روايات

رواية جبروت الفصل الأول 1 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الأول 1 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الأول

رواية جبروت البارت الأول

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الأولى

في إحـدى القـرى الريفيــة الموجـودة بمحافظـة الشرقيـة، وخاصــة في منـزل عريـق كعراقـة العائلـة المقيمـة بـه عائلـة الشرقـاوي ومـن لم يسـمع عنهـم هــؤلاء هــم كبــار رجــال القريــة، تذبــح الذبائــح وتعلــق الانوار المبهجــة والجميــع علــى قــدم وســاق فاليــوم عقــد قــران الابنــة الوحيــدة ل حســن الشرقـاوي كبـير المجلـس العـرفي لمشـيخة القريـة،وشـقيقة بـدر الشرقـاوي مـن كبـار رجـال الاعمـال في محافظـة الشرقيـة و ولي العهـد حيـث سـيكون هـو خليفـة والـده ويتحكـم في زمـام امـور العائلـة مـن بعـده كمـا فعـل
والـده مـن بعـد جـده.
***
في داخــل المنــزل نجــد فتــاة في مقتبــل العمــر )عشــرون عامــاً( ليلــه ســالم شـاهين )ذات العيـون الزرقـاء كزرقـة البحـر وبـشرة بيضـاء وملامح غربيـة وشـعر اشـقر وجسـد رشـيق و قـد ورثـت هـذا الجمـال مـن امهـا و جدتهـا حيــث جمــال محافظــة المنصــورة الخــاص بهــم(.. ترتــدي فســتان طويــل
يصــل لكعــوب قدميهــا وردي اللــون ذو اكـمـام طويلــة وتضــع وشــاح مــننفـس اللـون فـوق رأسـها وبرغـم انهـا ليسـت محجبـة ومـن طبيعتهـا انهـا تتـرك شـعرها حـر طليـق دائما اثنـاء وجودهـا في القاهـرة والتـي هـي مقـر اقامتهـا مـنذ قرابة الثلاث سـنوات بسـبب دراسـتها في جامعـة القاهـرة
كليـه اقتصـاد وعلـوم سياسـية.. وتعيـش مـع شـقيقها حيـث يعمـل هـو هنـاك في شركـة قـام بأنشـائها مـن وقـت قريـب خاصـة بأسـتيراد و توزيـع الادويـة وهـذا لانـه تخـرج منـذ عاميـن مـن كليـة صيدلـة، نعود ل ليلة التي بمجـرد ان تعـود لقريتهـا بالعطـلات الرسـمية تضـع ذلـك الوشـاح احترامـا لعـادات القريـة، تجلـس بجـوار سـيدة الـدار زوجـة الحـاج حسـن الشرقـاوي.
ام بدر: اهلا يا بنتي منورة الدار كله

ليله بابتسامة ودودة: الله يخليكي يا خالتي الحجة دا نورك.
أم بدر: تعيشي يا بنتي
ليلـه: ممكـن اشـوف زينـة عروسـة اخويـا اصـل الصراحـة ماقدرتـش اسـتنى لحــد بالليــل علشــان اشــوفها و قولــت قبــل مــا اروح علــى بيتنــا هشــوفها
الاول و اسلم عليها

ام بــدر: مــا امــك قالــت انــك ماعرفتيــش تيجــي معاهــم وهـمـا جايـيـن يخطبوهــا بســبب الامتحانــات والمذاكــرة.

ليلـه: ايوة بس الحمـد للـه ان كتـب الكتـاب اتحـدد بعـد امتحانـاتي علشـان أقـدر أحضـر دا يدوبـك آخـر امتحـان ليا كان امبـارح.

أم بـدر: ولازمتهـا ايـه البهدلـة دي كلهـا و رايحة و جاية وايـه اخـرة العـلام ده مـا في الاخـر هتتجـوزي وتكـوني زوجـة وأم و سـت بيـت.

ليلـه بتفّهـم لعقليتهـا وتفكريهـا: معـاكي حـق يـا خالتـي الحجـة أنـا فعـلاهتجــوز وابقــى ســت بيــت لكــن ده مامينعــش اني اكــون متعلمــة ومعايــا شــهادة واحقــق طموحــي في الحيــاة.

أم بدر بتهكم : طموح اي وكلام فاضي ايه هو في اهم للبنت غير سترتها بالجواز ؟؟

ليلـه بأيجـاز لنهايـة ذلـك الحـوار: لا مافيش طبعا اهم من الجواز … اومـال أنـا مـش هشـوف زينـة ولا ايـه. أنـا
لسـه ماروحتـش عندنـا والعيلـة كلهـا وحشـاني يـا خالتـي الحجة.
أم بدر: لا ازاي هتشوفيها طبعا .. ورفعت صوتها منادية .. يا رواشة… روااااشة.
وأتت الخادمة رواشة على صوت سيدة الدار..

رواشة: نعم يا حاجة.

أم بـدر: خـودي السـت ليلـه، تشـوف السـت زينـة، العروسـة علشـان تسلم عليها

رواشة بطاعة: حاضر يا ست الحاجة اتفضلي معايا يا ست ليله.

***
وقفــت أمــام المرآة تتأمــل وجههــا والفرحــة التــي تعلــو ملامحها الجميلـة و البريئة، فهـي بالـكاد وصلـت للثامنـة عشـر مـن عمرهـا ولكـنمـن ينظـر اليهـا يظـن أنهـا لم تتجـاوز الخامسـة عشـر بعـد من عمرها … عيونهـا العسلـي
تشـبه لـون القهـوة وشـعرها الناعـم الطويـل يصـل لخصرهـا.
اليـوم سـوف تصبـح زوجـة لرجـل رأتـه مـرة واحـدة فقـط أثنـاء خطبتهـا
وبرغـم ذلـك وافقـت عليـه، يكفـي انـه متعلـم و ذهـب إلى القاهـرة ومـنملامحـه يبـدو عليـه الطيبـة، أمـا هـي فقـد أنهـت المرحلـة الثانويـة واكتفـت بذلـك كباقـي فتيـات العائلـة

وقفت أمام المرٱة محدثة نفسها بســعادة طاغيــة: معقولــة، هكــون متجــوزة النهــاردة وفرحــي بعــد
أســبوعين كـمـان.. يــااااااه.

وظلت تدور حول نفسها إلى أن سمعت صوت طرقات على باب غرفتها..

رواشة: ست زينة في ضيفة علشانك
زينة: ادخلي يا خالة رواشة.
دخلت ليله بابتسامة : سلام عليكم على اجمل عروسة

زينة : وعليكم السالم اتفضلي
ليله بأبتسامة: ايه يا زينة مش فكراني؟

زينـة بأبتسـامة خجولـة: لا افتكرتـك، انتـي ليلـه، ليلـه شـاهين الـي كنتـي معايـا في نفـس المدرسـة.

اقتربـت منهـا ليلـه وقامـت بأحتضانهـا، فهـي سـوف تكـون زوجـة شـقيقها الكبـير والصديـق الصـدوق لهـا..
ليله: كويس انك افتكرتيني وعرفتيني.

زينــة: مــا انــا كنــت في ســنة اولى ثانــوي وانتــي كنتــي في ســنة تالتــة فيالمدرســة بس فكراكي برضو

ليلـه بأبتسامة وصدق : أيـوة وانا كمان فكـراكي ، لما اتكرمنـا مـع بعـض وكنـا الاوائـل، انتـي الأولى عـلى صفـك وأنـا الاولى على صفي .تعرفي أنا مبسوطة اوى ان قمر زيك هتبقى مرات أخويا

زينة بخجل: شكرا تسلمي يارب

ليلــه بمرح: شــكرا ايــه وكلام فــاضي ايــه، مــن دلوقتــي احنــا أخــوات وخصوصــا انــك زيــي ماعندكيــش أخــوات بنــات ولا عنــدك اعــراض تكوني أختي

زينة بلهفة : لا طبعا، ماعنديش اعتراض دا انا اتمنى يبقى عندي اخت زيك

ليله بحماس: حيث كدة بقى انا جيبالك معايا هدية يا رب تعجبك.

زينة بخجل : وليه تتعبي نفسك بس ؟

ليلـه: مـش احنـا اتفقنـا اننـا اخـوات؟ يبقـى خـلاص مافيـش تعـب وبعديـندي حاجـة بسـيطة ويـارب تبقـى مناسـبة للفسـتان الـي هتلبسـيه بالليـل.

وقامت بفتحـ الحقيبـة المعلقـة على كتفها وأخرجـت منهـا علبـة كتلـك التـي يضعـوا بهـا المجوهـرات وفتحتهـا وإذا بلمعـان يخطـف الأبصـار.

ليلــه: بــصي يــا ســتي دول تاجــين، واحــد ليكي و واحــد ليا عجبــوني جــدا، اشـرتهم وطبعـا لأني معرفـش انتـي لـون فسـتانك ايـه جيبـت معايـا الاتنـين
واللـي تختاريـه ويكـون مناسـب ليكـي اكـتر ألبسـيه.

زينــة بنظــرات لامعــة بالانبهــار: اللــه… شــكلهم حلــو اوى والاتنــين اجمــلمـن بعـض، والالماس الـي فيهـم جميـل جـدا.

ليلـه: فعـلا كأنـه ألماس حقيقـي أنـا كنـت صرااحـة بـدور عـلى هديـة حلـوة اشتـريهالك بمناسـبة كتـب الكتـاب واعتـذار علشـان ماحضرتـش الخطوبـة.
ولما شـوفتهم عجبـوني ، واشتـريت الاتنـين الدهبـي والفـضي وقولـت المناسـب ليكـي تختاريـه منهـم، وحبيـت انـك تشـوفيهم قبـل مـا اروح البيـت و مـروان يشـوفهم ويعـرف انتـي هتلبسـي انهـي واحـد فيهـم ـ.

وعند ذكر مروان، خجلت و حمرة الخجل طغت على وجنتيها..
وبعـد أن رأت ليلـه الفسـتان والـذي كان لونه احمـر قاتـم يقارب النبيتـي وبـه فصــوص ذهبية..

زينة بلهفة : ايه رأيك حلو؟
ليلـه بأبتسامة و حماس : أيـوة طبعـا جميـل زيـك يـا قمـر، وافتكـر كـدة التـاج الدهبـي هـو المناسـب لكــن برضـو انتـي وراحتـك الــلي يعجبــك اختاريـه.

زينـة بخجـل: لا هـو فعـلا جميـل اوى ومناسـب أكتر من الفضي. بس خايفة يكون هو اللي انتي عا..

قاطعتهـا بذات الحماس : لاء ماتشـغليش بالـك بيـا أنـا عاملـة حسـابي كويـس، المهـم التـاج يكـون عجبـك.

زينة: عجبني جدا وأحسن من اللي كنت هلبسه.
***
في ردهـة المنـزل الواسـعة حيـث كانـت تجلـس منـذ قليـل ليلـه مـع أم بـدر،
كانــت ماتــزال أم بــدر جالســة وانضمــت إليهــا صفيــة شــقيقتها و زوجــة
شـقيق زوجهـا (سـلفتها )
صفية: مين دي يا أم بدر اللي كانت طالعة مع رواشة وأنا داخلة؟
أم بـدر: دي ليلـة بنـت سـالم شـاهين اخـت العريـس الـي عايشـة معـاه فيمـصر وبتتعلـم هنـاك.

صفيـة بأمتعـاض: وايـه جابهـا هنـا دلوقتـي دي؟ دا احنـا لسـه السـاعة 10الصبـح.

أم بدر: ماهي لسه واصلة البلد من شوية وقالت عايزة تشوف زينة.

صفية: ومتصربعة على ايه ما هتشوفها بالليل؟

أم بـدر : بيـت الشرقـاوي مفتـوح للـكل يـا صفيـة وهـي جـت نقولهـا ايـه جايبـك.

صفية: لاء بس انا قصدي…..
قاطعها صوت اجش: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أم بدر: وعليكم السالم ورحمة الله وبركاته يا قلب امك.

صفيــة: ايــه يــا بــدر؟ انــت مــش خرجــت مــع عمــك و ابــوك مــن شــوية علشــان المجلــس؟
بـدر: خلـص المجلـس يـا خالـة وجيـت اخـد حاجـة مـن فـوق واغيـر هدومي وخــارج تاني.

أم بدر بأستغراب : خارج تاني ليه يا ابني مش هتشوف التجهيزات بتاعة الليلة و تتابعها ؟

بدر: هخلص كام حاجة ضرورية قبل بالليل يا امي أبويا كلفني بيهمو متقلقيش أن شاءالله كل حاجة بالليل هتكون تمام

أم بدر: تعيش وتفضل سند ابوك للعمر كله يا حبيبي.
( تقـدم مـن والدتـه وقبـل جبينهـا وتركهـم لكـي يكملـوا حديثهـم وصعـد هــو إلى اعلى )
بـدر ؛ شـاب قـوي البنيـة عمـره سـبعة وعـشرون عامـا هـو الابـن الاكبر ل حسـن الشرقـاوي، تخـرج مـن كليـة التجـارة ملامحه شرقيـة و وسـيم يديـر اعمال العائلـة، وهـو خليفـة والـده في كل شـئ حـاد الطبـاع أحيانـا، ولكـنمــن صفاتــه الطيبــة وحســن الأخلاق والكــرم و لــه هيبــة وســط الرجــال
وناجـح في عملـه وبـار بوالديـه (
***
ليله: طيب استأذن أنا واسيبك تجهزي يا عروسة.
زينة: طيب ليه خليكي معايا شوية.

ليلـه: أنـا بقولـك لسـه واصلـه هنـا دلوقتـي وأول مـا جيـت زورتـك ولسـه مـا شـوفتش حـد ولا يعرفـوا اني وصلـت واكيـد قلقانـين دلوقتي.

زينـة بلهفة و رجاء: طيـب ماتكلميهـم بالتليفـون وتعرفيهـم انـك وصلتـي وخليـكي معايـا شـوية.

ليلــه: أن شــاء اللــه وقــت تــاني نقعد مع بعض الأيام جايــة كتير وهنفضــل مــع بعــض علطـول، بـس دلوقتـي لازم امشي علشـان كمان ارتـاح شـوية قبـل بالليـل ( و أكملت بحماس)دي الليلــة فرحــة مــروان. مــارو حبيــب قلبــي.
***
خرجـت ليلـه مـن غرفـة زينـة وقد ارتسـمت علـى ملامحها مشـاعر السـعادة والحمـاس للقـاء العائلـة و رؤيـة المنزل الـذي قـد غابـت عنـه هـذه المرة مـدة لا تقـل عـن شـهرين بسـبب الإمتحانات والدراسـة.

اشـتاقت لـكل شـئ للعائلـة و البيت و للحديقـة ولأبيهـا وأمهـا والاشتياق قاتـل.

هــي تكــره فترة الإمتحانات لذلــك الســبب، فهــي بالعــادة تزورهــم كلاسبوعين وتعــود مــرة اخــرى للدراســة، لكــن بأيــام الإمتحانات تســتغلالوقـت بالدراسـة وهـم متفهمـون لرغبتهـا في التفـوق دائما، وابيهـا الحنـون يفتخــر بهــا دائما، كــم اشــتاقت لنظــرات الفخــر بعينيــه عندمــا يراهــا و
لحنانــه عندمــا يملــس فــوق رأســها، ولنظــرات الاشتياق في عيــون والدتهــا وحضنهـا الدافـئ، وحتـى شـقيقها مـروان، غـاب عنهـا أسبوعين طـوال
هـي لا تسـتطع العيـش بمفردها يومين كاملين وهـو دائما معهـا سـواء بالقاهـرة أو بالقريــة … هو الشــقيق والصديــق.
سـبقها مروان منـذ اسـبوعني لأجـل خطوبتـه صحيـح أنـه عـاد إليهـا الأسبوع
المــاضي ولكــن عــاد إلى هنــا مــرة اخــرى بعــد يومين فقــط فقــط وظلــت هــي بمفردهــا بالقاهــرة. بـيـن الكتــب والمراجــع.
فاقـت مـن شرودهـا عـلى وجـود شـاب أمامهـا يقـف باخـر الممـر يختبـئ خلـف الحائـط ويحـاول أن يـرى مـن بالمنـزل في الأسـفل مـن ملامحـه وشـكلبنيتـه يبـدو في مثـل عمرهـا أو اصغـر.وبتصرفـه ذلـك ايقـظ بداخلهـا الـروح المشـاغبة.. اقتربـت منـه بهـدوء تـام و وقفـت خلفـه و وضعـت يديهـا فـوق كتفـه بقـوة، جعلته ينتفـض بشـدة كمـن ُ ضبـط بالجـرم المشـهود.

ليلـه بضحـك شـديد: هههههـه ولما انـت خـواف كـدة بتتجسـس بالطريقـة دي ليـه.
نظر أحمد إليها وتطلع إلي جمالها الساحر: اوبااااااا ايه القمر ده.

ليله وهي تمد يدها بالسلام: لا مش قمر أنا ليله.

أحمـد وهـو يبادلهـا السـلام بمـرح: عـدم الـلا مؤاخـذه ليلـه ميـن ؟ أنـا أول مـرة اشـوف القمـر ده في بلدنـا كلهـا ولا في مـصر كلهـا حتـى.

مدت يديها تحييه بأبتسامة : ليله سالم شاهين، اخت العريس.

بادلها التحية ب ود ومرح : أحمـد حسـن الشرقاوي اخـو العروسـة، بـس بجـد انـا فعلا اول مـرة اشـوفك هـما مـن جمالك ده كانـوا مخبينـك صـح؟

ليلـه: لا مـش مخبينـي ولا حاجـة انـا بـدرس في القاهـرة وبنـزل للبلـد زيارات بس .

أحمـد: اوبـا بتـدرسي في القاهـرة وبتمـشي عـادي كـدة وسـط النـاس، ومـش بيكلـوكي؟

ردت على مزحته ضاحكة : يكلوكي ههههههههههه ايه يكلوكي دي؟

أحمـد: يعنـي يأكلونـك أكلا وينهشـون جمالك هَم هـَم (وفتـح فمـه بطريقـة كوميديـة وكأنـه وحـش مفـرس )

ليلـه بضحكـة رنانـة: هههههههـه لا ماحـدش يقـدر اصلا، محسـوبتك بتوقف أي حــد عنــد حــده ومايغركــش الشــكل، جميــل اه لكــن شرس (واتبعــت كلمتهـا بحركـة تقلد الاسد بفتح فمـه وهو يـزأر )
أحمد: هههههههه يا شرس انت، وانتي بتدرسي ايه بقى في القاهرة

ليله: اقتصاد وعلوم سياسية.

أحمـد: سياسـية؟ يخربيتـك وطـي صوتـك لحـد يسـمع انتـي عايـزة تروحـي في داهيـة.

ليله: ههههههههه حلوة، طب وانت بتدرس ايه؟

أحمد: محسوبك في ثانوية عامة كلاكيت تاني مرة؟

ليله بأستغراب: ايه كلاكيت تاني مرة دي .. الجزء التاني يعني ولا ايه ؟

أحمـد: اقولـك يـا سـتي، أنـا نجحـت لكـن ابـن عمـي الـلي معايـا سـقط، واحنـا كنـا متفقـن اننـا نـروح مـع بعـض القاهـرة ونـدرس هنـاك، لكـن لمـا هـو سـقط في الجغرافيـا اضطريـت انـا كمان اعيـد السـنة واعمـل تحسين للدرجـة يعنـي وكأن النتيجـة مـش عجباني يعنـي فهمتـي بقـى؟

ليلــه بصدمة : يعنــي انــت علشــان تبقــى وابــن عمــك ســوا وتروحــوا مــع بعــض القاهــرة تعيــد الســنة، يخربيتــك انــت كــدة ضيعــت ســنة مــن عمــرك !!!

