روايات

رواية حب فوق الغصون الفصل الرابع 4 بقلم سارة نيل

رواية حب فوق الغصون الفصل الرابع 4 بقلم سارة نيل

رواية حب فوق الغصون الجزء الرابع

رواية حب فوق الغصون البارت الرابع

حب فوق الغصون
حب فوق الغصون

رواية حب فوق الغصون الحلقة الرابعة

«حُــب فــــوق الــغــــصــون»
-الحلقة الرابعة- ‘4’
ارتدت دريس من لون اللافندر الفاتح وفوقه جاكيت قصير من قطن البوليسير ذا اللون الكريمي وفي لفة رقيقة جعلت خمارها ذا اللون الكريمي أيضًا فكانت في غاية الرقة والإحتشام.. ووضعت بمعصمها إكسسوار رقيق من الفضة يتدلى منه ريشات صغيرة…
_يا صباح اللبن على الناس القشطة.
_أيه صباحك إللي كله منتجات ألبان ده يا غِصن.
قبلت والدها من وجنتيه وقالت بمرح:-
_كله كالسيوم يا عبدو ومفيد للعظام.
_الله يباركلك يا حاج عبدو متقاوحش معاها مش هتاخد لا حق ولا باطل.
_بقا كدا يا هدهد دايمًا ظلماني كدا .. ماشي..
احتضنها والدها بحنان مُقبلًا رأسها بدِف قائلًا:-
_كله ألا غِصن دي حبيبة أبوها دي..
_أيوا أقعد دلع فيها يا أبوها، أما أدخل أجهز الفطار قبل ما يحصلي حاجة.
قامت غصون وحملت حقيبتها قائلة:-
_أنا همشي أنا يا هدهد علشان ألحق.
_طب والفطار يا غصون، مفيش خروج من البيت قبل ما تفطري مش هيحصل.
_حيلك بس يا هدهد هو أنا أصلًا بسهو على نفسي .. بس النهاردة هفطر من عند البت أمينة، هعدي عليها أخد السندويشه بتاعتي.
_سندويشه برودة وأمينة تاني..
_سيبيها يا أم غصون براحتها أهي تغيرة..

 

 

ركضت نحو والدها وطبعت قُبلة على رأسه ثم طبعت مثلها على خدّ والدتها قائلة وهي تخرج:-
_ربنا يخليكم ليا، يلا سلام ومتنسوش تدعولي..
ابتسم والداها وقالت والدتها:-
_مش ببطل والله يا بنتي ربنا يسترك ويهديك كمان وكمان ويحققلك ما تتمني..
_ربنا يصلح حالها وينور طريقها يارب..
بينما غصون وقفت أمام إحدى العربات الخشبية الموضوعة على ناصية أحد الشوارع وقالت بإبتسامة عريضة :-
_صباح الخير يا شيف أمينة.
_يا صباح الورد على غصون الورد، أيه يا غصغص عاش من شافك يا أوختي أيه كبرتي علينا ولا أيه.
_أمينة الحرمية خلي قلبك أبيض يا بت إنتِ عارفة إللي أختك كانت فيه..
_آآآه ماشي يا سراقة عارفة إن أمينة طيبة بقاا وهتقولك خلاص سماح…
تدخلت سيدة من الخلف قائلة وهي تتخصر:-
_سماح ماتت يا أختي إنتِ وهيّ .. واحدة تقول سراقة والتانية حرامية يا فرحتي يا ناس..
قالت غصون وهي تُقبل رأسها:-
_صباح الخيرات يا خالتي أم أمينة.
_لسة فاكرة يا غصغص .. على العموم صباح الورد يا بنتي.
تدخلت أمينة قائلة:-
_هاا طلباتك أيه يا غصون هانم .. الطلب المعتاد.؟
_أكيد يا أمينتي.
وبدأت أمينة بإعداد الشطيرة وغصون تتابعها بشغف، فأمينة تُحضر أشهر وأشهى شطائر الجُبن التي تعشقها غصون.
وضعت أمينة قطع الجُبن الرومي على سطع الساج ووضعت أعلاه أنواع أخرى من الجُبن فصنعت خليط ذائب منهم ثم رشّت بعض التوابل وبعد التقليب والمزج المستمر، نقلتهم داخل قطعة من خبز الفينو العريض والسميك والتي تصنعه أمينة بذاتها وغلفته ليبقى ساخنًا..
_أحلى سندويشه لأجمل غِصن في الحديقة كلها.
_عايزة أقولك إن لُعابي سال يا بت أمينة حاجة كدا تفتح النفس.
وضعت أمينة عبوة حليب صغيرة معهم وقالت بطيبة:-
_بالهنا على قلبك يا ست غصون ويلا يا أختي على شغلك علشان متتأخريش..
_روحي ربنا يرزقك كدا يا بت يا أمينة بباشا مشهور كدا ويقعدك في قصر طويل عريض وأهم حاجة يكون واحد من بتوع التموين ولا حاجة؛ علشان يريحك من دوشتهم يا بنتي..
شقيتي وتعبتي يااامه وربنا هيجبرك وهترتاحي يا أمينو وكلمة بقولهالك..
قالت جملتها الأخيرة وهي تهرول مُسرعة نحو أحد الأتوبيسات لتبتسم أمينة قائلة:-
_مجنونة والله ..
وبمجرد أن قالت غصون تلك الجُمل كأن السماء كانت مفتوحة .. فكانت سيارة سوداء تعرج للشارع حيث تلك العربة الخشبية ولم يــكن ســوى……..
هــيـبقى اسكريبت تـاني جـديـد إن شاء الله 🙈
وأمينة و…..🤫
مش هقول خلوها مفاجأة🤭
****************

 

 

ولجت للشركة بحماس كعادتها وأوشكت على الصعود لكن لفت أنظارها العمّ سيد وهو يجلس بأحد الزوايا حزين مُطأطأ الرأس..
ذهبت إليه على الفور وتسائلت بقلق:-
_عم سيد مالك قاعد كدا ليه شكلك مهموم.
رفع الرجل رأسه بحزن وقال بإستنجاد:-
_بنتي يا أستاذة غصون .. هتروح مني.
_إهدى بس يا عم سيد وقولي هي مالها وإن شاء الله خير ربك موجود يا راجل يا طيب وإن ضاقت فعند الله المخرج.
_مطلوب ليها عملية في القلب يا بنتي وتكاليفها غالية وأنا مش حيلتي ألا مُرتبي ومش عارف أعمل أيه..
رددت بحزن وعقلها يعمل بجميع الجهات لمساعدته:-
_لا حول ولا قوة إلا بالله، وحد الله كدا وربك هيحلها صدقني .. طب إنتَ مجربتش تاخد سلفة من الشركة ولا حتى قرض..
_روحتلهم يا بنتي واترجيتهم ومحدش وافق وقالوا مفيش عندنا قروض لحد .. حاولت أستلف بس مين هيسلف واحد زيّ مبلغ كبير كدا..
_أيه يا عمّ سيد الكلام ده .. دا إنتَ حتى راجل عارف ربنا أوعى تكون باليأس ده أوعى تيأس من رحمة ربنا..
شوفت الناس إللي رفضت تديك دي هو مين عطاهم!..
وإللي عطاهم قادر يعطيك، كل محنة وفيها منحة، ولازم يكون عندك حُسن ظن بالله ويقين وصدقني ربنا هيفرجها وهيسخر إللي يجيبهم لغاية عندك لأن رب العالمين لا يُكلف نفسًا إلا وسعها ومش هيحملك مالا تطيقه..
_ونعم بالله يا بنتي، يعني قوليلي أعمل أيه يا أستاذة غصون.
_صلي ركعتين قضاء حاجة بنية تفريج كربك وربنا كبير..
توقفت فجأة وقالت مُتسائلة:-
_عمّ سيد هو إنتَ سألت المدير إللي جاي جديد ده.
_لا والله يا بنتي بعد ما روحت لرئيس مجلس الإدارة نفسه ورفض وصاحب الشركة ومراته رفضوا كمان قولت أكيد هو كمان هيكون رده نفس الرد يعني هيعمل أيه يعني..
تلكأت في كلماتها لكن قالت ببعض الثقة والاطمئنان التي لا تعلم مصدره وهي تتذكر هيئته المختلفة:-
_مش هتخسر حاجة يا عمّ سيد وهو باين عليه مختلف عنهم وابن حلال كلمه يمكن يكون ليه طريقة ويكلم صاحب الشركة .. استعين بالله كدا وأنا معاك وهدور من جهتي بردوه وعرفني هيرد عليك ويقولك أيه بس..
_حاضر يا أستاذة غصون هنزل أصلي ركعتين وربك كبير وقادر على كل شيء .. وهكلم أستاذ عُدي وأشوف كدا..
ورحل الرجل من أمامها لتظل تنظر في أثره وبعض التساؤلات ثارت بداخلها عن موقف هذا المدير الجديد..
ماذا سيقول؟!
شعرت بالضيق من مجرد رفضه مساعدة العمّ سيد..
_يا ترى هيقبل يساعده ولا يكون زيّ غيره، بس واضح أووي إن مختلف عن إللي هنا..
أفاقت على نفسها وتنحنحت قائلة:-
_وأنا مالي مختلف ولا غيره..
دخلت المكتب فوجدته خالي وصفا وأسيل وأروى وأحمد لم يأتوا بعد!!
_أحسن حاجة إنهم مجوش والله علشان أكل السندويشه بمزاج وأبدأ شغل..
وبعد مُدة أخرجت طعام إفطارها وبدأت تلتهم الشطيرة بنهم وتلذذ وتُصدر الهمهمات المستمتعة بالطعام وترتشف الحليب البارد بتمهل..

 

 

_البت أمينة إيديها تتلف في حرير .. حاجة كدا وهم إن شاء الله هجيب واحدة بكرا بردوه مش خسارة فيها العشرين جنية..
بينما في الخارج كان يسير نحو مكتبه فوجدها على هذا الوضع فلم يكن منه إلا أنه ابتسم بإتساع من قلبه على حالتها وتصرفاتها المجنونة..
وبعدما طال وقوفه مثل المتلصصين فاق على نفسه وهرول مبتعدًا وهو يلتفت من حوله…
_لا أنا حالتي بقت تخوف .. على رأي بيلا أيه هيخليني أستنى وخير البر عاجله .. وأخيرًا يا ست غصون هتبقى ملكة مملكتي .. يارب وفق ويسر الأمور يا الله..
دخل مكتبه ثم جلس بتأنٍ وأمسك بالمصحف ثم وبصوت عذب بدأ بترتيل سورة البقرة كعادة إعتادها صباح كل يوم..
عند غصون أخرجت مفكرة صغيرة وبدأت تكتب المهام المطلوبة منها وإللي أنجزتها..
_الحمد لله صليت الفجر حاضر وقولت أذكار الصباح وكمان قرأت جزء من الوِرد بتاعي .. آآه وكمان سورة البقرة هقرأها في البريك دا شيء أساسي..
عندي بقا تصميم خريفي النهاردة لازم أكمله، وهبدأ في المجموعة المطلوبة بإذن الله والحمد لله رب العالمين ربنا ألهمني الفكرة يارب أتوفق فيها..
ااه وبعدين بقاا عندي روتين للبشرة وعندي كيّ هدومي..
بالإضافة أكيد مواعيد صلاة الفروض الخمسة في وقتها..
وأختم اليوم بأذكار المساء وجلسات الذكر..
وأيه كمان … ااااه حلقتين من “شامة في البراري” إزاي أفوت شامة..!
أنا كدا رتبت اليوم وأسيبه يجري زيّ ما ربنا مقدر، بس ربنا يعيني ويقويني وأخلص كل المطلوب.
رفعت رأسها للسما وقالت من كُل قلبها:
_يارب يا رحمن يا رحيم ساعد عمّ سيد وفك كربه يارب، يارب أشفي بنته وفرج همه يارب إنتَ على كل شيء قدير وبالإجابة جدير…
*******************
_كدا إتفاقنا على الخطة دي، ومتقلقوش عندي غيرها يعني كدا كدا مش هتقعد فيها..
قال أحمد كدا وهو في السيارة لصفا وأسيل..
ردت صفا بغلّ وحقد:-
_مش هرحمها دا أنا ناوية على كتير ..

 

 

_عايزكم تنفذوا كل إللي مطلوب منكم بالحرف الواحد، وكمان بلاش كلام قدام أروى تمام..
_تمام يا أحمد يلا بينا..
صعدوا إلى المكتب وولجوا للداخل دون بث كلمة واحدة..
تعجبت غصون من حالتهم لكن آثارت الصمت ولم توجه كلمة واحدة إليهم..
*******************
قالت السكرتيرة بهدوء:-
_بشمهندس عُدي .. عمّ سيد الساعي عايز يقابل حضرتك.
رفع رأسه وقال بتعجب:-
_خير إن شاء الله .. ماشي خليه يتفضل..
ودخل العمّ سيد بقلب مرتجف ويدعو الله أن يجد هنا ما يبغيه… ليواجه أخر فرصة ووسيلة له….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية حب فوق الغصون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!