روايات

رواية أشلاء القلوب الفصل العاشر 10 بقلم ندى محمود

رواية أشلاء القلوب الفصل العاشر 10 بقلم ندى محمود

رواية أشلاء القلوب الجزء العاشر

رواية أشلاء القلوب البارت العاشر

أشلاء القلوب
أشلاء القلوب

رواية أشلاء القلوب الحلقة العاشرة

_ الفصل العاشر _
فتجد ذلك الشبح الذى يخالطها عقلها عنه امامه لا تستطيع القول عنه سوى انه شبح خاص بأخافتها هى ، لفظت حروف اسمه من بين شفتيها المرتجفة بحروف أيضًا خرجت متقطعة ! :
_ أك..ر ..م
لم يمهلها فرصة لتهيئ قلبها الذى سقط بين قدميها للتو من الخوف حيثُ قبض على رسغها يلصقها به محاوطًا خصرها بذراعه ليحنى رأسه نحو اذنها وهو يتعمد إخراج زفيرًا حارًا يضرب فى أذنها ورقبتها كالثلج ، ساكنة تمامًا بين يديه تجاهد فى إلمام شتات شجاعتها القليلة التى تبعثرت للتو.. أغمضت عيناها بخوف وهى تستمع الى همسه فى اذنها كهمس الرعد :
_ لسا مشوفتيش حاجة من اكرم ياملاك، هدفعك تمن اللى عملتيه معايا دم، أنا حبيت اوريكى بس أن مفيش حاجة تقدر توقف فى طريق اللى عايزه لا أسيد بتاعك ده ولا ريان وادينى دخلت برغم الحراس اللى قاعدين برا دول وأنتى بين ايديا دلوقتى واقدر اعمل اللى أنا عايزه فيكى، بلغى البيه أسيد سلامى وقوليلوا أكرم بيسلم عليك ومتنسيش تقوليلى انه بيقولك دورك جاى وانك مش هتقدر تبعده عنى ولا تحمينى منه مهما عملت لأنك زى ماشوفتى أنا عامل زى العفريت اللى بيطلع فجأة وفى أي مكان !!
ابعدها عنه لتستقر نظرة منه ساخرة ثُم يرحل مثلما دخل من النافذة ، لتتمكن هى من التقاط الهواء قليلًا التى حبس داخل رئيتها للحظات أوشك على قتلها، جثت على الارض وتكورت كالجنين منغمسة مع الرياح العاصفة داخلها لتخرج فى هيئة دموع متتابعة لا تتوقف ………………… !!
***
فتحت عيناها ببطء وعندما سمعت همهمات خفيفة بجانبها ، وثبت جالسة وهى ترمقهم بنظرة مرتعدة لتجد زمردة تهتف بقلق وهى تنهض لتجلس بجوراها :
_ اهدى ياملاك ياحبيبتى ، قوليلنا حصل ايه معاكى
وقع نظرها على أُسيد الذى حدقها بنظرة دافئة بها شئ من الانزعاج ، لم تراه منذ أكثر من ثلاث أشهر بدا لها مختلفًا عن آخر مرة رأته فيها لحيته نموت الضعفين وشعره الأسود الكثيف المنظم كأنه ذهب لمصفف الشعر للتو، بدا أكثر جذابية ووقار لحيته تلك أظهرت رجولته الطاغية أكثر.. لا يوجد إنكار انها أشتاقت له ولصوته الذى كان يخيفها ، لنبرته الغاضبة منها عندما تتمرد عليه ، لنظرته الدافئة وابتسامته ! …………..
رأته وهو يشير لزمردة بالخروج ليتحدث معها على انفراد، توترت فى بداية الامر ولكن تحول ذلك التوتر الى خوف عندما وجدته ينهض ويسير نحو النافذة يحدق بالخارج لثوانٍ.. تلك الثوانٍ مرت كساعات مشحونة بجو من التوتر، أحدث صمته أضطرابًا بداخلها وأدركت انه لا يبشر بخير ابدًا حدث ماتوقعت عندما رأته يستدير لها ويصيح بعصبية :
_ على كده لو مكنتش زمردة النهردا قالتلى على موضوع اكرم كنتى هتفضلى لغاية امتى مخبية عنى ؟!
أنزوت نظرها عنه فى أسف فأقترب منها وهو يكمل صياحه منفعلًا ، منظرها يثير جنونه ، عيناها المنتفخة من أثر البكاء والهالات السواء اسفل عيناها من عدم النوم وجهها الذى ذهب بريقه ولمعانه، حقًا كانت فى حالة مزرية :
_ مش شايفة شكلك إزاى، واكيد طبعًا مش منتظمة فى علاجك ده إذا كنتى بتاخديه أساسًا، فهمينى ياملاك وادينى سبب واحد يخليكى تخبى عنى حاجة زى كده لمدة اكتر من تلات شهور لغاية ماتوصل حالتك للمنظر ده، اتكلمى ومتقعديش ساكتة كده لأن سكاتك ده بيعفرتنى اكتر !!
هطلت عبراتها لتقول بصوت مرتعش ونبرة لا تحمل الندم :
_ ولو كانت زمردة مقالتش ليك مكنتش هقولك يا أُسيد لا أنت ولا ريان ، كفاية اطأوى اللى حصلكم بسببى ودلوقتى أكرم بيهددنى وبيقولى أنه هيأذيكم وبذات أنت ، يعنى أنا حتى لو فكرت وحبيت اقول لحد فهيكون ريان مش أنت .. أنا طبيعى قلقانة وخايفة يعملك حاجة فعلًا فـ هروح اقولك علشان ازيد الطينة بلة !
قاد خطواته نحوها ليهمس امام وجهها بنظرة ارعبتها :
_ ومنظرك ده عاجبك ده لو الوضع ده كان استمر لاسبوع تانى كنت هلاقيكى ميتة أنتى يمكن مش مدركة أنك مريضة قلب وأقل حاجة بتأثر عليكى ، أنتى مجنونة وهتجننينى معاكى.. ملاك علشان نبقى على نور مع بعض يابنت العمة من هنا ورايح مفيش حاجة تخبيها عنى أو عن ريان وبذات أنا ، ودلوقتى هتقوليلى كل حاجة حصلت معاكى من البداية بالتفصيل عايزة اسمع منك تانى بالتفصيل نهاية باللى حصل معاكى النهردا ده
ترددت كثيرًا قبل أن تتكلم ولكنه ارغمها على الحديث بنظراته الملتهبة التى لم تعهدها من قبل ، لتبدأ بسرد له كل شئ بأدق التفاصيل من البداية نهاية بقدومه إلى المنزل اليوم وتهديده المباشر لها ……….. !
نظراته أزدادت حقدًا وغلً ايعقد وثيقة معه تعلن قدوم الحرب لا محال ، ذلك الوغد يجرؤ على تهديده وتحديه فى أنه لن ينجح فى حماية ابنة عمته منه، من الواضح أنه عقد الوثيقة مع الشخص الخطأ أعلن تحديه السخيف أمام من سيسحقه هو وتحديه ووثيقته وتهديده.. كانت تراقب وقع كلماتها على وجهه الذى تحول إلى شعلة نيران متوهجة.. استحوذ عليه الصمت لدقائق طويلة يفكر فى شئ عجزت عن توقعه حتى فهمست بريبة :
_ ساكت ليه يا أُسيد ؟؟!
هب واقفًا ليجيبها بحزم :
_ قومى خدى دش وفوقى وبعدين جهزى شنطتك وأنا شوية كده هاجى اخدك أنتى وزمردة
لم يعطيها الفرصة لتتحدث حين وجدته أنصرف من امامها كالبرق ، إلى ماذا يخطط ياترىَ.. ماذا سيفعل.. بماذا يفكر.. كلها اسئلة دارت فى حلقة واحدة داخل ذهنها تبحث عن إجابه ، حلقة حلزونية متصلة ببعضها وكل الأسئلة تؤدى إلى نفس الطريق وهو أنه حتمًا مايفكر به ليس بأمرًا هينًا ….. !!!
***
كان واقفًا امام المرأة يصفصف شعره مُبتسمًا بجذابية سارح فى ملكوته الخاص، اقتحمت ذلك الملكوت كالعادة أشجان وهى تدلف له وتهتف مبتسمة بخبث :
_ خير مبسوط إكده ليه ؟!
نظر الى انعكاس صورتها فى المرأة وهمس بنبرة هادئة :
_ حرام اتبسط يعنى يا أمى ؟؟!!
سارت نحوه وهى تغمغم بنعومة وصوت رقيق يحمل الاهتمام :
_ لا طبعًا وهو أنا اطول لما اشوف ولدي مبسوط، بس مش ناوى تتجوز عاد ياريان أنت خلاص بقيت 30 سنة ياولدي هتقعد لغاية امتى تانى !
ترك الفرشاة من يده وادار جسده ليكون فى مواجهته وقد لاحت على ثغره إبتسامة ماكرة وهو يتمتم :
_ هتجوز يا أمى أنا كده كده كنت ناوى لما ارجع القاهرة كمان يومين اظبط الموضوع ده ، بس مظنش أن اللى هتجوزها هتكونى مبسوطة بيها، أو هتوافقوا عليها أساسًا لأنها ملاك
رأى الصدمة أحتلت وجهها بعد أن نطق اسمها ، رامقة اياه بصمت وكأنها لا تصدق ماتسمعه اذناها الآن ، لم يمهلها الفرصة للاستيعاب من تلك الصدمة حين القمها بصاعقة أشد منها:
_ سواء وافقتوا أو رفضتوا فأنا هتجوزها
تسارعت انفاسها وأضطربت نفسها.. أن جاءت تلك الفتاة إلى ذلك المنزل ورأتها ستفضح كُل شئ، فهى تعرف شكلها جيدًا عندما حاولت قتلها ! ………………….
***
كان قد حل المساء واعتم الليل وهى منتظرة قدومه كما قال لها ، اراح تفكيرها المستمر به عندما أتصل بها واجابت عليه بتلهف :
_ إيه يا أُسيد أنا من بدرى أوى جاهزة ومستنياك، ليه اتأخرت كده ؟
اتاها صوته صارم وصلب وهو يقول :
_ انزلى ياملاك أنا فى مستنيكى فى العربية تحت بس من غير شنطتك !
ضيقت عيناها واصابتها الحيرة لتجيبه بالموافقة وتترك الهاتف وتهبط له .. صعدت بالسيارة بجوراه مسلطةأانظارها عليه بحيرة تطلب منه التحدث بسرعة قبل أن يقتلها الفضول، فتنفس هو الصعداء ماسحًا على وجهه وهو يزفر بتردد بسيط ومن ثُم طفق يقول بصوته الرجولى القوى :
_ أنا فكرت فى الموضوع ده من الصبح وحاولت الاقى حل غيره ملقيتش، ملاك أنا عايز احميكى بأى شكل من الأشكال بجد ومش لاقى طريقة اقدر احميكى بيها وأنك تكونى قدام عينى دايمًا غير اننا نتجوز.. القرار يرجعلك طبعًا وافقتى أو لا دى حاجة ترجعلك أنتى أنا عرضت عليكى حل مؤقت وأنتى عليكى تقررى
ماقاله جعلها تفقد حاسة التكلم ، أنعقدت الألسن وسبحت الأفكار فى محيط لا نهاية له، تركها فى نصفه تنظر من كل أتجاه فلا ترىَ سوى الماء، سعادتها بطلب الزواج مُحيت فورًا من الخوف الذى تملكها، خوف من كل شئ دائما تحاول الهروب من تلك العائلة، تجاهد قدر الإمكان أن تكون بعيدة عنهم وهو يطلب منها الزواج يعنى هذا أنها سترتبط بهم للأبد ….. !!
رأت نظراته المترقبة وكأنه ينتظر الإجابة منها فأذا بها تجيبه بسؤال أخر فى ريبة :
_ هو أنت بتعمل معايا كده ليه بجد عايزة أفهم مش معقول كله ده بسبب وصية عمى اكيد فى حاجة تانى !
هز رأسه بالإيجاب وهو ينظر لها مثبتًا نظره فى عيناها قائلًا بهمس جميل :
_ عايز تعرفى بعمل كده ليه، لأنى بحمل نفسى الذنب فى موت عمتى مقدرتش احافظ على الأمانة اللى أمنى بابا عليها ، ضيعت وحدة مش عايز أضيع الأمانة التانية ياملاك.. يمكن أنتى مكنتيش تعرفى مدى حبى لعمتى إزاى يعنى أنتى اخر حاجة بقيالى منها وعلشان ابقى صريح معاكى اكتر أنتى من زمان ياملاك غالية عندى أوى ويمكن بخاف عليكى زي أسمى واكتر مابخاف على نفسى، بمعنى أصح انتى مكانتك فى قلبى متختلفش عن مكانة أسمى فى حاجة.. عرفتى أنا بعمل معاكى كده ليه، دلوقتى هسيبك تطلعى تفكرى فى الموضوع لغاية بكرة الصبح وهتصل بيكى اعرف قرارك إيه وسلميلى على زمردة !
تواثب قلبها بشدة يطرق طبوله ويعلن الاحتفالات بعد أن بدأ يعتقد أنه يعشقها ولكن هيهات فقد انهى حديثه بشئ يوضح مكانتها بوضوح.. اماءت بهدوء فى خجل جلى بعد أن توردت وجنتيها وترجلت من السيارة فورًا لتسرع فى خطاها الى المنزل فى أرتباك ……………..
***
دخلت غرفتها وأغلقت الباب لتجيب على المتصل بضيق :
_ ايوة يا أسلام عايز إيه ؟
وصل لهدفه الأول عندما استجابت لاتصاله المُلح ليجيبها بعشق مزيف ولكنه أستطاع تمثيله بمهارة لايقاعها فى شبكاه كالفريسة الخرقاء :
_ أنا مش عارف هما قالولك إيه خلوكى كده وبذات ابن عمك ده، بس اللى عايزك تعرفيه أن أنا فعلًا بحبك ياسارة وأنتى عارفة كده وصدقينى بعمل كل مابوسعى علشان لما آجى اتقدملك اهلك يلاقونى مناسب ليكى ويقبلونى
بجفاء تام وغضب :
_ لو بتحبنى بجد اثبتلى ده يا أسلام تعالى واتقدملى أنت إيه عرفك يمكن يقبلوك، ولغاية ماتيجى وتتقدملى ملناش كلام مع بعض !!
بألحاح شديد فى لؤم دفين أردف :
_ طب حتى خلينا نتقابل مرة ، ارجوكِ يا سارة
زفرت بأمتعاض فى نفاذ صبر لتجيبه ببرود مشاعر :
_ أنا فى البلد فى يا أسلام مش هقدر اقابلك لما اروح القاهرة نبقى نشوف الموضوع ده .. وسلام بقى !
القت بالهاتف على الفراش وهى تتأفف بخنق جلى ، انتابها شعور دامى داخلها يعاتبها أنها حادثته، مازالت تلح على مراد لتجعل مشاعره تلين بعض الشئ تجاهها، موجة غضبه العاتية دمرت كل شئ وعندما ذهبت لم تترك اى شئ كما كان، رسبت العواطف فى الاعماق بينهم.. كانت علاقتهم تتعدى حاجز القرابة لم تكن قرابة فقط بل كانت صداقة بُنيت على أعمدة أن انهارت أنهار معها كل شئ ………….
***
فتحت الباب ودخلت لتغلقه بقوة وتستند بظهرها عليه ، صدرها يعلو ويهبط كـ الذى يركض لساعات بدون توقف ، تتذكر كلماته ، همسه الجميل له ، نظراته الدافئة ، عرضه الذى نزل عليها كالبرق الذى يحرق الاخضر واليابس … رأتها زمردة بذلك الوضع فهرولت نحوها وهى تردف بفزع :
_ بت ياملاك مالك فى ايه ؟؟!
لفظت حروف أسمه من بين شفتيها بأرتجاف :
_ أُسـ..يـ..د !
صاحت فى ريبة شديد :
_ ماله أُسيد !؟
ثبتت نظرها فى عينها وهى تهمس بتوتر :
_ عرض عليا الجواز !!!
سمعت صيحتها المنصدمة وهى تقول بعدم تصديق :
_ جواز ايه ، أُسيد قالك كده مش معقول لا ! ، منظره ميوحيش أنه ليه فى الحجات دى !!!
اندفعت تصيح بها فى نفاذ صبر :
_ حجات إيهأانتى متخلفة يازمردة ، هو أنا بقولك عرض عليا نتجوز عرفى !!
قهقهت بشدة لتسحبها وتجلسها على المقعد الوثير وهى تهتف بفضول كاد يقتلها :
_ لا ده أنتى تحكيلى كل حاجة من طقطق لسلام عليكم ، يلا بسرعة اخلصى لاحسن هتشل مكانى من الفضول اخلصى
علت وجه ملاك البريء ابتسامة دافئة عليها لتبدأ بسرد لها ماحدث كما يريح فضولها هذا ! ، فتصمت زمردة لبضعة من الوقت ومن ثُم تجيبها بعد أن تفكرت مليًا :
_ أن جيتى للحق فهو عنده حق ، مفيش حل أنك تبقى فى أمان من أكرم الحيوان ده غير لما تبقى معاه دايما وقدام عينه لكن كده هو مهما عمل أنتى برضوا اسمك عايشة وحدك وده بيدى فرصة لأكرم اكبر أنه يأذيكى بسهولة
همست متبرمة فى عبوس وضيق :
_ ماشى أنا معاكى فى الموضوع ده يازمردة، بس بجد مش عايزة تحصله حاجة وحشة بسببى سواء هو أو ريان عايزاهم يبقوا بعاد خالص عن موضوع اكرم ده، ده غير تخيلى أنه يدخل على أمه وأخته اللى بيكرهونى سم ويقولهم أنا وملاك هنتجوز ، أنا مش مستعدة للوضع ده ابدًا يازمردة
أنتصبت فى جلستها بوجه مبتهج لتجيبها بعد إن اخذت شهيقًا قوى واخرجته زفيرًا على تمهل ، طارحة سؤالها الجريء فى جدية :
_ هسألك سؤال وتجاوبى عليه ، انتى عايزة أُسيد ولا لا ؟!
رمقتها بطرف عينها فى أضطراب بدأت الآن تحس بأن حبها يهفو إليه من تحت غشاء القلق لا تعرف بماذا تجيبها ولكنها حتمًا آثرت الصراحة حيثُ اماءت لها بهدوء فى حياء بسيط فأردفت هى متشجعة بحرارة الحديث :
_بس ملكيش دعوة بقى بمرات عمى او أسمى أنتى هتتجوزى أسيد مش هما ، وبصراحة ده فى صالحك ياملاك لأنك كده هتكونى فى آمان اكتر ، ورغم كده فكرى برضوا مع نفسك وردى عليه بكرة
مطت شفتيها مضمومتين بعدم حيلة من امرها وجهلها بماذا تفعل ، أتوافق أم ترفض، تلاقى كل من السلاحين فى حرب قادية، حرب شهدت أجتماع كل من العقل الذى يؤمن بالابتعاد عنهم تمامًا ورفض ذلك العرض السخيف، والقلب الذى يريد قُرب معشوقه يريد أن يشعر بالامان الذى يبحث عنه فى صحراء الظلم منذ سنوات يريد ملاذ يبنى عشه تحت ظله ، شدة الثورة التى تعصف بين ضلوعها تكاد تكسرهم الى أشلاء مثلما تمزق قلبها …….. !!؟
***
تحدثت عبر الهاتف وهى تصيح بمن تحدثه فى لهجة لا تقبل النقاش نبرة لا تحمل مثقال ذرة من المزح :
_ خالد أنت هتجبلى قرار ملاك ده بالتفصيل عايشة فين ومع مين وبتعملإايه
عارضها بهدوء فى خوف :
_ مابلاش يا أشجان هانم أنا بفضل أننا نخلينا بعاد عن ملاك الفترة دى
ثارت به كالبركان وهى تصيح بقسوة :
_ ومالك خايف إكده ليه، متنساش أنك مشترك معايا فى كل حاجة من البداية يعنى خلاص طريقنا بقى واحد ومجبور تكمل معايا وأنا مش هسيب بنت فردوس دى تخربلى جوازى وتكره ولدى فيا، هتعرفلى مكانها يا خالد وهتقولى وخلال اليومين الجايين فاهم
مسح على شعره وهو يهتف بخوف جلى فى سخط :
_ يا أشجان هانم افهمينى ارجوكى مهو لو ملاك دى حصلها حاجة أنا واأنتى هنروح فى داهية مش لوحدى يعنى، فخلينا بعيد عنها افضل لينا صدقينى !!
حسمت امرها لتجيبه بثقة ممزوجة بلهيب الانتقام :
_ اعمل اللى قولتلك عليه احسلك وملكش دعوة ياخالد ، أنا مقولتلك هقلتها أنا عايزة عنوانها بس !
لم تمحنه حل اخر سوى القبول بما تريده ليهتف مغلوب على امره منها :
_ تمام يا هانم هعرف واقولك !!
***
تتحسس تلك العلبة الحمراء الصغيرة ، تتساءل أن كان منظر العلبة هكذا فماذا ستحمل بداخلها وبالفعل فتحتها ولم تخطئ ، فقد كان خاتم مرصع بقطع الماظ صغيرة ذو لون ذهبى ، هادى ، كلاسيكى ، من اشتراه لديه ذوق خاص فى أختيار الأشياء.. تحسسته بأناملها فى إبتسامة خبيثة ، ثم وضعته فى الوسطى وهى تحرك يدها فى الهواء تراقب لمعان الألماظ مع الضوء ، وكأن الخاتم ازداد جمالًا فى اصبعها ، ريبة تتجلى فى عينها حين مضت فترة ذهول وهى تفكر ” هل يخطط للتقدم لخطبة فتاة وذلك الخاتم لها ، ترىَ من تلك الفتاة الذى تجعله يشترى خاتم باهظ الثمن هكذا ” … امسكت بهاتفها وأجرت أتصال به فيأتيها صوته الناعس قائلًا :
_ الو يا أسمى فى إيه !؟
هتفت بصوت أشبه بالضحك فى مكر وهى تحرك اصبعها أمامه تتفحص الخاتم :
_ حلو أوى الخاتم ده يامروان، تعرف شكله حلو اوى على ايدى .. جايبه لمين بقى يالئيم أنت
وثب من فراشه واقفًا وفتح الأدراج يبحث عنه فلم يجده، ضرب على رأسه وهو يلعن ويسب نفسه فيجيبها بمضض :
_ اخدتى الخاتم إزاى يا أسمى؟
مبتسمة فى لؤم همست بأستمتاع :
_ لما كنا بنتكلم فى الجنينة تحت أنت نسيته ومشيت ، بس أيه ده طلعت مريش يامروان لا وكمان زوقك حلو لتكون ناوى تخطب !؟
أتسعت إبتسامته التلقائية ليجلس على الفراش ويردف بنعومة :
_ طاب كويس أنه عجبك، طلاما عجبك يبقى هيعجب اللى اشتريته ليها طبعًا اصلها زيك مبيعجبهاش العجب
فى براءة هتفت ضاحكة :
_ طاب ماتقولى مين دى والخطوبة امتى علشان اجهز نفسى
_ هتعرفى متستعجليش على رزقك وهتجهزى نفسك كمان اصبرى بس، المهم دلوقتى تشيلى الخاتم ده علشان لما آجى اخده
أنتصبت جالسة وهى تضع ساق فوق الاخرى وتجيبه بغرور :
_ تدفع كام وادهولك !؟
طفق يقول فى تهديد واضح يحمل القليل من المرح :
_ أسمى بلاش تتنصحى عليا بدل ما اقلع اللى فى رجلى واديكى بيه ، يانتنة يلى مستخسرة فيا فنجان القهوة
هاجت بركانيها وثارت لتهتف فى وعيد مغتاظة :
_ أنا نتنة، ماشى يامروان ابقى شوف مين هيديك الخاتم بقى علشان تديه لحبيبة القلب ده أنا هذلك ذل عليه اصبر عليا
لم تمهله ثانية حتى ليجيبها فأنزل الهاتف من على اذنه وهو يضيق عينيه بدهشة ، فترتسم الابتسامة على ثغره فى عشق ………….. !
***
أستيقظت من نومها فى صباح يحمل الفرج ، يحمل كل شئ جميل بالنسبة لها ، فى كل مرة تقول ستشرق الشمس ولكن يخيب ظنها فى الاخير ولكن تلك المرة تشعر وأن الشمس ستشرق من جديد بالفعل ، ستعيد النور إلى داخلها المظلم وقلبها الهالك على أيدى الحيونات المفترسة ، سئمت العيش من كونها ضعيفة دائمًا تضحى بما تحبه لأجل الأخرين أو بسبب خوفها منهم، قررت وحسمت القرار أنها ستوافق على عرضه ، تريد قربه ، تريد إن تشعر به بجانبها دومًا ، عندما تلوذ يكون هو أول من تلوذ له ، يكون سندها، عمودها الصامد التى تستند عليه فى أوقات انهيارها ، أن كان ترددها لسبب فسيكون لخوفها عليه وليس للخوف من أحد ……….
نهضت من فراشها وذهبت إلى المرحاض لتأخذ حمامًا دافئًا تترك المياء تنهمر على جسدها وتنعشها وتزيل ارقها وتعبها..وعند خروجها كان الهاتف يعلن أتصال صاحب الحديث اليوم لتجيبه بخفوت :
_ ايوة يا أُسيد !
بصفاء وعذوبة تمتم :
_ صباح الخير
_ صباح النور
تحولت نبرته إلى الجدية البسيطة مغمغمًا بتساءل :
_ فكرت فى اللى قولتلك عليه امبارح بليل ؟
اماءت برأسها وهى تجيبه بحسم أمتزج ببعض الاستحياء :
_ ايوة فكرت ، مـ.. احم ، موافقة يا أُسيد !!!
ارتفعت الابتسامة إلى ثغره وكأنه كان على ثقة أنها ستوافق واجابها بصوت رجولى قوى :
_ تمام جهزى نفسك يلا علشان هاجى اخدك ونروح نكتب الكتاب وخلى زمردة كمان تجهز
صاحت بصدمة فى توتر :
_ كتب كتاب بسرعة كده يا أُسيد، وبعدين هو مش موضوع ساهل لازم يكون فى شهود وموضوع كبير
بخشوع تام وإبتسامة التمستها فى صوته :
_ ولا كبير ولا حاجة ياملاك ، أنا مجهز كل حاجة وبعدين اننا نسرع ده فى صالحنا لأنى مش ضامن ممكن يعمل ال*** اكرم ده تانى لو أتاخرنا اكتر
هزت رأسها بالموافقة وهى تجيب مجبرة على الموافقة على ذلك الزواج السريع ، مازالت لم تهيء نفسها لمقابلة كل من أسمى وزوجة عمها :
_ تمام يا أُسيد هجهز نفسى وارن عليك !
ضمت كفيها إلى صدرها ، تقيس نبضات قلبها المتسارعة ، احيانًا كثيرة يستشعرها عقلها الباطن أنها داخل دوامة حُلم لا ينتهى حتى يهلكها ، والأن تحس أن هذا الحُلم غير مساره من اليسار إلى اليمين ، من كابوس تحول إلى حُلم تتجسد فيه كُل أشكال السعادة والطمائنينة التى ستحظى بها بقربه ، لا تريد أستباق الأحداث قبل حدوثها ، تود أن تُفاجئ بكل حدث جميل سيقابلها فيما بعد، فى تلك اللحظات لا يمكنها فعل شئ سوى التضرع إلى الله ودعائه ، فلبت ما أمرها به عقلها ورفعت يدها تتضرع بالدعاء إلى الله فى نفس مطمئنة تدعو من صميم قلبها وثقة تامة فى أستجابة خالقها ” يالهى أن كان هذا الزواج شرًا لى فأصرفنى عنه وأن كان خيرًا فأجعل لى منه نصيبًا ، أمرتنا بالدعاء ووعدتنا بالاستجابة ولدى ثقة تامة فى أستجابتك ، أخرجنى من هذا الوحل الذى تلطخت به منذ سنين ، كُن معى ولا تتركنى بمفردى ، أنك أنت العليم بذات الصدور وماتخفيه الأنفس فى جوفها ” …………
بدأت بالفعل فى أرتداء ملابسها الفضفاضة وتجهيز حقيبة ملابسها وأذا بها تذهب إلى زمردة فى غرفتها فتفيقها من نومها بحرص وحذر ، فتلوح بيدها فى خنق طالبة أن تتركها وشأنها وتجعلها تكُمل نومتها ولكنها وثبت واقفة كالذى لدغته عقرب عندما صكت سمعها كلماتها وهى تقول بهدوء تام :
_ أسيد أتصل بيا وانا قولتله موافقة وقالى هنكتب كتب الكتاب دلوقتى وأنا لبست وجهزت نفسى وأنتى قومى يلا جهزى نفسك لأنى مستحيل اسيبك وحدك مضمنش أكرم ممكن يعمل إيه ؟!
فركت عيناها بعدم أستيعاب هاتفة بذهول :
_ دلوقتى علطول يعني، لا لا أُسيد ده مستحيل يكون طبيعى، ماشى أنتى وافقتى وتمام بس مش بالسرعة دى !!!
_ يلا البسى يازمردة مش وقته الكلام ده، هو يمكن يكون على وصول أساسًا
هزت رأسها مرات متتابعة فى حماس يكاد يصيبها بالجنون وهى تندفع نحو المرحاض لتجهز نفسها وتخرج ترتدى ملابسها ، فتسدير ملاك وتعود إلى غُرفتها ، منهم من يصيبها الحماس لحد الجنون ومنهم من أدركها التوتر والإرتباك واستدرجها إلى متاهة عجزت عن الخروج منها ، عقلها الصغير ذو العقلية الطفولية ألتف حوله التوتر والخجل والارتباك فى لفيف من القيود التى تمنعها عن التفكير بأى شئ وتوقفه عن العمل ……………… !
***
مايقارب الساعة حتى أمرها بالنزول وأنه فى انتظارهم بالأسفل ، فعلت ما أمرها به فى طاعة ، أستقلت بالسيارة بجوراه وأتخذت زمردة مقعدًا لها فى الجزء الخلفى للسيارة ، ثُم أنطلق إلى مكتب المأذون الذى سيعقد زواجهم ، كان بإنتظارهم هناك مراد يبدو أنه سيكون أحد الشاهدين على الزواج ، وسُرعان ما بدأو بأجراءات الزواج وأنتهى كل شئ على سنة الله ونبيه وكما يرضيه لينتهى بقول المأذون مُبتسمًا بصفاء :
_ بارك الله لكم وجمع بينكم فى خير
وتلقوا المباركات من المأذون بصدر رحب ثُم خرجا ، ودّ مراد أن يبارك لأخيه على زواجه ولكنه يعلم أنه ليس سعيد بهذا الزواج فقد قام به فقط حتى تكون فى حمايته ولا يستطيع أحد أذيتها ، مازال لم يتقبل وفاة رفيقة دربه قلبه يزرف الدماء لفراقها كيف له أن يتزوج ويعيش حياة سعيدة ، عكس ما ظهر على وجه ملاك من معالم السعادة التى تحاول اخفائها تحت قناع أن ذلك الزواج لم يكن سوى لحمايتها وأنه سينتهى قريبًا …!!
سحب مراد أُسيد من يده إلى زواية بعيدًا عن مسامعهم ليقول بجدية طاغية :
_ مش شايف أن جوازك من غير ما ماما تعرف هيصعب الموضوع وأنك تحطها تحت الامر الواقع هيعقد الامور أكتر ، أنا الصراحة مش صعبان عليا غير المسكينة ملاك اللى هتتاخد فى الرجلين وسط امك وأسمى
رتب على كتف اخيه بنظرات هادئة وناعمة وهو يقول بنظرة كُلها ثقة :
_ متقلقش أنا حاسب حساب كل ده ، ثُم أنى مش متجوز ملاك علشان ابهدلها معايا
طالعه بعدم حيلة امتزجت بإبتسامة دافئة ، كانوا الفتيات يراقبوا حديثهم وبالأخص زمردة التى كالعادة كانت مراقبتها لهم بدافع الفضول أما ملاك فكان حديثهم المنفرد يزيدها توتر وخوف من القادم ، اعادها إلى الواقع صوته وهو يقول مشيرًا لهم بيده :
_ يلا علشان نمشى ؟!
تحركت نحوه بخطواط بطيئة، أستحوذ على قِسمات وجهها البريئة حالة من الزعر والخوف ، تغير لون وجهها إلى الأصفرار فجأة وبدأت الرؤية تصبح ضبابية أمامها، دوار شديد داهمها لولا استنادها بيدها على الحائط لكانت فى الارض يحاولون افاقتها ، أخفضت رأسهًا ارضًا مغمضة عينها، ساكنة تمامًا ثابتة فى أرضها منتظرة تحررها من تلك الدوامة التى سببت لها الدوار والأرق .. فتحت عيناها بضعف على صوته التى التسمت فيها نبرة القلق :
_ مالك ياملاك أنتى كويسة، اخدك ونروح للدكتور !؟
هزت رأسها بنفى قاطع مجيبة بصوت مبحوح :
_ لا أنا كويسة بس دوخت شوية !
اتاها صوت زمردة الذى لا يختلف عن أسيد زيادة عنه ببعض الغضب :
_ لازم تدوخى مش نايمة على الفجر ومكالتيش حاجة من امبارح ، اقعدى وهروح اجبلك حاجة تاكليها
أحست زمردة بقرصة منها فى ذراعها تحسها على الصمت رامقة اياها بنظرة نارية ترغمها على الصمت فقد فتحت عليها أعاصير غضبه الأن بمعرفته عن امتناعها عن الأكل وبالتالى عن تناول الدواء، رأت فى عينه نظرة متقدة ملتهبة تعرفها جيدًا شعرت بحلقها أصبح مرًا كالعلقم وهى تبتلع ريقها اخيرًا تحدث الأخير بصوت اجشَّ :
_ امشى ياملاك وفى البيت نشوف موضوع الأكل ده !
دقات قلبها تسارعت بخوف من براكينه وبطشه ولكنه لم يمهلها الوقت لتتفرغ إلى نفسها وتشعر بالخوف أكثر ، فأنتفض جسدها وكأنها لمستها كهرباء وهى واقفة فى وسط الماء حين احاطها بذراعيه من كتفيها يساعدها على السير ، سارت معه على أستحياء تخطف نظرة سريعة إليه فى حبٌ من آن إلى آن حتى توقفا أمام السيارة فنظرت الى زمردة قائلة :
_ أنتى مجبتيش شنطتك ليه يا زمردة مش هتيجى معانا !!
هزت رأسها نافية بأعتذار مهذب :
_ لا ياملاك مش هاجى.. آجى ليه اصلا أنا هروح البيت آخد شنطتى وهرجع بيتنا !
القت نظرة إلى زوجها نظرة ساخطة وهى تقول له منفعلة :
_ أتكلم معاها أنت علشان لو أنا اتكلمت هبهدلها فى الشارع
خرج صوته الرجولى فى حزم :
_ مينفعش يازمردة تقعدى وحدك فى الوقت ده بذات قبل كده أنتى كنتى بتقعدى وحدك لأن مفيش حاجة ممكن تأذيكى لكن دلوقتى فى
هزت كتفيها لاعلى فى عبوس قائلة :
_ عارفة يا أُسيد بس صدقنى مش هرتاح لو قعدت هناك الأفضل أنى اقعد فى بيتنا متقلقوش عليا
تحدث مراد إليهم فى نبرة رزينة مغمغمًا :
_ خلاص متضغطوش عليها أنا هشدد الحراسة قدام بيتهم ومفيش حاجة هتحصل
أندفعت تصيح ملاك بنبرة شبه مُرتفعة فى أستياء :
_ مهو كان فى حراسة برضوا يامراد لما دخل أكرم البيت وهددنى ، أكرم أنا عارفة كويس أنه مش أنا هدفه يعنى مش عايز يأذينى أنا عايز يأذى ريان وأُسيد وزمردة
همس لها أُسيد بصرامة فى نظرة مشتعلة أوقعت بقلبها :
_ وطى صوتك ياملاك احنا مش فى البيت
أخذت تغرز الارض بكعب حذائها والنيران تجعل كل خلية يجسدها تغلى فيزداد غليانها حين وجدته يهتف إلى مراد قائلًا :
_ خدها وصلها البيت يامراد واعمل اللى قولتلك عليه
فيشير لها مراد بيده نحو السيارة مبتسمًا فتلبى طلبه فى طاعة وتصعد بالمقعد المجاور له فيستقل هو بجوراها وينطلق بها كالسهم بخترق الحشود .. رمقته ملاك شرزًا لتنفجر به فى عصبية :
_ ازاى تخليها تمشى وحديها على أساس أنك غصبت عليا ومخلتنيش اقعد فى بيتنا وحدى سبتها ليه ولا هى عادى تحصلها حاجة لكن أنا لا
رأت بعيناه نظرة أستقرت مخيفة بل مرعبة فتوقعت سببها من تلك الطريقة التى تاحدثه بها ، التزمت الصمت جاهدة فى عدم أظهار ارتيعادها ليهمس هو بصلابة :
_ مسبتهاش لما تهدى هكلمها واشوف حل معاها ، واخر مرة تتكلمى بالطريقة دى اركبى يلا العربية !
صاحب الحالة المزاجية عاد من جديد ، عادت طريقته التى تجعل منه شخص تخشاه كأنها ترى وحشًا امامه ، بدأت تتفهمه قليلًا وعرفت ايضًا أنه فى الوقت الذى يحادثها فيه بجفاء يكون هناك ما عكر صفوه قبل أن يقابلها فتلتمس له العذر بعض الشئ وتبتعد عنه حتى لا ترى بركان يخرج حممه لتدمر الأخضر واليابس .. صعدت بالسيارة بدون أن تتفوه ببنت شفة …………
ترجلت من السيارة أمام منزلها الجديد الذى لن يكون ذو اختلاف عن سابقه فيزداد توترها ورعبها أكثر ، ودت لو تقبض على يده وتتشبت بملابسه تسلب منه بعض القوة ، تمنت عناق دافء منه يعيد لها شجاعتها المسلوبة ولكن خجلها كان حاجز كحاجز الماء والنار يمنعها عنه أو بالكاد هو الذى يصنع ذلك الحاجز ، خطت عتبة المنزل ودخلت لتقابل أسمى وزوجة عمها كأول مرة قابلتهم بها على تلك العتبة وكأن الأيام تعيد نفسها ولكن بظروف أصعب واكثر قسوة ، اتضح ذلك عندما وقفت ليلى تقول مستنكرة :
_ إيه هى الضيفة جات تانى ولا إيه !!
بثبات وصوت قوى أستطرد :
_ مبقتش ضيفة يا أمى بقت صاحبة بيت يعنى بقى بيتها !
عادت لسخريتها وهى تقول مبتسمة :
_ إيه لتكون كتبتلها البيت من غير ما نعرف كمان يا أُسيد !؟
أخترق صوته مسامعهم كالرعد ، ولكن الكلمات كان وقعها أكثر كالصاعقة التي احرقتهم في أرضهم ، أو أشبه بوقف الزمن !! :
_ لا بقت مراتى !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أشلاء القلوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى