روايات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الجزء الثاني

رواية وانقطعت الخيوط البارت الثاني

رواية وانقطعت الخيوط الحلقة الثانية

اعتدل مراد فى وقفته و نظر لرهف باستغراب و هو يتأملها بفضول و كأنه يراها للمرة الاولى و قال : و يا ترى موضوع ايه ده اللى يخصنى انا و انتى و مايخصش عمى
رهف بوجل و هى تبدل بين قدميها باضطراب : ما ااانا قلتلك لما تصحى عشاااان نتكلم براحتنا
مراد و هو يظهر بعض الامتعاض على وجهه : ماشى يا رهف ، نبقى نتكلم بالليل
لتستدير رهف بسرعة و كأنها تهرب من امامه بعد ان قالت : ااه .. ماشى كده افضل .. بعد اذنك
ليشيعها مراد بنظراته و هو لا يدرى ما الامر ، فهناك شيئا غير عاديا برهف و لكنه لم يحاول التفكير كثيرا و اتجه لينجز ما اراد انجازه
لتعود رهف مرة اخرى الى الاسفل ، و لكنها بدلا من ان تتجه الى مجلس ابيها مع تالا ، اتجهت للبحث عن أمينة حتى وجدتها اخيرا بصحبة زينب فقالت لها برهبة : الله يسامحك يا امينة ، انا مش عارفة سمعت كلامك ازاى
امينة بفضول : هااا .. طمنينى عملتى ايه
رهف بامتعاض : ادينى عملت زى ماقلتيلى .. تقدرى تقوليلى دلوقتى هتكلم معاه اقول له ايه … انتى دبستينى و انا ماعنديش مواضيع اكلمه فيها اصلا
امينة بتوبيخ : يعنى ايه يبقى مكتوب كتابكم من سنتين دلوقتى و ماعندكيش حاجة تكلميه عنها ، يا رهف يا حبيبتى لازم يبقى فى مابينكم و مابين بعض حوار مشترك
رهف : و هو بقى حتى لو عندى حاجة اكلمه فيها هيقعد يسمعنى
زينب بفضول : و مايقعدش يسمعك ليه .. هو قال لك ايه لما اتكلمتى معاه
رهف و قد بدأ الهدوء يتسلل الى اوصالها : كان عاوزنى اقول له على اللى انا عاوزاه ، بس انا هربت منه ، و قلت له اما يصحى عشان نتكلم براحتنا
امينة : طب اهو الراجل ماصدكيش و لا حاجة اهو ، شوفى بقى عاوزة تتكلمى معاه فى ابه و قوليله
رهف بغضب : لا و الله !! ، ده على اساس ان انا كنت محضرة حاجة اصلا عاوزة اكلمه فيها ، ماهى شورتك اللى زى الطين
امينة و هى تربت على كتف رهف و تقبل وجنتها بمرح : طب خلاص معلش .. ماتقفشيش بس كده ، انا هقول لك يا ستى تقوليله ايه … بس عدى الجمايل بقى
………………
كانت تالا بغرفتها بعد ان انهت غدائها و بعد ان ابدلت ملابسها ، فامسكت هاتفها و قامت بمهاتفة ابيها الذى قال لها : تالا .. حمدالله على السلامه يا بيبى
تالا : الله يسلمك يا دادى .. وحشتنى
سليمان : طمنينى … ايه الاخبار
تالا بامتعاض : كالعادة يا دادى ، مافيش جديد
سليمان : ايه .. مافيش اى رجا من مراد برضة
تالا بتأفف : انا مش فاهمة هو معجون من ايه .. عليه كمية برود مش معقولة … فريجيدير متحرك
سليمان ضاحكا : طول عمره تقيل ، بس انا متأكد انك برضة هتقدرى عليه
تالا : انا مش عارفة انت ليه مصمم على الحكاية دى ، و كمان عارف انه كاتب كتابه على الفلاحة اللى اسمها رهف دى
سليمان بمرح : هنكدب من اولها بقى .. بقى رهف فلاحة .. دى صاروخ
تالا : و لما هى صاروخ ، عشمان ان مراد يسيبها و يبصلى انا ليه
سليمان : لان حبيبة دادى تقدر تنطق الحجر ، انما رهف .. رهف دى غلبانة و مافيش منها اى خوف
تالا : رغم انى حاساها المرة دى متغيرة و غير كل مرة
سليمان بفضول : متغيرة ازاى يعنى
تالا : يعنى يا دادى .. مش عارفة ، بس برضة فهمنى سر اصرارك على التلاجة اللى اسمه مراد ده
سليمان : لان مراد يا بيبى هيبقى هو المتحكم فى كل الياغمة دى … مدكور سايبله كل حاجة لانه يعتبر الوريث الاكبر ليه بما انه ماعندهوش ولاد شباب
تالا بمكر : طب بقول لك ايه يا دادى
سليمان : قولى يا بيبى .. سامعك
و بعد فترة من الحديث مع ابيها .. يقول سليمان بانشداه : و انتى تقدرى تعملى كده
تالا بغرور : طبعا اقدر
سليمان : لو قدرتى عليه هكافئك مكافأة كبيرة اوى
تالا بابتسامة شيطانية : يبقى تقل جيوبك من دلوقتى يا دادى ، و اوعدك انه هيطلبنى منك قبل ما المشروع ده يخلص
……………………
مساءا كانت رهف هى الاخرى قد بدلت ثيابها و جلست بحديقة القصر و بيدها كتاب ما و هى تطالعه بشغف ، حتى سمعت صوت تالا يقول بسخرية : يا بنتى ارحمى عينيكى ، قربنا نعمللك نضارة كعب كوباية
لتزيح رهف الكتاب من امام عينيها و تنظر لتالا و لمظهرها الخارج عن الاصول و قالت ببعض الضيق : اهلا يا تالا .. صح النوم
تالا : ميرسى ، اومال فين مراد و مدكور بية
رهف : مراد لسه ماصحيش ، و بابا فى اوضة المكتب
لتنهض تالا من مجلسها مرة اخرى قائلة : طب انا هروح اتكلم مع باباكى شوية فى الشغل على ما مراد يصحى و يفوق
و بعد ان تركتها و مضت باتجاه الداخل التفتت اليها مرة اخرى قائلة بكبر : ااه .. و ياريت تبعتيلى قهوتى على المكتب
لتبتسم لها رهف بسماجة ، ثم تنهض لتذهب الى الداخل كى تطلب لها القهوة ، لتصطدم بمراد فى طريقها حتى كادت ان ترتد ساقطة على الارض لولا ان تماسكت فى اللحظة الاخيرة ليقول مراد بجدية : ابقى خدى بالك و انتى ماشية
رهف و هى تزدرد لعابها : حاضر
مراد : اومال عمى و تالا فين
رهف : فى المكتب ، و كنت رايحة ابعتلهم قهوة ، تحب اطلب لك القهوة بتاعتك بالمرة
مراد : ااه ياريت
و تركها و ذهب باتجاه غرفة المكتب ، و لكن رهف استحضرت شجاعتها و هتفت باسمه ليتوقف فى طريقه و يلتفت اليها متسائلا : خير .. فى حاجة
رهف : طلبت منك نتكلم سوا
مراد متذكرا : ااه .. فعلا .. بس يعنى لازم دلوقتى
لتنظر له رهف بتردد و تقول : لأ .. خلاص .. مش لازم
ليمتعض مراد و يقول : طب خلاص … تعالى نقعد برة فى الهوا و قوليلى على اللى انتى عاوزاه على ما اشرب القهوة
رهف بوجل : طب هطلب القهوة و احصلك
لتلحق به بعد دقائق قليلة و هى تقدم ساق و تؤخر الاخرى حتى جلست امامه فى صمت و هى تركز عينيها على اصابعها المتشابكة على قدميها ، ليقول مراد بفضول : ها … كنتى عاوزانى فى ايه
لترفع رهف وجهها اليه و هى تزدرد لعابها و تقول بتردد : الحقيقة انا كنت عاوزاك فى موضوعين .. مش موضوع واحد ، اااانت ط . طبعا عارف انى فاضل لى حاجة بسيطة و اناقش الدكتوراه
مراد : ااه ، ايه المشكلة
لتمتد يد مراد ليتناول فنجان قهوته الذى احضرته احدى الخادمات ، و بدأ فى رشفها و هو ينظر بجانب عينيه لرهف التى قالت بدون مقدمات : اولا .. انا عاوزة اشتغل
مراد و كأنه لم يستوعب حديثها فقال باستيضاح : مين اللى عاوز يشتغل
رهف : انا يا مراد .. انا عاوزة اشتغل
مراد : و عاوزة تشتغلى ايه
رهف بجدية : انا معايا ليسانس حقوق و كمان ماجيستير فى القانون التجارى ، و مكملة الدكتوراة فى نفس المجال ، لكن عندى هوايتى اللى الكل بيشهدلى بيها من زمان و حابة انى انميها
مراد : انا مش فاهم حاجة … يعنى انتى دلوقتى عاوزة تشتغلى بشهادتك و اللا عاوزة تشتغلى بموهبتك
رهف و هى ترفع اصبعيعا الوسطى و السبابة : الاتنين
مراد : ده اللى هو ازاى بقى ، ده حتى بيقولوا صاحب بالين كداب و صاحب تلاتة منافق ، و انتى غير الشغل اللى بتتكلمى عنه ده لسه عندك كمان الدكتوراة اللى لسه ماخلصتيهاش ، و اللى قلتى على الغدا انك عاوزة لما تاخديها انك تدرسى فى الجامعة
رهف بتردد : ماهو ده الموضوع التانى اللى كنت عاوزة اكلمك فيه
مراد : طب مش لما نخلص من الموضوع الاولانى الاول
رهف : الموضوعين مرتبطبن ببعض
مراد بتنهيدة : ازاى بقى
رهف : بخصوص الدكتوراة … عاوزاك تقنع بابا يسيبنى اكملها
مراد بدهشة : و هو عمى مش عاوزك تكمليها
لتومئ رهف برأسها بحزن ليقول مراد : ازاى و انتى قلتى ….
رهف : انا قلت اللى قلته ده لمجرد انى ارد على سماجة تالا و كمان احنن قلب بابا عليا
مراد بفضول : طب و ايه اللى خلى عمى يفكر فجأة انه يعمل كده
رهف بخفوت : انت
مراد باستنكار : انا … انا عمرى ما اتكلمت لا معاكى و لا معاه فى الحكاية دى
رهف بخجل يخالطه شيئا من العتاب : بابا متهمنى انى مهملة فى تعاملى معاك بسبب الدكتوراة
مراد بامتعاض : مين اللى قال الكلام ده و امتى
رهف بحزن و هى تتلاعب باصابعها : امبارح لما وصل ، و زعق معايا جامد ، انا بحب دراستى و بذلت فيها مجهود كبير ، و عمر ما حد اعترض عليها ، ازاى دلوقتى بعد ماخلاص مافاضلش غير كام شهر ، عاوز يحرمنى انى احقق حلمى اللى تعبت فيه على ماحققت اللى حققته و بعد ما خلاص قربت اوصل لنهايته
مراد بنوع من التعاطف : ماتقلقيش ، بالنسبة لموضوع الدكتوراة .. انا هخليه يسمحلك تكمليها
لترفع رهف رأسها اليه و تبتسم ابتسامة خلابة قائلة بامتنان : شكرا
مراد : بس انا موضوع الشغل مش فاهم حاجة من كل اللى قلتيه ، و بعدين انا ما اعتقدش ابدا انك ممكن تقدرى تشتغلى و تتحملى مسئوليات الشغل و تبعاته
لتمتعض رهف من سماعها رأي مراد المبنى على عدم الثقة في قدراتها ، فما كان منها الا ان اغمضت عينيها برهبة مخلوطة ببعض التحدى و قالت بسرعة : انا عاملة اتيليه من اربع سنين
مراد بعدم فهم : عاملة ايه
لتفتح رهف احدى عينيها بحذر و تقول على مهل : اتيليه
مراد : و بتعملى ايه بقى فى الاتيليه ده
رهف بدهشة : بعمل الحاجة اللى طول عمرى بحبها ، بصمم موديلات
مراد و هو يحاول استيعاب مقصدها : يعنى انتى بترسمى بس ، و اللا بتنفذى كمان
رهف و هى تزدرد لعابها : الاتنين
مراد ببعض السخرية : امممم و يا ترى بقى عاوزة حد يسوقلك الشغل بتاع الاتيلية ده
رهف بكبرياء : الحقيقة لا ، انا محتاجة مكان اكبر انقل فيه ، لان الشغل اتوسع و كبر و اتعرف و محتاجة اعمل فرع فى القاهرة عشان يبقى قريب من العملاء
مراد بريبة و هو يركز بعينيها : رهف … انتى بتتكلمى بجد
لتشعر رهف برجفة تسرى باوصالها ، فتكاد ان تكون تلك المرة الاولى التى يولى مراد حديثه معها ذلك الاهتمام لتبتسم فى شرود دون اجابة ، لتتفاجئ بمراد ينهض و هو يقول بجمود : كنت حاسس من الاول انك بتتكلمى اى كلام
ثم يلتفت استعدادا لتركها و الدلوف الى الداخل و لكنها قالت بحزم ممتلئ بالحزن و الكبرياء فقد احست انه اهان كرامتها : اوعى تكون مفكر ان انت بس اللى وقتك غالى ، انا كمان وقتى غالى ، و اكيد مش هعطل نفسى طول الوقت ده عشان اخترعلك حكاية اتكلم معاك فيها ، و لولا انى محتاجة مساعدتك ماكنتش حكيتلك على حاجة من البداية ، بس عموما … انا بعتذرلك انى ضيعت وقتك الغالى ، و اوعدك انى افضل معتمدة على نفسى زى ما كنت طول عمرى ، بس ياريت ماحدش بعد كده يلومنى انى عايشة مع نفسى و بس ، و ياريت مايبقاش نتيجة غلطتى اللى غلطتها دى لما فكرت انى اطلب مساعدتك ، انى ما الاقيكش روحت حكيت لبابا اللى قلتهولك ، و يبقى بدل ما تساعدنى تخربهالى بزيادة
لتسرع الى الداخل بعنفوان و غضب تاركة اياه و هو لا يدرى من تلك التى كانت تتحدث معه منذ برهة قصيرة ، فتلك لم تكن رهف و التى لسخرية القدر تعد ايضا زوجته ، و لكنه طوال سنوات عمرهما معا لم يتحدث معها لهذا الوقت الطويل جدا و الذى تخطى الخمسة عشر دقيقة 😏
مراد بذهول : مين دى …. و اتيلية ايه ده كمان ، و مين اللى ….. انا مش فاهم حاجة
و بعد ان افاق من ذهوله عاد الى مقعده مرة أخرى ، ثم اخرج هاتفه و قام بمهاتفة شقيقته التى اطلت عليه بابتسامتها فى مكالمة فيديو قائلة : مراد … ازيك يا باشا
مراد متبسما : ازيك انتى يا حبيبتى … عاملة ايه و ازى احمد و تميمة
هدى : الحمدلله . كلنا بخير ، انت عامل ايه وحشتنى اوى و ازى عمو و رهف وحشونى موت
مراد : كلنا بخير ، ايه .. مش ناويين نشوفكم بقى و اللا ايه
هدى : احمد قاللى ننزل على مناقشة الدكتوراة بتاعة رهف ، لاننا لو نزلنا فى معادنا ، ممكن مانعرفش ننزل تانى وقتها ، فقلنا نخليها نزولة واحدة
مراد باستنكار : يعنى اقعد كل ده ما اشوفكيش عشان مناقشة الرسالة بتاعة رهف و اللى لسه كمان معادها ما اتحددش
هدى : معلش بقى يا مراد ، ما انت عارف ، لو انا مش موجودة معاها فى يوم زى ده .. مين هيبقى معاها بس ، لو انا اقدر اثق انك هتبقى معاها و تساندها انت و عمى ماكنتش اهتميت كده ، لكن للاسف رهف دايما لوحدها يا مراد … و ده مافيش بنى ادم طبيعى يقدر يتحمله
مراد بامتعاض : و هو المفروض نعمل ايه يعنى مش فاهم
هدى : يا مراد يا حبيبى .. دى مراتك ، يعنى المفروض اقل حاجة لازم تعملها انك تعرف عنها تفاصيل حياتها و تبقى معاها خطوة بخطوة ، لكن للاسف انت فى وادى و رهف فى وادى تانى خالص
مراد بفضول : انتى تعرفى حاجة عن الاتيلية
هدى بشهقة ذهول : انت عرفت
مراد باستنكار : يعنى انتى عارفة طول المدة دى و ماتقوليليش يا هدى
هدى بدفاع : صدقنى يا مراد .. لو كنت شايفة انك هتهتم بالحكاية دى او حتى هتقف جنبها كنت اكيد قلتلك ، لكن دى حتى المسكينة خايفة تفرح بيه لا انت و اللا عمو تحاربوها و توقفوا مشروعها اللى طول عمرها بتحلم بيه
ثم اكملت هدى بفضول .. بس انت عرفت منين
مراد : هى اللى قالتلى النهاردة ، بس .. مين اللى ساعدها انها تعمل كده
هدى : اعتقد ان هى تحكيلك افضل منى
مراد : يعنى انتى ماعندكيش اى معلومات عن الاتيلية ده
هدى : كل اللى اعرفه انه بيكبر يوم ورا التانى ، و كمان بقى عندها خط تصدير و اسمها مسمع فى محلات ليها اسمها ، انا لسه شارية فستان من الماركة بتاعتها من هنا
مراد بذهول : رهف !!! ، شغلها بيطلع برة مصر
هدى بتأكيد : ايوة رهف ، رهف اللى طول عمرك انت و عمى بتتعاملوا معاها على انها شئ مهمل و مالوش وجود ، قدرت تعمل لنفسها اسم و مكانة بعيد عنكم تماما و بمجهودها الشخصى
مراد بتفكير : اكيد فى حد ساعدها .. مين بقى الحد ده
هدى باصرار : قلتلك الافضل ان هى اللى تحكيلك .. اسالها
مراد بتنهيدة : ماشى .. بس يا ترى بقى الماركة بتاعتها دى اسمها ايه
هدى بابتسامة امتعاض : اسمها بروكن هارت
مراد باستغراب : و ليه الاسم الغريب ده
هدى بتنهيدة : يمكن مناسب صاحبته
ليصمت مراد قليلا ثم قال : طب يعنى انا لو روحت اى محل ملابس حريمى هنا فى الصعيد هلاقى فيه الماركة دى
هدى : اكيد مش كل المحلات طبعا .. لكن كمان موجودة فى محلات كتير فى القاهرة و اسكندرية
مراد بعدم تصديق : انتى عاوزة تفهمينى انها حققت الانتشار ده فى الاربع سنين دول بس
هدى : لا طبعا مش كده … رهف حققت الانتشار ده من سنتين فاتوا
مراد باقتضاب : ماشى … خدى بالك من نفسك و ابقى طمنينى عليكى
هدى : حاضر يا مراد ، و انت كمان بس كنت عاوزة اقول لك على حاجة
مراد : حاجة ايه
هدى : حاول تبص لرهف من زاوية تانية غير اللى طول عمركم حطينها فيها ، رهف انسانة جميلة اوى يا مراد … كفاية تهميش ليها لحد كده
مراد و هو يحاول اغلاق الخط : طب يا حبيبتى انا هسيبك بقى احسن عمى عاوزنى .. ياللا سلام
ليغلق الهاتف و يعيده الى جيبه و هو يزفر بشده ثم ينهض من مجلسه متجها الى مكتب عمه
………………….
كانت تالا قد ذهبت الى مكتب مدكور و قامت بالطرق على الباب برقة و عندما سمعت صوت مدكور يسمح لها بالدخول ، فتحت الباب و دلفت الى الداخل بعد ان اعادت غلق الباب مرة اخرى من وراءها و هى تقول بمرح : بقى كده برضة .. انا بقالى ربع ساعة بحالها بدور عليك
مدكور : اهلا يا تالا يا بنتى .. اتفضلى
تالا و هى تجلس على المقعد امام مكتبه : ميرسى يا مدكور بية
مدكور : ها .. مستريحة فى اوضتك و اللا تحبى اخليهم ينقلوكى فى اوضة تانية
تالا : ميرسى خالص ، رغم انى كنت اتمنى ان اوضتى تبقى جنب اوضتك انت ، لكن مش مشكلة ابدا ، اى اوضة تحت سقف بيتك جنة
مدكور بمرح : يا سيدى على الكلام الحلو ، الله يحفظك يا بنتى
تالا بتبرم : ليه دايما كلمة بنتى دى على لسانك ، انت عاوز تكبر روحك بالعافية
مدكور : بس انا كبير فعلا
تالا و هى تحدثه من تحت اهدابها بنعومة : انت فعلا كبير بس بقيمتك و بمقامك و بحب اللى حواليك مش بسنك ابدا
مدكور بابتسامة بلهاء : الله بجازيكى … اللى يسمعك يفكرك بتغازلينى
تالا بابتسامة لعوب : و هو عيب انى اغازلك
مدكور ضاحكا بشدة : لاااااا ، انا مش ادك يا بنت سليمان الانصارى
تالا بهيام : و انت فاكر انك لو كنت ادى كنت عجبتنى كده
مدكور باستنكار : اانا .. عاجبك انتى
تالا و هى تدعى التنهد : ااه لو قدرت اوصفلك ، لو تعرف انت اد ايه حلم لبنات كتير … مش عارفة انت ليه مكبر نفسك كده … انت لسه فى عزك بس انت اللى دافن نفسك فى الشغل و المشاريع و بس ، ليه ماتعيشش حياتك و تتمتع بيها زى كل الناس
مدكور برفض : اتمتع ايه بس و كلام فارغ ايه ، ده انا بنتى مكتوب كتابها من سنتين
تالا بمكر : و بكرة تعيش حياتها هى و مراد بالطول و بالعرض و تفضل انت لوحدك من غير انيس و لا جليس ، فى حين انك تقدر من دلوقتى تدور لك على وليفة تكون بتحبك و بتتمنى لك الرضا و الهنا
مدكور و هو يهذب شاربه باصبعه : و مين بقى اللى بتتمنى لى الرضا دى
تالا و هى تبعد انظارها عنه : بص حواليك و انت اكيد هتعرف من نفسك
مدكور بمرح : اوعى تكونى تقصدى دادة زينب ، ماهى الوحيدة اللى تليق بيا و بسنى
تالا باستنكار : انت تليق لك ست البنات ، انت عاوز اللى تحبك و تدلعك و تعيشك عمرك اللى فات و اللى جاى
مدكور : و مين البنت دى اللى ترضى براجل اد ابوها
تالا باعتراض : بس ماتقولش اد ابوها
مدكور و هو ينظر اليها بفضول : انتى عاوزة تفهمينى ان لو جالك عريس فى سنى .. ممكن تقبلى
تالا باعتراض : لأ طبعا
مدكور باستنكار : الله .. اومال ايه بقى ، ده انتى نفسك ماتقبليش بواحد فى سنى
تالا : لان سؤالك كان غلط ، انا عمرى ما اقبل اى واحد ، انا مش عاوزة غير واحد بس و مش فارق معايا سنه و لا شكلة ، انا اللى فارق معايا طبعه اللى بحبه ، اسلوب تفكيره اللى بموت فيه ، طريقة كلامه اللى بتسحرنى سحر ، نضجه اللى بيخلينى بتمنى انه يخطفنى من الدنيا كلها و يهرب بيا بعيد عن العالم و اللى فيه ، طب تعرف .. انا دادى عمال بيقنعنى من سنة فاتت بواحد فى عمرى و من وسطى و كمان له مصالح شغل كتير مع عيلته بس انا مش موافقة ابدا ، تعرف ليه
مدكور و قد فهم انها تقصد مراد : ليه يا ترى
تالا : لان قلبى و عقلى مشغولين بغيره ، بس للاسف ما اقدرش اصارح دادى بالكلام ده
مدكور : و يا ترى مين سعيد الحظ اللى شغل قلبك
تالا بتنهيدة : للاسف هو و لا هو هنا ، و بيتعامل معايا على انى لسه صغيرة و مايعرفش انى مابصدق يبقى له شغل مع دادى عشان اصمم انى اتابع الشغل بنفسى ، و اقدر افضل قريبة منه اطول فترة ممكنة
ليسود الصمت دقائق قليلة و هما يتبادلان النظرات ، و قبل ان يواصلا الحديث كان مراد اقتحم عليهما الغرفة و هو يقول بتجهم : ما تأخذونيش .. اتأخرت عليكم بس كنت بعمل شوية حاجات مهمة
تالا و هى تنظر لمدكور نظرة توحى بالخجل : ابدا يا مراد براحتك ، انا و مدكور بية لسه ما بدأناش شغل
مراد و هو يقوم بفتح حاسوبه الموجود بمكتب عمه : انا هطبع كل الاوراق اللى محتاجينها حالا ، و هنبتدى على طول

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وانقطعت الخيوط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى