روايات

رواية ونس الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الجزء الرابع

رواية ونس البارت الرابع

رواية ونس الحلقة الرابعة

كان يتابع الطبيب وهو يرتجف خوفًا ليس جسده ولكن قلبه الذي وسم بحبها منذ أصبح شاب وعرف قلبه ماذا يعني الحب وتلخص ذلك الحب في سالي
رفع الطبيب عينيه ينظر إلى حاتم ثم وضع أغراضه في الحقيبه و أشار له بأن يلحق به إلى الخارج
غادرا الغرفة وأغلق حاتم الباب ثم قال بخوف:
– طمني يا منير سالي عندها أيه؟
– ولا حاجة
أجابه بهدوء ليقطب حاتم حاجبيه وهو يردد خلفه
– ولا حاجة إزاي يعني؟ مش فاهم يعني أيه ؟!
هز منير رأسه بلا معنى وقال:
– يعني أنا لاقيت واحدة نايمة … غرقانه في نوم و مستسلمه ليه تمامًا
صمت ثواني ثم أكمل قائلاً:
– وكأنها بقالها سنين ما نامتش، أو أنها كانت مضغوطه وخايفة وماصدقت تطمن فنامت.
ظل حاتم صامت يحاول أستيعاب كلمات منير وهو ينتبه لما كان يحدث خلال الأيام الماضيه هو لم يلاحظ أبداً أي تغير عليها هل تكذب؟ أم تدعي المرض؟
لكن ما قاله منير يعني أنها كانت تعاني كثيرًا خلال تلك الفترة وغضبه منها وجرح كبريائه، وكرامته جعله لا يرى سوا جرح قلبه فقط
دلف إلى الغرفة ليراها مستسلمه للنوم تمامًا ولأول مره ينتبه لتلك الهالات السوداء التي تحاوط عيونها
لكنه أيضًا إنتبه أنه قد وضعها على الجانب الخاص به في السرير ليتوجه إلى الجانب الخاص بها و تمدد جوارها ينظر إلى وجهها الرقيق الذي يعشقه بجنون و كم حلم به وتمنى أن يكون جواره دائمًا لكن كانت الصفعه منها هي ولذلك كانت مؤلمه جدًا ولم يتحملها كبريائه ورجولته
أخذ نفس عميق وهو يضع يديه أسفل الوساده حتى ينام وقبل أن يتمتع بأستنشاق عطرها العالق بالوساده .. أصطدمت بشيء ليرفع رأسه وأمسك بذلك الشيء وأخرجه من أسفل الوسادة ليجدها مذكرات ورديه اللون يفوح منها رائحة مهلكته ليغمض عينيه وهو يملىء صدرة برائحتها التي أصبحت كالإدمان يذهب عقله و يجعله يطوف في محراب حبها متوسلاً
وبعد عده دقائق إستعاد إداركه ليفتح تلك المذكرات وجحظت عينيه وهو يقرأ ما خطته يديها فوق الأوراق الورديه
~~~~~
في صباح اليوم التالي وفي تمام السابعة صباحًا كانت تقف أمام باب بيته تنظر إليه بصمت تفكر هل عليها فتح الباب مباشرة أم تطرقه و تنتظر أن يفتح لها
لكنه أعطاها المفتاح حتى لا توقظه … أخذت نفس عميق ووضعت المفتاح بالباب وفتحته وطلت برأسها إلى الداخل ليقابلها الهدوء التام أخذت أنفاسها ببعض الراحه
مباشرة دلفت إلى المطبخ وضعت حقيبتها في إحدى الجوانب أرضًا… و بدأت في إعداد الطعام
ووضعته على طاولة الطعام ثم بدأت في تنظيف الصاله وقبل أن تنهيها تمامًا كانت تستمع لصوت خطواته وقفت تنظر إلى الممر بترقب وأنتظار لرؤية ملامحه .. لتشهق بصوت عالي وهي تلتفت إلى الجهه الأخرى سريعا تخبئ عينيها بيديها لينتبه لها وأبتسم بسعادة لكنه تفاجىء من موقفها لينتبه لنفسه وأنه يرتدي سروال قصير فقط وعاري الصدر ليبتسم بمشاغبه وعاد ببطء إلى غرفته .. لتلتفت هي ببطىء حتى تتأكد أنه رحل وحين تأكدت من هذا إبتسمت بخجل وعادت تكمل ما كانت تقوم به … حين عاد أديم وهو يرتدي تيشرت أسود على بنطال رمادي شعره الكثيف مبعثر وغير مرتب يظهر ساعديه حافي القدمين أثار النوم مازلت ظاهره على وجهه .. جعله يبدوا على هيئة رجل همجي خاص مع طوله الفارع وعضلات جسده الواضحه بشكل يخطف الأنفاس ظلت عيونها معلقه به ولاحظ هو هذا فابتسم إبتسامة صغيرة وهو يلقي تحية الصباح ثم جلس على طاولة الطعام يتناول طعامه وبعد عدة لحظات اقتربت منه وهي تقول ببعض التردد
– أستأذن حضرتك أدخل أنظف الأوض جوه.
رفع رأسه ينظر لها وقال بأستفهام
– فطرتي؟
قطبت حاجبيها وهي تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة ليدفع الكرسي المجاور له قليلاً وأشار لها بالجلوس … لتقول هي ببعض الخجل
– كتر خيرك … أنا فطرت
– أمتى؟
سألها وهو ينظر إليها بتركيز .. لتقول ببعض التوتر
– مع أخواتي في البيت.
وتحركت من فورها لتغادر الصاله ودلفت إلى المطبخ تنتظر هناك حتى ينتهى من تناول طعامه .. أبتسم إبتسامه صافيه وتناول طعامه بشهيه كبيرة .. أنها المره الأولى منذ إنتقل إلى بيته الجديد يتناول وجبه الإفطار وبذلك الجمال أيضًا …أنها طباخة ماهرة
~~~~~~
لم يشعر بنفسه ولا بالساعات التي مرت وهو غارق بين سطور كلماتها
لم يتخيل يومًا أن كل هذة المشاعر بداخل سالي تلك الفتاة التي لا يختلف إثنان على سطحيتها وكم هي فتاة من الطبقة المخملية مئه بالمئه
لكن تلك الدموع الذي شعر بها بين سطورها وكلماتها أنات الألم واليأس في بعض الأوقات أحلامها البسيطة الذي لم يتخيل يومًا أن تكون داخل رأسها المغرور
كان كل دقيقة وأخرى ينظر إلى وجهها الجميل النائم باستسلام ثم يعود ويكمل قرأة حتى توقف على آخر صفحات قد خطتها يداها منذ زواجهم
(( النهاردة هتجوز حاتم مش زعلانه ومش فرحانه هو صحيح حاتم وسيم جداً وشيك جداً لكن تقليدي أوي .. ساكت معظم الوقت رغم أن ضحكته حلوه أوى خصوصًا لما بيهزر مع أديم وطارق … طارق هو ده رمز فارس الأحلام الحقيقي راجل شقي قادر يخطف قلب البنات … بس أنا هتجوز حاتم ))
قطب جبينه وهو يستعيد ذكريات تلك الليله بكل تفاصيلها … وكلماتها الجارحه … اخذ نفس عميق وأكمل قرأة
(( متخيلتش أن ليلة جوازي تكون بالشكل ده … أنا طلع معايا حق … حاتم مش فارس الأحلام ولا الشخص إللي كنت بتمناه أبداً ))
لاحظ أن هناك آثار للدموع فوق الأوراق … باقيه كتلك الكلمات التي ستظل إلى الأبد أغمض عينيه لثوان وهو يحاول الهدوء وتكمله قرأة
(( أكتشفت أنه منظم جداً وذوق جداً … بقيت بحب أوقاتنا في وسط العيله علشان بشوف ضحكته الصافيه وبفرح بحضنه ولمسة إيده لأديا … أول ما بندخل الأوضة بحس بالصمت والوحدة والخوف ليه منفضلش تحت على طول ))
طوى الصفحه سريعًا قلبه يتلهف ليعرف باقي كلماتها … خاصه بعد تلك الكلمات التي أثلجت صدرة وأشعرته ببعض الأمل
بدأت عينيه بأحتضان أحرف كلماتها في نفس اللحظة التي كانت طبول الشوق واللهفه تطرق بقوة داخل قلبه العاشق رغم كل شيء
(( أكتشفت أنه بيبتسم كتير وهو نايم و ديماً بيكشف الغطا عن رجليه … أكتشفت كمان أنه لما بيصحى بيفضل يبص عليا كتير عيونه فيها حب لكن بتتحول بعد كده وبتتملي بالحزن وأكتشفت كمان أنه شبهي في شويه حاجات زي أنه بياخد شاور الصبح وبليل … وبيحب يمشي حافي …. وبيحب اللون العسلي … نفسي أتأكد أنه بيحبني أنا كمان … الإحساس لوحدة والشك بيقتل))
رفع عينيه عن المذكرات وهو يحاول فهم كل ما قرأه وما أكتشفه والحقيقه التي أرتسمت أمامه رغم عدم إكتمالها إلا أنها قلبت موازينه ويحتاج الأن لترتيب أفكاره من جديد أغلق المذكرات وأعادها إلى مكانها .. نظر إليها من جديد ورغم تزاحم الأفكار إلا أنه شعر بحاجته للنوم فأخذ هاتفه وأتصل بأديم وحين أجابه قال
– أنا تعبان شويه يا أديم مش هقدر أجي النهاردة
أبتسم حين وصله رد أديم ليقول له بود
– أيوة يا سيدي عايز أعمل عريس عندك مشكلة
ليضحك بصوت منخفض حتى لا يوقظها حين وصله مزاح أديم ليجيب ببعض المرح
– بحب أختك يا ابني مش عارف أيه إللي مش مفهوم في الجملة دي وبعدين إتكل على الله علشان أختك نايمه
ضحك من جديد وقال بتأكيد
– يا ابني دي مراتي مرااااتي … سلام
أغلق الهاتف ووضعه بجانبه وتمدد جوارها وظل ينظر إليها بعشق حتى تسلل النوم إلى عينيه لتفتح هي عيونها تنظر إليه بأبتسامة رقيقة وقالت بهمس
– وأنا كمان بحبك يا حاتم … بس أصلح إللي بينا إزاي
وأغلقت عيونها من جديد وعلى وجهها إبتسامة رقيقة لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير في طريقة لحل الأمر بينهم.
~~~~~~~
أغلق الهاتف مع حاتم و الإبتسامة ترتسم على ملامحه وبقلبه يدعوا الله أن يرزق نرمين أيضًا بزوج كحاتم حتى تكون بيد أمينه تذكر تلك التي تجلس بالمطبخ ليترك الهاتف وبصوت هادىء همس بأسمها
– ونس
سمع همهمة لم يفهما لكن بعد ثوانِ كانت تقف أمامه وهي تقول
– تحت أمرك
رفع عيونه إليها لتشعر بشيء من التوتر خاصة بشكله الغجري شعره المشعث، أكتافه العريضة العاريه وصوته حين ينطق أسمها كل هذا يجعلها تشعر أنها في خطر كبير جوارة … لكن كيف هذا وهي خادمته وهو إبن الصواف تلك العائلة التي تمتلك نصف المدينه وأسمها يتردد على كل لسان واللوحات الإعلانية بأسماء المشاريع الخاصه بهم تملئ الطرقات وأعلانات التلفاز
أخرجها من أفكارها حين قال
– تسلم أيدك تصدقي أن دي أول مرة أفطر فيها من يوم ما سكنت لوحدي
أبتسمت بخجل وقالت برقه
– ألف هنا على قلبك … طيب تحب تاكل أيه على الغدا بقى
أبتسم وهو يقول ببعض الود
– نفسي في طاجن بامية بتعرفي تعمليها
أومأت بنعم وهي تقول
– هترجع ان شاء الله تلاقي أحلى طاجن بامية
طرق بيديه على الطاولة وهو يقول
– ماشي يا ونس هنشوف
وغادر طاولة الطعام متوجهًا إلى غرفته لتلملم هي الطاولة … وهي تبتسم فها هي الفرصة على وشك الحدوث
~~~~~~
مساءً عاد طارق إلى القصر الكبير وهو يشعر بالسعادة لقد بدء أول خطواته للتخلص من أديم ويا له من شعور رائع ومميز
والأكثر تميز حين يراها تجلس بمفردها في حديقة المنزل فوق أرجوحتها المميزة تنظر إلى القمر بشرود
أقترب منها بهدوء وهو موقن من عدم شعورها به أو إحساسها بأقترابه منها لكنه واهم أنها في الأساس تنتظرة لابد أن تحسم الأمر ستواجهه بكل ما لديها من أدله تدينه بعيدًا تمامًا عن كلمات أخيها .. أنها أعقل من أن تقول له عن ما قاله أديم
– مش محتاج تمشي براحه وكأنك بتتسلل يا طارق أنا مستنياك أصلًا
وقف مكانه وأنمحت إبتسامته عن وجهه وهو يشعر بتغير نبرة صوتها، وأيضًا جديتها في الحديث
لكنه أقترب منها بخطوات ثابته حتى وقف أمامها لتقول بهدوء
– محتاجه أتكلم معاك شويه، وكمان محتاجه أسمعك يا طارق
ليقترب بثقه وثبات ويجلس جوارها … وهو يقول
– وهو فيه أحلى من الكلام معاكي يا نيمو.
لتبتسم بسخريه وهي تقول
– اه فيه يا طارق …في حاجات كتير حلوه من وجهة نظرك أنت ديمًا بتعملها .. زي دول مثلاً
ورفعت هاتفها أمام عينيه وهي تقول
– بيتهيئلي كلامك مع البنات دي و اللي بتعمله معاهم كان أحلى؟
كانت عينيه ثابته على صور المحادثات بينه وبين الكثير من الفتايات هو في الإساس لا يتذكر أسمائهم لكن الغضب أرتسم على ملامحه حين وقف وهدر بصوت عالي
– أديم مفبرك الصور دي … متصدقهوش يا نرمين ده عايز يفرق بينا
لتقف أمامه وقالت ببعض الإحتقار
– أولا مش أديم إللى بعتلي الصور دي … دي واحدة من عشيقاتك ووقتها كمان بعتتلي صوره ليك وأنت نايم جمبها عريان، ثانيًا بقى أديم يبقى أخويا الكبير يعني لو حتى حذرني منك أو كشفك ليا فهو بيحافظ على أخته وده من حقه.
صمتت ثوانِ لترى معالم وجهه والغضب يختفي من عليها ويعود وجه البشوش وعينيه التي تنطق بحب أيقنت الأن أنه كاذب .. ليقول بهدوء
– حبيبة قلبي ده طيش و مفيش واحده فيهم ليها مكان في قلبي .. وعلى أيدك أتوب وأمشي على الصراط المستقيم يا نيمو طيب قسمًا..
رفعت يديها توقف سيل كلماته وأبتسمت ببعض السخريه وقالت وهي تنظر له من أعلى لأسفل
– أوعى تقسم بالله كذب .. وبعدين أنا مش مستشفى ولا حتى مؤسسه دينيه علشان أتوبك وأصلح حالك .. أنا إنسانه من حقي أعيش حياتي بهدوء مع شخص يحبني ويكون مخلص ليا ويعيش علشاني مش يعيش علشاني وعلشان كل بنات الكوكب.
أقتربت منه خطوه واحدة وقالت من بين أسنانها وعيونها تنظر إلى خاصته بقوة
– أبعد عني يا طارق .. و إنساني علشان أنا عمري ما هكون واحدة من حريمك .. و أوعى تفكر أن شاهيناز هانم هتجبرني على الجواز منك .. أنا الموت عندي أهون من إني أكون مراتك وعلى أسمك.
وتركته وغادرت صاعدة إلى غرفتها تاركه خلفها طوفان من الغضب قادر على إحراق العالم بأثره
لكن متى خسر طارق الصواف … والأن سيكون هو الرابح الأكبر سوف يحصل على نرمين ويتخلص من أديم ويخفي ذكراه تمامًا ويخلق إسم جديد طارق الصواف

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ونس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى