روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء التاسع والثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت التاسع والثلاثون

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة التاسعة والعشرون

……….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
“ڪَن لطيف الڪَلام،
فالبعض يُعاني من ألم الحياة.”♩💜
………..
عاش باسم ليلة مليئة بالحب مع حبيبة القلب *ملك* وتناسى عزة الذى ظلت تنتظره على نا..ر ليطفىء نا..ر قلبها المشتعلة من فرط حبها له ، حتى سرت البرودة فى جسدها ودثرت نفسها بالغطاء ونزلت دموعها الحارة على وجنتيها وضمت جسدها بذراعيها محاولة أن تبث الدفىء فيهما ولكن هيهات فالروح هى التى أصبحت ترتجف وأخذت تردد : أكده يا باسم ، والله حرام عليك وهشتكيك لربنا يوم الجيامة ثم أخذت تبكى بمرارة حتى غفت .
ونام باسم بجانب ملك ، قرير العين ولكن بعد مرور ساعتين شعر بجفاف فى حلقه فقام ليمد يديه لتناول كوبا من الماء الذى بجانبه على الكومبيد .
فشرب ثم حاول العودة للنوم وفجأة تذكر عزة ، فضرب على رأسه وحوقل : لا حول ولا قوة الا بالله ، ده انا نسيتها خالص .
استغفر الله العظيم يارب ، ثم نظر لتلك النائمة بجانبه بحب وعاتبها : اه لو بس مكنتيش غصبتى عليه أروح عنديها ، مكنتش عحس بالذنب دلوك وكنت طلجتها من زمان .
فدلوك معلش سامحينى لازم أروح ، كفاية لغاية أكده تجصير وإحساس بالذنب .
لذا قام ببطىء لكى لا تشعر به ، وارتدى ملابسه ثم اتجه إلى غرفة عزة ، وأقترب منها ليجد دموعها مازالت على وجنتيها ونائمة بوضعية الجنين فى بطن أمه .
فأشفق عليها ومد يده ليلامس وجهها ويزيل عنها تلك الدموع ، فشعرت بيده فارتجفت وفتحت عينيها بتثقائل ، لتراه أمامها يبتسم لها ، فتسارعت نبضات قلبها بشده وهمست ببسمة وجع واشتياق : بااااسم ، اتأخرت عليه جوى .
انحنى باسم إليها وقال بحنو : معلش آسف يا عزة .
لتسامحه فى التو واللحظة مقابل ابتسامة منه ، فهى تعشقه وتغفر له دوما ما يفعله معها .
ابتسم باسم رغما عنه ، ليبدء بعزف سيمفونية أخرى للحب ولكن ليس وتر كوتر ، لإن قلبه وسعادته مع ملك وحدها
أعطاها باسم حبه المزيف فابتسمت برضا وحاولت أن تكون بقربه قليلا لتشعر ببعض الحب والاهتمام قليلا وتنام بهذا الد.فىء ولكن وجدته يبعدها ويقوم يرتدى ملابسه .
لتعتدل هى بعد أن تبدلت معالم وجهها للدهشة قائلة : عتعمل ايه يا باسم ؟
باسم : زى ما انتِ شايفة علبس هدومى ورايح أنام بجا وأنتِ كمان نامى على راحتك عشان تجومى الصبح فايجة للشغل .
عزة بحنق : وليه متنمش جارى يا باسم ، أنا محتاجك جمبى ولو ليلة واحدة بس ، أظن من حقى .
فزفر باسم : وبعدين يا عزة ، انا مش عملت اللى عايزاه وچيت أهو ، بلاش نكد بجا الله يخليكِ .
وهملينى أروح انام وارتاح شوية قبل الشغل .
ثم غادر تحت انظارها ولم ينتظر حتى يسمع منها اى تبرير اخر .
لتجد نفسها تنظر لمكان وجوده بجانبها منذ لحظات بعين متسعة لا تصدق أنه غادرها بتلك السرعة وكأنها ليست زوجته بل مجردة فتاة عا..بثة قضى معاها سويعات قليلة ثم رحل عنها سريعا دون أهتمام بمشاعرها .
فوجدت نفسها تعود للبكاء مرة أخرى بأشد مرارة وهى تلمس بيديها موضع نومه بجانبها وتهتف بجزع : لميتى بس عستحمل جلة الجيمة دى يا باسم ، لميتى ؟
حرام عليك والله.
ولا يمكن حرام عليه عشان أنا اللى عملت فى نفسى أكده بس أعمل ايه ديما احكم جلبى وهو اللى هيضيعنى .
نفسى مرة أحكم عقلى يمكن أتغير شوى .
أما باسم فعاد سريعا للنوم بجانب ملك ، واقترب من وجهها لينعم بالنوم على أنفاسها التى أدمنها ولا يستطيع النوم غير عليها .
******
حينَ اكتشَفْتُكِ
لم يكُنْ قصدي اكتِشافُكْ
فأنا الذي ما كنْتُ ضِدَّ الحُبِّ يومًا ،
أو معَهْ
أنا مُؤمِنٌ أنَّ الفُصولَ الأربعةْ..
ستظَلُّ دومًا أربعةْ
وبأنَّ شَمسًا واحدةْ
وبأنَّ بدرًا واحدًا ..
فتنَ الوجودَ إلى السَّماءَ السَّابعةْ
وفى المستوصف ، لم يتمالك أيمن نفسه عندما وجدها تدلف وراء باسم ، بعين شاردة حمراء يظهر بها أثر البكاء ، بجانب هالات سوداء تدل على مدى حزنها وقلة النوم .
فعلم أن مازال هذا الأبله يحزنها ولا يشعر بقيمتها ، بينما هى فى نظره جوهرة تمنى لو يمتلكها بعد أن أمتلكت عليه جوارحه من أول نظرة ولكن ضميره يؤنبه دوما على ذلك ويريد الإبتعاد عن المستوصف بأكمله حتى ينساها لانها متزوجة ولا تحل له .
ولكن كل ذلك ذهب فى مهب الريح عندما رأها حزينة على هذا النحو وتمنى أن لو كان بيده شىء ليخرجها من هذا الحزن .
فحاول أن يتمالك نفسه لعدة دقائق ثم أمر الساعى بصنع كوبا من الليمون وإحضار بسكويت الشيكولاته معه .
وعندما تم ما أراد واستأذن الساعى للدخول بهم إلى حجرة عزة طالعته بإندهاش قائلة : ايه ده يا عم حسن ، انا مطلبتش حاجة ؟
وعندما فتح حسن فمه ليجيبها ، وجد من ورائه ايمن يقول : طيب حط الحاجة على المكتب أنت يا عم حسن .
طالعته عزة بإستغراب وصمتت حتى غادر حسن لتسئله : أفهم فيه ايه بالظبط ؟
حمحم أيمن بحرج وقال : مفيش يا دكتورة .
_أنا حسيت بس من دخولك إنك متوترة شوية ومن عينيكِ إنك منمتيش كويس .
فطلبت ليكِ ليمون وقولت كمان يمكن مفطرتيش ، فقولت لازم يكون معاه البسكوت الحلو ده .
اضطربت معالم عزة لهذا الغزو المفاجىء ، فهذه أول مرة أحدا يهتم به أو يلاحظ على وجهها شىء ، فالكل يتجاهلها حتى أقرب الناس إليها .
فحمحمت هى الأخرى بحرج وخرج صوتها مهزوزا : متشكرة جوى يا دكتور ايمن .
ثم اصطنعت الجدية حتى لا يتمادى معها : بس لو سمحت بعد أكده ، مش تتعب نفسك وتطلب حاجة ليه .
انا لما أحتاج هطلب لنفسى ، ودلوقتى تقدر تتفضل تشوف شغلك .
شعر ايمن بإن دلوا من الماء البارد قد سُكب على رأسه عندما أحرجته عزة ، فقال بحرج : العفو وأسف ان كنت ضايقتك بس صدقينى انا مقصدش غير راحتك .
بعد اذنك ، ثم غادر تحت انظار عزة التى ألقت بنفسها على المقعد وحدثت نفسها : هى كانت ناجصاك أنت كمان يا أيمن عشان تحسسنى اكتر بالهم اللى انا فيه وأنه واضح للدرجة دى على وشى ، يعنى بجيت مفضوحة.
ثم شردت فى باسم واستطردت بحزن : ألا ما فيه مرة خدت بالك منى أكده يا باسم .
يلا هى شكلها عيشة والسلام .
******
قام جاد من النوم ليتفاجىء بنوم جابر بجانب غيث ، فضم شفتيه بغيظ مردفا: استغفر الله العظيم ، من أولها أكده !!
_ يا عينى عليكِ يا سلسبيل ،متستحقيش أكده والله .
فقام من فراشه وبطرف أصابعه هز كتفه ، فقام جابر مفزوعا مردفا : ايه فيه ايه ؟
فعقد جابر حاجبيه قائلا بحنق : هو أنت ايه اللى فيه إيه يا اخوى !!
_ايه منيمك إهنه ، ومهمل عروستك فى ليلة دخلتها ؟
ده حتى عيبة فى حقك .
فاعتدل جابر وحمحم بحرج : ايوه سلسبيل فكرتنى .
_ بس معلش محستش بنفسى ونمت جمب غيث .
فضحك جاد وهو يلوح بيده : محستش بنفسك ولا جاصد يا اخوى ومش عايز تقرب منيها ، عشان اللى فى الجلب .
فوقف جابر وتبدلت ملامح وجهه الغضب وصاح : يوووه بجا مش هنخلص من السيرة دى عاد .
_بجولك ايه يا جاد ، انا رايح اتخمد هناك زى ما أنت عايز وخلى بالك من غيث لما يصحى وشيع للبت بهانة تغير له وتوكله .
وعندما التفت ليغادر صاح جاد : جابر .
فالتفت له مجددا ونظرة التساؤل فى عينيه .
ليجيبه جاد : انا لما عرضت عليك تچوز سلسبيل ، كنت متوكد انك مش هتظلمها معاك .
فمتخلينيش دلوك أشك فيك وأندم على شورتى ليك .
تنهد جابر بحرارة واقترب منه يداعب وجنته وقال : مش خابر كيف هتچيب الكلام الكبير ده رغم لساك صغير .
فابتسم جاد : العقل مش بالسن يا ولد ابوى .
جابر : صوح يا خوى ، وادعيلى بس انت ربنا يريح جلبى .
جاد : ربى يريح بالك وجلبك .
ويلا روح طيب خاطر الغلبانة دى ، عشان أكيد نامت عتبكى لحالها .
فاومأ جابر برأسه وغادر ، فدعا جاد : ربنا يرزقك محبتها يا جابر .
إتجه جابر بخطوات بطيئة ثقيلة إلى غرفته مع سلسبيل وحدث نفسه : مش خابر كيف عقدر أقرب منيها وانا جلبى لسه مش ملكى .
_ اه يا وجع الجلب اللى انا فيه .
ثم تنهد بوجع وفتح الباب ، ليجدها نائمة بفستان الزفاف ، وهناك خطوط سوداء بفعل الدموع التى انهمرت من عينيها مختلطة بكحل العين .
فتمتم بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله ، متخلينيش أندم إنى اتسرعت فى الچوازة دى وانا مش قدها عاد .
_ اعمل ايه دلوك معاها ولا أطيب خاطرها كيف ؟
_ أصحيها طيب ولا أسيبها نايمة ؟
ثم حمحم لعلها تستيقظ من صوته ، لتفتح عينيها فتراه أمامها ، فرمشت بأهدابها عدة مرات لتتضح رؤيته .
وأختلطت الفرحة برؤيته بإنكسار قلبها ، فلم تبتسم له كعادتها بل اخفضت عينيها ثم حاولت الاعتدال والنزول من التخت قائلة : محتاچ حاچة اعملهالك يا چابر ، أحضرك الفطور ؟
أقترب منها جابر ولمس يديها برفق ، فانتفضت من لمسته وشعر هو بإرتعاش جسدها ، فابعد يده قائلا : متخفيش عاد يا سلسبيل .
_ ومش عايزك تزعلى منى ، وتحملينى شوى معلش .
_ انا جولتلك قبل ما نچوز انى محتاج وقت وأنتِ جولتيلى هتحمل صوح !
_ فلزمته ايه عاد الدموع دى كلها اللى عيونك ، متوجعيش جلبى الله يخليكِ .
أبتلعت سلسبيل غصة فى حلقها لتجيبه : مفيش دموع ولا حاچة ، واه جولت ولسه عقول خد وقتك يا چابر انا مش مستعچلة وكفاية عليه إنى بقيت مرتك وعتطلع ليك من غير حرج .
وبعد إذنك هروح أغير الفستان فى الحمام واتوضى أصلى ، وبعدين أنزل احضر ليك الفطار .
جابر: متتعبيش نفسك أنتِ لسه عروسة ، عخلى بهانة تتطلع لينا الفطار إهنه .
فتمتمت بحزن : عروسة !
_ لا ملهوش لزوم ، خلينا ننزل نفطر تحت كلاتنا مع جاد وعمران وأطمن على غيث .
ثم التفتت لتتجه إلى المرحاض متجاهلة نظراته إليها .
وجلس هو على التخت ينتظرها حتى تخرج ، ليدخل هو أيضا .
تطلعت سلسبيل لوجهها فى المرأة ففزعت عندما رأته ملطخ بالسواد .
_ ده شكل عروسة يوم الصباحية بردك !
ربنا يسامحك يا جابر ، بس مش جولت أصبر واتحمل ، ماشى
لما نشوف مين عاد اللى عيتحمل ويصبر .
لتأخذ بعد ذلك حماما سريعا ، ثم ارتدت قمـ..يصا شفا…فا من اللون الأبيض .
ثم فتحت جزء يسير من الباب لتعلم هل مازال موجودا ام خرج ، لتطمئن عندما لمحته ينتظرها على التخت خروجها .
فخرجت كأنها لا تراه وأخذت تمشى بتغنج أمامه .
ثم أخذت تنحـ..نى بجسدها وكأنها تبحث عن أسدال الصلاة .
ليشهق جابر من رؤية تلك الحورية على هذه الهيئة الساحرة التى تذهب بالعقل ، فسرت فى جسـ..ده حرارة وازداد لعابه وظلت عينيه متلعقة بها كلما خطت أمامه وكانت هى تلمح عينيه المتعلقة بها فابتسم وتحدث نفسها بمكر : يا ويلك منى ومن حبى يا چابر .
حتى كاد جابر أن يفقد أعصابه عندما اقتربت منه ثم انحنت إليه لتسئله بخضوع : جابر مشوفتش إسدال الصلاة بتاعى كان إهنه .
فاحتر.ق قلب جابر بقربها منه هكذا وتعالت نبضات قلبه وظل يلعق شفتيه بلسانه الذى جف حتى استطاع بالكاد يحدثها :
_ مش خابر شوفيه يمكن فى الدولاب عاد .
ثم وجدته يقفز من التخت بطريقة أضحكتها قائلا : انا داخل أتسبح ويارب أطلع ألاقيكِ لبستى عشان ننزل نفطر .
ثم اسرع المرحاض واغلق الباب من ورائه هربا منها .
ليقف هو من وراء الباب مستندا عليه بظهره ، يحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبة وكأنها سحبت الهواء من رئتيه وحدث نفسه :
_ ايه مالك يا جابر ، مش على بعضك أكده .
ثم وجد نفسه يبتسم مرددا :
_ بس البت طلعت حلوة جوى جوى .
جميله انتي♥️
كجمال الياسمين
في فصل الربيع كجمال المطر
في نيسان كجمال القمر في عتمة الليل
جميله انتي ♥️
لا تشبهين أحد
تشبهين كل الجمال الذي يلون الارض
جميلة انت كزهرة الاقحوان في البرية
جميلة أنت كحديقة بابلية علقت على جدار الاحساس
باختصار جميلة انتي في كل حالاتك لاتشبهين احد..♥️
ثم سرعات ما عقد حاجبيه متابعا : بتقول ايه يا جابر ، لا أهدى أكده وأوزن الأمور عاد ، مش دلوك خالص الموضوع ده .
لما أحاول الأول أداوى جرحى ، بدل ما انجرح من جديد.
*****
قامت حملة من الشرطة فى توقيت واحد حتى لا يبلغ أحد من اولئك المجرمين أحدهم الأخر من الذين أفصحت عنهم مرام الآخر فيهرب .
لذا تم القبض عليهم فى آن واحد .
وكان على رأسهم دكتور شاهين وفريد اللذين فجعوا من صدمتهم واستنكرفريد ما يحدث بقوله : انتوا بتقبضوا عليه ليه ؟
هى لعبة ، انتم مش عارفين انا مين !
انا مش هسكت ابدا وهحاسب المسئول عن الأمر ده ، لأن مفيش اى دليل .
فضحك حسام وهو يضع يده على كتفه قائلا : بس أهدى ووفر الجعورة دى قدام المحكمة لما نوريك الدليل صوت وصورة يا فريد بيه .
فابتلع فريد لعابه بخوف وحدث نفسه : هو ايه اللى بيحصل ده انا مش فاهم حاجة بس شكلى كده وقعت بس ازاى ؟
كما تم القبض على نيلى ومجموعة من رجال الأعمال وشددت الحراسة على مرام بعد أن قامت فى اليوم التالى بإجراء جراحة لأستئصال الورم ودلفت للعناية المركزة حتى تستقر حالتها .
وقدم براء طلب كما تمنت أن يتم احتجازها أحد سجون مدينة سوهاج لتكون قريبة منه .
وتم الموافقة على الطلب ولكن بعد أن تأخذ العدالة مجراها ويتم الحكم على المتهمين فى القضية .
ليقرر بعد ذلك براء النزول إلى الصعيد ليطمئن على والدته ويرى تلك العنيدة إلى أثرت قلبه وعقله ولكنه تمتم : اه يا زادى وحشتينى جوى ، بس لو ربنا يهديكِ عليه شوية .
كانت حياتنا هتكون أحسن كتير .
_ ربنا يديكِ العقل يا جلب براء
ليتصل بأخيه ليخبره إنه سيكون لديهم الليلة. .
باسم بفرحة : بچد يا اخوى ، يا هلا والله وحشنى جوى ..
تيچى بالسلامة وخلى بالك من الطريج وانت چى..
ليتصل بعد ذلك باسم بوالدته وزاد ليبشرهم بخبر عودته .
وعندما أغلقت زاد الهاتف ، ابتسمت وتنهدت بعشق متيم مردفة : أخيرا هشوفك يا براء ، تعرف رغم كل اللى حوصل ده بس عتوحشنى .
ورغم انى ياما جولت مش عايزة أشوف خلجتك ، لكن النظرة فى عيونك بس كفيلة تحيى كل حاچة ماتت جوايا .
_ ياه لو تحس بجلبى وهو عيشوفك
ما اه جلبى هو اللى عيشوفك قبل عينيه ، عشان أكده بحس بيك لما تقرب ، قبل ما عينى تشوفك. .
_ ورغم كل اللى عقوله وأعمله معاك ، بس جلبى عمره ما حب غيرك وبيكون نفسى لما أنكد عليك وأقول كلام مش اللى فى جلبى صوح ، يقرب منى ويقول أنا بحبك حتى وأنتِ أكده متعصبة بس بحبك عشان يهدينى .
_ هتقول عليه هبلة ، عقولك اه ، بس حبى ليك .
حب من نوع خاص ، ما أظنش حتى عيجدر يحبك كيفى أكده .
ولا حتى الست بتاعة الحشـ.يش وقلة الأدب دى ..
_ اه يا نارى منيك يا خاين يا دون يا مبصبصاتى .
طيب لما تچيلى يا براء ، هوريك النچوم فى عز الضهر .
_ بس دلوك هدخل اظبط نفسى وأعمل نيولوك ، عشان يشوف النچوم فى عز الضهر وهو مبسوط هههههه.
فدخلت إلى المرحاض وأخرجت عبوة الصبغة ذات اللون الأحمر القانى ، وبدئت فى تقسيم شعرها لتساعد لعمل تلك الصبغة بإتقان وما أن فرغت ، حتى أعدت لنفسها حمام مغربى لتزيل عن جسدها الجلد الميت وتلك التصبغات لتصبح فى النهاية كمشعة مضئية تلمع واخيرا غسلت شعرها من الصبغة بعد مضى بعد الوقت ، لتخرج لتبدل ملابسها بفستان أزرق لامع بحملات عريضة ، قصير ، ضيق يلتصق بجسدها يظهر مفاتنها .
ثم جلست لتنشف شعرها بالإستشوار وهى تطالع بإعجاب ذلك اللون الجديد الذى يليق مع بشرتها تماما .
لتضع بعد ذلك لمسات من زينة الوجه لتبرز جماله ثم أخيرا نثرت عطرها الفواح وارتدى صندل أزرق ذو كعب عالى ، ولم تنسى أن تزين قدمها بخلخال فضى اللون .
وما أن إنتهت حتى نظرة لنفسها فى المرآة ، فضحكت مرددة : هو مين دى اللى جدامى ، مش معقول ابدا أنتِ يا بت .
كنتى مخبية الچمال ده كله فين بس .
ايوه أكده يا جمالووو ، وهشوف الخا.ين الدون ده هيعمل ايه لما يشوفنى عاد أكده .
اكيد هطير البرج اللى فاضل من نفوخه ، يلا ابن حلال ويستاهل .
_ مر الوقت سريعا وفى أول الليل وصل براء سالما ، لتكون فى استقبال زهيرة على أحر من الجمر وبكت عندما رأته ليسارع ادعو إلى أحضانها لتمده بالحنو والعطف والحب الذى يحتاجه .
زهيرة: وحشتنى جوى جوى يا ولدى ، أكده كل الغيبة الطويلة دى .
ابتعد عنها براء وظل يقبل وجهها فى كل إنش بحب ثم قال : غصب عنى يا ست الكل ، بس أهو الحمد لله جدامك دلوك بفضل دعواتك يا حبيبتى.
زهيرة : أحمدك واشكر فضلك يارب .
ليستمع على صوت باسم المرح قائلا : ايه وانا ابن البطة السودة يمّه ولا ايه ، مفيش دعوة أكده ولا كده .
حتى أخويا الحيلة مش معبرنى .
فضحكت زهيرة وقالت : كيف ده ، أنت الخير والبركة .
ليطالعه براء بحب ثم أشار إلى صدره ليرتمى باسم عليه ويحتضنه بحب هامسا : ياااه يا ولد ابوى ،وحشنى حضنك ده جوى ، حاسس انى رچعلى الامان من جديد ، وكنت من غيرك حاسس إنى يتيم .
فدمعت عين براء قائلا : وانت ابنى البكرى يا حبيب اخوك ، ربنا لا يحرمنى منيك .
ثم أبتعد عنهم ودار ببصره من حوله ليعود إليهم مرة أخرى قائلا : امال فين البت بانة مش شايفها ليه وحشانى جوى .
مع انى زعلان منيها عشان مرفعتش عليه سماعة التلفون وجالت كيفك واطمنت عليه فى الظروف دى .
مهو مأظنش يعنى زعلانة أنها اطلجت عشان هى اللى طلبت أصلا وانا خابر أن جابر مش فى دماغها من الأول مع أنه خسارة راجل فى زمن جلت فيه الرچولة .
فبكت زهيرة مرددة بنحيب : يا عينى عليكِ يا بتى وعلى اللى حصولك .
فتجهم وجه براء وارتباك قائلا : هو فيه حاچة أنا معرفهاش .
حصل ليها ايه بانة يمًه ، طمنونى عشان جلبى وچعنى ؟
أبتلع باسم غصة فى حلقه ثم إستطرد : مش رضينا نجولك عشان خابرين فيك اللى مكفيك .
بس اللى حوصل صعب ، ثم بدء يقص له ما حدث حتى الأن وأنه منتظر شفاء جروحها بالكامل حتى يشرع فى أول عملية تجميلية لتحسين مظهرها قليلا .
فوضع براء يده على وجهه وحوقل : لا حول ولا قوة الا بالله.
معقول ده !
بانة اللى كانت زى حتة من الجمر ، يحصل لها أكده .
بس أجول ايه عاد ، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .
ربنا يصبرها على الابتلاء الكبير ده عاد ، مع أنها السبب فيه .
بس ابتلاء واعر جوى جوى .
زهيرة ببكاء : ايوه يا ولدى .
براء : طيب انا عطلع الاول أشوف معاذ عشان وحشنى جوى ، وبعدين عحاول ادخل لها مع انى حاسس ان جلبى هيوقف لو شفتها بالشكل ده .
دى بأنه يمّه ، يعنى بتى اللى ربتها على يدى .
باسم : اه يا اخوى خابرين ده ، بس حقك تتطمن على ولدك الاول ثم غمزه قائلا : ومرتك بس يعنى عايزك تكون صبور لغاية اخر حد معلش .
أنت خابر الستات فى الغيرة كيف المدفع اللى معيشفش جدامه .
فضحك براء رغما عنه قائلا : خابر ، أستر يارب .
عطلع اهو عشان أستلجى وعدى .
فدعت له زهيرة : ربنا يهدى سركم يا ولدى .
ثم التفت براء ليطلع إلى زاد .
وقلبه يلهث بالدعاء : ربنا يهديكِ عليه يا زاد .
حتى وصل إلى غرفته وأدار مقبض الباب وكانت هى تقف أمام المرآة تهندم من هيئتها مرة أخرى عندما رأته من الشرفة .
ليدخل هو ليرى امرأة لا يعرفها من ظهرها ذات شعر احمر قانى ، بجسد متناسق فاتسعت عيناه بصدمة لينظر إلى باب الغرفة قائلا : هو انا دخلت اوضة غلط ولا ايه عاد .
_ هى مين دى ؟
هو احنا عندنا ضيوف وانا معرفش .
_ بس اول مرة يجينا ضيوف بالحلاوة دى .
ليعاتب نفسه : وبعدين معاك يا براء مفيش فايدة فى عينيك اللى عتوديك فى داهية دى .
اجفل اجفل الباب جبل ما تحس بيك ولا زاد تشوفك وتبجا نار جايدة متتطفيش .
وعندما هم ليغلق الباب ، سمع صوتها يقول ….؟
…..
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم إني أسألك دعوة
فاض بها قلبي
ونطقت بها شفاهي
وأنت أعلم مني بحالي
ومايقتضيه سؤالي
اللهم فأصلح أحوالي
وأحسن فيها مآلي وحقق أمالي
اللهم أنا نسألك رحمة لقلوبنا
وشفاءً لما في صدورنا
وما إستقر في نفوسنا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى