روايات

رواية ياسيم الفصل الثاني 2 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الفصل الثاني 2 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الجزء الثاني

رواية ياسيم البارت الثاني

رواية ياسيم الحلقة الثانية

✨️✨️✨️✨️✨️
سبحان الله وبحمده ✨️سبحان الله العظيم
✨️✨️✨️✨️✨️
في المصلحة الحكومية كلاً يعمل على قدم وساق ليمر الوقت سريعاً ولم يشعر به سوى بتصاعد رنين هواتف المحاسبات معه نظرت له احدهما هاتفها :
— لو سمحت يا حمزه باشا الوقت أتأخر ولازم ننزل…
كانت زراعيه مثبته على مكتبه وانامله تعبث في حاسوبه النقال.. رفع عدستيه وهو ينظر لها بتساؤل قائلا :
— هى الساعه كام يا استاذه مها..
نظرت في ساعاتها بتوتر من نظرته الحاده وصوته المنفعل هاتفه :
— الساعه داخله يا فندم على 6:00
هز رأسه ولم يرفعها عن شاشه حاسوب قائلا :
— اتفضلوا انتم يلا وأنا كمان هنزل اشرب قهوه، وهرجع أكمل.. لسه قدامي شغل لازم يخلص النهارده…
اقترب منه سكرتير المصلحة قائلا :
— اعمل لحضرتك قهوه يا باشا عامل البوفيه قهوته بتطلع مبظبوطة ….
ارتدى معطفة وهندم ملابسة مردفا:
— لا أنا حابب أشم شويه هواء واشربها في مكان مفتوح…
ترجل أمام المساعدين وهما ورائه انصرف الجميع واستقلوا سيارتهم.. أما هو ظل يتجول في ممرات الشواع..
**********
مر بعض الوقت حتى لفت انتباهه احدى الكافيهات الهادئه..
دلف اليه واختار طاوله بعيده عن الضوضاء..
رغم خلو المكان من الناس.. جلس بهدوء على المائده التي اختارها بعنايه، والتي تحتل ركن من الأركان ذات الإضاءه الخافته..
رغم بروده الطقس إلا انه استمتع بهدوء المكان ونسمات الهواء البارده، التي تتسلل من فتحه صغيره بشرفه جانب طاولته..
داعبته رائحتها الهادئه التي تغزو رئتيه منذ لقائهما الأول… رفع انامله يدلك أنفه بنشوه جديده عليه.. ولكن غزى أذنه نبره أنثويه يهيئ له انه قد استمع لها…..
قطع دهشته فى التمعن فى الصوت.. اقتراب خطوات رقيقه تهتف مجددا لتحثه على الالتفات لسؤالها……
دنت منه لتقف على مقربه منه هاتفه بصوت هادئ :
— تحب تشرب حضرتك ايه يا فندم.
كانت تتحدث ونسمات الهواء تداعب جديلتها التى صففتها على الطريقه الفرنسيه وينساب منها خصلات جانبيه تعطيها مظهر ناعم يناسب برأة ملامحها..
تعالت هبوب النسمات على المكان.. ليشتت انتباهها فى الخصلات التى تمردت على وجهها بلطف… لترفع يدها برفق تفرقهم عن عينيها.. فلم تتمعن بوضوح فى وجهه المتوارى خلف هاتفه.. فلم يشغلها من الذى أمامها.. على قدر أنها سعيده أنه زبون وأخيرا أتى للكافيه….
وهو لا يختلف عنها كثيرا.. ليس مهتم بمن تقف أمامه وقبل أن ينظر لها ويرفع عدستيه هتف بتلقائيه :
— قهوه مظبوطه…
ولكن لقرب المسافه وللوهله الأولى ربط بين الرائحه التى غزت صدره والصوت الذى اقتحمت نبرته مسامعه.. وحدثه الداخلى يتمني أن يكون ما سمعه صحيح وأن تكون هي من قلبت حياته…..
رفع لها نظراته بعيون مفتوحة علي مصرعيها.. وجدها هي التي سرقت قلبه من الوهله الأولى كان وجهها كالقمر الذي هجر السماء ووقف امامه ليسحر بطلتها..
حاول أن يستجمع شتات نفسه وبعثرت أنفاسه الهاربه التي لم يجدها.. حاول أن يربط جأشه ويسيطر على ثبات نبضات خافقه ولكن رغما عنه تمردت عليه.. ليرسل لها ابتسامته التى تسلب العقل.. تاركا العنان لمشاعره للاستمتاع بهيئتها المهلكه.. حتى ملامح وجهه أعلنت التمرد عليه ولانت من صلبتها
ظل يحدث نفسه مردفا بتيه :
— من هذه الفتاه التي جعلت كل مشاعري وحواسي تعلن التمرد عليا وأعلان العصيان علي طبيعتي القاسيه..
لا يعرف ما الذي أصاب عدساته وجدها تلتهمها بنهم…. يتطلع لها وكانه يصورها يجردها من نفسها يحاول استكشاف تفاصيلها التى أودت بقلبه صريع لها.. ابتلع ريقه بصعوبه عندما وجد نفسه ينظر لمفاتنها بجرأه جديده عليه..
حاول أن يتنحنح يبحث عن صوته.. لكنه هرب لم يجده فى سحر طلتها….
هي لم تقل صدمه عنه هو من كان سيفقدها حياتها في أحدى أيام الاسبوع الماضي..
هل يعقل أن من سرق منها نومها وراحت بالها يجلس أمامها.. هي لم تنساه ولو لوهله صغيرة.. دعت الله ان يخرجه من عقلها الذي بات يفكر فيه ليل نهار.. لتصطدم به واقع أمام عينيها الآن..
ظلت على هذه الحاله لا تشعر بنفسها تائهه فى جمال الصدفه التى جمعتهم للمره الثانيه.. مما جعلها لا تركز فيما طلبه منها.. اغمضت عينيها وفقدت الامل أن تسترجع ما قاله..
شهقت وتراجعت للخلف هاتفه :
— هو أنت مش معقول أنا دورت عليك كتير عشان اتاسف لك عن سوء التفاهم إللى حصل بسبب الناس بس لاقيتك دورت العربيه ومشيت…
طأطات رأسها بخجل وهتفت :
— بجد أنا أسفه جدا.. وشاكره فى نفس الوقت على انقاذك ليا لولا وقوفك المفاجئ كنت أنا فى قبرى من أسبوع…
انتفض من بشاعة كلمتها قائلا بخوف ظهر جليا فى صوته :
— بعد الشر عليكى متقوليش كده… ياستى أنا معملتش غير واجبى .. ومفيش أسف هى دى طبيعة الناس بتهجم على أى حادثة عربيه من غير ما يعرفوا الغلط عند مين…
ابتسمت بلطف على تفهمه اعادت عليه السؤال مره أخرى وهى في قمة الأرتباك هاتفه :
— بعتذر يا فندم.. بس ممكن طلب حضرتك مره ثانيه عشان ما اخذتش بالي…..
قطع شروده فيها نبرتها المرتبكه وأبتسم على احمرار وجنتيها وعيونها الزائغه في كل مكان حوله.. ليهل من فعلتها.. هل يوجد الآن فتيات تحمر خجلا… رحم حالها وأجابها بإبتسامه نادرا ما تظهر مردفا :
— قهوه مظبوط يا آنسه..
دونت طلبه حتى لا تنسى مره أخرى.. واستدارت تغادر.. حتى استوقفها سؤاله…
عاد لشموخه واتقن الجديه المعتاد عليها مع اختفاظه بملامح وجه لينه يحاول فتح حوار معها ليضيق حاجبه بتساؤل :
— اسم حضرتك إيه..
ابتلعت لعابها من لطفه وذوقه في الحديث ردت عليه بنغمه صوت هادئه :
–ياسيم يا فندم..
ارتسمت على شفتيه ابتسامه عذبه جعلت غمازته تظهر بوضوح ليسترسل يتعمق معها فى الحديث :
— الله اسم جديد وغريب ده معناه ايه بقى…
تحدث وهو يتكئ بساعده علي مسند المقعد الذي يجلس عليه بأريحية….
هي أيضا كانت تندهش من نفسها لم تجيب علي أحد من قبل، ولا تتحدث مع ضيوف الكافية.. لماذا تقف تثرثر مع هذا تحديداً
حدثت نفسها تؤنبها بضجر :
— أنا هقوله علي معني اسمي واروح اعمله القهوة ..
هتفت مبتسمه :
“ياسيم” هو حجر اليشم أو زى ما بيُسمي في تركيا ويطلق عليه اليشب.. وهو واحد من الأحجار الكريمة المعروفة اللى بتستخدم في صنع الحلي والزينة وألوانه يا الأزرق او الأخضر.. أما بقي بالنسبة الاسم للبنات فهو معناه البنت جميلة المميزة اللي بتكون على قدر عالي من الجمال مقارنة بغيرها…
كان يستمع لها وهو يحلق النظر في السماء وهي تسرد معنى اسمها الغريب عليه..
ابتسم بخبث قائلا :
— هو أنا مش هشرب القهوه يا ياسيم ولا أيه.. هو ده حُسن الضيافه عندك.. ده حتى فى سابق معرفه بينا شكلك بخيله…
ارتبكت وشعرت باحراج وأردفت :
— حالا يا فندم
وانصرفت تعد القهوه..
كانت عيونه عليها تسترق النظر اليها من حين لاخر أراد أن يجعلها تستشعر انه مشغول ولا ينظر لها….
أتت له بفنجان القهوه وهي تخطوه بخطوات هادئه وعلي وجهها ابتسامة خجوله جعلتة أسير لعشقها الذي أحتل كيانة دون وعي منه..
اقتربت منه وهي تحمل فنجان القهوه .. على غفله منها وجدوت الصينية تتطاير في الهواء لتسقط أرضا ..
انفزعت واستدارت لتجده هو أسوء كوابيس حياتها.. يقف أمامها يقترب منها وهي تتراجع حتي اصطدمت بجسد “حمزه”..
الضجه التى صاحبت وقوع الصينه وحالة الفزع الذى رأها عليها.. أثارت غضبه خاصة عندما تراجعت بخوف لتصطدم بصدره..
وجد هيئتها مزريه، شاحبة اللون، مكفهرة الوجه، لمعان زرقويتها انطفى.. ما كان منه إلا أنه سحبها بحماية خلف ظهره..
ارتفع صوت حازم ابن عمها بغضب مردفا بغلاظه :
— وأنت مين عشان تمنعني أن أربيها.. يلا يا سطا شطبنا وهنقفل المخروب ده .. هيطربق علي دماغها مدام مش بتسمع الكلام..
بسط يده يتهجم عليها.. يريد أن يمسكها ليسحلها أرضا متناسى أنها عرضه من لحمه ودمه..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ياسيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى