روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثامن 8 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثامن 8 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثامن

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثامن

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثامنة

فـي غيـــــابــــك .. ..
تـفـوح الأرض شـوقـاً لك …
وتـمتـلئ السمـاء بـعبـق رائحتـك….
وتـنهـال روحى مـطـراً على قلبك..
وأبحث عنـك فى الزوايـا
أسـأل الأشواق عنـك …
والشـوق ينقـلنـى إليـك…
أفتقـدك جـداً
كـأنـك الشمس….
حيـن تغيب يـعـم الظـلام أرجـائـى
ويسـكن الخـوف عـروقـى
ويـدب السكـون فى قلبى
ويشتعـل فى داخلـى الشـوق لك…
يونس البنداري
❈-❈-❈
ظلت كما هي لبعض اللحظات …تراجع حديثه منذ خطوبتها حتى آخر لقاء ..ضغطت على فستانها وهي تهز رأسها رافضة حديثه
– وأنا عايزك دايما تكرهيني ،ولو جه في يوم قلبك عذرني دوسي عليه بجزمتك..وتذكرت حديث آخر
– متخلنيش أكره أخويا،بلاش تعاقبيني بالطريقة دي ،وكلمات أسما
– تعرفي بحس إن راكان بيحبك ياليلى …نهضت تدور حول نفسها في الغرفة ،وأشتعل غضبها منه بصورة كبيرة وبدأت تهذي لنفسها
– معقول فيه واحد بيحب واحدة ،وكل شوية رايح جاي مع واحدة تانية ،تذكرت نظراته لها أطبقت على جفنيها بقوة
– لازم يكلمني بصراحة ،ميخلنيش هتجنن كدا ،ماهو لازم يتكلم مش معقول مستنيني اتكلم ،
كانت تمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى ترحم عقلها من تلك الحرب التي أحست بسببها بصداع يفتك رأسها
جلست تمسح على وجهها وتحاول أخذ أنفاسها بهدوء
– ليلى لازم تفوقي قبل ماتوقعي ومتعرفيش تتطلعي تاني ، أنا حقيقي مش هستحمل أكون مع أخوه وهو قدامي
ظلت تتنهد تنهيدات منحسرة تخرج مع الهواء
وكلما تذكرت إعتراف سليم بحبها تكاد تجن ..تذكرت حينما كانت تعتلي الحصان وحاوطها بذراعيه ..وحديثه
– طيب لو وقعتي دا مش هقدر أستحمله ..أحاديث كثيرة ونظرات اكثر بدأت تضرب عقلها بقوة ..صاحت لنفسها بغضب
– لازم تتكلم ياراكان ،لازم تقولي ليه كنت قريب مني وفجأة بعدت كدا .
تحركت للخارج وعزمت أمرها أنها ستنهي خطبتها من سليم ولكن عليها إستماعه حتى لو كلفها الأمر ..خرجت تسأل عنه السكرتيرة
– الأستاذ راكان خرج من الشركة ..هزت رأسها بالنفي وتحدثت :
– فيه واحدة جاتله وسألت عليه وهو راح معاها غرفة الأجتماعات …قالتها منى السكرتيرة .. خطت بأقدام سريعة وهي عازمة إنها لم تتركه حتى تعلم مابه …
قبل قليل خرج من غرفة مكتبه بغضب جحيمي بعد حديثه معها، ولكنه أصطدم بأحدهما ..جحظت عيناه فهمس
– “حلا” طالعته بإشتياق ..واقتربت تلقي نفسها بين ذراعيه
– وحشتني أوي حبيبي..أخرجها بعنف ودلف بها لغرفة الأجتماع يدفعها بقوة
– بلاش شغل الراقاصين دا .. إيه اللي فكرك بيا بعد السنين دي …دنت منه تطوق عنقه
– دي مقابلتك لحبيبتك بعد السنين دي كلها
دفعها بقوة بعيدا عنه:
– إياكِ تلمسيني تاني ياحقيرة ثم تهكم ونظرات نارية يود لو يحرقها بها فتحدث :
– حبيب مين ياأستاذة حلا ؟
دنت منه وهي تتلاعب بقميصه ،تستخدم أسلوب أنثوي ماكر كعادتها
– إيه ياراكي نسيت أول حب وأول دقة قلب
أحس بارتفاع دمه من تلك الشمطاء ،لم ينقصه سوى رؤيتها ،مسح على وجهه بعنف كاد أن يقتلع جلده ،ثم زفر بغضب و اتجه إلى المقعد وجلس ف قام بإشعال تبغه ينفثه ويحرقه كما يحترق صدره من تلك الرقطاء .صمت وهو ينظر إليها بخبث فأردف
– قصدك ايام ماكنت أهبل ومفكرك بني آدمة ،ولا يوم مافكرتك محترمة وتستهالي واحد زي راكان اللي بعتيه بشوية فلوس
سحب نفسا طويلا من تبغه ومازال يطالعها ثم نفثه بهدوء وتهكم ساخرا بحركة من شفتيه تمنى لو يطبق على عنقها ويلقيها صريعه
تحير عقلها فيما ماستفعله معه ..ولكنها لم تيأس
..فدنت تطبع قبلة سطحية على خديه ..دفعها حتى ارتطدم جسدها بحافة مكتبه ثم رمقها بنظرات نارية :
– شكلك عايزة ادفنك مكانك ،قولتلك بلاش شغل الرقاصين دا ،تصنعت البكاء أمامه
– ياااه ياراكان دا قلبك أسود ولسة شايل ،مع إني حاولت كتير معاك ،وانت زي ماأنت كأني قتلتلك قتيل
زفر بإختناق من سماع صوتها تمنى لو أصاب بالصمم حتى لا يسمع صوتها البغيض ..فاعتدل متكأ على مقعده وهو يطالعها بنظرات ثاقبة
– بت هاتي من الأخر اصل ورحمة أمي ادفنك مكانك …إيه اللي فكرك بيا وليه بتحسسيني إني ببكي على أطلالك . .
– سليم اللي اتصل بيا وخلاني أجي ..
توقف بجسد متصنم يعيد كلماتها بذهنه ،يحدث حاله
– ليه سليم يبعتها وهو عارف إنها أكبر قلم في حياته ،لا أكيد فيه حاجة ..أستغلت شروده وأقتربت تطبع قبلة على شفتيه،حتى تعيده بطرقها التي كانت تستخدمها معه قديما…بدأت تحادثه من بين قبلاتها عله يلين وترجع عشقه المدفون كما ظن لها
– نسيت حلا حبيبتك ياراكي ..نسيت أجمل أيام …في تلك الأثناء فُتح الباب ودلفت ليلى وهي تتحدث
– راكان ممكن . ..ولكن تجمدت الحروف وتوقف دوران الأرض حولها وهي تشعر بتمزق كل أعضائها حينما وجدت إحداهن تقبله وهو يناظرها بهيام
رفع بصره للتي أقتحمت المكان وكأنها صاعقة ضربته بقوة ..أظلمت عيناه وارتسم بها نظرة قاسية ،فأردات الهرب من نيران نظراته ،ومن قلبها المتألم الذي جعلها على حافة الهاوية مما رأته ،نعم سمعت الكثير عن نزواته ،ولكن أن ترى أقسى بمراحل من أن تسمع
نصب عوده وأزاح حلا من طريقه وهو يتوجه إليها متسائلا :
– عارف إنك خطيبة سليم لكن دا ميدلكيش الحق تدخلي كدا بدون إستئذان
كانت تنظر إلى الفراغ بعينان تقطران ألمًا وملامح يكسوها الحزن والألم في آن واحد ..خطى حتى وصل أمامها وأمال بجسده يطالعها مستهزئا
– إيه القطة أكلت لسانك ..رفعت نظرها إليه فابتسم وهو يتراجع للخلف
– إنتِ هنا شغالة زيك زي أي حد وميدكيش الحق أنك تدخلي مكان وخصوصا أكون فيه من غير إذن ..لم تحيد ببصرها عنه تستمع إليه بملامح جامدة لا تعكس مايدور في نفسها من ألم حاد مما رأته منذ لحظات وحديثه الذي شطر قلبها
اقتربت حلا منها وهي تطالعها بتقييم
– مين دي ياراكي ،لا متقولش دي خطيبة سليم عقدت حلا ذراعيه أمام صدرها واستدارت إلى
راكان
– بس حلوة ،فعلا سليم عرف يختار…إستدارت ليلى لتتحرك ولكنها تسمرت بمكانها عندما صاح
– آستني عندك ..كورت كفيها وهي مازالت تواليه ظهرها
– هتمشي من غير ماتتأسفي على دخولك المكان من غير إذن
أستدارت ببطئ وهي تحرقه بنظراتها ثم تحدثت بألم يعتصر ماتبقى من روحها
– آسفة ياحضرة المستشار، ثم اتجهت لحلا
– آسفة يامعرفش إسمك إيه ..منع أبتسامة كانت تشق ثغره من الغيرة التي رآها بعيناها
حمحم ونظر إليها
– كنتِ عايزة إيه ؟ إيه اللي حصل يخليكي تدخلي بالطريقة دي ..ابتعلت ريقها بصعوبة وتحدثت :
– كنت جاية أسأل على سليم …قالتها ثم تحركت سريعا دون حديث آخر
تصلبت أنظاره للمكان الذي خرجت منه بعد إلقاء كلماتها ونظراتها التي شعر بها كالماء الساخن الذي يحرق جسده ….أخرجته من حالته تلك التي اتجهت تجلس أمامه وتحتوي كفيه بين راحتيها
– راكان وحشتني ،لازم نتكلم ،أنا جاية أتأسفلك على كل اللي حصل ..انسدلت دموعها
– معرفتش قيمتك غير لما بعدت عنك
اعتدل بجلسته يميل بجسده مستندا على مرفقيه للأمام يطالعها بنظراته المستهزئة
– اسمك إيه قولتيلي ..هز رأسه وأكمل حديثه بإهانة
– أي إن كان اسمك إيه ميهمنيش ..جيتٍ المكان الغلط للأنسان الغلط
توقفت غاضبه وصاحت
– إيه ياراكان مابراحة اللي يشوفك كدا مايقولش كنت هتموت عليا زمان
– أطلعي برة ،قالها بهدوء رغم مايشعر به ..دنت منه وتحدثت
– مش هخرج غير لما تسمعني !!
احتدت نظراته وتحولت عيناه للون الأحمر ثم توقف يجذبها من رسغها ويدفعها بقوة خارج المكتب
– برررررة ،قالها بصراخ وأشار بسبباته
– لو جيتي هنا تاني اقسم بربي لأسجنك ودلوقتي لو خايفة على نفسك أمشي من قدامي
❈-❈-❈
عند ليلى تحركت بوهن كأنها تسير بأقدام عارية على نيران تلتهم قدميها دون رحمة ..ولكنها تسمرت بمكانها عندما وجدت نجوى وهي تضم نورسين والسعادة تتجلى على وجوهما
– لا طلعتي مش قليلة يانور ،،أرفعلك القبعة بجد ياأذكى مهندسة ..توقفت ليلى وكأن الأرض تسحب من تحت قدميها حينما وجدت نور تضع يديها على أحشائها
– فرحانة أوي يانجوى ،لازم أروحله وأخبره …أمسكت كف نجوى وهي تتسائل
– تفتكري راكان هيفرح لما يعرف هيجيله ولد ،بجد أنا الفرحة مش سيعاني ،لما الموضوع يخص راكان نفسه بكون أسعد واحدة في الكون
وضعت كفيها مرة أخرى وتحدثت كأنها بتكلم جنينها
– عارف بابي هيفرح أوي علشان آخر مرة قالي نفسي في بيبي
تجمدت ليلى بمكانها وحاولت تتحرك ولكن كأن قدميها شُلت ..ظلت لحظات تحاول أن تتنفس عندما أحست بإنسحاب الهواء من المكان بالكامل …خطوات ضعيفة واهمة بجسد مأنون بجميع خلاياها إلى أن وصلت مكتبها ..جلست بجسد مرتعش وقلب يأن وجعا حتى شعرت بألم ينخر عظامها ..انسدلت دموعها كالشلال ..شهقات مرتفعة خرجت من فمها وهي تضع يديها تكتمها
– شوف ياقلبي وصلتنا لفين ..شوف وحس بالوجع علشان متديش نفسك أعذار له
دلف سليم بتلك الأثناء تسّمر بوقوفه من حالتها التي ظهرت عليها لحظات فقط ثم أسرع إليه وجثى على ركبتيه أمامها
– ليلى حبيبتي مالك ،وليه الدموع دي ؟!
شهقت شهقات مرتفعة عندما لم تعد تسيطر على آلامها ..ضم وجهها يزيل عبراتها بأنامله
– حبيبتي إهدي مالك إيه اللي حصل ؟!
لأول مرة تشعر بالضعف ،لأول مرة تحتاج لمن ترمي عليه آلامها دون عتاب ،ولكن لمن تخبر بما يعتليه صدرها من آلام قلبها ..اطبقت على جفنيها تحاول السيطرة على بكائها ..فتحدثت من بين شهقاتها
– سليم عايزة أروح ؛ممكن تروحني !!أمسكت كفيه ونظرته بدموعها الحارقة لوجنتيها وتحدثت بصوت باكي
– سليم أنا بموت روحني لو سمحت
أومأ رأسه سريعا وهو يجذبها من ذراعيها ..حاولت أن تسير بجواره ولكنها لم تقو، أختل توازنها وكادت أن تسقط لولا ذراعيه التي حاوطها بها ..ضمها من خصرها متجها للخارج
عند راكان شعر بتأنيب الضمير عندما تذكر نظرة الألم في عينيها ، ولكن لماذا تفعل بهما ذلك
توقف يدور حول نفسه بالغرفة كأسد جائع ،ثم تحرك للخارج ينوي المغادرة من ذلك المكان الذي أصبح يطبق على عنقه
سارت ليلى بجوار سليم بجسد مؤلم مرهق لا تشعر بما يدور حولها ،ثقلت رأسها ولم تشعر إلا وهي تضعها على كتف سليم الذي يحاوطها بتملك …رآهما من بعيد ..يد سليم التي تضم خصرها ورأسها التي وجدها بأحضانه
لم يكن يعلم أن رؤيتهما بتلك الحالة حقيقة موجعة ..تنفس بتثاقل وكأن جمرا يطبق على صدره ..ظل يراقب تحركهما بقلب يقتلع بأنين من ضلوعه ..حاول أن يتحرك خلفهما وكأنه لم يراهما ..ظل يسير بخطوات ظاهريا ثابته ولكنها ضعيفة هشة لمن يقترب منه
وصل إليهما ولم يفصل بينهما سوى خطوة عند دلوفهما للمصعد ..أمسك هاتفه الذي أعلن رنينه وأجاب
– ايوة ياحمزة ،لا هسافر على طيارة بكرة بالليل نظر لساعة يديه واجابه
– تمام نص ساعة وأعدي عليك قبل الجلسة ،ولكنه تسمر بمكانه ودقات عنيفة عندما استمع لصيحات سليم بأسمها حين هوت من بين يديه كورقة شجر بالخريف …أغلق الهاتف سريعا واتجه إليهما والخوف يتفشى بأوردته حينما وجدها بتلك الحالة ،هو لم يعلم بتعبها ،تخيل ضمها له كضمة حبيب
جثى سليم يرفع رأسها ويضرب بخفة على وجهه
– ليلى حبيبتي فوقي إيه اللي حصل ؟ جلس راكان بمقابلته ودقاته العنيفة بصدره كحلبة مصارعة ،رفع بصره إلى سليم وسأله بصوتا متقطع
– إيه اللي حصل مالها ؟! قالها بلهفة محب وهو يفترسها بنظراته يود لو يحملها ويضمها لصدره
قام سليم برفعها بين ذراعيه وتحدث
– شغل الاسانسير هوديها للدكتور ،دي مابتفوقش أبدا ..قالها وهو يضمها لأحضانه ويطالعها بخوف …أشار راكان إليه بيده
– إهدى هناخدها …قالها وهو يضغط على زر المصعد الذي هبط للأسفل
فتح باب المصعد سريعا ..والتقطها من يدي سليم الذي شحب وجهه كالموتى ..وصرخ بإسمه :
– سليم فوق ممكن يكون أرق مفهاش حاجة ..هات العربية بسرعة ،قالها بصوتا مرتفع حتى يفيقه من حالة اللاوعي الذي أصبح عليها
تحرك أمامه سريعا متجها لسيارته ..أما الذي وقف يطالعها بنظراته ويهمس بأسمها وقلبه ينزف من الألم من حالتها
– ليلى فوقي …أنا آسف مكنش قصدي ،وصل سليم بالسيارة وترجل سريعا للخلف يضمها بين ذراعيه ..واتجه راكان لمحل القيادة ..وصل المشفى خلال دقائق ..ترجلا سريعا مطالبين بالفراش النقال
وضعها سليم بحذر كأم تخشى أن يصيب وليدها بأذى ..أمسك كفيها الذي أصبح باردا وضمه بين راحتيه وهو يتحدث إليها
– ليلى حبيبتي..افتحي عيونك طمنيني عليك ..قالها وهو يسرع بجوار الفراش الذي ادخلوه المسعفين لغرفة الكشف
❈-❈-❈
في مزرعة يحيى الكومي
كانت تقوم بقص بعض الشجيرات أمام الملحق الذي تستقر به وتستمع لغناء كوكب الشرق “بعيد عنك حياتي عذاب” ..وصل إليها يحيى والد نوح وتحدث
– صباح الخير ياأسما …وضعت المقص التي تقص به وأستدارت ترسم أبتسامة على شفتيها
– صباح الخير يادكتور ..عقد كفيه خلف ظهره وهو يتجه يجلس أمامها
– حبيت أشكرك يابنتي ..أنا سمعتك وإنتِ بتتكلمي مع نوح وتقنعيه إنه يخطب ،صمتت برهة تحاول جمع شتات نفسها ،ثم اتجهت تجلس بمقابلته :
– حضرتك أنا معملتش حاجة، ادتله نصيحة مش أكتر وهو واعي مافيه الكفاية أنه يقدر يرسم حياته
أومأ برأسه وابتسم لها ثم أخرج من جيبه ورقة وأعطاها لها
– دا شيك وقبل ماتتكلمي مش تمن للي عملتيه لا دا تقديرا للي عملتيه الفترة الأخيرة في المزرعة ،وأنا لسة عند وعدي ليكِ،والدك مستحيل يقرب منك ،وعلى مااعتقد دا شوفتيه خلال الفترة اللي فاتت
أخذت نفسا وطردته بهدوء ثم رفعت بصرها وهي تمد يدها بالشيك
– “آسفة” مش هقدر أخده ،حضرتك بتديني مرتب كويس ،الشيك دا مش من حقي ،وحقيقي أنا متشكرة لمساعدتك ليا يادكتور
وصل نوح إليهما ،وزع نظراته بينهما ينظر للشيك الذي بيدي أسما
– فيه حاجة يابابا؟! تسائل بها نوح
توقف يحيى وهو يضع الشيك أمام أسما على الطاولة ،اتجه إلى ولده :
– لا كنت بطلب من الباشمهندسة حاجة ..ربت على كتفه وينظر لهيئته المنمقة ثم تحدث
– إنت خارج ولا إيه ..مش النهاردة أجازة
أيوة خارج مع رغدة هنقضي اليوم مع بعض برة ..حضرتك عارف سفر لميا لخبط الدنيا وكان المفروض نخرج بعد الخطوبة لكن ظروفي مسمحتش ،قالها وهو يطالع أسما بهدوء …بللت حلقها مستجمعة قوتها ثم استدارت
– خطيبتك حلوة يادكتور ياريت تحافظ عليها مش تبقى زي غيرها ..وافقها يحيى الرأي فتحدث
– علشان كدا بقول مفيش داعي نأجل الفرح يانوح ..يعني شهر وكل حاجة تتم ..انزلت بصرها للأسفل عندما ترقرق الدمع بعيناها ..حاولت تقاوم نيران قلبها الملتهبة عاجزة عن إرتعاشة جسدها عندما اقترب نوح ووقف بجوارها ورائحته التي تسربت لخلايا جسدها
تحرك يحيى عندما قاطعهم رنين هاتفه ..جلس على المقعد يطالعها بنظرات ثاقبة
– رغدة حلوة مش كدا ..ولكن نهضت سريعا
– دكتور يحيى نسيت حاجة معايا ثم اتجهت سريعا وجلست بمقابلته تعقد ذراعيها أمام صدرها
– كنت بتسألني على رغدة…ابتسمت تنظر إليه ثم دنت وأجابته
– حلوة وجميلة يانوح وربنا يسعدك معاها جذب ذراعها يجز على أسنانه
– لحد أمتى هتقهريني كدا، لحد أمتى هدوسي عليا ياأسما ..كانت تقاومه بشدة فرفعت بصرها ونظرت داخل مقلتيه
– نوح أحنا مننفعش لبعض ،ينفع السلطان يتجوز جاريته ..
صاعقة ضربته بقوة ورغم عنه هز رأسه بالنفي من حديثها
– أكيد مجنونة ياأسما ،مستحيل تكوني أسما اللي حبتها ..احتضن كفيها بين راحتيه
– أسما أنا بحبك ..ومش شايف نفسي مع غيرك
أسما احكيلي إيه اللي حصل وغيرك كدا ..
مس كيانها بكلماته ورغم ذلك سحبت كفيها وتوقفت تواليه ظهرها
– هتتأخر على خطيبتك يادكتور ..تجمد جسده وهو ينظر لظهرها لقد احرقته بكلماتها ..اشتعل الغضب بداخله فاقترب يجذبها بعنف
– وحياة حبي ليكِ ياأسما لأوجع قلبك ووعد مني قبل نهاية الشهر لأكون متجوز وأكون ملك ليها وحدها
❈-❈-❈
بقصر أسعد البنداري
دلفت زينب تحمل طعامها وابتسامة تتجلى على ملامح وجهها …وضعت الطعام على طاولة بجوار فراشها واتجهت تمسد على خصلاتها الشقراء المموجة
– حبيبتي قومي ياله علشان تاكلي وتاخدي دواكي.. فتحت جفونها بتثاقل وتحدثت بصوتا مفعم بالنوم
– ماما ماليش نفس ،عايزة أنام لو سمحتِ…جذبت زينب الغطاء وصاحت بصوتا مرتفع
– لا هتقومي وتاكلي وتاخدي دواكي … سحبت نفسا وحاولت تهدئة نفسها فجلست بجوارها
– أنا زعلانة منك ومش زعلانة بس لا إنتِ صدمتيني فيكِ،كنت مفكرة خروجك مع يونس ماهو إلا ابن عمك ،لكن توصل لعلاقة بينكم ومعرفش مدى العلاقة دي ،فكدا خيبتي ظني فيكي للأسف ياسيلين
أحرقتها كلمات والدتها ..فنظرت للأسفل وترقرق الدمع بعيناها :
– آسفة ياماما ..عارفة أنا زعلتك إنت وراكان ،رفعت نظرها وانسدلت عبراتها
– أنا حبيته ياماما ..كنت مفكرة هيصون قلبي لكن للأسف مع أول عاصفة لعلاقتنا ،أصبحت كسراب ..احتوت كف والدتها وقبلته
– وعد مني ياماما مستحيل أدخل في علاقة غير مشروعة مع حد تاني ،ودا وعد من سيلين البنداري
جذبتها زينب لأحضانها وطبعت قبلة فوق خصلاتها وأردفت بحنو
– وأنا واثقة فيكِ ياحبيبة ماما ،ياله قومي افطري علشان ننزل الحديقة تحت الجو حلو والشمس جميلة تاخدي منها فيتامين دال بدل الفيتامينات اللي عمال تبلبعيها دي
بعد فترة استندت على والدتها كالتي تتعلم السير وتحركت للأسفل ..جلستا أمام المسبح ويتحاكون لفترة ثم أمسكت زينب مصحفها لتقرأ وردها ،أما سيلين كانت تتصفح هاتفها ..توجهت عايدة إليهما ونظرت بخبث إلى سيلين
– ألف سلامة عليكِ ياسيلي ،آسفة جت متأخر إنتِ عارفة مشغولة بتحضير الحفلة ،بكرة أن شاءالله كتب كتاب سارة ويونس
ابتسمت سيلين وحدثتها
– ولا يهمك ياأنطي ،وألف مبروك لسارة ،ربنا يسعدها ..جلست بجوار زينب التي كانت أغلقت مصحفها وطالعت عايدة
– طيب ياحبيبتي مش عايزين نشغلك ،أكيد مشغولة علشان الحفلة ،وشكرا لتعبك وجيتك لسيلين ،ربتت على ساقيها وتحدثت بمغذى
– من رأيي تعملوا فرح متعرفيش بكرة في إيه .. الله يكون في عون سارة هتفضل عايشة حياتها كلها على مهب الريح
جحظت أعين عايدة فرمقتها بنظرة غاضبة وتحدثت
– تقصدي إيه يازينب ..تدراكت زينب توترها فقالت بثقة
– أنا قصدي إرتباطها بيونس ،أصل اللي زي يونس دا علاقاته هوائية ،شوفتي راكان ابني كدا أهم فولة واتقسمت نصين ،بس الفرق بينهم أن راكان مابيتلاعبش ببنات الناس ،حتى وقف راجل قدام جده ومفيش حاجة هزته وقاله لا ..أنا يوم مااحس اني قد العلاقة ،أنا اللي اختار شريكة حياتي
قوست فمها وضربت كفيها ببعضهما
– مع إني متأكدة مفيش ست هتهزه ،أصل اللي زيه صعب يلاقي بنت تقدر على قلبه وتخليه يرضخلها
كانت عايدة تستمع إليها وكل إنش بجسدها يشتعل بنيران تكويه بالكامل..ظلت تنظر إليها ببغض شديد وقطعت صمتها
– يونس مش زي راكان ،لحاجة بسيطة بس، أن يونس مفيش واحدة خانته وسابته يوم فرحه قالتها بنبرة شيطانية ..ابتسمت زينب وهزت رأسها بالموافقة
– عندك حق فعلا آه راكان عنده عذره إنه يكون هلاس كدا ،لكن يونس ماتخنش ياترى بيعمل كدا ليه ..أيكونش طبع الخيانة في دمه ،ومبحبش يستقر على واحدة
هبت عايدة واقفة وصاحت بغضب
– أنا عارفة أنك بتقولي كدا من حرقتك علشان ساب بنتك وراح للملكة ،مش كدا
قالتها وهي تنظر إلى سيلين بتفشي…رسمت سيلين ابتسامة على وجهها رغم إحتراق صدرها وأجابتها
– غلطانة ياانطي عايدة ،أنا والدكتور يونس مفيش بينا غير علاقة قرابة فقط..ولو عليه هو هيموت وأوافق نرتبط ،لكن أنا رفضته ،لأنه غير أمين عارفة ليه غير أمين ياأنطي
ابتسمت بسخرية وأكملت
– يوم خطوبته ساب سارة وجه يعترفلي بمشاعره ،ولو مش مصدقة إسأليه أهو وراكي
قالتها سيلين وهي تنظر لمقلتيه بغرور أنثى حاول أحدهما تحطيمها …استدارت عايدة ترمقه ولكمته بصدره
– صحيح اللي سيلين بتقوله دا يايونس..تحرك يونس متجاهلا صيحات عايدة وامال بجسده يضع ذراعيه على المنضدة أمامها
– عاملة إيه النهاردة ؟ حركتي رجليك ،بقيتي كويسة ..كان يطالعها بنظرات مشتاقة ود لو يضمها لأحضانه
– يووووونس ..صاحت بها عايدة ..لم يعريها أهتماما وظل يطالع سيلين ..لكزته زينب
– رد على أم خطيبتك يادكتور .. ثم نهضت وهي تحاوط سيلين بيديها حتى يدلفوا للداخل
– ياله حبيبتي الجو غيم ،وشكله هيمطر ..توقفت عايدة وهي توزع النظرات بينهم
– مش لما يونس يكذب بنتك يازينب ..
ضيق يونس عيناه وجذب سيلين يحاوطها مردفا
– إسندي عليا حبيبي…دفعته بكل شراسة وصاحت بغضب
– إياك تلمسني ،ابعد عني مش طايقة ريحتك
جاهد نفسه حتى لا يصفعها على شفتيها وجذبها لأحضانه ليذيقها من عشقه ماألذ لها ..أطبق على جفنيه وسحب نفسا طويلا وهو يحدث نفسه
– الحمقاء عديمة الشعور تعلم جيدا أن القتل في قانون عشقها مباح ولا يجوز الأبتعاد عنه حتى لو كلفه الأمر حياته
جذبته من كتفه عايدة
– سيلين بتقول إنك سبت خطيبتك يوم خطوبتكم وجيت تعترفلها بحبك
وضع يديه بجيب بنطاله وهو ينظر لزينب وتحدث بثقة
– وهي قالت حاجة مش معروفة ،طيب ماانتوا كلكم عارفين ،ليه بتحسسيني انك متفاجأة ..دنى وهمس لها
– بحبها ياطنط عايدة وخطبت بنتك علشان أرتاح من الزن مش أكتر …جحظت عايدة من حماقته
ابتسمت زينب بتشفي ثم تحدثت
– وحبك مرفوض يادكتور …قالتها ثم تحركت ولم تتحدث تحاوط ابنتها حتى لا تضعف من كلماته ..
امال بجسده وهمس بجوار اذن سيلين
– لو كان حبي لكِ بالكلمات لجف اللسان عن التعبير ..ولكن حبي لك بالوريد والشريان …أحبك بل أعشقكِ يامن تربعتي على عرش قلبي …إياكِ تنسي حبي ليكِ ياسلي …وحد يقربلك وحياتك عندي اموتك وأموته واموت نفسي ..مسمعتيش عن ومن الحب ماقتل …أهو دا حب يونس ولازم تتقبليه
اقتربت زينب حتى تسمع مايقوله ولكنه رفع رأسه وتحدث بمغذى
– هنقعد مع بعض ياطنط زينب ونفتح دفاترنا
رمقته زينب ثم إجابته
– الدفاتر تتفتح للي يصون العهد يادكتور …وصل توفيق إليهم وهو يرمقهم بنظرات تفحصية فأردف متسائلا
– بتعمل إيه يايونس هنا ،مش وراك عيادة ،خلص اللي وراك علشان حفلة كتب الكتاب بكرة …تحرك يونس ولم يجيبه ،فاستدار إلى زينب
– جهزي اوضتي هاجي ابات عندكم كام يوم ..وانتِ ياعايدة ،خلي جلال ينزّل خبر كتب كتاب يونس على بنت عمه في المواقع كلها
تحركت زينب وهي تجذب ابنتها التي شعرت بآلامها دون أن تجادل أحدهما. ..أما عايدة التي وقفت تتآكل من الغيظ من كلمات يونس..فجلست بجوار توفيق وبخت سُمها
– شوفت ياعمي جيت لقيت زينب بتوز يونس انه مايكتبش علي سارة ،علشان بنتها
تهكم بسخرية أجابها :
– متخافيش مش بعد اللي عملته دا كله تقدر توقف قدام توفيق البنداري ،ولو نسيته افكرها بيه ،أنا اللي مصبرني عليها ..أخد اللي عايزه من ابن الألمانية مش أكتر
كحية رقطاء دنت منه وأكملت
– اللي يوجعها قوي ياعمي ان راكان يكرهها ،دا هتكون خبطة بموتة ..
أومأ برأسه مردفا:
– مش دلوقتي، الأول افوق سليم من البنت اللي عايز يبتلينا بيها ،وبعد كدا أفوق لراكان ..فيه فكرة جت في بالي لو اتعملت صح هخلي زينب تموت بحصرتها وتعرف إنها جنت على حياتها
نظرت بشرود ثم أعادت تضغط عليه حتى تعلم ما يخطط له فتحدثت:
– وياترى هتخبي على عايدة ياعمي ،مش ناوي تعرفني إيه اللي حضرتك بتعمله
سكن لثواني يطالعها ثم تسائل
– فريال فين مش ظاهرة بقالها يومين ،هنحتاجها هي كمان
ضيقت عيناها والحيرة تضارب بأفكارها فتسائلت :
– حضرتك ناوي على إيه ؟
اطلق ضحكات صاخبة وضرب عصاه بالأرض ونهض
– ناوي الزم كل واحد عند حده ،علشان اعرّف اللي يوقف قدام توفيق البنداري يحصله إيه
قالها ثم تحرك
في المشفى عند ليلى
دلف سليم إلى غرفة الطبيب الذي قام بالكشف على ليلى ..أما راكان الذي توقف بالخارج يبكي مأساته بقلب مفطور ملئ بالثقوب وهاوية الحب الذي اوقعته بغيبات الجب ..مسح على وجهه وهو يحدث حاله :
– كدا كتير عليك ،لازم تعمل حاجة تخرجك من وجع القلب دا ،سليم مايستحقش منك الخيانة
فوق انت عمرك ماكنت ضعيف بالشكل ..قاطعه رنين هاتفه :
– أيوة يانوح .. تحدث نوح بصوتا مختنق
– فينك روحت النيابة مش موجود ،ورحت الشركة مش موجود ..إيه اللي ناوي تعمله دا ،،صحيح زي ماسمعت من حمزة ناوي تهاجر
تحرك عدة خطوات …وآهة خفيضة تحررت من بين شفتيه ،ثم سحب نفسا طويلا وطرده مرة واحده
– نوح متزدهاش عليا لو سمحت، دا أحسن حل وقبل كل حاجة انا مبهربش ..أنا بحاول أعمل الصح
تنهد نوح بمرار ..يبدو أن الزمن يعاندهما فكلما شفي من جروح الماضي يأتيه صفعة خذلان قوية من الحاضر ..حاول أن يتحدث ليقنعه
– راكان أنت فين لازم نتكلم ..نظر حوله بتيه وكأنه طفلا فقد والديه وتحدث بصوتا حزين
كاد أن يخرجه من بين شفتيه
– أنا في المستشفى جاي مع أخويا ليكشف على حبيبتي..شوفت قهر أكتر من كدا ..قالها وهو يشعر بانياب حادة تنهش بقلبه بنيران مشتعلة
انكمشت ملامح نوح وتسائل ؟
-تقصد إيه ياراكان ؟! ابتسم راكان بسخرية على القدر
– ليلى تعبت واغمى عليها وجبناها وسليم جوا مع الدكتور ..لقد فاق الألم حد الجحيم ،فزفر هوائه المحمل بنيران الألم وأكمل
– ماهو لازم افوق من هبلي دا يانوح ودا مش هيحصل غير لما أبعد شوية وأعرف أنا عايز إيه
– تمام ياراكان ،فكر كويس وأنا معاك في أي قرار ولو حابب اكلم ليلى ،اكلمها !
– “لا ” أجابه بها راكان سريعا ..الموضوع مش مستاهل ..الغلط عندي أنا وأنا اللي لازم اعالجه
قاطعهما خروج الطبيب مع سليم …أغلق راكان الهاتف واتجه إليهما ..توقف بجوار سليم منتظرا حديث الطبيب :
– هي كويسة ،ممكن تكون اتعرضت لأزمة نفسية ه اللي وصلتها لكدا …هي هتفوق بعد شوية ..سلامتها ..قالها الطبيب وتحرك
ربت راكان على كتف أخيه وهو مكبل الأيدي مصفد المشاعر حينما وجد حالة أخيه المزرية
– متخافش حبيبي ان شاءالله هتكون كويسة ،رفع رأسه لأخيه وأغروقت عيناه بالدموع فتحدث
أول مرة احس اني ضايع ومش عارف أعمل إيه ..أنا بحبها قوي ياراكان ،قلبي وجعني عليها شعورك بالعجز دا صعب
٤
أحس ببرودة جسده وتصلبه فحاول أن يهدأ من ارتعاشته فقام بضمه راكان لأحضانه وبدأ يربت على ظهره
– ان شاءالله هتكون كويسة حبيبي، بلاش تضعف كدا قدامها..الضعف بيكسرنا ياسليم ،خليك دايما قوي ،علشان لما إحنا بنضعف مش بنلاقي اللي قوينا
اخذ يحاوره بعينيه وهو قليلة الحيلة لا يعرف ماذا يفعل
أرجع خصلاته للخلف وهو يهز رأسه
– “آسف ” لخبط مواعيدك ،روح شوف شغلك ،وأنا هفضل لحد مااتفوق واروحها
أومأ برأسه وهو يتحرك كإنسان آلى لايشعر بشيئا ..وصل إلى سيارته واستقلها وهو يتحدث بهاتفه لأحد السائقين لديهم
– هات عربية الباشمهندس سليم على مستشفى( ) ،ثم أغلق الهاتف وهو يغمض عيناه بإرتجافة قلبه ..وصرخة من أعمق نقطة بقلبه هزته وجعلته يأن حتى شعر بإنسحاب روحه ..ركن السيارة بجانب الطريق توقف وهو يرجع خصلاته يكاد أن يقتلعها من جذورها
اخذ يتنفس الصعداء حتى ارتخت ملامحه وهي يعقد العزم إنه يقتلعها كمرض خبيث قبل أن يتشبع بخلاياه
بغرفة ليلى فتحت جفونها وهي تنظر حولها علها تعرف أين هي ،تذكرت ماأصابها ،وما استمعت إليه ورأته …ارتجف جسدها فانفجرت باكية مرة أخرى …دلف سليم بتلك الأثناء ..اتجه سريعا إليها
– حبيبتي فوقتي حمدلله على سلامتك
طالعته بعينيها الباكية
– إيه اللي حصل وليه جبتني المستشفى..جلس بجوارها على المقعد واحتض كفيها،إيه الدموع دي ؟ مالك ياليلى ؟! ضم كفيها بإحتواء لقلبه ثم رفعه وطبع قبلة به
رعشة أصابت جسدها من ملامسة شفتيه لكفها،ونظر إليها بعينيه العاشقة
– كدا تخوفيني عليكي ..كنت هموت من الرعب
بلعت ريقها بصعوبة وهي تسحب كفيها منه
– أنا مش فاكرة حاجة !
دنى يهمس أمام وجهها وغمز إليها
– احسن مافي الموضوع إنك وقعتي في حضني ،لولا كدا كنت زماني مت
بعد الشر عليك ياسليم …قالتها بشفتين مرتجفتين
– بجد ياليلى يعني لو حصلي حاجة هتزعلي عليا ..ترقرق الدمع بعينيها وهي تطالعه
نعم هو لا يستحق ماتشعر به ،هو ليس المذنب ،قلبها الضعيف هو الذي سحقها وأجبرها على المتاهة …كيف أن تحب رجل ليس لديه قلبا ،رجلا لايمس للرجولة بشيئا وتترك ذاك الملاك
ربتت على كفيه :
– طبعا ياسليم ،مقدرش استحمل يحصلك حاجة ،وبعدين متنساش هتكون جوزي
نصب قامته وتوقف يحاصرها بين ذراعيه وينظر لمقلتيها والسعادة تسيطر عليه ثم تحدث
– طيب المفروض تعوضي جوزك على اللي حصله النهاردة وتوافقي نكتب كتابنا آخر الشهر
رسمت ابتسامة وهي تدفع ذراعيه بوهن
-طيب ابعد كدا ياسي جوزي انت ..على رغم قالتها بمزاح إلا أنها اشعرته بسعادة تمكنت بخلاياه ..تحرك للخلف بعض الخطوات وتحدث
– هشوف الدكتور ،علشان نروح ..إيه هنروح ولا نبات هنا ..غمز بطرف عينيه وأردف
– لو عليا أتمنى نبات هنا ،أنا أطول اقعد جنب قمري ..بس عايز حجة قوية للأستاذ عاصم
ضحكة افلتتها من بين شفتيها ..مما جعل الدموية تعود لوجهها
– طيب ياعم السهران ،روح شوف الدكتور قبل ماالاستاذ عاصم يقلب عليك
رفع يديه للأعلى بحركة تمثيلية واردف
– لا أنا أقدر، مقدرش أزعل الأستاذ عاصم وبنته طبعا …خرج سليم من الغرفة ،أما هي فابتسمت بهدوء ،تحاول أن تعود لطبيعتها محطمة قلبها الذي يعاندها ..لفتت ذاكرتها حديثه
– طيب جوزك لازم تعوضيه عن اللي حصله النهاردة..أحست لو كان قالها غير هذا اليوم بعد مااستمعت ورأت لكان كلامه اشواكا تخربش جدار قلبها ،ولكن إلى هنا قد احرقت نبضاته بأسم ذاك المتجبر الذي صفعها دون رحمة
عند درة خرجت من قاعة المحاضرة استمعت لرنين هاتفها ..قطبت مابين جبينها وهي تتسائل
– سليم بيتصل بيا ليه ،غريبة قالتها وهي تنظر لأرى صديقتها
-طيب ردي يمكن فيه حاجة ضرورية ..فتحت الخط وأجابت
– اهلا سليم …سحب نفسا وتحدث:
– درة ليلى اغمى عليها في الشغل وجبتها المستشفى، متخافيش هي كويسة ،ياريت لو تيجي من غير ماتعرفي بابا وماما
تسمرت قدميها بصاعقة الصدمة من كلماته لحظات وهي تحاول إستيعاب حديثه ..ففاقت وتحركت سريعا وقد احست بوخزة بقلبها فتسائلت
– بجد ياسليم يعني هي كويسة ولا بتضحك عليا ..لم يدعها تكمل حديثها فتحدث للإطمئنان
– والله هي كويسة وهتخرج ،أنا بكلمك علشان لازم حد يكون موجود يساعدها ،أنت طبعا عارفة هي هترفض مساعدتي
استقلت سيارة أجرة بجوار صديقتها وهي تتحدث معه بالهاتف …رآها نور وحاول أن يحادثها ولكن السيارة تحركت …كان يظهر على ملامحها التوتر …استقل سيارته وتحرك خلفها ولكنه ذهل عندما وجد طريقها مختلف عن طريق منزلها…وصلت بعد قليل وترجلت سريعا من السيارة مع أروى
كان سليم ينتظرها أمام الباب الرئيسي للمشفى ،وقفت أمامه بانفاسا مسلوبة
– فين ليلى ياسليم …سحب كفيها على حين غفلة متحركا للداخل …رآهما الذي أشتعل بنيران الغيرة تكوي قلبه …كور قبضته حتى ابيضت وظهرت عروق رقبته وهو يتحدث بغضب
– ماشي ياست درة ،أنا تخافي تمسكي أيدي، وانت مقضياها مع خطيب اختك ..الصبر حلو لو مش ندمتك على فعلتك دي مااكونش نور
عند سليم ودرة
سحبت كفيها سريعا من قبضته وحاولت الحديث فتسائلت
– هي حصلها إيه، وليه اغمى عليها ..؟!
فتح باب المصعد متوجهين للغرفة
– مفيش الدكتور بيقول ضغط عصبي ،بس هي الحمد لله كويسة ..دلفت وجدت الممرضة تفحص المحلول ..اتجهت إليها
– ليلى حبيبتي إيه اللي حصل، وليه اغمى عليك ..رفعت رأسها تنظر إلى سليم
– ليه كدا ؟! مكنش لازم حد يعرف
وضع يديه بجيب بنطاله واأجابها بهدوئه المعتاد
– كان لازم درة تيجي، هستناكِ برة ظبطي هدومك علشان اوصلكم ..ابتسمت إليه برضا فكأن حبه إليها سفينة نجاة انتشلتها من حب أخيه الذي ماجنت منه سوى الخذلان ..أطبقت على جفنيها وهي تعاند قلبها ..وتحدث قلبها
– سليم يستاهل يتحب ،أياكِ تخذله ياقلبي ،ايوة هو يتحب لازم تقتنع بكدا ،لازم ترد كرامتك المجروحة ،حتى لا أنعيك بالغباء والبعض يسخر منك …هذا ماقالته ليلى لنفسها
عند راكان
رجع راكان إلى منزله وقلبه يعتصر و ينخر عظامه بأنين …دلف للداخل ولكنه اصطدم بوجود توفيق على مائدة الطعام بجوار والده ووالدته …ألقى السلام وتحرك مغادرا
-” راكان” قالها توفيق …توقف يواليه ظهره فأكمل توفيق
– الأكل جاهز ولا جدك سد نفسك …إستدار إليه بهدوء وهو يرمقه بصمت فخطى عدة خطوات حتى وصل أمامه
– ياريت سدة النفس تكون على الأكل بس ياجدي ،للأسف انت سديت نفسي عن كل حاجة ،بس ملحوقة
نهض توفيق ولأول وجذبه يربت على أحضانه
– اعذرني ياحبيبي، والله كنت بعمل كدا لمصلحتك ..كنت خايف عليك من غدر البشر ..واللي كنت خايف منه حصل وأهو شوف وصلت لفين ،أخوك الصغير بقى احسن منك وهيتجوز ويكوّن عيلة وانت لسة بتبكي على واحدة غدرت بيك وبعتك
– ليه الكلام دا دلوقتي يابابا ؟! قالها أسعد بتحفز
تراجع راكان عن أحضان جده الذي لم يتأثر بها وتحدث وكأنه لم يستمع لحديثه
– توفيق البنداري اهم حاجة عنده نفسه وبس ،اوعى تفكر شوية دموع التماسيح هتأثر فيا
تؤ ياباشا ..أشار على نفسه وتحدث
– اللي قدامك دا انطعن كتير حتى مبقاش يحس بالوجع من كتر ماقابل ..وأحنا اتكلمنا من كام يوم ،فياريت تشلني من دماغك ياتوفيق باشا
اتجهت زينب إليه وربتت على ظهره
– حبيبي اقعد كُل حاجة ،أكيد ماأكلتش واخوك برضو لسة مرجعش
طبع قبلة على رأسها وتحرك وهو يتحدث
– ماليش نفس ياحبيبتي..استدار ينظر إليها
– ماما لما تخلصي ممكن فنجان قهوة وعايزك في موضوع
تحركت متجه للمطبخ
– من عيوني ياحبيبي..دقايق ويكون عندك ،تحرك ولكنه توقف عندما تحدث توفيق
– عرفت ان البت اللي ضحكت عليك راحتلك الشركة ليكون هي اللي عملت في حالتك كدا
أبتلع جمرات غضبه حين تفوه بتلك الكلمات فصمت يرمقه ونيران تحرق صدره ،حتى ربط الأحداث ببعضها
– أيوة صح ..جت بس انا مش زعلان مين قالك كدا ،والدليل أننا اتفقنا على الصلح ..قالها وتحرك سريعا حتى لايفعل مايندم عليه ..وصل جناحه وكأن هناك عدوا يطارده
بدأ يثور : وبعدهالك ياتوفيق انت ناوي على إيه مش مرتحلك ،ياترى بتخطط لأيه تاني .
استمع لطرقات على باب غرفته بعدها دلفت والدته
– قهوتك ياحبيبي..جلست بجواره وهي تنظر الى محتويات الغرفة التي بعثرها وكأنه يصارع عدوه فتوجهت بنظرات متسائلة
– ماما عارف هتزعلي ،بس توفيق بيحرق دمي كل ماأشوفه ،الراجل دا بكرهه قوي
ملست على وجنتيه بحب أموي
– ابعد عنه ياحبيبي، راكان أنا استحملت كتير منه وناوية استحمل أكتر بلاش تلعب مع جدك ،دا نابه ازرق مش هستحمل ياضي عيني
هب كالملسوع وصاح بغضب
– عايزة اقعد اتفرج وهو بيحركنا زي الشطرنج ياماما ..انسدلت عبراتها وشهقة خرجت من جوفها …حتى جثى بركبتيه أمامها
– متخافيش ياماما ،طول ماأنا عايش ميقدرش يقرب منكوا ولا حتى يلمس شعرة من سيلين
دققت النظر جاحظة به
– يعني إيه يقرب من سيلين …هو يقدر يعمل فيها حاجة ،لا ميقدرش يخاف من أسعد ،ومهما كان قاسي بس هو بيحبكوا متنسوش انكم احفاده
احتوى كفيها وازال دموعها
– ماما حبيبتي أنا هاخد سيلين ونسافر كام شهر لألمانيا ،لازم سيلين تبعد عن هنا ،لحد ماتنسى يونس
هبت فزعة وهي تهز رأسها بالنفي
– مستحيل تبعدو عني ياراكان ..إنت واختك هتفضلوا في حضني وانا هعرف انسيها يونس وابوه كمان
أطرق رأسه للأسفل يقاوم دموعه …كيف يقص عليها مايجيش صدره من آلالام ،فتحدث بهدوء حتى لا يبكيها
– لو عايزة تيجي معانا ياماما مش همنعك ،مستحيل اشوف سيلين تتعذب وأقف اتفرج .
غصة قوية منعت تنفسه ،حاول أن يبلع ريقه وهو يطالع والدته فتحدث
– وجع القلب مؤذي وبيهد القوي ياماما ،ودي لسة صغيرة ،وكل ماتشوف سارة قدامها مع يونس هتتوجع أكتر وأكتر
نهضت وتركت يديه وهي تهز رأسها بالنفي
– مهما تحاول تقنعني ياراكان مستحيل أسيبك تبعد عني إنت وهي لو حتى كلفني الأمر أوافق على يونس
– يونس النهاردة جه وحاول يقنعني بحبه ،أنا متأكدة من حبه ،وعارفة كمان هو عمل كدا ليه ،طبعا جدك السبب ،هو معذور يابني ،ولو جه وطلبها وهي وافقت انا هوافق عليه ،مش علشان حاجة، علشان مااوجعش قلب اختك
للحظة لم يستوعب حديثه، لحظات كفيلة تجعله يتجاوز صدمة حديث والدته الذي استنكره بشدة فتحدث
– وأنا مستحيل أوافق على واحد مش اد كلمته وأنه كسر اختي ياماما
تحركت مغادرة وهي ترفض الإستماع إلى حديثه
– لو سافرت ياراكان يبقى إنسى أن ليك ام ..قالتها وتحركت مغادرة الجناح بأكمله
جلس يمسح وجهه بغضب ورد على هاتفه الذي أعلن رنينه
– ايوة ياحمزة …قالها وهو يفرك جبهته
هب فزعا وهو يسأله
– متأكد من كلامك …على الجانب الأخر اجابه حمزة
– أيوة ياراكان ..طبعا من وقت ماحكتلي وأنا شكيت فدورت ورا الموضوع وعرفت
– حاول أن يهدأ من الادرينالين الذي ارتفع معدله الطبيعي
– الراجل دا اموته واخلص منه ،أهو اخلي الكل يرتاح من جبروته…دلوقتي عرفت هو جه ليه وعمال يتمسح فيا ،لا وفكرني أهبل هصدق حنانه
زفر بضيق ثم تحدث
– أسمعني كويس ياحمزة وأعمل هقولك عليه ..وجهزلي عقد جواز عرفي بالشروط اللي هبعتهالك على الأيميل ..والعب لعبتك يامتر
قهقه حمزة عليه
– ولا زمان يابنداري ياصغير …دا احنا هنولعها ياحضرة المستشار
كان في حالة لاتجدي المزاح فهز رأسه
– انا لغيت السفر،وعايز اشوف اخره إيه
حمحم حمزة وتحدث
– فيه حاجة كمان ياراكان لازم تعرفها ،هي عن ليلى …
-“ليلى” مالها ؟!
اخوها اللي في الثانوي توفيق بيلعب عليه بحتة بنت زميلته علشان يضغط عليها تبعد عن سليم
أصبح صدره يستعير مثل لهب بركان ثائر ..لحظات كانت جحيمية عليه عندما توقف عقله عن التفكير ..بدأ يفرك جبينه بقوة ،واشتعال بصدره يحاول تهدئته حتى لا يهبط للأسفل ويقبض على عنقه ..حدثه حمزة
– راكان روحت فين ؟
– معاك ياحمزة بحاول اقنع نفسي أن جدي دا بشر زينا وعنده قلب ..أنا هتصرف مع البنت وهعرف أبعده عن أخو ليلى ..سلام
أمسك هاتفه بعد دقائق من التفكير
– حضرة الضابط جاسر الألفي …أنا راكان البنداري ،ياترى لسة فاكرني
على الجانب الآخر
ابتسم جاسر وأجابه
– طبعا هو حضرتك تتنسي ياحضرة وكيل النيابة الهمام …ابتسم راكان بهدوء
– لو فاضي ممكن نتقابل بكرة ،عندي قضية وطبعا زي ماحضرتك عارف عايزة ظابط كويس ،وأنا وظيفتي ماتسمحليش بكدا
– أكيد طبعا نتقابل بكرة في المكان اللي حضرتك عايزه
عند نوح
وصل إلى مكتب والده ودفع بابه عندما علم بوجودها بالداخل فتحدث
– عايز حضرتك تروح تتفق مع والد رغدة هنكتب الكتاب آخر الأسبوع ،وعلى آخر الشهر الدخلة ودا آخر كلام لو مش عايزني ارجع في كلامي …قالها ثم تحرك للخارج وهو يأكل بخطواته بالأرض
يوما جديدا ..أنارت الشمس نهارها ..جلس الجميع على مائدة الطعام ..كان الجد يرمق راكان خلسه ثم تحدث
– النهاردة هنكتب كتاب يونس وسارة، بما إنك الكبير لازم تكون موجود
قوس فمه بإبتسامة سخرية واجابه
– مش فاضي ،كفاية وجودك اللي كله هيبة
جز أسعد على شفتيه وحاول أن يهدأ من المعركة التي ستبدأ بعد لحظات
– ممكن نفطر بهدوء ياحبيبي، وبعدين إزاي متحضرش كتب الكتاب ياراكان
قوله ياأسعد ..فهمه الأصول اللي مراتك نسيتها
ظل راكان بهدوئه وكأنه لم يستمع لحديث جده فأجاب والده
– أنا بفطر أهو يابابا ونفسي مفتوحة طبعا ،بوجود توفيق باشا ..احنا نطول انه يفطر معانا
دا حتى شوف البركة في الأكل إزاي ..سيلين قاعدة وأكلت أكلها كله .. وسليم ماشاء الله هيتخن من كتر اكله وهو داخل على فرحه
ضحكة افلتها سليم من بين جوفه وهو يغمز إلى راكان
– بس اكيد مش جدك اللي فاتح نفسي ياراكي ..دا الحب ياحبيبي، لسة مكلم ليلى فادتني جرعتي من السعادة اللي تفتح النفس
قهقهات خرجت من شفتيه وهو يضرب كفيه ببعضهما
– طيب يااخي اضحك عليه وزي ماأنا بضحك عليه وبحسسه انه يفتح النفس .. قالها وهو يحدق بمقلية توفيق
– راكان اسكت ممكن تسكت …قالتها زينب بغضب
طافت أعينه على الجميع ثم اردف
– أنا اتنازلت عن حصتي في شركة البنداري إلى سيلين …صدمة أصابت توفيق ثم توقف وبدأ يثور عليه بغضب
– أكيد اتجننت ودي تعرف إيه في شغل الشركات ..دا أنت نصيبك لوحدك أربعين في المية
❈-❈-❈
توقف يستند على المائدة بذراعيه وهو يهز رأسه بالنفي
– لا ياجدي الحكيم ،،قصدك خمسة وخمسين في المية ..شكلك نسيت حاجة مهمة او يمكن مش خبروك ياعيني ،قوس فمه وهو يدور حول جده
– عمو جلال باع نصيبه وأنا اشتريته ..وعمو خالد باع نصيبه وانا اشتريته ..يعني الباقي
عشرة ليونس وعشرة لنوح والباقي لسليم وحضرتك ….
ثم استدار لوالده وأكمل ماكسر توفيق
– دا بعد مابابا اتنازل عن نصيبه بالكامل ليا انا وسليم ..يعني كدا سيلين بقت صاحبة الشركة
قالها وهو ينظر إلى سيلين وأكمل
– أنا وسليم هنتولى نصيبها لحد ماتخلص وتتعلم كل حاجة وبعد كدا نسلمها شركة البنداري
ضرب توفيق على المائدة وتحدث
– على جثتي دا يحصل ياابن زينب ،سمعتني
دنى من جده وهمس له
– وابن زينب مرحب بكدا ياجدي الحكيم ..دي قرصة ودن للي يحاول يقرب من راكان البنداري ياجدي …قالها وهو يقوم بجمع اشيائه وتحرك سريعا وهو يبتسم بشماتة
قام الأتصال على حمزة
– لعبتها صح ياحمار ،اول مرة احس انك بتفهم يلاَ…قهقه حمزة مردفا
– منك نتعلم يامعلم ..توقف عندما استمع لنداء سليم
استدار إليه وتسائل
– نسيت أسألك عن خطيبتك ،هي عاملة إيه ؟
ربت سليم على ظهره مبتسما
– الحمد لله حبيبي بقت كويسة ..واتفقت مع باباها أننا نكتب الكتاب آخر الأسبوع…أنا قولت لبابا وماما ،فحبيت تعرف ..علشان هتكون الشاهد ومفيش غيرك ..أخيرا ياخي هتجوز وأن شاء الله الفرح بعد شهرين …وبعد تسع شهور منه تستنى ابن اخوك
– لأول يختبر ذلك الشعور القاسي حين شعر بضلوعه التي انقبضت بقوة معتصرة قلبه ليشعر بألما حاد سرى كالنيران بين أوردته فأصبح كل أنش في جسده يأن ألما وحزنا
لم يعطي الفرصة إلى سليم حتى يشعر بشيئا
فجذبه لأحضانه وانزلقت عبرة تكوي وجنتيه
– ألف مبروك ياحبيبي..عقبال لما اشوف ولادك
بعد يومين
دلفت إليه ليلى ببعض التصاميم .. تضعها أمامه وابتسامة تشق ثغرها ..لا يعلم ايفرح ام يحزن من وجودها وابتسامتها الجميلة …وضعت التصميم أمامه وتحدثت
– حضرتك معتز قال لازم تراجعه، مع إني عارفة ان حضرتك مبتفهمش في الحاجات دي لكن شغلي حتم عليا بكدا
رفع حاجبه بسخرية فاردف متهكما
– لا افهمي إنتِ شغلك وملكيش دعوة افهم ولا لا …دا مش شغلك …مطت شفتيها وأكملت
– واضح طبعا الغرور محطمك ومصورلك إنك بتفهم كل حاجة
قطب مابين جبينه وتسائل وهو يرفع كفيه
– هاتي من الآخر مبحبش شغل اللف والدوران
أجابته بإقتضاب مختصرة ساخرة بطريقة حولته للجنون
– أنا مقولتش حاجه..عايزة أشوف شغلي ،مش فاضية للأسئلة التافهة دي
أمسك الورقه ثم كورها بين يديه
– غلط صمميه تاني …ضربت بكفيها تحاول تهدئة أعصابها
– إيه اللي عملته دا ..أنا قولت كدا ..واحد مغرور وبس …جز على أسنانه وهو يرمقها بنظرات جحيمية
– مالك ماتتهدي ولا توترك لفرحك هتحطيه فيّا
رمقته مستهزئه وتحدثت :
– لا يمكن انت اللي بتهرب ومش عايز تشوف اللي خلتك ممكن تكره أخوك ..اللي حبتها ومعرفتش توصلها …وخلتك هتموت عليها ..نسيت مش كل اللي تشاورلهم يجروا عليك
ابتسمت بسخرية وأكملت
– سليم يستاهل الحب كله …الصراحة راجل بمعنى الكلمة ..أكرهو بقى ياحضرة النايب المحترم ..وياريت تبعد خيالك المريض عني ،
-“أنت على بعضك لو قدمتلي مال قارون مستحيل أوافق عليك ” أنثى جريحة الكرامة تفننت بتعذيبه بأقوى سلاح لديها وهي تحطيم رجولته أمام نفسه …رغم إنها تتوارى بقسوة كلماتها خلف قلبها الجريح إلا أنها اكملت
– تعرف ياراكان أنا بحمد ربنا قوي ،علشان محبتش واحد ذيك ،وبحمده اكتر علشان هخليك تتعذب وإنت شايف الست اللي هزت قلبك مرات أخوك
اقتربت منه متعمدة خفض صوتها وابتسمت بسخرية
– اتوجع ياراكان …عايزة اشوفك وانت بتتوجع أكتر وأكتر ،لما تشوف حبيبتك مرات أخوك
أمسكها بعنف ثم دفعها بعيدا
– انا قولت بلاش تكرهيني في أخويا مش علشان وهمك المريض اني حبيتك ..أنا الحب يعتبر ممسوح من دفتري ..أنا كان قصدي علشان أبعده عنك لأنك متستهليش حبه
نيران مستعيرة اشتعلت بجسده بالكامل وهو يشعر بالعجز ،رفع بصره واقترب منها
– اللي زيك مايهزنيش ..ولا تحركي قلبي ،أنا صعبان عليا اخوي مش أكتر …بس مش بإيدي حاجة اعملها ..تحولت نظراته لنيران جحيميه واقترب يدور حولها
– عارفة انتِ غلطي غلطين والاتنين أعظم من بعض ياباشمهندسة
– أولهم حبيتِ تكسريني بسليم ..والتاني عقلك المريض اوهملك إني حبيتك ..أمال بجسده يطالعها بتقييم ثم اردف
– بكرة هكون شاهد على عقد جوازك يامرات أخويا…وعايزك تتأكدي ياباشمهندسة
– لو خيروني بينك وبين اللي حطمتني قبل كدا صدقيني وقتها هختارها هي …عارفة ليه
– لأنك عدتيها بمراحل في الوقاحة
ودلوقتي بكرة عايزك تمضي على وثيقة الجواز،وكلك ثقة أنك أخر ست ممكن تملى عيني ..رفع سبابته وأكمل
– واياكِ تقربي مني ..بلاش تخليني احطك في دماغي واعتبرك لعنة للعيلة …
بررررة قالها بصراخ افزعها …اقتربت ورفعت كفيها وهي تشير على قلبه
– دا هيتوجع كتير أوي ياراكان ،عارف ليه ،علشان وجعت قلوب كتير بأسلوب الخبث بتاعك وتحسسني انك محترم ..قالتها بإهتزاز
بينما هو يحاول إظهار قسوته ،شاهد طبقه من الدموع تحاول إخفائها أمامه ..دنى منها وحاول أن يهدأ من حالة الغضب التي انتابته من حديثها
– بلاش خيالك يصورلك حاجات مش صح،تلاشيني علشان مش أذيكِ
تحركت بعض الخطوات للخارج بعدما فقدت السيطرة على نفسها ولكنها استدارت إليه مرة اخرى
– آه نسيت أباركلك ..مبروك عرفت هيجيلك بيبي …يارب تتهد بقى …قالتها وتحركت سريعا
أشار على نفسه ويحاول إستيعاب اتهامتها الشنعاء التي ألقتها بوجهه دفعة واحدة وهرولت إلى الخارج
جلس وكأن الأرض تدور به ..وظهر على ملامحه الغضب عندما فهم مااشارت إليه
مساءا اليوم التالي بمنزل ليلى وهو اليوم المحدد لعقد القران
دلف يعانق كفيه إحداهن …اتجه للداخل وهو يلقي السلام على الجميع
نهضت زينب تنظر بصدمة للتي يعانق إبنها كفيها،وهي تهز رأسها رافضة ماتفهمته ،أما ليلى التي كانت ترتدي فستانا من اللون الأبيض وبه بعض الورود من نفس اللون وتجلس بجوار سليم ..رفعت بصرها وتلاقت نظراتهما للحظات وجدته ينظر ويبتسم إليهم ..تحرك نوح إليه سريعا وحاول جذبه عندما وجد الأجواء مشحونة
– راكان اتجننت …نظرإلى نوح ثم رفع نظره للجميع
حبيت الفرحة تكون فرحتين ..أعرفكم
– “حلا مراتي “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!