روايات

رواية ورد الفصل السادس 6 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الفصل السادس 6 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الجزء السادس

رواية ورد البارت السادس

رواية ورد الحلقة السادسة

وجبة الانتق ام تؤكل باردة وأعتقد جه وقتها، كنت واقفة في شباكي ولمحت عمي صالح، وكإن النار قادت في قلبي، كنت فكراه جاي عشاني واستغربت، ونويت أطرده لو جايلي، وأنا واقفة ع السلم لمحته داخل الأوضة إللي جوزي بيستقبل فيها أي حد جاي للشغل مش مندرة الضيوف!
ماكنتش فاهمة إيه علاقة الشغل إللي بتربط بين عمي وفرّاج، فسألت فاطمة وقالتلي إن عمي بيشتغل مع فرّاج بقاله كام سنة وهو أصلاً السبب في جوازتي دي، بس ماتعرفش نوع الشغل إللي بينهم؛ لا هو اتكلم عن الموضوع قبل كده ولا هي بتسأل، بس إللي حسته من أسلوب جوزها إنه شغل مهم جداً، ده غير إن مستواهم المادي اتحسن أكتر من الأول من بعد مابدأ الشغل ده.
استنيت في مرة وكل البيت نايم ونزلت أوضة الشغل بتاعة فرّاج، ماكنش حد من أهل البيت بيدخلها، فعشان كده متطمن وبيسيبها مفتوحة، دخلت بهدوء، لقيت فيها مكتب وكنبتين ودولاب كبير، فتشت المكتب بالراحة من غير ما حد يحس بيا، لقيت أوراق عادية تخص الأراضي والمزارع مافهمتش منها حاجة، مالقتش أي حاجة مشبوهة، فتحت الدولاب وبرده مالقتش فيه حاجة، كان باقيلي الدرفة إللي فوق، جبت كرسي ومخده طلعت عليهم وأول ما فتحتها اتصدمت!

 

 

لقيت أكتر من سلا ح أشكالهم تخض، أسلحة مش طبيعي إن واحد يحتفظ بيها في بيته عشان حراسة ولا حماية أهل البيت!
افتكرت إني مرة زمان في ليلة كنت قايمة أشرب وسمعت مراة أبويا بتلومه عشان مابيشتغلش مع أخوه صالح فقالها إنه مش هيأكل عياله من مال حرام، يومها ماكنتش فاهمة عمي بيشتغل إيه! بس لما حكيت لأزهار قالتلي إنها شاكه يكون عمي بيتاجر في السلا ح؛ عشان شافت مرة مع ممدوح سلاح كان بيتباهى بيه قدامها، وقالها إن عندهم منه كتير، نسيت الموقف ده وماتوقعتش إني هحتاج أفتكره في يوم، كده بقيت شبه متأكدة إن عمي تاجر سلا ح وفرّاج مشاركه، رجّعت كل حاجة زي ما كانت ورجعت بالراحة لأوضتي، فضلت طول الليل أفكر في الموضوع، كنت متأكدة إن فيه أكتر من كده مش مجرد كام سلا ح متشالين في دولاب، حددت هدفي طول الفترة الجاية إني أجمع معلومات أكتر وأعرف السلاح متشال فين، بقيت مركزة مع فرّاج وبراقبه، وفاطمة بتغطي في البيت على غيابي من غير ما تسألني بروح فين ولا بعمل إيه، قالتلي مرة بعد ما شافتني في الليلة إللي دخلت فيها الأوضة “مش هسألك بتعملي إيه ولا بتروحي فين كل يوم عشان عارفة إنك في الآخر هتقوليلي فأنا مستنياكِ يا ورد، بس أمنتك أمانة كله إلا فرّاج، أني بحبه وده راجلي وأبو عيالي مش هتحمل أذيته” ابتسمتلها وطمنتها وكنت ممتنة لمساعدتها ليا إللي لولاها ماكنتش هعرف أعمل أي حاجة، أنا تقريباً بقيت عارفة خط سير فرّاج طول الأسبوع، كان شغله في المزارع والأراضي طبيعي بالنهار، ماكنش بيخرج بالليل ولا حتى بيقابل عمي، كنت حاسة إن كل خطتي بتفشل وفرحتي ماتمتش لحد ما شفت في نص الليل فرّاج طالع من البيت، بسرعة لبست العباية والحجاب على راسي وغطيت وشي بطرفه ومشيت وراه، ماحسش بيا لحد ما وصل مخزن من مخازن العلف بتاعتهم، أول ما شفت عمي مستنيه اتأكدت إنهم شايلين السلاح في المخزن ده، دخلوا فجريت أدور على أي شباك أشوف منه إللي بيحصل جوه، طلعت على صندوق خشب قديم، شفتهم وهم مخبين السلاح في شولة العلف، استغربت في الأول ازاي سايبين المخزن من غير غفر بس فهمت إنهم عملوا كده عشان مايلفتوش الانتباه للمكان، سمعت عمي بيقول لفرّاج إن المرة دي أهم مرة، والسلاح ده لناس تقيلة، قاله إن العملية دي حط فيها تحويشة عمره ومستني ترجعله الفلوس أضعاف، ابتسمت عشان أنا عارفة إن إللي

 

 

هيقهره الفلوس، رجعت البيت قبل فرّاج، طلّعت الفلوس إللي محوشاها، أخدت جزء منها وقررت ابدأ في تنفيذ خطتي من الصبح، أول ما الشمس طلعت طلعت معاها من البيت اشتري كل إللي محتاجاه، وفي نص الليل بدأت التنفيذ، محدش حس بيا وأنا بخرج من البيت للمخزن، اتأكدت إن مفيش مخلوق في المكان، كنت شايلة الحاجة وماشية بيها بطلوع الروح، أول ما وصلت قعدت شوية آخد نفسي، سمعت صوت من جوايا بيقولي لا يا ورد ماتعمليش كده، مش إنتِ دي، لمع التحدي في عيوني، كتمت الصوت ده وهمست “هم إللي اختاروا كده، هم إللي قضوا عليا يبقوا يستحقوا كل إللي هيجرالهم”، كسرت الشباك بالمرزبة والفاس وهو كان شباك قديم ماحتجش مني مجهود كبير، دخلت المخزن و فتشت الشولة ولقيت فيها السلاح، غرقتها بالجاز والبنزين، لمحت القش في المخزن فابتسمت وأنا بهمس بسخرية “مش كنت تسمع كلام مراتك وتبعد عن القش إللي و لع في أختي يا عمي!”، خرجت من الشباك بعد ما غرقت المخزن، ولّعت في ورقة ورمتها، ماكنتش شايفه قدامي غير أزهار والنار قايده فيها، مامشيتش غير لما اتأكدت إن المخزن باقيله ثواني وهينفجر.
مارجعتش ع البيت، رحت عند قبر أزهار، حسيت طيفها بيبتسملي، بكيت وأنا بشكيلها أد إيه مشتاقة لحضنها، ماكنتش مصدقة إن ورد الجبانة إللي طول عمرها ماشية في ضل أختها وبتتحامى فيها تخطط وتنفذ حاجة زي دي!
كنت مرعوبة من التحول إللي وصلتله، حاسه ببرد، حاسه إن ضهري محني، حضنت التراب ونمت جنب القبر زي ما كنت بعمل من يوم ما م اتت، صحيت على نور الشمس، قمت نفضت هدومي و رحت أراقب إللي بيحصل عند المخزن من بعيد، الناس ملمومة وكان خلاص النار كلت المخزن باللي فيه، شفت عمي وهو قاعد ع الأرض وحاطط التراب على راسه وبيبكي بحسرة فضحكت من قلبي وهمست ” ولو إن ح رقة قلبك دلوقتي ماتجيش حاجة جنب حرقتي بس اهه تدوق شوية منها، ودوركم جاي واحد واحد”.

 

 

رجعت البيت ولقيت فيه هرج وكلهم خايفين وبيحكوا عن صوت الانفجار اللي حسوا بيه بالليل، نظرات فاطمة كلها شك، كنت بتجنبها، وأول ماطلعت الأوضة طلعت ورايا قالتلي “لما سألوا عنك قلت إنك في الترب ” ابتسمت وقولتلها وأنا بقلع عبايتي” مانا فعلاً كنت هناك”، خدت العباية من إيديا وشمتها بعدين قالت “كنت عارفة إن ليكِ يد في الحريقة دي يا ورد”، قولتلها وأنا بقعد على طرف السرير “أنا وعدتك مش هأذي جوزك بالعكس لو عرفتِ أنا نجيته من إيه هتشكريني”، قعدت جنبي، طبطبت عليا بحنان بعدين قالت ” الانتق ام ما بيأذيش غير صاحبه يا ورد، فكرك هتأذيهم هم بس؟ لا ده إنتِ هتحرقي روحك إنتِ “، ضحكت بسخرية وقلت” لا ما هو أنا أصلاً خلاص روحي اتحرقت مع أزهار، إللي قصادك دي مجرد ميت محسوب ع الأحياء، عموماً خلاص باقيلي خطوة هنا وبعدها هحتاج مساعدتك في آخر حاجة هبقى أقولك إيه هي في وقتها المناسب”
في وسط انشغال فرّاج بإللي حصل للمخزن سرق ت السلاح إللي في الدولاب، كنت مخبياه في حاجتي تحت السرير ومستنيه الوقت المناسب لتنفيذ الخطة التانية، شفت فراج وهو بيدور عليه وقالب البيت ومش قادر يقولهم بيدور على إيه وطبيعي ميجيش على باله إن العيلة الصغيرة إللي اتجوزها هي إللي ورا كل ده!
طلبت من فاطمة تساعدني أتطلق من فرّاج، اتفقنا سوا على خطة ونفذناها، بقينا نفتعل مشاكل قدامه، ووصلِتله ولأهل البيت إني ملبوسة من كتر روحتي للمقابر ونومتي فيها، وأنا كنت بعمل تصرفات تخوفهم مني، زي إني أصرخ فجأة بدون مقدمات وأفضل أكسر في أي حاجة حوليا، أتكلم بلغة غريبة وأتكلم مع الحيط، بقوا في البيت بيخافوا مني وطول ما فرّاج قصادي ببرقله وأبصله بنظرات مرعبة، مابقاش بيقرب من أوضتي، وفي ليلة صحي لقاني واقفه مبرقة فوق راسه هو فاطمة بسكينة، بعد الليلة دي قرر يتقي شري ومايخلنيش على ذمته لحظة زيادة، لميت حاجتي وخبيت وسطهم السلاح، فاطمة ودعتني بالبكا، حضنتها وأنا عارفة إنه آخر حضن حنين هيضمني لإني مش هشوفها تاني، شكرتها على كل لحظة ساندتني فيها ومشيت.
عجبتني تمثيلية إني ملبوسة وقررت أستمر فيها، فبقت مراة أبويا بتتجنبني عشان تتقي شري، وأبويا مابيقدرش يبص في عينيا، وكل ما يجيبولي شيخ يقرا عليا أمشيه من بيتنا خايف وهربان من تصرفاتي والسكينة إللي في إيدي، اكتشفت في الفترة دي إني ممثلة شاطرة أوي، بعدين بدأت أهدّي اللعب شوية عشان استعد للخطة التانية، إللي كنت مستنية وقتها المناسب.

 

 

عمي مالحقش يفوق من شقا عمره إللي راح، انتهزت فرصة إن كل إللي في البيت راحوا يحضروا فرح بنت من بنات عمي، سرقت من أبويا مفتاح بيت جدي عشان كل اعمامي كانوا عايشين سوا في نفس البيت، أخدت شنطة السفر إللي شايلة فيها السلاح وروحت هناك، دخلت أوضة ممدوح خبيته فيها، وتاني يوم بلغت عنه والحكومة فتشت البيت وقبضت عليه بعد ما لقت السلاح إللي حطيته وأسلح ة تانية مش مترخصة في البيت.
كنت بتفرج عليهم بابتسامة سخرية وهم مقهورين عليه ومستقبله بيضيع قبل فرحه بشهر ، شايفة طيف أزهار واقف وسطنا بيتفرج عليهم وأنا بنتقملها منهم..
ماكنتش عاوزة أضيع وقت، عشان كده بدأت على طول في الخطة التالتة، كنت أنا وأزهار الله يرحمها إللي نعرف سر فتحية، كانت بتحب ابن عمها رغم إنه متجوز، حاولت تلفت انتباهه ليها وفعلاً قدرت تخليه يخون مراته ويعيشوا قصة حب في السر، أنا كنت عارفة كويس أوي بيتقابلوا فين وياما خدتني معاها أراقبلهم الطريق، عرفت إنه راجع من السفر وكنت متأكدة إنهم هيتقابلوا، عشان كده راقبت فتحية لحد ما اتأكدت وشفتها معاه، كان عندنا ٣ ستات أي حد عاوز ينشر حاجة في البلد كلها والبلاد إللي حولينا يعرّفهم، جبتهم المكان واديت واحدة منهم فلوس تعمل فضيحة، وفي نفس اليوم كانت سيرتها على كل لسان وفضيحتها في كل حتة.
كنت سايبة مراة أبويا للآخر عشان تستحق ان تقام يليق بيها بس أنا مالحقتش أخطط لحاجة؛ ان تقام ربنا كان أشد، أكتر واحد من عيالها متعلقة بيه جاله مرض نادر، اكتشفوه متأخر وبقت بتموت في اليوم ألف مرة وهي شيفاه قدام عينيها بيموت ومش عارفة تعمله حاجة، بالظبط زي ماكنت بتفرج على أزهار وهم بيحكموا عليها بالموت ومش عارفة أعمل حاجة، كنت بنتقم بكل فرصة تجيلي، هم إللي حولوني من طفلة بريئة لكتلة نار ماشية تحرق فيهم، هم إللي قتلوا البراءة جوايا فاستحقوا يدوقوا انتقامي، عيونهم كانت بتتهمني إني السبب في كل إللي بيحصلهم بس مش قادرين ينطقوا، كانوا عاوزين يخلصوا مني بأي شكل، عشان كده واحد من أعمامي أول ما خلصت العدة جابلي عريس خليجي من عمر جدي، استنيت أعرف ردودهم، بس الظاهر إنهم مش هيتغيروا رغم كل إللي بيحصلهم، لسه فيهم نفس يظلموني ويقهروني، المرة دي وقفت في وشهم ورفضت، فضربوني ولما حاولت أمشي من البيت حبسوني في بيت جدي
قولتلهم إني موافقة، ومثلت إني بجهز للفرح بس الحقيقة كنت بجهز لانتقام جديد.

 

 

دلوقتي مش باقيلي غير انتقامي الأخير، لميت كل حاجة مهمة تخصني وتخص أزهار، وكل الفلوس إللي حوشتها مع مبلغ ادتهولي فاطمة أخليه معايا، كنت مجهزة الحاجة إللي هحتاجها لآخر خطة في الزريبة إللي كانوا حابسين فيها أزهار، رحت هناك في نص الليل فكيت البهايم وطلقتها، بعدين ولّعت في الزريبة وفي بيت جدي وبيت أبويا، كنت بتفرج على لسان النار وهو بيعلا مع صوت صراخهم وهم قايمين مفزوعين ع النار، رحت المقابر، ودّعت أمي وأزهار ومليت في ازازة تراب من قبرهم ومشيت، طلعت ع الطريق أدور على أي عربية تاخدني في طريقها للقاهرة، شاورت لأكتر من عربية محدش وقفلي، قعدت على جنب أرتاح من الوقفة، بصيت حوليا، الدنيا ضلمة أوي، ورد بتاعة زمان كانت مستحيل تبقى في المكان ده دلوقتي ، افتكرت ازاي كنت بخاف من الضلمة وماستحملش أذي نملة! الظلم والقهرة قدروا يغيروني، قلبي بقى زي الحجر، أخدني من شرودي عربية قربت مني ونزل منها واحد أول ما شفته افتكرته، كان نفس الظابط إللي لجأتله يوم موت أزهار، هو كمان افتكرني أول ما شافني وسألني بعمل إيه في وقت متأخر لوحدي ع الطريق، قولتله إني عاوزة أروح القاهرة، فقالي إنه مسافر أجازة لأهله هناك دلوقتي ولو حابه ممكن يوصلني، حسيته نجده من السما لإني كنت عاوزة أمشي من الصعيد في أسرع وقت، ركبت معاه وبدأِت أول خطوة في حياتي الجديدة….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى