Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع 9 بقلم فرح طارق

عودة للماضي..
مُنذ شهران.
وقفت بِمُنتصف غرفتها وهي تضع يدها بخصرها بتأفف، وتنظر لتلك الملابس المُتناثرة ارضًا بضيق..
فريدة وهي على وشك البُكاء : يا ربي فاضل ساعتين على الساعة ١٠ الي قال عليها ولحد دلوقت معرفش هلبس إيه! 
رفعت انظارها للأعلى واردفت : ليه يا رب معنديش هدوم؟
استدارت بفزع حينما استمعت لتلك الشهقة من خلفها، وادرفت : خضتيني يا مرات عمي.
زينب : كل دي هدوم يا فريدة وبتقولي معندكيش؟
فريدة : أيوة مفيش حاجة منهم تنفع أقابله بيها.
عقدت زينب حاجبيها واردفت بتساؤل : هو مين؟
ثم شهقت بفزع وهي تضرب صدرها بيدها واردفت : ألا هو انتِ بتقابلي حد يا فريدة؟ دا كيان يطير رقبتك يا بنتي!
فريدة بتسرع : لأ حد إيه دا هو كيان الي هقابله.
ابتسمت زينب بخبث واردفت : ما انتِ بتشوفي كيان كل يوم يا فريدة، دا انتوا عايشين ف نفس البيت يا بنتي! 
فريدة وهي ترجع خصلات شعرها للخلف بتوتر : لأ هو أصل..ك..كيان يعني..
– ماله كيان؟
– ط..طلب إن قصدي طلب أيدي من جدو.
اردفت بجملتها وهي تنظر للأسفل بتوتر..
بينما اندفعت زينب نحوها بفرحة عارمة واحتضنتها بلهفة شديدة واردفت بسعادة : مبروك يا حبيبتي، ألف ألف مبروك، ربنا يعلم من يوم ما دخلتِ هنا وأنا شايفاكِ لكيان يا فريدة وكنت بتمنى أنه ياخد الخطوة دي.
فريدة وهي تغمض عينيها بين أحضانها وهي تستشعر حنانها عليها : الله يبارك فيكِ يا مرات عمي.
ابتعدت عنها زينب واردفت وهي تنظر لملابس فريدة المُتناثرة ارضًا واردفت وهي تشير لإحدى الفساتين : الفستان ده حلو أوي وشكله شيك، قومي قسيه كدة..
نهضت فريدة بسعادة واتجهت نحو الفستان ودلفت للمرحاض، وخرجت بعد وقت وهي ترتديه..
فريدة وهي تدور حول نفسها : حلو عليا؟
زينب بنبرة تنبع منها حنوها تجاه تلك الفتاة : جميل عليكِ يا حبيبتي، وكمان اللون ده المفضل عند كيان.
نظرت فريدة للمرآة واردفت بهمس لم تسمعه زينب : الأبيض لونك المفضل! شكلك عندك حق يا كيان فيه حاجات كتير معرفهاش عنك.
أمسكت بالفرشاة وبدأت بتمشيط شعرها، بينما اردفت زينب : أنا هخرج أنا أشوف جدك علشان معاد علاجه، وبكرة تيجي تحكيلي حصل إيه يا فريدة ها..
ابتسمت لها فريدة بخجل واردفت : طبعًا هقولك.
بعد وقت كانت تقف وهي تدور بالغرفة ذهابًا وايابًا بإنتظار أن تأتي الساعة المُحددة لمُقابلتهم..
بينما على الجانب الآخر، كان يقف بجانب الخيل ونظر لتلك الفرسة التي يطلق عليها إسم فريدة واردف بإبتسامة : النهاردة هعرفها كل حاجة، ليه مسميكِ على إسمها، ليه من وقت ما جت هنا وأنا بتقرب منها بكل الطُرق، ليه بتسغل أي حاجة ممكن تخليها مبسوطة، ليه طلبت ايديها، ليه هي بالذات.
استدار خلفه حينما استمع لصوت ضحكتها من خلفه واردفت وهي تضع يدها بخصرها : هي جت أهي، قولها ليه بقى.
ابتسم كيان تلك الابتسامة التي تُسحرها حقًا وتجعل دقات قلبها تعلو من فرط سِحرها عليه..
مد لها يده واردف : طب تعالي الأول!
نظرت ليده ومن ثم له واردفت : عفكرة مش معنى إنك طلبت ايدي من جدي يبقى تمسكها!
لازالت يده ممدودة لها واردف وكأنها لم تقُل شيئًا للتو : تعالي يا فريدة.
دلفت للداخل ولم تعِر ليده أي انتباه، بينما هو سحب يده ولازالت الابتسامة مرسومة على ثغره..
التفت لهُ فريدة واردفت : ها بقى قول.
– يا بنتي الصبر! متعملتهوش؟
– وأنت هتذلني يا عم علشان تتكلم!
– هذلك!
أجابها بذهول بينما ردت هي عليه : أه هتذلني، مش شايف بتذلني إزاي؟
– ماشي يا فريدة، مش هذِلك يا ستي وهقول أهو، بس الأول..
نظرت لهُ بتساؤل بينما هو أبتسم لها واردف : الفستان حلو أوي عليكِ، واللون الأبيض أحلى.
إجابته بخجل وهي تضع خصلات شعرها خلف أذنها : ما مرات عمي قالتلي إنك بتحبه علشان كدة لبسته.
– عارفة ليه بحبه؟
رفعت وجهها وهي تنظر إليه وحركت رأسها بمعنى لا..
كيان بإبتسامة : علشان بيكون حلو عليكِ.
نظرت لهُ ببلاهة واردفت : وأنت شوفته عليا فين؟
– لأ فريدة النهاردة بالذات مش عاوز غباء ممكن؟
– أنا غبية؟
– مش قصدي إنك غبية، بس بفهمك تحسُبنًا لأي موقف.
ثم أكمل بإبتسامة : واسكتِ بقى خليني أكمل.
صمتت وهي تُطالعه بملامح مُبتسمة بخجل، بينما أبتسم هو بداخله على خجلها رغم جرأتها بطلبها بأن يتحدث، إلا أن خجلها لهُ وجودًا ايضًا وسط تلك الجرأة..
– وانتِ صغيرة كنتِ مبتلبسيش حاجة غير باللون الابيض، كان المُفضل عندك، وكل لبسك كان ابيض، كنت كل ما اشوفك الاقيكِ لابسة دريس أبيض، ف حبيت اللون..
حبيته علشان حبيتك وحبيت أي حاجة انتِ بتحبيها.
توسعت عينيها بلمعة ودهشة بالوقت ذاته واردفت : هو أنت كنت..
قاطعها بإبتسامة : سبيني أكمل وهتفهمي 
صمتت مرة أخرى بإنتظار ما سيقوله، بينما أكمل كيان 
: بحبك يا فريدة، بحبك من وانتِ لسة طفلة بتلعبي بضفيرتين وماسكة عروسة صغننة ف إيدك، بحبك من وقت ما روحت مع مرات عمي وجدتك علشان تولدك، ويومها لما اتولدتي مكنش فيه غيري معاهم وجدتك اديتني انتِ وانتِ لسة مولودة وهي راحت تشوف مرات عمي، بحبك من وقتها، من يومها وأنا كنت حاسس بمشاعر غريبة لطفلة لسة عمرها دقايق شايلها بين ايديا، مشاعر حددتها من يومها أني هستنى الطفلة دي لحد ما تكبر، و وقتها اتجوزها، وده الي قولته لجدتك يومها وهي وقتها ضحكت وقالتلي لو استنتها وعد هجوزهالك يا كيان.
تقدم منها بخطواته و وقف أمامها مباشرةً، بينما رفعت هي رأسها حتى تنظر إليه، وأكمل كيان وهو يرجع خصلات شعرها المُتمردة للخلف : فضلت مستني فريدة تكبر علشان اتجوزها زي ما جدتها وعدتني، عدت السنين وأنا مستني فريدة، و وقت ما حسيت بأن فريدة بقيت جاهزة علشان تستقبل مشاعري وتبادلني بيها، جاتلي مهمة برة البلد، واضطريت أسافر، مهمة خدت معايا 8 شهور، وللأسف حصل فيهم كتير أوي واظن الي حصل انتِ عارفاه يا فريدة، وأنا لو كنت موجود وقتها مكنتش هسمح بأنك تبعدي عن عيني نهائي، وأول ما رجعت دورت على مكانك وجيبتك ليا تاني، رجعتك مكانك تاني يا فريدة..
اقترب منها و وضع رأسها على صدره وأكمل وهو يحتضنها : مكانك الي هو هنا، ف حضني وبس، حضن كيان الي هو بيتك انتِ، بيت فريدة وبس.
أغمضت عينيها وهي تحاول استيعاب كم تلك المشاعر التي ألقاها عليها للتو..
همس كيان بجانب أذنها : فريدة..
أكمل حديثه بجدية : أنا عارف المتاهة الي هتكوني حاسة بيها دلوقت، ومش عاوز منك رد، عاوزك بس تعرفي أنا بحبك قد إيه، بحبك فوق ما تتخيلي، حبك واصل معايا لدرجة كبيرة أوي عمر ما حد يقدر يوصلها يا فريدة، بس مش معنى كدة أني مش عاوز أسمع رد منك، أكيد نفسي أسمع ردك بس مش دلوقت.
فريدة بنبرة خجولة : وأنا كمان بحبك.
أبعدها كيان عن أحضانه واجابه والسعادة تلمع بداخل أعينه : بجد يا فريدة؟
اخفضت رأسها بخجل وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها : أه..
بحبك من وقت ما جيت هنا وشوفت منك معاملة حسيت بيها إنك فعلا عوض من ربنا عن كل حاجة شوفتها أو عِشتها ف يوم من الأيام، بحبك قد كل مرة شوفت فيها حنيتك عليا ف نفس الوقت الي شوقت فيه كلام الكل عن صرامة كيان الي أنا من وقت ما قابلتك عمري ما شوفتها.
ضحك كيان واردف : وهو كيان يقدر يكون بس صارم ف كلمة واحدة مع فريدة؟ 
ضحكت فريدة بخجل، بينما طالعها هو وعيناه باتت تلمعان بشدة عندما رأى تلك الضحكة..
وتوقفت هي عن الضحك واخفضت رأسها بخجل من نظرته تلك، بينما مد كيان أنامله أسفل ذقنها ورفع رأسها مرا أخرى.
اقترب كيان منها وهو يخفض رأسها ناحية وجهها، بينما أغمضت هي عينيها حينما شعرت بأنفاسه تلفح على وجهها..
فتحت عينيها ببطئ حينما شعرت بإبتعاده، بينما نظر لها كيان بإبتسامة واردف : جدي وافق على أننا نتقابل دلوقت، و وافق على جوازنا وسامح أني أقعد معاكوا ف نفس البيت لحد ما نتجوز لأنه عارف إنك أمانة عندي ومستحيل أخون أمانته أو ثقته.
ابتعد عنها كيان واردف بغمزة وهو يضع يده ببنطاله : بس كدة بقى هنروح وانتِ تطلعي اوضتك وأنا اطلع لجدي واقوله هنتجوز امتى 
نظر لها بعشق وهو يراها تخفض رأسها بخجل وتفعل نفس تلك الحركة التي تفعلها دائمًا عندما تخجل، وهي أنها تنظر للأسفل وترجع شعرها خلف أذنها وأن كان موضوع بالأساس ف هي تمرر يدها بالهواء لخلف أذنها ايضًا.
عودة للوقت الحالي.
وقفت أمام المرآة بفُستان زفافها، وهي تطالع نفسها بسعادة، فقد حُدد موعد زفافها بعد شهرين لأن كيان ذهب لإحدى مهامُه وعاد منها للتو.
استدارت فريدة على صوت زينب واردفت :الفستان حلو؟
زينب بدموع : قمر يا حبيبتي.
اقتربت منها فريدة واحتضنتها واردفت بدموع : كان نفسي أوي ماما تكون معايا النهاردة بس ربنا معوضني بوجودك جمبي دلوقت.
زينب بدموع وهي تربت على ظهرها : وانتِ بنتي يا فريدة، من يوم ما دخلتي البيت ده وأنا شايفاكِ بنتي، وعاوزاكِ تعتبريني أمك مش مرات عمك أو حماتك بس، لأ أنا أمك ولو حصل أي حاجة أنا معاكِ، ولو حد كلمك ف أنا وراكِ وف ضهرك.
ابعدتها عن أحضانها واردفت وهي تحتضن وجهها بين يديها : اتفقنا؟
فريدة بدموع وسعادة : حاضر يا ماما 
ضمتها زينب لاحضانها مرة أخرى واردفت : حضرلك الخير كله يا قلب أمك.
مر الزفاف الذي أُقيم بالدار، ودلفَ العروسين لغرفتهم..
أغلق كيان الباب بسعادة والتف لتلك الواقفة خلفه تنظر للأسفل وهي تشبك يدها ببعضها البعض بخجل..
أقترب منها كيان واردف وهو يضع أنامله أسفل ذقنها ويرفع رأسها : مبروك يا قلب كيان.
فريدة يخجل : الله يبارك فيك.
نظر لها كيان بأعين لامعة واقترب منها برأسه، وقبل ثغرها برقة وابتعد عنها واردف : أكيد جعانة صح؟
أمأت له فريدة بمعنى نعم بينما ابتسم هو ومد يده حتى يفك سحاب فستانها واردف : طيب يلا غيري علشان ناكل 
أمسكت يده بخجل واردفت : هغير أنا 
كيان وهو يمرر يده بعبث خلف ظهرها الذي أصبح نصفه عاريًا :  مش هتعرفي تفتحي السوستة!
ارتعش جسدها اثر ملامسته تلك بينما التمعت هو عيناه أكثر واقترب منها وهو يردف : هو لازم تاكلي أوي يعني؟
ضحكت فريدة بخجل بينما انفض كيان على ثغرها يقبلها بشوق ولهفة ويده تلتف حول خسرها وهو يقربها منه أكثر..
بينما على الجانب الآخر وقفت صفية ونظرت لابنتها بغضب : اتنيلوا اتجوزوا، وكل الي علمناه راح في سراب، بس ورحمة أبويا ما هخليهم يتهنوا ببعض.
– هو انتِ عاوزاني اتجوز كيان عشان الورث بس؟ ولا لأنك بتكرهي فريدة! 
نظرت لها صفية بشر واردفت : بكره فريدة؟ دا أنا لو أطول اموتها والله اموتها.
– ليه بس؟ دي حتى من يوم ما جت معملتش ليكِ أي حاجة وبتحاول تتجنبك بكل الطرق.
صفية بسخرية : وانتِ فِكرك أن هي بتعمل كدة بلوشي؟ دي يا حبيبتي بت مش سهلة! بتعمل المسلسل ده علشان تبين يا عيني هي البت الغلبانة الي مش عاوزة أي مشاكل ف البيت، وأن أنا الشريرة الي بسببلها مشاكل وهي الطيبة الي بتحبني وأنا الي بكرهة.
– أيوة ليه بقى بتكرهيها؟
صفية بحقد : أمها زمان خدت مني كتير أوي، وهي دلوقت جاية تاخد مكانك انتِ، بس ورحمة أبويا ما هيحصل، والي حصل زمان مش هخليه يتكرر تاني دلوقت، وكل الي خطط ليه هيتنفذ والبت دي هتطلع من هنا، ومش بس كدة هخليها تطلع من البلد كلها بفضيحة.
نظرت لها ابنتها بذهول من ذاك الحقد الدفين بداخل أمها ناحية تلك الفتاة التي حقًا باتت تشفق عليها.
في شقة أسر وليان..
يجلس على الأريكة بإنتظار أن تخرج من الغرفة، فقد مر عليهم وقت طويل، طويل جدًا لا يعلم مدته تحديدًا ولكنه طويلًا جدًا..
نهض من مكانه وسار باتجاه غرفتها وطرق عدة طرقات على باب الغرفة، ولم يستمع بردٍ منها، حتى نادى باسمها عدة مرات..
شعر بالباب يفتح أمامه، وتحسس بيده حتى وجدها تقف أمامه، واقترب منها وضمها بين ذراعيه واردف : أنا آسف.
– لامتى؟ اسفك ده مُدته قد إيه؟ مش كل مرة بتتاسف يا أسر؟ وبنرجع تاني لنفس النقطة الي كنا عندها.
أغمض عينيه بألم واردف : لأ المرة دي غير، مش هعيد الي حصل تاني، أنا مقدرش أعيش من غيرك يا ليان صدقيني.
أمسك بوجهها بين يديه وهو يتحسسه بأنامله وأكمل : تعرفي؟ أنا نفسي أفتح بس علشان أشوفك، افتح لثواني بس أشوفك فيهم يا ليان، أشوف ملامحك واحفرها جوايا من تاني، برغم أنهم محفورين أصلا بس..
صمت والدموع تنهمر من أعينه بينما اردفت هي وهي تمسح دموعه : ششش بس مقدرش اسيبك خالص يا أسر، صدقني مقدرش، والإنسان بيجي عند الي حبيبه وبيشوفه بقلبه مش بعينه، وأنا هنا..
أشارت ناحية قلبه واكملت : هنا ف قلبك الي أنت شايفني بيه.
مال ناحيتها وهو يقبل كل انش بوجهها ويردد لها كم يعشقها..
بعد وقت كانت تجلس بين أحضانه على الفراش، واردفت : أنا جعانة ومعملتش أكل وعاوزة بيتزا 
ضحك أسر وهو يقبل رأسها واردف : بس كدة عيوني أحلى بيتزا لأحلى ليان.
اقتربت منه ليان وقبلته من ثغره، بينما رفع هو يده خلف رقبتها ليقربها منه أكثر.
بعد وقت ابتعد عنها واردف : كدة مش هيكون فيه بيتزا خالص.
ابتعدت عنه ليان واردفت بضحك وهي تنهض من على الفراش : لأ أنا جعانة أوي يا أسر.
أسر بنبرة حانية : طيب يا قلب أسر، نطلب بيتزا.
بعد وقت كان يجلس الإثنان يتناولوا طعامهم، وليان تُطعمه داخل فمه بسعادة وعند كل مرة يقطُم بها الطعام كانت تقترب منه وتطبع قبلة رقيقة بجانب فمه.
أسر : هو أنا لو فتحت تاني هشوف نفس الدلع ده؟
ليان بضحك : وهو أنت لو فتحت مش هتكون نفس أسر الي بحبه يعني؟ 
أسر : يعني انتِ بتدلعيني مش علشان أنا مش مفتح؟
اقتربت منه ليان وحاوطت رقبته بدلال واردفت : تؤ تؤ بدلعك علشان أنت أسر حبيبي الي بعشقه.
حاوط خصرها وهو يجلسها على قدميه واردف : بعشقك يا قلب أسر.
أنهى جملته وهو ينقض على ثغرها يقبلها بعشق جارف.
في صباح يوم جديد..
دلف للمكتب بغضب شديد و وقف أمامها واردف : مش امبارح قولت الوقت متأخر وأنا هوصلك؟
رفعت لينا نظرها إليه واردفت بهدوء وهي تنهض من مكانها : أنا آسفة يا قاسم بيه، بس مينفعش أركب مع حضرتك العربية ومشيت أنا.
قاسم بغضب : نعم ياختي؟ ما انتِ وافقتي وكنتِ هتركبي؟
اخفضت رأسها واردفت والدموع تجتمع بعينيها : بس بعدها شوفت أني مش من مقام أني أركب مع حضرتك العربية، ثانيًا أنا سكرتيرة حضرتك وأنت مديري ومفيش اي حاجة تجمعنا غير أن حضرتك مديري وبس..
فهم قاسم ما ترمي إليه وعرف مدى مضايقتها من حديث ريما عنها بالأمس واردف : ومين قال كدة؟ لينا انتِ من وقت ما اشتغلتي هنا وأنا بعتبرك زي صبا أختي، بشوفها فيكِ بالظبط، نفس جنانها وهدوئها الي صعب تكون عليه غير أما تكون مضايقة بس زيك كدة، مبقتيش هادية غير لما بقيتِ مضايقة، بشوفها فيكِ دايمًا، وامبارح أنا رديت على ريما بس بطريقة تانية وهي أني هخطبك، ولما انتِ مشيتِ على أساس إنك هتستنيني ف العربية أنا روحتلها مكتبها تاني وهزقتها علشان اتكلمت عنك بالطريقة دي، وانتِ بالنسبة ليا وصلتي لمكانة محدش وصلها عندي غيرك وهي فهمت كدة لما قولتلها أني هخطبك، وأنا آسف إني قولتلها كدة..
اخفضت رأسها بخجل واردفت : ماشي.
أبتسم قاسم واردف : مش عاوزك تاني تفكري إنك قليلة أو أقل من أي حد، بالعكس أنا بشوفك دائمًا أعلى وأحسن، أعلى بتربيتك وأنك برغم إنك واجهتي ظروف كتير إلا أنك لسة محافظة على نفسك، محافظة على لينا ببرائتها وطفولتها، محافظة عليها بجنونها وتهوُرها، محافظة على كل حاجة فيكِ، وعاوزك دايمًا تفضلي كدة، اتفقنا؟
لينا بإبتسامة وسعادة : اتفقنا.
ابتسم لها قاسم واردف : أنا داخل مكتبي، عاوز القهوة بتاعتي وملف آخر صفقة، ومتتأخريش لأني منمتش من امبارح ومصدع ع الآخر.
– حاضر.
رحل قاسم من أمامها ولكنه وقف واستدار إليها واردف : أه لينا متفكريش أني بخليكِ تعملي القهوة ده لأني شايفك أقل أو حاجة، بس كل الحكاية إنك بتعمليها حلو وأنا أول مرة قولتلك تعمليها لأني كنت مصدع أوي وأنا مش بشربها ف الشركة أصلا بسبب أنها مش بتعجبني، بس بتاعتك فعلا بتظبُطيها.
أنهى حديثه بإبتسامة واستدار مرة أخرى ودلف لمكتبه..
بينما وقفت هي تضع يدها أعلى قلبها الذي باتت نبضاته تهاجم صدرها وبشدة واردفت : بس أهدى، برغم كل الي قاله هو وضح أنه شايفني زي صبا أخته، يعني أنا أخته مينفعش تدقله كدة، مينفعش..
ثم أغمضت عينيها واكملت بسعادة : بس ع الأقل شايفني حاجة، وبعدين كل الي قاله…
صمتت مرة أخرى وهي تتذكر حديثه بسعادة غامرة، وشهقت بفزع حينما تذكرت أنه أخبرها بألا تتأخر ورحلت مسرعة حتى تفعل ما أخبرها به.
في فيلا ماجد..
عاد الجميع للفيلا مرة أخرى وذهب كلٍ منهما لغرفته حتى يستريح من تعب سفرهم.
في غرفة صبا..
شهقت بفزع حينما وجدت زياد يدلف للغرفة، واردفت : يخربيتك..
زياد : يخربيتك انتِ، إيه كل مرة نفس الخضة، يا بنتي اعملي حاجة جديدة، زي إنك ممكن تصوتي مثلا وتلمي البيت علينا، ها إيه رأيك؟ فكرة جديدة صح؟
صبا بغضب : تصدق إنك بارد.
اقترب منها زياد وهو يردف : بردوا لسانها يا ربي، دا أنا كنت بصوم شهر رمضان مخصوص علشان ادعي ساعت الفطار بأنه يتقص أو تتربى شوية بس محصلش!
وضعت يدها بخصرها واردفت بطفولة : بقى كدة يا زياد؟ بتدعي عليا؟
اقترب منها أكثر حتى وقف أمامها واردف : وأنا أقدر يا قلب زياد!
– جاي ليه؟
– أنا مع مراتي.
– أنت مش محترم.
ضرب رأسها بخفة واردف : دماغك راحت فين يا صوصو؟ قصدي أنا مع مراتي يعني أخدها ف حضني كدة وننام سوى..
ثم أشار ناحية رأسها وأكمل : الجمجمة دي بقى صورتلك إيه؟
صبا بغضب : متقولش صوصو دي!
زياد وهو يتجه ناحية الفراش ويلقي بجسده عليه ماشي يا صوصو مش هقولك صوصو.
صبا بفزع : أنت بتعمل إيه يخربيتك بابا لو عرف ده يقتلك يا زياد.
– انتِ متخلفة؟ هيقتلني ليه؟ علشان دخل لقاني نايم جمب مراتي؟
– لأ يا حبيبي ما أنا قولتلك ده كتب كتاب ومش..
قاطعها زياد مُكملًا لحديثها : ومش فرح أمي هو عارف..
ثم ابتسم لها بسماجة وأكمل : بس هو ف الحقيقة كان فرحي أنا.
صبا وهي تزفر بغضب : عيل سمج.
زياد : رصيدك معايا بيخلص ها وهيجي يوم وهقصلك لسانك فعلا.
– طب اطلع برة يلا يا زياد عاوزة أنام.
– يا بنتي ما ننام سوى! ما السرير واسع أهو! ولا انتِ عاوزة تاخديه كلوا لوحدك؟
عقدت صبا ذراعيها واردفت : أه عاوزة اخده كلوا لوحدي، ممكن تخرج بقى؟
نهض زياد واردف : ماشي أنا الي غلطان، وأنا الي قولت البت تعبانة واجي اخدها ف حضني كدة واساعدها تنام! 
دفعته صبا لخارج الغرفة وهي تردف : لأ كتر خيرك يا حبيبي، هحضن المخدة وهنام.
أدخل رأسه من بين باب الغرفة والغرفة حينما كادت أن تغلقه واردف : والله ولو إزاي هتنامي ف حضن مخدة وجوزك موجود؟
صبا وهي تخرج رأسه : معلش هو خارج الخدمة دلوقت.
اخرجت رأسه واغلقت الباب و وقفت خلفه وضحكت بسعادة على عشق طفولتها ذاك، بينما في الخارج أبتسم زياد واتجه ناحية غرفته..
في غرفة شروق..
وقفت بالغرفة وهي تدورها ذهابًا وايابًا واردفت بتوتر وهي تنظر لهاتفها : وبعدين بقى! روحت فين يا ماجد دلوقت! وبتصل بيك مش بترد كمان!
زفرت بضيق وقلق وهي تعاود الاتصال به مرة أخرى ولكن كـ كل مرة لا يوجد رد..
بينما على الجانب الآخر وقف ماجد بذاك المكان المهجور وهو يتحدث مع أحدهم..
ماجد : جمعت الي قولتلك عليه؟
أجابه الرجل وهو يعطيه ملفًا
– أيوة يا ماجد بيه، كل الي عاوز تعرفه هتلاقيه موجود هنا، ومعاهم فلاشة صوت وصورة كمان..
مد ماجد يده بشيك واردف : ماشي، وده حسابك الي اتفقنا عليه.
– ماشي يا بيه، عن أذنك بقى 
رحل الرجل بينما أمسك ماجد بالملف واردف داخل عقله : الي حصل زمان مش هينفع يحصل دلوقت، الأول اتصرفت وآخر حاجة فكرت فيها هي كانت مشاعر شروق الي أنا اذيتها بكل الي عملته برغم أني كنت بعمله علشانها، ودلوقت مش هينفع أقرر نفس الغلط ولازم أعرفها وتكون معايا خطوة بخطوة..
ذهب ناحية سيارته، ودلف بها وأمسك هاتفه و وجد مكالمات فائتة تزيد عن المئة مكالمة وجميعهم من شروق..
أعاد الاتصال بها مرة أخرى بتوجس وخشية من انفعالها وما أن أجابت حتى جاءه صوتها الصارخ : ماجد أنت فين؟ كل ده؟ شايف رنيت عليك قد ايه؟ أنت كويس؟ رد عليا!
ماجد : إيه يا حبيبتي أنا كويس الحمدلله ومعلش حصل مشكلة ف المخازن واضطريت أروح واتلهيت فيها ونسيت التليفون ق العربية.
تنفست شروق براحة واردفت : حرام عليك يا ماجد، قلبي كان هيقف من قلقي عليك!
ماجد بحنو : سلامتك من الموت يا قلب ماجد، حقك عليا يا حبيبتي أوعدك مش هتحصل تاني.
ابتسمت شروق على كلماته التي تكون كالسحر بالنسبةٍ لها والدواء لقلبها واردفت : أنت جاي دلوقت؟ والمشكلة حصل فيها إيه؟ اتحلت الحمدلله؟
ماجد : الحمدلله كلوا بقى تمام، وأنا هعدي على الشركة الأول وهبص على قاسم وأشوف أخباره إيه واطمن على الأحوال وبعدين هرجع على البيت.
– ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك.
– حاضر يا روحي، وانتِ نامي شوية من تعب السفر لحد ما أرجع.
– ماشي يا روحي، لا إله إلا الله.
– محمد رسول الله.
أغلق معها ومن ثم أجرى مكالمة أخرى : قاسم أنا جاي الشركة عاوزك تحضرلي كاميرات المراقبة بتاعت مكتب الأرشيف، والكاميرات الي موجودة ف مكتب المهندس *** 
– بتاريخ إيه؟
– شهر فات
– فيه حاجة حصلت ولا إيه؟
– أنا جاي دلوقت ف الطريق لما اجي هفهمك 
– تمام يا عمي مع السلامة.
في امريكا..
فتحت عينيها على إثر تلك القبلات التي يطبعها جاسر برقة على وجهها..
جاسر بإبتسامة ما أن رآها فتحت عينيها : صباح الخير.
ابتسمت شيري واجابته : صباح النور
جاسر بنبرة رقيقة : كل ده نوم؟ إحنا داخلين على بليل خلاص!
نهضت شيري وجلست على الفراش وهي تضع يدها على رأسها بألم : معلش محستش بنفسي خالص.
جاسر وهو يقبل وجنتها بحنو : ولا يهمك يا روحي، المهم أخبارك إيه؟
– مصدعة عاوزة مسكن.
قبل جاسر ثغرها برقة وابتعد واردف : عيوني، هتغدى الأول مع بعض علشان مكلتش ومستنيكِ ناكل سوى بعدين هتاخدي العلاج، اتفقنا؟
– مينفعش دلوقت؟ علشان اعرف اكل!
– لأ يا روحي، كلي حاجة خفيفة حتى علشان العلاج مينفعش يتاخد على معدة فاضية بعدين خدي العلاج وبعدها كملي أكل براحتك.
– ماشي.
أمسك جاسر بصينية الطعام و وضعها أمامها واردف : يلا ناكل.
ابتسمت شيري واردفت : دا أنت مجهز بقى!
– أيوة علشان قولت أكيد هتصحي مصدعة وهتعوزي تاخدي المسكن أول ما تفتحي عنيكِ ف قولت مضيعش وقت.
بدأ جاسر باطعامها بيده، وبعد وقت انتهوا من تناول الطعام وأحضر لها الدواء واعطاها إياه بيده..
جاسر وهو يقبل وجنتها وكأنه يحادث ابنته وليس زوجته : بالهنا والشفا يا روح قلبي.
ابتسمت له شيري بسعادة، بينما اردف هو : الدكتور قال إن فيه تغيير كبير أوي واستجابة منك للعلاج.
شيري بحزن : أيوة.
قبلها بجانب فمها واردف بحنو : شطورة، بس ممكن أعرف ليه التغيير ده؟
وضعت رأسها على صدره واردفت بدموع : علشان أنت وقاسم وحشتوني أوي، وكلامك عن حياتنا الي جاية الي أنا رسمتها ف خيالي زي ما أنت قولتها حبيتها وحسيت بدفاها من قبل ما أعيشها.
أبعدها عنه واحتضن وجهها واردف بحنو : وصدقيني كل الي جاي هيكون أحسن بكتير أوي يا حبيبي.
– وأنا واثقة فيك يا جاسر.
جاسر بلهفة : بجد يا شيري؟ 
حركت رأسها بسعادة واردفت : أه واثقة فيك، واثقة ف حبك و فإنك هتوفي بكل كلامك معايا وهتحققهولي، واثقة ف حضنك الي أنا جواه دلوقت أنه هيفضل ليا ومعايا طول عمري، واثقة فيك أوي يا جاسر.
ظل يقبلها بكل انش بوجهها وهو يردد : بعشقك يا قلب جاسر، وأوعدك مش خذلك يا روح قلبي.
أغمض عينيه وهو يضمها بسعادة إلى صدره ف ذلك ما كان يتمناه حقًا وهو “ثقتها بِه” ف ذلك هو ما سيُساعده على تحقيق كل شئ سيحدث بالقادم، سيُسهِل عليه كل خطواته القادمة معها، ثقتها به جعلت كل شئ يُفكر بِه وكل شئ رسمه حقًا مُمكننًا.
“أتدري معنى أن يأمن لك شخصًا يخافُ من كل البشر؟ أن يجعلك صديقًا لهُ بنفس الوقت الذي يرى بِه الجميع عدوًا لهُ؟ أن يثق بِك بعدما خذله جميع من حوله؟ أتدري معنى أن يُحبك شخصًا غير قادرًا من الأساس على أن يُحب نفسه؟ أن تكون لهُ مأوى من نفسه ويهرب من داخله إلى داخلك أنت؟ أتدري معنى أن تكون ملجأًا لشخصًا غريقًا بداخل نفسهُ؟ ف لا عليك أنت سوى أن يكون قلبك كسنارة الصيد تنتشلهُ من كل شئ حوله، حتى نفسه تنتشلهُ منها وتبني لهُ بيتًا بداخل قلبك ليكُن مأوى لهُ ولقلبه، ويكُن ملجأًا لهُ ولعقله يهرب إليه من أفكاره..”
لـ فرح طارق.
– عاوزة أشوف قاسم يا جاسر وحشني أوي.
جاسر بحنو : هانت يا قلب جاسر وهتشوفيه وتاخديه ف حضنك وتفضلوا سوى.
حاوطته بذراعيها واردفت بدموع : مش هتسبني صح؟
– عندك شك ف أني ممكن اسيبك؟
حركت رأسها بنفي، بينما اردف هو بحنو : يبقى عمري ما هسيبك.
– خليك معايا باقي اليوم ممكن؟
– بس كدة، طبعا ممكن وكمان هننزل من الأوضة دي..
شيري بسعادة : بجد يا جاسر؟
– بجد يا قلب جاسر، هاخدك ونروح مشوار سوى وهنرجع تاني المستشفى، اتفقنا؟
– اتفقنا.
خرج من الغرفة حتى تتجهز هي ومعها ممرضتين، ف مهما كانت حالتها الصحية تتقدم ف لا يجب أن تكُن وحدها بالغرفة مهما كان..
في مكتب الطبيب..
أحمد بقلق : أنت متأكد من الي عاوز تعمله؟ 
جاسر بهدوء : أه يا أحمد متقلقش، أنا هاخد ها وتكمل علاج ف البيت، هي كدة بقيت كويسة وأنت قولت نسبة كبيرة جدا من السموم خرجت من جسمها، ولما تكون مع قاسم ده هيديها دافع أن الجزء الأخير يخرج من جسمها وتخف خالص.
أحمد : ماشي يا جاسر، بس عينك عليها باستمرار، أه حالتها اتقدمت كتير أوي أوي بس ده مش معناه أنك تديها كل الأمان.
جاسر : متقلقش يا أحمد أن شاء الله خير.
بعد وقت أخذ جاسر شيري وعاد بها لمنزلهم بأمريكا..
وقفت السيارة أمام إحدى المنازل ونظرت شيري حولها واردفت بتساؤل : إحنا جينا فين؟
– بيتنا، جينا بيتنا.
شيري بذهول : هشوف قاسم؟ بجد يا جاسر؟
قبلته من وجنته بسعادة واردفت : بعشقك يا جاسر، صدقني بعشقك.
كادت أن تخرج من السيارة ولكنه أوقفها وهو يمسك بيدها واردف : شيري، انتِ عارفة يعني إيه شخص تثقي فيه ويخذلك صح؟
نظرت له شيري بدهشة من حديثه واردفت بصوت هامس حزين : جربته كتير أوي يا جاسر مع الناس الي فتحت عيني على الدنيا وأنا واثقة فيهم ومخذلنيش غيرهم.
جاسر بهدوء ولازال يقبض على معصم يدها برقة : حلو يا شيري يعني عارفة إيه الشعور صح؟
عقدت شيري حاجبيها واردفت بتساؤل : ليه بتقول كدة؟
جاسر بهدوء : أنا قطعت شوط كبير أوي مع علاجك، عديتِ بكل المراحل ف العلاج، ٣ شهور يا شيري كنتِ بتتعالجي فيهم وانتِ شوفتي اتعذبتي فيهم قد إيه، وأنا كنت بتعذب زيك بالظبط وجعك كان هو وجعي يا شيري بالظبط، ودلوقت أنا وثقت فيكِ وخرجتك من المستشفى، وثقت ف إنك قولتي إنك خلاص إنك عاوزة تتعالجي ونفسك تتعالجي زي ما أنا بالظبط نفسي اعالجك، وثقت ف كل حرف قولتيه يا شيري وخرجتك من المستشفى تكملي علاجك وابنك يكون ف حضنك وتكوني معاه، السموم دلوقت ف جسمك بنسبة قليلة جدًا بس لسة مخرجتش يعني لسة فيه سم جوة جسمك، ودلوقت قدامك فرصة إنك ترجعي تدمني من تاني خصوصًا إنك خرجتي من المستشفى خلاص، هتشوفي العالم تاني بعد غياب ٣ شهور، والي هيكون بينا دلوقت ثقة وبس، ثقة ف إنك مهما كان مش هترجعي للإدمان تاني، وثقتك فيا بأني صدقيني هجبلك حقك من كل الي حصلك وكل الي آذاكِ هردلك حقك منه، وإني هعوضك عن كل الي شوفتيه علشان بحبك وعاوز أشوفك مبسوطة ومش عاوز للماضي يكون ليه أي رابط بحاضرنا ومستقبلنا، اتفقنا؟
ابتسمت له شيري واردفت : اتفقنا يا جاسر وأوعدك هكون قد ثقتك دي.
“يُقال أن من يُخذلون بسبب ثقتهم المُرفطة بالأشخاص، هُم وحدهم من يُقدِرون معنى أن يثق بِك أحدهم، ولو الأمر تعلق بحياتهم لأنهوها ولا يضيعوا تلك الثقة التي وُضعت بِهم..”
لـ فرح طارق.
قبل يدها برقة شديدة وهو يبتسم لها وعيناه تلمع بالحب ناحيتها، ونزل الإثنان من السيارة ودلفوا للمنزل..
– تفتكر قاسم هيكون فاكرني؟
جاسر بضحك : هو نسيكِ علشان يفتكرك؟ أنا بخلي المربية تروح أوضة تانية وتكلمه ف التليفون على أساس أنه انتِ علشان يرضى ينام.
التمعت عينيها بالدموع واردفت : بجد يا جاسر؟
أشار لها حتى تدلف للمنزل واردف : أدخلي بنفسك وشوفي.
في مكان آخر في مصر..
في إحدى الحارات الشعبية، تجلس بداخل منزلها الذي يبدو عليه الهلاك الشديد، منزل لا يوجد بِه سوى أريكة مُتهالكة لمرور الزمن عليها، وبمكان ما بالجانب موضوع قطعة اسفنج كبيرة تنام عليها طفلة يبدوا أنها تبلغ من العمر حوالي خمسة أعوام..
تنظر لابنتها بحزن شديد وهي تستمع لجارتها الجالسة بجانبها تحادثها وهي تلوي فمها مردفة
– طب ما تكلمي أبوها! بدل ما انتِ متشحططة كدة ببنتك هو يصرف عليها يا بنتي! وكمان هتعملي إيه ف الإيجار؟ صاحب البيت باعتني أقولك أن آخر معاد لآخر الشهر ولو مدفعتيش الشهور المتأخرة ف هو هيمشيكِ من البيت!
سجى : حاضر يا خالة أم جمال، متقلقيش قوليله هدبر فلوس الإيجار وهديهمله.
– ما تتجوزيه وريحي دماغك! الحارا كلها عارفة أنه عينه منك! واهو ترتاحي يا بنتي بدل لف الشوارع علشان تجيبي لقمة ليكِ انتِ وبنتك! ايدي بنتك لابوها وانتِ اتجوزي صاحب البيت!
نظرت لها سجى واردفت بحدة : قولتلك يا أم جمال الإيجار آخر الشهر هيكون معاه.
لوت جارتها فمها واردفت : أنا غلطانة أني بنصحك يا بنتي! 
ثم نهضت من مكانها واردفت : يلا أنا رايحة شقتي.
رحلت تلك السيدة من شقة سجى وبقت سجى جالسة مكانها تفكر بما سوف تفعله، كيف ستُدبر أمر إيجار شقتهم، وتريد إرسال ابنتها للمدرسة، لا تريد أن تكون غير متعلمة، وأن لم تفعل وتقدم لها سوف تضيع عليها عامًا بأكمله! 
ظلت تفكر وتفكر بطعام اليوم الذي دبرته من بيعها للورود، وماذا عن طعام الغد؟ ماذا أن لم تبع ورود بالغد؟ كيف ستاكل ابنتها! تلك التي من المفترض أن تكون طفلة وتعِش حياتها الطفولية وسنها، ولكنها ياللتعاسة لا تفعل شئ سوى أنها تدور مع أمها لبيع الورود.
نهضت سجى من مكانها واتجهت لإيقاظ ابنتها وهي تحسم قرارها بما سوف تفعله، ف ليس أمامها شيئًا آخر حتى تفعله لأجل ابنتها وحياتهم.
في الشركة..”
في مكتب ماجد كان يجلس ينظر لتلك الكاميرات الموضوعة أمامه وقاسم يقف خلفه ينظر هو الآخر بترقُب شديد 
قاسم بغضب : يعني الزفت ده هو الي موصل كل حاجة تخص الشركة لإبن فاروق!
أرجع ماجد بكرسيه للوراء واردف : فيه حد وراهم كلهم، فاروقة قعد ٢٥ سنة ف السجن، وابنه مش قوي لدرجة أنه يعمل الشركة دي ويقف ف السوق الوقفة دي، فيه حد ساهم وعمل كدة وطالع بصورة فاروق وابنه.
قاسم : وتفتكر مين الحد ده؟
نهض ماجد من مكانه واردف وهو يقف خلف النافذة ويضع يديه بجيوب بنطاله : مش عارف، بس لازم جاسر يرجع مصر ويكون معانا هنا.
قاسم : أيوة أنا هكلمه واخليه ينزل مصر، وأنا هحاول أعرف مين الي ورا فاروق.
ماجد : وعاوزك تتصلي بـ كيان المنشاوي وتشوفه موجود ف القاهرة ولا ف البلد، لازم أقابله.
قاسم : تمام يا عمي هتصل بيه وهتصل بجاسر أقوله ينزل مصر.
ماجد : تمام.
يتبع…
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!