Uncategorized

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

 رواية لاجئة في الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو

_____ بعنــــوان ” مش هتسيبنى ؟! ” _____
دلف “فريد” مُسرعًا إلى مكتب والده وأخرج المسدس من الدرج وأسرع إلى سيارته يلحقهم حتى رأى سيارتهم بقرب مجرى مائي فأسرع نحوهم حتى عبر من سيارتهم وأوقف السيارة أمامهما ، حاول السائق دهسه فأطلق رصاصة على أحد العجلات وترجل من سيارته ليترجل رجل من السيارة وقال :-
– أنت مين ؟؟
– أنا جوزها
نظر ذلك الرجل لها وهى تفتح الباب بهلع لكى تذهب له ليمسكها من شعرها بقوة وصرخت بوجع ، أطلق “فريد” رصاصة أخرى على ذراعه ليتركها فتركض له بخوف ثم ضمها له بقوة فأنطلق السائق نحوهما راغبًا فى قتلهما معًا ليسقط بها فى الماء ويفر السائق هاربًا هو والرجال …
صعد من الماء بها وهى تتشبث به ليقول :-
– أنتِ كويسة ؟
أشارت إليه بلا وهى تتشبث بعنقه ، صعد من الماء بها ليضعها فى السيارة وهو يغلق لها حزام الأمان ، همهمت قائلة :-
– فريد أنا ….
وضع سبابته على شفتيها ويقول :-
– هششششش متقوليش حاجة
____________________________
أعدت “مروة” الطعام هى و”سلمى” ومعهما “ليلى” لتقول :-
– هو أزاى خاله وافق يجوز أبنه لواحدة جوزها ميت
أستدارت لها “مروة” بصدمة وهى تقول :-
– فرح
– أيوة فرح ..
نكزتها “سلمى” فى ذراعها وهى تقول :-
– وبعدين معاكى يا ليلى ، متزعليش منها يا مروة
– وأنا هزعل ليه ياخيتى إحنا بنتحدت سوا … عن أذنكم
تركتهما فى المطبخ وخرجت للخارج لتقول “سلمى” :-
– إحنا مش قولنا تسكتى خالص
– الله .. عندى فضول أعرف أزاى خاله وافق مع أنه كان معترض على جوازك منه عشان عايشة فى إسكندرية
زفرت “سلمى” بضيق وهى تترك ما فى يدها وقالت :-
– يا صبر أيوب …
خرجت من المطبخ غاضبة هى الأخرى ، تراه يدخل مبلل ويحملها على ذراعيه مُتجهًا للأعلى وكانت نائمة على كتفه وتلف ذراعيها حول عنقه ، دلف لغرفته بها ليضع على الفراش فقالت بصوت مبحوح :-
– هبل السرير كدة …
– فداكى يا فرح
قالها بدلال ثم ذهب إلى المرحاض لتقف من مكانها وتتجه إلى الدولاب لتحضر ملابسها بتعب ووقفت أمام الدولاب حاملة فى يدها عباية صفراء لكن عقلها شارد يفكر فيما حدث لتشعر بدمعة هاربة من جفنها وقالت :-
– خسرت أيه مع عقلى ، عندى أحساس أنى خسرت روحى مش شوية ذكريات
– سلامة روحك يا فرح
أتاها صوته من الخلف فأستدارت له بوجه عابس لتراه يقترب منها بهدوء وجفف لها دموعها بأنامله بحنان فغمغمت قائلة وهى تنظر لعيناه :-
– خسرت حاجات كتير يا فريد ، عارف أنا جوايا كام سؤال ومش عارفة له أجابة
– هتلاقى كل أجابة فى وقتها يا فرح كله بالصبر
صرخت بوجع وقد فاض بها الألم والحزن وهى تقول :-
– صبر صبر صبر ، كله أصبرى أنا تعبت والله تعبت كل حاجة ماشية عكسي
وضع يديه على كتفيها بحنان وقال :-
– أهدى يا فرح أهدى أنا معاكى
أبعدت يديه عنها بأنفعال وهى تقول باكية :-
– متبقاش معايا ، سبنى أنا مش عاوزاك معايا كفاية كدة بقى كفاية
نظر لها بصمت وهى تصرخ بانفعال وتبكى ثم خرج من الغرفة تاركها تبكى حتى تخرج جزء من الضغط الموضوع فى صدرها وعقلها …
____________________________
دلف “فريد” إلى غرفة المكتب لوالده فكان “فؤاد” جالسًا على مقعده ومُتكيء على عكازه شاردًا بأفكاره ليقطعه “فريد” قائلًا :-
– كيفك يابويا ؟ طلبتنى
– زين يا ولدى ، أجعد عاوزك
أجابه “فريد” قائلًا :-
– خير يابويا ؟
– أيه حكاية فرح دى ، مين الناس اللى جُم خدوها فى غيابى وغيابك ، وواحدة متعرفش عنها حتى اسمها عرفوا منين مكانها اهنا ، فهمنى يا ولدى
تنهد “فريد” بحيرة وقال :-
– أنا نفسي معرفش عنها حاجة يابويا ، معرفش أى حاجة غير أن جوايا حاجة ربطانى بيها ، مخلينى رافض أنى اسيبها تايهة ، فى حاجة جوايا بتحسسنى أنها بنتى ومسئولة منى
قهقه “فؤاد” ضاحكًا ليقول بأندهاش :-
– وجعتك فى حبها يا حضرة الضابط
– بتضحك يا حج
أجابة “فؤاد” مُبتسمًا قائلًا :-
– بضحك مشان من يوم ما شوفتها ماسكة فيك وموافجتك على الجواز منها من غير معارضة وأنا جولت أنك هتحبها ، بضحك مشان كنت واثج ان رجتها وهدوءها هيجدروا يهزوا جوتك
صمت بهدوء ولم يعقب على حديثه فقط أبتسم وهو يتذكر هدوءها ورقتها التى تزيدها جمالاً ، تحدث “فؤاد” بجدية قائلًا :-
– بس متوجعتش أنك تحب وتجبل بأرملة
نظر إلى والده بأندهاش وقال :-
– ليلى قالتلك ؟!!
أجابه “فؤاد” بتحذير قائلًا :-
– متمتش جوازك منيها جبل ما تعرف حكايتها يا فريد ، متخليش حاجة تربطك بيها أكتر من ورجة عرفى تتجطع وجت ما جول
أومأ له بنعم ثم ذهب إلى الخارج وجد أخواته البنات جالسون مع “فريال” وبناتها وهى لم تنزل بعد ، صعد للأعلى فوجدها نائمة على الفراش وتنظر للسقف بتعب وهدوء فقال :-
– مهتنزليش تجعدى وياهم تحت
تبسمت عليه وهى تعتدل فى جلستها وتقول :-
– بتكلم صعيدى زيهم
– اه ، قومى أنزلى أقعدى معهم تحت بدل التفكير اللى هيجننك دا
كاد أن يخرج ليوقفه سؤالها بنبرة حزينة مُثيرة للبكاء :-
– تفتكر أنا حد وحش استاهل اللى بيحصل معايا دا
– لا يا فرح ، أنتِ مش وحشة
أقتربت منه ونظرت له بعينين دامعتين يبث منهما الخوف وهى تكاد تموت رعبًا من ما يحدث معها وهذه الأسرار المختبئة بداخلها ، مسكت يديه بضعف وهمهمت بصوت مبحوح بترجى قائلة :-
– أنت مش هتسيبنى صح ؟؟ متسبنيش أنا معرفش حد غيرك وماليش غيرك أثق فيه
– أنتِ بثقى فيا عشان مُجبرة يا فرح
هزت رأسها بالنفى بعد أن تركت دمعتها أسر جفنها وشقت طريقها على وجنتها وقالت بلهجة واهنة :-
– لا بثق فيك عشان أنت جوزى المفروض تكون سندى وأمانى وأتحامى فيك من العالم كله ، بثق فيك عشان عاوزة أتسند عليك بجد وأستخبى من ذكرياتى المُخيفة فيك أنت ، بثق فيك وماليش غيرك حتى لو كان جوازنا على ورقة عرفى
حدق بها بحيرة ثم قال :-
– حيرتينى معاكى يا فرح ، مرة تقولى سيبنى بقلب جرىء ومرتين تمسكى فيا زى العيلة الصغيرة وتقولى متسبنيش
جهشت فى البكاء بأنهيار وهى تتشبث بذراعيه وتقول مُتمتمة :-
– متسبنيش يا فريد حتى لو قولتلك سيبنى أتمسك بيا غصب عنى وقولى أنتِ مراتى غصب عنك وعن الكل ، أمسك فيا لأنك عارف أن ماليش غيرك وأنى مرات راجل عسكرى وصعيدى …
صمت يتطلع بملامحها وعينيها الباكية لتتابع حديثها قائلة :-
– مش هتسيبنى صح ؟
لم يستطيع مقاومة نبضات قلبه ورغبة بالبقاء معها والأحتفاظ بها ليجذبها من يديها بقوة إلى صدره ويطوقها بذراعيه وهو يقول :-
– مش هسيبك يا فرح مش هسيبك وعد ،، وعد يا فرح مش هسيبك مهما كان الجزء المفقود ومهما كان الماضي مُخيف مش هسيبك يا فرحى لأنك فرحة قلبى وقت تعاسته وحزنه ….
لفت ذراعيها حول خصره تتشبث بملابسه بقوة وهى تستنشق عبيره وتشعر بدفء جسده مُستمعة لنبضات قلبه لتغمض عيناها بأرتياح مستمتعة بهذا الأمان والأحتواء التى تشعر بهما بين ذراعيه وبوجوده معها ….
____________________________
فى مكان أخر
كان “محسن” واقفًا أمام رجل فى بداية الخمسينات وهو يقول بغضب :-
– وسبتها يا غبي
– معرفش هو طلع منين فى وشنا ، مكنش ينفع اخش معاه فى عراك دا رجل عسكرى وجاى يقولى دى مراتى
قالها “على” بتوتر ثم تابع حديثه مُستغربًا :-
– بس الغريب بقى أن فرح متعرفتش عليا وكانت بتسألنى بأستمرار أنت مين وعاوز منى ايه
أستدار “محسن” له بصدمة وهو يقول :-
– معرفتكش أزاى ، فرح معرفتش أخ جوزها ..
جلس “محسن” على مقعده وهو يفكر فى هذا الحديث ثم تمتم بمنطقية :-
– فرح لو معرفتكش ونسيت .. دا معناه أن مفيش منها خطر عليا ومش مجبرين نأذيها ولا نحطها فى حسابنا
أقترب “على” منه بهدوء وقال :-
– مطلوب منى ايه دلوقت ؟!
– راقبها من بعيد وعرفنى باللى بيحصل
أومأ “على” له بالإيجاب وانصرف من أمامه ….
____________________________
كانا نائمين فشعر بشيء ينغز فى ذراعه يؤلم ليستيقظ ويراها نائمة ملتصقة به وتغرس أظافرها فى ذراعه بقوة وهى ترى منام كعادتها وترتجف بقوة وحبيبات العرق تمليء جبينها وعنقها فأخذ يديها بين كفيه وهو يلتف لها ويأخذها بين ذراعيه دون أن يقظها ، يريدها أن ترى كل شيء لتجمع ذاكرتها من جديد …
كانت مُقيدة من ذراعيها للأعلى وهناك رجل يقف فى الخلف ويضربها بالسوط على ظهرها بقوة وهى تصرخ وجعًا حتى جاء لها “محسن” وقال :-
– لسه راكبة دماغك يا فرح
لم تستطيع نطق حرف واحد من الألم وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة فتابع حديثه قائلًا :-
– أنطقى بقى ؟ … خليكى راكبة دماغك يا فرح لحد ما روحك تطلع ونخلص منك
تلعثمت فى الحديث بتعب وهى تقول :-
– بكرهك
صفعها بقوة على وجهها ثم مسكها من شعرها وقال :-
– أنتِ تكرهينى أنا يا فرح ، أنتِ اللى زيك متحلمش أن واحد زي يتجوزها
بصقت ما فى فمها فى وجهها وقالت بغضب :-
– زيك !! .. أنت قاتل وأنا لا يمكن أتجوز قاتل
شد على شعرها بقوة وهو يقول :-
– شكلك هتحصلى أبوكى وجوزك يا فرح ، أنا غلطان أنى حبت واحدة زيك … وعشان اكفر عن غلطى دا لازم تموتى يا فرح… تموتى ….
أستيقظت من نومها بهلع وهى تلهث خائفة من جملته الأخير لتجد نفسها بين ذراعيه فقال بحنان :-
– أهدى يا فرح أنا هنا
عانقته بقوة وهى تتشبث به وتقول :-
– متسبهمش يموتونى يا فريد .. أنا مش عاوزة أموت
أتسعت عيناه على مصراعيها من يريد قتلها ولماذا ؟؟ .. ماذا فعلت هذه الفتاة فى ماضيها بالتحديد ؟؟
، طوقها بذراعيه بحنان وهو يربت على ظهرها برفق وقال :-
– محدش يقدر يأذيكى يا فرح طول ما أنا عايش وبتنفس
أخرجت رأسها من حضنه لتتقابل عيناهما معًا بعفوية ، نظرت له بصمت وهدوء تام ليتطلع بملامحها الهادئة وقال بحب ونبرة دافئة :-
– عملتى فيا أيه يا فرحى ؟ أزاى أتسربتى بسهولة كدة لقلبى وعقلى ، ليه بقيت خايف عليكى وعاوزاك مهما كان ماضيكى ، ليه وأزاى بقيت على أستعداد أنى أعصى أبويا وأخرج عن عادات الرجل الصعيدى وأصلى وأبقى منك وليكى .. عملتيها أزاى يا فرح
همهمت بنبرة ناعمة وهى تغلق أناملها على تيشرته بقوة قائلة :-
– أنا مش عاوزة غير أن أكون معاك يا فريد ، مش عاوز وطن غيرك ولا بيت غير بيتى بين أيديك …
تبسم لها وهو يغلغل أصابعه بين خصلات شعرها بعفوية وقال :-
– حبتينى يا فرحى ؟!
– حبت الأمان اللى بحس بيه معاك ، والدفء اللى بحس بيه بين أيديك ، حبت وطنى فيك
جذبها إلى صدره بحب ثم وضع قبلة على جبينها بدلالية وهو يقول :-
– بس أنا شكلى حبيتك يا فرحى …
تبسمت بعفوية وهى بين ذراعيه تستنشق رائحته بأعجاب وعفوية …
____________________________
كانت “مروة” واقفة فى المطبخ تجهز الفطار ليأتيها صوت “فرح” من الخلف تقول :-
– أساعدك
أستدارت “مروة” لها بذهول وهى تقول :-
– صباح الورد ياخيتى ..
دلفت “فرح” نحوها وبدأت تساعدها فى أعداد الفطار لتمتم “مروة” قائلة :-
– اللى يشوفك من سبوع لما جيت وماسكة فى فريد ميشوفش ضحكتك دلوجت وهى منورة كيف البدر فى سماءه
تبسمت “فرح” لها وهى تقول :-
– بجد
– اه أنما ايه اللى مفرحك اكدة
تبسمت “فرح” أكثر بعفوية وهى تتذكر حديثهما أمس وكيف أستيقظ فى الصباح بين ذراعيه لتقول بخجل :-
– مفيش
ضحكت “مروة” علي خجلها حين توردت وجنتيها وزادت حياءًا فقالت :-
– عمومًا ربنا يسعدك يافرح
خرجت “مروة” من المطبخ ووقفت “فرح” تكمل ما تفعله لتشعر به خلفها ليقول هامسًا بأذنيها :-
– بتعملى أيه يا فرحى ؟!
أستدارت له مُبتسمة لتجده قريب منها جدًا وقالت بخجل :-
– بجهز الفطار
أخذ قطعة من الخيار المقطع وتناولها وهو يقول :-
– اممم .. تسلم أيدك يا فرحى
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهى تقول :-
– ايه حكاية فرحك دى ؟!
– بعدين اجولك يا فرحى
قالها وهو يستدير لكى يرحل من أمامها لتركض خلفه بسعادة تناديه ..
كان “جمال” واقفًا فى الخلف يراقبهما ثم قال مُتمتمًا بسخرية :-
– فرحك !! هههه
خرج “جمال” من المنزل غاضبًا وصعد إلى سيارته وأنطلق حتى وقفت “رحمة” أمام سيارته ليتوقف وتصعد إلى سيارته فقال :-
– أيه اللى جابك اهنا .. أنتِ جنتى ولا عاوزة حد يشوفك ويايا
– مبتردش على مكالماتى ليه ؟
قالتها بغضب ليجيبها بأشمئزاز :-
– مشغول هبابة
– لا هبابة ولا مشغول ، لما أتصل بيك ترد عليا أم والمصحف هعرف اجيبك كيف وأنت خابر زين دا
نظر لها بأختناق وقال :-
– أنتِ بتهددينى يا رحمة
– لا طبعًا حاشة لله ، أنا بس عارفة وسختك وأنك أكيد مشغول بالعروسة الجديدة ..
– أنتِ عاوزة أيه دلوجت ؟
– لما أكلمك ترد عليا أم المرة اللى بعدها هتلاجينى عند حضرة الضابط واجوله كل حاجة
زفر بضيق وهو يقول :-
– حاضر يا رحمة
ترجلت من السيارة بسرعة وهى تخفى وجهها هى عبايتها ورحلت ….
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!