روايات

رواية نصيب الورد الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم الكاتبة تانيا محسن

رواية نصيب الورد الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم الكاتبة تانيا محسن

رواية نصيب الورد البارت الرابع والثلاثون

رواية نصيب الورد الجزء الرابع والثلاثون

رواية نصيب الورد
رواية نصيب الورد

رواية نصيب الورد الحلقة الرابعة والثلاثون

34- مكان.

بص ‘جمال’ ل ‘توليب’ من فوق لتحت يفحصها بنظرة شاملة و شاف إنها ست عادية مافيهاش إي حاجة ..

فهمت ‘توليب’ نظرات ‘جمال’ ليها ..
‘توليب’ : – اللي أنت بتفكر بيه سيد ‘جمال’ حقيقي بس أنا بحاول على قد ما أقدر أكون طبيعية قدام الناس !!
و مش عايزه نتكلم في الموضوع ده لإني مابحبش أي حد يسألني عنهم !!!

فكر ‘جمال’ إنها هتكون قله ذوق منه لو حاول يسألها عن عماها و عرجها لكن غصب عنه حس ناحيتها بمشاعر كراهية إنها ضرة بنته ..
‘جمال’ : – سامحيني ماتفكريش إني ممكن أفرح لك إنك ضرة بنتي !!
أنا في الأول و الأخير أب و يهمه مصلحة بنته أكثر !!
‘توليب’ : – مش مهم تحبني أو تكرهني بس بحب أسمع منك وعد إنك مش هتقول ل ‘عبد الحميد’ عن حقيقتي لحد ما أتاكد إنه عارف او لسه !!
‘جمال’ : – أكيد سرك هيكون في بير بس بحب أسالك أنا شايف إنك ست طبيعية و حلوة كمان ما شاء الله عليكي فإيه اللي جبرك بجوازه زي دي !!

فكرت ‘توليب’ ترد عليه بإجابات مختصرة بعدما عرفت بكرهه ليها ..
‘توليب’ : – مافيش حاجة تقدر تجبرني أعمل ضد موافقتي !!
‘جمال’ : – أقصد أنتي هتستفيدي إيه من جوازتك من ‘عبد الحميد’ ؟!!
الفلوس و لا السمعة و لا الإثنين ؟!!
‘توليب’ : – لا ده و لا ده !!
أنا الحمدلله أبويا قبل ما يموت ضمن ليا أعيش حياة كريمة و كمان أخذت منه أسم عيله أفتخر بيها قدام كل الناس !!!
‘جمال’ : – أبوك مات بنفس مرضي صح !!!

شافت ‘توليب’ للأرض ..
‘توليب’ : – أيوه !!!
‘جمال’ : – و أكيد بتقولي في نفسك هو ليه لسه عايش و أبويا مات !!

رفعت ‘توليب’ رأسها و بصت ناحية ‘جمال’ مندهشة من تفكيره ..
‘توليب’ : – إزاي جاء في بالك إني ممكن أفكر بتفكير زي ده !!!
‘جمال’ : – علشان انا لو كنت في مكانك كنت هفكر كده !!!
‘توليب’ : – تقصد إنك دلوقتي بتتمنى ليا الموت و ما يجراش حاجة لبنتك !!!
‘جمال’ : – مش بالطريقة دي لكن كل الناس تفكيرها كده !!
أقصد الخوف على عليتهم بيخليهم يفكروا كده و يمكن أكثر كمان !!!
‘توليب’ : – ماتخوفنيش من الناس دا يبقى تفكير أناني قاتل !!!
الموت و الحياة و القدر بالخير أو الشر بإيد ربنا بس سبحانه و تعالى !!
و بحب تعرف أنا طول الوقت بدعي لك من ربنا إنه يشفيك و يفرح عيلتك بشفائك !!!
‘جمال’ : – أنا حاسس بده !!
‘توليب’ : – و عايزه اقولك على حاجة !!
أمي توفت و أنا لسه صغيرة عندي خمس سنوات و أخويا الكبير عنده ١١ سنة و أبويا رفض إنه يتجوز بعد وفاة امي علشان يقدر يربينا أحسن تربية و يعوضنا غياب الأم في حياتنا !!
تعلمت منه كل حاجة و أنا بشوفه إزاي بيتقي ربنا في كل خطوة و تصرف كان يقوم بيه في حياته !!
أبويا كان ليا الأب و الأم و أخويا لما مات من خمس سنين مافكرتش لو حد ثاني كان مات بداله !!
لأني مؤمنة بقضاء ربنا و مطمئنة إن الأرواح بتروح للي خلقها !!
الخوف بس لو نموت و إحنا مقصرين أو عاصيين و ربنا غاضب علينا !!!
و كمان أبويا لما مات أنا رضيت بقدر الله لأنه أدى كامل واجباته ناحيتي !!
و أنا راضيه إني اديت واجبي ناحيته في حياته و لسه بكمل واجبي بعد موته !!
و مطمنة إنه مات بوقته اللي كتبه ربنا ليه !!
فما تفكرش و لو لثانية واحدة إني ممكن فكرت ناحيتك بأي شر !!
أنا دلوقتي خايفه أنه ممكن في ناس بتفكر زيك بالشر لغيرها !!!

حس ‘جمال’ بالخجل قدامها من تفكيره بالشر ليها و حاول يغير من حوارهم ..
‘جمال’ : – طب ممكن أعرف إيه اللي جبرك تتجوزي ‘عبد الحميد’ !!
خدمة لصحبتك ‘حنان’ !!!
‘توليب’ : – بتسمي جوازي من أخوها خدمة !!!
الجواز هو إرتباط وثيق بين إثنين قدام ربنا !!
أنا مش هستخف برباط مقدس علشان أخدم حد !!!

أعجب ‘عبد الحميد’ بكلام ‘توليب’ و هو واقف جنب الباب ..

‘عبد الحميد’ – لنفسه – … ” كويس خليه يشوف بنفسه الفرق بين تربيته لبنته و تربيتها !!!
بتدي له دروس في الصميم !!! ” …

حس ‘جمال’ بنفسه إنه كل شويه بيصغر قدامها ..
‘جمال’ – بعصبيه – : – طيب ردي على سؤالي بإجابة واضحة !!!
‘توليب’ : – أنا رديت عليك و قولت لك ماتجوزتش ‘عبد الحميد’ لا علشان بفكر بفلوس و لا علشان إسم أو سمعة !!
أو زي ما بتقول علشان أخدم حد !!!
أنا تجوزته علشان أنا بحبه !!
حبيته من ١٢ سنة و ماقدرتش أحب غيره !!
رغم إني ماقابلتوش و لو لمرة واحدة و كتمت حبي ليه بقلبي علشان ماحبيتش تتأثر صداقتي مع ‘حنان’ !!!

‘جمال’ : – بتتكلمي جد !!!

سرحت ‘توليب’ في ذكرياتها ..
‘توليب’ : – أنا قضيت ١٢ سنة من عمري و أنا بدعي ربنا إنه يجمعني بيه و لو لمرة واحدة أشوفه بس و بعديها هكمل حياتي على ذكرى اليوم ده !!!
أنا يا سيد ‘جمال’ بقيت مجنونه بيه لإني كنت بحس إنه جنبي و بشوفه قدامي و بتكلم معاه و بيساعدني أتحمل حزني على تعب أبويا !!!

إبتسم ‘عبد الحميد’ و حس بإشباع غروره بحبها ليه ..
‘عبد الحميد’ : – هي بتفكر فيا طول الوقت !!
يعني أنا موجود في بالها 24 ساعة !!!

‘جمال’ : – و مستنيه إيه من حبك الإفلاطوني ده !!!
هتعترفي له بحقيقتك !!!
‘توليب’ : – مش هعترف له خالص !!!
أنا وافقت على شرطه أنه مايشوفنيش و راضيه اكمل حياتي و إحنا متجوزين على الورق بس !!!
‘جمال’ : – طب إيه اللي جابك هنا ؟!!
‘توليب’ : – نعم !!!
‘جمال’ : – أقصد أنتي جيتي هنا ليه و أنتي موافقه على شرط ‘عبد الحميد’ !!!
‘توليب’ : – فكرت أن دي فرصتي الوحيدة اللي هقدر أحقق فيها رغبتي إني أشوفه عن قرب !!!

‘جمال’ : – يعني مش هتدعي لربنا إنه يقبل بيكي و يحبك !!!
‘توليب’ : – أنت بتسخر مني !!!
أكيد بدعي لربنا و هفضل أدعي و ربنا قادر على كل شيء !!
أنا كل أملي في ربنا إن ‘عبد الحميد’ يحس بمقدار حبي ليه !!
الدعاء لله معناه إننا صابرين لقدره و راضيين بقضاءه !!
‘جمال’ : – معاكي كمية إيمان كبيرة !!!
‘توليب’ : – ياريت أكون زي ما أنت ما بتقول !!!
‘جمال’ : – يعني توعديني إنك مش هتقولي ل ‘عبد الحميد’ بحقيقتك !!!
‘توليب’ : – من غير ما أوعدك أنا وعدت نفسي إني ماأقولش ل ‘عبد الحميد’ بحقيقتي غير لو قال لي و سمعت بوداني إنه بيحبني !!!
‘جمال’ : – يعني أنتي بجد مش عايزه تاخذي مكان بنتي و تتمتعي بفلوس أبوها و فلوس جوزها !!!

بصت له ‘توليب’ بحزن و فكرت تدي له درس ..
‘توليب’ : – أنا غصب عني أخذت مكان بنتك بس مرة واحدة و مش ندمانه عليها !!!
لما شفتك بتموت و بنتك واقفه تتفرج عليك بأعصاب باردة !!
أنا اضطريت أخذ مكانها لإني خفت عليك من الموت و جريت أنقذ حياتك !!!

و ارجوك تسامحني على كلامي بس عايزاك تعرف إن أبويا أدى لي الكثير أكثر مما أنت اديته لبنتك !!!
أبويا قضى كل وقته معايا و عرف يربيني و فضل جنبي يعلمني لحد ما كمل رسالته في الحياة و سابني !!!
و أنت نسيت رسالتك و فكرت إنها بس تخطيط لمشاريع و زيادة فلوس !!
و نسيت بنتك و قصرت في حقها و حاولت تعوض غيابك عنها بالفلوس و الهدايا الغالية !!
خليتها تفهم إن سعادتها مش بتيجي غير بالفلوس !!!
بنتك بسببك بقت بتحب الفلوس أكثر منك و بتفكر إنه مافيش حاجة في الدنيا أهم من الماديات !!!

حس ‘عبد الحميد’ برغبة قوية بالتصفيق ل ‘توليب’ ..
‘عبد الحميد’ : – بس كل ده مش هيرحمك مني !!!
إستنى لدورك تأخذي الدرس مني !!!

‘توليب’ : – و دلوقتي سيد ‘جمال’ عايزاك تفهم إني مش عايزه منك إي حاجة غير أنك تفتكر خدمتي ليك إنه جميل مني !!
و بطلب منك ترد ليا الجميل إنك تخبي حقيقتي عن ‘عبد الحميد’ !!!
و حتى لو كانت دي رغبتك كمان إني أبقى بعيدة عن ‘عبد الحميد’ !!!

هز ‘جمال’ رأسه بصمت و حس بإحتقار لنفسه الأنانية ..
و نسيانه لأهم جميل في حياته ..
من إنقاذ روحه الغالية ..
من أي حاجة في الدنيا ..
من الموت ..

# * # * # * # * #

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نصيب الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى