روايات

رواية جبروت الفصل الثاني 2 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الثاني 2 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الثاني

رواية جبروت البارت الثاني

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الثانية

محافظة الشرقية – منزل سالم شاهين:
ليلــه بصــوت صاخــب: يــا بشششــرررررررر أنــا جيــت نــورت البيــت.. ليلــه وصلــت يــا بلــد الحــاضر يعلــم الغايــب.
سالم: حبيبـة أبوهـا، مـش بـس نورتي البيـت دا انتـي نورتي البلـد كلهـا يـا نـن قلبـي.
ركضــت ليلــه الى أحضــان أبيهــا وتعلقــت برقبتــه، واســتقبلها هــو بــكل اشــتياق وحنــان فهــي طفلتــه، مهــا كبــرت ســوف تظــل طفلتــه الصغـيـرة والمقربة الى قلبــه
(سالم شاهين، مـن اعيـان البلـد وابـن كبـير العائلـة الراحـل وحاليـا شـقيقه الكبـير هـو مـن اصبـح كبيـر العائلـة رجـل بسـيط في حديثـه مـع النـاس و ودود جـدا )
ليله: وحشتني اوي يا بابا.
سالم: وانتي كمان يا حببتي وحشتيني الدار كانت مطفية من غيرك.
أم مــروان: أيــوة ايــوة، خليــكي في حضــن ابــوكي ولا كأن ليــكي أم خالــص وماوحشتكيش.
ليلــه وهــي تقـتـرب منهــا: اللــه اللــه اللــه، بقــى ســت الــكل، الســت ام الدكتـور مـروان ماوحشـتنيش، ميـن قالـك كـدة دا وأنـا اعضـه عضـه ياخـد بعدهــا 21 حقنــة.
مروان وهو يتقدم منهم: ليه، فاكرة نفسك كلبة ولا ايه يا قردة
ليله بلهفة: مارو وحشتني.
مروان بمرح وهو يحتضنها بشدة : وحشتك ايه دا انا لسه سايبك من يومين .
ليلــه وهــي تحتضنــه بقــوة وتشــد بيديهــا حــول رقبتــه: يومـيـن يــا مفـتـري دول خمسـة، بقـى بزمتـك ماوحشـتكش ولا خـلاص، بقـى في حـد غيـري خـد مـكاني.
مروان: عيب عليكي، دا انتي الأصل برضه.
(مــروان، شــاب بســيط جــدا بنيتــه عاديــة ومتوســط الطــول لكــن وســيم بدرجــة كبــرة ويرتــدي نظــارة طبيــة تزيــد مــن وســامته )
بعــد أن تبادلــت ليلــه الســلام مــع العائلــة وبعــض الكلمات العاطفيــة وخصوصــا ان العائلــة كلهــا اجتمعــت بمنزلهم بمناسبة عقــد القــران،صعدت الى غرفتها لكي ترتاح قليلا من السفر
قبــل آذان العــصر اســتيقظت ليلــه مــن نومهــا على لمسات حانيــة فــوق جبينهــا وشــعرها، وقبــل أن تفتــح عينيهــا، اخــذت تلــك اليــد بــين يديهــا وقبلتهــا.
ليله: ربنا مايحرمني منك ولا من حنانك يا احن أب بالكون.
سالم: حبيبـة ابـوكي ياللي رافعـة راسي لسـابع سـما، ربنـا يبـارك فيكي انتـي وأخـوكي دا انتـوا زرعـي الـي زرعتـه في الدنيـا.
ليلــه: أن شــاء اللــه نكــون زرعــة خـيـر يــا حــاج وتفضــل رافــع راســك بينــا طــول العمــر.
سالم: اخبارك ايه يا حبيبتي، وعملتي ايه في الامتحانات.
ليلـه: الحمـد للـه يـا بابـا، اجتهـدت وذاكـرت وعملـت اللـي عليـا وجاوبـت كويـس و ربنـا سـهلي الصعـب بفضـل دعواتـك انـت وأمـي.
سالم: الحمـد للـه على كل شـئ بـس عايـز اقولـك انـك مـش بتنجحـي بـس
بسـبب دعواتنـا لا دا لـكل ٍ مجتهـد نصيـب.
ليلـه: طبعـا يـا بابـا، لكـن دعواتكـم دي احنـا مانقـدرش نكمـل مـن غيرهـا،
اجتهادنـا نفسـه بسـببها. واللـه يـا بابـا، المكاملة الـلي بتبقـى بينـي وبينـك
انـت وأمـي قبـل الامتحان دي ماتعرفـش بتأثـر عليـا ازاي.
سالم: عقبال ما اكلمك وانتي بتناقشي الماجستير.
ليلـه: نعـم تكلمنـي دا ايـه، أنـا مـش هتنـازل عـن انـك تبقـى معايـا انـت ومامـا.
سالم: لا احنـا لا , كفايـة عليكي مـروان، إنما انـا وأمـك نـروح فـين بالجلاليب بتاعتنـا وشـكلنا الفلاحي ده.
اعترضت على حديثه بدهشة : بابـا، حضرتـك اللـي بتقـول كـدة؟ دا انـا اتـشرف بيـك يـا بابـا وبأمـي، دا انـا وقتهـا هقـف ادام الدنيـا كلهـا وأحـب على ايديكـوا و رجليكـوا كمـان ، زي مـا انـت برتفـع راسـك بيـا أنـا واخويـا، احنـا كـمان بنرفع راسـنا بيـك يـا حـاج ونقـول احنـا ولاد الحـاج سالم شاهين الراجـل الفلاح، الـي رغـم انـه ماكملـش علامـه الا أنـه علـم ولاده و وقـف معاهـم للنهايـة.
سالم بنظـرات فخـر: ان شـاء اللـه، يـا بنتـي، تعـرفي، كل أخواتي بعـد مـا خلفتـك كانـوا بيلوموني اني مـش عايـز أخلـف تاني مـع ان كل واحـد فيهـم عنـده خمسـة وسـتة مـن الـولاد والبنـات، وقالـوا ان العيـال الكتيـر عـزوة لكــن انــا اكتفيــت بيكي انتــي واخــوكي وقولــت اربيكــوا تربيــة حســنة واعلمكـوا عـلام عـالي ، ومـش عايـز حاجـة تاني مـن الدنيـا، وانتـوا عـزوتي و زرعتــي.
ليلـه: تعـرف يـا بابـا كل مـرة بتقولي الكلام ده ببقـى عايـزة أنجـح وانجـح وابقـى حاجـة كبـيرة اوى علشـان خاطـر ارضيـك يـا غـالي.
سالم: راضي عنـك يـا بنتـي، و ربنـا شـاهد ان قلبـي راضي عنـك انتـي واخوكي يـلا اســيبك تفوقــي كــدة وتصـلـي الضهــر قبــل مــا العصــر يــأذن وتنــزلي علشـان تتغـدي مـع حريـم العيلـة.
مساء – منزل حسين الشرقاوي:
وقـف بـدر امـام المرآه يهنـدم جلبابـه الثميـن ذلـك الـذي يزيـد مـن هيبتـه، ولكــن ذهنــه شــارد في العيــون الزرقــاء، لم تغــب عــن بالــه طــوال اليــوم ، وخصلاتهـا الشـقراء المتدلية على خصرهـا النحيف
بـدر بتنهيـدة: لييييييلـه، سـحرتيني مـن نظـرة يـا بنـت شاهين.. بـس كنتـي مسـتخبية عنـي فيـن بجاملـك ده؟
( أنهــى اســتعداده وخــرج مــن غرفتــه ليقــف بجانــب والــده وعمــه في اســتقبال الضيــوف )
وأخـراً وصلـوا عائلـة شاهين الى منـزل عائلـة الشرقاوي وبـدأت الزغاريـد تعلـو وتعلـو معها صـوت الأعيرة الناريـة.. الرجـال ذهبـوا الى مجلـس الرجـال.
وأم بـدر اسـتقبلت هـي وشـقيقتها النسـاء لكـي ينضمـوا الى مجلـس النسـاء المهلل بالداخــل..
وســط كل ذلــك حــاول هــو ان يلمحهــا، فقــط نظــرة
واحـدة مـن تلـك العيـون ولكـن خـاب أملـه فلـم تظهـر أمامـه وهـو اضطـر ان يذهــب الى مجلــس الرجــال مــع العائلــة (.. أمــا تلــك صاحبــة الطلــة
السـاحرة فقـد اتـت اخيـرا بسـيارتها ومعهـا ابنـة عمهـا في مثـل عمرهـا بعـد أن رفضـت رفـض قاطـع ان تأتي مـع موكـب العائلـة والغنـاء طـوال السير مـن منزلهـم الى منـزل الشرقاوي، وذلـك ليـس لشـئ سـوى انهـا مرهقـة ولـن تقـدر على السيـر ببـطء والغنـاء وتلـك العـادات القديمـة الخاصـة بقريتهـم.
نزلـت مـن سـيارتها بالفسـتان الازرق الداكـن الطويـل الى كاحلهـا ذو الاكمام الطويلـة و رغـم أنـه محتشـم الا انـه أنسـاب على جسـدها بشـكل مثيـر وخاصــة تلــك الماسات الفضيــة الموجودة اســفل صدرهــا، تتناســب مــع ماسـات التـاج فـوق شـعرها المجموع في جديلـة تنسـاب فـوق كتفهـا وتضـع وشـاح يغطـي نصـف رأسـها فقـط و رقبتهـا ولكـن التـاج على شـعرها
والخصلات تنسـاب بجانـب وجنتيهـا مـن جديلتهـا في حالـة تمرد.
دعـاء ابنـة عمهـا: شـايفة احنـا وصلنـا بعـد مـا دخلـوا قولتلـك سـيبيني أنـا اضفرلـك شـعرك علشـان مانتأخـرش.
ليلـه: يـا بنتـي مـا هـا يدوبـك لسـه داخلـين قدامـك اهـه وبعديـن انتـي ماكنتيـش هتعـرفي تضفريهـا كـدة على شـكل سـنبلة.
دعاء: وهو لازم على شكل سنبلة يعني.
ليلـه: أيـوة طبعـا علشـان تتناسب مـع التـاج، والنظـام ده عاجبنـي خصوصـا اني اصلا مابحبـش أجمـع شـعري مـع بعضـه خالص.
دعـاء: يـا اختـي بلا تجمعـي بلا تطرحـي، مالهـا الطرحـة الـي حطاهـا على راسـك دي لما تشـديها لقـدام شـوية وتغطـي شـعرك وتريحـي دماغـك مـن الواقفـة قـدام المراية سـاعة.
ليله: اسكتي يا دعاء، اسكتي الله يرضى عليكي ويلا ندخل
بداخــل المنزل، دخلــت ليلــه وانضمــت الى النســاء، ولأنهــا قليــلا ماتحضر مناســبات في القريــة، بــل حتــى لم تحـضـر أبــدا اي مناسبات كتلك منــذ ذهابهــا الى القاهــرة ســوى مــرات تعــد على أصابــع اليــد
لفتت الانظار، وكل من تريد زوجة لابنها تفحصتها بعينيها
(هــذه هــي عــادات النســاء في الريف و الصعيــد، يحــضرون المناسبات
وخاصـة لكبـار العائلات لـكي يجـدو العـروس المناسبة لابنائهم او اخوتهـم )
إحدى النساء: مين القمر الشقرا اللي داخلة دي
(سـمعت والدتهـا همسـات النسـاء الحاسـدة وايضـا الحاقـدة على جـمال ابنتهــا فقامــت وهــي تحتضنهــا بســعاده وكأنهــا تحميهــا وقــد قــرأت المعوذتان لتحصنهــا من عيون الحساد )
أم مروان بفخر: ليله بنتي اخت مروان الصغيرة.
إحـدى النسـاء: وانتـي مخبيـة القمـر دي فـين يـا وليـة، دي شـبهك عينيهـا لــون عينيكــي، بــس صراحة هــي أحلى واجمــل وليكــي حــق تخبيهــا عــن العيـون.
أم مـروان: أنـا مـش بخبيهـا ولا حاجـة بـس هـي بتـدرس في جامعـة القاهـرة ومابتجيـش البلـد غـير في الإجازات وبـس.
سـيدة أخـرى: وسـيباها تعيـش لوحدهـا هنـاك مـش خايـفة عليهـا بجاملهـا
أم مــروان: ميــن قالــك أنهــا عايشــة لوحدهــا اخوهــا معاهــا هنــاك علطـول الدكتـور مـروان عنـده شركة ادويـة في مصـر وهمـا الاتنين عايشيـن مـع بعـض، وبعديـن ليلـه بـكل جمالهـا ده لكـن بمليون راجـل وثقتـي أنـا وأبوهـا فيهـا كبيـرة، خصوصـا انهـا بسـم اللـه ماشـاء اللـه مـن الأوائل على الجمهوريـة في الثانويـة العامـة ومـن يـوم مـا دخلـت الجامعـة بتنجـح كل سـنة بأمتيـاز.
صفية بتربم شفتيها: واخرته ايه العلام ده، تطبخي وتنضفي وتربي العيال.
أم مــروان: ومالــه تطبــخ و تنضــف وتتعلــم علشــان تعــرف تــربي وتعلــم العيــال.
تدخلت ام بدر لكي تنهي النقاش : ربنا يخليهالكم يا أم مروان ويباركلكم فيها .
أم مروان: اللهم امين اومال عروستنا فين مش هنشوفها ولا ايه.
أم بدر: لاء ازاي أنا طالعة انزلها اهه علشان تلاقيها مكسوفة تنزل.
تقدمت ليله من ام بدر: ممكن اجي مع حضرتك.
أم بدر: اتفضلي يا قمر بيتك ومطرحك.
(وصعـدت معهـا ليلـه لكـي يأتـوا بزينـة وعندمـا دخلـت اليهـا كانـت زينـة
لم تنهـي زينتهـا بعـد و وضـع حجابهـا ومعهـا متخصصـة تسـاعدها في ذلـك
ولكــن ليلــه تولــت تلــك المهمة و وضعــت لهــا التــاج فــوق الحجــاب
وكانـت زينـة اسـم على مسـمى.. زينـة جميلـة تشـع بالبراءة وكأنهـا مـلاك بزينتهـا البسـيطة)
.. علـت أصـوات الموسيقى الصاخبـة والشـعبية في المنزل وتراقصـت ليلـه مـع الفتيـات وسـحبت زينـة الخجولـة لـكي ترقـص معهـم تحـت اعيـن النسـاء المتربصة بهـم …
وبعـد قليـل عـم السـكون على المكان و توقفـت الاغاني والصخـب لبـدء
مراسـم عقد القران وبعـد قليـل أتى بـدر ومسـاعد المأزون لـكي توقـع العـروس على الأوراق ،
ورآهـا… رأى تلـك السـاحرة الشـقراء، تقـف بجانـب شـقيقته…
وعندمــا تقدمــوا، كانــت تمسك هاتفهــا لتصــور تلــك اللحظــات ..
غض بصره عنها وهو ينظر إلى أخته الصغيرة و يوليها كل اهتمامه فهي اليوم عروس
وبــدأت زينــة في توقيــع الاوراق بيــد مرتعشــة وليلــه تخلــد تلــك اللحظــات بهاتفها ، ولم
تنتبـه لذلـك الـذي يأكلهـا بعينيـه بين نظرة و أخرى ، أما هو في باخر نظرة اطالها لم ينتبـه إلى شـقيقته التـي قـد انتهـت مـن التوقيـع الا عندمـا علـت أصـوات الزغاريـد لتصـم الاذان، اقـترب
اقترب من شقيقته يقبـل رأسـها: مبـروك يـا زينـة.
زينة بخجل: الله يبارك فيك.
واقتربت ليلـه وجذبـت زينـة ناحيتهـا واحتضنتهـا بفرحـة كبـيرة: مـبروك يـا زينة مبروك يا مـرات أخويـا.
(خــرج مــع الرجــل لــكي يعــودوا بالدفــتر الى المأذون ولم يكــن خروجــه بالســاهل فقدميــه طاوعتــه على الخــروج بصعوبــة فهــو لم يشــبع مــن النظــر الى وجههــا )..
بعــد قليــل وقــد بــدأ عــدد الحضــور يقــل، خرجــت ليلـه وأقتربت مـن مجلـس الرجـال، ولمحهـا هـو أثناء وقوفه لكي يـودع الرجـال
المغادرين فأسرع مـن مكانـه واقتـرب منها متحينـا الفرصـة للحديـث معهـا
بـدر بصـوت اجـش: انتـي رايحـة فيـن، دا مـكان الرجالـة، عايـزة تروحـي فـين وانــا أدلك.
ليله: لا انا مش عايزة اروح في حتة، أنا هقف هنا.
بدر بأستغراب: وهتقفي هنا ليه قدام الداخل والخارج؟
ليله: اصلي مستنية اخويا، أنا اخت مروان العريس.
بدر بنظرات جريئة: عارف، حتى بالامارة أسمك ليله، صح؟
ليله بأستغراب: أيوة صح؟
بدر: طيب مستنية اخوكي هنا ليه في حاجة؟
ليله: لا بس اصل هتصور معاه وهصوره كمان مع زينة .
بـدر وهـو يفترس ملامحها بعينيـه: مـش لازم الصـور دلوقتـي يـا ليلـه في رجالـة كتيـر بعديـن لما النـاس الاغراب يمشـوا.
( وقبـل أن تعـترض ليلـه على حديثـه و توبخـه على نظراتـه تلك خـرج مـروان واقــترب مــن شــقيقته بعــد ان اســتلم رســالتها التــي تطلــب فيهــا منــه ان يخـرج )
احتضنــت شــقيقها واخــدت تتمايل وهــي بأحضانــه وتلــف يديهــا حــول رقبتــه
ليلـه: مـروووووك يـا مـروان بقيـت عريـس واتجـوزت ودخلـت القفـص يـا مـارووو.
مروان بسعادة: عقبالك ما تدخلي انتي كمان يا لي لي .
ليله بمرح: في حياتك أن شاء الله، بس انت قول امين.
مروان وهو يضربها على رأسها بخفة: أمين يا شقية هانم.
(وكل ذلك أمام عيون بدر الواقف أمامهم )
ليلــه: تعــالى بقــى علشــان ناخــد ســلفي ســوى وهــو الحبــر على صباعــك كــدة، دليــل الجرميــة.
بـدر: إحـم، طيـب يـا مـروان تعالـوا معايـا تدخلـوا أوضـة الجلـوس الصغـيرة تتصـوروا فيهـا وأنـا هجيـب زينـة علشـان تتصـور معـاك وبعدهـا تتعشـوا فيهـا سـوا.
ليلــه: لا عشــا ايــه الــي يتعشــوه هنــا .. ( ونظرت إلى أخيها ) مــروان انزلــوا المحافظة احســن واتعشــوا في مطعــم شــيك كــدة هنــاك احتفالا بكتــب كتابكــوا.
مروان بتوتر: بس ده يا ليله ما ينفعش لوحدنا.
سألته في استغراب : ما ينفعش ليه مش خلاص بقت مراتك؟
بـدر: أيـوة بقـت مراته بـس دا لسـه كتـب كتـاب يعنـي حبـر على ورق مـش جـواز فعلـي علشان ياخدها ويخرج
ليلــه برجــاء: ليــه بــس مــا كلهــا أسبوعين ويبقــى جــواز فعــلي مافيهــاش حاجــة لما يخرجــوا مــع بعــض يتعشــوا في مــكان عــام.
(لم يقدر أن يعترض أمام رجاء عينيها الزرقاء )
بــدر وهــو ينظر الى عينيهــا بولــه: خـلاص ســيبوا الموضوع ده عليــا وأنــا هقنــع الحــاج يوافــق.
مروان: تسلم يا بدر اردهالك في الافراح ان شاء الله.
بدر بنظرات ذات معنى: قريب إن شاء الله، قريب اوي هتردهالي
مروان بأستغراب لكلماته ونظراته لشقيقته: ايه هو اللي قريب؟
بـدر بأبتسـامة ثقـة: الافراح طبعـا يعنـي هيكـون ايـه، يـلا ادخلـوا اتصـوروا على مـا اجيـب زينـة مـن عنـد الحريـم.
( التقطـت ليلــه عشـرات الصـور لهــا هـي واخيهــا وزينــة وايضــا التقطـت بعـض الصـور ل بـدر مـع شـقيقته بمفردهم و أخـرى مـع كلا العروسيـن و واحـدة تجمعهـم اربعتهم مـع بعضهـم وخـرج بـدر وتركهـم لـكي يسـتأذن مـن والـده بالسمـاح ل مـروان و زينـة بالخـروج الى المطعم )
مروان: كفاية صور بقى يا ليله ايه مابتشبعيش.
ليلـه: أنـا اشـبع مـن الاكل إنمـا الصـور لاء بـس خـلاص أنـا عارفـة انـك عايـز تاخـد عروسـتك وتخلـع ادعيـلي بقـى وكـمان هسـيبلك عربيتـي تروحـوا بيهـا علشـان انـا عارفـة انـك ماجيتـش بعربيتـك وجيـت مـشي مـع الرجالـة.
مروان: برضه عملتيها وجيتي لوحدك بعربيتك؟
ليلــه : شــوف هنســيب الموضوع الاساسي ونمســك في اني جيــت بالعربيــة لوحـدي خـلاص مـش هسـيبهالك وابقـى روح بقـى هـات عربيتـك وارجـع تاني وضيـع الوقـت بقـى.
رد عليها سريعا : لا لا وعلى ايه دا احسن حاجة عملتيها انك جيتي بيها.
ليلـه بطريقـة مازحـة: شـوف أهـي نفعتـك العربيـة الـلي كنـت معـترض اني اشتـريها واسـوقها.
(ضحكت زينة بخجل على أسلوب ليله وحديثها )
نظر إليها مروان بأعجاب : يااااه اخيرا ضحكتي وطلع منك صوت.
ليلـه: اوبـا لا انـا كـدة شكلي بقـى وحـش وأنـا عزولـة بينكـم كـدة يلا أخلـع أنا واســيبكم.
مروان: بت استني هاتي مفاتيح العربية.
(أعطتـه ليلـه املفتـاح وتركتهـم مبفردهـم ).. كاد بـدر ان يصتـدم بهـا أمـام الغرفـة ولكـن انتبهـوا لذلـك ولم يصتدمـوا
بدر: ايه مش تخلب بالك وانتي ماشية يا ليله.
ليله بأرتباك: اسفة اصيل كنت بشوف الصور في موبايلي.
بدر: طيب ممكن تبعتيلي الصور علشان احتفظ بيهم.
ليله: طيب ممكن موبايلك انقلهم.
بـدر: موبايلي مـش معايـا دلوقتـي ممكـن اعطيكي رقمـي و تبعتيهـم على الواتساب.
ليلـه بضيـق مـن نظراتـه: لا مـش لازم بكـرة ان شـاء اللـه هبعتهـم لمروان وهـو يبعتهـم لحضرتـك عـن اذنـك.
بـدر: ليـه اتضايقتـي أنـا قولـت حاجـة تضايقـك أنـا ماقصدتـش حاجـة لما قولتلـك خـودي رقمـي.
ليلـه: أنـا مـش باخـد أرقـام حـد ومـش كلامك الـلي ضايقنـي دي نظـرات حضرتـك.
رد عليها بدهشة مزيفة : نظراتي؟!.. مالها نظراتي؟
ليلـه بجـرأة: جريئـة زيـادة عـن اللـزوم وغلـط ومـش معنـى إني اتكلمـت مـع حضرتـك كويـس انـك تتسـاهل معايـا وتهينـي بنظراتـك دي.
هذه المرة كانت دهشته حقيقية : اهينـك لاء طبعـا انـا مـش قصـدي كـدة وليـه ماتقوليـش انـك سـحرتيني وإني مـش قـادر أرفـع عيوني عنـك مـن اول مـرة شـوفتك فيهـا.
(نظـرت اليـه بـأزدراء وتكبـر و رحلـت مـن امامـه دون ان تتفـوه بـأي كلمـة وتركتـه ينظـر الى طيفهـا بحـب بـدء ينمـو داخلـه )
في مطعم بمحافظة الشرقية:
مـروان و زينـة منـذ أن خرجـوا مـن المنزل الى أن وصلـوا الى المطعم لم يتحدثـوا أبـدا وكلما حـاول مـروان ان يبـدأ معهـا حـوار خجلهـا يمنعها مــن التحــدث، ولكــن بمجرد أن فتــح لهــا بــاب الســيارة أخــذ يدهــا بيــده كمـن يمسـك كنـز ثمين يخشى عليـه رغـم ارتجـاف يديهـا في يـده إلا انـه لم يتركهـا إلى ان وصلوا إلى الطاولة و أفسح لها المقعد لكي تجلس وجلـس هـو مقابلهـا
مروان: زينة على الاقل بصيلي وأنا بكلمك.
(رفعت عينيها الى عينيه )
مــروان: ممكــن افهــم ليــه مــش بتــردي عليــا لما بكلمــك؟ ولا انتــي مــش عايــزة تتكلمــي معايــا ولا زعلانة أن اتجوزنــا؟
زينة بتوتر: لاء طبعا أنا م أنا مبسوطة .
مــروان بتنهيــدة: تصدقــي أنــا كنــت قربــت ايــأس مــن اني اســمع صوتــك (وعندمـا ابتسـمت )ايـون كـدة يـا شـيخة ابتسـمي خلي أبـواب السـعادة تتفتـح.
(و اســتطاع مــروان ان يتغلــب على خجلهــا ويجعلهــا تشــاركه في الحــوار وتحـدث هـو عـن نفسـه وعـن دراسـته وهـي ايضـا تحدثـت عـن دراسـتها
وأخبرته أنهــا كانــت تتمنــى أن تكمــل الدراســة )
مروان: طيب ايه رأيك لما نتجوز اقدملك في الجامعة وتكملي تعليمك؟
زينة بلهفة: انت بتتكلم جد؟
شعر بالسعادة للهفتها : أيــوة طبعــا خصوصــا اني عــارف انــك كنتــي شــاطرة وبتحبي الدراسـة وانـا شـغلي في القاهـرة واكـتر الايام هنـاك يبقـى تـدرسي في الجامعــة.
زينة: هينفع وأنا بقالي سنتني مخلصة الثانوية؟
مــروان: أيوة طبعــا ينفــع شــوفي انتــي عايــزة تدخلي كليــة ايــه وجهــزي
الاوراق وانا اقدملك .
زينة: مش مهم اي كلية المهم اني اكمل شوف اللي يناسب مجموعي وخلاص .
مروان: لاء ازاي ! مهم طبعا لازم يكون عندك طموح علشان تكملي و تدرسي اللي تحبيه .
زينــة: انــا بصراحة كان نفـسـي اكــون مُدرســة أنــا بحــب اللغــة العربيــة وكنــت بحلــم ابقــى مدرســة لغــة عربيــة .
مــروان: وأنــا أوعــدك أن شــاء اللــه اني طــول مــا أنــا عايــش احققلــك كلوأحلامك يــا زينــة البنــات كلهــا.
زينة بخجل: شكرا ربنا مايحرمني منك يا مروان.
مروان: الله اكبر اخيرا نطقتي اسمي.
( واكملـو سـهرتهم يتناولـون طعامهـم ويتجاذبـون اطـراف الحديت بـود و الفـة يتعرفـوا على بعضهـم البعض وطباعهـم )
أما عند ذلك الولهان فالوضع يختلف فهو ينوي على الكثييييير
@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى