روايات

رواية لك الفؤاد الفصل السابع 7 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الفصل السابع 7 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الجزء السابع

رواية لك الفؤاد البارت السابع

رواية لك الفؤاد
رواية لك الفؤاد

رواية لك الفؤاد الحلقة السابعة

المشهد السابع | لكِ الفؤاد.
كانت “كايلاا” في حالة لا يرثى لها، عينيها السوداوين جاحظتين بخوفٍ، وهي تشعر بأن ظل الماضي يقف فوق رأسها، تحشرج صوتها وهي تصرخ فيه بهيستيرية واضحة.. عصبية:
-سبني، سبني يا حيوان، مش هسيبك تدبحني.
صُدم “إياس” من ردة فعلها المبالغ فيها، لتتأكد ظنونه الآن حول كيفية زواجها من القائد، خرج صوتها متحشرجًا بقسوة متألمة وهي تصيح فيه بعصبية مفرطة:
-هقتلك لو قربتلي، أبعد عنــي.
وبالفعل أبتعد عنها ببطء، يزيح خصلاتها التي تعرقت بشدة لجانب وجهها، يحدث بوجهها الشاحب شحوب الموتى بعمق.
أقترب منها ببطء، وأنفاسه العالية تصفع صفحة وجهها وهو يردد آمرًا بصوتٍ أجش:
-أهدي، أنا مكنتش هأذيكي.
هدأت هيستريتها قليلًا، لتقول بدون تفكير وهي تقول بصوتٍ باكٍ:
-أبعد عني.

قبض على كتفيها بعنفٍ، يرفعها قليلًا إلى طوله الفارع، ثم همس بلهجة هادئة تمامًا في جانب أذنها:
-متخرجيش الوحش اللي جوايا، أنتي في جحيمي يا كايلاا، مستوعبة؟
وبلحظة كان ينفضها بعيدًا عنه وكأنها وباء، لتسقط أرضًا بتلقائية، ليخرج بسرعة كالأعصار وهو يصرخ مناديًا “غياث”، الكس ما أن أتى حتى أنفجر بوجهه وهو يصيح آمرًا:
-مش عايز نقطة ماية ولا أكل يدخلوا ليها، سيبها مرمية زي الكلبة، لحد ما تعرف إن الله حق.
ليومئ “غياث” رأسه وهو ينظر لها بغرابة، وكأنه يكتشفها من جديد، قبل أن يغلق الباب عليها بالمفتاح، تاركًا إياها تنظر حولها نظراتٍ خاوية، تحدث بالفراغ وهي تهمس لنفسها بسخرية:
-ولسة يا كايلاا، لسة عذابك هيفضل مستمر طول ما فيكي نفس، وقلبك لسة بينبض، بس المرة دي على إيد الكينج!
******
كان القائد يشرف على رجاله في إحدى الأماكن شبه المهجورة، يستقبلون لتلك الشحنة التي أتت بجزء من تجارتهم الغير مشروعة، إتجه أحد رجالته نحوه وهو يقول بهدوء واثق:
-الخطة أتحطت خلاص، مفضلش غير التنفيذ.
ألتفت إليه القائد قبل أن يبتسم له وهو يقول بتغيير مريب ومفاجئ:
-لأ في تغيير خلاص هيحصل.
عقد ما بين حاجبيه وهو يسأله:
-قصدك إيه يا باشا؟
أجابه بصوتٍ غريب وهو ينظر أمامه في نقطة فراغ:
-قبل ما أرجع كايلاا ليا، لازم أخلص من إياس.

تسائل في حيرة:
-طب وده هيحصل إزاي؟
إبتسامة سوداء أرتسمت على ثغره وهو يقول ببساطة قاسية:
-نفس اللي عمله إياس، عن طريق كايلاا هتنتهي إمبراطورية إياس الإبياري.
-بس هي صعب توافق؟ إزاي يا باشا تقدر تقنعها تنفذ حاجة زي دي.
أجابه ببرودٍ قاسٍ:
-إطمن، هتوافق وهتنفذ.
******
في اليوم التالي.
كانت متسطحة على الأرضية تضم ركبتها لصدرها ورغمًا عنها يجافيها النوم من الإرهاق، بالفعل لم تقدم لها نقطة ماء، وهي لم تطلب من الأساس.
إستمعت فجأة لصوت فتح باب الغرفة، فرفعت عينيها الشاحبتين نحو الباب، لتجد تلك الطفلة الصغيرة تدخل الغرفة وهي تنظر لها بعيون ضائقة بريئة، قبل أن تقترب منها بخطى بطيئة حذرة.
شهقت “كايلاا” بألم وهي تشعر بأنها تقف أمام شقيقتها الصغيرة “تيا”، فهي بنفس عمرها، ونفس برائتها، أشارت لها بعينيها وهي تهمس لها بخفوت:
-تعالي.
دنت منها الطفلة قبل أن تقف أمامها، لتسألها بابتسامة حانية:
-إسمك إيه؟
-حياة.
اتسعت ابتسامتها وهي ترفع يدها تمسح وجنتيها بحنوٍ مثير قائلة:
-أنتي جميلة أوي، ماشاء الله.
تساءلت “حياة” بلهجة خافتة:
-هو بابي ليه حابسك؟
أجابتها في غيظ:
-أصل بابي بلوة مسيحة يا حبيبتي.
قطبت جبينها بقوة وهي تنظر لها بعدم فهم، لتسألها “كايلاا” بإهتمام:
-قوليلي هو في حد في البيت دلوقتي؟
-لأ، بابي وأونكل غياث خرجوا الصبح وسبوني لوحدي.
إبتسمت لها بحنو وهي تقول لها بابتسامة جميلة:
-أنا معاكي، ماتقلقيش.

وقبل أن تتحدث الصغيرة، صرخت برعب حينما كُسر باب المنزل أثر إقتحام قوي.. مرعب، ودخول خمسة رجال ملثمين المنزل، ليدخل ثلاثة منهم الغرفة، وأحدهم يصيح بخشونة:
-أهيه، لقيناها.
هبت “كايلاا” واقفة وهي تحاول حماية “حياة” قبل أن تصرخ فيهم برعب:
-إنتوا مين وعاوزين إيه؟!!!..
******
بنفس التوقيت، قررت “ميرا” عدم الذهاب إلى عملها، بل الجلوس مع “تيا” والأهتمام بها، كانت جالسة معها تحاول جعلها أن تستوعب الدروس بشرحٍ مبسط، ولكن رنين جرس جعلها تتوقف عن الشرح والنهوض لترى من الطارق، وما أن فتحت الباب حتى هجم عليها ثلاثة رجال ملثمين لتصرخ بهلع، وقبل أن تركض منهم أو أي حركة قد تفعلها كان كبل أحدهم يداها بيد واحدة، وبيده الأخرى أخرج إبرة طبية توضع على عنقها.
تحشرج صوتها فجأة، وأهتزت الرؤية لديها، لتسقط فاقدة الوعي، وآخر ما سمعته هو صرخات “تيا”، وجملة ذلك الرجل وهو يقول بصوتٍ أجش:
-الباشا أمر إننا نجبهم هما الأتنين.
وآخر ما رأته ذلك الرجل الآخر وهو يحمل “تيا” قسرًا، ليبدأ جحيم جديد من نوعٍ آخر.
******
في ذلك المكان السري، جلس “إياس” وأمامه “غياث” الذي ينظر له بعدم رضا، مسح على وجهه بقوة وهو يشعر بنظراته القوية تكشف عن ما يفكر فيه، فتلك الفتاة بها شيء غريب، شيء يسبب ضجيج عالٍ في بواطن مشاعره، يثير فتيل مشاعره الخامدة بنار ظنها لن تشتعل يومًا، بها شيء يسلبه عقله، لا.. بل يسلبه هو! لا مفر من تعويذتها السحرية.
هتف فجأة بلهجة هادئة.. غريبة:
-البنت دي وراها حاجة، مش بالوحاشة اللي هي ظهراها، في سر وراها يا غياث.
سأله “غياث” بريبة:
-ليه بتقول كدا؟
أجابه بثقة وهو ينظر أمامه في شرود:
-أنا متأكد من اللي بقوله يا غياث، البنت دي وراها سر كبير، بس الأكيد أنها مش بريئة، لكن هي.. هي زينا.
أتسعت عينا “غياث” وهو يسأله:
-قصدك إيه؟

بلع ريقه بصعوبة قبل أن يجيبه بإنفعال:
-أقصد أنها وقعت في حفرة ملهاش آخر، زي اللي وقعنا فيها ولغاية دلوقتي مطلعناش منها.
سحب نفسًا عميقًا وهو يقول بحدة:
-أنت لو شوفت نظرة عينيها لما عملت نفسي إني هتهجم عليها كنت هتفهمني، نظرتها وكلامها بيقولوا أن القائد خدها غصب، وحاجة زي دي بتحرق دمي!!! ليه، ليه دمي محروق كدا؟!
صمت “غياث” قليلًا قبل أن يقول بجدية:
-والله كون أن كايلاا تنقذك من رصاصة القائد رغم اللي بتشوفه منك، ده بيأكد معدنها يا كينج.
نظر له “إياس” بصمت قبل أن ينظر أمامه في شرود وهو يقول:
-كلمة السر لحياة كايلاا، هي القائد يا غياث، مفيش غيره.
صدح رنين هاتفه، فأخرجه وهو يطلق زفيرًا حارقًا، أجاب على الفور ما أن رأى اسم إبنته قائلًا:
-أيوة يا حياة.
أنتفص قلبه ما أن سمع صوت بكاءها الحار وهي تقول بصوتٍ متقطع:
-الحقني يا بابي، في ناس كسروا باب الشقة وخطفوا كايلاا.
إياس:

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية لك الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى