روايات

رواية وجوه الحب الفصل الثاني 2 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل الثاني 2 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء الثاني

رواية وجوه الحب البارت الثاني

رواية وجوه الحب الحلقة الثانية

( ٢ ) – حـنـيـن –
في مِـصـر على الجانب الآخر؛ بداخل مجموعة شركات ” نـجـم الـديـن ” وتحديدًا بداخل غرفة مكتب ” مُـراد ” رئيس مجلس إدارة المجموعة بأكملها؛ حيث المكتب الأنيق، والمقعد الجلدي الوثير؛ وتلك الأريكة من اللون الأسود الفاحم؛ وطاولة الإجتماعات الضخمة التي تشغل حيزًا كبيرًا من مساحة الغرفة؛ وبالعودة بالمشهد إلى الوراء نجد ” مُـراد ” يجلس أعلىٰ مقعده الوثير مستديرًا به بحيث يُصبح موليًا ظهره إلى الباب ومعطيًا وجهه إلى الشرفة وهو يُرجع بظهره إلى الوراء وكأنه يفكر في أمرًا ما وهو بالفعل كذلك؛ فأغمض عيناه بألم معتصرًا لها وكأن هناك وابل من النيران على وشك أن يخرج منهما؛ فتنهد بحرارة شديدة وهو يتذكر الآتي:
• عودة إلى الماضي – Flash Back.
منذ أكثر من ربع قرن مضىٰ في تمام الساعة الحادية عشرة مساءًا؛ في ليلة باردة أثجمت فيها السماء طويلًا وكأنها تُعلن بطريقة إلهية عن مدىٰ حزنها الشديد لفقدان عزيزهم وكأنها تتشارك معهم البكاء وتتقاسم الأوجاع مع قلوبهم الملكومه من شدة الألم؛ فكان المشهد كالآتي:
كان جميع من أهل المنزل يجلسون في وجوم شديد بين البكاء والنحيب وملابسهم السوداء تُخيم على أجواء المنزل بأكمله حتى أن الخدم أيضًا مرتدون لنفس اللون كحدادًا على روح فقيدهم. فكانت ” أصـالـة ” تجلس وعبراتها تُغرق وجنتيها وهي تبكي بكاءًا مريرًا في صمت؛ وإلى جوارها تجلس ” سـهـام ” شقيقه زوجها وهي تبكي وتنوح بكاءًا ينقطع له نياط القلب؛ فها هي تفقد شقيقها الأكبر والذي كان بمثابة الدرع الأمن لها ودومًا ما كانت تشعر بإحضانه بأنها بين ذراعيَّ والدها الثاني؛ ها هو الآن رحل عنها وعن الجميع وعن عالمنا بأكمله تاركًا في روحها شقًا لن ولم يستطيع الزمان ترميمه مهما حيَّيت. وعلى الجانب الآخر؛ كان ” عـابـد ” يبكي بقهرة وينوح كإمرأة فقدت زوجها الذي ترك لها حزمة من الأطفال في أمانتها؛ كان يبكي وينوح مستندًا برأسه أعلى عصاه الأبانوسي الضخم؛ لا يستطيع تصديق ما حدث؛ عقله غير قادرًا على إستيعاب خبر وفاة صغيرة. يشعر وكأن عمره قد تضاعف فوق الضغف أضعافًا مضاعفة؛ وكأن الساعات تمر وهو مُزَمّكْ على نفس حالته منذ أن علم بهذا الخبر المشئوم. إلى أن دلف صغيره الآخر ” مُـراد ” بعد أن أنهىٰ مراسم العزاء بأكملها وودع الأهل، والأقارب، والأصدقاء؛ وبمجرد ما أن خطت قدماه إلى الداخل وأبصر حالة الجميع التي لا تقل وصفًا عن حالته؛ حتى أقترب من والده واضعًا قبلة حانية أعلى جبهته وهو يُختخت بألم.
– شد حيلك يا بابا أحنا كلنا هنا بنستقوىٰ بيك..
” عـابـد ” بشجن ونبرة ملكومه وهو يرفع رأسه مواجهًا له بإنكسار.
– حيلي..
حيلي أتهد يا مُـراد خلاص ومبقاش فيا حيل يا أبني..
موت أخوك كسرني يا مُـراد ومش هتقوملي قومه تاني من بعده..
ثم أضاف بنيرة باكية أبكت كل من حوله.
– ملحقتش أفرح بيه..
ملحقتش أشوف عياله يا مُـراد..
أخوك رااااااح وسبني أنا اللي أخد عزاه بدل ما هو اللي يشيلني وياخد عزايا..
” مُـراد ” وهو يحتضن والده بألم باكيًا بين أحضانه.
– متقولش كده يا بابا أرجوك..
مُـعـتـصـم دلوقتي في حتة تانية أحسن من هنا بكتيرررر؛ هو دلوقتي عند ودائع ربنا اللي أحن عليه مننا كلنا..
” عـابـد ” وهو يجهش في بكاء مرير بين أحضان صغيره.
– معملتش حسابي أني أودعه بدري أوي كده..
معملتش حسابي أني هعيش لليوم اللي أدفن فيه أبني بإيديا..
موت أمك من سنين دمرني يا مُـراد بس موت أخوك كسرني..
ثم أضاف مناجيًا ربه بحرقه.
يااااارب..
يااااا مقرب البعيد يااااارب..
يااااااارب..
وهنا أستمع الجميع إلى صوت جرس الباب يتسلل إلى مسامعهم فأسرعت الخادمة نحو الباب لتفتحه وبمرور لحظات تُعد عادت إليهم برفقه إمرأة في منتصف عقدها الثاني؛ ترتدي فستان باللون الأسود يصل إلى ركبتيها؛ منكسه رأسها إلى الأسفل والعبرات تُغرق وجهها الخمري الباكي.
فتمتم مُـراد بغرابة.
– شهيرة..؟!
فغمغم ” عـابـد ” بعدما حاول تمالك نفسه بصعوبة عندما وجد الغرابة بوضوح على معالم كل من ” أصـالـة ” و ” سـهـام ” .
– أنتي مين يا بنتي..؟!
” مُـراد ” بهدوء مجيبًا والده بتهذب.
– دي شـهـيـرة يا بابا سكرتيرة مُـعـتـصـم اللّٰه يرحمه..
” عـابـد ” بصلابة زائفة.
– أهلاً بيكي يا بنتي سعيكم مشكور..
” شـهـيـرة ” متشحتفه ببكاء.
– أنا مش بس سكرتيرة مُـعـتـصـم اللّٰه يرحمه؛ أنا أم إبنه أو بنته اللي جايين في السكة واتحرموا من أبوهم من قبل ما يشوفوه..
” عـابـد ” وهو يهوىٰ على المقعد في مكانه بعدما عجزت قدماه عن حمله تحت صدمة الجميع وشهقاتهم مرددًا وكأنه بعالم آخر.
– أم إبنه..؟!
” شـهـيـرة ” بقوة من بين عبراتها.
– ايوووه يا عـابـد بيه أنا مرات مُـعـتـصـم اللّٰه يرحمه..
ثم تابعت وهي تخرج تلك الورقة من حقيبتها معطيه إياها إلى ” مُـراد ” المندهش بشدة مما يسمعه.
– ده عقد جواز عرفي بيثبت أني مرات مُـعـتـصـم من أكتر من خمس شهور..
وأنا دلوقتي حامل في إبنه من شهرين ونص..
” عـابـد ” وهو يستعيد صلابته من جديد.
– أنا إبني إستحالة يعمل حاجة زيّ دي من وراياااا..
ثم أضاف بجبروت مستعيدًا له من قوة الموقف الموضوع به.
– الولد ده إستحالة يكون حفيدي..
” شـهـيـرة ” بغضب ونبرة عالية.
– يعني إيه اللي بتقوله ده..؟!
أنا مرات إبنك والعقد اللي في إيد أستاذ مُـراد ده بيثبت صحة كلامي..
” عـابـد ” بحدة ونبرة حازمة وعيناه الشرر يتطاير منهما.
– يعني اللي فهمتيه وكلامي مالوش معنىٰ تاني..
ثم أضاف بإحتقار.
– روحي شوفي العيل ده إبن مين وبلاش رمي بلاااا على الناس..
اتقووا ربنا ولا هو عشان إبني بقاااا في دار الحق دلوقتي ومش هيقدر يدافع عن نفسه تقومي مشيلاه شيله مش شيلته..
” مُـراد ” بصدمة وهو يتفحص بنود العقد كاملًا بين يديه.
– العقد ده مش كامل وبنوده ناقصة..
فين باقي الشهود..؟!
أكيد العقد ده مزور..
” شـهـيـرة ” بغضب وهي تسحب من يديه صورة العقد بقوة.
– اتقوووا اللّٰه أنتم ولا أنتم عايزين تكلوا حقي وحق إبني اللي إتحرم من أبوه بدري بدري..
ثم أضافت بشجن.
– حراااااام عليكم ده مُـعـتـصـم كان روحه فيكم وكان عايز يفرحكم ويقولكم أنه هيبقا أب بس ملحقش وعطاكم عمره..
” عـابـد ” بغصب أعمىٰ.
– روحي أرمي بلاكي على حد تاني يا شاطرة..
أنا إبني ميوقعش وقعة زي دي أبدًا..
” شـهـيـرة ” بغضب ونبرة سوقيه.
– جراااااا إيه يا أخويااا أنت وهو..
هو أنا عشان كلمتكم بأدب وإحترام هتركبوا وتدلدلوا ولا إيه..؟!
ثم تابعت وهي توجه حديثها إلى ” عـابـد ” بقوة أكبر وأعين واسعة لا تخشي ولا تُهاب.
– أسمع يا راجل أنت..
مُـعـتـصـم جوزي وأبو إبني واللي يقول غير كده هخذقله عنيه الأتنين..
وعشان يكون في علمكم أن معترفتوش بإبني وعطتوه إسم أبوه وحقه لهطلع من هنا عالقسم حالًا وأرفع عليكم قضية بعقد العرفي اللي معايا وهوريكم إزاي هثبت نسب إبني وهاخذ حقه من عنيكم تالت ومتلت..
” عـابـد ” وهو يقترب منها بإسوداد صافعًا لها بقوة تحت نظرات الجميع المنصدمه من فعلته المفاجئة.
– فااااجرة وبجحة وعنيكي واسعة..
” شـهـيـرة ” بغضب وإسوداد وهي تضع كفها موضع الصفعة التي تلقتها منذ لحظات.
– أنا شريفة وأتجوزت إبنك بعقد وربنا شاهد علينا؛والعيل اللي في بطني ده إبن إبنك يعني حفيدك ودي الحقيقة اللي أنت رافض تصدقها..
ثم أضافت بفحيح أفعىٰ.
– أنا مستعده أثبت ليكم نسب الولد وأعمل تحليل الحمض النووي وساعتها محدش فيكم هيجرؤ يقولي تلت التلاتة كام..
” عـابـد ” بتحدي وثقة.
– وأنا موافق بس ورحمة الغالي لو طلعتي بتكدبي والعيل ده ثبت أنه مش من دمنا وقتها هتشوفي الجحيم ألوان على إيديا..
ثم أضاف بحدة ونبرة لا تقبل النقاش إلى ” مُـراد ” الواقف إلى جواره.
– بكرا تاخدها وتروح بيها عند أكبر دكتورة نسا في البلد وتتفق معاها على اللازم وتخضعوا أنتم الأتنين للتحليل عشان لو ثبت عكس كلامها ساعتها هفرمها تحت رجلي ومحدش هيقدر يغيطها مني..
” مُـراد ” بنبرة جامدة وهو ينظر إلى تلك الـ ” شهيرة ” بتقزز شديد.
– تحت أمرك يا بابا..
وبالفعل نفذ ” مُـراد ” حديث والده كما طلب تمامًا؛ وذهب برفقه ” شـهـيـرة ” في صباح اليوم التالي إلى أشهر طبيبة نساء في ذلك الوقت وتم خضوعها إلى الفحص وأخذ عينة من الأهداب المشيمية الخاصة بالأم عن طريق الرحم ومقارنتها بالحمض النووي الخاص بالعم على أن تظهر النتيجة في غصون بضعة أيام من تاريخ إجراء الفحص.
وبعد عدة أيام مضت حيث تاريج معرفة الجميع بنتيجة الفحص؛ ذهب ” مُـراد ” بنفسه ليطمئن قلبه ويطمئن والده وبمجرد ما أن دلف إلى غرفة الطبيبة حتى هتفت بترحاب شديد.
– أهلًا أهلًا مُـراد بيه..
أتفضل..
” مُـراد ” بتهذب وهو يجلس أمامها وضعًا قدم فوق الآخرىٰ.
– مساء الخير يا دكتور..
هاااا طمنيني إيه الأخبار..؟!
الطبيبة بعملية.
– النتيجة لسه واصله حالًا..
” مُـراد ” بتأهُب.
– طب طمنيني يا دكتور من فضلك..
حضرتك عارفة الموضوع صعب قد إيه وكلنا على أعصابنا..
الطبيبة بإبتسامة مهزوزه.
– النتيجة بتقول أن الحمض النووي متطابق يعني الجنين بيحمل نفس الحمض النووي الخاص بحضرتك..
” مُـراد ” بهدوء مميت.
– يعني حضرتك تقصدي أن الطفل ده يبقا إبن أخويا فعلًا..
الطبيبة بعملية.
– بالظبط..
الجنين بيحمل چينات نـجـم الـديـن.
ثم أضافت بنبرة خافتة مهزوزه.
– بس في خبر تاني يهم حضرتك أنك تعرفه..!
” مُـراد ” بغرابة.
– خير يا دكتور..؟!
أوعي تقولي أن الجنين مش كويس..
الطبيبة محاولة التحلى بالهدوء.
– الجنين حالته كويسة جدًا وكمان حالة الأم مستقرة..
” مُـراد ” بقلق أكبر.
– أومااااال في إيه يا دكتور طمنيني..؟!
الطبيبة بعدما حسمت موقفها وقررت الإفصاح عن حقيقة الأمر مهما كانت عواقبه.
– للأسف يا مُـراد بيه نتيجة الحمض النووي بتقول أن حضرتك عقيم ومن المستحيل يكون ليك طفل..
” مُـراد ” بصدمة وإبتسامة باهتة غير قادر على تصديق أو إستيعاب ما تفوهت بيه أمامه للتو.
– يعني إيه عقيم مش فاهم..؟!
الطبيبة بهدوء فهي مقدره لموقفه ومدىٰ وقع الخبر عليه.
– يعني حضرتك من المستحيل يكون عندك طفل..
” مُـراد ” وكأن هناك وعاء من الماء البارد قد سكب أعلى رأسه على عكس النيران التي يشعر بها تسير بطول عموده الفقري.
– إزاي مستحيل..
أنا مراتي حامل في ٤ شهور..
ثم أضاف وهو غير قادر على التصديق.
– أكيد في حاجة غلط..؟!
طب نعيد التحليل تاني..
الطبيبة بعملية.
– صدقني من غير ما تقول أنا بالفعل عدت النتيجة أكتر من مرة وفي كل مرة كانت النتيجة واحدة وهي أن حضرتك مينفعش تكون أب..
” مُـراد ” بغضب أعمىٰ.
– يعني إيه..؟!
أكيد في حاجة غلط..
يمكن أكون كنت بخلف وحالياً مش هقدر..
فتابع وهو يهزر رأسه بنفي.
– لأاااا لأاااا أكيد في غلط..
أكيد صعب بس مش مستحيل مش كده..؟!
الطبيبة بآسف.
– للأسف اللي واضح قدامي أن حضرتك عندك عيب خلقي مولود بيه مالوش أي علاج ومن المستحيل أن حضرتك تخلف..
• عودة إلى الوقت الحاضر – End Flash Back.
فاق من بحر ذكرياته على سقوط دمعة دافئة كحبة اللؤلؤ من عيناه؛ فتسللت يداه إلى وجنته ماسحًا لها ومن ثم إستدار بمقعده إلى الأمام وهو يستند بيديه أعلى مكتبه بعدما تنهد بألم تنهيده أوضع بها ما يعتريه في نفسه من أوجاع وآلام. وبمرور لحظات قليلة أستمع إلى طرق أحدهم على باب غرفة المكتب خاصته؛ فسمح للطارق بالدلوف. وبمجرد ما أن أذن له حتى أنفتح الباب وأطل منه صديق دربه وكاتم أسراره الأوحد ” عـاصـم ” وهو يردد له بدعابة.
– يا صباح الفل عالناس اللي بقالها يومين مجاتش الشغل..
” مُـراد ” وهو يهم بإحتضانه بودَّد وإشتياق حقيقي.
– حبيبي يا صاحبي صباح النور..
” عـاصـم ” بإريحيه وهو يجلس على المقعد أمامه.
– طمني عمي عامل إيه دلوقتي بقااا أحسن..؟!
” مُـراد ” بهدوء.
– الحمدللّٰه راق كتير عن الأول ورجع البيت النهارده الصبح..
يادوب روحته وسبت شـهـيـرة وسـهـام معاه وجيت أشوف الشغل المتلتل عليا هنا..
” عـاصـم ” بحب.
– حمداللّٰه على سلامته يا صاحبي..
ربنا يبارك في عمره وصحته يارب..
” مُـراد ” بتنهيده وهو يرجع بظهره للوراء مستندًا به على المقعد من خلفه.
– ياااارب يا عـاصـم..
أنت عارف من ساعة ما مُـعـتـصـم مات وهو صحته مبقتش زيّ الأول وكل يوم في النازل..
” عـاصـم ” بجدية.
– ما أنت عارف يا مُـراد موت مُـعـتـصـم كان صدمة كبيرة أوي لينا ما بالك بقااا بـِـ عمي ودي كانت قطمت وسط كبيرة أوي له..
” مُـراد ” وهو يمسح بيديه وجهه محاولًا إلا يبدي حزنه على معالم وجهه.
– ربنا يتولاه برحمته يا عـاصـم أدعيله..
ثم عم الصمت للحظات و ” عـاصـم ” يتابع تقاسيم الأخير بدقه وكأنه يحاول فهم ما يدور بداخله ومن ثم هتف به بنبرة خافتة مستفهمًا عن حالته.
– لسه بتفكر فيها يا مُـراد مش كده..؟!
” مُـراد ” بصدمة من سؤاله المفاجئ له فهو منذ سنوات كثيرة لم تأتي سيرتها بحديثه مطلقًا.
– هي مين دي اللي بتتكلم عنها..؟!
” عـاصـم ” وهو يركز على كل كلمة تخرج من فمه.
– أصـالـة يا مُـراد..
أنت لسه بتفكر فيها..؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى