روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الجزء الحادي والعشرون

رواية مسافات مشاعر البارت الحادي والعشرون

رواية مسافات مشاعر الحلقة الحادية والعشرون

بعد أن أرسل رحيم تِلك الرسالة إلى مها، ظل مُمسِكًا بـِ هاتِفهُ في يده على أمل تلقِ الرد مِنها، ولم يستطِع أن يجلس حتى بل ظل يجوب الغُرفة يمينًا ويسارًا في قلق تام
لاحظت فرح ذلِك وأشارت لهُ في حديثها قائِلة: مش حاسة إنك مبسوط إننا بعد كُل المُعاناة دي أخيرًا بقينا سوا!
توقف رحيم عن الحركة ووقف أمامها وهي جالِسة على الفِراش وقال بـِ صوت جهوري غاضِب: لا مش مبسوط!! بتتصرفي مِن دماغِك ليه وبتعرفيهُم الحوار بـِ الشكل الحـ|قير دا! معندكيش بـِ رُبع جنيه تفكير فيا وفي موقفي وشكلي قُدام أهلي، أهم حاجة عندِك نفسِك وبس.
وقفت فرح أمامُه مُكتفة اليدين وقالت بـِ غضـ|ب: لا أهم حاجة عندي علاقِتنا اللي أنا مش فاهمة إنت مخبيها عنهُم ليه! أنا ليا حق فيك أكتر مِن سِت مها هانِم اللي الكُل
رحيم بـِ غضـ|ب مُماثِل: بس بقى! متجبيش سيرتها مش كفاية اللي عملتيه!!
كاد بؤبؤي عينيها أن يتحركا مِن مكانهُما مِن شِدة الغيـ|رة، كانت جاحظة النظر لهُ بـِ شكل عفوي لكنهُ مُثير للإنتباه، لم يهتم كثيرًا بـِما تشعُر الأن فـ قد أثارت سخطهُ بـِ فِعلتُها المشينة
جلست مرة أخرى على الفِراش وهي تنظُر في اللاشيء وقالت بـِ نبرة المُدرِكة مُتأخِرًا للحقائِق وأخيرًا: إنت حبيتها ونسيت

 

حُبنا يا رحيم! أنا إزاي كُنت مُغفلة كِدا؟ أنا كُنت فاكرة إن مهما إن كان أنا بس اللي في قلبك، وكُنت فاكرة إن هي اللي بتحاوِل تتقربلك عشان توقعك فيها، أتاريك بـِ الفِعل واقِع! طب طالما كِدا قبِلت تتجوزني ليه؟!
رحيم وضع يدهُ فوق رأسُه وقال: مُمكِن كفاية كلام أهبـ|ل عشان أنا بجد مِش ناقصِك؟ إنتِ مش مستوعبة إنتِ عملتي فيا إيه، إنتِ حرمتيني من عيالي هشوفهُم بمواعيد عند أمي.
شهقات البُكاء توالت داخِل صدرها وهي تقِف وتقول بـِ بُكاء غا|ضِب: كفاية تمثيل بقى، من إمتى بـِ تهتم بـِ ولادك دا إنت رامي حِملهُم على مها طول الوقت، هي اللي فارقة معاك مش هُما! دا حتى أهلك مش فارقين معاك قد ما هي فارقة معاك.
جلست على الفِراش مرة أُخرى وهي تُخفي عينيها بين أصابع يدها وتبكِ بـِ صمت
جلس رحيم بـِ جانِبها ونظر في اللاشيء وقال: ولو قولتلك إنِ بالفِعل حبيتها، هتعملي إيه يا فرح؟
لم ترفع وجهها من بين يديها، بل أخفتهُ جيدًا وعلا صوت بُكاؤها بـِ درجة أكبر.. مِما دفع رحيم إلى إحتضانها مِن كتِفها وضمها لـِ جسدُه بيدُه، وبـِ اليد الأُخرى نظر لـِ هاتِفُه بعد أن أضاؤه بـِ نظرة أمل ورجاء أن ترُد مها.
أما الأخيرة فـ كانت في شقتِها، مُمدة على فِراشِها تبكِ بـِ قهـ|رة، والطفلين نائمين، كانت تخشى أن توقِظهُما بـِ صوت بُكاؤها، فـ غرزت وجهها في الوسادة وإرتفع ضغطها أكثر.. قامت وهي تشعُر بـِ الدوار مِن الضـ|غط وكانت تتسند على الجِدار حتى لا تقع

 

إلى أن وصلت إلى المطبخ، جلست على المِقعد وهي تلتقِط مِن صحن الفاكِهة أمامها موزة تُساعِدها قليلًا على التوازُن.
رن جرس الباب فـ عقدت حاجبيها وهي تدعو الله ألا يكون رحيم
قامت مُجددًا مِن فوق مِقعدها وتحركت بـِ حذر إلى الباب حتى نظرت من العين السحرية وجدت والِدة زوجها
أغمضت عينيها وإلتقطت أنفاسها ثُم قامت بـِ فتح باب الشقة وهي تُجفِف عينيها مِن الدموع قالت بـِ أدب: إتفضلي يا ماما.
نظرت لها والِدة رحيم بـِ شفقة وهي تدخُل الشقة وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكُم يا أهل الدار
أغلقت مها الباب خلفها وجلست أمامها في الصالة
مها بـِ صوت مُترنِح مِن كثرة البُكاء: تشربي شاي ولا قهوة..
سحبتها والِدة رحيم مِن يدِها لـِ تُجلِسها بـِ جانِبها وهي تقول: إقعُدي بس عوزاكِ في كلمتين.
جلست مها بـِ حُزن وهي تنظُر لـِ الأرضية، بينما قالت والِدة رحيم: أنا مش جاية أواسيكِ وأقولك كلام يريحك شوية وهو مش حقيقي، رحيم عنيد ومش عارف هو عاوز إيه، ودائِمًا لما كُنا بـِ نحرِمُه مِن حاجة كان يعمل العمايل عشان ياخُدها، وأول ما يوصلها يسيبها، بس إنتِ غير يا مها.. أنا مشوفتش إبني مرتاح مع حد قد ما شوفته مرتاح معاكِ في الفترة الأخيرة، جايز في البداية كان تعامُله معاكِ سيء عشان إجبا|رنا ليه يتخطى فرح بعد خطوبتها عمدًا عشان تِكسـ|ر قلبُه، لكن بعد كِدا واثقة إنُه حبِك.

 

رفعت مها رأسها ونظرت إلى والِدة زوجها بـِ عينين كـ النافِذة التي أمطرت السماء عليها: لو بيحبني أو حبني بعد كُل دا، مكانش راح إتجوزها دلوقتي.. رحيم كُل مشاعرُه ناحيتي شعور بـِ الذنب مش أكتر، وأنا عاوزة أعفيه من الشعور دا، ياريت يا ماما تفهميه إن الإنسان مينفعش أبدًا يكون أنا|ني وياخُد كُل حاجة، هو كان طول الوقت معيشني في ضغط إنُه أُجبر عليا وإتحرم مِن فرح، دلوقتي هي بقت مراتُه رسمي وليهُم شقتهُم، ياريت يسيبني أنا في حالي وكفاية أوي لـِ حد كِدا.
تنهدت والِدة رحيم ولم تنطُق مُجددًا، فـ مها مُحِقة في كُل ما قالتهُ، لِذا قامت والِدة رحيم وهي تتنهد وقالت: طب على الأقل متقاطعنيش أنا والحاج، لو مش حابة تقابلي رحيم خالص هـطلعلك أنا أقعُد معاكِ ومع الأولاد.
جففت مها وجهها وهي تقول: دا إنتِ تنورينا دا في الأول والأخر بيتكُم.
والِدة رحيم: لا يا بنتي دا بيتك وبيت ولادِك، ومحدش يقدر يضايقك بعد كِدا، هنزل أنا عشان عمِك الحاج مبيقدرش يقعُد لوحدُه المُدة دي كُلها.
ودعتها مها وأغلقت باب الشقة وهي تستنِد عليه وتلتقِط أنفاسها، كُل ذلِك الخر|اب كان يُثقِل صدرها تجاه كُل شيء، ذهبت لـِ غُرفتِها مرةً أُخرى حتى لا تستمِع إلى
المزيد مِن المُبررات الواهية عن زوجها.
* داخِل شقة سليم ونجمة
نجمة وهي عاقِدة حاجبيها: اللي مضايقني إنها سِكنِت هِنا في العُمارة، بجد بنت خالِتكُم دي شيطان رچيم
فرك سليم عينُه وقال بـِ هدوء: نجمة.

 

إلتفتت لهُ ونظرت بـِ إستغراب لإن نبرتُه كانت جدية حزينة نوعًا ما وقالت: مالك في إيه؟ للدرجادي جواز أخوك مأثر فيك؟
قام سليم وهو يچوب الغُرفة وإزدرد لُعابه ثُم قال: عاوزك تستمري فترة كمان على، على حبوب منع الحمل.
إرتجف چفنها وهي تنظُر لهُ ثم إبتسمت إبتسامة سريعة وعاد وچهها لـِ طبيعتُه وقالت: أنا قولت أبطلها عشان حرام يكون في مقدرِتنا نخلِف وأنا أفضل موقفة، مش فاهمة طلبك الغريب؟
أرجع سليم خُصلات شعرُه للوراء ثُم تنهد قائِلًا: معلِش أنا كِدا هكون مرتاح
وقفت نجمة وقالت بـِ غضب: طب راحتي أنا فين مش فاهمة؟ مع نفسك قررت إنك مش عاوز تخلِف وجاي تبلغني بالقرار دا!
أمسك سليم كتفيها بين يديه وقال: إفهميني، أنا مش حاسس إني هكون أب كويس للطِفل دا لما ييجي، مش عارف جايز نختلِف أنا وإنتِ، جايز منكملش..
توقف عن الحديث عندما إستمع لـِ شهقة خافِتة فلتت من شفتيها، رفع عينيه بـِ عجز ونظر لـِ عينيها، لـِ تقول نجمة بِصوت باهِت: هو إنت برضو عندك حبيبة قديمة مش هتقدر تنساها، فـ دخلت معايا في العلاقة دي؟ يعني أنا ساذجة لدرجة إني مفكرة إني إتجوزت عن حُب!
سليم وهو عاقِدًا حاجبيه: مش علاقة قديمة ولا حاجة..

 

نجمة: أومال إيه؟ حُب من طرف واحِد!
لم يُجِبها سليم، ووقفت هي تُصارِع أفكارها الخائِبة المُشتتة.
* في شقة مها
كانت تقوم بـِ تغيير أغطية الفِراش وهي شارِدة، إستمعت لـِ صوت باب الشقة يُفتح ويُغلق..
خرجت بـِ هدوء حذِر مِن الغُرفة وهي تتلفت حولها لـِ تجِد رحيم يقف في مُنتصف الصالة وعِندما رآها قطع المسافة بينُه وبينها قبل أن تصرُخ، واضِعًا يد على خصرها والأخرى أغلق بِها فمها وهو يقول: إهدي يا مها، لازم أتكلم معاكِ، برضاكِ غصب عنك لازم تفهمي مشاعري! وأنا عملت كدا ليه!
كانت عيناها مُتسِعة أمام عينُه، تمالك نفسه بـِ صعوبة حتى لا..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!