Uncategorized

رواية جنون رجل الحلقة التاسعة 9 بقلم سونيا

 رواية جنون رجل الحلقة التاسعة 9 بقلم سونيا 

رواية جنون رجل الحلقة التاسعة 9 بقلم سونيا 

رواية جنون رجل الحلقة التاسعة 9 بقلم سونيا 

شيشيك: ڨونايدن

…….: ڨ ڨو…

شيشيك: أوووو كم هذا جميل، بدأنا ننطق بعض الحروف

……..: أ…أجججج…ججل

شيشيك: حسنا، هذا شيء جميل ومفرح، وبهذه المناسبة اريد دعوتك على فنجان شاي

………: ححسسسسس حسسس ننننا

شيشيك: انت اخر مريض عندي اليوم ، هل نخرج معا

أشار لها برأسه أن نعم

 اسطنبول ليست من اجمل المدن بتركيا ولكنها تمتاز بكثرة الناس، حتى وإن تجولت بها بمفردك فإنك لن تشعر بالوحدة ، ستجعل من عينيك تتجول بين الناس محاولا قراءة تقريبية لحياتهم، هنا الكل مولع بشرب الشاي، وفي هذا المكان بالذات، في الساحل يحب التمشي كثيرا وهو معتاد يوميا على التجول كل صباح ومساء بمفرده وأحيانا ترافقه شيشيك في التمشي هنا، وهو يحب هذا ويستلطفه، هي ليست مجرد طبيبة لتقويم النطق، بل هي دخلت حياته لتكون الصديقة المقربة والسند له في هذه المدينة التي لا يعرف فيها أحدا . 

جلس على أحد المقاعد ينظر إلي الأفق البعيد، الي نهاية البحر ولكن ليس للبحر نهاية من هنا، لاحظت شيشيك ذلك فقالت له

شيشيك: اشتقت الى وطنك؟

أشار برأسه أن أجل

شيشيك: هل تفكر بالعودة؟ اي أنني قد استيقظ يوما ؟ 

لم يجبها لا لفضا ولا إشارة ولكنها لاحظت حزنا عميقا في عينه، حزنا كبيرا لدرجة أنه قد تسلل داخلها والمها

شيشيك: لقد ترك لك والدك رسالة ألا تريد قرأتها؟

………: أشار برأسه أن لا

شيشيك: ولكن يجب أن تسامح والدك، أنه يأتي لزيارتك كل أسبوع ولا تستقبله، يترك لك لرسائل ولا تقرأها، في اخر مرة رأيته فيها قال لي أخبريه أنه يوشك على أخذ انتقامك، إنه يحبك كثيرا، ولولا حرصه عليك لكنت في عداد الأموات منذ سنة.

ضل صامتا لا يرد ، لا يستطيع مسامحته، لا يستطيع نسيان ما حدث قبل سنة، لا يستطيع اخراج الكثير من الغضب من داخله لولا وجود شيشيك بجانبه ومساندتها له ومحاولة التخفيف عنه لكان حاله أتعس بكثير.

الايام تمر سريعا ولا ترحم. مروى لا تزال تعيش على ذكرى زوجها التي لم تنعم معه بحياة الحب الا لليلتين، الندم قاتلها، تندم على كل لحظة خاصمته بها ولكن لو كان الندم يرجع الأموات لكان يوسف قد عاد من المقابر وضل معها.

سنة كاملة منذ توفي لم تعرف معنى الحياة بعده، كل صباح تذهب للمقبرة تزور والدها وزوجها تمضي أكثر من نصف اليوم هناك، تبكي  تعتذر تلوم نفسها

الدادا: مرحبا يا ابنتي ، هل اضع لك الاكل؟

أشارت مروى برأسها أن لا

الدادا: ولكن يا ابنتي ارحمي نفسك، انظري لجسدك كم هو منهك، وابنك صغير يحتاج حليبك لما تحرمينه من ذلك

نظرت مروى حولها ثم قالت: أين صبر؟

الدادا: إنه نائم في غرفته، اذهبي لغرفتك واستحمي ثم نامي

مروى: سوف أمر إلى الشركة والمعامل لتفقد العمل

الدادا: لقد جاء السيد الكبير اليوم أراد رؤية صبر والحديث معك، لكنني أخبرته انك خارج البيت

مروى: لا أريد رؤيته، بسببه انا فقدت ابي وزوجي

الامبراطور من الخلف: سامحيني يا ابنتي، اليوم سوف أخذ بانتقام ابني وسوف انهيهم جميعهم ولكن سيكون الثمن حياتي وان انتهي معهم، سامحيني، لقد ذقت العذاب سنة كاملة، حاولت قدر استطاعتي التكفير عن ذنبي، طلبي الوحيد منك أن تسامحني ياأبنتي 

اكمل كلماته وانفجر باكيا كأنه طفل، الامبراطور بهيبته  يبكي أمامها كأنه طفل صغير، احست مروى بالصدق في كلماته وهي تعرف جيدا أنه منذ وفاة زوجها وهو يحاول التكفير عن ذنبه معها.

مروى: لا تبكي ارجوك، امسح دموعك، هذا لا يليق بك ابدا

الامبراطور: بل يليق، لقد تنازلت عن كل ثروتي لصبر، وسجلت الفيلا باسمك انت  سوف اذهب الان وربما لا أعود ابدا ولكن رجائي الوحيد أن أسمع منك انك سامحتني

مروى: سامحتك، سامحتك

الامبراطور: شكرا يا ابنتي

قامت مروى بجولة شاملة في الشركة والمصانع، تفقدت الحسابات والعمال والصفقات، ثم عادت منهكة لبيتها، دخلت غرفتها، استحمت، غيرت ملابسها، ذهبت لغرفة ابنها داعبته ولاعبته ثم حملته في ذراعها واتجهت به نحو مائدة الطعام، تناولت عشاءها ، جلست قليلا رفقة الدادا تبادلها أطراف الحديث، شعر صبر بالنعاس فحملته أمه لغرفتها، فقد قررت أن تنام صحبة ابنها هذه الليلة. 

في الصباح تناولت فطورها وكانت تتهيأ للخروج عندما سمعت خبرا أذيع على التلفاز يقول إن انفجار قد وقع في مصنع قديم في أطراف المدينة أودى بحياة كل من كان موجودا هناك وان من بين المتوفين رجل الأعمال الكبير الامبراطور.

نزلت دموعها والمها قلبها فهي رغم كرهها القديم لوالد زوجها إلا أنها سامحته منذ أن رأت منه الحب والاهتمام بابنها ولم تتمنى له نهاية كهذه النهاية.

مر اسبوع على وفاة الامبراطور وأصبحت مروى بدل زيارة قبرين تزور ثلاثة قبور، أنهت الدعاء لوالد زوجها وهمت بالمغادرة عندما شاهدت خلفها أكبر مفاجأة.

خارت قواها وفقدت وعيها فور التفافها للخلف لتغادر المقبرة ولم تستفق إلا وهي……..

يتبع..

لقراءة الحلقة العاشرة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!