Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فرح طارق

في إحدى شُقق يوسف، البعيدة عن الأنظار، كان واقفًا وهو يتطلع لشروق وشيري واردف بجرأة : تحبوا ابدا بمين الأول؟؟
انهمرت دموع الإثنتان بخوف وهما يتشبثان ببعضمها البعض، وتقدم يوسف ناحية شيري وقبض على شعرها بقوة وسحبها خلفه واردف : كان نفسي اكون أحن شوية، بس..
قبض على ذراعيها بحدة واردف بحقد : عاوز اسيب بصمات ليا كل ما المُصون بتاعك يشوفها رجولته تتهان بسببها .
دفعها على الفراش، وفتح باب الغرفة ودلفت منها إمرأة ترتدي جلباب أسود، وخافت شيري من مجرد النظر لملامحها، بينما اردف يوسف : متخافيش كدة، دي بس هتقتل الطفل الي ف بطنك..
صرخت شيري بخوف شديد، وهي تتراجع للخوف وتبكي بكاء هستيري، بينما نظرت لها السيدة، ومن ثم ليوسف واردف : بس دي شكلها على وش ولاده يا بيه، يعني موت العيل بموتها هي كمان، لأنه كدة الطفل كمل ف بطنها..
نظر لها يوسف بغضب واردف : قصدك ايه؟
أجابته بخوف من نظراته : قصدي يا بيه، إن لو الطفل مات هي هتموت معاه..
– برررررة
اردف بها يوسف بصراخ شديد، بينما خرجت السيدة بخوف..
ومن ثم نظر لشيري بشر، وبدأ بخلع ملابسه واردف : مش مهم، المهم أخد الي أنا عاوزه، مع إن كان نفسي احرق قلب جاسر أكتر، بس مش مشكلة كفاية الي هيحصل فيكِ دلوقت..
خلع يوسف ملابسه وتقدم منها، وهو يحاول تقبيلها وهي تمعنه بشدة، وتحرك رأسها وتصرخ بهستيريا..
ابتعد عنها يوسف وبدأ يهوى على وجهها بالصفعات واردف : جبتيه لنفسك يا شيري..
بدأ يضربها على وجهها ويلكمها بِه بقبضة يدهُ، ومن ثم قبض على شعرها والدماء تسيل من فمها وانفها واردف وهو يزفر بغضب : قولتلك بلاش تعصبيني وامشي معايا على الخط!! 
هوى جسدها بتعب شديد، وهي تشعر ببوادر اغماء، ولكنها حاولت التماسك عسى أن تجد وسيلة ترحمها من بين يديه..
بينما بدأ يوسف بتمزيق ملابسها، ويدها تحاول منعه بشدة برغم تعبها الشديد من كثرة ضرباته، وامسك يوسف بيدها واردف بغل : عاملة زي جوزك بالظبط!! مبتتهديش زيه! 
شيري بسخرية : اديك قولت جوزي، يعني عارف إني على ذمة راجل وقابل على نفسك كدة!! 
قبض يوسف على شعرها بحدة جعلها تصرخ بألم، وتردف بحقد : أه علشان اكسر عين جوزك الي رافعها فوق، واوقعه على مناخيره الي رافعها على خلق الله.
شيري بتحدي : وجوزي مش هسيبك، وهيجي صدقني ويوقعك أنت على مناخيرك الي رافعها دلوقت وبتتكلم بيها بثقة.
احتدت قبضته على شعرها، واردف بغضب : أنا هعرفك مين الي هيقع على مناخيره..
صفعها مرة أخرى، واقترب منها وحاول تقبيلها وسط اعتراضها ودفعها لهُ، ولكن هيهات، من دفعها لهُ ومن كثرة محاولاتها للافلات، ف هي كـ الهِرة بين براثِن الأسد.
انتفض يوسف أثر تلك الدفعة القوية على باب الغرفة، و وجد جاسر يقف أمامه بطلته المُريبة. 
اندفعت الدماء بداخل عروقه من رؤية زوجته بتلك الهيئة، وروؤيته هو الآخر، واندفع نحوه وامسك بِه وظل يلكمه بشدة..
دلف ماجد خلف ابنه، واظل يضرب يوسف معهُ بشدة، بينما ترك جاسر يوسف واتجه ناحية زوجته العارية وهو يخلع جاكيته ويلبسها إياه..
بينما ماجد كان يضرب يوسف بشدة، وهو يتذكر دلوفه لزوجته ورؤيته لها وهي خائفة وجسدها يرتجف لتلك الدرجة، وخطفهُ لها، وظل يضربه بشدة وكلما وقع يوسف ارضًا رفعه ماجد وظل يسدد له اللكمات مرة أخرى..
دلفت الشرطة للغرفة وحاولوا الفِكاك بينهم، وابتعد ماجد بصعوبة شديدة عنه، عِندما استمع لصراخ شروق..
ترك يوسف للشرطة وهرول ناحية شروق التي احتضنته بخوف شديد عليه، ف هي شعرت بالخوف على ماجد وما يفعله بِـ يوسف، وخافت أن يقتله..
بينما على الجانب الآخر من الغرفة تشبثت شيري بِه بخوف، وضمها جاسر لاحضانه، وهو يشعر بجسدها المرتجف بشدة، واردف بحنو وهو يمسد على خصلات شعرها : أهدي متخافيش أنا جيت أهو..
لم تستطع الصمود أكثر، خاصةً حينما جاء جاسر وشعرت بالأمان الآن، ف استسلمت لذاك الدوار، وحالة الإغماء، وسقطت مغشيةٍ عليها بين يديه..
حملها جاسر بين يديه، وخرج من الغرفة و وجد الشرطة أخذت يوسف وماجد نزل بشروق للأسفل، وكان قاسم يقف بانتظاره..
قاسم بقلق : مالها؟ هو..
قاطعه جاسر بنبرة حادة : لأ، أنزل بسرعة قدامي علشان ناخدها للمستشفى..
هرول قاسم أمامه، وهو يشعر بالقلق على شيري، ف قد فهم جاسر مقصده خطأ وهو لم يقصد هذ الشئ، بل كان يريد أن يعرف ما فعلهُ بها! فقد كان وجهها يغطيه الدماء..
بعد وقت في المشفى..
وقف جاسر أمام غرفة الكشف، وهو ينتظر خروج الطبيبة للاطمئنان على زوجته بقلق وخوف شديدان..
بينما كان يجلس ماجد بجانب شروق الباكية بشدة، وهو يحاول تهدئتها، فقد حاول إقناعها بروجعه بها للمنزل ولكنها رفضت واصرت على البقاء مع شيري..
ماجد بحنو وهو يضمها لاحضانه : يا حبيبتي، اهدي هي هتكون كويسة والله..
شروق بدموع : خايفة عليها أوي، معرفش عمل فيها إيه، كنت ف أوضة تانية وسامعة صوت صريخها ومش قادرة أعمل حاجة..
ابعدها ماجد عنه ونظر لوجهها الذي يحتوي على بعض الكدمات واردف : والحمدلله لحقناها، وجبناها المستشفى ولحقناكِ معاها، وانتوا الاتنين كويسين..
حركت رأسها بالنفي واردفت : لأ، مش هطمن غير أما أشوفها وتقولي إنها كويسة، أنا الي كنت سامعة صراخها يا ماجد، مش انتوا، قلبي واجعني اوي..
ضمها لصدره مرة أخرى، وهي تبكي بشدة، بينما استمع جاسر لحديث أمه وهو يكور قبضة يده بغضب، ويشعر بأنه يريد الذهاب لذاك المدعو بيوسف وقتله بنفسه! ولكن كا يوقفه أنه بين يدي الشرطة الآن..
فقد عِندما ذهبوا لفادي، أخبرهم عن المكان الذي من المحتمل أن يكون بِه، ف تلك الشقة يوسف دائمًا يختبئ بداخلها حينما تتوجه عليه الأنظار، وأصر ماجد على تدخل الشرطة خوفًا على إبنه، وبالرغم من خوفه على زوجته ايضًا، ولكن إن لم تأتي الشرطة لكان جاسر قد قتله، وذهبوا جميعًا للشقة وبالفعل كان يوسف بها..
هرول جاسر ناحية الطبيبة بلهفة، التي خرجت للتو من الغرفة، واردف : إيه الأخبار؟ هي كويسة؟ 
ابتسمت الطبيبة واردفت : الحمدلله، والبيبي كويس، بس فيه كدمات في دراعها وكسر ف دراعها الشمال، وكدمات ف وشها..
جاسر بلهفة : طيب عاوز أشوفها، ممكن؟
– طبعًا اتفضل .
لم يجيبها جاسر، بل دلف للغرفة بلهفة ليرى زوجته، و وجدها نائمة على الفراش وهي تنظر للسقف ودموعها تنهمر..
تقدم جاسر نحوها، واردف بهمس : شيري..
نظرت لهُ، و جلس جاسر بجانبها، وساعدها على النهوض، واندفعت لاحضانه واردفت ببكاء : كان كان خلاص ه..هي…
مسد جاسر على شعرها وهو يردف بحنو : شششش، وأنا جيت يا حبيبتي ومقدرش يعمل حاجة.
شيري ببكاء شديد : جاب واحدة شكلها وحش أوي، وكان عاوزها تقتل بنتنا يا جاسر..
ضمها جاسر لاحضانه وهو يشدد من احتضانه لها واردف بنبرة حانية، عكس ذاك الغضب الذي أصبح كالنيران تقتله : ومقدرش يعمل حاجة، وانتِ معايا أهو، وبنتنا كويسة وانتِ كويسة وف حضني، صح؟
حركت رأسها بمعنى نعم، وابتسم جاسر وأكمل : يبقى متفكريش ف أي حاجة فاتت والمهم دلوقت إن انتِ ف حضني وكويسة..
شيري بوهن : حاضر..
ابتعد عنها برقة ونهض واردف بنبرة حانية بعدما طبع قُبلة رقيقة على جبينها : أنا هروح أشوف الإجراءات علشان نمشي وترتاحي ف البيت..
في الخارج..
سار قاسم ناحية الكافتريا؛ ليتناول مشروبًا ساخنًا، عله يُهدء من أعصابه، فقد كان اليوم مُرهق بشدة عليه..
استدار خلفه، وهو يتقدم بالاعتذار لتلك الفتاة التي اصطدم بها وهو شارد، واردف : أنا بعتذر بس..
توقف بدهشة حينما وجدها ترجع للخلف وتبكي وهي تردد : أنا آسفة مقصدش والله..
تقدم قاسم ناحيتها واردف : طيب اهدي أنا الي خبطك على فكرة، وأنا السبب ف أنا الي آسف وملوش لزوم تعيطي كدة حتى لو كنتِ انتِ الي خبطيني!
ارتفعت دهشته وهو يرى جسدها يرتجف بخوف، واردف بنبرة هادئة : طيب انتِ فيه حاجة تانية مخوفاكِ؟ 
اجابتها الفتاة ببكاء : لأ أنا هنا مع أختي بتغير على جرح ف ايديها..
– طيب فين اختك دي؟ والجرح فيه حاجة حرجة علشان تخافي كدة؟
أجابته بتلقائية وبراءة ولازالت تبكي : لأ أنا خايفة منك.
عقد حاجبيه بدهشة واردف : شايفاني بعُض؟ 
ثم أكمل بتفهم : طيب بصي، أنا الي خبطك لأني كنت سارح شوية، ده اولًا، ثانيًا حتى لو انتِ الي خبطيني ف ده مش سبب كبير يخليكِ تخافي أو تعيطي! اعتذري بمنتهى الهدوء وامشي! 
أغمضت عينيها واردفت ببكاء : ما أنا اعتذرت ليه كتير ليه مخلانيش أمشي وعمل كدة؟ 
نظر لها بدهشة من حديثها، ولا يعرف لما شعر بذاك الألم بداخل قلبه من حديثها، ولكنه نظر لها بتمعن وهو يتفحص وجهها الملائكي البرئ، ف هي قصيرة القامة، ملامحها هادئة بشدة، اعينها زرقاء بلون السماء الصافية، وجهها برئ بشدة، أقسم بداخله أنها لا تتعدى الـ ستة عشر عام! 
وبتلقائية اردف : هو انتِ عندك كام سنة؟ 
عقدت حاجبيها بدهشة من سؤاله المفاجئ واردفت : ١٨ ونص.
قاسم بمرح : ١٨ بس يا صغننة، مفيش حاجة اسمها ونص!
وضعت يديها بخصرها واردفت وكأنها لم تكن تبكي : مسميش صغننة أنا بقيت ف جامعة على فكرة! ورايحة خلاص بعد شهر أولى جامعة
اردفت بجملتها الأخيرة بشموخ وكبرياء، بينما ضحك هو عليها واردف : اسمك إيه؟
نظرت له بخوفٍ من جديد واردفت :, ليه؟
مد يده إليها واردف : أنا قاسم.
نظرت ليده الممدودة إليها بخوف، وخشية من أن تمد يدها هي الأخرى، بينما اردف قاسم : مبتسلميش ولا إيه؟
رفعت نظرها إليه، ومدت يدها هي الأخرى بيده، الذي ما إن شعر بيدها لامست يده حتى شعر برجفة اهتز جسده بأكمله عليها..! 
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها قدوم شقيقتها التي اردفت : أنا خلصت..
نظرت إليها وسحبت يدها من يد قاسم واردفت بتوتر : م..ماشي يلا بينا..
نظرت شقيقتها لقاسم واردفت : مين ده؟
– ده واحد خبطت فيه وأنا ماشية.
امأت شقيقتها رأسها بتفهم واردفت : تمام يلا بينا..
ثم نظرت لقاسم واردفت بإحترام : عن إذن حضرتك.
ابتسم لها قاسم، ورحلت الفتاتان، واردف قاسم بصوتٍ عال : معرفتش أسمك بردوا! 
التفت لهُ واردفت بشقاوة طفلة : براء..
ابتسم قاسم وهو يشعر بسعادة بداخله لا يعلم مصدرها حقًا، واستدار للذهاب لرؤية عمه وابن عمه، ف هو يشعر بعد رؤيتها بأنه لم يعد بحاجة لشئ يهدء أعصابه..
في مكان آخر..
وصل كيان للمكان الذي أخبروه به على الهاتف، وهو معه الملف الذي يحتوي على كل شئ يدينهم، والفلاشات، وكل ما جمعه يدينهم قد جاء به حتى يسترد زوجته..
ترجل من سيارته، وهو يرتدي تلك النظارة الشمسية، و أخذ يتطلع حوله بحثًا عن زوجته..
نظر كيان بلهفة ناحية رجلًا قادمًا يرتدي قناعًا على وجهه، تقدم الرجل ناحيته واردف : فين الورق؟
كيان بحدة : فين مراتي؟
– هات الورق خد مراتك.
– لأ، أشوف مراتي بعيني واديك الورق، غير كدة مفيش.
أشار الرجُل بيده، ونظر كيان ناحية ما يشير إليه، حتى وجد رجلًا آخر يأتي وهو يمسك بزوجته، التي ما إن رأته حتى صرخت بإسمه..
نظر الرجل لكيان واردف : مراتك أهي، هات الورق.
مد كيان يده بالحقيبة بتردد، وتقدم الآخر بفريدة، وسحب الحقيبة من يده، وألقى فريدة بأحضان كيان..
أخذ كيان فريدة و وضعها داخل السيارة واغلقها عليها من الخارج، والتف مرة أخرى وهو يرفع سلاحه، وبدأت القُوات تملأ المكان..
حصلت معركة بينهم، وازداد عدد الرجال الخاصة بعمه، وحصل شباك بينهم، وضرب نار مُتبادل، وانتهى الجدال بقتل عدد كبير منهم، ورحلت القوات وكيان ومعهم الحقيبة الي تحوى على الملفات..
في سيارة كيان، ما إن ابتعد عن الطريق، توقف بالسيارة والتف لفريدة وضمها لصدره بشوقٍ شديد، وابعدها عن مرة أخرى واردف وهو يتحسس كل انش بوجهها : انتِ كويسة ؟ عملوا فيكِ حاجة؟ حد لمسك؟
حركت فريدة رأسها بنفي، واردفت ببكاء : كنت خايفة أوي يا كيان، وكنت خايفة تسيبني ليهم ومتجيش..
اردف كيان مُعاتبًا : مجيش واسيب روحي بين ايديهم واعيش من غير روح؟
ضمها لصدره مرة أخرى واردف : كنت بموت وانتِ بعيدة عني يا فريدة، كنت حاسس بروحي رايحة مني وردت ليا دلوقت..
في فيلا ماجد..”
تحديدًا غرفة ماجد وشروق..
ابتعدت عنه وهي ورجع بقدميها للخلف واردفت : قولتلك والله ما فيا حاجة يا ماجد!
ماجد بصميم : والله أتأكد بنفسي كويس أوي، إنك كويسة والكلب ده معملش فيكِ حاجة..
أجابته و وجهها أحمر من الخجل : لا، وأنا كويسة وادرى بنفسي، بعدين يوسف معملش حاجة غير لشيري بس..
ثم أكملت بحزن : وضربها هي..
اقترب ماجد واردف بمشاكسة وهو يحاول تغيير مجرى الحديث : أيوة أنا بقى عاوز أتأكد بنفسي من صحة الكلام الي قولتيه ده.
زفرت شروف بضيق واردفت : يوه بقى يا ماجد!! مبتكبرش!!
عدل ياقته بفخر واردف : تؤ بصغر بس..
ثم غمز لها واردف : ولا مشوفتنيش وأنا بضرب؟
تقدمت ناحيته وحاوطت رقبته واردفت: تعرف أول ما دخلت! والله كنت بحسبك جاسر! بس لما لقيت جاسر حاضن مراته عرفت إنه أنت.
عقد حاجبيه واردف : ألا هو انتِ كنتِ فاكرة إني خلاص كبرت ولا إيه؟
قبلت وجنته واردفت بدلال : تؤ أنا عارفة حبيبي مهما يكبر ف هو لسة شباب.
حاوط خصرها بلمحة سريعة واردف بخبث ومرح بأنٍ واحد : تعالي اثبتلك بقى.
تعالى صوت ضحكات شروق بالغرفة، ويقابلها نظرات ماجد العاشقة لها واردف بعشق وهو يضمها إليه : اااااه يا شروق لو تعرفي كنت هتجنن إزاي، ولما شوفت الزفت ده بعد ما شوفت خوفك كنت نفسي اموته..
ثم ضحك بسخرية واردف : لأ وأنا الي طلبت البوليس علشان جاسر ميتهورش ويعمل فيه حاجة، وأنا كان نفسي اقتله يا شروق..
أكمل حديثه بجدية : لولا سمعت صريخك لولا بعدت..
قبلت شفتيه برقة واردفت : وأنا مكنتش هقدر اسيبك تعمل فيه حاجة وتضيع نفسك يا ماجد!! ولو كان ده حصل كنت أنا الي هموت بجد.
– بعد الشر عليكِ من الموت يا روح قلب ماجد..
أنهى كلماته وهو ينقض على ثغرها يقبلها بعشق..
في غرفة جاسر وشيري..”
وضعت يدها على فمها واردفت : جاسر كفاية بجد، حاسة إني هرجع خلاص!! 
اردف جاسر وهو يضع الملعقة أمام فمها : آخر معلقة يا قلب جاسر..
– لأ صدقني مش هقدر، خلاص كدة علشان خاطري..
ترك صينية الطعام التي كان يضعها على قدميه، على المنضدة الصغيرة الموضوعة بجانبه، وامسك بكوب اللبن واردف : طيب اشربي اللبن يلا..
توسعت عينيها بصدمة واردفت : لبن!! ابعده يا جاسر علشان مرجعش بجد!! 
وضع الكوب على المنضدة واردف بغضب : هو كلوا هترجعي!! أكل لأ ولبن لأ!!
أدمعت عينيها واردفت : أنا كلت وشبعت خلاص، واللبن بجد بقرف منه ومبحبهوش أصلا يا جاسر!
اقترب منها وهو يضمها إليه واردف : خلاص مصدقك يا قلب جاسر، ليه الدموع دي بس؟
أجابته ببكاء : علشان بتتعصب عليا..!
قبل رأسها بحنو واردف : حقك عليا، بس عاوزك تاكلي!
– شبعت.
– طيب يا حبيبتي، ارتاحي بقى يلا.
اردف بجملته وهو يجعلها تستلقي برفق على الفراش، وكاد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت طرقات على باب الغرفة..
ذهب جاسر وفتح باب الغرفة و وجد صبا تقف أمامه..
صبا بتوتر : ازيك يا أبيه، ج..جيت اطمن على شيري..
تذكر جاسر ما أخبرته به زوجة عمه واردف بنبرة جامدة : الحمدلله هي كويسة.
– ممكن أشوفها؟
كاد أن يخبرها بأنها ستخلد للنوم، ولكن قاطعه صوت شيري من الداخل : تعالي يا صبا.
دلفت صبا وهي تفرك بيدها بتوتر واردفت : عاملة إيه دلوقت؟ ماما قالتلي الي حصل وجيت اطمن عليكِ.
ابتسمت شيري واردفت بهدوء : الحمدلله يا صبا.
أرجعت صبا خصلات شعرها للخلف بتوتر واردفت : أنا ك..كمان كنت جاية اعتذرلك عن الي حصل، وبتمنى تقبلي اعتذاري و..لو يعني..
نظرت لها واكملت : نبدأ سوى صفحة جديدة، ونكون فيها صحاب أنا وانتِ.
ابتسمت لها شيري واردفت بنبرة هادئة، قد وضح بِه تعبها : ماشي يا صبا.
اندفعت صبا ناحيتها بتلقائية وانحنت وهي تحتضنها واردفت : بجد اتبسطت أوي.
ابتعدت عنها واكملت والسعادة واضحة على ملامحها، ف هي كانت تخشى أن شيري لا تقبل اعتذارها : أنا هسيبك بقى ترتاحي لأن شكلك تعبان وهجيلك بكرة، سلام..
خرجت صبا من الغرفة، بينما كان جاسر واقفًا وهو يستند بجسده على باب الغرفة، وهو يشاهد ما يحدث أمامه بهدوء..
تقدم جاسر ناحية شيري واردف : يلا يا حبيبتي علشان ترتاحي..
– هو أنت كنت عارف الي حصل؟
أجابها جاسر وهو يساعدها على الاستلقاء على الفراش مرة أخرى : أه، مرات عمي قالتلي، وكنت داخل أكلمك بس اتفاجئت باللي كنتِ عملاه ف مرضتش أتكلم وقولت اسيبك انتِ تقوليلي وتتكلمي معايا.
– لأ ما أنا قولت لماما وهي..
قاطعها جاسر : قولتي لماما؟ وأنا؟ ولا بقيتِ حلوة معاها ف ركنتيني أنا بقى!!
حاوطت وجنته واردفت : لأ يا حبيبي، بس كل الحكاية إني محبتش اضايقك، وكمان صبا بنت عمك، ولو كنت قولتلك كنت هتتعصب وتضايق منها وكان ممكن يحصل مشكلة وأنا عمري ما أتمنى كدة!! 
قبلها جاسر بحنو واردف :طيب يا حبيبتي، يلا علشان تنامي بقى وترتاحي شوية.
اردفت شيري بتوجس : يعني مش زعلان؟
ابتسم لها جاسر واردف : وأنا من امتى بزعل منك؟ 
اندفعت شيري نحوه وهي تقبله بِشوق وشغف، وتفاجئ جاسر مما فعلته، ولكنه حاوطها بذراعيه وهو يكمل ما بدأته..
بعد وقت ابتعد عنها، وهو يرى اعتراضها الواضح على ملامحها، واردف بإبتسامة : يلا علشان تنامي، وترتاحي يا روحي.
– طيب نام معايا، ممكن؟
ابتسم لها جاسر واردف : ما أنا هنام معاكِ مش رايح ف حتة.
استلقى بجانبها وهو يأخذها بين أحضانه، ولكنه استمع لطرقات على باب الغرفة وصوت بكاء ابنه واردف : ولا شكلنا هنام ف الليلة دي!!
نهض جاسر وفتح باب الغرفة و وجد المربية أمامه وهي تحمل إبنه الباكي، واردفت باحترام : أنا آسفة يا جاسر بيه، بس قاسم طول اليوم يعيط وعاوز الهانم، ولما عرفت إنها جت ف جبته ليها لأنه مش راضي ينام أو يسكت وعاوز ينام معاها.
حمل جاسر إبنه الذي ما إن رآه حتى ظل يصفق بسعادة وهو يرتمي ناحيته ويصرخ بإسمه : تعالى يا قلب جاسر
ثم نظر للمربية واردف : طيب روحي انتِ وهينام معانا.
أخذ جاسر إبنه ودلف للغرفة وأغلق الباب، وظل يدفعه قاسم وهو ينادي على شيري بسعادة، وانزله جاسر وهو يراه يهرول ناحية أمه..
قبلته شيري واردفت : حبيب مامي، وحشتيني اوي يا قاسم..
احتضنته شيري، وأخذته بين أحضانها، بينما خلع جاسر التيشرت الذي كان يرتديه واستلقى بجانب زوجته وابنه..
نظر قاسم لوالده العاري الصدر، ونهض من بين أحضان والدته، وهو يحاول خلع ملابسه، بينما ضحكت شيري واردفت : لأ يا قاسم، مينفعش علشان أنت صغير، لما تكبر زي بابي أبقى أقلع زيه كدة! 
قاسم بنبرة طفولية : لأ عاوز أقلع زي جاسر! 
ضحك جاسر عليه واردف : خلاص يا شيري خليه يقلع!
شيري بحزم : لأ طبعًا يقلع إيه! ده طفل جسمه ميتحملش المكيف ويبرد! 
قبلها جاسر من وجنتها واردف : يسلملي قلب الأم ده.
نظرت شيري لقاسم واردفت : قاسم، بابي نوتي علشان كدة بيقلع، عاوز تكون نوتي زي بابي؟ 
حرك قاسم رأسه بمعنى لا، بينما قهقه جاسر واردف : بابي إيه الي نوتي! انتِ بتقولي إيه للواد!! 
– بس يا جاسر مش شايف عاوز يعمل ايه!! 
أخذت شيري ابنها بين أحضانه، بعدما قبلها من وجنتها واردف : تصبحي على خير مامي..
ثم قبل والده واردف : تصبح على خير جاسر..
استلقى الطفل بأحضان شيري، وذهب في ثبات عميق ما إن وضع رأسه بأحضان أمه، بينما أردف جاسر بتساؤل : ألا هو ليه بيقولك مامي، وبيقولي جاسر؟
– عادي يا جاسر، ده طفل بينقل من الي حواليه، زي مثلا ما شافك بوستني وقولتلي تصبحي على خير عمل زيك، وكمان التيشرت، ف هو بيلاقيني وبيلاقي الكل بيقولك جاسر ف بيعمل زيه..
عقد حاجبيه واردف : واشمعنا انتِ؟
ضحكت شيري واردفت : فيه فطرة عند الأطفال والي هي الأم.
– واشمعنا الأب! 
شيري بضحك : أبقى أسأله.
أخذها جاسر بين أحضانه وابنهم يتوسطهم : طيب يا ختي، يلا نامي..
أغمضت عينيها، بينما ابتسم جاسر بسعادة وأسرته الصغيرة تنام بين أحضانه الآن، زوجته وابنه وابنته الصغيرة التي يتمنى أشد التماني لِـ لُقياها، والأمنية الأكبر عِندهُ، أن تكون شبيهةً لِـ معشوقته، واسيرة قلبه وروحه..
في غرفة صبا..
دلفت لغرفتها و وجدت زياد جالسًا على الفراش ينتظرها وما إن رآها حتى اردف : عملتي ايه؟
ابتسمت بغرور واردفت : عيب عليك، انت تعرف إن فيه حد يقدر يقعد يوم حتى مخاصم صبا ولا إيه!!
مد زياد يده وهو يدغدغها بخفة من خصرها واردف بغمزة : يا جامد انت..
أشارت صبا لباب الغرفة واردفت : يلا أخرج بقى عاوزة أنام..
اقترب زياد واردف : تنامي إيه، لازم الأول اديكِ جايزة على الي عملتيه..
تراجعت للخلف واردفت : وأنا مسامحة ف جايزتي..
زياد بصميم وهو يُقدم الخطوات التي ابتعدتها : والله ما يحصل يا صبا..
كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها وهو يحاوط خصرها، ويقربها نحوه ويقبلها..
في أمريكا..”
دلفت لغرفته ببطئ شديد، وهي تتمنى أن يكون قد خلد للنوم، ف هي كل يوم تدلف لغرفته تنام باحضانه، وتغادر قبل أن يستيقظ..
استلقت على الفراش بجانبه، ودفست نفسها بداخل أحضانه، بينما ابتسم أحمد، ف هو لم ينم وكان ينتظر قدومها إليه، كـ عادة كل يوم ينتظرها، وتظن هي بأنه يكون نائمًا..
شهقت سجى بفزع حينما وجدته يعتليها، واردفت بصدمة : أنت صاحي!!!
رفع حاجبيه واردف بتسلية : بتيجي كل يوم تنامي ف حضني، وتمشي قبل ما اصحى، وآل يعني مش هحس بيكِ؟
ثم اقترب منها وهمس أمام شفتيها : دا أنا بحس بيكِ من بُعد أميال يا سجى، مش هحس بيكِ وانتِ ف حضني؟
أدمعت عينيها واردفت بدموع : بحبك يا قلب سجى، وعلشان خاطري كفاية كدة بُعد وأنا خدت الدرس جامد اوي يا احمد، متبقاش قاسي عليا بالشكل ده!
اقترب أكثر حتى لامست شفتيه شفتيها واردف : بحبك يا روح قلبي، بحبك ومتفكريش إني كنت بعاقبك لوحدك، لأ كنت بتعاقب معاكِ يا سجى، بعدك عني كان عقاب ليا قبل ما يكون ليكِ، وحشتيني اوي. 
أنهى كلماته، وهو يطبع شفتيه على ثغرها يقبلها بشوق جارف..
يتبع…..
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!