روايات

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل التاسع عشر 19 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل التاسع عشر 19 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء التاسع عشر

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت التاسع عشر

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة التاسعة عشر

ساعات طويله من الانتظار لم يكل او يمل من الجلوس بجوارها.. تأملها بات الأجمل و الأصعب مع تلك الكدمات الزرقاء المغطاء ملامحها المحبه لقلبه

ليست طفوليه ربما جمالها عادي لكن تلك الملامح تحمل من البراءة، تحمل بين طياتها عناء ما تحملته

رغم ذلك تبدو أجمل امرأة رآها…

مرر يديه ببط يتحسس بشرتها بحنان وهو ينادي عليها بهمس

“زينب”………

لم تستجيب له، تترك نفسها لرياح تقذ’فها لعالم موازي لا يوجد به

سواد البشر بل انه صافي نقي مثل قلوبنا

استقام و هو يجلب حقيبة اليدي الخاصه بها اخرج هاتفها مرر اصابعه على عينيه

فتح الخط يتصل بشخص ما.. من هاتفها ليرد بدون مقدمات

“نورهان.. معاكِ صالح الشهاوي”

على الجانب الاخري

جالسه في شرفة منزلها ترتشف من كوب الشاي حائره تنظر بشرود للبائعين في الشارع على جانب الطريق و أخيها الأصغر يلعب بمرح مع الاطفال

صدح رنين هاتفها ما ان رأت اسم المتصل ردت دون تفكير

_كانت تنتظر مكالمة زينب كما اخبرتها _

لكن ما فتحت الخط سمعت صوت رجولي خشن أثر ارهاقه

أنتبها شعور بالارتباك وهي تتعرف على هوية المتصل

نورهان

:اهلا يا بشمهندس صالح… هو في حاجه؟ زينب كويسة؟!… سألتها بارتياب

صالح بجدية

“نورهان معليش هطلب منك طلب… زينب في المستشفى و انا معها و للأسف والدتي واختي مسافرين ومحدش موجود منهم

لو مفيش مشكله ممكن توصلي البيت في مفتاح احتياطي محطوط في زهرية الصبار اللي جنب الباب تفتحي و تجيبي غيار لزينب و انت عارفه الحاجات اللي هتحتاجها

احنا في مستشفى (….) انا لو اقدر اسيبها كنت روحت بس للاسف هي كل شويه تصحى و تتفزع و ترجع تنام و مفيش حد جانبها و الحج منصور تقريبا محدش قاله وانا مش عايز اقلقه دا راجل كبير مش هسيتحمل “

نورهان بفزع و دموع

” زينب مالها؟ حصل ايه؟

شعر بالم يمز”ق قلبه و هو ينظر لها ليرد بقليل من الثبات

” هي كويسه يا نورهان بس مهم جدا انك تبقى معها يعني انت اقرب واحدة ليها و اكيد لما تفوق هتحتاجك معها…”+

جلست الأخرى على الاريكه القديمه وهي تضع وجهها بين كف يديها تنتحب بصمت و لكن لا وقت لكل هذا؟

صالح بجديه

” نورهان لو الموضوع فيه حرج ليك انك تروحي الشقه… “

قاطعته بصرامه وجديه

” انت بتقول ايه… نص ساعه بالكتير و اكون عندكم… بس ارجوك خد بالك عليها و انا هروح الشقه دلوقتي و هجيبلها كل اللي تحتاجه”

تنفس بصعوبه وكأن شي ما يطبق على صدره يأبى تركه

“متقلقيش عليها انا معها… “

أغلق الخط معها وهو يضع الهاتف جانبا نظر لها باعين غائرة وعقله مشتت في جميع الاتجاهات…..

ابتسم بود وهو يداعب وجهها بحنو يمرر يديه على ملامحها

استجابت و بدأت ملامحها بالانكماش ثم حركت يديها بانزعاج وتعب وهي تُبعد يديه عن وجهها… عنوة عنه خرجت ابتسامته بصعوبه وهو ينظر لها+

فتحت زينب عينيها بزعر بعد أن تسرب ذلك المشهد قبل عدة ساعات

صرخت باسمه وهي تنهض بقوة من مكانها

“صالح”

جذبها بسرعه لاحضانه وهو يهدئها ببعض الكلمات

“اهدي يا زينب لو سمحتِ احنا في المستشفى.. خالص دا كله كابوس مزعج وانتهى خالص

انا معاكِ”

بدأت فعلا بتلك الكلمات تهدأ مره آخر

تتحسن وتنتظم أنفاسها المتسارعه

مر وقت من الصمت الهدوء المخيف حتى وصلت نورهان الي المشفى

كانت تجلس بجوارها تحضتنها وهي تمسد على شعرها بحنان بينما الأخرى تئن بالم من كامل جسدها

صعب عليه رؤيتها بتلك الحاله المزريه مهما قاوم وحاول الصمود الان هو أضعف بكثير مما كان يعتقد

كان يظن بأنه الاقوى و ان العشق لن يمس قلبه مهما حدث لكن تغير كل هذا حين رآها

هو الآن أضعف من ان يراها هكذا.. ضعيفه.. مكسوره.. خائفه

تمنى لو ان تتظاهر امانه بالقوة… تمنى لو رأي تلك المشاغبه… لا يفضل رؤيه الانكسار بعينيها … يموت بالبطي عند تلك النظر يشعر بعجزه و تشكيك برجولته نحوها فرجل ليس إلا حامي لعائلته و هو عجز عن حمايتها بتلك اللحظه

خرج من الغرفه وهو يتجه لأي مكان خارج المشفى لينفث سيجار

_الابن يرث عادة ابيه حين يغضب _

___________________________________ابتسمت نورهان بشغب وهي تجلس أمام زينب

:بقيتي خرعه اوي يا زوزو بقى من كم قلم على كم لكميه تقعي كدا… يا جدع كنت فاكرك استرونج طلعت استر يارب

زينب بهدوء

“هو فين صالح؟”

نورهان

“: مش عارفه راح فين بس اللي عرفته انه مسبكيش لحظه من ساعات ما جيتي المستشفى… شكله حبك يا زوز… نظرة عينيه لهفته.. خوفه عليكِ… على فكره هو اللي كلمني من موبيلك وطلب مني اجي بعد ما رحت البيت جبتلك هدوم

وانت كمان شكلك وقعتي..

بس مين بيكر”هك اوي كدا يا زينب علشان يبقى عايز يشو”هك”

زينب :

والله العظيم ما اعرف يا نور.. انا خرجت من عندك وقلت هروح السوق و الجو كان زحمه كالعاده فجأة لقيت اتنين شدوني في الزحمه و جيت واحده لابسه نقاب ضر”بتني و كانت ناويه تحر”ق وشي و لولا ستر ربنا في حد لحقني و مياه النا”ر وقعت على الأرض لو شفتيها وهي بتفور وبتغلي في التراب

كنت هتحسي انك على أبواب جهنم

معقول البشر فيهم حد بالسواد معقول”

نورهان بحنان وقلة :

اهدي يا زينب… ربك مش هيسيب حقك وان شاء الله هيرجعلك … بس يا حبيبتي ما احنا متعودين على قسو”تهم الا من رحم ربي

قاطع حديثهم ذاك طرقات على الباب..

نورهان بصرامه :مين؟

بنبره رجوليه جاده

:باسل زيدان وكيل النيابه

نورهان :ثواني لو سمحت…

لملمت شعر زينب في كحكه متقنه و هي تضع لها الحجاب تضبطه

:اتفضل….

دخل رجل وسيم ذو طول فارع وجسد صلب رفيع… ملامح جذابه يرتدي بذله رسميه سوداء…

دلف أيضا رجلان لا يبدو بهم شي مميز ليذكر عاديان….

ابتسمت نورهان لا اراديا ظهرت غمازات وجنتيها بوضوح زاد جمالها والانجذاب اليها

خصوصا مع تأمل الرجل لها

حجابها الأبيض عيونها العسلي جسدها النحيف جدا قد لا يبدو بداخل تلك الثياب رغم أنها تمتلك قوام رشيق لكن نحيف جدا

برمت شفتيها بغضب من تلك النظرة و من ابتسامتها الحمقاء تلك

“في حاجه يا فندم”

حمحم باسل وهو ينظر لزينب بجديه

“زينب منصور؟”

“ايوه يا فندم”

وضع الشرطي الأخرى مقعد لباسل بجوار فراش زينب ليجلس بجديه وهو يضع ساق على الآخر بكبرياء

تقسم نورهان انها شعرت بالغيظ منه

لوت شفتيها بطريقه شعبيه وهي تجلس بجوار زينب ليلاحظ الاخر نظراتها المشاغبه

باسل بجديه:في حد بلغ عن الواقعه اللي اتعرضتي ليها في السوق… تحكيلنا اللي حصل بالظبط… علشان نقدر نوصل للفاعل

صاحت نور بغضب منه قائلة بعبث خطير

=”هو حضرتك أعمى مش شايف حالتها ولا وشها..

. طب وانت داخل الدكتور مقالتلكش انها اتعرضت لصدمه عصبيه… ولا هو ضغط عصبي والسلام… وايه لازمة الاجراءات دي

ولا ليها اي تلاته لازمه في البلد دي اقولك ليه علشان كل يوم في السوق دا بيحصل الف مصيبه و مصيبه واللي زينا هما اللي بيشيلوا الطين فوق دماغهم وحضرتكم قاعدين وراء مكاتبكم بتشربوا شاي وقهوة و نحط ورق و خلاص و اقفل يا ابني القضيه”

كانت تنتظر لحظه لتفرغ عن غضبها لكن جاءت العاصفه بوجه ذلك الوسيم

لكزتها زينب بتعب في كتفها قائله بتعب

” نور بطلي دبش”

نور بحنق

” دبش ايه ما هو من اللي بنشوفه كل يوم ها يا استاذ… اللي انا قلته دا غلط مش دا اللي بيحصل؟ “

تكلم باسل ببرود وهو يحدق بتلك الفتاه

:اعتقد يا مدام انا دا شغلي وانا ادري بيه وانا الوحيد هنا اللي اقرر… و بالنسبه للي بتقوليه دا فعلا في قضايا كتير بتتقفل بس عارفه ليه؟مش مدام برضو؟”

سالها بخفوت و تركيز

نظرت له بتحدي و هي تضع يديها أمام صدرها بكبت

” انسه لو سمحت… نور”

ابتسم الاخر بمراوغه وهو يردد اسمها وصدي الاسم لايزال على شفتيه يشعر بقليل من الارتياح

“تشرفنا يا انسه نور… نرجع لموضوعنا اقولك ليه؟

لان مش بيكون في تكافؤ بين الطرفين..

الطرف المجني عليه مش بيساعد… احنا مهمتنا نوصل للعداله لكن لازم يتوفر عدة خطوات زي مثالا السرعه…

انا عارف ان مدام زينب اكيد اتعرضت لصدمه لكن من الضروري اني اعرف منها معلومات بشكل سريع علشان نقدر نوصل للجاني …. فهمتيني يا نور”

أبتسمت وهي تعلق نظرها عليه تلاحظ بين طيات ملامحه الرجوليه شي اخر جذاب ربما هيبته…. ربما شي لم تعرفه!!!

في ذلك التوقيت دلف” صالح” الي الغرفه بخطوات ثابته

ابتسمت زينب بارهاق ما ان رأته… شغل تفكيرها في تلك اللحظات التي اختفى بها

استقام باسل وهو يصافح “صالح الشهاوي” باحترام،ليس شخص مجهول ابدا… بالعكس صالح له نفوذ أيضا و علاقات جيده بالكثير

بعد وقت استطاع معرفة بعض المعلومات

حيث وصفت لهم ملامح تلك المرأة التي راتها و

حديثها الغير مفهوم

_بأن زينب اخذت شي ما لا يخصا_

صالح بجديه :اظن في كاميرات مراقبه في السوق دا… و ممكن نوصل للي عملوا كدا

باسل :المنطقه اللي اتحدد فيها الواقعه للأسف مفيش اي كاميرة مراقبه جايبها لكن هنعمل تحريتنا تاني و كويس جدا أن معانا موصفات الست دي… قريب اللي عمل كدا هيتحاسب

صالح بشر كاد ان يفتك بها من الخوف عليه

“وانا مش هسيبه الا لما اعرف هو مين و ساعتها مش هيكفيني فيه موته”

باسل بصرامه

“دا شغلنا يا بشمهندس صالح واتمنى انك تتعاون معانا بعد اذنكم”

صالح :اتفضل…

القى نظره اخيره لتلك الفتاة وهو يغمز لها بجراءه.. وسعت عينيها بصدمه من وقا”حته تلك لتزداد الابتسامه على محياه

شعرت بالسكون يدب اوصلها أمام شموخ هيئته وهالة الرجولة المحيطه به و الوسامه الغير عاديه التي يتمتع بها+

خرج من الغرفه وراه الشرطيان تاركا اياها خلفه تشعر بالذهولا.. ينقبض قلبها بخفوت لتجربة تلك المشاعر لأول مره!!!

=================================لا فرار من الحب يا عزيزي.. ولا شفاء من داءه

و ان قرارت الرحيل.. ارحل دون قلب

لكن هل تستطيع العيش بدونه؟!

في منزل شاكر

اخذ يبحث في هاتفها عن أي أرقام غريبه.. أصبح يشك بها لأبعد الحدود… رغم انها أخبرته انها لم تلتقي ب “على” منذ وقت طويل و حين رأته كان ذلك في احد الأماكن العامه

حدق بها بشر تنام بارهاق الفترة الأخيرة من أصعب الايام التي مرت عليها

لم يجد اي شي مثير للشك و لكن قبل أن يغلق الهاتف قرر رؤيه” المكالمات المسجله”

للحظات تحول لشيطان اسود بوجه مكفهر غاضب.. وهو يحدق بها و يستمع لتلك المكالمه بينها وبين عدوه اللدود صالح الشهاوي

بينما هي تترجاه ان يساعدها للتخلص من يد ذلك الرجل الذي يدعي زوجها يبدو أنها مسحت سجل المكالمات ولكن نسيت مسح المكالمه

رغم انه نسي عهود الزواج.. الموده الرحمه الاحترام الحب الثقه… نسي كل ذلك

أهان أنوثتها و كرامتها… اراد التحكم بها

انتهك روحها وقلبه…

لحظه صمت رهيبه قبل أن يُلقي الهاتف بقوة في المرأه أمامه لتصدم بها بقوه صدح صوت الكسر القوي

تناثر قطع الزجاج على الأرض مسببه فوضى عارمه

انتفضت بذعر من نومها القلق وهي تراه يتهجم عليها بمنتهى الغرور والكر”ه

جذبها بعنف من خصلات شعرها صر”خت من شده الألم و كأنه يريد اقتلع شعرها من جذوره

شاكر بفحيح عالي غاضب يشبه العاصفه التي تأتي بدون الحسبان اليها

“بقى أنتِ يا بنت الك”لب راحه تستنجدي بيه طب و رحمة أمي لادفنك حيه “

رفع يديه و حاول صفعها لكن مسكتها وهي تصيح

” حرام عليك يا أخي… ايه جبروت.. ايوة يا شاكر انا استنجدت بيه بس قبلها استنجدت بربنا اللي أقوى منك يا ظالم… حتى لو قت”لتني مش هيكون اسوء من الايام اللي عشتها معاك….”

كاد ان يجن جنونه تلك الفتاة مهما حاول ساظل كذلك ترد عليه… لم تنطفا ابدا رغم كل ما فعله…. ربما حزينه مكسوره لكن لا تظهر ذلك الضعف ابدا… ذلك الشعور يجعله يرغب في كسر عظامها… حاول فعل كذلك خلال سنتين زواجهم لكن لم تتغيرا

صدح رنين هاتفه للمره العشرين تقريبا أخرجه من جيب بنطاله و مازال يمسكها من شعرها يضغط عليه بعنف وهي تئن بوجع تضع يديها على بطنها شعور كانسحاب الروح منها….

صاح بغضب

“انت بتقول ايه يا حيوان انت… بوليس ايه اللي بيدوروا عليا….”

فريد بهلع:العسكري بيقول ان ابن الشهاوي قدم كل الشيكات اللي عليك البوليس و انه اشتراها من التجار…. و بيقول ان الواد اللي بعته يق”تل مليجي في السجن… اعترف ان انت اللي رشيته علشان مليجي كان ناوي يبلغ صالح انك انت اللي حاولت تقت”له يوم المخزن….

مليجي ما”ت والدنيا مقلوبه

قبضوا على العيال اللي كانوا في المخزن اللي ضر”بوا صالح في اليوم الزفت دا …

اهرب يا شاكر هنا اكيد جاينلك على الشقه

” يا بنت الكلب…. ااه يا بنت ***”

لم يعد يعي ما يقوله وهو يسحبها وراءه يخرج من الشقه وسط صراخها عليه وغضبها منه وشعور قوي بالدوار

دفعها بعنف لداخل سيارته و اتجه هو ليقود السياره بسرعه

دوت صر”اختها المكان لكن تلك المره مع شعور مؤلم بالوجع

شاكر بغضب :مش كدا كدا ميت… يبقى احسرهم عليك يا بيبة….”

حبيبه ببكاء يمزق له القلوب:

بطني آآآه… بطني…+

شاكر بجنون وهستريه وهو يقود سيارته بجنون :

“بيموت… ههههه…. لا بجد يا حرام…. “

نظرت للأمام لكن وسعت عينيها بصدمه و رعب وهي تضع يديها على وجهها تتعالى صوت صر”اختها تجد سياره كبيرة تقترب منهما

لم تعد تشعر بشي بعدها فقط الظلام والهدوء المميت

” انقلاب ضخم في الطريق العام “

—————————————-

بعد وقت

تجلس زينب بجوار نور في سيارة صالح الذي يقود السياره في طريقهم للمنزل

زينب بهمس و ارهاق وخبث: نور…. قولتيلي بقى كان اسمه ايه وكيل النيابة ذا؟

نور بارتباك:مش فاكرة وبعدين انا مالي اصلا دا واحد مش محترم

زينب بابتسامه جميله

:مش محترم؟ عليا… ماشي يا بنت الحلال بكرا نشوف.. مالك و لا مالي.. اصل باين كدا ان عينه منك

نور بضيق: زينب متعصبنيش انا مش ناقصه ابو شكله، لا و بيحط رجل على رجل فاكر نفسه رئيس الجمهوريه… و بعدين ايه عينه مني دا… واحد و”قح

ابتسمت زينب بارهاق وهي تضع وجهها على كتف نور تغمض عينيها، ليري انعكاسها المرهق في المرأه أمامه…

الي اين تذهب يا ‘صالح’؟ و الي من تنتمين يا ‘زينب’؟

حل تلك الشفرة هو بداية العشق..بلا شوائب تعكره… الي متي تاخذكما الحياة في تلك الدوامة،

منذ اللحظه الأولى كُتب عهد الحب بدموعها عندما وجدتكَ جر”يح في ذلك المكان

أسلبت عينيها عنه و هي تنظر من زجاج السيارة

مرت بضع دقائق حتى وصل إلى وجهته

أوقف السيارة أمام منزل الشهاوي، ترجل منها ليفتح لها باب السيارة.. نزلت أيضا برفقت نور

مد يديه و مسك كفها الناعم وهم يسيرون اتجاة البنيه

وقف أمام باب الشقه فتح اياه و دلف إليها مُشعل الانوار… أغلق الباب وراهم و هو يلقى عليها نظرة خاطفه

نورهان :هدخل الهدوم دي جوا….

تركتهما و دلفت للغرفه بهدوء ساد الصمت بينهم حاول قاطعه لكن صدح صوت نور

نور بجديه :انا لازم أمشي بقى الوقت اتأخر و ان شاء الله الصبح هجيلك…..

اومات لها زينب وهي تسالها بارهاق

“هو بابا معرفش صح؟”

نور: لا تقريبا صالح قال انه مش هيستحمل الخبر

سعلت بضعف وهي تجلس على احد الكراسي

:كويس برضو

صالح:ياله نورهان هوصلك… الوقت اتأخر

نور:بس مالوش داعي يا بشمهندس يعني انا هروح لوحدي

صالح بحده : ياله يا نور… الوقت اتأخر انا اصلا تعبتك معانا… واكيد ابوكي قلقان عليكِ “

زينب :ياله يا نور بلاش عند…

صالح :مش هتاخر عليكِ هوصلها واجي على طول”

اومات له زينب بتفهم و هي تقول بصوت مجهد

“متقلقش عليا… خد بالك على نفسك”

ابتسم بحب ومالي عليها يخطف شهد وجنتها الشاحبه غادر المنزل تاركا اياها

بعد أن أغلق الباب خلفه نهضت زينب بتثاقل تتجه نحو غرفتها

اخذت ثياب خفيفه من الخزانة قبل أن تتجه نجو الحمام بحاجه مُلحه الي حمام دافي تزيل به ألم جسدها المكدوم

بعد مدة انتهت من الاستحمام وقفت أمام المرأة ترتدي منامه قطنيه مريحه

رفعت البجامه عن بطنها قليلا لترى تلك الكدمات.. تحسست معدتها بالالم وهي تئن بوجع من ركلة تلك المرأه لها قد تركت كدمه زرقاء تظهر بوضوح على بشرتها البيضاء

نظرت لذراعيها من الناحيتين فوجدت آثار أصابع النسوة تاركه علامات حمراء على يديها بسبب تقييدهم لها و مقاومتها

شردت في المرأة وهي ترى جسدها ذلك بتلك العلامات

لم تشعر بذلك الذي يتابعها بصمت بعد أن فتح الباب وطل منه، تسمر مكانه وهو يرى أثر تلك الحادثه

عض على شفيته بقهر من ضعفه في الحفاظ عليها

ضغط على يديه وهو يتقدم منها انتبهت له لتعدل ثيابها مسرعه

لم يشعر متى جذبها لحضنه يمرر اصابعه برفق على طول سلسلة العمود الفقري

ارخت جسدها لتقول بصدق بيننا تتمسك بقميصه :

“صالح… هو ينفع اقولك اني بقيت احس انك اهم حد في حياتي… بقيت اطمن وانا معاك… بس خايفه… خايفه تتاذي من ورايا…”

همس بصوت اجش أثر تلك الكلمات عليه قائلا بدون حُسبان

:ششش… انا مش صغير خليك عارفة دا…. و طبعا ينفع تقولي كل اللي جواكي زي مثالا ما ممكن اقول اني حبيتك….. “

انتفضت تبتعد عنه لكنه تمسك بها من ذراعها لئن أثر ابتعدها

صالح :لسه بتوجعك؟

زينب :لا ابدا دا بس… آآآه…. صالح

هز راسه بقلة حيلة من كذبها ذلك مجرد لمسه لمعدتها انئت

رفع يديه ممسكا كيس ليخرج منه

” مرهم مسكن”+

صالح : تعالي هدهنهولك

زينب بخجل:لا شكرا انا هعرف اعمله لنفسي

صالح بخبث و وقا’حه :في حد يتكسف من جوزوا برضو هي الكدمه فين؟

ضر”بته بقوة وخجل وغضب من جرائته :اطلع برا

ضحك الاخر بقوة و هو يغادر الغرفة يتركها بهدوء

بدأت باستخدام ذلك المسكن على ذراعها و بطنها ثم تركته جانبا و هي تاوي الي الفراش

مرت دقائق و هي تحاول النوم لكن يجافي النوم عينيها.. دلف للغرفه وجد الانوار مطفاه ما عدا نور بسيط من الاباجورة أستلقي بجوارها…

ما ان شعرت به في الغرفه اغمضت عينها بقوة

كانت تضع الوسادة الكبيرة في نصف الفراش و تستلقي على احد جوانبه

ابتسم صالح باستياء

هل ترى تلك الوسادة بينهم درع حامي لها منه؟

نظر بسخط لتلك الوسادة

ضيق عينيه بغضب ثم قال بنفاذ صبر

“ما شاء الله يا زينب السرير مساحتة كبيره اوي كدا علشان تحطي مخد في النص لا ذكية ماشاء الله”

لم ترد عليه و مازالت جفونها ترتجف بارتباك و توتر

“عارفه انك صاحيه فبلاش حركات العيال دي… عيب اوي يا هانم لما اكلمك و تطنشي”

نظرت له بغضب وهي تجلس تربع يديها أمام صدرها بغضب

” لا على فكرة انا صاحية بس مش فاهمه ايه اللي اتغير كان في اتفاق بينا في أول يوم…

و بعدين الشقه مليانه اوض حبكت اوي انام على سريري؟.

ابتسم بمشاغبه و هو يلتقط تلك الوسادة يلقيها على الأرض.. يخلع التيشيرت القطني الذي يرتديه اعتاد في تلك الأجواء الحارة النوم عا”ري الصدر

وسعت عينيها بذهول قبل أن تقف و تبتعد عن السرير لكن اوقفها صوته الحاد

” راحه فين؟ “

كانت تعطيه ظهرها و هي تضغط على يديها بغضب و خجل

” هشوف اي اوضه انام فيها… مش هعرف انام كدا سلام”

” استنى عندك…. فكرك لو عايز اعمل حاجه المخدة دي هي اللي هتمنعني عنك… تبقى غبيه… تعالي نامي و متخافيش اوي كدا وخلي في علمك دا هيكون النظام بعد كدا مؤقتا يعني “

أستلقي على الفراش و اولها ظهره احمرت وجنتها و هي تتقدم منه استلقت في الجانب الاخر

تنهد بعمق تحمل ابتسامة غريبه شقت شفتيه قبل أن يستسلم للنوم

____________________________

في احد الأحياء الراقيه

تجلس و هي تحمل بين يديها زجاجه من الكحول ترتشف منها دون حساب بجسد مخمول تتراجح يمين ويسار

صوفيا بغضب و هستريه:ليه؟ كل يوم ناس بتمو”ت و تتشو”ه وهي تنجي منها…

اعمل ايه دلوقتي؟

بعد ما دفعت لهم… وجيت اسكندريه مخصوص علشان اشوف نهاية المهزله دي تنجي

انا مش عايزها تموت انا بس عايزها تبقى مسخ عايزاه ينساها.. يقرف لما يبص في وشها…. مش لازم تمو”ت

قبل قليل

دلف رشاد الي العمارة دخل تلك الشقه بهدوء دون اصدار اي صوت لكن سمع صر”اخ عالي باسم زينب…. غضبها الأحمق يكفي لتدميرها

سمعها؟!

هي من أرادت تشو”يه وجهها؟

هي من دفعت لهؤلاء النسوة لتدميرها؟

كيف يقودها الجنون لهذا المكان؟

رشاد بغضب و هو يجذبها من خصلاتها شعرها القصير

“اقت”لك؟ ولا اشو”ه وشك زي ما كنتِ ناويه تعملي فيها”

ضحكت صوفيا بسخريه

:بيبي انت جيت…. طب كويس… اصل كنت عايزه اقولك انك حمار يا رشاد… و البنت دي عمرها ما هتكون لك…. ااامم انا معتش عايزه اعيش مع واحد حق”ير زيك مش مقدر حبي له علشان كدا هتطلقني… و دلوقتي يا رشاد…

ابتسم بخبث وهو يتذكر وجه زينب الملي بالكدمات قد رآها قبل مغادرته المستشفى فهو وضع عليها مراقبه و حين اخبره رجاله انها في المشفى ذهب لهناك دون تفكير ليراها بحالة مزريه

:اطلقك؟ معقول قبل ما اسيبلك ذكره حلوة كدا تفتكريني بيها….

ضر”بها بعنف و غضب

” الله يمهل ولا يهمل “

مر بعض الوقت تركها و خرج من البنيه

تركها بوجه ملي بالكدمات و أثر الضر”ب و الد”ماء بوجهها وجسدها.. سبحان الله لم يؤجل حقها في نفس اليوم…

_____________________________

بعد مرور يومين على الجميع

في المنصور

حياء :مالك يا أيمان؟شكلك مش متظبط

ايمان:يوسف عنده مشاكل كتير يا ماما… كان المفروض يسافر النهارده لكن كلم الناس برا و قالهم ان في ظروف صعبه و مش هيقدر يرجع دلوقتي لكن واضح انهم خالص صبرهم نفذ

عقدت حياء حاجبيه باستغراب

:و ظروف ايه ذي اللي خليته يسيب شغله مع ان كان مرتب فعلا انه يسافر النهارده

أيمان :ازاي عايزاه يسافر و يسيبك في الحاله دي…. و لسه التحاليل مش هتظهر دلوقتي.. ماما يوسف مش بيعتبرك مرات عمه لا هو عارف انك امه… من اليوم اياه و هو مرتبك بيحاول يكون طبيعي ادامي لكن…+

حياء بجديه:طب ادخلي نادي لجوزك يا هبله و سبينا لوحدنا

أيمان :هتقوليله ايه؟

حياء:وانتِ مالك.. ابني وعايزه اتكلم معه لوحدنا ياله و حسك عينك يا ايمان تعملي الحركات القرعه دي و تقفي تلمعي اوكر

أيمان بضيق:ماشي يا ماما

بعد دقائق دلف يوسف الي جنينه المنزل ابتسم وهو ينظر لها… تبدو جميله جدا

لو عاش عمره كُله لن يوفيها حقها

حياء بمرح :اقعد يا ابن الموكوس

يوسف :مدام قلتي يا ابن الموكوس يبقى هتهزق

حياء:ايه كبرت على التهزيق مني ولا اي؟

قبل يديها بود وهو يجلس بجوارها على الحشائش

نظرت لقناة المياة أمامها و الي تلك الأشجار ابتسمت وهي تعاود النظر له قائله بهدوء

:ليه مش عايز تسافر يا جو؟انت خالص كنت استقريت على قرار انك هتسافر اي اللي حصل دلوقتي؟

جذبته من يديه ليستقيم على الأرض وهو يسند راسه على فخذها… ابتسمت بود وهي تمرر يديها في خصلات شعره كما لو كان طفل

يوسف بارهاق:

عارفه انا عمري ما حسيت باني يتيم كنتِ طول الوقت معايا… حتى أول مره قلت ماما كان ليك انت… في الوقت اللي كل الناس اتخلوا عني انا و نيران

انتي احتوتينا حتى لم خلفتي ايمان و صالح كنت بتهتمي بينا زينا زيهم…

انا لما سافرت مكنتش خايف لان عارف ان ورايا اهل زيكم عمرهم ما هيتخلوا عني…

اه سبتكم لكن كنت عارف انكم بخير حتى لو بعدنا عن بعض..

دلوقتي خايف اسافر…

حياء بمقاطعه:و تيجي تلقيني مت صح؟

ضحكت ببساطه و طيبه

:يوسف انت ختمت القرآن الكريم اكتر من مرة و عارف يا حبيبي ان الحياة دي اختبار صغير… و ممكن اي شخص في اي لحظه روحه تتقبض… و أن الأعمار بيد الله

انا مثالا عندي ثقه في ربنا… حتى لو مت مش هبقي زعلانه… و على فكرة انا اكتر حد حب الحياه لان عندي فيها كل حاجه حلوه

زوج لو عشت طول عمري اقولك اد ايه حبني مش هوفيه حقه… و خمس اولاد ربنا يباركلي فيهم.. انت و صالح و إيمان و زينب و نيران… وعندي اخت جميله زي شهد و أولادها حبايب قلبي..

كل واحد فينا عنده في الحياه نعم لو عاش يعدها مش هيعرف والله العظيم

انا كويسه يا يوسف و بلاش الاحباط اللي انت فيه دا

و ياله قوم كدا فرفش انت والمزه اللي اكيد راحت تصلي بدل ما تلمع اوكر

ياله يا ابني كدا بلا نكد ياله و جهز نفسك علشان تسافر…

و حتى لو نتيجه التحليل جيت وحشه لا قدر الله مترجعش و تبوظ شغلك مش تسافر النهارده و تيجي بكرا

و يا ابني مش ناوي تفرحنا بقى و تخلف جاتك الارف

و قرفنا بس ابن أيوب ابن أيوب

يوسف بضحك: هو ابويا كان مسيطر اوي كدا

حياء بمرح:بيقولوا… على فكره هنرجع اسكندريه النهارده… صالح متغير كدا من يومين حاسه انه خبي عليا حاجه علشان كدا يا برنس هنودع الجمال دا كله و نرجع

ابتسم وهو يميل عليها يقبل وجنتها في تلك اللحظه دلف جلال من بوابة المنزل

وسع عينيه بغضب و هو يرى ذلك المشهد الملي بالمشاعر…

:وحياة امك؟!

حياء بضحك:اللحق نفسك يا جو… كنت صغير على البهدلة

يوسف :في اي يا عمي دي… دي أمي

جلال بغضب :أمك مين يالا… خلفتك امتى دا و انت يا هانم بتضحك بقى كدا اصبري عليا

لم يشعر بنفسه الا وهو يلكم ابن أخيه ليسقط ارض يجلس بجوارها مره اخري

يوسف بغمزه:شقى اوي عمي دا….

حياء بمرح:اوي

أيمان بخوف:يوسف… بتوجعك

يوسف بخبث: يا عيوني…. ما تجيبي بوسه

لكزته بقوة وغضب في صدره

جلال :والله حلال فيك أن صالح يبقى معانا و ساعتها اقسم باالله مش هتشوف وشها من اللي هيعمله فيك يا حيوان…

حياء بنشاط:

سيادتي سادتي أعلن لكم نهايه الاجازه و العود الي ارض الوطن اسكندريه…… ياله بينا يا ايمان نجهز الشنط…

مسح على وجهه بغضب منها قائلا بحده

:هو الكلام مش بيتسمع ليه يا بنت الهلالي… هو انا مش قلتلك متخرجيش من اوضتك لا و النشاط وحدة اوي تقوم تجهزي الشنط…

حياء بدلال: مش دا اللي مفروض يحصل؟

جلال بابتسامه :بطلي حركاتك دي وياله تعالي ارتاحي شويه وانا هجهز شنطنا وانت يا هندسه أنجز بلاش صرمحه انت فاهم…

يوسف بخبث:واحد عني فكرة غلط خالص يا كبير

لؤي جلال شفتيه بسخريه و هو يحاوط كتفها يدخل للمنزل

:و حياتك محد فاهمك ادي…

_____________________________

في منزل علي

شعر بصاعقه قويه تضر”ب الأرض تحته وهو يستمع لصالح في الهاتف حيث اخبره

ان حبيبه و شاكر بالمشفى منذ يومين و لا احد يعلم عنها شي

كان الصمت خيم على المكان… وكأنه جمد مكانه

وكأن أنفاسه توقفت فجأة بدون سابق انذار

وكأنه أوشك على الذهاب دون راجعه

لعالم مريح برفقه الأموات لعله يشفي جرح قلبه و يمضي ذلك الالم

اي حادث؟

هي بخير؟ أليس كذلك؟

لا ليس لها الحق في مغادرة الحياة… بعد كل هذا العذاب.. أتترك مجددا؟!

هل تتألم؟ وخزه قوية شقت قلبه فوضع يديه موضع الألم وهو يشعر

بوحشة الرعب تفترس صدره وخوة الحياة من حوله وهو يقف بمكانه يستوعب ما قاله صالح؟

انتِ لن تفرقيني بتلك القسوة.. يكفي قسوتك فيما ماضي في إلقاء نفسك بين أحضان شخص اخر

لن اتحمل ذلك ألالم… يكفي انني اصبر قلبي بانكِ بخير حتى لو كنتِ بعيده… يكفي ان اعلم أن خفقات قلبك معي و بخير حتى أن كان البعد هو الحل

يكفي انني اعرف انك حية بخير.. سعيدة وان كان مع غيري….

جر قدمه بصعوبه وهو ينزل من شقته يركب دراجته وينطلق بدون تفكير الي المشفي

كم حادث كان على وشك حدوثه وهو ينطلق بتلك السرعه بين المارة … لا يعرف كم مره كان سيدخل في سيارة هذا و يخبط امرأة ذاك

تخبط غريب في مشاعر هو لا يحبها فقط هو يعشقها بكل جوارحه و حتى أن بعد عنها و حتى أن افترقا

لماذا قيد حبها يشدد عليه أكثر ان يبقى ولا يبتعد ولو حتى خانه التفكير و فكر في الإبتعاد

يجد ذاكرته و قلبه يقيدانه

وصل للمشفى تلك دلف بسرعه جدا الي الاستقبال يسالها بعنف و غضب عن مكانها

“في العنايه المركزه في الدور الرابع.. وال”

لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك… لم يستمع لباقي حديثها عينيه ترقرقت بالدموع لطالما كانت تلك الفتاة هي الوحيدة القادرة على رسم البسمه على شفتيه لطالما كانت سبب شقائه و المه…+

غريب هو العشق… مؤلم… لكن ذلك الألم ملاذ العشاق

عاشقاً انا.. و العاشق دوما يطالب بعذ’ابه

تقدم من تلك الغرفه في نهاية الممر ليجد فاطمة (والدة حبيبة) و زياد أخيها يقفان

تقدم منهما بخطوات متعثره قلبه ينتفض بقوه من أثر تلك المشاعر الهوجاء بداخله

وقف بجوار والدتها أمام النافذه الزجاجيه ليراها امامه

الانابيب والاجهزه موصله بجسدها و كيف أصبح هزيل… تلك المشاغبه لا لم تعد كذلك

ملامحها حكت عن ذلك العذاب الذي تحملته لسنتين

الان أصبحت أضعف من عصفور صغير كُسرت اجنحته…. طائر جميل ملون من الخارج بالألوان الحياه لكن بجسد هش هزيل يصارع الحياه و الموت

يصارع نفسه القديمه…. يجزم الان انها تحملت الكثير لكن ما الحقيقه؟!!

دمعت عينيه لرؤيتها في ذلك المشهد

ابتعد…. ابتعد كثير لم يعد يستطيع رؤيتها قاوم تلك الدموع في عينيه وهو يتوجه لغرفه الطبيب

دكتور حازم:افندم؟

على :المريضه اللي جيت من يومين عايز اعرف حصل لها ايه؟ و ازاي جيت هنا؟

الدكتور بحزن:تقصد حبيبه قاسم… البنت جيت في حادثه عربيه على الطريق العام… كان معها جوزها و للأسف توفي

و هي حالتها للأسف خطيره الاصابه اللي اتعرضت ليها مش بسيطه… غير نزول الجنين من وقت ما خرجت من العمليات وهي فاقده الوعي.

المؤشرات الحيويه للأسف ضعيفه جدا واضح انها مستسلمه… احنا كلمنا اهل المتوفي و البوليس جيه و…

على بغل و غضب :ما يولع بجاز وسخ… اللي يهمني حبيبة… لو سمحت يا دكتور اعمل اي حاجه بس لازم تفوق+

حازم:هو تقرب لك ايه؟

رد بمنتهى البساطه رغم الألم تلك الكلمه على شفتيه

“حبيبتي”

غادر الغرفه وهو يعود لوالدتها

فاطمه بطيبه و بكاء وهي تحتضنه :

شفت اللي حصل لبيبة يا علي… نصحتها قلتلها بلاش شاكر… هياذيك… ياريتني مت قبل ما تضحي بنفسها و تتجوزه….

تتضحي بنفسها؟!!

مرت تلك الكلمه على مسامعه غير مستصيغ اياها ماذ تقصد؟!

علي:يعني يا ايه يا خالتي؟ تقصدي ايه؟

زياد (أخيها الأصغر اثنان وعشرون عاما)

:على ما تيجي نقعد برا شويه عايز اتكلم مغاك

بعد مده

زياد :عارف ليه حبيبة اتجوزت شاكر….

من سنتين اتلميت على شله بايظه كنت عرفتهم في الكليه دايما كنت بحس انهم عايزين يقربوا مني… اتعرفت عليهم وبقينا نخرج و نسهر بطلت اروح الشغل و الكليه و سيبت كل حاجه…علموني كل حاجه وحشه ابتدوا يشرب السجاير و بعدها الحشيش لحد ما وصلت للبودره

على :بودره!!

زياد بندم:للأسف اه…. وقتها بقيت مد”من فعلا… و بقيت شخص تاني لما حبيبة عرفت حاولت تعالجني في البيت وتحبسني

و كانت هي اللي بتشتغل و انت اكيد لحظت ان الفتره الاخيرة بتضغط نفسها…

حيه يوم تعب امي وقعت من طولها و اخذوها على المستشفى… انت كنت مع صالح في بورسعيد وهي كانت منهارة مش عارفه اعمل ايه ولا تروح فين..

راحت المستشفى قالوها ان الدوا مش متوفر و لازم تشتريه و كان بمبلغ كبير وهيتجاب من مصر

حبيبه قبلها كانت دخلتني مصحه بالعافيه لان مكنتش متقبل علاج في البيت وكنت شخص غبي. و تقريبا كل فلوسها اللي حوشتها ضاعت في المصحه دي

مكنتش عارفه تجيب الدوا دا منين… كانت فعلا منها بطريقه هستريه

وقتها ملقتش الا ايد شاكر بتتمد لها كأنها طوق نجاه بدون ما تفكر شافاه انسان جدع بيساعدها و خصوصا انه دفع مصاريف المستشفى و المصحه و كل حاجه

طلب ايديها و هي داست على نفسها و وافقت كانت تعبت يا علي..

سابت كلية الحقوق في سنه تالته و وافقت تتجوزه

بعدها بمدة انا خرجت و عرفت اللي حصل و كمان عرفت اوصل لواحد من الشباب دول

وعرفت ان دا كان من تدبير شاكر انه يخليني مد”من وانا للأسف كنت حيوان و لفيت معه الحبل حوالين رقبة اختي… لان شاكر طلب ايديها اكتر من مره في الحلال و الحرام وكل مره كانت ترفض

وفي النهايه لف الحبل كله على رقبتها خنق روحها

شعر بنبضات قلبه تكاد تصرخ من شدتها

” دا كله حصل و انا معرفش… معقول؟ “

زياد:

حبيبة عاشت الأسوء بعد جوازها منه..

منعها تخرج و تشوفنا…و لما حاولت تستنجد بينا خالي ضربها و قالها مالكيش غير بيت جوزك…..

أقترب منه على وهو يمسك عنق قميصه بدون مقدمات وقصف أمام وجهه

“انتم أيه…. وانت لسه فاكر تحكي دلوقتي بعد سنتين.. مستني ايه لما تموت علشان تتكلم… و انا سنتين عايش في النار دي فاكر اني لوحدي اللي بتكوي بيها… انتم لا يمكن تكونوا بشر”

انتابه شعور بالخوف وهو يحاول الافلات من قبضه على

“والله العظيم كان غصب

على باشمئزاز:

ايه اللي كان غصب بدل ما تكون راجل وتقف مع اختك… تروح تصيع هو دا دكتور زياد… يا اخي روح منك لله انت و الز”باله اللي مات دا كمان اقسم برب العزه ان ربنا رحمه من اللي كان هيحصل فيه لو لسه عايش… “

طأطأ راسه و شعور الندم يفتك به.. تركه على و غادر ليلقي نظرة أخرى على تلك المسكينه

كلما أرادت الفرار انغلقت الابواب

كلما أرادت التنفس زاد الاختناق

كلما امتلكت السعادة تنزلق كرمال

وحين افترس عشقها كياني علمت انني عاجز

حتى

عن النسيان…. لا تهرب يا عزيزي

فلا مفر من الحب…1

________________________________

في طريقها للعوده لمنزلها بعد قضاء يوم عملها عادت منذ يومين للعمل مجددا

تنهدت بخفوت وهي تركل الكره بقدمها وهي ترى تجمع من الأطفال يلعبون بمرح

ابتسمت نورهان بشغب وهي تتطلع لهم تتذكر ايام طفولتها و كم كانت مشاغبة

صعدت للاتوبيس بحنق وصعوبه لانه مزدحم كعادته لكنه الوسيله الوحيده لعودتها

كانت تحاول التفادي الوقوف في الزحمه حيث الأيادي الطائشه و حاولت تجنب الوقف بين الرجال لكنه مزدحم و بشده و تكدس الناس به غير طبيعي

وجدت نفسها بالاخير تقف بجوار امرأه و رجل يبدو في منتصف الأربعين

شعرت بالضيق بسبب ذلك التلامس الذي يشعرها بالاشمئزاز.. ابتعدت قليلا عنه لتجده يقترب

اخذت نفس عميق تحاول السيطره على غضبها المتهور

لكن شعر ت بيده تُلامس قدمها بطريقه مقززه لتصرخ بغضب وهي تمسك بتلك اليد و ترفعها بقوة قائله بطريقه شعبيه

“وحياة امك…. ايه يا جدع ما تحترم سنك ….

السيدة بجوارها

:في اي يا بنتي هو عملك حاجه

شقهت نور بصدمه وهي تضر”ب بخفه على صدرها

“يا وليه اتقي الله و ايديه دي انا مسكتها من نفسي طب و رحمه امي ما انا سايبك

الرجل بارتباك

:يا بنتي انتي فاهمه غلط انا برضو هعمل حاجه كدا ولا كدا”

نور:

كدا و لا كدا يا عرة الرجاله يا ناقص”

شخص:يا بنتي الاتوبيس زخمه اكيد ميقصدش و بعدين ابقى اركبي تاكسي بعد كدا

نور بردح: انت ايش حشرك يا راجل انت ولا هو شكل للبيع… طب و ربنا ما انا سيباك الا في القسم

انحني تخلع حذائها لتضر”به بقوة على راسه عدة مرات بغضب هي ليست غبية و تعرض للكثير يمكنها معرفة ان كان يقصد ام انه متحر”ش

السواق: نهار ابوك اسود الراجل د”مه بيتصفي….

أجابت بضيق رغم خوفها من رؤيه الد”ماء تسيل من راسه

“يستاهل علشان يحرم”

ما ان وصل للمكان المقصود حتى توقف السائق ليتم نقل ذلك الشخص للمشفى بينما الأخرى للقسم

نور لنفسها

” دا انا هشرب المر بشاليموه يا حزنك يا بنت بدريه يا حزنك”

تجلس في ركن بين حشد من النسوه المتهمين بقضايا مشبوهه في غرفة مظلمه برائحه عفنه

زنزانه في القسم هي من تجلس بها وليس ذلك القذ”ر كما سمته

” لديها عقدة من الرجال.. تراهم معقدين.. صنف عفن.. فلم ترى منهم اي شخص جسد الا من رحم ربي”

دخل العسكري في تلك اللحظه ونادي عليها

العسكري بحده: نورهان ابراهيم

نورهان بارهاق، لها ما يقرب حوالي سبع ساعات في ذلك المكان النتن حتى اقتربت الساعه على الواحدة صباحا

:ايو يا عسكري

العسكري بحدة: حظك حلو وكيل النيابة رجع بدل ما كنتي هتستني للصبح اهو رجع

نورهان :ربنا يخدكم يا بعيد و ريحنا من اصنافكم

العسكري:بتبرطمي تقولي ايه يا بت انتِ

نور:ربنا يرحمنا يا خويا.. ربنا يرحمنا

العسكري:شكل لسانك طويل انجري ادامي

نور:جارة تاخدك يا بعيد

تقدمت أمامه حتى وصلت أمام مكتب وكيل النيابه

“خليك هنا”

نور: يا عم هو حد قالك اني ههرب دا انا اللي عايزه اعمل محضر فيكم أنجز خلينا نخلص ابويا زمانه قلقان عليا

دلف العسكري لغرفه وكيل النيابه وجده يخلع جاكيت بذلته يضعه جانبها وهو يشمر أكمام قميصه يفتح اول زرارين لتبدو عضلات صدره

العسكري :المتهمه يا باشا

بتركيز في الورق امامه: دخلها…

خرج ليدعو للدخول نظرت له بغضب وهي تدلف لغرفة وكيل النيابه

كان يجلس خلف مكتبه يتطلع للأوراق أمامه

ما ان رأته حتى تشدقت بصدمه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!