روايات

رواية منقذي الزائف الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول علي

رواية منقذي الزائف الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول علي

رواية منقذي الزائف الجزء السابع عشر

رواية منقذي الزائف البارت السابع عشر

رواية منقذي الزائف الحلقة السابعة عشر

ارتدى مالك حلة أنيقة وصفف شعره بعناية ثم حمل هاتفه الذي وضعه في وقت سابق على الشاحن حتى لا يضطر لشحنه وهو بالخارج وغادر المنزل وهو يدندن بسعادة لأنه ذاهب إلى مقابلة هبة وهذه المرة بناء على رغبتها وليس اقتراحا منه مثلما كان يحدث في المرات السابقة.
وصل مالك إلى المطعم وجلس ينتظر قدوم هبة التي حضرت بعد مرور نصف ساعة وجلست أمامه فابتسم لها مرحبا بها ثم استدعى النادل وطلب منه إحضار كأسين من عصير المانجو الطبيعي لأنه يعلم جيدا أن هبة تفضله أكثر من أي مشروب أخر.
انتظر مالك حضور النادل بالكأسين وانصرافه قبل أن يبادر بالحديث وهو ينظر إلى هبة بنظرات حانية:
-“خير بقى يا ستي، إيه الموضوع المهم اللي مخليكِ حاسة بحيرة وعايزة تاخدي رأيي فيه؟”
حمحمت هبة قليلا ورفعت رأسها تنظر في عينيه وهي تجيبه بجدية وحديث أحمد يدور في عقلها:
-“الموضوع اللي عايزة أتكلم معاك فيه يبقى بخصوص الكلام اللي أستاذ توفيق النمر اقترحه علينا لما كنا موجودين في مكتبه”.
تنهدت هبة وهي تسترسل في الحديث مضيفة بحيرة شاعرة بكثير من التخبط خاصة بعد مقابلتها لأحمد:
-“أنا بصراحة محتارة أوي يا مالك ومش عارفة أعمل إيه لأن عمري ما اتصورت أني أضطر أكدب وأستخدم أساليب فيها غش وخداع عشان أخد حقي من شخص أذاني”.
لن يسمح مالك لتلك الحيرة التي تسيطر على هبة أن تمنعها من تدمير أحمد والقضاء عليه وسوف يستغل هذه المقابلة حتى يقنعها بالشيء الذي يريد أن يجعلها تقوم به.
وجهت هبة أنظارها نحو مالك تنتظر منه أن يقدم لها المشورة التي تنتظرها منه على الرغم من أنها قد حسمت قرارها في وقت سابق إلا أنها قد قررت اللجوء إليه في هذا اليوم حتى تعرف رأيه في هذه المسألة لأن ها الرأي سوف يوضح لها الكثير من الأمور التي تحتاج إلى توضيح.
لم يستمر صمت مالك لوقت طويل فقد هتف بجدية بعدما انتهى من شرب كأس العصير خاصته:
-“أنتِ لازم تاخدي حقك يا هبة مهما حصل لأن اللي أحمد عمله معاكِ يبقى جريمة ولا بُدَّ يتعاقب عليها حتى لو هتضطري تكدبي وتتبلي عليه طالما مفيش وسيلة قدامك غير كده”.
رفعت هبة أحد حاجبيها وهي تعيد سؤالها بصيغة مختلفة:
-“يعني أنت قصدك أني لازم أوافق على كلام توفيق وأحاول أثبت أن أحمد حاول يستغلني في أعمال منافية للآداب؟!”
هز مالك رأسه بإيجاب وهتف مؤكدا الحديث بوجهة نظره التي حاول أن يقنع بها هبة حتى يتخلص من غريمه أحمد إلى الأبد:
-“أيوة طبعا لأنك لما تعملي كده ساعتها هتضمني أن أحمد هياخد العقاب اللي يستاهله على كل اللي عمله فيكِ ومش بس كده ده كمان والدتك هترتاح في قبرها وهتكون فخورة بيكِ لأنك انتقمتي من الشخص اللي كان سبب في موتها”.
أومأت هبة متظاهرة بالاقتناع ولكنها في حقيقة الأمر كانت تشعر بالاشمئزاز؛ لأن مالك أراد تحريضها على مخالفة مبادئها وحاول إقناعها وأخبرها أن والدتها سوف تكون فخورة بها ولكنها في الحقيقة سوف تغضب منها لأنها علمتها في طفولتها أن صاحب الحق لا ينبغي أن يضيع حقه بالغش والكذب وإذا لم يحالفه الحظ في نيل حقه في الدنيا فينبغي له أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله تعالى ويؤمن بأن ما لم يحصل عليه في الدنيا سوف يناله في الآخرة.
جواب مالك الذي لم يكن متوقعا بالنسبة لهبة زرع الشك في قلبها وجعلها تقتنع بنسبة قليلة بحديث أحمد وفي هذه اللحظة طرح عقلها سؤال لم تتمكن من الإجابة عليه وهو هل يمكن أن يكون مالك هو المسؤول عما جرى معها وأنه يشعر بالغيرة من أحمد أم أن جواب مالك وصراحته في تمنيه حصول ابن عمه على أقصى عقوبة نابعة من رغبته في أن يكون أحمد عبرة لكل من هم مثله من الأوغاد؟!
صحيح هي لا يمكنها أن تجيب على هذا الأمر إلا أنها صارت واثقة من شيء واحد وهو أنه يوجد شيء مريب متعلق بمالك وعليها أن تسعى لمعرفته في أسرع وقت.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
شرود أحمد منذ عودته إلى المنزل جعل أماني تشعر بالاستغراب لأنها كانت تتوقع أن يحصل ابنها على طرف خيط من خلال مقابلته لخطيبته السابقة يمكنه من الوصول إلى حقيقة تلك الأدلة التي توجد بحوزة هبة لعل هذا الأمر يجعله يعلم كيف تم نشر تلك الصور المفبركة من هاتفه؟!
فرقعت أماني بإصبعيها حتى ينتبه لها ابنها الذي كان شاردا بذهنه في عالم أخر وبالفعل نظر لها أحمد قائلا:
-“اتفضلي اقعدي يا ماما، واضح أنك عايزة تقولي حاجة”.
جلست أماني بجواره هاتفة بتساؤل وتمنت أن يمنحها ابنها جواب يريح قلبها:
-“عملت إيه النهاردة مع هبة؟ عرفت توصل لحاجة ولا مجهودنا كان على الفاضي؟”
هز رأسه مؤكدا وصوله إلى شيء سوف يفيدهما لتبادر أماني بسؤاله بنبرة متلهفة:
-“طيب ما تقول بسرعة أنت عملت إيه؟”
بدأ أحمد يسرد عليها تفاصيل كل ما جرى واختتم حديثه بإخباره لها عن اكتشافه لخيانة يحيى التي لم يكن يتوقعها.
اتسعت عيني أماني هاتفة باستنكار:
-“أنت قابلتها لوحدك من غير ما يكون فيه حد تاني قاعد معاكم؟!”
أومأ أحمد وربت على كتفها مبررا موقفه بقوله:
-“أيوة، أنا كلمت طنط شيماء واتفقت معاها على كده عشان أضمن أن علاقتها هي ومروة بهبة متتأثرش بشكل سلبي لما تكتشف أنهم ساعدوني أقابلها”.
هتفت أماني بضيق من عناده وعدم اتباعه لنصيحتها:
-“طيب افرض دلوقتي يا ناصح هي راحت القسم واتبلت عليك وقالت أنك حاولت تهددها هتبقى تعمل إيه ساعتها يا أبو دماغ ناشفة؟”
ظهرت ابتسامة واسعة على وجه أحمد وهو يمسك هاتفه قائلا:
-“وأنتِ فكرك يا ماما أن حاجة زي دي هتفوتني مثلا، أنا عارف كويس أن هبة مش هتعمل كده بس طبعا أنا عملت حسابي وسجلت كل كلمة اتقالت عشان أكون ضامن أن المقابلة دي ميحصلش بسببها كارثة”.
شغل أحمد التسجيل فاستمعت له أماني وقامت بمدح ذكاء ابنها ولكن تغضنت ملامحها بعدما جلبت هبة سيرة يحيى وأنه أكد لها أن أحمد هو من قام بفبركة الصور.
ضربت أماني فخديها قائلة بغيظ شديد فهي تتذكر الكثير من المواقف الصعبة التي مر بها يحيى ولم يجد أحد يقف بجواره ويدعمه سوى أحمد:
-“إخص عليه الواطي الحقير، معقول بعد كل اللي أنت كنت بتعمله عشانه يروح يبيعك بالسهولة دي من غير ما يفكر ولو لمرة واحدة في العيش والملح اللي كان بينكم!!”
ظهر الحزن على ملامح أحمد الذي تحدث بنبرة مقهورة:
-“أنا نفسي اتصدمت أول ما هبة قالت أنه أداها تسجيلات تثبت عليا أني فعلا فضحتها عشان أنتقم منها”.
حكَّت أماني مقدمة رأسها وضغطت بكفها الأيسر على مسند الأريكة قائلة بضيق:
-“طبعا لازم تتصدم لأن بعد كل اللي عملته عشانه راح خانك واتعاون مع مالك ضدك عشان يخلصوا منك بس أنا مش شايفة أن ده تصرف غريب منه لأنه اتغير خالص بعد ما اتصاحب على الشلة إياها واللي كانوا سبب في انحراف أفكاره وحياته كلها”.
تنهدت أماني واستكملت حديثها بجدية:
-“المفروض دلوقتي تكلم محمد ابن خالتك عشان يشوف صرفة تقدر من خلالها توصل ليحيى لأنه اختفى من فترة ومحدش عارف عنه أي حاجة”.
اتصل أحمد بابن خالته وأخبره بكل ما جرى في حديثه مع هبة وأنه اكتشف حقيقة أن يحيى كان متواطئا مع مالك في تلك اللعبة القذرة التي تم تدبيرها للإطاحة به من حياة هبة.
استمع محمد إلى حديث أحمد بإنصات وتركيز شديد ثم أردف بتفهم بعدما حلل الموقف ورأى مدى أهمية إيجاد يحيى والإمساك به:
-“تمام يا أحمد، سيبني أنا أتصرف وأحاول أشوف يحيى ده راح فين داهية وأوعدك أن على بكرة هكون وصلتله ومش هسيبه غير لما أخليه يعترف بكل حاجة في محضر رسمي لأن اعترافه ده هيكون أصلا دليل على براءتك”.
هتف أحمد بامتنان يشكر به شهامة ابن خالته الذي قرر أن يدعمه على الرغم من انشغاله بعلاج ظهره وساقيه فهو لا يزال حتى الآن يعاني من تبعات الإصابة التي تعرض لها بسبب شظايا القنبلة التي انفجرت وهو في إحدى المهمات وقد أجبرته تلك الإصابات التي تلقاها على الابتعاد عن مجال الشرطة إلى الأبد:
-“متشكر جدا يا محمد، الواحد مش عارف هو كان هيعمل إيه من غيرك”.
أنهى أحمد المكالمة وذهب إلى غرفته حتى ينال قسطا من الراحة وهو على يقين أنه عندما يستيقظ في الغد سوف يتلقى اتصال من محمد وسوف يخبره أنه قد وصل ليحيى.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“مالك يا عمرو، سرحان في إيه؟”
قالتها مروة مستغربة شرود زوجها منذ عودته من الخارج حيث يبدو من ملامحه أنه قد حدث شيء مهم جعل تفكيره منشغل إلى هذه الدرجة.
هتف عمرو بهدوء نافيا وجود أي خطب به فهو لا يريد أن يجعلها تتوتر وتشغل رأسها بشيء ليس متأكد منه لأنه لا يوجد بحوزته حتى هذه اللحظة دليل يثبت أنه توجد علاقة تربط بين آية وشادي:
-“مفيش أي حاجة يا مروة، اطمني ومتخافيش وأهم حاجة اوعي تنسي أن عندك ميعاد بكرة عند الدكتورة”.
ابتسمت مروة بسبب اهتمام زوجها وحرصه عليها قائلة:
-“أنا فاكرة كويس أوي موضوع الميعاد وعارفة أنك هتيجي معايا”.
تلاشت ابتسامتها بشكل تدريجي وهي تتحسس بطنها وسألته باهتمام:
-“قولي يا عمرو، إحنا هنفضل نخبي لحد إمتى موضوع الحمل؟ الوقت بيمر وبطني بدأت تكبر وأنا بقيت بداريها بالعبايات الواسعة أوي بس بعد ما يمر شهر كمان ساعتها الكل هيعرف أني حامل لأني هكون ساعتها دخلت في الرابع”.
تأمل عمرو ملامحها وابتسم قائلا بهدوء:
-“متقلقيش يا حبيبتي، لو اللي في بالي طلع صح ساعتها هنكون خلصنا من آية وارتحنا منها”.
وجهت نظراتها المتعجبة نحوه وضيقت عينيها هامسة بضيق:
-“أه منك يا عمرو، لو بس تفهمني أنت بتفكر في إيه بدل ما أنت عمال تتكلم بالألغاز ساعتها هرتاح وهبطل أشغل دماغي كل شوية بحكاية حملي اللي مخبياه عن كل الناس حتى عن أمي”.
ابتسم عمرو وتحدث بنبرة مشاغبة بعدما طبع قبلة على جبينها:
-“متشغليش بالك، اعتبري أن اللي في دماغي دي مفاجأة أنا بجهزها عشان أفرحك بس مستني لما أظبطها الأول”.
نهضت مروة هاتفة بحنق وهي تتوجه نحو المطبخ:
-“أنا لو فضلت أتحايل عليك من هنا لحد بكرة عشان تقولي مش هتقول حاجة وهتفضل تاكل بعقلي حلاوة وعشان كده يستحسن أن أنا أقوم أروح أعمل حاجة مفيدة وأخلص اللي ورايا بدل قعدتي جنبك اللي مفيش منها أي فايدة”.
رفع عمرو حاجبيه وأشار نحو نفسه هاتفا باستنكار وهو يبتسم:
-“بقى أنا قعدتي معاكِ ملهاش لازمة!! ده أنتِ طلعتِ فعلا نكدية ومش وش نعمة و…”
لم يتمكن من إكمال جملته بسبب الوسادة التي ألقتها مروة على وجهه، ونظرات التحذير التي صوبها نحوه كانت كفيلة بجعله يلتزم الصمت ولا يتفوه بأي حرف.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
دقت الساعة التاسعة صباحاً في اللحظة التي قررت بها هبة أن تتصل بآية وتخبرها أنها لن تجعل توفيق يترافع عن قضيتها وسوف تقوم بتوكيل محامي أخر حتى يتولى القضية.
أنهت هبة المكالمة وتوجهت نحو المطبخ حتى تعد الفطور ثم جلست تتناول الطعام في هدوء وهي تستمع إلى آيات الذكر الحكيم التي يتم ترتيلها بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي على إذاعة القرآن الكريم.
انتهت هبة من تناول الطعام وقبل أن تحمل الأطباق جاءها اتصال من مالك الذي علم بقرارها من شقيقته وعبر عن ضيقه بقوله:
-“إيه اللي أنتِ عملتيه ده يا هبة؟! مفيش محامي هيقدر يقف في وش صلاح حسين غير توفيق النمر وعشان كده لازم تخليه يمسك قضيتك”.
احتدت نظرات هبة من تصرف مالك الذي أجج شكوكها قائلة بحزم:
-“أنا قررت خلاص يا مالك ومش هرجع في قراري، توفيق مش هينفع يمسك القضية لأنه واحد معندوش ضمير ولا مبادئ وأنا مش بحب أتعامل مع الناس اللي زيه”.
حاول مالك أن يجعلها تتراجع عن هذا القرار الذي أطاح بكل ما كان يفكر به فهو قد ظن أنه استطاع إقناعها بالأمس ولكن يبدو أن حواره معها قد أتى بنتائج عكسية:
-“طيب حاولي تفكري تاني في الموضوع وبلاش تتسرعي”.
هتفت هبة بحدة تنهي بها الجدال الذي تراه بلا فائدة:
-“أنا أخدت القرار ده بعد ما صليت صلاة استخارة وحسيت بالراحة وأكيد مفيش أي حد هيدبر ليا أموري أحسن من ربنا ولا أنت إيه رأيك يا مالك في الكلام ده؟”
هتفه مالك بضيق لم يتمكن من إخفائه:
-“براحتك يا هبة اعملي كل اللي أنتِ عايزاه”.
أنهى مالك المكالمة وهو يلعن هذا الحظ الذي لم يحالفه وأخذ يفكر في طريقة أخرى تمكنه من التخلص من أحمد بعدما فشل في فعل هذا الأمر مرتين، الأولى عندما دبر لأحمد الحادث الذي كاد يقضي على حياته، والثانية عندما حاول أن يقنع هبة بقبول فكرة توفيق.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
رائحة نتنة انتشرت في الأجواء وأزعجت الناس الذين يسكنون في البنايات المجاورة للبناية التي تصدر منها تلك الرائحة.
هتفت إحدى السيدات وهي تشعر بالتأفف:
-“إيه القرف ده، يا ستار يا رب، واضح كده أن فيه قطة أو كلب مات وعفن جوة البيت ده”.
وافقتها سيدة أخرى في الرأي قائلة:
-“عندك حق يا أم لمياء، الريحة فظيعة أوي ولا تطاق ولازم الشباب يدخلوا البيت ويشوفوا فيه إيه بالظبط طالما صاحب البيت مش بيرد على اتصالاتهم”.
تمتمت أم لمياء بضيق وهي تمرر كفها الأيمن على حجابها:
-“استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، أنا مش عارفة بجد إيه الناس دي يعني هو يروح يسافر ويسيب لينا القرف ده وكمان مطنش التليفونات ومش بيرد، المفروض فعلا الشباب يدخلوا البيت ويشوفوا إيه سبب الريحة دي ولما البيه يرجع من سفره ميبقاش يزعل بقى ويتخانق معانا”.
وبالفعل توجه الشباب نحو المنزل حتى يفتشوا عن مصدر تلك الرائحة الكريهة ولكن أوقفهم رجل مسن قائلا بنبرة جادة:
-“استنوا عندكم يا شباب، كلنا عارفين أن الزفت صاحب البيت لما يرجع ويعرف أننا دخلنا بيته من غير إذنه هيعمل مشكلة كبيرة وإحنا مش ناقصين وعشان كده أنا عندي ليكم حل كويس وهو أننا نتصل بالبوليس وهو اللي يجي يدخل البيت ويشوف الريحة المقرفة دي طالعة منين بالظبط”.
اقتنع الجميع بكلام الرجل العجوز وبالفعل اتصل أحد الشباب بالشرطة وأخبرهم أنه يوجد مبنى تفوح منه رائحة كريهة ولا يمكنهم أن يقتحموه بدون إذن صاحب البيت.
حضرت قوات الشرطة بعد فترة قصيرة وبدون أي مقدمات اقتحموا المنزل واكتشفوا المفاجأة التي أصابت الجميع بصاعقة من هول قوتها، فتلك الرائحة لم تكن بسبب وجود جثة حيوان قد تعرض للحبس عن طريق الخطأ ومات من شدة الجوع مثلما توقع أهالي المنطقة بل كانت تفوح من جثة صاحب المنزل نفسه الذي مات فجأة ولم يشعر به أحد.
أخذ الضابط يسعل بشدة بسبب اقترابه من الجثة التي تفوح رائحتها الكريهة ثم التفت نحو العساكر وتحدث بعدما تمالك أنفاسه:
-“اتصلوا بالإسعاف وخليهم يجوا بسرعة”.
أضاف الضابط بضيق وهو يضع كمامة أخرى على وجهه فوق تلك التي وضعها بالفعل عندما وصل إلى المنطقة:
-“لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، المفروض أصلا كانت الإسعاف تيجي معانا من الأول بس إحنا جينا على أساس أنها جثة كلب أو قطة مش جثة بني آدم”.
وبالفعل حضر المسعفون وأخذوا الجثة أمام أعين الناس الذين يشعرون بالصدمة فهم لا يصدقون أن صاحب المنزل قد مات بتلك الطريقة المفاجئة وهو لا يزال في ريعان شبابه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي الزائف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!