أحمـد: عـادي بقـى هـو احنـا ورانـا حاجـة، هنسـتعجل ليـه، طـول العمـر شـقا.
ضحكت مندهشة من منطقه الغريب : لا بجد ههههههههه
***

خلـع الجلبـاب وارتـدى حلـة عمليـة ليذهـب إلى شركته في مركز المحافظة، خـرج مـن جناحـه الخـاص، و رأى أمامـه شـقيقه الصغير أحمـد يمزح مـع فتـاة. لم يـرى وجهها ولكـن رأى خصلات شـعرها الشـقراء اللامعة متدليـة عـلى اكتافهـا وخصرهـا وقوامهـا الأنثوي الرشـيق.

أول شـئ خطـر عـى بالـه في تلـك اللحظـة (مـا فائـدة الحجـاب عـلى رأسـها وهـو لا يخفـي شـعرها أبـدا )

عند ليلــه: طيــب فرصــة ســعيدة يــا احمــد، وأن شــاء اللــه الســنة دي تنجــحانـت وابـن عمـك وتدخلـوا الجامعـة وماتضيعـوش سنين مـن عمركـوا عـلى
الفاضي.
أحمد: أن شاء الله متق ..( صاح برعب مضحك) نهار اسووووح.
ليلــه بدهشــة: في ايــه؟ ( والتفتــت تنظــر إلى ماجعلــه يرتعــب هكــذا، و وجــدت شــخص أتى بأتجاههــم فعــادت تنظــر إليــه مــرة أخــرى )

أحمد: شافني شافني خلاص مش هعرف استخبى اتقفشت خالص.

ليله: ايه يابني في ايه؟ انت عملت زي الكتكوت المبلول كدة ليه؟

أحمـد: اخويـا اللي جـاي علينـا ده هيشـعلقني لأني خلعـت منـه هـو وأبويـا الصبـح وكمان عملـت مصيبـة أنـا وابـن عمـي امبـارح بالليـل علشـان كـدة خلعنـا بـدري.

ضحكت عليه و ودعته مقاومة فضولها على أحداثه هو ابن عمه المضحكة : هههههههـه دا انـت شـكلك حكايـة انـت وابـن عمـك ده، أمشـي أنـا واسـيبك تتشـعلق براحتـك.

ونظرت خلفها قبل ان تنزل الدرج إلى الأسفل. ( ويا ليتها لم تفعل)

نظـرت إليـه وألقـت بعينيهـا الزرقـاء سـهما اصـاب قلبه قبـل عينيـه، والكارثة أنهـا حتـى لم تنتبـه لجريمتـا أبـدا بـل أكملـت طريقهـا دون ان تبالي بـذاك الـذي اردتـه صريعـاً و سـحرته بجمالها وطلتهـا الخاطفـة.

بدر بهمس داخلي لم يخرج من فمه: يا الله من تلك الجنية الساحرة؟

واقترب من شقيقه وهو لازال في حالة الذهول..
أحمـد بخـوف: بـص قبـل مـا تقـول اي حاجـة والنعمـة أنـا ماليـش دعـوة باللي حصـل. احنـا كنـا بنلعـب كـورة في الأرض اللي قـدام الـدكان و يـاسرهــو الــي شــاط الكــورة وكــسرت الازاز بتــاع المحل. وهــو اصلا ماكنــش يقصــد وبعديــن الازاز اصلا كان مـشـروخ ومكـسـر علشــان كــدة اتكــسر بسرعة و…..

قاطعه بدر وهو ينظر في اثر الجنية : مين اللي كانت واقفة معاك دي؟

أحمد بدهشة: هاااا…

بدر: مين اللي كنت واقف بتتكلم معاها دلوقتي؟

نسى أحمـد ما كان يتحدث عنه و أخبره بتنهيـدة: اه الصـاروخ دي تبقـى ليلـه شاهين اخـت مـروان شاهينعريـس زينـة.

***
في أمريكا:
في قاعـة كبـرة إلى حـدا مـا بجامعـة نيويـورك، بهـا مـا يقـارب المئة شـخص مـن العلماء والأطباء والخبراء في مجـال الطـبووتدريـس الطـب المشهورين بالعالم كله.

وقــف دكتــور جاكســون يمــدح طالبتــه المجتهدة ، تلــك الفتــاة العربيــة المتفوقـة والتـي تفوقـت عـلى سـنوات عمرهـا، وتتقـدم في المراحل التعليمية بشـكل غـر طبيعـي يذهـل المعلمين و بأبحاثهـا التـي تناقـش بهـا أمـراض كثيرة وطـرق علاجها بشـكل جديـد.

أنها هي ريتال شريف المهدي، ابنة الثالثة وعشرون عاماتـدرس الطـب هنـا منـذ خمسـة اعـوام، ولكـن مـا درسـته في تلـك السـنوات الخمسـة درسـه غيرهـا في اكثـر مـن عشـر سـنوات، وهـذا لحبهـا في المجـال الـذي تـدرس عنـه ومجـال الطـب بشـكل عـام.

دكتــور جاكســون بلغتــه الانجليزيــة: حقــاً أنهــا فتــاة خارقــة، اتوقــع لهــا مســتقبل حافــل بالانجــازات وأنهــا ســوف تكــون مــن اشــهر الأطبــاء المتخصصـن في جراحـة المـخ و الأعصـاب وذلـك بسـبب البحـث الأخيـر الـذي قامـت بـه في ذلـك المجـال، و رغـم انهـا فتـاة عربيـة أتـت مـن بلـد اخـر و ثقافات مختلفة إلا أنهـا مثـال حـي للأجتهـاد و العقل النشـط وسـباقها مـع الوقـت في سـبيل المعرفة، وأنـا اكيـد بـأن العـرب سـوف يفتخـرون بـك
يـا فتـاة.

وبعــد أن انهــى الدكتــور جاكســون خطابــه الرائــع في مــدح ريتــال، و أتى دورهـا لـكي تصعـد المنصـة و تسـتلم جائزتهـا نظـرا لبحثهـا الاخيـر الذي يتم نقاشه الان وتفوقهـا وكـما قـال جاكسـون تسـبق المراحـل التعليميـة العاديـة للطلبـة مـن سـنها

(ريتـال، عيـون سـوداء كسـواد الليـل الحالـك وملامـح شرقيـة جميلـة وبـشرة بيضـاء وشـعرا يضاهـي سـواده سـواد عينيهـا وجسـد ممشـوق )
ريتـال بثقـة في النفـس: اشـكركم عـى تقديركـم لمجهـودي، واتمنى ان اكـون دائـمـا عنــد حســن ظنكــم بي وأن احقــق إنجــازا في مجــال الطــب، وأوجــه جزيــل الشــكر لدكتــور جاكســون عـلـى خطابــه الرائــع وأننــي اعتـبـر ذلــك حافـزاً لي لـكي اتقـدم اكثـر وأشـكره عـى مجهـوده معـي هـو الاخـر وأنـه لميبخـل يومـاً بمعلومـة عنـي أو مبسـاعدة احتاجهـا و دائما ما يدعمني . شـكرا لكـم جميعـا.

( وبعــد التصفيــق الحــار مــن الموجوديــن والتحيــة والســلام بينهــم، تقــدم أحــد صحفيـيـن الجامعــة لنقــل أحــداث الحفــل، وطلــب مــن ريتــال أن يتحــاور معهــا قليـلا بخصــوص بحثهــا )
وبعـد ان انتهـوا مـن الموضوعـات الـذي قـام عليهـا البحـث. تطرقـوا لحياتهـا الشخصية.

الصحفــي : ريتــال المهــدي أو كـمـا يســمونك البعــض تــالا، انتــي فتــاة وكأي فتــاة بالكــون تحــب أن تهتــم بزينتهــا واخــر صيحــات الموضــه والازيــاء
ومبظهرهـا، وايضـا بالحـب، هـل حقـا تمارسيـن حياتـك بشـكل طبيعـي رغـم دراســتك و ابحاثــك؟

ريتــال بلغــة انجليزيــة صحيحــة وكأنهــا منهــم: أنــا أحــب البســاطة في كل
شـئ في ثيـابي ومظهـري، لا اهتـم بٱخـر صيحـات الموضـة فقـط اهتـم بما
يناسـبني أو بما يليـق بي ، واهتـم بمظهـري أيضـا وهـذا لا يتأثـر مـع دراسـتي وابحـاثي بـأي شـكل لأنه لا يأخـذ مـن وقتـي طويـلا أبـدا.

الصحفــي: انتــي فتــاة جميلــة حقــا وأنــا أرى ذلــك بعينــي جمالك شرقي مميــز، ورغــم كلامك عــن بســاطة المظهــر إلا انــك فاتنــة، ولكــن لننتقــل
للحديـث عـن الحـب والحبيـب يـا تـالا المهـدي. أيـن حبيبـك مـن كل ذلـك؟ يـا فتـاة انـت تدرسيـن بشـكل رهيـب، انتـي علـى وشـك التخـرج ولا زلتـي
في عامـك الخامـس فقط،وليـس اي تخـرج بـل التخـرج بجـدارة، حتـى انـك تشــاركني أشــهر الأطبــاء في بعــض العمليــات الجراحيــة الصعبــة واثبتــي
كفائتــك وبشــهادة الجميــع. ٱلا يثــور حبيبــك مــن اهتمامــك بالدراســة وتجاهلــه؟ أيــن تجــدي لــه الوقــت؟

ريتـال: ومـن أخـبرك اني لـدي حبيـب بالأسـاس، انـت تتحـدث وكأنـك موقـن بهـذا الشـئ رغـم انب لم اقـل أنـه لـدي حبيـب.

الصحفـي: حقـا؟ اتخبرينـي أن فتـاة بـكل تلـك الصفـات ليـس لديهـا حبيـب؟ وليسـت لديهـا اي علاقـة رومانسـية؟

ريتــال بجمــود: نعــم أنــا ليــس لــدي حبيــب لأني لم احــب بعــد ولم اجــد الشــخص الــذي يــدق لــه قلبــي و لســت بــأي علاقــة لأنك كما ذكــرت بالبدايـة، انـا فتـاة مسـلمة و عربيـة ولا يمكننـي مخالفـة عادتنـا واحكامنـا هــذا لا يجــوز، الاسلام لا يعتــرف بــأي علاقــة ســوى الــزواج.

الصحفـي: وكيـف لـكي ان تعيـي هكـذا؟ بمفـردك؟ انـت دائما بلا أصدقـاء أو رفقـة، وايضـا ليـس لديكـي حبيـب ولا اي علاقـة مـن نـوع اخـر.كيـف لـكي ان تنجحـي بتلـك الطريقـة؟ رغـم انـك وحيـدة دائما ليـس هنـاك
مـن يدعمـك ويسـاندك بطريقـك وليـس هنـاك عائلـة معـكي؟ أم تعتبريـنذلـك ضريبـة النجـاح والتميـز؟

ريتـال بقـوة: ومـن قـال أننـي احتـاج إلى دعـم الاخرين لـكي أنجـح واتميـز؟ مـن قـال أن المرأة ان لم يكـن لديهـا حبيـب لا يعلـو شـأنها؟ مـن قـال أن الحيـاة تتوقـف عـلى وجـود الأشخاص المقربين والعائلـة؟.. كـم مـن يتيـم دون مـأوى أصبـح مـن أكبر العلماء ..؟ كم من مشرد أصبح من أغنى أغنياء العـالم؟.. صحيـح أننـي فتـاة، ولكـن أنـا لل احتـاج إلى وجـود احـدا بحياتي ولااحتـاج دعـم مـن أحـد.. يكفينـي ان معـي اللـه، رب العالمين هـو وحـده مـن
يدعمنـي ويرفـع شـأني.

انتهـت ريتـال مـن مقابلتهـا الصحفيـة. وتركـت الصحفـي ومـن كان يتابـع حوارهـم.
***
عـادت إلى منزلهـا.. اليـوم مميـز، فهـو يـوم انتقالهـا مـن مرحلـة إلى مرحلـة أخـرى في الدراسـة، هـي لا تهـدر وقتهـا العطلات والنزهـات إنمـا تسـتغله
في شــئ مفيــد ولا يوجــد بحياتهــا، ماهــو مفيــد ســوى دراســتها هنــاك مرضى بأنتطارهــا لــكي تســاعد في شــفائهم، هنــاك محتاجــون لا يقــدرون علـى تكاليـف العمليـات الباهظـة.. هنـاك اطفـال لا يـرون بحاجتهـا.. هنـاك مــرضى سرطان في خلايــا المخ ينتظرونهــا.. هنــاك واجــب دينــي و وطنــي بأنتظارهــا.. هكــذا هــي تدعــم نفســها لكــي تسرع وتنجــز وتتقــدم.
وأخيرا وصلـت إلى ذلـك المنزل الضخـم بحديقتـه الغنـاء والحراسـة المبالغ فيهـا مـن وجهـة نظرهـا.
نزلـت مـن سيارتها واغلقـت بابهـا الأمامي وهـي تمنـي نفسـها بحمام دافئ يريـح عظامهـا المتشـنجة مـن بـرودة الطقـس، ومـن القيـادة طـوال الطريق فالمســافة بـيـن الجامعــة والمنزل تأخــذ مــن وقتهــا الثمين حوالي الســاعة
وخمســة دقائــق (65 دقيقــة ).. وأخــذت ترتــب مــاذا ســتفعل بمجرد صعودهـا إلى غرفتهـا..
حمام دافـئ و تصلي فروضهـا و الحصـول عـلى كـوب قهــوة تركيــة لـكـي يمحي الصــداع الــذي تســبب بــه ذلــك المؤتمــر واللقــاء الصحفـي، ومـن بعـد ذلـك تبـدأ بالاسـتعداد للمرحلـة الجديـدة من دراسـتها وخاصـة أنهـا تفكـر جـديا ان يكـون هـذا العـام هـو الأخير لهـا في الدراسـة،
بحيـث تسـتجمع بـه كل شـئ و….. للأسف قطـع حبـل افكارهـا المتواصلفي المستقبل ٍ ، استشـعارها بوجـود شـخص بالمنزل وبالتأكيـد هـو أحـد عائلـة رسلان الغير مرحـب بوجودهـم في حياتهـا.

ريتـال بهمـس داخلي: لا لا ، مـش النهـاردة عـلى الأقل، مـش وانـا بسـتعد لبدايـة جديـدة، ايـه يـا قاسـم رسلان، دا انـا قولـت انـت يأسـت وبـطلت عــادة انــك تيجــي في الفواصــل الدراســية.

(قاسـم رسلان جدهـا والـد والدتهـا، رجـل في العقـد الســابع مــن عمـره، ولكـن صلـب وشـديد لا يظهـر عمـره عليـه ابـدأ وسـنوات عمـره الـذي تخطـت السـبعون لم تحنـي ظهـره ولم تؤثـر بـه أبـدا
ولا بجبروتـه. )
لم تهتــم مــن يكــون الموجود مــن تلــك العائلــة، أن يكــون قاســم رسلان الجـد أو زاهـر الابن، فهـي كعادتهـا في وجودهـم لـن تخـرج مـن غرفتهـاوأن خرجـت لـن تحتـك بهـم ابـدا

:………. تاالااااا
لم تسـتطع متابعـة سيرها إلى غرفتهـا بسـبب ذلـك النـداء وقـد تيقنـت أنـه أحـد أحفـاد قاسـم رسلان وأي حفيـد؟ جسـار، ذلـك الـذي لم يـترك صفـة من صفات
جـده إلا وقـد اخذهـا منـه، حتـى ملامحه.

جسـار زاهـر قاسـم رسلان ( الحفيـد الأكبـر في العائلـة، والمقـرب مـن جـده، عمـره سـبعة وعشرون عامـا قـوي البنيـة، ضخـم الهيئـة ذو ملامـح حـادةوعيــون رماديــة، وتلــك هــي الفــارق بينــه وبــن جــده لــون العيــون، أمــا باقــي الملامح أو الصفــات وحتــى لــون البشرة، فهــو صــورة طبــق الأصــلمنـه، وأيضـا متـزوج )

جسـار بهمـس داخـي: تبـاً لذلـك القلـب ودقاتـه، مـازال يتزلـزل بلقائهـا و رؤيـة عينيهـا و سـحر طلتهـا يالـكي مـن فاتنـة

حمحم جسار صوته : ازيك يا تالا؟

التفتت تنظر اليه بجمود اعتادت التعامل به مع افراد تلك العائلة
ريتال: الحمد لله.

جســار: طــب ايــه مــش هترحبــي بيــا ولا هتتجاهـلـي وجــودي هنــا زي كلمـرة.

ريتـال بجمـود: البيـت بيـت رسلان، وانـت جسـار رسلان يعنـي بيتـك، وأنـا مـش مجـبرة أرحـب بحـد في بيـت مـش بيتـي.

جســار: لا دا بيتــك، انتــي نســيتي انــك مــن أحفــاد عيلــة رسلان يــا تالا وكمــان ليـكـي الأحقيــة هنــا لأن ده مقــر إقامتــك وعايشــة هنــا، انمــا احنــا بنيجــي أيــام معينــة، زوار يعنــي وبنمــشي.

ريتـال: زوار، مقيمـن، أنـا ماسـألتش وماعنديـش فضـول علشـان اسـأل ولاوقـت اضيعـه في اني اناقـش مـين لـه الأحقيـة وميـن مالهـوش وزي مـا قولـت
البيـت بيـت رسلان.

وعندما همت لتكمل صعودها إلى غرفتها اوقفها جسار مرة اخرى : طيب حتى مش هتسألي عن سبب وجودي هنا؟

ريتـال بـبرود دون ان تلتفـت لـه: مـن امتـى وأنـا بسـأل عـن سـبب وجـود حـد مـن عيلتكـوا هنـا؟

جسـار: أنـا جـاي علشـانك يـا تالا المرة دي، مـش علشـان اخلـص شـغل هنـا زي كل مـرة.

ريتال بجمود: نعم؟

جسـار: جـدي بعتنـي علشـان ترجعـي معايـا عـلى مـصر، لأنـه عايز يشـوفك، خصوصـا أنـه مشافكيش مـن اكتر من سـنة.

لم يتغير شــئ بملامحها بقــى الجمــود هــو التعبير المرسوم علــى وجههــا فقــط.

ريتال: والمطلوب؟

جسار: تستعدي علشان نسافر.
سألته بنفس ذات البرود و كأنها تسأل عن موعد نزهة صغيرة لا تستغرق سوى نصف ساعة و ليس رحلة طويلة : امتى؟

رد عليها وهو يداري استغرابه من سرعة ردها : علـى الفجـر كـدة يعنـي مافيش ادامنا غير كام ساعة بـس لـو انتـي……

قاطعته بجمودها : في ميعاد السفر هكون جاهزة
و ألتفتت مغادرة و بداخلها دقت ساعة المواجهة

(وفي لحظات كانت اختفت من امامه )
جسـار بتنهيـدة حـارة: ااااااه. لسـه زي مـا انتـي يـا ريتـال، بالعكـس، بـرودك وجمـودك بيزيـدوا اكتر زي جمالك، صفاتـك اتحـدت واتفقـت عـلى انهـم
يفضلـوا يعذبـوا قلبـي بحضـورك الطاغي يـا حفيـدة قاسـم رسلان يـا ملكـة الـبرود.

***
محافظة الشرقية – منزل سالم شاهين:
– يـا بشششـررررررررر، أنـا جيـت نـورت البيـت.. ليلـه وصلـت يـا بلـد، الحاضر يعلم الغايـب.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى