روايات

رواية عصيان الورثة الفصل الثالث 3 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الفصل الثالث 3 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الجزء الثالث

رواية عصيان الورثة البارت الثالث

رواية عصيان الورثة الحلقة الثالثة

#الحلقة_الثالثة «نهاية الماضي»
#رواية_عصيان_الورثة
#الكاتبة_لادو_غنيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼
كل من ليها نبي تصلي عليه 🌺
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت سعاد بصغيرتها إلي الأسكندرية ذلك المكان الذي قررت أن تكمل فيه بقيت عمرها ” تاركة الأيام تمر خلف ظهرها بعدما قررت أن تعتطي عمرها وصحتها لفلذت كبدها حياة وأخذت عهد علي نفسها أن تجعلها أفضل من أبنائهم”وأن تعود اليهم بهي وهي شابة شامخه قوية أبها ذات كرامة وعزة عالية المقام ”
و مرت السنوات حتي مر من الزمن عشرت أعوام علي أخر لقاء، لسالم بسعاد وحياة وبدء الجميع بالعيش والتاقلم “وذات يوم كان سالم يقود سيارتة في أحد شوارع مصر القديمة قادة الحنين للذهاب إلي ذلك الشارع الذي عاش بين سكانه معا سعاد لعامين لم يكن يدرك لماذا يتبع مشاعره الجارفه التي ترغمه علي تغير مسار رحلتة لكي يتوجة إلي الشارع الذي، سماه شارع الماضي” وبعد دقائق توقفت السيارة ودلف سالم منها ينظر بتعمق إلي تلك البناية العريقة الذي سكنها منذ عشرة أعوام كان نظره معلق علي شرفة الشقة الموجودة بالطابق الثاني “هذة الشقة الذي تزوج فيها سعاد وأنجب فيها حياة”

 

كانت عيناه تلمع بتوهج الشوق إلي تلك الصغيرة كم كان يتمني من أعماق قلبه أن تفتح الشرفة وتطل منها صغيرته التي أصبح عمرها الحادية عشر عام “كان يدرك أنه سيعرفها بعد تغير ملامحها ومرور السنين ورغم أنه كان يعلم ايضا أنه لايستطيع الأنجاب كما أخبرته نادية وأن حياة ليست صغيرته كما قالت سعاد إلا أن مشاعر الأبوه المحفوره بشوق الأيام كانت الدليل القاطع له أن حياة قطعه من قلبه وروحه” ووسط زحام مشاعره وذكرياته سمع صوت من الماضي يحدثة كانت نبرة الصوت يعلمها جيدا فكانت للحجة سعيدة ذات السبعون عام تلك المرأة البيضاء بحاجبها الأسود وتجاعيد يديها ووجهها”تلك المرأه التي تسكن بالشقة المجاوره لهما _أستدار إليها يتدقق بمعالمها التي تغيرت قليلا حتي أدرك من تكون ومد يده لمصافحتها لكنه تفاجئ بهي ترمقه بلوم وتشيح يده بعيدا عنها أثناء تحدثها بقول__
اللي يرمي لحمة وعرضة في الشارع أيدي متخاطبش أيدة يا سالم”
عيناه كانت تتفحصها بتعجب لم يكن عقله يعلم ماتود أن تقول تلك العجوز مما جعله يصمت لتكمل هجومها الصوتي علية__
بقي دية عامله تعملها تفرد في سعاد وبنتك حياة أخص عليك وكل ده ليه عشان وحدة حرباية زي نادية مراتك “طب قبل ماتصدق كلامها أتاكد الأول أنك فعلا مبتخلفش بدل ماترمي بنتك كده في الشارع” _
مش كفاية أن الحرباية حطت السكينه علي رقبتها وهي لسه ياكبدي عيلة ماتعرفش السما من العمي والله لوله أن سعاد ليلتها أصرت اني مجيش معاها عندكم لكنت جأت وفضحت نادية ادام الكل وعرفتكم مين الشريفه من الرخيصة”!!
كلماتها حركت خيوط الشك داخل جسده الخصب وزاغت عيناه بين تجعيدها يحاول فهم ماقالته للتو فحديثها يخبره أن هناك سر مدفون لا يعرف عنه شئ “لذلك بلل جوفه بلعابة وفتح فمه بتوتر يحاول أن يتفوة__

 

قصدك إيه يا حجه سعيدة مين ده اللي، حط السكينه علي رقبة مين ومين قالك علي موضوع الخلفة وتعرفي نادية منين”؟
سألها بحيره كأنها طوق النجاه الذي أمسك للتو بحبله لكي يخرجه من عتمة المياة إلي نور الحياة وراحة القلب الذي لم يهنئ بهي منذ عشرة أعوام” بينما هي فرتبت علي كتفه بعطف فقد رئة الحزن والألم يسكن منبع عيناه الزيتونية مما جعلها تتنهد وتحدثة ببعض الثبات الأنفعالي__
شكلك كده شارب كدب وخداع الحد لما بطنك أتملت”تعاله معايا جوة نعمل كوبايتين شاي وأحكيلك علي كل حاجه حصلت في
الليلة المشؤمة يا سالم”
أمسكت بيده تسبحه خلفها دون أي أعتراض جسدي له كانت قدماه تخطوا بتسرع كأن قلبه يود أن يسمع مايتمناة “وبعد ثلاثين دقيقة كانوا يجلسان أمام بعضهما وكلن منهم ينتظر أن يبدء الأخر بالحديث حتي قررت الحجة أن تكون هي البادئه” ثم أخذت تنهيدة عميقه ونظرت داخل عيناه لتبدء بسرد أول الخيط__
عنيك فضحاك وبتقول أن جواك حزين مستني كلمة تفرحة “عشان كده مش هطول عليك وهقولك كل حاجة” من عشر سنين في نفس الليلة اللي سعاد رجعت فيها من عندك كانت بتعيط وقلبها محروق من طلاقك ليها وتكدبيك لنسب حياة “يوميها خوفت عليها لتعمل حاجة في نفسها عشان كده أصريت أني أبيت معاها وكأن ربنا خلاني أعمل كده عشان أبقي الشاهدة الوحيدة علي برئتها و خداع وكدب نادية.”
شعرا بقشعريرة غزة جسده وأوقفه خصيلات شعره لكنتها المسحوبة بالألغاز جعلته يدرك أن تلك الليلة حملت الكثير من الأوجاع و الأسرار التي علي وشك أن تفصح بهي الحجة سعيدة ”
«فلاش باك»

 

في تلك الليلة فاقت الحجة سعيدة علي صوت بكاء حياة “وظنت أن سعاد تهنأ بنوم عميق أثار مامرت بهي اليوم من شقاء وبكاء” لذلك قررت أن تنهض وتذهب إلي حجرة نوم سعاد لتحمل الطفلة لكنها تفاجئة بنادية تقف أمام التخت وتحمل حياة وتضع علي عنقها الصغير السكين وأمامها تنظر لها سعاد بعين ترتجف من البكاء”لم تكن تدرك الحجة ما عليها أن تفعل فااذا رئتها نادية فليس من الصعب أن تتخلص منها”لذلك تراجعت خطوه للوراء وسندة بظهرها علي الحائط في حالة من الصمت الممزوج بالخوف تستمع إلي حديث نادية تلك الشيطانة البشرية ” ومر الوقت وسمعت سعيدة كل الأعترفات والمكايد التي تخطط لها نادية” لم تكن تصدق ماسمعته فكيف لبشرية أن تخطط وتنفذ بتلك الطريقة الشيطانية”كانت تشعر بالخوق علي سعاد وحياة الاتاني يوجهان تلك المعتوها بمفردهما”وقبل أن تفكر في أنقاذهما وجدتها تخرج من الحجرة مما جعلها تركض بهرولة داخل حجرتها وعندما تأكدت أنها غادرت المكان والشارع ذهبت إلي حجرة نوم سعاد التي تجلس علي المقعد وتحمل صغيرتها وترتب علي ظهرها لكي تغفوا “نظرت سعاد إليها بعين تتدفق بالمياة وعين باتت تعكس الحمل المسكون داخل جسدها _” أقتربت وجلست علي حافة الفراش أمامها تبادلها الحزن وقالت بصوت معبر عن الحيرة التي بداخلها_
ناوية تعملي ايه ياسعاد هتبيعي شرفك وعرضك وحق بنتك ونسبها”!
سؤالها كان مثل الشعلة التي ذادت من التهاب أوتار قلب تلك المسكينه التي ضمة صغيرتها إلي صدرها بحنان وقالت بصوت ضعيف بالكاد يخرج من شفتيها_
سالم هو اللي فرد فينا وبعنا بالرخيص يا خاله”ومقدميش حل غير أني أسمع كلامها وأروح وأرمي شرفي وعرضي تحت رجليهم عشان احمي بنتي من سكينتها الغدارة”!!
فزعت سعيدة من جلستها وصاحت بحدة غير راضية عما سيحدث_
لا اوعــــــي تعملـــــي كـــــده “أنــــا هاجـــــي معاكــــي وهقولهــــــم علــــي كــــــل كلمــــة قالتهــــا” سالـــــم لــــزم يعـــرف أن حيــــاة بنتـــــه ومــــن صلبــــه وأنـــــك أشـــرف واحـــــدة دخلــــت حياتــــــه”
أبتسمت بيأس وسندة رأسها للخلف علي المقعد كانت تشعر بالحصرة وفقد الأمل ولم تكترث لما قالته سعيدة “بلا قالت بصوت ضئيل_

 

محدش هيصدقنا أنتي مشفتيش قلوبهم جاحدة أزي” محدش منهم حتي هيسمعني “وحتي لو سمعوني وفكره انهم يصدقوني نادية هتموتلي حياة” أنا هعمل اللي طلبته اما سالم وعائلته الزمن بنا طويل وحقي هاخده منهم تالت ومتلت داين تدان يا خاله سعيدة وأنا مديناهم بعرضي وشرفي وربنا والا بيغفل والا بينام واللي بيحصل جوة البيت هو شاهد عليه”!!
أدركت سعيدة أن حديثها لن يجدي نفعا فمن الواضح أنها جأت متأخرة فقد ملئه الرعب والحصرة قلب سعاد التي ظلت جالسه علي مقعدها تحمل صغيرتها علي يدها حتي سطع نور الصباح وهمت بالذهاب إلي الفيوم. ”
«فلاش»
وراحت سعاد عندكم وقالت اللي مراتك طلبته منها وأول مارجعت حكتلي علي اللي حصل ولمت هدومها ومشيت قالت هتروح مكان محدش يعرفها فيه وهتربي بنتها الحد لما تصلب طولها وترجعلكم بيها قوية عشان تاخد حقها وحق أمها منكم كلكم يا سالم”!!
دبت الحقائق فوق رأسها كالطبول تقرع عليه بدقات الحزن والخذلان”كانت عين مغطاه بغشاشة بيضاء صنعتها دموعه الجريحة بدءت ذاكرته تستعيد مافعله معاها في ذلك اليوم وكيف وقعت صغيرته وجرحت أمامه”تذكر تلك النظرة التي نظرتها لهم سعاد قبل أن تسحبها نادية للخروج”نظرة الجرح والظلم والأسوء أثباتها علي العودة والأنتقام منهم جميعا”كانت مشاعره مشتته وعقلة لايدرك ماعلية أن يفعل فداخله تحول إلي بركان متدفق بجروح الماضي علي حزنة علي تلك السنوات التي مرت بهي بعيدا عن صغيرته “سندا بيدية علي الأريكة ونهضا بجسد يرتجف محاولا التماسك ثم نظرا إلي سعيدة وهتف بأستفهام_
سعاد عايشة فين أكيد تعرفي مكانها”
أخذت نفسا عميقا وتناولت رشفه ومن كأس الشاي ثم رفعت عيناها إليه ترا الكسر والدموع تغزوه وقالت_
حتي لو أعرف مش هقولك أنت اللي ضيعتهم من أيدك ولزم تتعب ودور عليهم الحد لما تلقيهم”
أغمض عيناه لتسقط دموعه أرضا بأنين يمزق أوتاره

 

كان يعلم أن رحلة البحث عنهما لن تكون هينه ورحلة الغفران الذي سيطلبه منهما ستكون شاقة فما فعله معهما لايغتفر ببعض البكاء والترجئ”مما جعله بعد دقائق يجفف دموعه وينظر إليها مجددا ليقول لها تلك الكلمات التي تسكن قلبه منذ أعواد بحنين الشوق إليهما__
لما تشوفيها قوليلها أني هتاكد من كل كلمة قولتيها والدكتور اللي أتفقت معا نادية هروحله حالا ولو أتاكدت من كدب نادية هرميها زي الكلبة في البدروم الحد لما القي سعاد وأخليها تمسكها وترميها بره حياتنا وترد بنفسها جزء من كرامتها اللي ضيعتها با أيدي.”أما حياة فسلميلي عليها وقوليلها أني بحبها ونفسي أشوفها “واني قريب اوي هدخلها بنفسي البلد وهقف وسط الكل وقول بعلو صوتي أنها بنتي ومن صلبي وتبقي الست الناس كلها حياة سالم العزيزي”
القي بكلماته النادمة وذهب مثل الريح يقود سيارتة ليتاكد مما سمعه”
«فلاش»
عادت سعاد من كتاب ذكرياتها بعدما روت ما حدث معها منذ سبعه وعشرون عام بينما حياة فكانت في حالة من الرهبة لم تكن تدرك ماتلك الأضطربات التي تشعر بهي “دموعها كانت تبوح عن شعورها بالحزن والظلم التي تعرضت له والدتها” قلبها كان يشبة الكهف المهجور المظلم الملئ بالمتاعب والخوف”
رفعت يدها تتحسس عنقها الذي وضعة عليه نادية السكين منذ أعوام”شهقت بنبرة بكاء حادة كأنها تشعر بحدة السكين علي عنقها شعرت بفجوة زمنيه أخذتها للماضي رئة والدتها تجلس وتبكي ورئة نفسها بين أحضان تلك الحاقدة والسكين تمررها أمام عنقها رئة دموعها الصغيرة وكفتيها الناعمتين الممدوتتين لوالدتها لكي تأخذها من ضمتها الشوكية “مررت نظرها ورئة الكسرة و البكاء يسيطر علي والدتها التي تمد يدها بأرتجاف لتاخذ صغيرتها إلي حضنها الدفئ” ذلك الخيال الذي صنعه عقلها لم تتحمله حتي “_!! مما جعلها تشهق بصرخة معبرة عن ذلك الخوف الذي حمله قلبها الصغير منذ أعوام”أنهدرت دموعها فوق جسد سعاد”فقد أرتمت برأسها فوق صدر والدتها تبكي بحصره علي ماعشاه وكم الظلم الذي تعرضا لهما. “ووسط تلك المأسي شعرت بأطراف سعاد تداعب خصلات شعرها وتقول بصوتها المتبسم بلكنة مكسورة__

 

بتعيطي ليه يابنتي أنتي يدوبك سمعتي الحكاية اومال لو كنتي فكرها زيه كنتي عملتي ايه عيطي بدل الدموع دم”
متعيطيش العياط هيضعفك لزم تبقي قوية يا حياة الوقت اللي جاي بتاعك وخلاص مبقاش فيه مكان نهرب فيه” لزم تروحي الفيوم وتاخدي حقك منهم واحد واحد وترديلي كرامتي وشرفي اللي سحبته مني نادية. ”
رفعت رأسها بهدؤ ناظرة بعيناها التي تشبة غروب الشمس من شدة البكاء إلي والدتها وتحمل داخل جوفها ذلك السؤال التي تتمني أن تسمع أجابته كما يتمني قلبها__
بابا قال للحجة سعيدة أنه هيروح يتاكد من الدكتور ويرجع يدور علينا ليه مرجعش والا يكونش دور علينا وملقناش”
حركت الأم رأسها بيأس وهي ترا نظرة الشفقة تنبع من عين صغيرتها كانت تعلم أن قلبها الصغير لم يتغير ولم يسود رغم كل ما قصته عليها”لذلك قررت أخبرها بأخر شئ حفظته عنها _أخذت تتنهد وردفت بألم__
خالتك سعيدة يوميها كلمتني وقولتلها لو جه وسألك عني اديله رقمي وخليه يكلمني”وقتها حسيت أن جزء من كرامتي وشرفي رجعلي”وفضلت مستنيه أنه يتصل او يدور بس مجاش”لدرجة أني روحت سألت عنه في البلد خوفت لتكون نادية قتلته وضيعت دليل برئتي بس عرفت أنه عايش وسافر هو وهي الحجة يعمله عمره”يوميها عرفت أنه كدبني لتاني مرة ووقتها بس قررت مبصش للماضي وأعيش عشانك “سالم فرد فينا لسنين طويلة أوي ومن حوالي سنة عرفت أنه مات” بس وقتها كنتي لسه في أخر سنة ليكي في كلية الطب عشان كده مردتش أحكيلك علي أي حاجة غير لما تخلصي درستك وتشتغلي وأهو الوقت جه عشان تروحي الفيوم وتوجهي الكل ومتسبيش حقك مهما حصل يا حياة”
لكنة والدتها كانت تحمل نوعين من مفهوم الحديث الأولي كانت أمر وأجبار علي فعل ماتريده منها والثانية كانت تحذير باالا تترك حقها لهم مهما حدث لها”
أدركت هذان النوعان وخبئتهما داخل ضلوع قلبها
الذي مزقته الأسرار والحكايات التي سمعتها”

 

كانت تشعر بمخزون البكاء يتدفق من عيناها كلما تذكرت تلك الأيام التي عاشتها يتيمة الأب والمسكن المريح والقمة الهنية فقد تعرضت للكثير من التنمر عندما كانت صغيرة بسبب عدم حضور والدها معها إلي لجنات أولياء الأمور فقد كانت تذهب والدتها بالنيابة عنه مما كان يجعل حياة محط تنمر الطلاب”بكت علي تلك الأيام التي سهرتها تحت ضوء المضة بسبب عدم قدرة والدتها لدفع الكهرباء لأيام”
ووسط كل تلك الأحزان سمعت خالها يصيح بخوف بعدما رئه جفون سعاد تغلق__
سعــــــاد لاء فوقـــــــي يـــــا سعـــــاد”
أرتجف جسدها وتراجعت خطوة للوراء ترمش بجفونها محاوله السيطرة علي دموعها وبقلبها يد حديديه تعتصرة “كانت تحرك رأسها بمعني لا كفئ للأحزان والظلم لم تكن علي أستعاد لتلك الحظة” _بداخلها كان يهوي بدقات الألم لم تكن تريد أن تحظئ والدتها بتلك النهاية البائسة كانت تود أن تظل علي قيد الحياة وتراها وهي ترد لها كرامتها وعفتها بين الجميع “وضعت كفتيها علي وجهها تشهق بصراخ وتدق الأرض بقدمها معلنه عن تلك العاصفة التي تمزقها أربأ”ظلت علي تلك الحال لثواني ثم أنزلت يدها ببطئ ونظرت إلي والدتها بقهر لكنها لمحت أطراف يد والدتها اليمين تتحرك مما دفعها للتحرك إليها وتفقدت النبض وفور ان شعرت بنبض يد والدتها يداعب أبهمها وقعت أرضا تتنفس بعمق وتركع شكر لله بدموعها الطاهره داعية اللي أن يطيل من عمر والدتها”ثم نهضت ونظرت إلي خاله في لهفه وقالت__
مفيش وقت لزم ناخدها المستشفى حالا يا خالي ياله شالها قصادي. ”
حملوها سويا وأتجهوا بهي إلي المشفي التي تعمل حياة طبيبة بهي”_
وبعد مرور يومين كانت حالة سعاد باتت مستقرة قليلا اما حياة فقد اتفقت معا الطبيب المعالج علي معاد يوم لأجراء جراحة بالرأس لوالدتها لاستقصار ذلك السرطان من رأسها”وأصرط علي أن تكون من ضمن المجموعة التي ستجري تلك العملية بصفتها طبيبة جراحية رغم أنها مازالت في مرحلة النضوج كطبيبة. ”
وجأء يوم العملية ودلفت سعاد إلي حجرة العمليات برفقة بعض الأطباء الخبراء و حياة”التي قررت عدم ترك والدتها في تلك الحظة خصيصا”وبعد مرور عدة ساعات من القلق والخوف خرجت سعاد من حجرة العمليات بعدما نجحت العملية وذهبت إلي حجرة العناية “كانت سعادة حياة لا تقدر بثمن بعدما ساعدة في شفاء والدتها بعد توفيق الله لهم بالحجرة”
ذهبت حياة تستريح بغرفة الطبيبات وأثناء جلوسها غلبها النوم لعدت ساعات وعندما فاقت نهضت وذهبت تتفقد حالة والدتها لكنها وجدت الطبيب وممرضتين بالحجرة ويبدو عليهم القلق”أقتربت منهم محاوله فهم مايحدث ولكن قبل أن تتفوه با أي كلمة وجدت الطبيب يحدثها بوجه عابس__
رغم ان العملية نجحت بس للأسف يا حياة والدتك دخلت في غيبوبه وممكن متقدرش تفوق تاني”

 

حذف جملته كالقذيفة في وجهها لتفجر فرحتها إلي حزن وغادر الغرفة بينما هي تحركت إليها بقدم ترتجف حتي جلست امامها علي حافة الفراش ومسكت بكفتها وقبلتها”وأخذت نفس يرتجف بالبكاء لم تكن تدرك إلي متي عليها أن تتحمل تلك الصعاب”مما جعلها تبلع لعابها وتخرج ماتسجنه بجوفها الذي اخرج ذلك الصوت الضئيل__
بقي كده ياست الكل عايزة تنامي كتير وتسبيني لوحدي “ماشي ادلعي براحتك أنا عارفه أنك سامعني وكنت عايزة أقولك حاجة هتفرحك” أنا بكرا مسافرة الفيوم ومش هرجع غير وأنا جايبة حقك ورافعه رأسك وسط الكل ياحبيبتي ومتخفيش عليا أنا قوية وهبقي قدهم كلهم ومهما طال بيا الوقت والزمن هاخدلك حقك مهما كان التمن”
شهقت باخر كلمه وأرتمت فوق قلب والدتها تحتضنها ببكاء وقلبها يشعر بخنجر يداعب أوتارة “مشاعرها كانت ممزقة ومتفرقة بين اوجاعها لم تكن تعلم ماذا ستفعل وكيف ستبدء لكنها أخذت عهدا علي حالها أنها ستذهب لهم وتسترجع كرامتهما وشرفهما الذي مزقوه منذ أعوام”!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عصيان الورثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى