روايات

رواية لم يكن تصادف الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الجزء الحادي عشر

رواية لم يكن تصادف البارت الحادي عشر

رواية لم يكن تصادف
رواية لم يكن تصادف

رواية لم يكن تصادف الحلقة الحادية عشر

الباب اتفتح و ظهرت يارا ببطنها البارز بسبب إنها في آخر شهور الحمل، ثواني عدت و هي بتبص ل ميريهان، ف عمر اتكلم بجدية و قال:
– بعد إذنك يا يارا ممكن ندخل؟
يارا ابتسمت بحرج و قالت و هي بتبعد:
– ايوه طبعًا اتفضلوا.
عمر دخل و معاه ميريهان، اللي رجعت لخجلها تاني، و من أول لحظة لفتت نظر العيلة كلها لجمالها و في نفس الوقت الكل كان بيبصلها باحترام إلا يارا اللي كانت بتبصلها بغيرة و أحمد نظرته كانت متفحصة و باين عليه الإعجاب الشديد بسبب ملامحها الأجنبية سواء كانت عيونها اللي لونهم أزرق أو أنفها الصغير و الشفاه المكتنزة و خدودها المتوردة.
عمر سلم على العيلة كلها بترحاب شديد و متبادل إلا أحمد و يارا، و قبل ما يعرفهم على ميريهان، هدي سبقته و سألت باهتمام:
– مين بقى القمر دي يا عمر؟ مش هتعرفنا؟
سمية اتدخلت و قالت بود:
– مش تعطيه فرصة!
الكل ابتسم و عمر بدأ يعرفهم على ميريهان اللى واقفة من كتر الخجل حاسة إنها بتنصهر و كله كان ملاحظ خجلها، فعمر قال بمشاكسة عشان يكسر إحراجها من العيلة:
– دي المديرة بتاعتي يا جماعة، ف ياريت تعاملوها كأنها أميرة عشان مترفدش من شغلي.
و بالفعل ميريهان تناست إحراجها و قالت بغيظ محبب لقلبه:
– طب و الله يا عمر لو بقيت المديرة هرفدك فعلًا.
عمر بصلها بضيق مصطنع و قال بمشاكسة:
– تصدقي إنك ظالمة!
ميريهان بحاحب مرفوع:
– أنا بردو اللي ظالمة! دا انت مسففني أرضية الشركة من كتر الشغل و الله لو بقيت المديرة هرفدك و ارفد علاء قبلك.
عمر ضحك و قال:
– الله! طب و علاء ماله؟!
ميريهان بزعل طفولي:
– عشان انتوا الاتنين بتتعبوني في الشغل.
سمية تدخلت و قالت بضحك:
– لاء يا عمر ملكش حق، بقى القمر دي تتعبوها في الشغل!
ميريهان بعفوية:
– قوليله يا طنط، دا أنا جاية النهاردة مخصوص عشان اشتكيه للعيلة.
عمر ابتسملها بحب و قال:
– تشتكيني للعيلة كلها؟ مش لشخص واحد بس!
ميريهان بتأكيد:
– ايوه للعيلة كلها، بصوا يا جماعة… عم عمر ده……
عمر منعها تكمل و قال بضحك:
– طالما وصلنا ل بصوا يا جماعة و عم عمر، يبقى انتي كدا دخلتي في جو العيلة، فبصيلي انتي بقى عشان أعرفك عليهم و بعدين اشتكيني براحتك يا ست ميري.
ميريهان ابتسمت فعمر قال:
– الآنسة الخجولة دي يا جماعة تبقى المهندسة ميريهان، زميلتي في الشغل و مع بعض في تيم واحد و شاطرة أوى أوى في شغلها……. ومع إن والدها يبقى صاحب الشركة لكنها بتبدأ لسه السلم من أوله و إن شاء الله أنا واثق إنها هتبقى مهندسة كبيرة و معروفة و ليها اسمها.
ميريهان كانت مبسوطة جدًا و بتبصله بسعادة و خصوصًا. إنه مدح فيها و في شغلها قدام أهله مع إن دي حاجة متخصهمش، و بدأ هو بقى يعرفها بأفراد العيلة اللي رحبوا بيها بود شديد إلا يارا اللى كانت بتتكلف في ابتسامتها و لاحظت نظرات أحمد ل ميريهان اللى مهتمتش بيه أساسًا.
العيلة كلها اتلمت علي سفرة الغدا و بعدين قعدوا يشربوا الشاي اللي أصرت ميريهان إنها تعمله، أول واحد شرب من الشاى كان وائل والد عمر اللي قال بإعجاب:
– أنا بشرب شاي بقالي ٥٠ سنة و دي أول مرة اشرب كوباية شاي بالجمال ده.
هدي بتأييد:
– ايوه فعلًا و الله!
ميريهان ابتسمت باستغراب و قالت:
– كلامكم دا محسسني إن الشاي مش حلو و دي مجاملة، أصل أي حد بيعمل شاي.
سمية قالت بحب:
– هو فعلاً اي حد بيعمل اي حاجة، بس النفس بيختلف و برغم إن الشاي حاجة بسيطة إلا إن في ناس مش بتعرف تظبطه…… و فعلًا الشاي دا جميل بصراحة.
عمر وجه كلامه ل ميريهان و قال بمرح:
– اهو يا ستي في امل تبقى ست بيت شاطرة، العيلة بتحلف بالشاي بتاعك….. و أنا بحلف بالقهوة بتاعتك.
سمية قالت بخبث:
– و أنت شربت قهوتها أمتي؟
عمر قال بمرح:
– قولي امتى مشربتش من قهوتها، دي من سنة و نص بتعملي قهوة اكتر ما بتشتغل.
ميريهان ضحكت و قالت لسمية:
– برشيه بالقهوة عشان يخفف عني الشغل.
الكل ضحك، ف هدي قالت:
– هنشد ودنه عشان ميتعبكيش في الشغل..
ميريهان قالت بعفوية و بخوف:
– لاء يا طنط، ودنه كدا توجعه!
كلهم ضحكوا تاني ف عمر قال بتوضيح:
– هي مش هتشد ودني بالمعنى الحرفي، ماما هدي تقصد إنها هتزعقلي يعني عشانك.
ميريهان بتراجع:
– لاء خلاص رجعت في كلامي، انا أصلا بحب شغلي مع البشمهندس و مبسوطة بيه جدًا، دا شخصية محترمة جدًا و الله و دايمًا بيراعي الشخص اللي معاه و مش بينكر مجهود حد………. حقيقي شاكرة من قلبي ل بابي و علاء عشان بسببهم اتعرفت ع البشمهندس.
عمر بتكبر مصطنع:
– بلاش كلامك دا عشان هتغر و هشوف نفسي كدا.
ميريهان بمرح:
– متنساش انني ممكن في يومًا ما اكون المديرة و ساعتها هرفدك.
الكل ضحك على كلامها و هزارها مع عمر اللي باين جدًا إن في بينهم تفاهم و واخدين على بعض، و فضلوا قاعدين سوا و في جو عائلي كله ضحك و هزار بسبب وجود ميريهان اللي حسستهم بوضع العيلة قبل ما يارا تظهر في حياتهم.
عمر طلب من ميريهان تطلع شقته و تبات فوق و هو هيبات في أوضة جده الله يرحمه، و نورا رجعت بيتها و كل واحد اخد مراته و طلع شقته، و من ضمنهم أحمد و يارا اللي فضلت تسكت و متتكلمش عن نظرات أحمد ل ميريهان عشان ميتخانقوش ك العادة بسبب إنه مبقاش محترمها و لا محترم وجودها في حياته كأنثي، من ساعة الحمل و هو بقى شايف إنها مش حلو، و دايمًا بقى ينتقد شكلها، و بقى بيزهق لما تقوله إنها تعبانة أو فيها حاجة بسبب الحمل، و مبيهتمش بيها، و لما بيكونوا من بعض برا و شاف بنت حلوة بيقارن بين البنت و بين يارا من غير حتى ما يراعي مشاعرها.
أحمد حرفيًا اتغير معاها بعد الجواز و تحديدًا من ساعة ما حملت و بدأ جسمها يتعرض لتغيرات الحمل، و بقى عصبي و بيتخانق معاها على اتفه الأسباب.
كان نايم على الكنبة اللي في الصالون و ماسك الفون بتاعه و بيبحث على الاكونت بتاع ميريهان على وسائل التواصل، دخلت يارا و هي حاسة بتعب و قالت برجاء:
– معلش يا أحمد ممكن تنزل تجيب العلاج بتاعي من تحت؟؟
اتكلم من غير ما يبصلها و قال:
– الصبح، الصبح ابقى جبيه.
يارا بألم:
– مش هقدر استنى للصبح، ضهري بيوجعني و عايزة استخدم مرهم يسكن الوجع شوية.
أحمد سمع و مردش، فهي قالت:
– أحمد أنا بكلمك، سيب الفون و بصلي.
أحمد باقتضاب:
– عايزة ايه من سي زفت؟؟
يارا بحزن:
– بقولك ضهري بيوجعني و عايزه العلاج.
– و هو العلاج ايه اللي نزله تحت!!
– كان عندي علاج المفروض اخده بعد الغدا عشان كدا نزلته، بس نسيت اجيبه و أنا طالعة.
أحمد بعدم اهتمام:
– خلاص زي ما نزلتيه، انزلي هتيه، أو استني بقى للصبح عشان بعد كدا تبقى تنسي كويس.
يارا بألم:
– بس أنا تعبانة و محتاجة العلاج دلوقت.
أحمد قام من مكانه يدخل الأوضة و قال:
– مليش دعوة بقى اتصرفي، أنا داخل أنام.
على الجانب التاني، كانت ميريهان مش عارفة تنام بسبب إنها جعانة، فقررت إنها تنزل تحت عند عمر و تطلب منه يساعدها، و بالفعل نزلت و هو كان لسه صاحي و بيشتغل على اللاب و قاعد في الصالون اللى بيفصل بينه و بين المطبخ سلم البيت.
ميريهان دخلت و قعدت على كرسي جنب الكنبة اللي قاعد عليها و قالت:
– كويس إنك صاحي أنا كنت هتصل عليك أصحيك.
عمر قفل اللاب و بصلها باهتمام وقال:
– لاء أنا صاحي و كنت عارف إنك هتنزلي.
ميريهان ابتسمت و سألت بحاجب مرفوع:
– و عرفت ازاي بقى؟!
– عارف إنك مش بتنامي و انتي جعانة.
ميريهان باستغراب:
– ايه دا عرفت منين؟ أنا مقولتش حاجة زي كدا!
عمر بهزار:
– العصفورة قالتلي.
ميريهان بتخمين:
– يبقى علاء هو اللي قالك…..صح؟
– لاء علاء مقالش، بس أنا ببقى معاه لما بتكلميه بالليل و تطلبي منه يجيبلك برجر، و عشان كدا عملت اوردر عشان نتعشى سوا..
ميريهان ابتسمت و قالت:
– شطور يا عمر و الله، دا أنا على شوية و كنت هعيط.
عمر بضحك:
– لاء يا ستي متعيطيش، بس خليكي جدعة بقى و اعمليلي شاي زي بتاع الصبح.
ميريهان بترحاب:
– بس كدا! دا من عيوني، بس تعال معايا عشان أنت طويل تساعدني اجيب علبة القرنفل.
عمر باستغراب:
– تعملي بيها ايه؟
– عشان الشاي، ما أنا بعمله بالقرنفل.
عمر بتذكر:
– يبقى عشان كدا بقى كلهم كانوا مبسوطين من الشاي بتاعك عشان اول مرة يشربوه بالقرنفل!
ميريهان بتساؤل:
– انتم مش بتعملوه كدا؟
– لاء، أول مرة الشاي بالقرنفل دا يتعمل في بيتنا.
فون عمر رن و كان المندوب اللي جايب الاوردر، ف عمر فتحله و اخد منه الطلب و بعدين دخل مع ميريهان عملوا شاي و قعدوا ياكلوا مع بعض و هما بيضحكوا و بيهزروا.
و كل الحوار اللي حصل ده يارا كانت واقفة و سمعتهم و حست بالغيرة من ميريهان و الزعل علي حالها و الندم علي عمر اللي ضيعته من إيدها، و رجعت لشقتها تاني من غير ما تاخد العلاج مع إن فعلًا ضهرها كان واجعها جامد.
تاني يوم الصبح ميريهان كانت واقفة مع هدي و سمية في المطبخ و بتحاول إنها تساعدهم في تجهيز الفطار، و صوتهم لأول مرة كان خارج من المطبخ بسبب ضحكهم و مشاكسة ميريهان اللي اتعودت عليهم و كأنها تعرفهم من سنين، و هما بيشتغلوا سمعوا صوت عمر اللي صاحي من النوم و شعره مش مترتب، كان واقف على الباب و بيقول بنعاس:
– ماما مفيش ميه ليه؟
كلهم التفتوا وراهم و ميريهان أول ما شافت شكله ابتسمت بحب، في حين إن سمية قالت:
– في مشكلة في السخان ف والدك فصل الميه عن الحمام الارضي، لو هتاخد شاور بقى اطلع شقتك النهاردة على ما السخان يتصلح.
عمر رجع اوضته من غير ما يتكلم عشان يجيب هدومه، ف ميريهان فكرته طلع و هي أصلا المفتاح معاها، فجريت عشان تعطيه المفتاح، و لما وصلت قدام باب الشقة استغربت عدم وجود عمر فقررت تحط المفتاح في الباب و تنزل، فلما خرجت المفتاح من جيبها وقع على الأرض، فنزلت بنصها العلوي عشان تجيبه، و في نفس الوقت اللي مسكت فيه المفتاح، حست بإيد مسكت إيدها و مكنش حد غير أحمد.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لم يكن تصادف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى