رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الثالث عشر بقلم دعاء الكروان
رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الثالث عشر بقلم دعاء الكروان |
رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الثالث عشر بقلم دعاء الكروان
فى شركة آل سليمان عند يوسف…..
ما زال على وضعه الى ان طرقت زينة باب مكتبه فأذن لها بالدخول، و بمجرد دخولها رسم على محياه ابتسامة ساخرة ثم صاح بها:
أهلا… جيتى برجلك.
ارتعدت أوصالها لما سمعته و أيضا من هيئته المخيفة و لكنها تتوقع منه ذلك فهى من خالفت أوامره.
عندما لم يجد منها رد قال لها بكل برود على عكس الغليان القائم بداخله:
انتى مرفودة.
جحظت عينيها من الصدمة فهى توقعت أن يوبخها او ربما يخصم من راتبها و لكن ان يرفدها؟! فلم يخطر ببالها ذلك أبدا، فأسرعت إليه تترجاه:
خلاص يا مستر يوسف أنا آسفة… والله آخر مرة و مش هكررها تانى، بس خلينى فى شغلى الله يخليك… انا معدتش اقدر استغنى عنـ… عن الشغل.. صدقنى اخر مرة.
غلى الدم فى عروقه و قبض على يديه بشدة حتى ابيضت مفاصله و صاح بحدة:
أظن دى مش أول مرة تعمليها، و كون إنك تكررى نفس الغلط مرتين، فدا معناه انك مش عملالى أى اعتبار و لا احترام.
أقبلت عليه تستعطفه و قد بدأت عيناها تغرغر بالدموع:
العفو يا مستر يوسف، ربنا يعلم أنا بحترم حضرتك قد إيه؟
زفر بعنف و أخذ يمسد على شعره لكى يهدأ قليلا، ثم رمقها بتحذير و هو يقول بنبرة هادئة و لكنها قاتلة:
أنا مش هقولك دا أخر انذار.. لان المرة الجاية من نفسك كدا تمشى علطول.
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات و قالت بخنوع: حاضر… اوعدك مش هتتكرر تانى.
سكت يوسف قليلا لكى يستعيد هدوء أعصابه ثم نظر لها قائلا بنبرة عادية:
تعالى اقعدى.
ابتسمت زينة من تقلباته المزاجية و التى تجعلها تذوب فيه أكثر و أسرعت بالجلوس أمامه و رمقته بكل عشق الدنيا فى عينيها.
بينما الاخر كان منهمكا فى مراجعة بعض الملفات أمامه و لكنه يراها و هى تتأمله من جانب عينيه، فابتسم على تأملها فيه.
تجدد بداخله أمل بأنها تبادله نفس المشاعر، و أكثر ما أكد ظنه هو فضولها الذى دفعها لمخالفته و غيرتها الواضحة فى عينيها أثناء رؤيتها لسهيلة.
انتهى من مطالعة الاوراق امامه، ثم رفع بصره لها قائلا بجدية:
انا وصيت الاستاذ عادل يبدأ معاكى كورسات المحاسبة من بكرة، هتقعدى معاه ساعة قبل بداية شغله، و عايزك تركزى معاه كويس جدا عشان تنهى الكورس دا فى أقصر مدة ممكنة…. انا أصلا مش مرتاح خالص لشغلك ف البوفيه…. اوكى؟!
أومأت بحبور و أضاءت الفرحة وجهها، تشعر بالسعادة تغمرها فقط لإهتمامه بها لا أكثر.
أومأت له مبتسمة و قالت:
ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك.
أومأ بتشجيع:
أتمنى ذلك ان شاء الله …
سكت قليلا يفكر بحيرة كيف سيقدم لها حقيبة الملابس و بأى حجة، و لكنه حسم أمره و قام بالتقاط مفتاح الخزانة من درج مكتبه و أعطاها إياه و قال لها باقتضاب:
خدى المفتاح دا افتحى الدولاب الصغير اللى هناك، هتلاقى فيه شنطة ورق خديها.
رمقته باستفهام بعدما التقطت منه المفتاح:
فيها ايه الشنطة دى يا مستر يوسف.
أجابها بثبات ظاهرى و لكن التردد و الحرج يغلب على جوارحه:
هاتيها بس و بعدين هقولك.
نهضت و راحت لتفتح الخزانة، و بالفعل أخذت الحقيبة و عادت له مرة أخرى.
قال لها باقتضاب:
افتحيها.
فتحت الحقيبة و أخرجت الملابس و نظرت لها بانبهار و اندهاش فى آن واحد و قالت:
الفساتين دى لمين؟!
أجابها بتأكيد:
ليكي.
قطبت جبينها باستغراب و أردفت:
بس انا مش بلبس دريسات.
يوسف بحرج نوعا ما:
عارف… جربى كدا تلبسيهم يمكن يعجبوكى .
أومأت مبتسمة و شعورها باهتمامه ينمو بداخلها: حاضر.. اتا متشكرة اوى يا مستر على الحاجات الحلوة دى.
أردف بجدية:
على فكرة كل دريس من دول معاه حجاب.
نظرت له ببلاهة ثم انفجرت فى الضحك عندما تخيلت نفسها ترتدى ذلك الفستان الفضفاض و عليه الحجاب و تدخل بهما الملهى الليلى و يراها الزبائن الماجنون بتلك الملابس المحتشمة، حتما سيتهموها بالجنون.
تعحب يوسف من ردة فعلها و سألها باستغراب:
ايه اللى بيضحكك اوى كدا؟!
بالطبع هى لن تخبره بما يدور بخلدها فيكفيها اهتمامه بها و غيرته عليها فحمحمت ثم أجابت:
احم.. و لا حاجة يا مستر ، انا بس مستغربة شكلى ف الحجاب.
قال لها بنبرة هادئة تحمل بين طياتها حب جارف:
صدقيني هتبقى أحلى بكتير..
ثم أضاف بدون وعى:
انا خايف لتحلوى أكتر… ساعتها هلبسك نقاب.
تدارك نفسه سريعا، فماذا تعنى له حتى يسمعها تلك الكلمات فقال بحرج:
احمم… براحتك لو مش عايزة تلبسى ححاب دى حاجة ترجعلك.
كانت تتمعن بكلمات تعويذته السحرية التى ألقاها عليها، فكاد قلبها أن يخرج من قفصه الصدرى متحررا منه، محلقا فى سماء حبه بجناحى السعادة التى تغمرها الآن، فبريق عينيه و اهتمامه بها و غيرته عليها، كل ذلك يجعله يقطع الجسور المقامة بينهما، و يقرب بينهما المسافات البعيدة و يهدم الأسوار العتيدة.
طال شرودها حتى ظن أنها لم تسمعه فحمد الله أنها لم تنتبه لإطرائه عليها.
استعادت انتباهها مرة أخرى بعد رحلة قصيرة من الشرود فى سماء العشق و أجابته بابتسامة مشرقة:
حاضر هجربه ان شاء الله.
اعتدل يوسف بجلسته براحة مستندا بظهره للخلف و تنهد بارتياح، فقد شعر أن هما ثقيلا أزيح من كاهله، بعد كثرة التفكير فى طريقة تقديم هديته لها و
أجابها بابتسامة:
اوكى… تقدرى تتفضلى دلوقتى.
أومأت باحترام:
عن إذنك… كادت ان تنصرف و لكن ظلت تفرك بيديها تريد أن تعرف من تلك الفتاة، فاستجمعت شجاعتها و سألته :
لا مؤاخذة ف السؤال يعنى… هى مين الانسة اللى كانت قاعدة مع حضرتك؟!
رمقها باستنكار و قال:
و انتى بتسألى ليه؟!… أظن دى حاجة متخصكيش.
ابتلعت ريقها بصعوبة تفكر فى سبب لسؤالها فهى لن تتنازل عن معرفة ماهية هذه الفتاة :
احم … عادى يعنى يا مستر، أنا بس استغربت ان حضرتك كنت قاعد معاها و الباب مقفول و دى مش عادتك.
أجابها بمكر:
بردو ميخصكيش…. بس هريحك عارفك فضولية و لمضة.
هزت رأسها بتأكيد فاسترسل حديثه قائلا:
دى سهيلة بنت عمى، و قاعد معاها و الباب مقفول عادي لاننا عايشين مع بعض فى نفس البيت.
لم يخبرها بأنه يعاملها كشقيقته حتى يتلاعب بأعصابها و يرى غيرتها التى أحبها.
أما هى، هوت آمالها و الأحلام التى بنتها منذ قليل، فقد أدركت وقتها مدى الفرق الشاسع بينها وبين يوسف، فكيف سيترك تلك الجميلة، و المحجبة، و المتعلمة، و الراقية، و ينظر لها و هى من تربت فى الملاهى الليلية و ليس لها عائلة و لا مال و لا حتى تعليم جامعى. تملكها الشعور بالانكسار و امتلئت عينيها بالعبرات التى تهدد بالهطول و لكنها حاولت أن تتماسك قدر الامكان حتى لا يرى دموعها و قالت بصوت مختنق بالبكاء:
ربنا يخليكو لبعض.. عن إذن حضرتك…
و كادت ان تمشى و لكن أحس بها يوسف فنهض مسرعا و استوقفها قائلا:
استنى يا زينة.
وقفت و هى مطرقة الرأس فى انكسار حتى لا يرى عينيها الدامعتين.
وقف أمامها و رفع وجهها من ذقنها و نظر فى عينيها المتلئلئة من أثر الدموع و قال لها بحنان الدنيا فى كلماته:
انتى بتعيطى؟!
ارتبكت من لمسته لذقنها ومن قربه الشديد و حاولت أن تبحث عن حجة لبكاءها فقالت بصوت متردد: أبدا..ايــ ايـ مفيش حاجه انا.. أنا بس افتكرت ماما الله يرحمها و ان أنا وحيدة ف الدنيا لما جبتلى سيرة بنت عم حضرتك ، بس مش أكتر.. و قامت بمسح دموعها بطريقة سريعة.
انفطر قلبه لرؤية دموعها و بالطبع لم يصدق تلك الحجة الواهية، فهو يعرف أن غيرتها من سهيلة هى سبب تلك الدموع.
أردف لها بحنان بالغ و نبرة صادقة:
مش عايز أشوف دموعك تانى… فرفعت عينيها المتلئلئة تنظر اليه بدهشة من رد فعله، و لكنه لم يبالى باندهاشها و استرسل يساير حجتها:
أنا معاكى بعد ربنا سبحانه و تعالى… لو اى مشكلة قابلتك انا هبقى ف ضهرك… متخافيش انتى مش وحيدة من هنا و رايح… ثم ابتسم ابتسامة كادت ان تفقدها وعيها و قال لها:
اتفقنا؟!
هزت رأسها بتأكيد و لم يسعفها عقلها لقول أى شيئ فهى الان واقعة تحت تأثير تعويذته السحرية التى ألقاها عليها بهذه الابتسامة و هذه العبارات الحانية.
أدرك يوسف صدمتها من تلك المعاملة الجديدة فقال لها كى ينهى الموقف برمته:
يلا خودى شنطة الهدوم دى و روحى عشان تقيسيهم… انتى أجازة باقى اليوم.
عبس وجهها و أجابته برجاء:
بس انا مش عايزة أروح دلوقتى.
زم شفتيه و هز كتفيه بعدم اكتراث:
خلاص براحتك… امشى يلا عشان عندى شغل كتير و انتى أخدتى كتير من وقتى و عطلتينى.
أجابته بابتسامة صافية:
حاضر.. عن اذن حضرتك
يوسف:
اتفضلى…
ظل واقفا مكانه بعدما رحلت يفكر بها، و بالتغيير التى أحدثته تلك الشقية به، فقد قلبت كيانه رأسا على عقب حتى أنه لم يتحمل رؤية دموعها مما دفعه للتصرف معها بتلك الطريقة الحنونة، فقد كانت الكلمات تخرج منه دون وعى و لكنه ليس نادم على ذلك ، فهى أصبحت حبيبته.
فى فيلا راشد سليمان ……
عادت سهيله الى المنزل تشتعل من الغيرة و الغضب، تتوعد و تلعن فى يوسف، فعندما دخلت الى الفيلا وجدت أبيها جالسا فى البهو يتصفح الانترنت من هاتفه فأسرعت اليه و قالت بعصبية مفرطة:
شوفت يا بابا… يوسف مشغل عنده بنت ف مكتبه… من امتى يا بابا و هو بيشغل عنده بنات؟
أجابها والدها فى استغراب:
غريبة… مقليش حاجة زى دى!!.
سهيلة بعصبية:
شوفت اهو كمان مخبى علينا كلنا.
أجابها راشد بعقلانية:
عادى يا سهيلة تلاقيها بنت غلبانة و لا حاجة و يوسف حب يساعدها… انتى عارفة يوسف بيحب دايما يعمل خير و معروف عنه كدا.
سهيلة بضيق:
يعنى هى الشركة ضاقت ملاقاش غير بوفيه مكتبه و يشغلها فيه، عشان تدخله كل شوية و تشاغله.
انتفض الوالد من مجلسه ورد عليها بحدة و صوت مرتفع:
سهيلة… احترمى نفسك، انتى ازاى تقولى كدا على يوسف؟! ، يوسف أعقل من كدا.
ثم انتى بتدخلى ف شغله ليه أصلا.. دى شركته و يعمل فيها اللى هو عايزه.
أطرقت رأسها بحرج و أردفت بندم :
أنا آسفة يا بابا ع اللى قولته، بس أصل حضرتك لو كنت شوفتها كنت عذرتنى…..
راحت تصف زينة بغيرة و غل:
دى..دى حلوة…. و شكلها صغيرة…. و كمان بشعرها و شعرها طويل و حلو و لابسة لبس ضيق… يعنى غصب عنه هيبصلها اكيد يعنى.
أجابها بهدوء علها تقتنع:
بردو يوسف مش صغير و هو عارف هو بيعمل ايه؟!…. انتى مش هتعدلى عليه.
أجابته بضيق:
انا قولتله يمشيها.
رد أبوها بهدوء نوعا ما:
و انتى مالك… هتفضلى طول عمرك غبية و مجنونة.
زمت شفتيها بغضب :
أنا غبية يا بابا… طب انا طالعة اوضتى بقى… مفيش حد فاهمنى ف البيت دا..
سارت باتجاه الدرج و هى تقول بحسرة:
فينك يا يحيى؟!… انت الوحيد اللى فاهمنى… ثم دخلت الى غرفتها لتبدل ملابسها.
أنهت زينة دوامها بالشركة و عادت الى غرفتها و أغلقتها ثم نزعت عنها ملابسها و راحت تجرب الملابس التى أحضرها لها يوسف، أعجبت كثيرا بالفستانين، كما أنها وجدت شكلها بالحجاب أفضل.
و لكن للأسف لن تستطيع أن ترتدى هذه الملابس أمام من يعيشون معها فى ذلك المكان و إلا ستحوم حولها الشكوك خاصة من ناحية جلال، و لكنها ستحاول ان ترتديها و تحرص ألا يراها أحد أثناء خروجها، فهى تريد أن ترضى يوسف و تسعده.
رن هاتفها برقم على الرفاعى فتأففت و قامت بفتح الخط قائلة بملل:
أيوة يا على باشا
على:
فى جديد يا زينة؟!
أجابت بكذب و مراوغة:
الحال زى ما هو… دا تقيل أوى يا باشا، مش عارفة أدخله منين.
انكمشت ملامحه بقلق و أجابها بضيق:
لا كدا مينفعش يا زينة… انتى كدا هتطولى و انا عايزك تخلصى بدرى بدرى قبل ما جلال يخلص تدريباته.
أجابته بمراوغة:
ادينى بحاول اهو يا باشا.
خطرت له فكرة شيطانية، فأردف بخبث:
اسمعينى كويس و نفذى اللى هقولك عليه بالحرف.
زينة:
معاك يا باشا قول.
على بمكر:
انا عايزك تغيبى عن الشغل يومين تلاتة كدا.
اضطربت أوصالها و سألته بضيق:
ليه بس يا باشا؟!
قطب جبينه باستغراب:
و انتى مالك اتخضيتى كدا ليه؟!… المهم، انا عايز أشوف رد فعله على غيابك هيكون ايه.
سألته بعدم فهم:
إزاى يعنى يا باشا؟!
أجابها بدهاء:
يعنى عايزين نشوف غيابك مش هيأثر عليه و هيعدى الموضوع عادى، و لا هيقلق و يسأل عليكى، كدا بقى هيبان اذا كنتى انتى عادية بالنسباله و لا بيحبك و مدارى.
زينة بتفكير:
تفتكر يا باشا؟!… لا لا مظنش، دا راسى بشكل!! ، مش زى ما كنت فاكرة.
ارتبك على من الخلفية الصحيحة التى كونتها زينة عن يوسف و حاول ان يثنيها عن هذه الفكرة قائلا: شوفتى.. اهو عرف يلعبها عليكى و قدر يخليكى تصدقى انه مالوش ف الستات، اصبرى انتى بس و شوفى لما يحبك هيعمل معاكى ايه؟!.. ساعتها هيبان على حقيقته و انتى حلوة و متتقاوميش.
زينة:
انت كدا بتخوفنى منه… ربنا يستر بقى.
ابتسم بمكر مردفا:
انتى ميتخافش عليكى يا زوزة و انا واثق انه مش هيتحمل غيابك و هيسأل عليكى و يا سلام بقى لو جالك الكباريه.. تبقى كملت.
ضحكت زينة:..
لا كدا وسعت منك اوى يا على باشا.
أجابها و هو يضحك:
مسيره هيعملها و بكرة تقولى على قال.
تنهدت زينة بحيرة و قالت:
يمكن.. محدش عارف.
على:
أسيبك انا دلوقتى و متنسيش اللى اتفقنا عليه… اوعى تروحى بكرة يا زينة!!
أومأت بتأكيد:
حاضر متقلقش.. مع السلامة
أغلقت الهاتف و ارتمت بجسدها على الأريكة بضيق، فكيف سيمر يومها دون ان تمتع ناظريها برؤيته، و لكنها اقتنعت بكلام على، فهى أيضا تريد أن تتأكد من حبه لها، فلتنفذ فكرته اللعينة و تتحمل قليلا حتى يطمئن قلبها من جهته.
فى منزل لينا….
انتظرت الى أن خلد جميع من بالمنزل الى النوم، فهم من عادتهم ينامون مبكرا و يسيقظون مبكرا، و فى تمام الثانية عشر قامت بخلع ملابسها الا من القليل منها و ثبتت الهاتف أمامها على المنضدة و جلست على الكرسى و شرعت فى فعل ما حرم الله من عرى و تمايل أمام الرجال عبر كاميرا الهاتف.
لم ينم والدها بتلك الليلة و انتظر بغرفته الى ان دقت الساعة الواحدة فنهض من فراشه، و خرج من غرفته، و أغلق بابها جيدا حتى لا تشعر زوجته بشيئ.
توجه لغرفة بناته ثم فتح الباب بغتة، فانتفضت ابنته من مكانها و راحت تبحث عن اى ملابس بجانبها لكى تستر جسدها العارى.
بينما هو جحظت عيناه من ذلك المشهد و ألجمته الصدمة، فلم يعد قادرا على النطق و لكنه نظر لها باشمئزاز و بصق عليها و خرج.
بينما الأخرى تقف مكانها تحيط جسدها بوشاح، غير مصدقة ان والدها قد كشف أمرها، فبأى عين ستنظر له بعد ذلك، و ترى ماذا سيفعل بها و كيف سيكون عقابه لها.
ألقى الوالد بجسده على أقرب أريكة له بالمنزل و أمسك رأسه بكفيه يفكر كيف سيتصرف فى هذه الفاجعة، استمر على هذا الحال عدة دقائق حتى استعاد رباطة جأشه ثم نهض و ذهب لغرفة ابنته مرة اخرى و قال لها بجمود و غلظة:
أنا مش هضربك و لا هطردك، مش عشانك، لا… عشان خاطر أخواتك البنات، عشان عايز احافظ عليهم و على سمعتهم، مش عايز أسمع حد من اهل المنطقة يقول عليهم هيطلعو لمين يعنى، اكيد هيطلعو لأختهم الكبيرة.
أما انتى.. فأنا بريئ منك و من ذنبك، و انتى بالنسبالى ميتة.. و اعملى حسابك ان فى واحد كلمنى عليكى كتير شغال معايا ف الشركة، هو مطلق و معاه عيليين، هبلغه بموافقتى ع الجواز منك بكرة، و ربنا يسامحنى ع المقلب اللى هعمله فيه.. ثم نظر لها باشمئزاز و احتقار و تركها و غادر الى غرفته.
بينما الاخرى انهارت و خارت قواها و جلست على ارضية الغرفة تضع كلتا يديها على فمها تكتم شهقاتها، و تنهمر الدموع من مقلتيها كالشلال تنظر الاما آلت إليه أمورها، فبالطبع هذا حصاد ما زرعت، فماذا كانت تتوقع ان تحصد من وراء الضلال.
يتبع ..