روايات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي البارت الثامن

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الجزء الثامن

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الحلقة الثامنة

بلي، بلي، اخذت كل النقود المتفق عليها، تصرف انت.. انهت نرجس المكالمة وصرخت شروق !!
يازفت؟
هرولت شروق تجاه نرجس، خلفها يتقافز الطفلان بسعادة، ضمت طفليها لحضنها، داعبت شعرهم بيدها وهي تحملق بوجوههم، العبا بالحديقة يا قرة عيني ودفعتهم بيدها برفق.
طلبت من شروق ان تعد لها فنجان قهوه وكان الغضب لم يفارقها بعد.
أشعلت لفافة تبغ وهي واقفه على باب الفيلا تتابع الطفلين قبل أن تقع عينها على أحمد المنتصب بجوار البستاني بصمت!
نادت عليه، حضر الولد بسرعه، شجعته بمجموعة كلمات جعلته يبتسم بتحمس، قبل أن تضع بيده ورقه نقديه كان ذلك حينما دلفت دخلت شروق تحمل فنجان القهوة، اذا استمر بذلك النشاط سأجد له عمل هنا.
تركت نرجس القهوة دون أن تمسها، بلا شك شعور رائع ان تجد من يصنع لك القهوة ولا تشربها.
اقتربت شروق من ابنها يلعب برأسها فتيل المؤامرة حدقت به بنظره طويله، طول كل الأشياء العزيزة التى لا نتخيل ان نفقدها او نعيش دونها.

 

من الحديقة تسللت لغرفة الخدم، بلطافة سألت عن نرجس، الفيلا، كيف حضرت هنا، وكل الأشياء المهمه التى لم تفكر فيها من قبل.
معظم الخدم يعرفون تاريخ تشييد الفيلا لأنهم من اهل المنطقه لكن ولا واحد منهم كان يعرف حقيقة نرجس لأنها كانت تغير الخدم باستمرار.
هل رآها احدكم حامل؟ منتفخ بطنها، هل هي متزوجه؟
الكثير من الأسئلة البريئة والغبيه التي دفعت الخدم للريبه.
اذا لم تضعي لسانك داخل فمك ستجدين نفسك مره آخره داخل المقابر، لماذا تحشرين انفك في ما لا يعينك،؟
غمرتها النصائح المشوبه بالتحذيرات، انسحبت بهدوء تحبس غضب وضيق وثوره من الشك.
خلال الليالي اللاحقه ولمدة لا متناهيه من الزمن هاجمتها الأحلام المزعجة ونغصت عليها حياتها، تلك الأحلام التي لم تفارقها حتى بالصحو.
كانت تشرد لبعيد، ساهمه، صامته، قبل أن تفيق مضطربة، مرتعبة على صورة احد الاشخاص الذين تكرههم متشكلة على سياج الحديقة، جذع شجره، نافورة، تمثال !
اللقطة التي تحولت لفيلم قصير، كوثر تأكل طفليها، أو أن أحد طفليها يركض هاربا تلاحقه كوثر تحمل منشار او سكين انهارت حالتها الصحية تحت وقع تلك التصَورات اللانهائية من البشاعة، هاجمتها الأمراض وطرق بابها السكر كان أول الزائرين ليجهز المكان لباقي الشلة.

 

مضت الايام على وتيرة الأحداث المملة، لم ترى كوثر مره أخرى بالفيلا، كان قد مضى أربعة أشهر من التساؤلات التى تنخرها كسوس من الداخل وكانت قد لاحظت هدوء سيدتها واعتدال مزاجيتها في الأيام الأخيرة، اهتمامها بأحمد ابنها واغراقه بالهدايا فتجرأت وسألتها بتلميح خافت عن تلك السيدة.
تغيرت ملامح وجه نرجس، صرخت بغضب كأن الف عفريت ركبها
هل تعرفينها؟
رأيتها قبل ذلك؟
سألقي بك في الشارع! سأعذبك! سا، سا، سا.
انهارت شروق تحت وقع التهديدات لتصرخ باكيه.
قلتي لي خذي الأطفال للغرفة العلوية ولا تسمحي لهم بالخروج ابدا، بعدها لمحت تلك المرأة تدخل الفيلا، قلت ربما ستأكلهم؟
تأكلهم؟
أجل ! تأكلهم، لقد رأيت اسنانها، كانت نبرة شروق جاده مما دفع نرجس للضحك.
وانا احبهم مثل طفلي.

 

تأملتها نرجس للحظه، ملامحها التي باتت صادمه، راقبي الأطفال يا شروق ولا تتدخلي في ما لا يعنيكي، تخلت نرجس عن كل تهديداتها دفعه واحده، تابعت شروق تتهادي خلف طفليها تحاول اللحاق بهم بعد أن هاجمتها الأمراض وربع فكره تطوف بعقلها ان شروق ربما جنت.
رغم ذلك الا ان ذكرى لقاء كوثر المزعج ألم بها، لمحه خفيفة من دهاليز لعبة الموت والحياه تخلصت منها بكأس نبيذ تشيفاز ريغال وتابعتها بأخرى حتى اختفت الصور.
بالحديقة الكبيرة وحيث كان يعمل احمد بجد كل يوم متحفز بكلمات سيدته المشجعة والتي يحاول كسب رضاها بعد أن تحولت إلى بطلته الكبيرة وسقوط والدته من حساباته التي تفضل الطفلين عليه، كان يتمني ان تكون نرجس والدته الفعلية.
حاول أن يكون خادمها المطيع رغم صغر سنه، كانت أول حروف الهجاء التى ستمكنه من قرأت العالم.
كان يتابع الأخوين يلعبون بالحديقة تحت أعين والدته وكان بتلك المرحلة يتبادلان كلمات متفرقه لكن غير مسموح له باللعب معهم، خلال عمله طوال النهار كان يحاول ان لا يفوت حركه واحده من التى تقوم بها كارمه، كان يوليها كل اهتمامه دون أن يخفى رغبته الجامحة بضرب مصطفى أخيها اذا قام بإزعاجها.
كان يشعر انها اميرة مثل والدتها ولا يليق بأحد ان يزعجها
كان يتمني ان تسنح له الفرصة ان يلعب معها مره واحده، ان يركض اسرع من أخيها ويبهرها.

 

مع الايام تعلم أن هناك الكثير من الأحلام التي لا تتحقق.
نرجس التي كانت لاحظت قوته وشدته والتي تفوق عمره بدأت تقربه منها، تؤثره بالأموال، المهام الصعبة ، بعض الجلسات اللطيفة الناعمة، كان قد حاذ اعجابها لدرجة كبيرة.
راحت الأمراض تتكالب على شروق وكانت تنتابها مشاعر غريبة تجاه الطفلين ، مصطفى وكارمه، مشاعر كانت تتعدى وظيفتها كخادمه متواضعة، كان قلبها ينخلع من مكانه اذا مرض أحدهم او جرح نفسه أثناء اللعب،

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!