روايات

رواية سجينتي الحسناء الفصل السادس والأربعون 46 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الفصل السادس والأربعون 46 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الجزء السادس والأربعون

رواية سجينتي الحسناء البارت السادس والأربعون

رواية سجينتي الحسناء
رواية سجينتي الحسناء

رواية سجينتي الحسناء الحلقة السادسة والأربعون

سأظل احبك و لو طال انتظاري …
فإن لم تكن قدري … فأنت اختياري
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ من نومه على صوت جرس الباب فتوجه ليفتحه ليجدها امامه بعيون باهته و ملامح حزينه و نظرات اشتياق فاقت الحد فرددت بصوت خافت يكاد يكون مسموع
_ مش هتقولى ادخلى ؟
ابتسم ابتسامه مقتضبه و اشار لها بالدخول و اغلق الباب و التفت ينظر لها باشتياق هو اﻻخر و نظرات تملؤها العتاب فبادلته بنظرات راجيه تطلب السماح فردد بهدوء
_ جايه ليه ؟
اجابته و هى تحاول كتم غصه بكاءها
_ عشان وحشتنى ، هو انا موحشتكش ؟
رفع وجهه ليقابل مقلتيها الحزينتين و ردد باشتياق
_ وحشتينى طبعا .
ابتسمت بحزن و اقتربت منه تسأله بحيره
_ اومال مش بتسأل عليا ليه ؟
حاول الهروب من نظراتها التى تفتضح اشتياقه لها و ردد بحزن
_ عشان زعلان منك يا دارين …. زعلان منك اوى .
اقتربت اكثر تردد برجاء
_ سامحنى .
حرك راسه برفض و ردد
_ مش قادر .
بكت و امسكت راحته بمحايله هاتفه
_ وحياتى عندك .
دمعت عينه رغما عنه فرفعت اناملها تمسح له عبراته و ابتسمت له بحزن معترفه
_ انا غطلت كتير ، بس انت كل مره كنت بتسامح .. و عارفه ان غلطى المره دى كبير اوى ، بس مش شايف ان العقاب كان كفايه ؟ انا مش قادره اعيش من غيرك .
وقفت امامه شبه ملتصقه به لدرجه اختلاط انفاسهما و رددت بتوسل
_ سيفو … انت وحشتنى اوى .
انحنى و قبلها قبله عميقه تجاوبت معها على الفور و ابتعد لحظه ليردد
_ و انتى وحشتينى اكتر .
عاد لتقبيلها و حملها و توجه لغرفه النوم فاوقفته برجاء
_ سيف ، احنا اتطلقنا .. مش هينفع .
ابتسم و هو ما زال متوجها للغرفه و اسندها على الفراش هاتفا ببسمه فرحه
_ انتى لسه فى العده و انا رديتك لعصمتى … ها موافقه ؟
قضمت شفتاها بداخل فمها و اماءت باﻻيجاب فاعتلاها على الفور ليبث لها اشتياقه و عشقه الذى لا ينضب ابدا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتفض من نومته بفزع على صوت طرقات عاليه على الباب فنظر بجواره فلم يجدها لينظر لحالته المنتشيه من اثر حلمه الحسى الذى اوصله لحاله مقاربه للواقع فزفر بانفاسه المتضايقه و اتجه لفتح الباب ليجدها امامه تنظر له بلهفه فقوس فمه ممتعضا من رؤيتها فهتفت
_ مش هتقولى اتفضلى ؟
زم شفتيه بضيق وادار وجهه عنها فدلفت للداخل و جلست امامه على اﻻريكه فسألها بحده
_ ايه اللى جايبك ؟
اجابته و هى تتحرك من مكانها لتجلس بجواره
_ وحشتنى ، قلت اجى اشوفك .
ضحك ساخرا و ردد بغضب
_ انتى فكرانى لما سكت على افعالك كان عشان انا مش قادر اعمل حاجه ؟
اماءت بلا و رددت بصوت هامس مثير
_ لا عشان بتحبنى زى ما بحبك .
رمقها بنظره حاده و غاضبه و هدر بها
_ حب ؟ حب ايه اللى بتتكلمى عنه ؟ هو فى واحده تحب واحد تأذيه بالشكل ده ؟
وقف منتفضا و اشار للباب و ردد بصوت جهورى
_ اتفضلى امشى من هنا ، انا مش عايز اشوفك و حاولى تبعدى عن طريقى لانى مش ضامن نفسى هقدر امسك نفسى عن اذيتك و لا لأ؟
اقتربت منه بجرأه و رددت
_ ليه كل ده ؟ كل حاجه عملتها كانت من حبى فيك .
اخشوشنت ملامحه و جحظت عيناه و زئر بغضب
_ بطلى تتكلمى عن الحب عشان انتى متعرفيش عنه حاجه ، انتى اذتينى بكل شكل و انا سكت و عديتها اكتر من مره عشان خاطر صله الرحم و بس انما تجيلى لحد هنا و تقوليلى حب و مش حب …
قاطعته مقتربه مه اكثر و رددت و هى تحاول احتضانه
_ انا حبك اﻻول و نسرين و دارين اﻻتنين اخدوك منى يا سيف ، و اهو ربنا محبش الظلم و اتطلقت … يبقا ايه المانع اننا نبقا سوا ؟
ابعد ذراعيها الملتفين حول عنقه بسراشه و صاح هادرا
_ ابعدى عنى بقولك يا هايدى اﻻ متلوميش اﻻ نفسك فى اللى هعمله معاكى ، كفايه اوى اللى جرالى من تحت رأسك .
ضحكت بسخريه و رددت
_ بقا انت زعلان منى عشان عملتلك عمل ؟ و انت مصدق من جواك انه مستحيل يأذيك !! و مش زعلان من اللى راحت نامت فى حضن راجل تانى و هى على ذمتك ؟
لم يشعر بنفسه اﻻ و صفعته الغاضبه تزين وجهها الذى يراه دميم من جرأتها و هتف صارخا بها
_ دارين اشرف منك و من عينتك ، و مش معنى اننا اتطلقنا انى اسيبك تخوضى فى عرضها بالشكل ده ، امشى اطلعى بره بدل ما المره الجايه مش هكبر حد و هتصرف معاكى بمعرفتى .
حاولت التحدث و لكنه سحبها من ذراعها و فتح باب الشقه و القاها بالخارج و هو يصرخ بها
_ اطلعى بره و اياكى اشوفك و لو صدفه حتى …. بررررره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تعجب الجميع من الخبر و تعجب معهما الطبيب الذى ردد بعمليه
_ ازاى متعرفوش ان فى حمل ؟ ده واضح انه فى اكتر من ست اسابيع .
نظرت لها والدتها بحيره فهتفت موضحه
_ اللى حصل خلانى مأخدتش بالى من التأخير .
سألتها فدوى باهتمام
_ و كلام الدكتوره ؟ و الخطوره اللى عليكى ؟
لمعت عينها على الفور لتخوفها من ان تطلب منها الطبيبه ان تجهضه فترجتهم جميعا
_ عشان خاطرى محدش يقول اى كلام من ده … ربنا بعته فى الوقت ده بالذات عشان يعوضنى بيه و ..
قاطعتها فدوى هاتفه بحزن
_ و افرضى سيف مش عاوزه ؟
تجهمت ملامحها و ازدادت تعابيرها حزنا على حزنها و هتفت رافضه
_ لا يا ماما مش للدرجه دى !! يمكن سيف خلاص مش عايزنى و لا عايز يفتكرنى انما مستحيل يفكر انه يخلينى اجهضه .
شعر الطبيب بالحرج فهتف بعد ان تنحنح
_ طيب يا جماعه انا شايف انها اﻻفضل ترجع للدكتوره بتاعتها و تكشف نسا عشان يقدرو يحددوا اﻻفضل ليها و لصحتها ، بعد اذنكم .
غادر الطبيب و اوصلته ليلى للباب و جلست والدتها بجوارها تردد بتفسير
_ افرضى الدكتوره قالت فى خطوره هتعملى ايه ؟
رمقتها بنظره جاده هتفت بتأكيد
_ برده هخليه .
سألتها مجددا
_ و افرضى سيف مسك فى حكايه انه فى خطوره و صمم تنزليه ؟
بكت و رددت بحزن
_ هيبقا عايز ينزله خوف عليا يا ماما ، و انا مستحيل انزله فاهمين ؟
نظرت لاوجههن جميعا و رددت بغضب
_ الموضوع ده محدش يعرف عنه حاجه … و لا حتى بابا و جمال .
انعقد حاجبى ليلى و هتفت بحيره
_ يعنى ايه ؟
هدرت بغضب
_ يعنى زى ما سمعتو .
ثم نظرت لنيللى و رددت بتحذير قوى
_ لو سعد عرف هيقول لسيف و لو ده حصل تنسينى و متعرفنيش تانى .
ترجتها بمهادنه
_ مش يمكن لما يعرف قلبه يحن …
قاطعتها صارخه بها
_ لو هيرجع عشان اللى فى بطنى ، فانا مش عيزاه … ارجوكم احترمو رغبتى و لو مره واحده .
وسط بكاءها و انهيارها بهذا الشكل لم يجدن بدا سوا بالرضوخ لرجاءها و اخفاء اﻻمر لاجل غير مسمى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر شهر اخر و حال سيف ليس بافضل حال فترك لحيته حتى وبخه عليها المأمور هاتفا
_ يا سيف انت عارف ان مينفعش تبقا بدقن .
اعترض بجسده و ردود افعاله و لكنه اماء باحترام هاتفا
_ حاضر يا فندم هحلقها .
عاد للمنزل كعادته يرتاح قليلا و يأخذ حمامه و ينام و لكن تلك المره وجد اخته تقف امام باب منزله القديم الذى يقيم فيه منذ الطلاق فابتسم لها و ردد
_ ماما اللى بعتاكى ؟
اماءت بصمت فسحبها داخل احضانه و ردد معتذرا
_ معلش انا مقصر فى حقك ، بس كل ما اروح لماما بضايق من كلامها .
رددت و هى تدلف معه للداخل و تجلس بجواره تربت عليه
_ بتضايقك عشان عيزاك ترد مراتك ؟
زفر بحنق و ردد
_ يا ساره بلاش انتى كمان تتكملى معايا فى الموضوع ده .
زمت شفتيها و اقتربت منه اكثر تنظر لعينه بتفحص و رددت تسأله
_ طيب ممكن اسألك سؤال و تجاوبنى عليه من غير تهرب و لا لف و دوران ؟
اماء موافقا باستسلام من تدخلهم بحياته و هو يردد بتذمر
_ اتفضلى يا ستى ، كنتو رافضين جوازى منها و دلوقتى رافضين انفصالى عنها و كأنكم بتدخلو فى حياتى لمجرد انكم تعارضونى !!
رددت بضيق من اسلوبه الحاد
_ لا طبعا مش كده ، بس كلنا اتأكدنا انها بتحبك بغض النظر عن تصرفاتها الغلط اللى انت تقدر تقومها زى ربنا ما قال .
تنهد بحزن فهتفت تسأله
_ انت لسه بتحبها ؟
ادار وجهه عنها و زفر باختناق فابتسمت و امسكت هاتفه تضيئ شاشته التى تزينها صورتها بالخلفيه و رددت
_ لسه بتحبها يا سيف بدليل ده .
ردد بغضب
_ ايوه بحبها ، بس مش معنى ده انى ابقا مليش قيمه عندها .
هدءته و قالت بحب
_ غلطت من حبها فيك ، متستحقش انك تسامحها ؟
اجاب و هو يقتل غصه بكاءه
_ اسامحها على اى غلط اﻻ انها تقلل منى و تلغينى من حياتها ، و تتعامل كأنى مش راجل قادر احميها .
سألته بمكر
_ انت شاكك فيها و لا متأكد انها مستحيل …
لم تكمل حيث قاطعها
_ اكيد مش شاكك فيها ، و لا الطلاق كان بسبب الموضوع بتاع شهاب اكتر من احساسى بالعجز جنبها لما ترمى نفسها هى فى الخطر عشانى ، ربنا قال للراجل اللى بيموت و هو بيحافظ على عرضه شهيد … لكن مجابش سيره الست اللى بتضحى بنفسها عشان جوزها لان هى اللى عرضى مش العكس ، انا اللى المفروض احميها مش العكس .
نزلت دمعه غادره على وجنته فمسحها على الفور و ردد
_ هى مكانش عندها ثقه انى اقدر اكون الراجل اللى يحميها و ده واجعنى اوى .
ربتت على كتفه و سألته
_ طيب شهرين عقاب مش كفايه ؟ و ﻻ ناوى تستمر لامتى ؟
ضحك بحزن و ردد
_ انتى مفكرانى بعاقبها ؟ انا بعاقب نفسى بسوء اختيارى يا ساره .
ابتسمت بحزن و عادت تسأله
_ طيب يعنى خلاص الحكايه خلصت بينكم ؟
اماء بحزن هاتفا
_ للاسف ، مش هقدر انسى اللى حصل .. كده احسن للكل .
نظرت بمقلتيه بتركيز و سألته
_ حتى لو عرفت انها حامل ؟
رمقها بنظره مدهوشه بادلته اياها بنظره مبتسمه و هى تحرك رأسها بالايجاب هاتفه
_ ايوه يا سيف ، دارين حامل .
انتفض بغضب يسألها
_ ازاى ؟ عرفتى منين ؟
ردت عليه ببسمه
_ كنت عند الدكتوره بتاعتى بتابع معاها عشان انت عارف ان من يوم الحادثه و انا مش عارفه احمل تانى ، و شوفتها هناك و حاولت طبعا تخبى عليا و قالت لى ان مامتها اللى بتكشف بس على مين ؟
اغلقت عين غامزه بها و هتفت
_ سألت عنها الدكتوره و قالت لى انها حامل فى الشهر الثالث .
تعجب و تسائل بداخل نفسه لما خبئت عليهم حملها فسأل ساره بحير
_ طيب متعرفيش صحتها عامله ايه ؟ الدكتوره كانت قايله …
قاطعته ضاحكه بانهيار و هتفت بمشاكسه
_ متخافش … الجنين تمام و زى الفل .
هدر بغضب
_ انا مالى و مال الجنين المهم هى .
عادت لضحكاتها العاليه و هتفت تطمئنه
_ صحتها كويسه برده متخافش .
تنهد براحه و تضرع لله مناجيا ربه
_ ربنا يكملها على خير يا رب .
ظلت تنظر له بمكر و دهاء فصاح بها
_ ايه ؟
ضحكت و هتفت تسأله
_ لسه عند رأيك ؟
اجاب بتوتر
_ اه ، الحمل مش هيغير حاجه .
ابتسمت و هتفت تتلاعب معه
_ فعلا ، بس هيزود شهور العده شويه .
رمقها بنظره متفهمه لما تعنيه فزفر انفاسه بالضيق و حرك راسه باستسلام على افعالها الطفوليه من وجهه نظره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بحزن بائن دلفت منزل والديها و هى تبكى و فدوى تحاول تهدئتها
_ يا بنتى خلاص اللى حصل حصل ، و اصلا ما انتى قلتلها ان انا اللى بكشف .
جلست تبكى و تنتحب و تردد بحزن
_ هتقوله ، و هيفضل ورا الموضوع لحد ما يعرف انى حامل .
زفرت والدتها زفيرا قويا و سألتها
_ و فيها ايه ؟ ما مسيره هيعرف .
نظرت لها بحزن و هتفت مفسره
_ لو رجع دلوقتى هيرجع عشان الحمل يا ماما ، انا بعّد اﻻيام ان شهور العده تقرب تخلص يمكن يكون بيعاقبنى و ناوى يرجعنى بعدها … مش عايزاه يردنى بس عشان الحمل .
اشاحت فدوى بيدها معترضه و اتجهت للمطبخ و هى تهتف
_ حتى لو … مش احسن من الوضع اللى انتى فيه ده ؟
تضايقت من تلميحها و شعرت بالخزى فحتى عائلتها لم تؤازرها منذ طلاقها و لم يتدخل احد للصلح بينهما و كأنهم معترفين بخطأها و اﻻكثر من ذلك موافقين على طلاقها فدلفت غرفتها لتكمل نحيبها و بكاءها الذى لم ينقطع منذ شهرين .
لم يمر الكثير من الوقت حتى استمعت فدوى لطرقات على الباب ففتحت لتجدهما ساره و سيف فرحبت بهما بسعاده بعد ان فهمت ان امنيتها قد تحققت و ادخلتهما الصالون تهتف بمرح
_ اهلا و سهلا ، ايه النور ده ؟
ابتسمت ساره لفهمها سبب سعاده فدوى و رددت
_ ده نورك يا طنط ، اومال فين دارين ؟
اجابتها بتعجل
_ هناديها اهو على طول .
دلفت بفرحه لا تسعها و هللت
_ يا داارين ، سيف بره .
انخلع قلبها لحظه سماعها باسمه يتردد امامها من جديد و وقفت ترتدى على عجاله و بالرغم من حزنها لعودته بسبب خبر حملها فقط اﻻ انها من داخلها شعرت بالفرحه تغمر كيانها فقط لمجرد وجوده بمحيطها .
دلفت بهدوء مردده تحيه لبقه لقاها هو بايماءه طفيفه لتهرع ساره باحتضانها و توبيخها بمرح
_ كده برده تخبى علينا ، انا زعلانه منك .
لم تعقب و ظلت انظارها ترتكز عليه وحده لتزيل نار اشتياقها له اما هو فظل مطرقا رأسه خوفا من ان يتهور و يسحبها داخل احضانه لشوقه لها و لافتقاده عبيرها .
جلست تتنحنح و تردد
_ ازيك ؟
رفع بصره بعد ان اشتدت ملامح الغضب عليها و هتف بجمود
_ الحمد لله .
رأت ساره ان من اﻻفضل ان تترك لهما مجالا بالرغم من تصميم سيف ان تأتى معه فرددت بادعاء
_ معلش يا ديدو محتاجه التويلت ضرورى .
ابتسمت و اشارت لها بالدخول و لكنها دلفت للمطبخ تقف برفقه فدوى هاتفه بتضرع
_ ربنا يهديلهم الحال يا طنط .
رفعت فدوى كفيها للسماء متضرعه
_ امين يا رب .
اما عنهما فظلا صامتين حتى شعرت بالضيق من سكوته فسعلت سعله صغيره لتحثه على الحديث و لكنه ظل صامتا فرددت بحرج
_ تشرب ايه ؟
ادار وجه رافضا
_ مش عايز حاجه .
تضايقت من جموده فسألته بضيق
_ اومال جاى ليه ؟
رمقها بنظره غاضبه و هو يصر على اسنانه و ردد
_ جاى اطمن عليكى انتى و اللى فى بطنك .
ضحكت بسخريه و رددت
_ عليا !! و كنت فين شهرين بحالهم ؟ انت جيت لما عرفت بالحمل و بس يا سيف متضحكش عليا و لا على نفسك .
رفع صوته قليلا
_ و كنتى منتظره ايه بعد اللى عملتيه ؟ ده لحد اللحظه اللى احنا فيها و انتى لسه لغيانى من حياتك .
صاحت هى اﻻخرى بحده
_ وانت فين من حياتى اصلا ؟
اجابها بعد ان وقف محتدا
_ انا فهمتك ان شهور العده زيها زى الجواز ، مينفعش تخرجى و تدخلى على مزاجك من غير ما اعرف .
قاطعته صارخه
_ و مين قالك انى بخرج و ادخل ، انا منزلتش من البيت غير مرتين عشان الدكتوره .
اقترب منها و هدر بها
_ و برده مخبيه حملك ، اللى هو انا مليش وجود لا فى حياتك كراجل و لا كأب للى فى بطنك !
بكت و رددت بحرقه
_ مقلتلكش عشان متقوليش نزليه ، او ترجع بس عشانه زى دلوقتى .
رد عليها بقسوه
_ و مين قالك انى هرجع ، انا عايز يبقا ليا دور فى حياه ابنى مش اكتر و ليا دور فى حياتك لحد ما عدتك تخلص احتراما ليا ، و على اﻻقل الاحترام اللى معرفتيش تديهولى و انا جوزك اديهولى فى اخر شهور بينا .
ارتمت على المقعد واضعه وجهها داخل راحتيها تبكى بقهر و رددت بنحيب
_ انت بعد غياب شهرين لسه جاى تكمل عليا !! ماشى يا سيف شوف انت عايز ايه و انا هعمله .
رد عليه بقوه
_ تحترمى وجودى فى حياتك لحد ما تولدى لان عدتك كده هتبقا لحد الولاده .
اماءت بصمت و هو يكمل
_ و اكون حاضر مع ابنى او بنتى فى كل كبيره و صغيره من حياته ، متحرمنيش من حقى فى ده … نتعامل مع بعض بتحضر و تسمحيلى ابقا موجود .
ضحكت باكيه و اماءت من جديد معقبه
_ حاضر يا سيف ، حعمل لك احترام اكتر من اﻻول لحد العده ما تخلص ، و حاضر هخليك تكون حاضر اى حاجه تخص ابنك او بنتك .
صمتت قليلا و اطنبت
_ بس ده لما ييجى للدنيا ، و لحد ما اولد مش عايزه اشوفك تانى .
هشم فكه و صر على اسنانه من طريقتها و ردد بغضب
_ نعم !! بتقولى ايه ؟
اجابته بحزن
_ غبت عنى شهرين مسألتش فيهم عنى و لا كنت تعرف اخبارى ، و رجعت عشان الحمل ، يبقا خلينا زى ما احنا و لما اولد ابقا شوفه براحتك ، لكن وجعى لما شوفتك و جرحتنى بالشكل ده اكتر بكتير من وجع بعادك عنى .
مسحت وجهها بيدها و اكملت
_ و عشان الزعل وحش عليا و الواضح اننا كل ما نشوف بعض هزعل اكتر يبقا اﻻفضل ما شوفكش لحد ما اولد عشان الحمل يكمل على خير ، لانى عايزه البيبى ده يمكن اكتر منك .
دلف هشام و جمال بعد انتهاء دوامهما بالعمل ليتفاجئا بوجود سيف و دارين تحتد عليه صارخه بقهر
_ تمام ؟ و لا لسه عايز تحرق دمى اكتر من كده ؟
اقترب هشام يتسائل بحيره
_ سيف !! ايه الحكايه ؟
تبعتهم فدوى و ساره ليستمعا لسيف مرددا
_ ابدا ، بس الواضح ان مفيش فايده .
هللت بحرقه
_ اه مفيش فايده ، دارين الوحشه رد السجون بتاعه المشاكل الغبيه و اللى كل تصرفاتها غلط متنفعكش يا سيف باشا و ربنا رحمك انك بعدت عنها .
اقتربت ساره تمسك ذراع اخيها هاتفه بمهادنه
_ استحملها شويه يا سيف ، انت عارف هرمونات الحمل بتتعب اعصاب الواحده .
نظرا كل من هشام و جمال بعضهما البعض و رددا بنفس واحد متعجب
_ حمل !!
ضحك ساخرا و ردد
_ لا مش معقول !! مخبيه عليكم انتم كمان ، ما شاء الله تفوقتى على نفسك المره دى يا دارين .
بكت بانهيار و صرخت عاليا
_ كفايه بقا ، كفايه مش مستحمله حد … سيبنى يا سيف ، ايه اللى جابك ؟ امشى و سيبنى .
لملم مفاتيحه و هاتفه من على المنطده و استعد للمغادره فامسكه جمال مرددا
_ اهدى و خلينا نقعد و نتكلم بالعقل .
انزل ذراعه الممسكه به و ردد
_ معاها مفيش لا عقل و لا كلام بيجيب نتيجه .
استعد ليغادر فصرخت به
_ اياك تيجى هنا تانى .
احتدت تعابيره و هشم اسنانه و التفت لها هاتفا يغضب
_ عارفه انا اقدر اعمل فيكى ايه على اللى بتعمليه ده ؟
سحبته ساره لتحاول ايقافه و لكنه كان كالسلاح الملقم و جاهز للانطلاق فابعدها عنه و ردد بغضب
_ اقدر اخليكى تعيشى فى بيتى لحد ما تولدى لان ده حقى و شرع ربنا ، و اقدر احبسك و امنع عنك الزيارات لحد ما تتعلمى اﻻدب ، و اقدر كمان احرمك من كل حاجه بتحبيها لحد ما تتوسليلى انى اسامحك ، و بعد كل ده برده مش هسامحك يا دارين .
ردت عليه بشجاعه زائفه
_ متقدرش تعمل اى حاجه من دى لانك طلقتنى .
اماء و هو مقترب منها و ممسكا برسغها وسط رفض و اعتراض ذويها على ما يحدث و ردد بفحيح كفحيح اﻻفعى
_ لا اقدر ، الشرع مصرح لى بكده لحد يا تتعدلى و ساعتها ارجعك لعصمتى يا تفضلى على وضعك و الطلاق يبقا نهائى .
اصرت على تحديه
_ و افرض رفضت ؟
اجابها بتصميم
_ ده غير انك ساعتها بتكونى مخالفه للشرع ، اقدر اجبرك على ده بالقانون فبلاش طريقك العافيه اللى انتى ماشيه بيها معايا دى لانك مش هتكسبى .
تدخل هشام متسائلا
_ يا بنى فهمنا بس ليه كل ده ؟
اجابه بغضب
_ بنتك حامل فى الشهر التالت و انت نفسك متعرفش ، ايه رأيك فيها ؟ مفيش راجل مالى عنيها و اولهم انا يا عمى .
التفت هشام بعد ان استطاع سيف اثارته و سألها بحده
_ انتى حامل بجد ؟ و مخبيه علينا كل ده ؟
بكت و فسرت بحزن
_ خفت لما تعرفو تقولو لسيف و …
صاح بها جمال موبخا
_ انا مبقتش عارف اﻻقيلك مالكه ، ملكيش كتالوج … اغرب ست على وجه اﻻرض و اغباهم ، اللى ملهاش راجل بتروح تدور لها على راجل تتحامى فيه عشان يبقا ظهرها و انتى تلت رجاله مش ماليين عنيكى .
ظل توبيخهم لها يزداد حده و ساره و فدوى عاجزتين عن صد الامر عنها حتى وقعت مغشيا عليها من قوه الضغط النفسى عليها ، فحملها سيف و هرع بها للمشفى على الفور .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل يجوب الرواق جيئا و ايابا بتوتر فاقترب منه هشام يسأله بحرج
_ قلقان اوى كده على مين فيهم يا سيف ؟
رمقه بنظره حاده فحقا قد اكتفى منهم جميعا فعشقه لها قد كلفه الكثير بالرغم من احساسه بمدى تعلقه بها اﻻ انه قد ايقن اخيرا تسرعه معها فتصرفاتها غير سويه مطلقا فاجابه بغضب
_ خايف على مراتى يا عمى ، على دارين لان اللى فى بطنها ده انا لسه مشفتوش ، و انتو عارفين و متأكدين انى بحبها ، فملوش لازمه التلميحات دى الله يخليك .
هرعت منار و طلعت بعد ان ابغلتهما ساره بما حدث و احتضنت نجلها هاتفه بمؤازره
_ حبيبى يا بنى ، ربنا يطمنك عليهم يا سيف .
ابتلع بصمت حتى خرج الطبيب و ردد بعمليه
_ هى كويسه ، ضعطها كان عالى شويه و واضح انها متعرضه لضغوط جامده ، فارجو منكم تخلو بالكم عليها لحد ما تولد عشان الجنين ميتأثرش بنفسيتها .
دلف سيف بلهفه فوجدها جالسه على الفراش فابتسم و اقبل عليها هاتفا بمرح
_ لازم تخضينى عليكى عشان تعرفى غلاوتك عندى يعنى ؟
بكت و اعقبت
_ و انت لازم تجرحنى لحد ما اموت او اموت نفسى عشان تحس بيا و باللى جوايا ؟
اقترب اكثر و جلس على طرف الفراش و احتضنها و اسند رأسها على كتفه هاتفا بحب
_ بحبك و الله ، و كنت زعلان اوى منك بس خلاص عفا الله عما سلف .
ابعدته بوهن و هتفت
_ لا انت راجع عشان اللى فى بطنى .
قبلها من ثغرها قبله رقيقه و ردد بحزم
_ ابدا و الله ، بس كانت حجه كويسه اشوفك بيها عشان كنتى وحشانى اوى .
ردت باكيه
_ كداااب .
اخرج هاتفه و اضاء شاشته المزينه بصورتها و ردد
_ ابدا حتى شوفى ، لسه صورتك على تليفونى بتونسنى .
و اخرج ورقه صغيره مطويه من جيب سترته و فتحها لتجدها نفس الورقه التى اعترفت له فيها بحبها منذ وقت و ردد
_ و كلمه بحبك يا سيف لسه زى ما هى مكانها جنب قلبى ، بتفكرنى بكل لحظه حلوه قضناها سوا حتى لو كانت وسط مشاكل و صعوبات .
ابتلعت بوجل و هو يقترب منها هامسا بنبره رومانسيه
_ بحبك يا مولاتى ، و محبتش غيرك فى حياتى .
ابتسمت و هى تبكى فمسح دموعها بابهامه و رفع وجهها ينظر لعيناها المترقرقتين بالعبرات و ردد
_ تقبلى ترجعيلى ؟
ازداد نحيبها فشاكسها هاتفا
_ و بعدين بقا يا بومه ، هنادى على ليلى تقولهالك !
ضحكت رغما عنها فقبلها قبله رقيقه و ابتعد لحظه مرددا
_ بحبك .
اجابته بغبطه من السعاده و لا زالت العبرات تتجمع بعينيها و لكنها كانت دموع الفرح
_ و انا محبتش غيرك .
قبلها بعمق ساحبا اياها بقوه حتى تنحنح والدها الذى دلف لتوه برفقه الجميع و استمع له الجميع و هو يردد بتحذير
_ يا ابنى !! مش كده قلت ميت مره .
ضحك و ردد مهللا بصوت الساخر
_ قلتلك مسيرى هبوسك قدام ابوكى و اهو جه وقتها .
فانحنى يقبلها امام الجميع و هى تدفعه بحرج و اعاد راسه للوراء باستمتاع لمشاكسه الجميع الذين ظلوا يضحكون على تصرفه حتى قطع ضحكتهم صوته المردد
_ عايز بس استأذن دارين فى حاجه و عايز موافقه الكل عليها .
استمع له الجميع بتركيز فردد
_ لو الحمل طلع ولد هسميه ريان ، و لو طلع بنت عايز اسميها ميرا على اسم بنتى الله يرحمها .
اماءت موافقه فانحنى يهمس باذنها مرددا
_ و فى طلب كمان بس هقوله بينى و بينك .
تحرجت منه لظنها انه يتجاوز بالحديث و الملاطفه كعادته و لكنه فاجأءها بقوله
_ مش اللى فى بالك يا مولاتى .
تحرج جمال و ردد للجميع
_ طيب تعالو خليهم يتصافو على مهلهم يا جماعه .
خرج الجميع فنظرت له باهتمام و هو يردد
_ انا عارف ان الخطوه دى متأخره ، بس كنت عايز نروح لاستشارى نفسى !
لمعت عينها ببريق الدهشه و التعجب ففسر لها
_ انا و انتى يا ديدو محتاجين ده ، انا مروحتش بعد موت نسرين و ميرا و انتى برده بعد اللى حصل و مريتى بيه كنتى محتاجه توجيه عشان كده فعلا احنا محتاجين نروح و لو على سبيل الفضفضه مش العلاج عشان محدش يشكك فى حبنا لبعض .
ابتسمت و سألته بحيره
_ ليه و هو فى حد مش مصدق ؟
اماء مؤكدا
_ ايوه ، ناس شايفين اننا استعجلنا و ناس تانيه شافو اننا مش مناسبين لبعض و غيرهم شاف ان المشاكل اللى مرينا بيها كانت كفيله تنهى اى حب بينا بس انا حابب اقول للناس دى حاجه مهمه .
ترقبت ما هو اتٍ فردد و هو ينظر لنقطه ما بالفراغ
_ انا حبيتك من اول نظره و ده اللى خلانى استعجلت و صارحتك بحبى من قبل ما مشاكلك تتحل ، و اتأكدت من حبى ليكى اكتر مره فى مواقف كتير ممكن اقعد اقولهالك كلها دلوقتى بس هبقا عايز صفحات كتير اوى عشان اسجلها فيها و اكتب عليها تاريخ حبنا .
ابتسمت و اعقبت عليه
_ و انا حبيتك من مواقفك معايا و مش هكدب واقول حب من اول نظره ، بس البنى ادم بيحب بصدق من المواقف و التصرفات مش بس الكلام الحلو و لو بتقول محتاج صفحات عشان تقول فيها ازاى حبتنى اكتر و اكتر ، فأنا محتاجه كتاب كبير احكى فيه شهامتك و رجولتك و حنيتك معايا يا سيف .
انحنى و قبلها بعمق هاتفا بغمزه عينه
_ و قلتى هنسميها ايه روايه حبنا يا مولاتى ؟
ابتسمت و هى تطبع قبله على وجنته هاتفه
_ سجينتى الحسناء …
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تم بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!