسمع باقي الحديث الذي أكمله الجد بجدية ___
ونيجي بقي عند عواد الوحيد اللي مطلبش ورثة طول السنين اللي فاتت “وبقي من حقه ورث تلتين أملاكي”
حرك عواد جفونه بغرابه فرغم قدر الميراث الا أنه لم ينال أعجابه وقال___
تلت الميراث ليه المفروض ليا الميراث كلة بما أن كل أخواتي الله يرحمهم خدو ورثهم”
حدق “رضوان” عيناه بحزن لعواد وهو يتنهد ويقول بصوت مجروح___
نسيت سالم يا عواد الوحيد اللي مخدش جنيه واحد من ورثه”.. سالم بيملك تلتين زيك يعني نص ميراثي”
قوص حاجبيه بغرابة قائلا بتوتر___
بس.. سالم.. مات.. يابا.. وبعدين.. سالم.. كان.. مشتري.. نص.. المزرعة.. منك.. ولو.. قصدك.. علي.. نادية.. بما.. أنها.. مراته.. فاتورث.. نص.. المزرعه.. اما.. فلوسك”أنت”وورثك”فمن”حقي”أنا”
أدرك “رضوان” في تلك الحظة بالأخص أن عند ذكر المال تتناسي البشر ومهما كانت صفة القرابه بينهم تصبح مجرد رماد ليس أكثر من ذلك”مما جعلا عيناه تتلون بحمرة الحزن وباح بصوت مقهور___
أخوك مات بس بنته لسه عايشه وليها ميراث أبوها حياة بنت سالم رضوان العزيزي بتملك نص ثروتي قصادك ياعواد”- يالي نسيت أخوك وأفتكرت بس الفلوس ومش كدة وبس حياة مش بس بتملك نص ثروتي لاء ديه كمان بتملك نص المزرعة اللي أبوها أشتراها مني”اما بالنسبة لنادية فكلكم عارفين أن سالم الله يرحمه رمي عليها يمين الطلاق قدامنا كلنا قبل موته بيوم وبكدة نادية ملهاش حق ميراث سالم وكل ورثه وأملاكه من حق بنته الوحيدة حياة”
أخذت حياة الصدمه علي دفعتين الدفعه الأولي عندما حصلت علي نصف ميراث جدها وأصبحت رأسها برأس عمها عواد،. “والصدمة الكبري عندما علمت أن والدها طلق تلك العقربة قبل وفاته”لم تكن تهتم بالميراث بقدر أهتمامها بأزمة نادية التي زاغت عيناها الدامعه بشراسه”بين وجوههم بعدما أدركت أنها لن تحصل كل قرش واحد من تلك الثروة الطائلة” ووسط ذهول الجميع بسماعهم خبر حصول حياة علي نصف الثروه”أكمل الجد باقي كلماته التي كانت عبارة عن حفرة تشتعل بنيران العصيان داخل قلوبهم___
طبعاً كلكم دلوقتي مستغربين أنا أزي بدي نص أملاكي لبنت لسه مشوفنهاش”بس أحب أبلغكم أن الدكتورة حياة الله يبارك لها خلتني أدتني معلومات عن حياة وخلتني”اتوصل معا حفيدتي و قابلتها وأتكلمت معاها وأدتني مايثبت أنها بنت سالم عشان كدة كلها كام يوم وتيجي هنا وسطينا وتأخد حقها “وعلي فكره حياة مش بس اصبحت بتملك نص المزرعه لاء.” ديه كمان بتملك نص جناين الفاكهه ونص جناين الخضار ده غير أنها بتملك نص الدوان قصاد صفوان وكمان ليها نص باقي المصنع يعني حصتها في المصنع قد حصة عواد”اما الأراضي والعقارات فبتملك نصهم بالتساوي معا عواد “طبعا المحامي بيحضر الأوراق وبمجرد مايخلصهم ويجبهم هتكون حياة وصلت وهتمضي علي كل حاجة بيع وشرا وبعدها الأوراق هتتسجل وكده كل واحد هيبقي خد حقه”
كانت تلك الشرارة الأخيرة التي غيرت نظرة الجميع لها وذادت قسوتهم”اما حياة فادركت أن الجد يعرف هويتها فهي لم تفعل شئ مما قاله ولم تعطيه أي معلومات مما جعلها تدكر أن ذلك مجرد لعبة من الجد لأبعاد الأنظار عن
إما عواد ففزع من
مجلسه قائلا بزمجرة”___
ايه اللي بتقوله ده يابا أنت عايز تزرعها وسطينا بالعافية عايز تجبرنا أننا نقبلها بنا”.. بس لاء. أنا مش موافق”علي القسمة”ديه أنت طول عمرك حقاني ليه المرادي. “_ بتعمل عكس طبيعتك” ليه عايز تدي واحدة غريبه نص ثروتك ليه عايز تحط راسها براسي ليه عايز تميزها عن باقي أحفادك”
وجة رضوان سبابته اتجاة عواد “قائلا بوجه عابس ذات بحه قوية___
أحفادي ميراثهم بيبقي في ثروت أبوهم مش في ثروت جدهم” وأنا اديت لأبهتهم حقهم وجه الوقت أن بنت عمهم تاخد ميراث أبوها اللي في رقبتي “.. أنا مش بميزها عنهم لاء أنا بديها شرع ربنا ياعواد شرع ربنا اللي كلكم نستوه قصاد الفلوس والجشع”
قابلة تمرد أبنته التي نسيت كل النسيان من يكون هذا المتحدث امامها وبكل رغبة جشعة بأمتلاك المال قالت بوجه بارد___
لو عملت كده يابا واديت ورثنا وحقنا للبت ديه”هرفع عليك قضية حجر عشان امنع التخاريف اللي بتقولها”
فزع الجميع من قولها لكن داخل بعض النفوس راقت لهم ماقالته “اما وصيفة فلم تنتظر صياح زوجها وهمت بالوقف أمام أبنتها وصفعتها بقوة معبرة عن غضبها بقول___
قطع لسانك يا عاصية بقي عايزة ترفعي قضية حجر علي أبوكي”.. أنتي ايه جبتي الغل والكره ده منين بس العيب مش عليكي” العيب علينا أحنا اللي دلعناكي الحد ماطمعناكي فينا”ياله غوري بره البيت ده وحسك عينك رجلك تخطيه مره تانيه “ومن الحظة دية مبقتيش مننا”.. لما تعرفي يعني ايه أب وأم وقتها بس ممكن نسامحك ياله غوري ياله”خد مرات ياعثمان وعلمها الأدب ده لو كنت تقدر عليها”
لم تحترس مما حدث ورمقة الجميع بعين حاقدة
مثل قلبها الأسود وباحت من جديد بصوت سام___
أنا هخرج من هنا علي المحامي وهرفع قضية الحجر “.. عشان أحميكم من تضيع فلوسنا اللي عايزين تدوها لواحدة من الشارع” أنا هروح بيتي واللى منكم عايز يحمي حقه وياخد نصيبة اللي بجد يجيلي ويضم صوته لصواتي ومن أول جلسه هنكسب القضية”.
لم يتحمل رضوان مايسمعه من فم أبنته”وصاح بغضب يألم قلبه العاجز ___
بــــــره أخرجــــــي بـــــــره مــــــش عايـــــز
أشوفـــــك غــــــوري مـــــن وشــــــه”
همت نجاة بالذهاب مثل الرياح العاصفة وخلفها زوجها وأبنها هاشم”اما الباقين فنظرو الي الجد الذي نهض بأهتزاز وهو يسند بيده علي عصاة ويبدو عليه الأرهاق الذي أصرع غضبه وحزنه في ظهوره علي وجهه المتجعد بكبر السن وصاح
بصوت صاخب ____
يالــــــه اللــــــي عايــــــز يــــــروح معــــاها عشـــــان يحجــــر عليـــــا يـــــــروح بـــــس مهمـــا عملتــــه مـــــش هغيــــر كلامــــي وهنفذ شــــرع ربنــــــا اللي عايــــزين تخالفــــوه بطمعكــــم وجشاعكــــم “وبنـــت سالـــــم هتاخـــــد ورثهـــا وحقهــــا غصبـــــن عـــن عينكــــم كلكــــم”
ولم تمر ثانية وأرتمي رضوان بجسده فاقد للوعي فلم يتحمل قلبه ماسمعه”مما جعلا الجميع يندفعوا إليه وهم يرددون أسمه بلهفه بين شفتيهم “وحمله صفوان و أولاد عمه وصعدو بهي إلي حجرة نومه ومدده فوق التخت وحوله الجميع” اما حياة فركضت بينهم وبدأت بأبعادهم من أمام التخت وهي تشعر بالقلق عليه وتقول___
وسعة لورا أنتو كده منعين عنه الهواء كده غلط”‘
أمسكتها نادية بقوة من يدها تبعدها من أمام التخت قائلة بحقد بات يلمع داخل عيناها”___
أنتي اللي توسعي من يوم مادخلتي علينا وحنا مشوفناش يوم عدل غوري بقي وفرقينا”
تسللت الدماء داخل عروق حياة التي تحدثت بحنق يبرز من عيناها الامعه بالحده وهي تسحب يدها___
أيدك متلمسنيش أنتي مالكيش حكم عليا جدي بس هو اللي يقدر يخرجني من البيت”
لم تنتظر أن تجيبها”وأسرعت بالجلوس بجانب الجد وبدأت بتفقد نبضه وأيضا فتحت جفون عيناه “وحينها شعرت بالقلق ونظرت لهم قائله___
واضح أنه داخل في شبه جلطة لزم ننقله علي المستشفى حالا يا جدتي” هو مقدرش يستحمل اللي قالته طنط نجاة عشان كدة شكه أنه داخل في جلطة ولو ملحقنهوش بسرعة هيروح مننا”
ردت عليها ليلي بتدخل قائلة بزمجرة___
وأنتي ايش فهمك أنتي حياله دكتورة مجانين”
رمقتها حياة بعين باردة شبه نبرتها___
أنا مش هضيع وقت في الرد عليكي لأن جدي أهم منك”وياريت تخليكي في حالك وشغل المطبخ وأنت ياحسان شيل معايا جدي مفيش وقت كل دقيقة بنتاخرها غلط عليه صدقني عنده أشتباه في جلطة أنا فاهمه كويس أنا بقول ايه”
كانت ترمق حسان بأصرار فهو فقط من يعلم بحقيقة أمرها وهوية عملها مما جعله يسرع بالتقدم إلي جده وهو يقول بلهفه___
حياة معاها حق ثقوا في كلامها متخلوش التفكير يضيع الوقت مننا ياله يافارس أنت وصفوان شيله جدكم معايا”
ساندتهم الجدة بأمر وهي تجفف دموعها__
كلام حياة يتنفذ جدكم لزم يروحوا المستشفى حالا ياله خدوه علي العربية”وأنا وحياة وعواد هنيجي معاكم وعالله المح واحدة من الحريم بتهوب نحية المستشفى واللى هلمحها هناك هطين عايشتها”ياله بينا يابنتي”
تفاجئ الجميع من موقف الجده التي أستغنت عن الجميع ورافقه حياة إلي الأسفل اما الشباب فلم يضيعوا الوقت اكثر وحملوا جدهم وبعد دقائق وضعوه داخل السيارة وتولي صفوان القيادة اما بعربة الجده فتولي عواد القيادة”
ـــــــــ
وبعد ساعتين داخل المشفي التي تحمل أسم العزيزي كان يقف الطبيب برفقة الحاضرين معا رضوان الذي أصبح بحجرة للعناية بحالته ” اما هم فكانوا في ممر المشفي يستمعون لحديث الطيب ___
الحمدلله أنكم جابته رضوان بيه في الوقت المناسب” والا مكناش هنلحق الجلطة وخصوصا انها كانت في المخ”تصرفكم السريع وحضوركم بيه هنا خلانا نلحق نفتت الجلطة قبل ما تتمكن من المخ كلة”
حركت الجدة وجهها ببسمه إلي حياة ناظره لها بأمتنان ___
الفضل يرجع للدكتورة حياة هي اللي عرفت حالته وصممت انها تجيبوا هنا عشان نلحقة”
وجه لها الطيب بسمه بقول___
طب الحمدلله أنها كانت موجودة علي العموم رضوان بيه حاليا حالته مستقرة بس هيشرفنا كام يوم الحد لما نطمن علية عن أذنكم”
ذهب الطيب اما الجميع فتفاجئ با زيدان الذي أتي أليهم قائلا بجدية ___
خير يا چماعة روحت لرضوان بيه الدوار جالولي أنكم أهنه خير حد يطماني”
أجابتة الجدة___
مفيش يا بني شوية تعب أتعرضلهم فجاءه بس الحمدلله بقي كويس ولحقناه قبل مالتعب يتملك منه”- والفضل يرجع للدكتوره حياة لولها ياعالم كانت حالته هتبقي ايه ”
حرك راسه برفق مثل الأفاعي حينما ذكرت كنيتها امامه”مرر عيناه عليها من أول أطراف أصابع قدمها حتي مرت عيناه علي كل قطعه بجسدها وشفتاها وعيناها ووصل بنظره إلي شعرها الذي يشبة عتمة الليل”
وسعا بؤبؤ عينا السوادء ببسمه خافته فعيناه كانت تأكلها بتلذذ وعقله يحدثة بصوت بارز رغبته بهذة الأنثي الفاتنه____
يا بواي ايه الحلاوة داي”كان عنده حج الواد وهدان لما جال عنها تمخول النفوخ وتهز أچدعها شنب”اهي هي ديه الحريم والا بلاش ”
فور أن أنتهي من الحديث بعقله مد يده إلي حياة ليصافحها قائلا___
أهلا بالست الداكتواره نوارتي البلد أنا زيدان رشيد الهواري من أعيان البلد”
لم تكن تهتم بأمره والم تفهم مغزي نظراته لها مما جعلها تمد يدها لمصافحته قائلة برسمية____
أهلا تشرفت”
أنهت جملتها وحاولت سحب يدها منه لكنه وجدته يشدد من امساكه بهي وهو يتفحص وجهها ببسمة راغبه”
و لم يستغرق الأمر بينهم دقيقة لكن صفوان كان يلاحظ أن هناك شئ خاطئ يحدث مما جعله يتخطي حسان وفارس وسحب يد زيدان من حياة ووقف أمامها عازل زيدان عن روأيتها وبادله المصافحه محدثة بنبرة جشة شبه عيناه الحادة___
شرفنتا يا زيدان مكنش فيه داعي أنك تيجي
الحد هنا”
سحب يده وهندم من لاياقة
عبائته قائلا___
لا تعب والا حاچة يا والد الأصوال””
صمت لثواني ونظرا ببسمة خافته إلي حياة التي تقف خلف صفوان وقال___
أنت متعريفش رضوان بيه غالي عندي جد ايه”والا ليك عليا حلفان دخل جلبي زي الريح تجولش عشرت سنين”
طق صفوان عنقه بغيظ وهو يرا نظرا زيدان موجهه لخلفه”مما جعله يستدير بوجهه قليلا للوراء ناظرا ليرا إلي ماذا ينظر الأخر لكنه وجد حياة مازالت تقف خلفه مما جعله يرمقها بعين غاضبة مما جعلها تداعب شعرها بقلق لتهرب من عيناه”أدرك صفوان أن الأخر كان ينظر إليها أثناء الحديث مما جعله يعيد رأسه للامام من جديد ومد يده وأمسك بمعصم زيدان قابض عليه بقوة وهو يردف ببسمة من تحت أسنانه___
شرفتنا يا زيدان منجلكش في حاجة وحشة ”
ادرك أن الأخر لا يود وجوده هنا”مما جعله يبادلة المصافحة بنفس القوة والبسمة بقول___
المره الچاية هنتجابل في الفارح أن شاء الله ياصفوان بعد أذنكم يا چماعة وألف سلامة علي رضوان بيه”
سحب يده ورمي نظره ببسمه متفحص وجه حياة وكأنه يخزنها داخل عقلة وغادر المشفي أما صفوان فالتفت ونظرا إلي حسان قائلا بتزمت___
بعد كده ركز يا حسان متبقاش واقف علي
الله كدة ياخويا”
حسان بغرابة___
مش فاهم قصدك ايه”
تنهد الأخر بزمجره___
لاء متشغلش بالك والا أي حاجة عن أذنكم هنزل أشم هوا لاحسن خلاص قربت أتخنق”
كان يشعر من داخله بالغضب من نظرات زيدان لحياة فقد كان يعلم معني تلك النظرات فهو رجل وعلي علم بمغزي تلك النظرات التي القاها زيدان علي حياة”مما جعله يذهب إلي الخارج ليصبح بمفرده حتي لايصيح عليها”رغم ادراكه أنها ليست المخطئ لكنه تلك النيران التي شعرا بهي لم تختص بأحد “كان يدرك أنه أذا واجهها بالحديث سيتشاجر معها” لذلك قرر البقاء بمفرده”
اما بالأعلي فقد ذهب فارس ليجلب بعض العصائر وذهب حسان إلي المنزل ليحضر اغراض لحياة لانها قررت البقاء بصحبة الجدة تلك الليلة في المشفي”
اما عواد فعاد برفقة حسان للبيت “اما الجدة فكانت تجلس بجانب حياة علي أحد المقاعد وهي ترمقها بفضول يستولي علي جسدها وقالت بعدما فقدت قدرة السيطره علي ذاتها ___
كنت عايزه أسال حضرتك عن حاجه لو معندكيش مانع أنك تتكلمي”
الجدة بلين___
قولي اللي عايزاه وأنا هجاوبك”
تنهدت بعزم وقالت___
ليه أبنك سالم طلق نادية مراته قبل وفاتة بيوم ايه اللي حصل خله يعمل كدة”
حدقة الجدة عيناها بحزن وكأنها تذكرت ماذاد ألم قلبها وووو”!!
ـــــــــــــــــــــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عصيان الورثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى