روايات

رواية ليتك كنت سندي الفصل الخامس عشر 15 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الفصل الخامس عشر 15 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الجزء الخامس عشر

رواية ليتك كنت سندي البارت الخامس عشر

ليتك كنت سندي
ليتك كنت سندي

رواية ليتك كنت سندي الحلقة الخامسة عشر

في الصباح فاقت رهف لتجد الطبيب آدم يقف جوارها و ينظر لها بابتسامة هادئة
_صباح الخير يا رهف.. أخبارك إيه النهاردة؟
حاولت رهف التذكر ماذا حدث لها بالأمس لكنها لم تستطع فهتفت بتساؤل
_هو إيه اللي حصل إمبارح أنا مش فاكرة حاجة؟
ليجيب بهدوء
_مفيش حاجة حصلت نمتي من التعب وإنتي أهو صحيتي …حمدا لله على سلامتك.
هتفت رهف بخوف
_يعني إحنا بقينا تاني يوم الصبح .. يعني أكيد زمانهم جايين !
قالتها وهي تنظر لباب غرفتها بالمشفى بخوف
ليقول آدم لتهدأتها
_إهدي يا رهف.. أنا مانع عنك الزيارة لمدة ٣أيام لحد ما أعصابك تهدى وتطلبي إنتي إنك تقابليهم…فروقي مش عايز أشوف الخوف في عينيكي.
هدأت أوصال رهف قليلا ولكنها تسائلت
_دكتور آدم حضرتك بتشتغل إيه هنا؟؟
فهم آدم مقصد رهف من السؤال وأجابها بصوت رخيم
_هكون بشتغل إيه يعني يا رهف مكوجي؟؟.. أنا دكتور.
لم يشأ آدم أن يخبرها بأنه صاحب هذه المشفى التي ترقد بها رهف والذي استطاع التعرف عليها فور مجيئها مع الرجل والسيدة ويهتفون بأنها أصيبت في حادث دراجة نارية.
هتفت رهف تفمهمه قصدها
_فاهمة يا دكتور .. لكن اللي أقصده يعني هيه الممرضات مش هتشك في وجودي هنا بدون داعي؟؟
أجابها ناظرا لعينيها بنظرات ذات مغزى
_مين قال كده.. إنتي قاعدة في المستشفى هنا علشان إنتي فعلا تعبانة يا رهف ومحتاجة راحة.
هتفت بشرود
_تعبانة!
سحب آدم الكرسي كاليوم السابق وجلس أمام فراشها واضعا قدما فوق الأخرى
ثم انحنى بجسده تجاه فراشها يضغط على زر ما بجوار الفراش
لتأتي الممرضة في الحال
ليقول آدم بعملية تامة
_فطار الأستاذة رهف جاهز!
_أيوة يا دكتور هروح أجيبه حالا.
رمشت رهف بعينيها لآدم باستغراب وما هي إلا لحظات حتى حضرتك الممرضة تجر طاولة الطعام المعدنية
_الفطار يا دكتور
تناول آدم منها الطاولة وشكرها فانصرفت على الفور
_شكرا يا مس هبة.
ثم التفت إلى رهف التي ما زالت ترمقه باستغراب لكنه تجاهل نظراتها
_الفطار ده هتخلصيه كله.
حركت رهف يدها رافضة هذا الاقتراح
_لا لا مليش نفس آكل شكرا لحضرتك.
ليهتف آدم بتحذير لإخافتها
_ما هو إنتي لو مأكلتيش الأكل الموجود ده كله .. هروح أنادي على عامر اللي منتظر برا يدخلك.. اسمه عامر مش كدا!!!.
ارتعبت رهف من مجرد ذكر اسمه وهزت رأسها
_لالا .. خلاص هآكل
جلس آدم وهتف بارتياح
_ياريت انتي مأكلتيش حاجة من امبارح العصر.
أشغل نفسه بالاطلاع في الكتيب الذي في يده حتى لا يشعرها بالحرج وتأكل هي على حريتها… انتظرها حتى انهت طعامها وآعطاها دواءا مريحا للأعصاب رآه مناسب لحالتها ..ثم هتف بجدية
_خلينا بقا نكمل كلامنا يارهف.
لتهتف هي بامتنان ولا تدري ماذا يقصد
_أنا شاكرة لحضرتك جدا وقوفك جنبي…
قالتها وهي تتذكر قول بائعة الفجل التي اختفت فجاءة.
ليقول آدم مصرا لمعرفة الحقيقة
_أنا منتظر أعرف الحقيقة يا رهف
_ما أنا قلت لحضرتك كل حاجة
_لا في جزء محذوف إنتي مصرحتيش بيه لحد … ممكن تعتبريني دكتورك النفسي وتصرحيني بيه؟
لتهتف هي بمفآجئة
_هو حضرتك دكتور نفسي !!..سها كانت قالتلي إنك حضرتك عايز تتخصص جراحة عامة.
_ده حقيقي…لكي دلوقتي بعمل دكتوراه في الطب النفسي حسيت المجال ده مطلوب الايام دي أكتر .. بمعنى إني بتعامل مع الناس كدكتور جراحة وأشخصهم من خلال الطب النفسي.
حكت رهف ذقنها بعدم فهم
_مش فاهمة!!
_أوضحلك يا ستي… إنتي جيتي هنا في حادثة موتوسيكل .. صحيح؟؟
_صحيح
_لكن أنا أول لما شوفتك عرفت إنك بتعاني نفسيا ..فهمتي!!
هزت رأسها بالايجاب
_فهمت حضرتك
_طيب ممكن تكملي على فكرة أنا سامعك وبلاش تضيعي وقت علشان في الأول والآخر هتحكي.
_بس اللي أعرفه إن الدكاترة النفسيين مش بيغصبوا مرضاهم على الكلام.
_أنا بقا معنديش استعداد إنك تتهربي من الكلام.
لتقوم رهف بادعاء الحزن
_ياربي يعني أنا كل لما أقع في إيد حد لازم يجبرني أعمل حاجة أنا مش عايزها؟
ليضحك آدم ..فتنظر له رهف بضيق بسبب ضحكه
فيقول _طيب من غير غصب إحكي يلا نشفتي ريقي يا بنتي.
تنهدت رهف
_صدقني يا دكتور مش هينفع.. لو كان ينفع كنت حكيت من زمان ..لكن مينفعش صدقني.
_ليه!!
_علشان خاطر أهلي يا دكتور … أنا خايفة على أهلي .. أأأ…
_خايفى لو اتكلمتي يكونوا في خطر؟
رفعت رهف بصرها نحوه فلقد أصاب بسؤاله
ليردف هو
_حد هددك مثلا.. إنك لو اتكلمتي هيأذي أهلك.
زاغت أعين رهف وترقرقت الدمعات في عيونها.
ليحثها آدم على الكلام
_قولي يا رهف متخافيش .. قتلك أنا دلوقتي طبيبك النفسي .. يعني كل كلمة بتقوليها مش هتخرج برا الأوضة دي.
لتهز رهف رأسها بالايجاب
ليتابع آدم أسألته
_يعني اللي اعتدى عليكي هددك إنك متقوليش لحد وإلا هيأذي أهلك لو قولتي مين هوا؟؟
هزت رأسها بالنفي
ليقول آدم
_طيب ممكن تحكي إيه اللي حصلك بالظبط.. ممكن تبدأي من أول حادثة الاعتداء عليكي.
هتفت بخفوت
_بس أنا محدش إعتدى عليا.
إعتلت الصدمة تقاسيم وجه آدم وطالعها بنظرات متفآجئة
_إيه!!!… طب إيه اللي حصل ما هو أنا قلتلك إستحالة أصدق إنك فرطي في نفسك
_لا طبعا يا دكتور وده كمان محصلش أنا عمري ما فرطت في نفسي .
تنهد آدم براحة
_طيب ليه عايز أفهم .. ليه حسن مشى وسابك يوم الفرح ؟؟و ليه طلقك .. مش قادر أفهم.
صمتت رهف
ليردف هو بعد تفكير
_بينتقم من أخوكي مثلا!!
_لا
_إفتحي قلبك يا رهف وإحكي
هتفت ببكاء
_توعدني إن حضرتك مش هتقول لحد علشان لو قلت لحد كده حياة إخواتي في خطر.. أنا اتحملت كل ده علشانهم مش هتحمل يجرالهم حاجة أبدا مش هتحمل.
_حاضر يا رهف …اتفضلي اتكلمي ..انتي لازم تفضفضي لحد مش هينفع وضعك ده يستمر لحد كدا… جايز ربنا بعتني ليكي علشان أساعدك أنا في اليوم اللي جيتي فيه كنت بعمل دورية في المستشفى علشان كنت هسافر لأهلي وهغيب فترة .. جايز لقاءنا مكانش صدفة .. كان مقدر علشان الحمل اللي فوق راسك يخف شوية
أراحها كلماته وعزمت على أن تخبره بالحقيقة فهي توسمت فيه الخير والشجاعة كما أنها ارادت أن تعمل بنصيحة البائعة الحكيمة أيضا
_هحكي لك الحكاية باختصار يا دكتور
الموضوع بدأ يوم فرحي ..كنت حاسة بانتفاضة قلب غريبة ودايما بحلم أن في حاجة وحشة منتظراني في بيت حسن وقد كان
لما الفرح انتهى وروحنا أوضتنا اللي كانت عبارة عن جناح فاخر للعروسين…كانت كل حاجة ماشية تمام …لحد ما مرة واحدة لقيته بِعِد عني قبل ما يلمسني حتى …وعينيه اتحولت للون الدم ومسكني من دراعي جامد وقالي إنه …. وإنه مفكر إن بالزواج هتنحل مشكلته لكنها مازالت قائمة …قالي إنه اختارني بالذات بنت جميلة ومؤدبة وفي نفس الوقت طيبة وعلانيتها علشان ساعة ما يهددها متتكلمش عن اللي حصل ..تخاف وتسكت…ولو حصل وأفشيت سره ممكن يدمر أخويا ماهر ويكون السبب في فصله من النادي وأي أندية يفكر يشترك فيها ..وانا عارفة إن أخويا ماهر روحه في الكورة ..وقالي إنه ممكن بسهولة يدمر مستقبل ماجد كمان ..وطول ما أنا متكلمتش مش هيأذي إخواتي ولا هيأذي بابا وخاصة إنه حد واصل ومش صعب عليه يعمل كدا.
قالي إنه هيمشي وهيبعتلي ورقة طلاقي بعد شهر ..قلتله طب وأهلي لما أرجع يوم فرحي هقولهم إيه .. الناس اللي تشوفني راجعة ليلة فرحي هيظنوا فيا إيه
قالي وهو مش مهتم باللي هيحصلي، أنها مش مشكلته أهم حاجة إني متكلمش ومفضحهوش علشان مركزه حساس وأي حاجة زي دي ممكن تأثر على سمعته وكتر خيره قال إنه مش هيجيب سيرتي نهائي ولا حتى هيصرح لحد عن سبب انفصاله مني وان مفيش أي حد من الوسط هيعرف إنه سابني يوم فرحي.. هيعلن انفصالنا لكن بعد مدة طويلة وممكن كمان محدش يعرف بده نهائي.
مشي وسابني أعاني أنا لوحدي مشكلة مليش أي يد فيها غير إنه كان آخدني فأر تجارب يشوف العلاج اللي بيأخده لحالته جاب نتيجه ولا لا.
(ملحوظة يمكن نسيت أقولها في الأول) الرواية مأخوذة من قصة حقيقية حصلت بالفعل يا شباب والبنت اتعرضت لنفس اللي اتعرضت له رهف مع حسن ..مع اختلاف طبعا في الاحداث اللي عايز يعرف القصة الحقيقية يقولي في الكومنتات)
أكملت رهف حديثها
رجعت البيت مش بعمل حاجة غير إني أعيط وبس ..كل اللي يسألني مش بعرف أرد عليه .. أرد أقول إيه .. هل أرد وأدافع عن شرفي وأعرض مستقبل إخواتي للدمار .. اتحملت نظرات الشك والادانة وكلمات التجريح والضرب وفضّلت يتقال عني حقيرة ولا إني أشوف أخواتي متدمرين يا دكتور آدم .. فضلت أتدمر أنا في سبيل سعادة إخواتي
أغمض آدم أعينه بألم لما مرت به رهف من تجربة أليمة ثم هتف بحزن
_غلطانة لما سكتي يا رهف… فكرك أن أهلك مش متدمرين لما الناس تنهش بكلامها في لحم بنتهم؟؟..فكرك إنهم عايشين بسعادة دلوقتي وهما مفكرين بنتهم غدرت بيهم وأنها مش شريفة.. ردي عليا يا رهف .. غلطتي جدا في حق نفسك.
هزت رأسها ببكاء تكاد لا ترى أمامها
_لا يا دكتور مكانش ينفع أتكلم ..اللي حصل هيتنسى وخاصة إني اتجوزت تاني وفي نظرهم اتسترت خلاص وهتحمل اللي بيحصلي مع عامر في سبيل إني أشوفهم بيعيشوا حياتهم بشكل طبيعي وإخواتي بيحققوا كل اللي بيتمنوه.
هتف آدم بغيظ
_وانتي فين …حياتك إنتي فين.. انتي كدا بتدفني نفسك بالحياة يا رهف …فين آحلامك وطموحاتك اللي عايشة عشانهم ..قوليلي.
هتفت برضا
_مش مهم أنا … المهم إخواتي وبابا يا دكتور مكنتش هقدر أتكلم وأشوفهم يتأذوا بسببي
هتف آدم بتآثر وغضب لرهف لا منها
_مش بسببك يا رهف… إنتي مجرد ضحية كلب أناني حقير .. منه لله .
أخرجت رهف نفسا عميقا
_مش ببطل أحسبن عليه أبدا في صلاتي وواثقة أن ربنا هيجيبلي حقي في يوم من الايام.منه ومن كل اللي نهش في عرضي من غير وجه حق.
_ده أكيد بإذن الله
هتف آدم بتذكره لشىء لم ينتبه له سوى الآن
_رهف .. طب عامر زوجك التاني .. إزاي مكتشفش إنك لسه بنوتة زي ما انتي… يعني كل اللي اتقال في حقك كان كدب وافترا؟؟
_وده كان سبب رفضلي للزواج تاني بعد حسن يا دكتور.. رغم اني كنت كرهت صنف الرجالة .بس كان السبب القوي اللي مكانش مخليني أوافق على عامر رغم إن هو اللي هيخلي الناس تبطل تقذفني بالكلام الا إني كنتي خايفة لو اتجوزني يعرف حقيقة إني لسه ما زلت بنت ويبتدي يدور ليه حسن عمل كدا وممكن يتكشف السر وده الشىء اللي كنت مرعوبة منه وحاطة إيدي على قلبي… لكن ماهر اجبرني أتجوزه.. وماجد قالي إني بجوازي من عامر هتنحل كل مشاكل أهلي فوافقت
_ها كملي
_الحمد لله ربنا وقف معايا وحصل اللي كنت بطلبه من ربنا في صلاتي
حملق آدم بها غير مصدق ما توصل اليه
_عايزة تفهميني إن عامر طول الثلاث شهور ملمسكيش!!!
هزت رهف رأسها بأعلى وأسفل
_ده حقيقي يا دكتور.. يوم الفرح أهاني وبهدلني جامد وقالي إنه ميشرفوش إنه يلمس واحدة حقيرة زيي.
وضع آدم يده على فمه يحركها بغضب من كلمات عامر المؤذية والقاسية في حق رهف.
لتهتف رهف راسمة الابتسامة على وجهها
_صدقني يا دكتور أنا كنت سعيدة بكلامه ده جدا .. لو كان لمسني كنت ممكن أموت من القهر لأني عارفة إنه متجوزني بس علشان يذلني مش علشان يكون بيت وأسرة …. ساعتها أيقنت أن ربنا قد إيه رحيم أوي .. وده يمكن يكون السبب اللي خلاني صابرة لحد دلوقتي.. وكمان منساش فضل ربنا عليا إن أمه بعد ما كانت زيه بالظبط بتهيني بقت دلوقتي في صفي ويهمها أمري
_الست اللي جت معاكي امبارح؟
_أه هيه
قاطع حديثهم رنين هاتف آدم ..فأمسكه لينظر للشاشة بسعادة ويهتف بحب
_أيوة يا روحي… وانتي كمان وحشتيني أكتر .. أنا فعلا كنت راجع إمبارح بس حصلت ظروف خلتني أتأخر يومين .. أنا آسف يا أيسو .. اعذري بابا .. بحبك يا روح قلبي .. مع السلامة
هتفت رهف بتلقائية
_حضرتك متجوز ومخلف كمان!! سها مقالتليش
ابتسم لها آدم وهز رأسه وهو يحرك الدبلة في إصبعه
_أها واللي كنت بكلمها دي أيسل بنتي عندها سنتين ونص
_يعني من ساعة ما سافرتم علطول
_ده صحيح .. هناك اتعرفت على شيماء واتجوزنا
هتفت بسعادة من أجلهما
_ربنا يسعدكم… وسلامي للامورة أيسو
_شكرا يا رهف ويسعدك إنتي كمان انتي انسانه تستاهلي كل خير .. أما أيسو هجبهالك تسلمي عليها بنفسك في يوم من الايام
نظر في ساعته وقتل وهو ينهض من كرسيه
_كفاية عليكي كدا النهاردة اتمنى تكوني ارتحتي لما فضفضتي باللي ف قلبك ..هستأذن أنا علشان ترتاحي من الجهد النفسي اللي بذلتيه ..هبعتلك عصير ليمون بالنعناع فريش ياريت تشربيه وتنامي ومتفكريش في حاجة خالص وكل حاجة بإذن الله هتتحل.
تنهدت براحة تأمل ذلك
_يارب يا دكتور
فتح آدم الباب وهم بالخروج لكنها استوقفه
_دكتور حضرتك وعدتني إنك مش هتقول لحد حاجة
_متخافيش مش هقول .. سلام يا رهف هروح أشوف شغلي.
ولأول مرة تنام رهف قريرة العين منذ ما حدث، تشعر وكأن ثقلا كبيرا كان يجثم على قلبها قد أزيح للتو بكلامها مع الطبيب الذي أرسله الله لها رحمة أيضا
(قد نظن أن حياتنا أصبحت قاسية وأن قوائمها كادت ستطبق علينا فنختنق داخلها وندرك أننا هالكون لا محالة.. لكن الله يرسل رحمته في الوقت المناسب في الوقت الذي نظن فيه أن الأبواب جميعها قد سُدت ..لنجدتها تنفرج رويدا رويدا حتى نتعجب كيف جاء الفرج… إنه الله فثق به وتوكل عليه فلن تشقى أبدا )
____
منذ أن ابتاعت ملك شبكة خطبتها وهي تشعر بالحزن الشديد .. كيف تخطب لرجل هي تخاف منه وتخشاه.. أغمضت أعينها وهي ترقد على فراشها لتتذكر تصرفاته معها طوال فترة خروجهم لمحل المصوغات الذهبية ..كان حديثه معها جاف جامد جدا..لا يبتسم إلا قليلا .. وهذا ما تعرفه هي عن ماهر بن خالتها فهو ليس بغريب عنها ولا تعرفه لأول مرة
خابت آملامها فهي كانت تتمنى رجلا رومانسيا عاطفيا إلى أقصى حد .. أحست بالضياع إن أكملت مع ماهر هذا … تذكرت أنه أخبر أمها أنه في إجازته القادمة سيعمل على تجهيز شقته بالكامل وبعدها سيأخذ إجازة لإقامة العرس
أي أن كل شىء سيتم في بغضة شهور .. دون أن تحدد هي موعدا يناسبها او حتى تنتقي أثاث منزلها كما لم تستطع أن تنتقي هي خاتم خطبتها .. فماهر فرض عليها بأسلوبه المسيطر وبشخصيته القوية ما انتقاه هو وما أعجبه فلم تستطع المعارضة لا هي ولا أمها… أحست أنها أن وافقت على اتمام الزيجة فستكون بهذا كأنها ألقت نفسها في الحجيم… لذا فكرت في حيلة للتخلص منه ومن ذلك الارتباط العقيم
____
في اليوم الثاني لرهف في المشفى
جاءها الطبيب آدم للاطمئنان عليها كعادته يأتي إليها صباحا ومساءا .. لكنه صباحا يجلس معها يستمع لما تقوله.
اطمئن إلى أنها تناولت فطورها وسحب كرسيه ليجلس جوارها ولكن هذه المرة في يده نوتة صغيرة أعطاها لها ..معلق بها قلم حبر مميز.
نظرت للنوتة باستغراب
_ده إيه حضرتك عايزني أكتب يومياتي؟؟
_ لو إنتي حابة ده مفيش مشكلة .. لكن أنا جايبها ليكي علشان تدوني فيها الحلول اللي هنقترحها مع بعض
رمشت بأعينها عدة مرات بعدم فهم
_حلول!!
_أه يا رهف .. انتي مش هينفع تستمري مع عامر ده كتير طالما إنه بالشكل ده لإما تقوليه الحقيقة…وساعتها هيغير من معاملته ليكي
_مستحيل
هتفت بها وفي أعينها شرارة غضب منه
لتردف هي _مستحيل لإنه لو عرف ممكن يخلي زواجنا يمشي بمساره الطبيعي وده أنا عمري ما هوافق بيه أبدا لو كان آخر راجل في الدنيا… ده مريض نفسي يا دكتور.. أكيد حضرتك لو اتكلمت معاه هتعرف ده … إستحالة واحد يدعي الحب ويعمل في اللي بيحبها اللي بيعمله فيا إستحالة
عقد آدم ذراعية أمام صدره وقال بنبرة جعلها واثقة لكنه أراد أن يفهم بها شيىا ما لم يفصح عنه
_يمكن ده من شدة حبه وصدمته فيكي!!
_أنا مخنتوش علشان يتصدم فيا يا دكتور ..أنا مكنتش أعرفه ومكانش ليا أي علاقة بيه من أي نوع … يعني مفيش مبرر للي بيعمله .. ده معندوش ذرة رحمة واحدة .
_أفهم من كدا إنك مش بدأتي تحبيه او تتعودي عليه ،و لا ممكن تعطيله فرصة تانية لما يعرف الحقيقة!!!
هتفت بغضب
_لا فرصة تانية ولا عاشرة يا دكتور ده أكتر انسان أنا بكرهه في حياتي .. بعد اللي اسمه حسن زفت ده.
_ممم كده أول حل أوت..معنى كده إنك عايزة تفضلي في وضعك ده تحت سطوة عامر واستبداده؟
هتفت بقلة حيلة
_معنديش حل تاني يا دكتور
_لحد إمتا .. هتتحملي شهر اتنين سنة لكن مصيرك هتتعبي.
_لو تعبت هاجي لحضرتك تعالجني
_بتهرجي يا رهف … انتي مش هينفع تعيشي كده بعشوائية ..لازم في خطوط تمشي عليها.
_هيه فين حياتي دي يا دكتور ما راحت خلاص وبقتش تفرق.
_رجعنا تاني لنقطة البداية واللي بسببها أنا قاعد معاكي دلوقتي.. لو فضلتي كده من غير ما تتحركي وتاخدي خطوة إيجابية ممكن ينتهي بيكي الأمر بالانتحار لأن حياتك خلاص مبقتش تلزمك فهتنهيها ظنا إنك بكده هترتاحي…عايزة توصلي للمرحلة دي يارهف
_لا طبعا يا دكتور
_جميل يبقى تفكري في حلول علشان تنهي الوضع ده.
أحست رهف أن آدم يحاصرها وهي ليست مستعدة لهذا بعد ..فشعرت بالتيه والدوار وهتفت بتعب وهي تستند رأسها بيدها
_لو سمحت يا دكتور نأجل الموضوع ده لجلسة تانية أنا مش مستعدة لده النهاردة
نهض آدم من مقعده
_زي ما تحبي يا رهف.. مترهقيش نفسك
فتح الكومود جوارها وأخرج حبة دواء لها وناولها كأس الماء
_اشربي ده هشيل الدوخة اللي انتي حاسة بيها دلوقتي…هستأذن أنا وهجيلك بكرة بإذن الله وهبعتلك مدام هبة تكون معاكي علشان لو احتاجتي حاجة.
___
في المساء في منزل عامر
شعر عامر بالغضب
لم تلك المشفى تمنعه من للاطمئنان على زوجته ، فهو حتى لا يستطيع الدخول لرؤيتها ولو من بعيد.. بدأ يشعر بالريبة لمنعهم من رؤيتها حتى وليس مقابلتها ..فهم من المفترض أهلها وزوجها على الأقل لابد أن يكون معها كمرافق… لذا قرر في الغد أن يذهب بنفسه ويبحث في الأمر فهو بدأ يشك في رهف والشيطان بدأ يرسم في رأسه أفكار خبيثة ربما قد تفعلها رهف الآن……..
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تكملة الفصل الأخير
_____
في صباح اليوم التالي
اليوم الثالث لرهف في المشفى
انتظرته ان يأتي في ميعاده مثل كل يوم لكنه تأخر، فكرت ان تدون بعض الحلول في النوتة التي أعطاها لها، عصرت مخها لكنها لم تستطع أن تحصل على أي حل، بعد برهة ليست بالطويلة سمعت طرقا على باب الغرفة،
علمت انه الطارق فارتدت حجابها على عجل و سمحت له بالدخول
دلف يرقها بابتسامة واسعة وهو يقول
_ انا آسف اتأخرت عليك بس كان عندي حالة لازم اطمئن عليها.
هتفت بخفوت
_ ولا يهمك يا دكتور
جلس قبالتها وقال بجديه
_ جاهزة نبتدي جلستنا النهاردة؟
_ مفيش مشكلة
_ جميل انا فكرت في حل كويس جدا، وهو اللي هيحل لك كل مشاكلك.
نظرت إليه رهف و انتظرته لكي يتحدث.. ليتابع كلامه قائلا
_ ايه رأيك نقدم بلاغ بتهديد حسن ليكي انه هيأذي أهلك، لو قلتي الحقيقة، وتحكي لهم على اللي حصل بالضبط وهنكون معانا الدليل، انه ملمسكيش، وانك لسه بنت زي ما انتي
_ إزاي هاثبت ده؟
_ بسيطة يا رهف دكتورة نسا هتثبت ده بسهولة.. ها قلت ايه ده أسلم حل، وكمان مش هيعرف بعدها يإذي أهلك لانه لو عمل ده الشرطة هتقبض عليه فورا…. ممكن كمان نطلب حماية أهلك لو انت عايزة…. المهم لازم تعرفي انه بعد البلاغ مش هيعرف يتعرض لأهلك ابدا.
ازدردت رهف ريقها وبدأت تفكر في كلام آدم
_انا خايفه أوي من اللي حضرتك بتقوله يا دكتور، خايفة ما نقدرش نثبت كلامنا وهو ممكن ينكر كل حاجة، وأهلي يتعرضوا للخطر
_ رهف ممكن تثقي فيا وتسيبيلي الموضوع ده وانا هتصرف؟
في هذه الأثناء وصل عامر إلى المشفى وأصر هذه المرة أن يرى زوجته فحاولت الممرضة ان تمنعه لكنها فشلت لانه كان صعب التعامل جدا، دفش الممرضة ودخل الرواق بالقوة وهمّ ليقتحم باب الغرفة لكنه استمع لرهف تقول
_
_ طب وعامر هاتصرف معاه ازاي… انا مش عايزاه يعرف بأي حاجة.
_ عامر مش هيحس بأي حاجة….. وهخلصك منه زي ما هنتخلص من حسن بالضبط.
في تلك اللحظة اشتعلت أعين عامر بالشرر وظن أن رهف تخونه مع الطبيب، وبقوته الهوجاء، اندفع كالثور الهائج ليقضي على تلك الخائنة التي ظن أنها تود التخلص منه هي وحبيبها، دفع الباب بكل قوته وهجم عليها بدون رحمه ينقض على حجابها ويقول بصوت عالي صارخا بها
_ انتي بتخونيني في المستشفي كمان يا زبالة.
قالها وهو يلطمها على وجهها بقوة
لتصرخ هي من الألم بينما يحاول آدم ان يحول بينها وبينه ليهتف بغضب
_انت ايه اللي بتعمله ده و ازاي تدخل على المريض بالشكل ده.. ابعد عنها يا استاذ انت و إلا هنادي الأمن فورا..
فما كان من عامر الا انه لكمه لكمة قويه اردته ارضا ليتسرب الدم من أنفه ويهتف عامر
_حسابك معايا بعدين يا دكتور الغبرة
وقام بسحب رهف من فراشها عنوه ويجرها الى الخارج
وهو يهتف بشر وغضب
_ والله لافضحك في كل حتة يا زبالة…. بس قبل ما اعمل ده ، هاعرفك ازاي تخونيني كويس قوى، هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه… وشرفي لا اخليك تتمنى الموت ولا تطوليه .
تحامل آدم على نفسه ليقوم، ليلحق بتلك المسكينة التي يبطش بها ذلك الأهوج الأرعن الذي لم يسمح لنفسه حتى ان يفهم ما الأمر بشكل صحيح او يتأكد من من ظنونه، أشفق على تلك المسكينة رهف كيف تعيش مع ذلك الآخرق الغبي في بيت واحد، ركض خلفهم وهو يستمع لصرخات رهف ترجو عامر ان يتركها، و أن لا شيء مما يظنه صحيح،
لكن عامر كان الشر مسيطرا به و متمكن منه فلم يستمع لحرف واحد لما قالته بل ظل يجرها للخارج، غير آبه لصرخاتها و توسلاتها ، غير آبه بأن من بالمشفى جميعا ينظرون اليه،
لحق به آدم وأوقفه بينما كان يوقف سيارة أجره ليُدخل بها رهف عنوة، أمسك آدم بيده بغضب لتسقط رهف علي الارض تبكي بحرقة
هتف آدم والغضب متمكن منه وهو ايضا على ما يحدث لرهف
_مش هسمحلك تاخذها بالشكل ده ابدا.
_ وريني ازاي هتمنعني
تشابك الاثنان في عراكا عنيفا جدا لكنه كان لصالح عامر في النهاية فأنى لآدم من قوة أمام ذلك الأهوج الهمجي.
سقط آدم هذه المرة على الأرض ولم يستطيع الحراك وهو يرى رهف تدخل السيارة رغما عنها وهي تصيح ب آدم لينقذها من براثن ذلك المتوحش
لم يعجب الحال سائق الاجرة فهتف بعامر قائلا
_ما ينفعش كده يا استاذ
ليصيح عامر به
_ما حدش له دعوة بمراتي
_بس مش كده يا استاذ بالهداوة
نهره عامر وقال بغضب
_تعرف تسوق وانت ساكت
فما كان من السائق الا ان أدار وجهه للامام وتمتم بهمهمات من غير مسموعة
صاح عامر في رهف ليجعلها تكف عن الصراخ، فما كان منها إلا أن انزوت في ركن السيارة تنتفض برعب مما سيحدث لها.
_____
حاول رجال الأمن إفاقة آدم الذي على ما يبدو انه فقد الوعي لثواني معدودة إثر ضرابات عامر الشديدةو الطائشة ليهب من مكانه بسرعة كصريع يبحث عن رهف، ليجد ان السياره اختفت عن ناظريه تماما فداره حول نفسه كالمجنون، لا يعرف كيف يتصرف أو كيف ينقذ رهف.
عاد الى داخل المشفى بسرعة يبحث عن الملف الخاص ب رهف ليعرف عنوان منزل عامر الى ان وجد مبتغاه لكنه لم يعرف ماذا يفعل بعد، فحتما لم يسمح له عامر بالدخول، وعلى أى أساس سيدخل، فكر سريعا ماذا يفعل، فقرر الاستعانة بأخو رهف فهو الذي يستطيع ان ينقذها مما هي، لكن المشكلة انه لا يعرف عنوانا له، فقرر ان يذهب الى الحي فهو يعرفه و يسأل عن منزل ماجد
كل هذا وهو يتحرك بسرعة كبيرة لكي ينقذ البائسة،
بعد سؤال اكثر من شخص استطاع التوصل الى بيت ماجد فذهب اليه على الفور وتمنى ان يكون هناك هو او أخيه لكي ينقذ أحدهما رهف، صعد الى شقته وطرق الباب لتفتح له سوسن ليقول وهو في عجله من أمره
_لو سمحت ممكن أكلم ماجد ضروري
_ حاضر يا ابني لحظة واحدة.
أخذ آدم ينقر الأرض بقدمه إلى أن حضر ماجد
_ اهلا وسهلا اتفضل حضرتك
فقال آدم على الفور
_لو سمحت يا أستاذ ماجد ممكن تيجي معايا بسرعة
ضيق ماجد ما بين حاجبيه وقال باستغراب
_ في حاجة حضرتك وأنت مين؟
سحبه آدم كي يجعله يتحرك خلفه بسرعة وهو يقول _بسرعه مفيش وقت، الموضوع متعلق ب رهف أختك
عندما استمع ماجد أن الأمر متعلق بأخته سار خلفه دون تردد
ليلحق بهم ذلك الذي استمع لما يقولون عند دون قصد
أمسك باب السيارة وهو يفتحه هاتفا
_ استنوا انا جاي معاكم
نظر له آدم ب استفهام لعدم معرفة هويته
ليردد ماهر وهو يتخذ مقعد جوار أخيه
_ انا ماهر أخو ماجد.
اومأ له آدم بعينيه وقاد سيارته بسرعه وهو يقول
_ عامر اتهجم على رهف في المستشفى وأخذها بالقوه وناوي انه يضربها ……ده كان عامل زي الطور ما حدش كان عارف يوقفه
هتف ماجد بذهول
_إيه!!!!!
ليقول ماهر باستغراب
_وايه اللي ودا رهف المستشفى اصلا
زفر آدم بحزن على رهف
_ رهف محجوزه عندى بتتعالج في المستشفى بقى لها ثلاثه أيام
وصل بالسيارة إلى أسفل منزل عامر وقال وهو يترجل منها
_مافيش وقت للشرح أكثر من كده ارجوكم ننقذ رهف أول وبعدين هحكيلكم على كل حاجة.
و اثناء صعودهم السلم استمعوا لصرخات رهف المدوية والجيران ملتمون أمام باب المنزل لينظروا ما الأمر
لم يمهل ماجد نفسه ثانيه واحدة بعد وانطلق كالسهم يبحث عن أخته.
فتحت لهم ام عامر الباب بوجه يبدو عليه الخوف الشديد
وهتفت برجاء
_ ارجوك يا ابني ألحقها ممكن يموتها
فانطلق ماجد بسرعة نحو الغرفة التي يأتي منها الصوت وحاول فتحها بالقوة فلم يفلح فساعده أخوه في ذلك الى ان فتحاه معا
ليبصر ماجد أخته مكبلة اليدين والقدمين بأحد أطراف السرير، وعامر يضربها بعصا غليظه في يده
انفطر قلب ماجد على حالة اختة وهرول نحوها سريعا يفك قيودها، يأخذها بين يديه بحنان ويقول بصوت منفطر مكلوم _رهف
ما ان ابصرته رهف حتى لمعت عيناها بفرحة لوجود اخيها لانقاذها وهتفت بخفوت باسمه_
ما..جد
ثم غابت عن الوعي من شدة الضربات التي تلقتها على يد عامر.
حاول ماجد رجها بشده كي تستيقظ لكنها لم تستجيب له فصرخ عاليا باسمها
_ رهااااااف
بينما كان ماهر يقف بصمت وآدم ينتظر بالخارج لا يستطيع الدخول وقلبه كاد ان يخرج في مكانه من خوفه على رهف
هب ماجد من مكانه يلفح عامر بنظرات كالجحيم ثم أمسكه من تلابيب ملابسه يصيح فيه حده وغضب
_عملت فيها كده ليه… عملت لك ايه عشان تعمل فيها كل ده
نظر ماهر الى عامر منتظرا اجابته، ليهتف عامر وبدا وكأنه حقق نصرا عظيما وقال
_دي تستاهل اكثر من كده انا دافعت عن شرفي اللي الحقيرة دي كانت عايزة تدنسوا في التراب، الهانم زبطها مع الدكتور، وعاملة فيها عيانه وهي مقضياها
فغر ماهر فاه من الصدمة وأحس بالخزي مما فعلته اخته.. بينما لم يصدق ماجد حرفا واحدا مما قاله عامر و قام بلكمه بقوه في وجهه وهو يصيح بغضب
_ انت كداب.. رهف اختي ما تعملش حاجه زي كده.
ل يضحك عامر بقوه وبدا وكأنه لم يتأثر بالكمة
_ اللي تعملها مره تعملها عشرة مش جديده عليها، بس وشرفي لفضحها في كل حتة.
لم يشعر ماجد بنفسه الا وهو يكيل الضربات لعامر بكل قوته حتى، أوقفه ماهر وهو يقول
_كفاية هيموت في يدك
ليتركه ماجد على مضض وهو يتفل عليه
_ اتفو عليك وربي ما انا سايبك على اللي عملته في اختي
لينهره ماهر ويقول بضيق
_ طب شوف أختك الاول عملت فينا ايه وفضحتنا ازاي بعدين اتكلم
ليتذكر ماجد أخته الغائبه عن الوعي فيحملها بسرعه ليغادر المنزل
غير مبالي بهمهمات الناس والتي ازدادت بخروجه حاملا اخته ال فاقده الوعي والواضح على وجهها اثار الاعتداء الوحشي
ليقف عامر خلفه ويهتف بصوت عالي يبدو على وجهه أمرات الشر ونظراته الشيطانية
_روحي وانتي طالق يا حقيرة… انا ما يشرفنيش اتجوز واحده سافلة زيك والحمد لله ان ربنا كشفك على حقيقتك.
رغم احساس ماهر بالخزي مما فعلته اخته لكنه اغتاظ من كلمات عامر فقال له بتحذير
_وربى لو كنت بتتبلى عليها، ما هرحمك يا عامر
ليقول عامر بسخرية
_روح لم اختك يا كابتن
غلت الدماء في عروق ماهر ورمق عامر بشرارات قبل ان ينطلق ليلحق باخيه
جلس ماهر بجوار الطبيب في السيارة بينما كان ماجد بالخلف يحتضن أخته بين ذراعيه
ليهتف ماهر بصرامة
_ قول الحقيقه يا دكتور كل حاجه انكشفت خلاص
نظره ادم لرهف من خلال مرأه السيارة أمامه ثم قال بألم
_ كل اللي قالوا عامر مش صحيح رهف كانت مريضه نفسيه بتتعالج عندي وهو دخل علينا اثناء الجلسة وقال أنها بتخونه معايا وحصل اللي حضراتكم شوفتوه دلوقتي للاسف
ليهتف ماهر بعدم اقتناع
_ وايه اللي خلاه يشك في كده، المفروض انه عارف انها بتتعالج عندك ؟
_ مكنش يعرف….. رهف ماكنتش عايزه تشوفه وطلبت مني أمنع اي زيارات ليها.
ليهتف ماجد بوجع
_ ياااااه اختي كانت تعبانة للدرجة دي واحنا مش حاسين
ليهدر فيه اخوه بغضب
_ استني بس انت هتعوم على عومه ، هتصدق التخاريف اللي هو بيقولها دي.
اغمض ادم عينيه بألم
_ صدقني انت ما تعرفش الحقيقه ولو عرفت الحقيقة لكونت هتبوس ايدين اختك علشان تسامحك
هدر ماهر بنفاذ صبر
_حقيقه إيه ما تقول بقى وتخلص.
_ للاسف مش هاقدر اعمل ده لاني اديت وعد لرهف اني مش هاقول حاجة .
ليصيح ماهر بغضب
_يعني ايه الكلام ده… ما انا لازم اتاكد أختي كانت خاينه ولا لا.
ليهتف آدم بتهكم وهو يترجل من السيارة
_هو انت كنت اتأكدت في المره الاولى انها خاينه؟… من فضلك يا كابتن ماهر خليني الحق الغلبانه دي قبل ما يجرى لها حاجة ….نبقى نتكلم بعدين زي ما تحب.
___
بعد حوالي ساعة قضوها في الانتظار خارج غرفة العمليات
خرج آدم وهو يزيل الكمامة عن فمه ويزفر بأسى مخلوط بالحزن ويقول لاخواتها
_ منه لله ما سابش في جسمها حته سليمة… رهف عندها كسور في كل منطقه في جسمها لله الامر من قبل ومن بعد. …عن اذنكم
أجفل ماجد مكانه ب عدم استيعاب ما حدث لاخته وعدم استيعاب الأمر برمته
#ليتك_كنت_سندي
#أسماء_عبد_الهادي
البارت الأخير
حاول ماجد ان يستوقفه
فأشار له آدم بيده وهتف بغضب
-لو سمحت أنا مش فاضي اتكلم في حاجة دلوقتي..بس لازم تعرفوا إني هقاضي زوجها اللي اسمه عامر ده على اللي عمله .. ولو حصل لرهف أي مضاعفات .. انا هحملكم المسئولية كاملة.
قال كلماته الغاضبة وهم ليعود مرة أخرى لغرفة العناية التي ترقد بها رهف .. حاول ماهر أن يرد عليه بغضب لكن ماجد منعه
-سيبه يلحق أختك يا ماهر.. الظاهر اننا اللي ضيعناها فعلا
هتف ماهر باستنكار
-انت بتقول ايه انت كمان … دي هيه اللي ضيعت نفسها وضيعتنا … والدكتور اللي عمال يهبد في الفاضي ومحدش فاهم منه حاجة وممكن هو كمان متورط مع أختك.
ليلكمه ماجد في وجهه هادرا بغضب
-كفاااية بقا … كفاااية .. شكنا فيها هو السبب .. تقدر تجيبلي دليل واحد على أن أختك عملت حاجة غلط .
ليهتف ماهر بسخرية
-أمال حسن رماها ليه ؟.. ها انطق
قال ماجد وقد بدأ يعيد الموضوع في رأسه
-مش يمكن حد اعتدى عليها قبل الفرح ؟ يعني ممكن تكون ضحية وإحنا ظالمنها…في ألف سبب للي حصل بس أحنا كلنا أختارنا السبب ده من غير ما نتحقق منه .. اختارنا نظلمها وندعي عليها بالجُرم ..بدل ما نقف جنبها وندعمها ونفهم منها بالراحة إيه سبب الل يحصل
ليقول ماهر بحنق
-ما انت حاولت معاها كتير انت وأبوك .. النتيجة ايه متكلمتش
-انت قلتها متكلمتش … يعني ممكن متكونش عملت ده .. ممكن تكون خايفة من تهديد علشان كده سكتت ..فأحنا اخدنا سكوتها ده على أنها بتقر على اللي عملته علشان احنا عايزين نصدق ده… محدش فينا وثق فيها رغم اننا عارفين أخلاقها كويس اوي .. دلوقتي بس عرفت معنى نظراتها ليا .. كانت نظرات كلها لوم وعتاب إني مش واثق فيها ..اني صدقت ان قطتي البريئة ممكن تتخلى عن شرفها وهيه أبعد ما يكون عن ده … عرفت نظرات الخذلان اللي كانت في عينيها .. رهف كانت منتظرة اننا نثق فيها ننفي أي كلمة وحشة اتقالت في حقها ..لكننا للأسف شجعنا الناس انها تتكلم أكتر في حقها بشكنا فيا
قال كلماته ونظر لآدم الذي كان يستمع لما قاله بغيظ فهو تأخر في فهم الحقيقة كثيرا لذا هتف بغضب
-أخيرا فهمت .. أخيرا فهمتوا … يا ريتكم كنتم فهمتوا ده من زمان بدل تسرعكم في الحكم عليها ورميها بالباطل …يا ريتكم كنتم السند والحماية ليها ..مكانش ده كله حصلها وما خفي عنكم كان أعظم.
ليقترب ماجد من آدم والدموع تترقرق في عينيه بندم على شكه في اخته وتخليه عنها بينما وقف ماهر محله لا يستطيع ان يصدق ايهما الصدق
-ارجوك يا دكتور احكيلي الحقيقة .. ايه اللي حصل لاختي وانا معرفوش …أنا دلوقتي بس أيقنت أني كنت مغيب ..اني غلطت في حق اختي .. اني مستاهلش اني أكون أخ .. بس بالله عليك قولي علشان أقدر أصلح اللي عملته .
كاد آدم ان يخبره بالحقيقة لكنه أراد ان يعاقبه على ما اقترفه في حق اخته بألا يعرف الان فقال
-مش دلوقتي ..في الوقت المناسب لما كلكم تثقوا في رهف
قالها وهو ينظر لماهر الذي يقف بتخبط ولا يعي شيئا وتركهم ورحل مغادرا المشفى بأكمله
—————————————–
علمت سناء بما حدث من الجيران .. فأهل البلدة جميعهم لم يعد لهم حديث سوى رهف وما فعلته ..فانطلقت لاختها لتعلم منها التفاصيل اكثر
لتهتف سوسن بنحيب وهي تحرك جسدها للأمام وللخلف
-والله ما انا عرفة يا سناء يا ختي ولا بقيت فاهمة حاجة ..البت حالفة لتموتنا ناقصين عمر بعمايلها السودا دي اللي محدش عارفها زابط ولا رابط.. يا ميلة بختك في بنتك يا سوسن .. يا ريتك ما خلفتي بنت يا سوسن .. هتفضلي شايلة العار للممات يا سوسن
وضعت يدها على رأسها وبدأت بالنواح لتندب حظها
همت اختها لتخفف عنها فهي قاب قوسين او أدني من الجنون
-بس يا اختي متعمليش في نفسك كدا ليجرالك حاجة
لتنفض سوسن وكأنما أصابها مس من الجنون فعلا
-ابعدي متحطيش ايدك عليا .. محدش يكلمني .. أنا لازم أغسل عاري بأيدي
لطمت سناء على صدرها بصياح
-يالهوتي .. انتي عايزة تودي نفسك في داهية يا سوسن
لتنهض سوسن من مكانها لتتجه للمطبخ عاقدة العزم على فعل ما نوت عليه
————————
استغلت ملك فرصة غياب أمها عن المنزل وقررت الهرب لخالها في الاسكندرية تلجأ اليه عله يقنع أمها العدول عن فكرة الزواج بماهر .. فهي كلما تفكر في أمر زواجها من ماهر تشعر وكأنها ستزف للموت لا لإقامة حياة سعيدة .
فتحت خزانة أمها والتي تعرف أنها تحتفظ فيها بالمال واخذت ما ظنت انه سيكفيها للسفر وأرتدت ملابسها وخرجت من المنزل هاربة قبل أن تعود أمها
*************
عاد ماهر للمنزل عاقدا النية على ان يجمع ملابسه ويرحل ولا يعود لهذا البيت ابدا فهذا البيت أصبح أشبه كاللعنة عليهم جميعا ..لذا قرر أن يفر منه متخليا عن الجميع دون رجعة
بمجرد أن دخل من المنزل سمع صرخات خالته سناء
فزفر بضيق ظانا انها علمت بما حدث وما فعلته اخته.. فقرر تجاهل ما يحدث ويذهب لغرفته لكي يجمع ملابسه
بعد ان جمع حاجياته في حقيبة صغيرة وخرج من باب الغرفة , لمح أمه تخرج من المطبخ ويعتلي وجهها أمارات الشر حاملة في يدها سكين وسناء خلفها تحاول أخذها منها لكنها لم تفلح
فعلم ما تحاول أمه فعله فخاف عليها واقترب منها
-هاتي السكينة دي يا ماما.
لتخفي سوسن السكين خلف ظهرها حتى لا يأخذها
-لا أنا لازم أغسل عاري بإيدي .. طالما رجالة البيت مش عارفة تعمل ده
لتنقلب أعين ماهر بنظرات مميتة
-معاكي حق يا ماما .. عارنا كان لازم يتغسل من زمان ..بس متقلقيش ..أنا بنفسي اللي هعمل ده
فهو قد قرر ان يتخلص من أخته التي لم تجلب لبيتهم الهادىء سوى الهم والعار .. ومن ثم يبتعد عن البيت نهائيا دون رجعة
ابتسمت سوسن بشيطانية واعطته السكين ليأخذها ويخبئها في ملابسه وينطلق للمشفى
بينما تلطم سناء على خدها خوفا على عريس ابنتها الذي سيضيع نفسه هباءا.. اما سوسن فجلست بهدوء بوجه خال من الملامح وكأنها ارتاحت لما سيفعله ابنها
——————-
في المشفى مساءا
تحديدا في غرفة مكتب آدم ..ألح ماجد و أبيه الذين جاءوا اليه ليطلعهم على الحقيقة كاملة فهم لن يستطيعوا الانتظار أكثر فهم أحق من يعلم بما حدث لابنتهم
اضطر آدم ان يقص عليهم الحقيقة كاملة بعدما رأى حبهم الصادق لرهف في عينيهم.
تخشبوا محلهم من الصدمة ولم يستطع ان ينطق أي منهم من هول ما سمعوا وما تعرضت له رهف من أجل حمايتهم فجلسوا فاغرين فيهم وكأن على رؤسهم الطير ..فقط تهطل الدموع أسفا على ما مرت به ابنتهم وحدها دون سند أو ونيس.
لكن ما قطع صدمتهم ليفجعهم بصدمة أخرى أشد وطئة مما سمعوا
دخول ماهر عليهم حاملا في يده سكينا تقطر بالدماء ويصيح بهستيريه فيبدو أنه استمع لما قاله آدم ليعرف حقيقة ما حدث مع أخته وأنها فعلت كل هذا من أجله .. خوفا عليه هو وعلى مستقبله في حين أنه لم يفكر بها يوما ولا ما يهمها .. تحملت أن يخوض الناس في عرضها..ولا ترى مكروها يصيبه
-رهف عملت كل ده علشاني ؟.. خايفة عليا وعلى مستقبلي؟.. ضحت بحياتها ومستقبلها علشاني أنا .. علشان مين ؟ علشان أخوها اللي عمري ما وقفت جنبها في يوم من الايام .. عمري ما كنت بعطيها ريق حلو .. علطول كنت جاف وحاد معاها…اللي ضربتها وذلتها وبهدلتها … اللي كنت مستعد اقتلها لو مست مستقبلي بسوء
ثم نظر للسكين في يده وبدأ يضحك بجنون –
السكينة أهي…فكرت لما اقتلها هغسل عاري وهقتل واحدة متستحقش الا الموت .. لكني اكتشفت اني …اني قتلك البراءة والطيبة والطهر اللي لو اتجمعوا واتوزعوا على بنات العالم كلها هيغطي ويفيض … لاااااا …..رهف … لا
انتفض الجميع من مقعدهم بس تصريحه ورؤيتهم السكين في يد ماهر والتي كانت تقطر دما..ليقترب منه ماجد يضربه .. غير مصدق ما فعله
-انت عملت ايه؟…. انطق عملت ايه …لا رهف انت مقتلتهاش صح…
ليجثو ماهر على ركبتيه بندم شديد على ما فعله في أخته
ليصيح ماجد وبعدها آدم ووالدها بقوة تحمل من الوجع والندم والانين والضياع والحزن ما يُسمِع الكرة الأرضية بأكملها من شدة الألم والحسرة
-لاااااااااااااااااااااااااااااااااا
-ررررهف لاااااااااااااااااااا
———————–
تم الجزء الاول
يتبع في الجزء الثاني ❤️❤️

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية اضغط على : (رواية ليتك كنت سندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!