روايات

رواية ميراث الوعد الفصل السابع عشر 17 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الفصل السابع عشر 17 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية ميراث الوعد الجزء السابع عشر

رواية ميراث الوعد البارت السابع عشر

رواية ميراث الوعد الحلقة السابعة عشر

فضلت الأفكار توديني وتجبني لغاية المغرب تقريبا، سمعت صوت خبط ع باب شقتي
كنت عارفه انها فتنة، فتحتلها فدخلت عندي من غير حتى ما تستنى إني أقولها اتفضلي
راحت قعدت في الانترية وقالت
_المفروض بعد اللي حصل امبارح ماكناش نعاود الكرة الا بعد شهر
ابتسمت وكملت
_لكن انا راضيته بالرضا المطلوب وهنكرر جلستنا بكرة بالليل
روحت قعدت قصادها ورديت
=بس انا لسه خايفة، ممكن ماقدرش
_لا ماتخافيش، المرة دي هتقدري
قامت وقفت ومشت ناحية الباب لكن قبل ما توصل عنده قالت
_هو انتي كلمتي الواد بتاع الأعمال دا تاني؟
اتلجلجت ورديت
=لا لا أبدا
وسّعت ابتسامتها وردت
_ع العموم هو تقريبا اللي حصل له أول مره ماردعوش، فالليلة دي هيحصّل الحبايب
=حبايب مين؟
_الحبايب كتير، أخرهم أم محمود
حسيت إن كلمتها نزلت زي خنجر في قلبي، لكن ابتسمت كإن الموضوع مش هاممني، المشكلة إني كنت عاوزه أكلمه أنبهه بعد ما هي مشيت، لكن خفت تكون بتقولي الكلمتين دول عشان أجري أكلمه فعلا فتمسكها عليا، زادت حيرتي وبقيت مش عارفه أعمل إيه فجيت بعد العشا اتصلت بسيد جوزي، قال إنه هيكمل في المزرعة هو وطارق، ولما سألته عن محمود قال لي إنه مايعرفش حاجه عنه من امبارح ولا يعرف هو فين، قفلت معاه واتصلت بأمي كلمتها شوية، كلام كله في الفاضي عن المِيته والتعب اللي شفته فيها وعن أم محمود الله يرحمها وأد ايه سابت فراغ في البيت، بعدها اتصلت بمرات أخويا سعيد الصغير، قعدت أهزر معاها شويه واتعمدت أكلمها ع المتداري في حوار تافه كان حصل بينها وبين مرات أخويا سامي كإني مش عاوزه سعيد يفهم حاجه وهو قاعد جنبها، وبعد ما خلصت معاها وفي الاخر خالص بعد اللفة دي كلها اتصلت بسامي أخويا، أول ما رد قلتله بهزار
_فينك يا راجل مابتسألش خالص عن أي حد كدة؟
حسيته من أول وهله فهم إني عاوزه أتكلم ع المتداري خصوصا إنه كان حاضر كلام رفعت كله فلقيته رد وقال
=والله بسأل الناحية التانية عشان نواحيكم متكهربه…
فهمت إن الناحية التانية دي تبقا رفعت وعرفت إنه بيكلمه وبيتواصل معاه، أما الناحية المتكهربة تبقا أنا، فرديت وقلت بنفس هزاري ومع ضحكة خفيفة
_أهو الكهربا هتتمد الليلة دي ع الناحية التانية وممكن تصيبك انت كمان فخلوا بالكم بقا
ضحك في التليفون ورد
=دا بجد ؟
زودت ضحكي ورديت
_أه والله، شوفت بقا
=طب وانتِ إزي الأحوال عندك
_والله قاعدة مستنية الفرج من الناحية التانية
قلتها وقهقهت المرة دي مع إني كان في حلقي غصة وف قلبي زي خنجر مغروز جواه
فلقيته ضحك هو كمان ورد
=الله المعين، هشوف انا دنيتي كدة وأموري وأبقا أرد عليكي
قفل معايا وفضلت انا من بعدها على أعصابي رايحة جاية في الشقة والأفكار بتلعب بدماغي، ياترى فتنة هتأذي رفعت فعلا، طب لو آذته، ساعتها انا هعمل ايه، طب لو مآذتوش، هل هيعرف يوصل للقسم الخاص اللي بيدور عليه، ولو وصل هعرف أقوله، ولو ماوصلش هل هينفع القسم العام اللي معاه، ولو مانفعش، هبقا أتدبست زي فتنة طول عمري، لأ ودبست بنتي كمان معايا…
جا في بالي أسيب رسالة لنفسي في الدولاب، يعني اجي الصبح وامشي على تعليمات رفعت واكتب جواب أوصّي فيه نفسي بإني أموّت نفسي لو انتهى بيا الحال وبقيت زي فتنة كدة وأقفله واسيبه في دولابي وسط الهدوم عشان أبقا أرجعله في يوم
وأقول فيه مثلا
عزيزتي سلوى ….
عزيزتي ايه بس، هو دا هيبقا وقت عزيزتي
لا هكتب فيه
بصي يا سلوى، أنا إنتي، أنا نفسك البريئة الطيبة اللي فضلت تقاوم الانجراف مع السيل، أنا حاولت كتير صدقيني وفي الاخر مالقيتش إلا حل واحد وهو إني أطاوع فتنة وأدخل عش الدبابير، وأحاول أصطادها بدل ما هي كانت بتصطاد كل اللي حواليا واحد ورا التاني، فلو قريتي الجواب دا وكان وصل بيكي الحال إنك بقيتي على عهد زي عهد فتنة فانا عارفه إن نفسيتك وأفكارك وروحك هيكونوا اتغيروا، أكيد للأسوء، وهتكوني رضختي لحاجه عمرك في يوم ما حبتيها ولا اخترتيها، إنتي طول عمرك شايفه الدجل والشعوذة وأصحابهم أهل سوء وشر وحرام، وانتي طول عمرك كنتي صح في رؤيتك فلو اتغيرتي وبقيتي شايفه إنه عادي وإنك ممكن تكملي حياتك كدة، أرجوكي موتي نفسك أحسن، ارتاحي من العذاب وريحي رؤى منه، لإني واثقة إن هتفضل حته جواكي تتعذب وتقاوم حتى لو اتهيألك إنك رضختي للوضع الجديد، دي وصيتي ليكي…
عيني دمعت وانا بفكر في صيغة الرسالة لكن عشان أرتاح من سيال الأفكار اللي ماكانش راضي يهدى في دماغي دخلت نمت، أو جاهدت طول الليل إني أنام لكن ماقدرتش أنام، فضلت اتقلب وخلاص لكن المرة اللي عيني فيها غفلت شوفت نفسي عند شجرة الزتون في الليل، كانت يبست وجفت، كل أوراقها وقعت وغصونها أسودت، وكنت واقفة قصادها ببكي كإني بودعها لغاية ما لقيت أيد لمست كتفي، بصيت جنبي لقيتها نسختي التانية مبتسمة، مافهمتش هي فرحانه ولا بتواسيني ولّا معنى ابتسامتها ايه
لكن لما بصيت تاني ناحية شجرة الزتون كان الفجر بيشقشق وبدأ يظهر فيها ورق أخضر صغير أوي
مسحت دموعي وقربت عليها لقيت فتنة ظهرت من ورا الشجرة وجات وقفت في طريقي
وقفت في مكاني بقلب مخضوض فلقيت نفس الأيد لمست كتفي تاني، لكن المرة دي كانت بتزقني لقدام لغاية ما جسمي خبط في جسم فتنة فاتنفضت من نومي، كان الفجر أذّن فقمت صليت وفضلت قاعدة لغاية الصبح، عماله أقنع نفسي إني حتى لو قاصدة خير في اللي انا رايحة أعمله مع فتنة دا، فبردو الطريقة حرام وغلط، مافيش أي مبرر إني أمشي معاها في سكتها حتى لو هقلبها عليها
بس ماكنتش لاقية طريق تاني
لكن في النهاية عشان أريح ضميري ندرت إني لو خلصت منها فهتوب توبة نصوحة وعمري ما هفكر أعمل حاجه زي كدة تاني
استنيت لما الصبح انجلى ومشيت ع التعليمات، اتوضيت وخرجت البلكونة الشرقيه في الشمس قعدت على كرسي فيها وبعت لرفعت، بس الغريب إنه ماردش على طول زي عوايده، بعت تاني وتالت ورابع لكن بردو ماردش فاتصلت بسامي وكلمته عادي لإن المفروض اني في الوقت دا ماببقاش متراقبة، أول مارد عليا ومن قبل ما أسأله لقيته بيقول
_انا عارف انه مابيردش من الصبح، امبارح انا كلمته ورد عليا عادي، حكالي خطته وكان مستبشر خير وبيقولي انه مش هينام غير لما يوصل للقسم، لكن النهاردة لما صحيت رنيت عليه لقيته مابيردش، وانا دلوقتي سايق ورايحله أشوف ايه الحكاية
=طب خلي بالك الساعة دلوقتي تمانيه ونص، يعني فاضل على تلت النهار الأول نص ساعه ويخلص
_يعني ايه؟
=يعني لو كان في حاجه هقراها أو هحفظها كنت عاوزاها قبل تسعة عشان فتنة دي هتعمل الجلسه بالليل
_طيب وانا هعمل ايه، انا رايح اهوه، قدامي ١٠ دقايق وابقا عنده، لو كان نايم هصحيه
=ولو جراله حاجه؟
_مش عارف يا سلوى
=سامي؟
_نعم
=لو لقتني اتغيرت ولا حصل لي حاجه، ساعدني وانقذني
_لو الست دي عملت فيكي حاجه انا هموتها
سكتنا لحظات بعدها رديت
=سامي انت راجل طيب، ولا هتموت ولا هتعمل ودي ست شر، لو حصل لي انا حاجه واتغيرت، خدني عندكم واحبسني أو موتني
_مش هيحصل حاجه يا سلوى انا خلاص دقايق وهكلمك
فضلت قاعدة في مكاني وبدأت أكتب رسالتي لنفسي على الورقة اللي كنت مجهزاها، كتبت نفس الصيغة اللي فكرت فيها امبارح، ويدوب خلصت وعينتها لقيت سامي بيرن، كان واضح من صوته إنه خايف، يمكن أكتر من خوفه اللي حسيته فيه في اول مرة روحنا فيها لرفعت، بس اللي طمني إني حسيت انه رجع عربيته
لقيته بيقول بصوت مهزوز
_انا وصلت عنده البيت بتاعه، لقيت الباب بره مفتوح، دخلت مالقيتوش في الصالة بتاعته دي ولقيت فيها كوباية شاي مشروب نصها بس، فدورت عليه في البيت كله مالقيتوش بردو، بس في الاخر دخلت أوضته النحاسية، ماكنش موجود فيها بردو، لكن لقيت على مكتبه ورقه مكتوب فيها كلام غريب….
حسيت بخوف شديد على سامي فرديت
_المهم انت طلعت من عندك
_أه طلعت
=طيب أخدت الورقة؟
_لا ماخدتهاش، انا خفت ألمس أي حاجه
=يعني ايه
_اصبري ماتقلقيش، انا صورتها بتليفوني، هتلاقيها وصلت عندك ع الواتس حالا …
قفلت معاه وفتحت الواتس لقيت قسم عامل زي الكلام اللي كانت بتنطقه فتنة في الجلسة، بس الصياغة مختلفة،
ماكنتش قادرة أحدد هل دا القسم الخاص اللي كان بيدور عليه ولاّ دا القسم الأولاني اللي لقاه ولّا دا حاجه مختلفه عنهم
لكن كان السؤال الأهم، لو هو دا القسم المطلوب، ليه مابعتوش بنفسه ع الواتس قبل ما يختفي، وليه اختفى اصلا،
ماكنتش فاهمه أي حاجه
لكن وقتها ولمدة لحظة وانا ببص في الورقة، حسيت بحاجه نوّرت في دماغي، حاجة زي الحاجات اللي كنت بشوفها زمان زي رؤية بس اللي اتأكدت منه إن رفعت هرب في لمحة عين….
شوفته كان قاعد في الصالة بيشرب شاي بالليل بعد ما كتب الورقة في أوضته النحاسية وحطها على مكتبه، بس كان قاعد في الصالة خايف وبيتلفت حواليه، كان حاسس انه وصل لنقطة ماوصلهاش قبل كدة، كان حاسس ان وصوله للقسم دا مؤذي، وفجأة وهو حاطط الكوباية على بوقه حس أو عرف إن في حاجه كبيرة بتقرب عليه، قاصدة سكنه، حاجه جايه تأذيه ….
طلع من شقته في لحظتها وهرب، لإنه اتأكد إنه حتى لو دخل غرفته النحاسيه فكان هيفضل محبوس جواها او ممكن بيته يولع بيها…
كمان كان واثق إنه لو بعتلي القسم فدا هيثير مطاردية بزيادة، فكتب القسم وسابه على أمل إنه يلحق يهرب من غير ما يثيرهم بزيادة وفي نفس الوقت على أمل إن احنا نوصل للقسم دا بعد هروبه…
بس الغريب إني حسيت إن اللي بيطاردوه حاجه أكبر من فتنة نفسها …..
خدّام حماية القسم
رنت الكلمة في ودني كإن حد وشوشني بيها
اترعبت على الرغم من إني قاعدة في الشمس في عز النهار
لكن الأهم من كل دا إني فوّقت نفسي وافتكرت إني لازم أحفظه بسرعه
بدأت أقسمه لأجزاء وأحفظ فيه
بس كنت حاسه بخوف غريب
حاسه إني بنهج كإني في سباق
حاساه تقيييييل
كإني شايله على صدري صخرة
لكن قبل الساعة ماتيجي تسعة ووانا لسه بحفظ أو كنت خلاص بحاول أسمعه كله
سمعت باب الشقة بيخبط
روحت فتحت لقيتها فتنة
كان وشها بارد ومقفول ومتغير
دخلت ع الشقة من غير ما اقولها اتفضلي
لكن المرة دي مشت تتلفت حواليها وتفتش في الشقة بعينيها وقت ما فضلت انا واقفه عند الباب
بعدها اتدورتلي وقالت
_هو انتي بتولعي نوع بخور معين؟
=لا خالص، انا مابولعش بخور، بس بتسألي ليه؟
_متأكدة انك مابتولعيش أي بخور
كنت فاهمه هي بتسأل ليه، هي افتكرت اني بولع نوع بخور بيخفيني عنها لكن انا ماريحتهاش، رديت وقلت
=انتي شامه أي بخور
لقيت علامات الغضب بانت على وشها وردت
_ما في بخور مالوش ريحة
=لا دي ماعرفهاش
_انتي في ايه بينك وبين أخوكي سامي
بدأت اتوغوش لكن ابتسمت ورديت
=أخويا
_يعني مافيش حاجه تانيه بينكم
=الراجل اللي كنا روحناله دا يبقا صاحب دراسه له، يعني مش دجال ولا حاجه
ردت بغيظ
_دا ماكنش دجال، دا أسوء من الدجالين، وماتخليش اخوكي يروحله عند بيته تاني، أخوكي صاحب باب زيك والواد دا مكانه امبارح بالليل كان مؤذي، مؤذي جدااا، حاجه ظهرت فيه أكبر مني ومنك ومننا كلنا…
مابقيتش عارفه هي عرفت ايه وماعرفتش ايه، وفاهمه ايه ومش فاهمه ايه، وهل قدرت تأذي رفعت ولا ماقدرتش تأذيه
بس كان واضح كدة ان الحكاية بتكبر مش بتصغر، حسيت ان فتنة نفسها بدأت تخاف من رفعت بعد ما كانت بتهدد بموته، ورفعت نفسه هرب من حاجه خوّفته عن أي حاجه سابقه أما سامي فمكالمتي معاه امبارح كانت متداريه وفي وسط مكالمات كتير، ومكالمتي النهارده معاه ماظنهاش متراقبة منها،
المهم انها بعد ما خلصت تحقيقاتها لقيتها بتقولي يلا تعالي
=على فين
_هاتي بنتك وتعالي هنطلع على شقتي، هتفضلي معايا لحد الليل
قمت أخدت رؤى وطلعت معاها، وبعدها بشوية حصلتنا سهير على هناك، لكن الغريب إن فتنة فضلت طول اليوم مش على بعضها، كانت خايفه ومتوتره
حسيت انها عاوزه تخلص من حكايتنا دي بسرعه…
لكن بردو كانت تغيب تغيب وترجع تسألني عن رفعت وتقولي هو انتي ماتعرفيش ايه سره ولا ايه حكايته، كان واضح أوي انها عرفت إن في قوة أكبر من قوتها وصلت عنده امبارح لكن ماتعرفش انه هرب من القوة دي ، فكنت أرد عليها في كل مرة بإني ماعرفش عنه أي حاجه، وفي نفس الوقت كان كل الليل مابيدخل كل ما كنت بحس بخوفي بيزيد
وكل ما كنت اجي اردد القسم في سري أحس بتقل رهيب في لساني وصدري وجسمي كله
لغاية ما جا الأوان
كانت رؤى نايمه
وزي العادة سابتني فتنة ودخلت تجهز الأوضة جوه ….
وقتها وانا قاعده بره جنب سهير بصيتلها فلقيتها مرعوبة يمكن أكتر من المرة الأولى
مسكت ايدها وقلت
_انا معتمدة عليكي، ماتخذلينيش، لو حسيتي بأي حاجه غريبة حصلت جوه، ادخلي الحقيني، ولو ماطلعتش من جوه اتصلي بسيد واديلو رؤى، ووقتها هتكوني ارتحتي مني ومن أمك ..
ابتسمتلها عشان أفك رهبة الموقف فلقيتها بلعت ريقها وردت وقالت
=ماتخافيش انا معاكي
خرجت فتنة من الأوضة وجات أخدتني لكن قبل ما ندخل من باب الأوضة لقيتها وقفت قصادي
بصتلي بتحذير وقالت
_المرة دي ماينفعش يتكرر اللي حصل المرة اللي فاتت، لو حصل ممكن تولعي فينا وفي البيت كله، لا تحركي وشك لا شمال ولا يمين ولا فوق ولا تحت ولا تنطقي بأي كلام غير موافقتك فاهمه؟
شاورت براسي بمعنى الموافقه، فأخدتني ودخلنا الأوضة، قعدتني على رقعة الجلد وبدأت تجهز طقوسها، جابت المياة ورشتها علينا وعلى رقعة الجلد، بعدها راحت تتأكد إن الطير الابيض في مكانه، قبل ما تجيب الشمعه وتثبتها في النص بينا وسط الرقعة وفي الاخر طفت النور وجات قعدت ، مسكت ايديا الاتنين بايديها الاتنين وخلت الشمعه وسط دايرة ايدينا وبدأت تترنم ….
_على عهد قسم ما انبتر، مبتدأ لا يتبعه خبر، حبر أسود فوق حجر، ####****أقر النون والسكون، والتلبية عند الطلب، لهم نظم مثل الطرب، عرب عرب، أعظم الطواف العجب، ذوي الطول واللهب، والجاه والقوة والقبب، والنغمة والمنطوق المقترب، بأحرف من نور السبب، إليك جئنا في الطلب، #####****عجل عجل، جديد لدينا اشتعل، كي نمد في الأمل، على ضي نار المدى، مددنا إليك بالندا، مار مار بلا عمّار، مار مار بلا عمّار، يا قسمار يا ابن النار######*****
المرة دي مجرد ما بدأت تترنم حسيت ان نار الشمعة بدأت تتهز شمال ويمين والخيالات السودة بدأت تظهر في المرايات والسقف حواليا، كانت وشوشاتها المرة دي أعلى وأوضح، كانوا بيقولوا
_تجهزوا، تجهزوا، تجهزوا
_حضور، حضور، حضور
_قسمار، قسمار، قسمار
بس كان الكلام ملغبط مابيتقالش في جمل لغاية ما فجأة سمعت صوت الهبدة القوي اللي حصل في الأوضة فانقطعت كل الأصوات
حسيت بجسمي بيسخن ويرتعش
والمرة دي حسيت ان رقعة الجلد بتترفع بينا في نص الأوضة وسط تيارات هوا سخنه بتلفح جسمنا لغاية ما لقيت فتنة بتضغط على ايديا ورايحة تتكلم
فسيبت ايديها باخر ذرة تمسك بالحياة جوايا، بأخر ذرة أمل فيا وقلت بصوت عالي وانا قاعدة مكاني وباصه قدامي زي ما انا
_أقسمت عليك بقسم السابقين الأولين، المأخوذ عند بئر بابل بين الجبلين، الأثنين الغريبين، المرفوع الممنوع، والدافع المدفوع، قريب قريب، مجيب مجيب، بحق الخلاص من القيد المفروض على الشاردين، وتحرير الخانسين، أن تسمع وتطيع، سريع سريع، طائف وهائم ومقيم وشفيع، وإلا حق علينا ما ورد زجرا وقهرا من فناء، بحق الأحرف المخفية الغراء، والأعين الرقيبة الحمراء، لا غيب ولا غيبة، ولا ترنيمة ولا تنغيمة، هذا عهد لا ضيم فيه ولا رجوع، ولا صمم ولا دفوع، ميم ميم مستكيممم، بلا عوج مستقيم، أطع الآن وقر بالطاعة، أطع الآن وقر بالطاعة، أطع الآن وقر بالطاعة يا من حضر…
في وسط ندايا بدأت أسمع صرخات قوية من خدام قسمار، أما هو فكان بيتنفس وبيزمجر زي تور لغاية ماخلصت ندايا وحسيت بقوة هوا سخنه رهيبه شالتنا انا وفتنة رزعتنا في المراية اللي ورانا مع صوت زمجرة رهيبة
كانت فتنة بتحاول تضرع انها ماتموتش
وماكنتش انا شايفه حاجه لكن حسيت بيه بيقرب
عشان يقتلنا
حسيت بهبدات تقيلة في الأرض كإنها خطوات
فبدأت أردد القسم للمرة التانية
ومجرد ما بدأت طار جسمنا انا وفتنة تاني وانضرب في الجدار المعاكس
لكن كنت مكملة وانا بتنفس بالعافية
لغاية ما فجأة سمعت خدام قسمار بيقولوا بذعر
_حضور، حضور، حضور
_خدام، خدام، خدام
_القسم، القسم، القسم
_اهربوا_اهربوا_اهربوا
حسيت وقتها ان في دوامة بتحصل في الأوضة
مش دوامه صغيرة زي بتاعت الجلسه اللي فاتت
حسيت ان اي حاجه جوا الأوضة بتدور
حتى جدرانها
وسط سخونه رهيبة
وصوت صرخات
وزمجرة
وفجأة
سكن كل شيء
وسمعت صوت غليظ بيقول
_حضر خدام القسم، لإجبار قسمار على الطاعة
كنت وقتها مش شايفه حاجه
بس حاسه إن في جن أعظم من قسمار مكبلينه في نص الأوضة وانا مرميه عند الجدار فوق فتنة
لغاية ما سمعت صوته اللي بقيت عارفاه بيقول
_أقر قسمار بالطاعة لصاحبة القسم
مجرد ما نطق جملته حسيت بموجة ضغط رهيبة
كإن انفجار حصل في الأوضة
بعدها أغمى عليا
ماعرفش امتى صحيت على كفوف سهير
كنت شايفاها كإني بحلم
كانت منوره الاوضه وبتحاول تصحيني
وكانت فتنة لسه مغمى عليها جنبي
عرفت قيمة سهير وقتها وهي عماله تفوق فيا قبل امها نفسها
أمها لو كانت فاقت قبلي كان ممكن تقتلني
لما طلعتني بره الأوضة بدأت القط نفسي
وأول ما رجعت لوعيي أخدت رؤى ونزلت جري على شقتي
اول ما دخلت الشقة ومجرد ما نزلت رؤى على سريرها
سمعت صوت جاي من ورا كتفي الشمال
نفس صوته الغليظ
قال
_قسمار في خدمة صاحبة القسم
اتنفضت في مكاني وبصيت ورايا لكن ماشوفتوش
ماكانش ظاهر
_قسمار لن يظهر الا برغبة صاحبة القسم
وقتها بلعت ريقي وماترددتش
وقلت
=اقطع أي عهد وأي خدم وأي قوة ممنوحة لفتنة
_قسمار في خدمة صاحبة القسم
مافيش دقايق وسمعت فتنة نازله ع السلم بتصرخ
الغريب انها ماجاتش عندي
ولا خبطت عليا
فضلت تصرخ ونزلت من العمارة كلها
طلعت البلكونة أبص عليها
لقيتها ماشية في الشارع بتصرخ
بعدها اتصلت بسامي أطمنه، قالي ان رفعت اتصل بيه وقاله نفس تفسيري بالظبط للي حصل ليه، لكن اللي قاله زيادة ان خدام القسام بيحاولوا انهم يمنعوا وقوعه في ايد البشر لكن لو استخدمه مستدعي بشري حق عليهم إجبار الجني اللي بيُلقى عليه القسم على طاعة المستدعي زي ما حصل وأجبروا قسمار على طاعتي
خلال اليومين اللي بعد اليوم دا كان كل السحر المعقود على كل أهل البيت انحل، رجعت أمل ومحمود، ورجع سيد طبيعي وابن حلال، حتى سهير كانت أكتر حد فرحان باللي جرى لكن فضل سر بيني وبينها
أما فتنة فاتلوثت، اتجننت، وعقلها بقا فيه خفة، وراحت سكنت في المقابر، حاولوا يرجعوها عشان بنتها لكن ماكنتش بترد على حد كانت بتصرخ بس
وتقريبا محمود ماكنش بيحبها ولا حاجه، بالعكس كان مسحور، لإنه مجرد ما اتحل عنه سحرها كان عادي، ماقطعش نفسه وراها ولا حاجه….
بس المشكلة
إن مر شهر على عهدي مع قسمار
بس انا لسه ماصرفتوش
صحيح مابستخدموش في أي حاجه
بس مش عارفه ليه لغاية دلوقتي مش هاين عليا أصرفه
رفعت قال لسامي ان اللي انا فيه دا فِتنه عظيمة
ولازم اتخلص منها
لكن انا لسه بفكر ……
لسه بفكر
لسه بفكر
تمت بحمد الله وتوفيقه

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الوعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى