Uncategorized

رواية ووقعت في عشق القاسي الحلقة الأولى 1 بقلم عبير الحسيني

 رواية ووقعت في عشق القاسي الحلقة الأولى 1 بقلم عبير الحسيني 

رواية ووقعت في عشق القاسي الحلقة الأولى 1 بقلم عبير الحسيني 

رواية ووقعت في عشق القاسي الحلقة الأولى 1 بقلم عبير الحسيني 

تبدأ الرواية علي شاطئ بحر الأسكندرية في الساعة الخامسة صباحا

كان الجو هادئ ، السماء صافية تتوسطها الشمس ونورها الذهبي الجميل أمواج البحر كانت تعلو وتهبط بحرّية أمام هذه الرمال الصفراء الرائعة

ياله من منظر طبيعي خلّاب ويالها من مبدعة تقوم بتصويره

كانت تقف أمام ذلك المنظر وتصوّره بأحتراف وإبداع وهي تمسك بيدها كاميرا صغيرة لكنها تعتبرها افضل ما لديها

أنزلت الكاميرا عن وجهها بعد أن إنتهت من التصوير وأبتسمت للصور بعذوبة وقالت:مش معقول فعلا رغم كل التطورات اللي بنعملها عشان نجمل الدنيا هتفضل المناظر البسيطة دي أجمل ما فيها

بعد ان إنتهت أخذت أغراضها وعادت إلي حيث تسكن وهي تسكن في شقة صغيرة بالدور الثاني بعمارة قديمة نسبيا في أحدي الشوارع الهادئة

(يارا:فتاه جميلة طيبة القلب ورقيقة تحب الهدوء والطبيعة لا تحب الإختلاط مع الأخرين لعدم الإزعاج

في التاسعة عشر من عمرها وبأول سنة بكلية الفنون الجميلة كانت جميلة للغاية رغم هدوئها حتي كان يطلق عليها زميلاتها لقب (أميرة الهدوء)كانت تمتلك عينان رماديتان مائلة للأخصر واسعة وجميلة وتمتلك شعر جميل ناعم وطويل يصل إلي آخر ظهرها لونه بني فاتح بشرتها بيضاء ناعمة وطولها متوسط وهي نحيفة ورشيقة ترتدي دائما ملابس تشبه ملابس الأطفال تدل علي شخصيتها النقية البريئة)

دلفت يارا إلي الشقة التي تعيش بها هي ووالدها ووالدتها لتجد والدتها في انتظارها

عبير(والدتها):ايه يابنتي كنتي فين كل دة

اتجهت يارا إليها وقبّلت يدها

يارا:صباح الخير يا ست الكل أنا جيت أهو

عبير:أبوكي فضل مستنيكي لحد ما نام

يارا:طيب أنا هدخل أنام وصحيني الساعة عشرة عندي سكشن مهم تصبحي على خير يا حبيبتى

عبير:وانتي من اهله يا بنتي ربنا معاكي وينولك اللي نفسك فيه

يارا:خشي انتي كملي نومك وطمني بابا

عبير:حاضر يا حبيبتى

دلفت يارا إلي غرفتها وأخذت تطبع الصور التي صوّرتها ثم توجهت إلي فراشها ونامت

                     ***

كانت تسير بمكان مظلم لا تعرف أين هي ذاهبة ولا لماذا لكنها كانت تشعر بالتعب والإرهاق من السير وكانت خائفة من ذلك الطريق لكنها تسير دون وعي لتري أمامها ضوء بسيط تركض إليه لتجده شخص واقف ومعه مصباح بيده يترك المصباح ويمسكها من يدها ويتجه بها إلي بيت كبير منعزل عن الناس ويقول لها بحدة وصوت رجولي:من النهاردة أنتي في جحيم ومش هتخرجي منه ابدا

                    ***

تفيق وهي مفزوعة علي ذلك الحلم أو ما يسمي بكابوس

تضع يدها علي قلبها وتقرأ بعض آيات القرآن الكريم لعلها تهدأ

في نفس الوقت دلفت والدتها إلي الغرفة

عبير:أنتي صاحية يا حبيبتي كنت جايه اقولك الساعة تسعة ونص تنامي النص ساعة دي و لا تقومي

يارا:لا لا هنام شوية

عبير:ماشي يا حبيبتى

خرجت عبير من الغرفة لتتركها شاردة في ذلك الكابوس تسأل نفسها لماذا ذلك الكابوس المرعب فهي لم تحلم بمثل ذلك من قبل ومن ذلك الشاب الذي كان معها فهي لم تر ملامحه

لم يأتيها النوم بسبب ذلك الكابوس فظلت ممدة علي الفراش لعلها ترتاح

************************************************في إحدى اكبر شركات الموضة والأزياء بالأسكندرية

شركة كبيرة كل من بها يعمل بجد وأجتهاد ليس حبّاً بالعمل لكن خوفاً من صاحبها

في الدور الأول من الشركة كانت فتاه تقف وبيدها بعض الأوراق تراجعها ليأتيها صوت غليظ من خلفها جعلها تنتفض خوفاً و ذعراً وتقع الأوراق من يدها

تقول الفتاه بتوتر بالغ:م.مالك بيه

ينظر لها مالك بغضب يكسو وجهه:أتفضلي برا من هنا مش عايز أشوف وشك في الشركة

الفتاه بدموع:والله يا مالك بيه كنت براجعهم وهجبهم لحضرتك علي طول

قال بصوت جهوري مخيف:برااااا

انتفض جسدها مرة أخرى وقالت وهي تهرول إلي خارج الشركة

الفتاه:حاضر حاضر

نظر مالك لباقي العمال وقال

مالك:دة درس ليكوا كلكوا للي يتأخر ثانية واحدة في حاجة أنا طلبتها منه

أجاب العمال جميعا:مفهوم

(مالك…شاب في منتصف العشرون من عمره قاسي ومتعجرف في تعامله مع الناس لا يعرف شيء يدعي برحمة طبعه وإسلوبه جاد لكن كل هذا وقت عمله أما في الليل فهو يسهر مع العاهرات والراقصات لكنه لم يعاشر إحدهن أبدأً

مالك رغم قسوته إلا إنه يمتلك جاذبية رائعة فهو صاحب العيون السوداء مثل الليل والشعر الأسود الكثيف وبشرته خمرية طويل القامة وجسده رياضي مما يجذب بنات حواء إليه)

دلف مالك إلي مكتبه وجلس أمامه بكبرياء وغرور ثم يخرج سيجارته وينفثها بشراهة 

يدق باب المكتب ليأذن له بالدخول

السكرتيرة مريم:مالك بيه في مشكلة

مالك:مشكلة إيه؟

مريم:المفروض العرض بتاع الصيف بعد إسبوع و..

قاطعها مالك بعصبية:عارف كل دة إيه الجديد

مريم بخوف:الفوتوغرافي بتعنا اللي المفروض هيصور المجلة بتاعة العرض عمل حادثة إمبارح ومات ومش لقيين غيره أو بمعني أفضل منه

نفث مالك آخر نفس بسيجارته وقال لها

مالك:اتفضلي على شغلك

خرجت مريم وهي تتسائل ماذا سيحدث

نهض مالك من علي كرسيه وحك رأسه بغضب

مالك:مكنش وقت تتنيل تموت يعني هو دى وقته 

يرن هاتفه يأخذه ويجيب لكنه للحظة ندم إنه أجاب

المتصل:مالك بيه مش معقول اللي سمعته لالا شكل العرض مش من نصيبكوا السنة دي

مالك بنفاذ صبر:آدم بقولك إيه أنزل من علي دماغي دة حتت مصوراتي أقدر أجيب مليون زيه

قهقه آدم ضاحكا وهو يقول:مش دى القصد يا مالك أصل العارضات بكلمة واحدة جولي خلي بالك بقي علي باقي شركتك ههههههه باااي

تغلي الدماء بوجهه ليصبح لونه أحمر للغاية

تدلف مريم بسرعة وهذه المرة تنسي أن تدق الباب

مريم:مالك بيه العارضات مش لاقيين ولا واحدة منهم

مالك بغضب وصوت عالي:أمشي من وشي

تخرج بسرعة قبل أن ينفجر بوجهها

مريم:يا ساتر هو في كدة أعوذ بالله

جلس مالك وهو في قمة غضبه وعصبيته وبعدها يصيح بصوت عالي:مرييييييم

تأتي مريم وهي تركض

مريم:نعم يا مالك بيه

مالك:احنا ماضيين عقد مع البنات دول أزاي مشيوا كدة

مريم:فعلا بس العقد دة فترته كانت إنتهت من شهر وأنا قلت لحضرتك نجدده بس أنت كنت مشغول

مسح مالك علي شعره بغضب وغل

مالك:نزلي إعلان لعارضات أزياء مدة العرض بس بتمن 10000ألاف جني

مريم بأندهاش:بس يافندم دة كتير أوي دة هو يومين تلاتة بس

مالك بعصبية:نفطي اللي بقولك عليه

مريام بتوتر:ححاضر

خرجت مريم للمرة الثالثه وقامت بنشر الإعلان بالجرائد وعلي الإنترنت

************************************************

في منزل يارا

نهضت يارا من على فراشها وتوجهت إلي خزانتها وأخذت منها ملابسها وهي عبارة عن سالوبت عليه بعض الأشكال الكرتونية ورفعت شعرها كذيل الحصان واخت أغراضها وذهبت إلى كليتها

كانت تسير شاردة في ذلك الكابوس لتسمع صوت صديقتها نهي تناديها

نهي:ياراااااا تعالي

تنظر حولها تجد أنها قد وصلت إلي الكلية

تدلف إلي الداخل لتتلقي السخرية من بعض الفتايات علي لبسها والمغازلة من الشباب علي جمالها لكنها تعودت علي ذلك وهي لا تسمع لأحد

نهي:إيه يا جميل مالك

(نهي:صديقة ليارا دائما تتظاهر أمامها بأنها تحبها لكن في الحقيقة هي تكرهها وتحقد عليها

نهي عكس يارا تماما تحب مغازلة الشباب لها وترتدي ملابس قصيرة تكشف جسدها يارا تعرف كل شئ عن نهي وتعرف كرهها لها ودائما تبتعد عنها لكن نهي تقربها منها لهدف معين)

يارا:مليش اذيك

نهي:كويسة بقولك انهاردة عيد ميلادي لازم تيجي طبعا

يارا:كل سنة وانتي طيبة بس مقدرش آجي

نهي بزعل مصطنع:لا هزعل منك

يارا:معلش يا نهي مش فاضية النهاردة 

نهي:ده هي ساعة وبعدين هيبقي كله بنات بس

يارا:انا اسفه بس أنتي عارفة أني مقدرش

نهي:طيب براحتك اوووف

تدلف يارا إلي المحاضرة وبعد ساعة تنتهي وتخرج منها لتكون الساعة الثانية عشر ظهرا

يارا:يوووه أنا هتمشي شوية يمكن أهدي

كانت تسير بجانب حديقة مليئة بالزهور الملونة الجميلة

يارا:الله جميلة جدا

أخرجت كاميرتها وبدأت تصور هذا المنظر بسعادة

في الوقت ذاته كان مالك راكب سيارته ويقودها السائق ليلمحها من بعيد

مالك بجدية:وقف هنا

السائق:حاضر ياباشا

نزل من سيارته وأرتدي نظارته الشمسية بغرور وتقدم من منها بخطوات يملؤها الكبرياء

إنتهت يارا من التصوير وإلتفتت وهي تنظر للصور التي إلتقطتها

مالك:صباح الخير

يارا بفزع:بسم الله الرحمن الرحيم أنت مين

اوي مالك فمه بتهكم وقال:مالك النشار صاحب شركة النشار للأزياء

يارا بإحراج:انا آسفة بس والله أتخضيت أحم المطلوب مني

مالك وهو ينظر لها من أعلاها لأسفلها مما اغضبها:عندي ليكي شغل تبقي فوتوغراف الشركة وأنتي اللي تصممي المجلة بتاعة السنة دي لشركتنا شهر مش أكتر مش هيبقى شغل دايم دة لحد أما نجيب فوتوغراف كويس

ردت عليه بأحترام مخزي:أسفة يا أستاذ مش عايزة اشتغل

ضحك مالك ببرود ومد يده بجيبه وأخرج منه الكارت الخاص به

مالك:الكارت دة فيه رقم وعنوان الشركة تقدري تبدئي شغل من بكرة

يارا بعصبية:بقولك مش عايزة أشتغل

أمسك يدها بغضب ووضع بها الكارت وقال:قدامك 24ساعة يا اه يا لا

ثم عاد إلي سيارته وأمر السائق أن ينطلق بها

وقفت بمكانها دون حركة بعدما لمس يدها فهذه أول مرة يلمسها رجل شعرت للحظة أنه هو الشاب ذاته الذي ظهر لها في الحلم لكنها نفضت هذه الفكرة وعادت إلي منزلها

************************************************

في فيلا كبيرة بالقرب من البحر 

دلف مالك إلي الداخل وألقي بجاكته علي الأريكة بإهمال ثم خلع قميصه وألقاه أيضا ثم تمدد علي الأريكة بتعب واغمض عيناه ليري هذه ذات العيون الرمادية ويبتسم تلقائيا لا يعرف ما سبب هذه البسمة لكنه لم يهتم كثيرا ونام

************************************************

عادت يارا إلي المنزل وقبل أن تدق الباب سمعت حوار بين والدها ووالدتها

عبير:هنعمل إيه في المصيبة دي يا صبري البيت هيتخرب

صبري:مكنتش أعرف إنهم أندال وهيطردوني كدة بس انا هدور علي شغل حتي لو ليل ونهار مش مهم

عبير:ازاي بس أنت صحتك تعبانة ومش هتقدر

صبري:لا هقدر عشان يارا 

كانت تقف أمام الباب ودموعها تنزل بغزارة

نظرت إلى ذلك الكارت الذي بيدها مطولا وقالت:مفيش غير كدة

******************************

يتبع..

لقراءة الحلقة الثانية : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية بحر العطر للكاتبة فاطمة خميس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!