روايات

رواية الغزال الباكي الفصل السادس 6 بقلم إيمان كمال

رواية الغزال الباكي الفصل السادس 6 بقلم إيمان كمال

رواية الغزال الباكي الجزء السادس

رواية الغزال الباكي البارت السادس

رواية الغزال الباكي
رواية الغزال الباكي

رواية الغزال الباكي الحلقة السادسة

التقينا وجمعتنا اقدارنا بدون موعد.. فكان لقاءنا أجمل صدفة غيرت مسيرة حياتي..
* * * * * *
حين طال صمته ظنت “آلاء” بأن شبكة الاتصال ضعيفة؛ فنظرت لشاشة هاتفها وجدته مازال على الخط، فقالت متسائلة:
– أمان أنت لسه معايا، ولا مش سامعني ؟
– معاكي يا لولو، ومتقلقيش ابدا هعمل كل اللي في وسعي اطمني، هبلغهم اول ما توصل تدخل فورًا.
– كلي ثقه في مهارتگ وقدراتگ يادكتره.
انهى حديثة وظل متعجبًا لروحه التي ترفرف عندما يستمع لشيء يخصها، امسگ ملفها واعاد قراءته للمره التي لا يعلم كم عددها وأعلن حالة الترقب لرؤيتها، ونسج في خياله الكثير من وصف ملامحها، وللعجب كان خياله دائمًا يصورها له بأنها حورية من حوريات الجنة، انتعش قلبه بفرحه، واغمض مقلتيه لما وصل له من وصف، استفاق على لمسه أبنه “فادي” قائلا له بعتاب:
– بابي من ساعة ما جينا هنا، وانا بلعب لوحدي طول الوقت، هو ليه معنديش اخ او اخت العب معاهم زي باقي اصحابي؟
حدقه في اندهاش وتعجب لما قاله، ظل صامت لحظات وتخيل لو ان الله يرزقه بطفل اخر وتستقر حياته، تبتسم لمجرد الفكره التي جاءت في ذهنه، قطع هذا الصمت ابنه هاتفًا:
– طب انا عايز اقعد مع ناناه ولولو.
– عايز تقعد مع ناناه ولولو وتسيب بابي يقعد لوحده؟
– ما هو بابي سايبني لوحدي وبيشتغل على طول.
قال كلامه وعلامه العبوس مرسومه على صفحه وجهه، احتضنه بحنان رادفًا:
– خلاص بلاش تتقمص كده، بكره هوديگ عند لولو وانا رايح الشغل، تعالى نحضر سوا شنطة هدومگ.
تهلل اسارير وجهه ونهض معه بسعادة، بينما حزن “أمان” على حالة ولده وفقدانه لحنان الأم من وفاتها، وهو يعيش معه ومع والدته، كم تمنى ان تستقر حياته ويحيا مع زوجه واولاد، لكنه حتى الآن لم يجد من تخطفه منذ الوهله الأولى..
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
تعد “غزال” وجبه لاطعام صغيرها، وبجانبها زوجة أخيها تغسل الأواني والحديث بينهما لا ينقطع، وإذا يسمعان صوت “سند” موجهًا حديثة لزوجته قائلا في حنو:
– يا سمية، ممكن يا روحي بعد اذنگ لو ايديگ فاضيه تكوي ليا البنطلون الأسود، لو سمحت.
غسلت يداها وردت بحب:
– حاضر يا حبيبي عيوني، ثواني جاية، افرد انت بس ترايزة المكوى.
اقتربت منها “غزال” وقالت لها بهدوء:
– سيبي المواعين أنا هكملها حبيبتي، وخدي اكل شادي معاكي اديه لماما تأكله عقبال ما اخلصهم.
– مش عايزة اتعبگ.
– متقوليش كده، كتر خيرگ يا سمية على كل اللي بتعمليه، مفيش تعب ولا حاجة.
اخذت الطعام منها، وتوجهت لتنفذ ما طلبه زوجها، وفي اثناء ذلگ، كانت واقفه تنظف الأطباق، شردت غصب عنها في موقف مماثل لما حدث منذ قليل، لكن الفرق بينهما شاسع، حينما كانت نائمه بعد ولادتها بأسبوع، لم تغفى عيناها إلا لدقائق وإذا بها تستيقظ على صياح زوجها “فؤاد” يصرخ في وجهها ويقذفها بعدة اتهامات، ولوم عليها لاهمالها قائلا:
– قومي يا هانم، فين البنطلون الجينز بتاعي، بدور عليه مش لاقيه؟
فتحت مقلتيها بصعوبه شديده، نظرا لثقلهما من قلة النوم والراحه، فركتهما وقالت بترجي:
– لو سمحت وطي صوتگ، انا ما صدقت شادي نام وعيني غفلت شوية.
اقترب منها والشرر يتطاير من مقلتيه قائلا بغضب:
– مش هتعلميني اتكلم ازاي في بيتي؟
أنا حر اتكلم زي ما انا عايز، ما هو انتي لو ست منظمه كنت لاقيت هدومي في مكانها مكوية.
قالت بصوت هامس يكاد يصل له، خوفًا من انزعاج طفلها:
– انت هتعمل مشكلة على الصبح يا فؤاد، البس بنطلون غيره، لانه في الغسالة، لسه متغسلش.
هاج وثار في غضب هاتفا:
– والهانم مغسلتهوش ليه؟ وراكي اية غير البيت وابنگ وانا؟ طبعا انتي مش فايقه غير انگ تنامي وتاكلي، نامي ما هو ده اللي انتي فالحه فيه.
همس بصوت منخفض لكنه وصل لها :
-اللهي تكون اخر نومه يابعيده.
رمقته بدموع باكيه، كانت تريد أن تصرخ في وجهه، تطلب منه الرحمه، بأن يرحمها من اسلوبه وطريقته الحاده الفظه في التعامل، تحدثه أن عيناها لم تزق النوم منذ ولادة ابنهما، الفرصة الوحيدة التي تقتنصها هي عندما يغطس في النوم تنهض لتنظيف وترتب منزلها، وتعد الطعام، وحين تسقط من التعب تغفى القليل من النوم، ولكنه يأتي ويحرمها منه، اي عدل يراه، ظلت تقول الكثير بداخلها ولسانها تلجم ولم تنطق حرف مما قالته؛ خوفًا منه بأن يكبر النقاش، وبقت مطأطأة الرأس لا تتحدث، وكل الذي فعلته انها توجهت نحو الخزانه واخرجت منه بنطال اخر يرتديه، ابصرها بغضب واخذه منها بعنف ثم اولاها ظهره وتركها دون أن يجبر بخاطرها.
استفاقت من شرودها على صوت والدتها وهي تربت على كتفها وتجفف ادمعها المنسابه على وجهها تتدفق بشده وبسرعة أكثر من مياة الصنبور المتدفقه امامها قائلة:
– انسي الماضي بكل الآمه يا بنتي، عشان تقدري تعيشي المستقبل بكل افراحه.
اغلقت الصنبور، التفتت لها ونظرت داخل عيناها بحزن قائلة:
– صعب انسى وكل حاجة حواليا، وكل موقف بيفكرني بيه، وبكل حاجة عملها معايا، أنا حاسه أن مفيش حاضر ولا مستقبل هعيشه تاني.
– ازاي تقولي كده بس؟!
يا حبيبتي لو كل واحد مر بتجربه صعبه في حياته وعاش جواها، عمره ما هيعرف باقي النعم اللي ربنا رزقه بيها، وساعات كتير الخير بيكمن في الشر، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرًا لكم، فؤاد كان شر، والحمد لله انگ خلصتي منه، وانا واثقة ان ربنا عوضه قريب، بس انتي ارضي واصبري.
– الحمدلله، والله أنا راضية بأي حاجة يا ماما، وكفاية عليا النظرة في عيون شادي بالدنيا كلها.
– يبقي مش عايزة اشوف دموعگ دي تاني مفهوم.
– حاضر، بس هو صحيح سند خلصني منه ولا لسه؟
– يااه انتي لسه فاكره، من وقت ما طلبتي وهو اتعارگ معاگ جامد، وصمم أنه يطلقگ في وقتها.
لم تحدد احساسها للتو، اهو حزن ام فرحه؟! تجزم أن للحظة وقفت فيها عقارب الساعة، ورمقتها بجمود متسائلة:
– وهو طلق بسهوله كده؟
– سهوله اية، ده اخوكي شلفط وشه وضربه، ومسبهوش غير عند المأذون، ياحبيبتي الحمدلله أننا خلصنا منه، ربنا يسهله حاله.
تبسمت بصعوبه ثم تركتها ودلفت داخل غرفتها مغلقه بابها عليها كما تعودت دائمًا حين تحزن، لكن في هذه المره الحزن ليس عليه؛ إنما على نفسها وما وصلت معه في حياتها، كانت ليس بحياة سعيدة، بل كان الحزن مسيطر على طيات اصفحها وعنوانها مليئ بالدموع الحارقة، جلست على تختها ونظرت له بحسرة، فكم من المرات استلقت عليه باكية بمفردها تحتضن وسادتها تستمد منها القوة على التحمل، ربما تجد في ضمتها الدفئ الذي طالما حرمت من حضنه طوال أيام حياتها معه نظرًا لهجرانه لغرفتها، وتوجهه لغرفة الأطفال بحجة صوت صراخ وبكاء صغيرهما.
امسكت بتلگ اليدان نفس الوسادة، واغمرتها بشلالات من الدموع المتدفقه في صمت، عازله روحها عن العالم الخارجي، ولا تعلم ماذا يحدث بخارجه.
لاحظ “سند” قبل انصرافه تغيير ملامح وجه والدته، فقترب منها وسألها وعلم منها ما دار بينها وبين اخته، فعاتبها لاخبارها بموضوع طلاقها منه في هذا التوقيت، فحالتها النفسيه ما زالت متوتره، نهض ليتوجه إليها، لكن يد والدته منعته، فـ طلبت منه أن يتركها تفرغ ما في جوفها وحين يعود يتحدث معها، وافق على مضض.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
جففت عبراتها المنسابه على وجنتيها تحرقها بشدة من حرارتها، تذكرت حديث الدكتورة “آلاء” وضرورة إخراج ما يحزنها بإستمرار ولا تخبأه بداخلها، بحثت بعينان حمراء على دفترها والقلم، حين وجدته امسكته وسردت كاتبه…
اعاتب من؟ والقي عليه اللوم والعتاب؟
على من أنفذ فيه حكم الإعدام، قلبي الذي احبگ؟ ام ضعفي الذي استسلم لگ ولم يثأر على اهانته المستمره منگ؟
يا ليتني لم اذق العشق واحيا في وهم كبير وهو محبتگ؛ فأنت لم تحبني في يوم، أجل لو كنت حبيبتگ فلما جرحتني، وكسرتني؛ وبدلا من تطيب خاطري ..!!
لماذا بعت ما بيننا في لحظة غرور؟
قلبي ينزف من غدرگ، واشفق عليه من كثر دماءه السائلة، لكني حتمًا سـ أنهض في يوم واتحول لأمراه جديدة تستطيع تخطي كل ما فعلته بها.. امرأه واثقة مما اعطاها الله لها من نعم… امرأة تقدر نفسها وتحبها من جديد.
خرجت يا فؤادي من وتيني بدون رجعه، وستعرف قيمتي في يومًا؛ وعندما يحدث ذلگ، فلا تلوم إلا نفسگ.
انسدلت ستائر النسيان على قصتها معه، واغلقت دفترها و وقفت في كبرياء وتحدي، قاذفة كل الآلام داخل بئر عميق بداخلها وردمته دون ان تسمح له بانفراجه مره ثانية.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وجاء الموعد الذي طالما انتظره “أمان” ابلغ مساعدته بضرورة دلوفها عندما تأتي، وذكر اسمها، حاول تضيع الوقت بالعمل المستمر، والكشف على كل الحالات، بينما كان الدقائق تعانده ولا تمر بسرعة، تعجب نفسه ولم يجد إجابه لما كل هذا التوتر والاهتمام بها وبحالتها، فهي مجرد حالة من الاف الحالات التي يقوم بعالجها؛ فلماذا هي من تأثر قلبه لحالتها؟
طرق الباب عدة طرقات، اعتدل هيئته ولبس منظاره الطبي وأمر المستأذن بالدخول، فـ أنفرج الباب وكانت مساعدته تبلغه بأن المريضة القادمه هي من ابلغ عنها، تنحنح ولمعت عيناه وقال:
– خليها تدخل بسرعة، واطلبي ليا لو سمحت قهوة.
– حاضر يادكتور.
ثواني مرت وحين هَل عليه الغزال برفقة اخاها، ابصرها بعيناه، وجدها كـ الورده التي ذبلت عندما جفاها الساقي، وطالتها يد الإهمال؛ فلا هي اشتكت من كثرة جفافها وظمأنها، ولا هو رق قلبه عليها !!
خانه قلبه وقسم قسمًا بأنه سيكون هو الساقي ليجعلها تحيا وتعود لها الحياة من جديد، تبسم لهما ببشاشة، وشاور بيده بالجلوس وبدأ حديثه موجهًا عيناه لها قائلا بنبرة بها تفاءل وطاقة ايجابية سألها:
– ممكن اعرف انتى جاية هنا ليه؟!
لازم يكون عندك هدف تخسي عشانه
وانا مش هسيبگ غير لما توصلي ليه،
خلينا متفقين على اول مبدأ؛ أن حتى لو مش خسينا ميزان يبقى خسينا مقاسات وده طبعًا افضل بكثير.
لو عكيتي في يوم؛ يبقى نقطة ومن أول السطر، اصل مش طبق سلطة في يوم هيخسس، ولا قطعة باتيه ومحشي هتخن من يوم، خلينا متفقين أن الدايت نظام حياة مش اول ما نوصل للوزن اللي بنحلم بيه نقول خلاص؛ لأن طبيعي هنرجع
انتى هنا عشان تغيري عادات صحية طول العمر، وصدقيني مع الوقت انتى اللي هتقولي لكل حاجة أن هيلسي لا
بس ميضرش زي ما اتفقنا ناكلها مره كل اسبوعين، ما احنا لازم نلبي نداء الطبيعة.
كانت تبصره بعينان ثاقبة، اذناها تستمع لكل حرف بأهتمام ووجدان يرتاح لما يقول، فصوته رنته مطربه للاذن، من يسمعها يشعر بالارتياح، لا تخفي أنه يتمتع بطريقة جذب يجذب بها الجالس امامه، يبث الثقة ويعطيها له بصدر رحب، كل الذي تفعله انها تهز رأسها متفهمه لما يقول، استرسل حديثة مكملا وهو يخط بقلمه يكتب:
– اهم حاجة تعملي شوية تحاليل مهمه، زي تحليل الغده، عشان نعرف حرقگ معدله كويس ولا في مشكلة، وكمان تحليل مقاومة انسولين، لانه بيعمل حاجتين يا بيخليكي دايما تاكلي سكريات يا معجنات، وفيه ناس بتميل للاتنين، علاجها بسيط جدا وعلاجها نفسه بيخسس.
بسط يده ليناولها الورقة، كادت أن تلتقطها، لكن يد أخاها سبقتها واخذها منه، تنحنح “أمان” وعدل منظاره الطبي في حركة لا ايرادية يتبعها حين يتعرض للحرج، ثم قال:
– انتى هنا عشان تتعلمي نظام غذائي صح هعلمك كل حاجة لدرجة انتى اللي هتتكلمي مع معدتك، انتى اكلتي كذا وكذا يبقى بكره هنشيل كذا
ومش بعيد تفتحي عيادة وتنفسيني،
اضحكى وبلاش توتر؛ لأن برضو التوتر والقلق هيخلوكي مش تخسي
اوعي تاكلي أقل من اللي كتبته ليكى لان برضو جسمك هيحتفظ بالدهون وهيخاف يفقدها عشان مافيش بديل داخله
اتعملي مع جسمك زي الموظف؛ كل ما تدي حافز هيشتغل، معدتك كل ماتديها اكل هتحرق.
عندما شاهد ابتسامتها التي نتج عنه انفراج ابتسامه ظهرت من خلالها صفين لؤلؤتين، شعر أن الشمس سطعت من نافذة مقلتيها التي لمعت، فقال بنبره هادية وحنونه، مغلفه بترجي:
– حبي نفسك يامدام غزال، وتقبليها زي ما هي صدقيني انتى جميلة، بس احنا هنخس عشان صحتنا تبقى احسن مش عشان حاجة تانية.
قال “سند” مؤكد قوله :
– قولها والنبي يا دكتور عشان تقتنع أنها جميلة بروحها وطيبة قلبها، وعمر الجسم ما كان مقياس ابدا للجمال.
– لازم يا أستاذ….
صمت فقال “سند” اسمه فاكمل كلامه:
– لازم يا استاذ سند تكون ارادتها قوية، وكمان تحب روحها، لأن ده هيكون له دافع قوي، تجنبًا لفشل الدايت.
– سمعتي يا غزال، حبي نفسگ ياحبيبتي، حبيها عشان هي تستاهل.
صمتت فالجميع يطالبوها بأن تحبها، لكنها غير قادرة على ذلگ، لكن استوقفها اخر جمله بأن من الممكن يفشل الرجيم فسألته باستفسار:
– هو في اسباب يا دكتور تؤدي لفشل الدايت؟
كانت المره الأولى التي سمع نبرة صوتها، كم كانت نبرتها هادئة وناعمه، كمن تعزف موسيقى لتراقص نبضات قلبه، رد وهو يرمقها بحنان:
– اكيد طبعا في اسباب لفشل الدايت، وده مش كلامي؛ ده كلام المؤتمرات وكلام دكاتره ذو قامه و قيمه
في علم التغذيه ومن اهمها: الاستعجال النتيجه المريض بعد اول اسبوع يقول لك زهقت، يسمع اعلان دكتور تاني يروح له وطبعا الدكتور التاني هيبدا من جديد
سقف التوقعات هي جايه ناويه تنزل ٥ كيلو كل اسبوع
اقول لها والله يا فندم احنا في عياده مش الساحر الافريقي
الكتب بتقول كيلو ونص بس في الأسبوع ميعجبهاش وتزعل؛ وممكن تروح لحد بيقول انه بينزل ٦ كيلو في الأسبوع
اتعودت دائما صراحه اقول الصح مقولش اللي يريح، فرجاء بلاش نرفع سقف التوقعات علشان بينزل على دماغنا كلنا.
هقولگ على حالة جاتلي، جالي اختين واحده فيهم بتنزل كل اسبوع و الثانيه لا، لأن عندها مشكله في الغده ازاي بقي وازاي انا مش بدفع زيها، وملتزمه اكتر منها وبلعب رياضه
في سن و وزن، وامراض وطبيعه جسم.
اهم واكتر سبب أن النظام اللي بتكون عملته قبل ما تيجي مش مناسب مع ظروفها، بتوقف اكل الساعه ٧ م وهي بتنام ٢ ص
مانعه فاكهه وهي بتموت في الفاكهه
لازم تأكل كل ٣ ساعات وهي شغاله في بنك ممنوع تأكل قدام العملاء
وغيره وغيره من حواديت
الخلاصه:
١. متستعجليش.
٢. خلي عندك ثقه في دكتور واحد.
٣. صدقيني لازم نتعب النجاح محتاج تعب.
٤. نبطل مقارنه؛ فالمقارنه بالغير اهانه للنفس.
اخيرا الدايت اسلوب حياة، ولازم يكون شبهك، اتفقنا يا مدام غزال؟
اومأت برأسها بقبول وقالت:
– متفقين يادكتور.
– تمام، يبقى تعملي التحاليل اللي اتفقنا عليها، واول ما تظهر هنحدد اسلوب وطريقة الرجيم.
– احنا مش عارفين نشكرگ ازاي يادكتور، وكفاية مقابلتگ البشوشة، هنعمل التحاليل وهنجبها لحضرتگ فورا.
قال “سند” حديثه وهو يصافحه بحميمه وشكر، تبسم له “أمان” وقال له:
– مفيش شكر على واجب، ده شغلي، وبإذن الله هنحقق كل اللي بتتمناه في وقت قياسي، على فكره في معمل متخصص ومضمون تبعنا في نفس الكوردور، ممكن لو حابين تعملوا فيه التحاليل.
شعرت “غزال” بارتياح شديد من مقابلته، شكرته بنفس نبره هدوءها، وانصرفان مودعاه بوجهان بشوشان، ثم توجهان لمعمل التحاليل الذي ابلغهما به.
بينما هو حين اختفت من امامه، تنفس اخيرًا بطريقة طبيعية، فقد شعر أنها من أول دلوفها كأنها امتصت كل الأكسجين الذي بالغرفه وابتلعته
داخل رئتها حتى تحجبه عنه، مشاعر مخفية تجتاح اوصاله ولا يعرف لها أي تفسير؟ لكنه استلذ هذه المشاعر التي تتسرب وتتمكن منه من قبل رؤيتها، فماذا إذن سيحدث له بعد أن شاهد الغزال الباكي، صاحبة العيون الحزينة، ذات الخصلات الحريرية المنسدله بطول ظهرها، تنهد بحب وارجع برأسه للخلف واغمض عيناه، وقلبه ظل يذكره بملامحها، وصوتها الرقيق، فيالها من غزاله باكية ..؟!
فهي تمتلگ عيون الغزال الشارده التي
شردت لتقع داخل شباكه، يا ترى هل سهام الهوى اصابته؟
ام فضوله لقصتها هي سبب اقترابه منها؟!
فـ لماذا إذن حين رأها اهتزت ثنايا جدران فؤاده، وفضحته وأعلنت عصيانها وصاحت تصرخ دقاته بشدة، يعلن صداها على وجود دقة غريبة غير معتاده عليها، خشى ان يصل هذا الصدى إليها !!
اهذا هو الحب من أول نظره كما يقولون؟ ام ماذا اصاب قلبه يا غزالته الساحره؟
ما أجملها صدفة حينما وقعت عيناه عليها؛ تيقن لحظتها أنه هو الذي وقع في غرامها منذ الوهله الأولى، وتذوق لذة الحب من جديد، بعد طول هجران طويل من بعد وفاة زوجته لم يحدث له ذلگ، لكنها جاءت وجددت احاسيس ظن انها ماتت من سنوات، واحيته بدون أن تبذل أدنى مجهود.
استفاق على دلوف مساعدته “بسنت” تبلغة بدخول الحاله القادمه، ابتلع كوبًا من الماء وتذكر بأنها لم تجلب له قهوته، فعتذرت بشدة وذهبت لجلبها له، ثم امرها بأن تنتظر قليلا حتى ينتهي من ارتشافها، وعمل مكالمة عاجله، اومأت بالموافقه، واغلقت الباب وابلغت الحاله بالانتظار قليلا.
امسگ هاتفه وهاتف أخته “آلاء” وعندما اتاه الرد قص عليها ما صار في المقابلة، ثم صمت وسألها عن صلتها بـ “سند” فأجابته بأنه اخاها، تنهد براحه، فاحتمال انه زوجها كان مستبعد بالنسبه له، فسألها في تردد:
– هي لسة على ذمة جوزها يا آلاء؟
وإلى هنا انتهى حديثنا عند هذا الحد لنتعرف غدا هل فعلا أمان وقع في شباك غزال؟ ولا هو متوهم حبها ومتعاطف معاها؟
وياترى نتيجة التحاليل هتكون كويسه ولا فيها حاجة تقلق؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغزال الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!