روايات

رواية إني متيمة الفصل الثالث 3 بقلم أسماء محمد محمود

رواية إني متيمة الفصل الثالث 3 بقلم أسماء محمد محمود

رواية إني متيمة البارت الثالث

رواية إني متيمة الجزء الثالث

إني متيمة
إني متيمة

رواية إني متيمة الحلقة الثالثة

أوقف السيارة علي مقربة من الفيلا توقف قليلا قبل أن ينزل يعرف الان إن هناك حربا بالداخل فشقيقته معروفه بإفتعال الدراما والمعارك ولكنه لا يهاب شيئا فهو متأكدا من صدق قراره بل واعتبره تحديا لنفسه وسيجدها ويشاركها قرار ما تركت لأجله
نعم فرغم إنه تزوجها تحديا لكنه رحمها من موت محتم إن عادت عائلتها إن تتركها تعود وتعيش بينهم ببساطة وكأن شيئا لم يكن
فهو يساعدها للوصول لحلمها يعرف إن الطريقة التي استخدمتها للتعبير عن رفضها كانت خاطئة لكن لا يهم فقد حدث ما قدر الله له إن يحدث المهم هو ايجادها بأي وسيلة كانت وحمايتها من الألسن المنتظرة عودتها حتي تنهش في عرضها وجرحها لما لا تطيق الأذن سماعه وحمايتها من الجميع
يعرف إن قراره سيقابل نقاشات وخصامات حادة من عائلته لكن هو فعل ما حتمت عليه رجولته لفتاة لم يرها ولا يعرفها بعد ؟
فمن كان يصدق إنه ذهب المجامله موظف لديه انتهت بزواجه من العروس الهاربة!
علياء بصدمة : معقول ؟ آنتي فاهمة كلامك معناه إيه يا سارة ؟
سارة بغيظ : فاهمة ؟ بقولك شفته بعيني وهو بيردد ورا المأذون وعرفت بعدها إن الست هانم إللي المفروض كتب كتابه عليها عشان ينقذها من جوازة زي دي هربت يعني اخوكي حط نفسه مكان شبهات شفتي يا ماما تربيتك؟
كانت فريدة ترتشف القهوة في هدوء تام وصمت تام بينما الجميع مصدوم شقيقتيه علياء وسارة التي سيتأكل الحقد قلبها لأسباب تعرفها
وشقيقيه الرجال حاتم وزوجته وعمر شقيقه الأصغر
حاتم : أكيد إتجنن إزاي دا يحصل ؟
ربتت عليه سما : اهدا يا حاتم أكيد له أسبابه إللي خلاه يفكر يعمل كدا
انفعلت سارة عليها : أظن دي مسألة عائلية يا ست سما متدخليش نفسك في إللي ملكيش فيه
نظرت سما ارضا بحرج : أسفه عن اذنكم
نظر لها حاتم بحدة : سارة! آنتي اتجننتي ؟
أمسك ذراع سما : إستني يا سما ، سما مراتي ودنيتي كلها واظن مراتي يعني واحدة من العيلة وأكيد مش هسمح لحد أيا كان مين إنه يهينها أيا يكن الحد ده مين ؟
سارة لوت فمها بسخرية فبقدر كراهيتها لريم تكره سما أضعاف ويبدو إن ريم في قائمة من تكرههم سارة منذ وقت طويل بل وسيتزايد ذلك الحقد لأنها عاجلا أم أجلا ستعود وستصبح جزءا جديدا في عائلتها وستكون وجها لوجه معها
سما ابتسمت بصعوبة وتحاول إن تمنع دموعها رغما عنها
نظرت لحاتم وابتسمت : هطلع فوق يا حبيبي خليك مع عيلتك
فهم ابتسامتها إنها تحاول كبت دموعها فإحس بالألم وهو يرى ألمها التي تحاول إن تخفيه حتي عنه
وقبل إن تصعد استوقفها صوتها : إستني يا سما مين قال إنك غريبة ؟ آنتي جزء من العيلة دي يوم ما دخلتي البيت ده وانتي صغيرة وغلاوتك زادت عن ولادي يوم ما بقيتي مرات حاتم
اقتربت سما من فريدة وقبلت يدها : ربنا يخليكي لينا يا ماما
ابتسمت فريدة : ويخليكي يا حبيبتي
استدارت فريدة تنظر لسارة نظرة حادة وبقوة : آنتي هتسافري أمتي ؟
حزنت سارة من تفضيل والدتها لتلك الخادمة عليها بل وتعاملها تلك المعاملة الجافة
سارة : طيارتي بكرة الصبح
فريدة : تروحي وترجعي بالسلامة ذاكري كويس عشان عايزين تقديرات كويسة وتشرفي بلدك وتشرفينا ،يلا الوقت أتأخر روحي نامي شوية عشان طريق سفر وكدا يلا تصبحي علي خير
رغم هدوء كلماتها لكنها كانت تعطي أمرا لها
هي تحبها تحبها بشدة كبقية أشقائها لكن لا تعجبها طريقتها ولا معاملتها للخلق
ترقرقت الدموع في عينيها وصعدت لغرفتها أما علياء وبقية الأشقاء : مكنش فيه داعي تعيطيها يا أمي
فريدة بهدوء : سارة مدلعة وبزيادة يظهر دلعي ليها أداها الحق تعمل ما يحلو ليها وتقريبا اتإخرت عشان أصلح أخطائها قولت يمكن لأنها مشفتش أبوها ومعشتش معاه هي اتولدت بعد موته بشهر محرمهاش من شئ بس يظهر إني كنت ببوظها فقولت لنفسي الحق قبل ما تكبر بزيادة ومعرفش اسيطر عليها يلا يا علياء روحي نامي والصبح تروحي بيتك زمان جوزك قلقان عليكي بقالك يومين هنا
علياء : يا ماما قاسم هيقلق ليه ما هو كان هنا إمبارح
فريدة : برضه يا بنتي الواحد مش بيرتاح غير في بيته مش وأخد راحته غير فيه
حاتم : آنتي بتتكلمي يا أمي وكإنك بتتناسي المشكلة إللي إحنا فيها
فريدة : مشكلة إيه ؟ هو فيه مشكلة ربك ميجبش مشاكل يلا خد مراتك واطلعوا وإنت يا عمر مش عندك شغل الصبح يلا تصبحوا علي خير
عمر : صبرك علينا بس يا ست الكل مش لما نسمع رأيك في إللي عمله أخونا الكبير
فريدة : عين العقل اديك قولتها
عمر بتعجب : قولت إيه ؟
فريدة : أخوكم الكبير
حاتم : يا أمي بس
فريدة بحزم : أنا هقولها كلمة محدش عينكم تحكموا وتصدروا القرار مفهوم وأكيد يامن عمل كدا لحاجة في نفس يعقوب
يامن : مساء الخير
فريدة : مساء النور يا حبيبي
نظر يامن في وجوه الجميع ليستنبط ما يحدث من وجوههم
تحرك الجميع إلي غرفهم بصمت تام وبقيت فريدة والتي انهت فنجانها وابتسمت بحب : حمد لله على السلامة يا حبيبي
اقترب يامن وقبل يدها وحاول تبين ملامح وجهها فضحكت :مالك يا واد إنت محسسني إني هجيب مسدس واطلقه فيك؟
ابتسم يامن : يعني حضرتك مش زعلانة ؟
فريدة : هزعل إن إبني بقي راجل محترم وبيحاول يمد أيده يساعد؟
يامن : حتي لو عرفتي إني إللي اتجوزتها هربت ؟
تنهدت فريدة : عايزة اسمع منك الحكاية كلها بس قبل ما تحكي عاوزاك تعرف إن قلبي وربي راضيين عنك عارف ليه ؟ لأني ربيتك تساعد غيرك قبل نفسك ربيتك تحب عشان تتحب ربيتك إنسان قبل أي حاجة في الكون يا حبيبي إنت إبني البكري واول فرحتي خليك واثق إني دايما موافقة قراراتك قبل ما تاخده طالما بتصب في نصيبك من الآخرة قبل الدنيا ربنا يديم عليك البركة يا حبيبي ويطول عمرك ويطعمك ما يحرمك
تنهد يامن بعد حديث والدته وقد ازاحت عنه عبئا كبيرا علي صدره وبدأ يسرد لها ما حدث منذ معرفته بزواج ريم من العجوز : ساعتها يا ماما حسيت بنغزة في قلبي وحسيت بمعاناة كبيرة هتعيشها البنت دي مع راجل أكبر من عمرها ٤ مرات راجل المفروض في ارزل العمر وافتكرتك وجيتي في بالي آول واحدة وأنا بفتكر نفس المعاناة إللي عيشوهالك عيلتك جوازك من راجل كبير عشان المال آنتي كنتي قوية واستحملتي غيرك إيه الضمان إنه يتحمل حسيت إن مفيش ست زيك تقدر تستحمل وقررت إني أعمل أي حاجة عشان امنع الجوازة دي
شردت فريدة في عمر مضي وهي تشاهد نفسها وكإنها أمس كانت تلك العروس التي دفنتها عائلتها مع كامل النشار العجوز الذي عاد مليونيرا من الكويت وعاشت معه سنوات الألم والمعاناة ترى نفسها تلك الطفلة التي قتلت أحلامها وغصبت علي ما لم ترضي عنه يوما وزادت معاناتها بحملها المباشر ما جعلها تتحمل ما لا يطيقه أحد من اجل ولدها وبعد ذلك من أجل أولادها ورغم وفاته منذ أكثر من ٢١ عاما إلي أنها مازالت حبيسة في ذكرياته….
تنهدت بأسي : عين العقل ،بس عندي سؤال هو كل بنت هيبقي تفكيرك تتجوزها عشان تنقذها الناس تفكيرها أتغير وبقت الفلوس أسلوب حياة وسعي تام وراها
حاولت المزاح : علي كدا هتكون ولا الحاج متولي في زمانه
يامن : مش الفكرة أنا بس هبقي علي الوعد إني أي واحدة هشوفها بتعاني أو مقدمة علي خطوة زي دي هحاول أساعدها بس اوعدك هلاقي طريقة تانية المساعدة مش هفكر بتهور زي المرادي
فريدة : مش حكاية تهور آكتر من تشغيل عقلك وتساعد برضه بس أنا فخورة بيك وإن شاء الله تنشط نفسك وتعمل جهدك عشان ترجعلي مرات إبني عايزة اشوفها واشوف اختيار إبني
ابتسم يامن بسخرية : اختيار؟ وإنتي الصادقة أنا نفسي اشوفها آكتر منك عاوز أعرف إحساسي في الاختيار
فريدة : فل جدا أنا إبني قلبه ابيض إن شاء الله اختياره زي قلبه
يامن : يخليكي ليا يا ست الكل
فريدة : ربنا يستر لما اعمامك يعرفوا ولا مراتات اعمامك وأولادهم من الصبح هتلاقيهم مترشقين في الفيلا غضبانين إزاي كبير كامل يتجوز عروسة هربانة إزاي صاحب الامبراطورية الكبيرة دي يعرض إسم العيلة للشبهات للقيل والقال
حاولت إن تقلد نبرة صوتهم ضحكت هي ويامن وهي تشجعه إن يصمد و بقوة امام أي أحد وخصوصا عائلته من أجل هذه الفتاة والتي دخلت قلبها قبل أن تراها ورغم إنها تعيب فعلتها هي الأخرى لكنها تلقبها بالشجاعة لأنها استطاعت إن تفعل ما لم تستطع أن تفعل هي
تنهدت ريم وهي تنهي جزءا من حكايتها المكذوبة لصاحبة المكان : لو مش يدايقك ممكن تشوفيلي شغل ؟ عاوزة اصرف علي جامعتي نفسي أكمل جامعتي أنا فاضلي سنة واتخرج
صاحبة الفندق الصغير واسمها سميحة وقد أخذت تفكر : أمم
ويا تري هتفضلي هنا اد إيه ؟ أنا مش اد الصعايدة لو فكروا في يوم يرجعوكي ليهم وعرفوا مكانك هنا أنا مليش دعوة المواويل دي
فكرت ريم إن تخبرها الحقيقة وانها ليست صعيدية ولكن هذا ما في قولها أبعد مكان في مصر كي تبعد عن نفسها مهمة إن يفتش خلفها أحد ويعلم إنها تعيش بالقاهرة وإن والديها علي قيد الحياة : متقلقيش أنا مش هيسألوا عني أصلا هما إللي كرشوني
سميحة : برضه هفضل قلقانة من ناحيتك عشان كدا مش عايزاكي تطولي عندي أنا ست غلبانة وفي حالي
ريم بخيبة أمل : طيب للصبح بس وأنا هحاول ألاقي مكان تآني
سميحة : متزعليش مني أنا عايزة أتجنب المشاكل وخصوصا لو مع ناس دمهم حامي زي الصعايدة مع إني مش بالعة حكاية إنهم يرموا لحمهم دي ،يعني أنا عارفة إنهم بيدفعوا الغالي والثمين عشان ولادهم ودمهم يبقي وسطهم والغريب ميربيهوش حتي لو كان أي الطرفين مش من الصعيد
توترت ريم كثيرا وتابعت سميحة حديثها : متخافيش إني مش هقول حاجة بس جنبيني المشاكل سامحيني عندي إحساس إنك عاملة عاملة
اتنفضت ريم بفزع : عامله ؟عاملت إيه ؟
سميحة : بقولك حاسة انتفاضتك دي بتأكد كلامي عموما يا بنت الناس طالما آنتي واثقة في نفسك كدا آنتي حرة بس الواحد ملوش إلا أهله المثل بيقولك نار الاهل ولا جنة الشارع
آنتي مش اد الشارع ومرمطته ويبدوا كده إنك لسه صغيرة اتمني إنك تفكري كويس بعقلك قبل فوات الاوان
صمتت قليلا وقالت وقد تذكرت شيئا : إستني لحظة
غابت ثواني في الداخل ثم خرجت ووضعت في يد ريم كرتا
سميحة : الصبح بإذن الله بعد ما تفطري هتروحي علي العنوان ده ،ده مكتب واحدة معرفة بتشتغل مخدماتية دا إللي أقدر أساعدك بيه
صدمت ريم من حديثها هل ستعمل خادمة؟ ولكن ما العمل غير ذلك هي سلكت طريقا وعليها إلا تتراجع أقل شئ من أجل دراستها التي تركت من أجلها كل شئ ومن الممكن إن تكون أصبحت علي ذمة ذلك الرجل عليها إن تقبل أي شئ فعلا وتختفي عن الانظار من أجلها ومن اجل إلا يتعرف عليها أحد وتعود من نقطة الصفر وكأنها لم تفعل شيئا
هذا هو الحل حاليا……
في الفصل القادم
وصلت السيارة للمطار وقبل إن تنزل سارة امسكها : أتمني إعرف منك بتحبيني اد ايه ؟
تنهدت سارة بحزن : بحبك كتير جدا بحبك حب ميتوصفش يا أبيه
ابتسم واحتضنها : يا ريت تتأكدي إني بحبك اضعاف حبك ليا آنتي بنتي مش أختي وعارف إنك اتصدمتي من إللي حصل بس مسيرك في يوم هتكبري وتعرفي معني إنك تحسي بإللي حواليكي اتمني إن يجي اليوم ده قبل فوات الاوان
سارة : أظن اتكلمنا كتير إمبارح يلا كدا هتأخر علي الطيارة
كلها سنة واكون وسطكم من تاني
يامن : ترجعي بألف سلامة تكلميني كل يوم وعاوز تفوق هعتبر السنين إللي فاتت دي لعب عيال آنتي عارفة إني اتحديت تقاليد وضغطت علي ماما عشان تسافري لوحدك إن دل فإنما يدل علي ثقتي العمياء فيكي متخذلنيش ومتصغرنيش ادام ماما عايزك مسؤولة وعايزك تبقي في بالك دايما إنك في بلد متعرفش يعني إيه عيب أو حرام أوكي ؟
تنهدت : هتضيع عليا الطيارة
يامن : الاهم من الطيارة تكوني فاهمة
سارة : لا
يامن :……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إني متيمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!