روايات

رواية أنيسي الفصل الأول 1 بقلم شيماء عادل

رواية أنيسي الفصل الأول 1 بقلم شيماء عادل

رواية أنيسي الجزء الأول

رواية أنيسي البارت الأول

رواية أنيسي
رواية أنيسي

رواية أنيسي الحلقة الأولى

أنيس: ماما؛ هو يعني أي ابن حرام؟

عائشة بخضة: مين قالك كدا؟

أنيس باستغراب: هي حاجة وحشة؟

عائشة بهدوء: بص ياحبيبي، أنت دلوقتي مش صغير، يعني كبير كفاية إنك تقدر تميز شيء زي دا، دا قصدي؛ هتقدر تفهمني!

أنيس أتعدل وقام من علىٰ رجليها بثقة: طبعًا ياماما دانا ١١سنة

عائشة واجهته بوشها وبقت باصة لعنيه وهي ماسكة أيده”مش عايزة توعيه لشيء زي دا، وفي نفس الوقت مش عايزاه يعرف من برا مع زيادة عن الحد”: بص يا أنيس؛ ابن حرام دا لفظ مش لطيف أصلًا، هما بيقولوا كدا عن الطفل اللي ناتج عن علاقة غير شرعية، بمعنىٰ أصح علاقة ربنا مش راضي عنها؛ أي بدون زواج، فهمتني!

أنيس بشرود: آها، طيب وكدا الطفل بيكون وحش؟

عائشة بنفي: لأ طبعًا ياعيون ماما، الطفل بييجي للدنيا مش مستوعب شيء، بيستوعب شوية شوية اللي حواليه، وطبعه بيتكون حسب البيئة اللي هو عايش فيها واتربىٰ فيها، واللي بيكون غلط في كل دا اللي عمل الغلط دا من الأول، الطفل مجرد نتيجة؛ فين غلطه بقىٰ وهو أصلًا مالوش يد في الفعل؟

أنيس: ابن الحلال بقىٰ هو اللي بيكون بابا وماما اتجوزوا وبعدين خلفوه؟

عائشة بضحكة: تقدر تقول كدا ياروح ماما

أنيس: طيب وبيكون عنده تيتا وجدو وبابا وعمو وخالو وخالتو وكتير كدا، صح!

عائشة بتوتر: أنت حد ضايقك في المدرسة مش كدا؟

أنيس نام علىٰ رجليها من تاني وحط أيديها علىٰ راسه وهو بيقول: أنا مازعلتش، أنا عارف إن الماما تبعي مابتكدبش أبدًا، وأنتِ قُلتيلي إن تيتا وجدو تبعي ما’توا وبابا ما’ت في حا’دث وأنا عمري سنة، بس أنا مش فاكره خالص ياماما

بصلها: مش ممكن يكون ليه صورة في الحاجات بتاعتنا جوا؟

عائشة: حبيبي أنا قُلتلك إني دورت كتير ولاقيتهم ضاعوا في البيت القديم

أنيس باس كف أيديها: مصدقك ياعيوني، حركي ايدك شوية عشان هنام

غمض عيونه وهي دمعت وهي بتمشي أيديها بين شعره وبصاله بأسف، وجاي في بالها كلمته”الماما تبعي مابتكدبش” همست بين دموعها: آسفة ياعيون الماما

حركت راسه بهدوء وحطتها علىٰ المخدة وقامت بالراحة عشان ماتسببلوش إزعاج، دخلت أتوضت ودخلت أوضتها ولبست الإسدال وبدأت تقرأ قرآن ودموعها نازلة، بعد ساعتين قفلت المصحف وضمت نفسها وصوت بُكاها بيزيد

أتكلمت وهي بتضم نفسها أكتر: أنا آسفة، والله آسفة؛ مش قصدي أكدب، يارب سامحني وساعدني يارب، بقالي ١١ سنة بحاول أحميه؛ الأول كان صغير وأمر إقناعه سهل وبسيط شوية، إنما دلوقتي! دلوقتي مش بيقتنع بالكامل، دلوقتي هيحاول أكتر من مرة واتنين عشان يوصل لحقيقة اللي بيسمعه، أنا عارفاه كويس؛ حابة إن شخصيته قوية من دلوقتي بس! خا’يفة يجيله وقت ويوجهلي صابع الإتهامات

بكاها زاد: هعمل أي وقتها؟ هعمل أي لو …

نامت علىٰ كتفها وهي بتضم نفسها اكتر وبكاها بيزيد: مش هقدر يارب، يارب ساعدني”الله أكبر الله أكبر ” قاطعها صوت فونها اللي رن فجأة، بتبص لقته المنبه اللي ظبطته لقيام الليل، مسحت دموعها وظبطت الحجاب وبدأت تصلي

خلصت القيام وقعدت تقول الأذكار لحد ماقرآن الفجر قال فاقامت تصحي أنيس

عائشة بهدوء: أنيس، حبيبي! قوم ياعيون ماما الفجر هيأذن

أنيس فتح عيونه: صباح الخير ياماما

عائشة بإبتسامة: صباح السعادة ياعيون ماما، قوم يلا

أنيس قعد وباس خدها: تسلميلي

عائشة حطت أيديها علىٰ خده وهو مميل علىٰ كتفها: علىٰ أي ياروحي

أنيس: عشان بتاخديني معاكي لطريق الجنة، وبتصحيني في كل مرة حتىٰ لو بغلبك

عائشة ضمته: عايزاك تكون أنيسي في الأرض وبرضا الله وإذنه في الجنة كمان؛ تصدق أنا اللي طماعة هنا؟

أنيس قام وهو بيضحك: طمع حلو وفي مصلحتي

عائشة: ربنا يرزقنا بجمالها يارب

أنيس خرج بعد ماتوضىٰ وقعد جمبها: أنا عايز اكون جار سيدنا محمد ﷺ عليه أفضل الصلاة والسلام” أوي

عائشة: عليه أفضل الصلاة والسلام، طب يلا بقىٰ يابطل علىٰ المسجد علىٰ طول؛ ماكناش جيرانه في الدنيا يمكن نكون في الجنة، يلا الأذان بدأ أهو

أنيس وهو خارج: عقبال ما نسمعه من أشرف الخلق يارب

هو خرج من الباب وهي جريت علىٰ البلكون تتأكد إنه بخير وهيكون!، تابعته بعينها لحد مادخل المسجد وحطت أيديها علىٰ قلبها: يارب هو في أمانتك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السابعة صباحًا

فتحت الشباك وهي بتقول: قوم يلا ياكسلان، لسة هتصلي الصبح وبعدين هتساعدني نعمل الفطار مع بعض

فتح عينه واتعدل بنوم وهو بيتمغط: صباح الخير

عائشة بإبتسامة: يسعد صباحك وأيامك، يلا قوم؛ مش هتنازل

أنيس باستيعاب: لحظة بس؛ أنا مش هروح المدرسة؟

عائشة: تؤتؤ ولا دروس

أنيس باستغراب: طيب ليه؟

عائشة وهي خارجة: ببساطة لأنه النهاردة الجمعة؛ كملت بضحك بعد ماخرجت من الباب: أمال أنا سمحتلك تسهر ليه امبارح؟

أنيس ضرب جبهته: آه صح، ماجاش في بالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخل عليها المطبخ وحضنها من ضهرها: النهاردة أميرتي مش هتعمل حاجة

عائشة بغيظ: أزاي وصلت لطولي في السن دا! مش فاهمة أنا

أنيس بضحك وهو بيقعدها علىٰ الكرسي: لأن طولك دا مش طول ياعائش

عائشة بصدمة: ولد! أنا امك

أنيس باس كف أيديها بإبتسامة: وللّٰه الحمد واللّٰه ياست الكل

بدأ يرتب للفطار وهي بصاله وهي مبتسمة: أنا ممتنة لكل حاجة كانت السبب في إنك تكون ابني يا أنيسي

كملت في عقلها: حتىٰ لو كانت وحشة؛ حتىٰ لو كانت سبب في إني اكره نفسي “

أنيس بضحكة: طيب كفاية دراما وعوطف وقوليلي هنفطر أي، أنا هعمل شكشوكة”بيض مقلي بالطماطم وبصل وفلفل”

هنعمل جمبها أي؟

عائشة: أنا كنت خرجت الكبدة من الفريزر وحطيتها في التلاجة بس كدا هنسيبها مكانها ونعمل بطاطس جمب البيض وخلاص، والكبدة نسيبها للغدا

أنيس: اشطا كدا اتفقنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلصوا وفطروا وغسلوا مكانهم ونضفوا مكان مافطروا، وقعدوا قدام الشاشة بيتفرجوا علىٰ المسرحية وهو ممدد وحاطط راسه علىٰ رجلها

المسرحية خلصت والخطبة بدأت

عائشة: اووه الخطبة بدأت

شغلتها علىٰ الشاشة وقومته: يلا يلا يلا، اتوضىٰ وعلىٰ المسجد فورًا، اوعىٰ تفوتها يا أنيس

أنيس باس خدها: ماتقلقيش ياست الكل، مش هييجي يوم وأفوتها

عائشة باست خده: يباركلي فيك ياحبيبي، يلا وأنا هتوضىٰ وأحصلك أنا كمان

**********

راحوا مع بعض وهي طلعت قسم السيدات وهو تحت عند مسجد الرجال

خلصوا صلاة وهي لما نزلت كان في شوية زحمة بناسبة صلاة الجمعة وإن كتير بيحضرها جماعة “اللهم عمر مساجدنا بالمصلين، واجعل قلوبهم حاضرة قبل أبدانهم”

هي داخت فامسكت في حاجة جمبها فاخبطت في زي عصاية حديد كبيرة وكانت هتقع علىٰ دماغها فا بالصدفة كان في شخص معدي من جمبها ولمح الحديدة وفي لحظة كان ماسكها بايد وموقفها وراه وبالأيد التانية سند الحديدة

“تخيلوا الموقف كأنه حصل في لحظات، مش تصوير بطيء وجو أفلام “

عائشة للحظات كانت مصدومة من الموقف وبصت للحديدة بصدمة وبعض من الخو’ف، انتبهت لأيده فاسحبت أيديها بسرعة بأحراج وخجل

تيام بأحراج: بعتذر بس؛ لو ماكنتش عملت كدا كانت هتئذيكي، وحضرتك مأخدتيش بالك فاكان لازم أتصرف بسرعة وأنا مافكرتش، أنا آسف

عائشة بتوتر وهي ماسكة طرف هدومها وبتداري أيديها: و ولا يهم حضرتك، بعد إذنك

لسة بتتحرك بس داخت من تاني وكانت هتقع بس سندت علىٰ الحيطة

تيام لسة هيقرب يسندها بس أنيس جه وجري عليها

أنيس بلهفة: عائش! حبيبتي مالك بس؟

عائشة بأرهاق: عايزة أرجع البيت

أنيس: حاضر حاضر، اسندي عليا

عائشة ضحكت بأرهاق: شكلي وحش أوي وأنت بتتعامل كأنك أبويا كدا، لأ وطولك مساعد

أنيس ضحك بخفوت: أي مانفعش ولا أي؟

اتحركوا خطوتين ووقفهم صوت تيام: لو سمحت، يا آنسة!

أنيس من تحت سنانه: بدأنا في حوار آنسة من تاني

وقف لحظة وجه قدامهم تيام: بعتذر مرة تانية إني بوقفكم بس، كنت عايز أقول لحضرتك إنه ممكن تاخدي أجازة بكرا، وأنا هقول للمدير وهتكون أجازة بالمرتب ماتقلقيش، وأنت يابطل خد بالك من أختك كويس

أنيس بصدمة: أختي؟

سها قربت منهم بعد ماكانت بتراقبهم عن بعد خطوتين

سها بملاوعة: أي دا! هي قالتلك إنه أخوها؟

أنيس بزهق: حضرتك عايزة أي دلوقتي؟

سها: الله! مش بوعيه؟ ولا أنت كمان هتمشي علىٰ كدبة مامتك؟ أوبس دانا قُلت!

أنيس جز علىٰ سنانه: ممكن حضرتك ترجعي بيتك؟

تيام: لحظة بس، هو مش حضرتك خارجة من مسجد؟ يعني المفروض تراعي إنك خارجة من مكان طاهر مايليقش بيه أفعالك

سها أتوترت: لـ لأ أنا ماكنتش في المسجد، أنا كنت رايحة مشوار وسمعتكم بالصدفة

علت صوتها: وبعدين يخصك في أي؟ ولا انتوا بقىٰ عايزين تداروا علىٰ أفعالها

وجهت الكلام لـ عائشة اللي بتغيب: تقدري تقوليلي أزاي طفل من غير شهادة ميلاد؟ هل يعرف اسم عيلته أو بلده فين؟

أنيس بغضب لأن حالة عائشة بتسوء: ست سهاا، لو سمحتِ؛ أمي تعبانة وأنا مش مضطر أجاوب علىٰ ولا سؤال، ثانيًا بقىٰ حضرتك مش بتدفعيلنا الإيجار يعني ملكيش حق تشوفي أي توثيقات، أرحمينا خلي ربنا يرحمك

تيام: إسندها كويس حالتها مش كويسة أبدًا، هي بتعاني من شيء؟

أنيس بخفوت: مش عارف!

سها: دا أكيد مسلسل منها عشان تتوه، زي كل مرة حد بيسألها وهي بتهرب

أنيس بزعيق: بس بقاا، أنا محترمك عشانها وعشان المبادئ اللي علمتهالي؛ لكن وربي اللي هييجي عليها بكلمة أو همس مش هيعرفني، تمام؟

عائشة بتعب: أ أنيس

أنيس حاوط وشها: كوني قوية عشاني، أنا هنا؛ اسندي عليا يلا وقربنا للبيت أهو، بصي هندخل بس البوابة وهنطلع علىٰ طول، يلّا ياعائش ساعديني بالله

عائشة نطقت إسمه بخفوت وتعب وهي بتقع: أنيسي!

أنيس بلهفة وذهول وهو بينزل معاها: أمي!

تيام لسة هيقرب بس أنيس وقف أيده قدامه وهو بيتكلم بغضب ممزوج بخوف: ابعد ابعد ابعدد، ماينفعش؛ أمي ماحدش هيقرب منها، أنا هنا عشانها

لسة هيكمل تيام قاطعه بغضب: اخلَصص، بتخرج د’م من بُقهااا!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنيسي) ‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!